تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انبعاث



عبد السلام هلالي
03-11-2012, 01:17 PM
انبعاث
وأنا قاب قوسين أو أدنى من الغرق، تمتد إلي تربتكِ بحرا من الأمل يغمر كل كلماتي الشريدة المقيمة دون بطاقة معنى على حواشي أوراقي المكتوية بحمم براكين اللجوء والتيه.
تشرق علي ملامحك شمسا دافئة من زمن ولى ، يعزف شعاعها على أعماق الروح القابعة في قعر الوحدة والانتظار، فيتشكل اللحن قاربَ نجاة بشراع من سكينة ومجداف من وهج الوصل.
وأنا قاب قوسين أو أدنى من امتطاء اليأس نحو وجهة مجهولة ، ألوح بعزيمتي المنهوكة للغيب ، وأستنزف ما تبقى في رئتي من هواء العيش في مقاومة جاذبية الإقامة على راحة الموت . يسير إلي كفك الأخضر حبل نجاة ، ويمتد نسيمكِ قوسا مثقلا بعمق الحياة وعبقها بين غروب شمس حزمت خيوطها في عجل مقتفية أثرك وفجر غدٍ يزف قدومك على بساط من الشفق الأبيض. تتلألأ ألوانه الراقصة بفرح ربيعي لتبدد عتمة قصائدي المعلبة في قوالب المكان والحرمان. ينزع عنها وشاحها الرمادي القاتم البارد بإحساس الغياب ، الحارق بجمر الشوق، ليغرد شِعرها خارج قوافي الصمت ، وينساب شَعرها خارج قيد الظفيرة طويلا طويلا، كماءِ ينفلت بعد طول انحباس في جوف غيمة تركب أجنحة الريح لتفلت من السقوط. كنهر يستعيد طعم الخطى ويتفقد أحجاره العطشى.
يعانق النهر خطاه وتتسارع خطوات التعاسة التي تجرعتْها أزهار شرفتي أمداً بطول غيابك. تتسلل هاربة عبر تصدعات النفس وانكسارات الحلم ، محملة بما غنمته من أيامي وشظايا القلب.
لا أحقد عليها ، لم يعد في ساعتي متسع لعقرب الحقد. لا ألاحقها ، فلتهنأ بما غنمت ولتترك لي بقايا عمري ، ألملمها ، أغسلها من بقايا سمها ، أنقيها من شوائب اليأس . أزرعها في ثنايا تربتك الغنية بكريات البقاء . لا أسقيها بالعبرات المختنقة بملح الانكسار، بل بملح العرق المتصبب من جبين الانتصار على جاذبية الموت. فالأرض لا تهوى الدموع وغمامة الصيف لا تروي الشجر العاري.
أمضي فاتحا عينَيَ ملء الوجود لأشعل شهب الحياة احتفالا بلحظة الانبعاث، الانفلات من رحم الغرق. وأستصدر شهادة ميلاد جديدة وفق التقويم الزمني لفصولك.

كاملة بدارنه
03-11-2012, 01:47 PM
لغة راقية ... جميلة الصّور والمعاني

فالأرض لا تهوى الدموع وغمامة الصيف لا تروي الشجر العاري.
رغم إمكانية البلل بماء الدّموع، إلّا أنّ الأرض ترفض ماء الحزن، وغمامة الصّيف عابرة سابحة في سماء الجفاف ولا تروي بشحّها
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: هل يصحّ القول انبعاث على... أم أنّه انبعاث من/إلى/ ؟ )

عبد السلام هلالي
03-11-2012, 08:41 PM
الأديبة الفاضلة كاملة،
الرقي في تواضعكم يسطع والجمال من حرفكم ينبع.
بالنسبة ل "انبعات" فتأتي "مع" من لتبيان المصدر مثل "انبعث من رماده." أما "الأرض" هنا فليست مصدر انبعات وإنما المكان الذي وقع فيه الفعل . فهو انبعاث من موت اليأس تم على أرض ما.
شكرا على المرور الكريم والإهتمام. ودمت بخير.

براءة الجودي
03-11-2012, 09:24 PM
وأنا أقرأها شعرتُ بصقيعٍ بارد وماإن قلت تشرق علي ملامحك إلا وأحسستُ
بدفء الشمس والتفاف الحنان والأمان حولي
كنتَ قادرا أن تنقلنا عبر غواصتك إلى مشاعرك الدفينة فنرى الكنوز الثمينة

عبد السلام هلالي ..
أبدعتَ وأمتعتَ
حفظك المولى

ربيحة الرفاعي
03-11-2012, 09:26 PM
الأديبة الفاضلة كاملة،
الرقي في تواضعكم يسطع والجمال من حرفكم ينبع.
بالنسبة ل "انبعات" فتأتي "مع" من لتبيان المصدر مثل "انبعث من رماده." أما "الأرض" هنا فليست مصدر انبعات وإنما المكان الذي وقع فيه الفعل . فهو انبعاث من موت اليأس تم على أرض ما.
شكرا على المرور الكريم والإهتمام. ودمت بخير.

حرف راق استوقفني بجمالية بنائه وبديع تراكيبه ورائق فكرته وحسّه

وأستميحك العذر هنا بملاحظة حول ردك على ما أشارت إليه أديبتنا الفاضلة الأستاذة كاملة بخصوص تعدية الفعل "انبعث" بحرف الجر "على" فغني عن الذكر أن من يكتب بهذه الجمالية يعرف حروف تعدية الفعل، وأنك إنما أردت الأرض مسرحا لحدوث الفعل لا مصدرا له ولا مرفأ، وإنما كان تعليقها إشارة لما ينضوي عليه هذا التعبير الإشكالي في العنوان والذي يجعل المتلقي يبدأ قراءة النص باستفهام لغوي انكاري

أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير

تحاياي

كاملة بدارنه
03-11-2012, 09:32 PM
السّلام عليك أخ عبد السّلام
شكرا على ردّك الكريم ... لقد فهمت القصد من اختيار هذا العنوان، ولكنه يربك القارئ، وكنت أفضّل لنثريتك الرّائعة التي فاتني تثبيتها عنوانا آخر ...
أهلا بك دوما وللتّثبيت إستحقاقا...
تقديري وتحيّتي

عبد السلام هلالي
04-11-2012, 08:10 AM
السّلام عليك أخ عبد السّلام
شكرا على ردّك الكريم ... لقد فهمت القصد من اختيار هذا العنوان، ولكنه يربك القارئ، وكنت أفضّل لنثريتك الرّائعة التي فاتني تثبيتها عنوانا آخر ...
أهلا بك دوما وللتّثبيت إستحقاقا...
تقديري وتحيّتي

بل الشكر كل الشكر لعنايتكم واهتمامكم بقلمي وكلمات البسيطة التي تحبو على دروبكم. و توجيهاتكم مرحب بها ، بل مرغوب فيها على الدوام أماالشهادة و التثبيت فهما فخر أعتز به .
بالنسبة للعنوان فسأكتفي بكلمة '' انبعاث" عملا بنصيحتكم ودفعا لأي لبس قد يربك القارئ . وأرجو تعديله إن أمكن.
شكرا مرة أخرى أيتها الطيبة.

عبد السلام هلالي
04-11-2012, 03:26 PM
وأنا أقرأها شعرتُ بصقيعٍ بارد وماإن قلت تشرق علي ملامحك إلا وأحسستُ
بدفء الشمس والتفاف الحنان والأمان حولي
كنتَ قادرا أن تنقلنا عبر غواصتك إلى مشاعرك الدفينة فنرى الكنوز الثمينة

عبد السلام هلالي ..
أبدعتَ وأمتعتَ
حفظك المولى


وحفظك وأدام عليك نعمه .
مروركم أثمن الكنوز وأبهاها . شكرا على طيب الكلام و جميل الإحساس.
دمت شاعرتنا الأنيقة.

نسرين بن لكحل
04-11-2012, 04:09 PM
أمضي فاتحا عينَيَ ملء الوجود لأشعل شهب الحياة احتفالا بلحظة الانبعاث، الانفلات من رحم الغرق. وأستصدر شهادة ميلاد جديدة وفق التقويم الزمني لفصولك.


هي انطلاقة جديدة نحو الحياة ،راق لي النص بما حواه من فكرة و صور جميلة حقا استمتعت بمشاهدتها ، كأنها أمام ناظري ..
لغة جذبتني و حس لامس الوجدان ..
تحيتي لك و لقلمك الفذ
تحيتي و تقديري

سامية الحربي
04-11-2012, 11:20 PM
"...محملة بما غنمته من أيامي وشظايا القلب.لا أحقد عليها ، لم يعد في ساعتي متسع لعقرب الحقد. لا ألاحقها ، فلتهنأ بما غنمت ولتترك لي بقايا عمري ، ألملمها ، أغسلها من بقايا سمها ، أنقيها من شوائب اليأس . أزرعها في ثنايا تربتك الغنية بكريات البقاء . لا أسقيها بالعبرات المختنقة بملح الانكسار، بل بملح العرق المتصبب من جبين الانتصار على جاذبية الموت.."

قرأت هنا انبعاث لغة راقية جميل أن نتناسى ونطوي الأحقاد ونتفرغ لمساحات النقاء النادرة في هذا الوجود. بورك يراعك. دمت بخير ونقاء. تحياتي

فاطمه عبد القادر
05-11-2012, 01:14 AM
لا أحقد عليها ، لم يعد في ساعتي متسع لعقرب الحقد. لا ألاحقها ، فلتهنأ بما غنمت ولتترك لي بقايا عمري ، ألملمها ، أغسلها من بقايا سمها ، أنقيها من شوائب اليأس . أزرعها في ثنايا تربتك الغنية بكريات البقاء . لا أسقيها بالعبرات المختنقة بملح الانكسار، بل بملح العرق المتصبب من جبين الانتصار على جاذبية الموت. فالأرض لا تهوى الدموع وغمامة الصيف لا تروي الشجر العاري

السلام عليكم
نص جد رائع .تأملت كثيرا بصوره البلاغية والإبداعية ,,وأعجبني جدا
نعم ,,الأرض لا تهوى الدموع ,والدموع ما هي إلا إقرارا بالواقع ,وبحرا يجذب صاحبه للغرق
الأرض تهوى العمل الجاد الذي لا نهاية له ولا حد
شكرا لجمال ريشتك أخي العزيز
ماسة

عبد السلام هلالي
06-11-2012, 12:46 AM
حرف راق استوقفني بجمالية بنائه وبديع تراكيبه ورائق فكرته وحسّه
أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير
تحاياي

الكريمة ربيحة الرفاعي،
مروركم يشرف كلماتي وينير لها الدرب بيد من تشجيع وأخرى من توجيه وإرشاد.
لكم موفور الشكر وجزيل الامتنان. لا حرمنا الله لتكم.
تحيتي واحترامي.

عبد السلام هلالي
06-11-2012, 11:38 PM
هي انطلاقة جديدة نحو الحياة ،راق لي النص بما حواه من فكرة و صور جميلة حقا استمتعت بمشاهدتها ، كأنها أمام ناظري ..
لغة جذبتني و حس لامس الوجدان ..
تحيتي لك و لقلمك الفذ
تحيتي و تقديري[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]

الأخت الكريمة نسرين.
إنما تتزين كلماتي المتواضعة بعبق مروركم وتتلألأ بوميض حروفكم.
شكرا على الكلمات الطيبة . ودمت بخير.

عبد السلام هلالي
07-11-2012, 09:46 AM
"
قرأت هنا انبعاث لغة راقية جميل أن نتناسى ونطوي الأحقاد ونتفرغ لمساحات النقاء النادرة في هذا الوجود. بورك يراعك. دمت بخير ونقاء. تحياتي

عطر مرورك وجميلة قراءتك أختي غصن، لا حرمنا الله منها.
لك جزيل الشكر، حياك الله

عبد السلام هلالي
07-11-2012, 07:21 PM
فاطمه عبد القادر
السلام عليكم
نص جد رائع .تأملت كثيرا بصوره البلاغية والإبداعية ,,وأعجبني جدا
نعم ,,الأرض لا تهوى الدموع ,والدموع ما هي إلا إقرارا بالواقع ,وبحرا يجذب صاحبه للغرق
الأرض تهوى العمل الجاد الذي لا نهاية له ولا حد
شكرا لجمال ريشتك أخي العزيز
ماسة

الماسة المبدعة فاطمة عبد القادر.
لكم سرني مرورك وأبهجتني كلماتك .
الشكرا لك مع عظيم التقدير.

سهى رشدان
08-11-2012, 08:39 PM
أحييك على هذا النص الجميل
دمت متألقا ً

عبد السلام هلالي
08-11-2012, 11:42 PM
أحييك على هذا النص الجميل
دمت متألقا ً


ولك أختي سهى أجمل التحايا مع باقة شكر وامتنان.
حياك الله ودمت بخير.

زهرة السفياني
09-11-2012, 03:31 PM
هنيئا لمن لانت له نفائس الحرف يشكلها كيف يشاء.
عزفت بروعة على قيثارة الابداع .
روعة النص والصور والإحساس لا تترك لنا إلا أن نعبر عن اعجابنا و انبهارنا الشديدين ونمضي .
دمت بأمل أيها الأديب.

عبد السلام هلالي
10-11-2012, 07:18 PM
هنيئا لمن لانت له نفائس الحرف يشكلها كيف يشاء.
عزفت بروعة على قيثارة الابداع .
روعة النص والصور والإحساس لا تترك لنا إلا أن نعبر عن اعجابنا و انبهارنا الشديدين ونمضي .
دمت بأمل أيها الأديب.

السيدة زهرة السفياني
مرورك دائما يثلج صدري و يضيء صفحتي.
سررت بتواجدك و باعجابك بحرفي المتواضع.
دامت لك الصحة والعافية. حياك الله.

نداء غريب صبري
21-11-2012, 10:08 PM
لا أحقد عليها ، لم يعد في ساعتي متسع لعقرب الحقد. لا ألاحقها ، فلتهنأ بما غنمت ولتترك لي بقايا عمري ، ألملمها ، أغسلها من بقايا سمها ، أنقيها من شوائب اليأس . أزرعها في ثنايا تربتك الغنية بكريات البقاء . لا أسقيها بالعبرات المختنقة بملح الانكسار، بل بملح العرق المتصبب من جبين الانتصار على جاذبية الموت. فالأرض لا تهوى الدموع وغمامة الصيف لا تروي الشجر العاري.

يا الله
ما أجمل النص وهذا المعنى العظيم
أحييك أخي

واشكرك

بوركت

عبد السلام هلالي
22-11-2012, 08:24 AM
لا أحقد عليها ، لم يعد في ساعتي متسع لعقرب الحقد. لا ألاحقها ، فلتهنأ بما غنمت ولتترك لي بقايا عمري ، ألملمها ، أغسلها من بقايا سمها ، أنقيها من شوائب اليأس . أزرعها في ثنايا تربتك الغنية بكريات البقاء . لا أسقيها بالعبرات المختنقة بملح الانكسار، بل بملح العرق المتصبب من جبين الانتصار على جاذبية الموت. فالأرض لا تهوى الدموع وغمامة الصيف لا تروي الشجر العاري.

يا الله
ما أجمل النص وهذا المعنى العظيم
أحييك أخي

واشكرك

بوركت

أهلا ك أديبتنا الكريمة وأشكرك على طيب كلمك وحسن ثنائك.
وسرني كثيرا أن لراقك هذا النص. شهادة أعتز بها.
دمت بخير ولا عدمن مرورك.

خلود محمد جمعة
11-12-2014, 09:16 AM
رسمت الحرف برقة ولونته بدقة
لوحة محلقة ومعان عميقة
اسجل اعجابي
كل التقدير

ناديه محمد الجابي
24-08-2016, 11:45 AM
نبض جميل ـ مغسول من شوائب اليأس والحقد، هارب من انكسارات الحلم
ليشعل شهب الحياة بلحظة انبعاث .
نص فيه بلاغة الأديب المتمكن المبدع
صور محلقة، وخيال خصب، وحرف يتزين ببديع اللغة
وقد رسمت بريشة حرفك لوحات سحرية.
تحية لروعة وجمال حرفك. :001:

بابيه أمال
29-08-2016, 11:08 AM
منطق الحياة الأبدية يرفض الحزن.. حيث تأخذ من ارتضى اختلاف ظروفها إلى دهاليز الوجود منفتحة عيناه عن آخرهما.. فتسحب منه ورقة تكرار نفس المواقف المحبطة.. مع الإبقاء على دوام الشعور بالنبض.. بالوعي.. بمعاني كل ما يمت للروح من صلة..

عبد السلام..
شكرا للغتك المنسابة.. تلك التي تجذب القارئ بشغف حتى نقطة النهاية..

تقديري..

د. سمير العمري
18-08-2019, 06:49 PM
نص نثري زاهر وحرف معبر جميل فلا فض فوك!
ودام ألقك الزاهر!


تقديري