المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الدائرة ))



مازن لبابيدي
05-11-2012, 06:32 PM
حدَّقَتْ إلى اللا شَيءَ بِعَينينِ ذاهِلَتينِ يُصارِعُ الدَّمعُ كِبْرياءَهُما لِيَنسَكِبَ كِحِمَمِ البراكينِ عَلى سَفْحِ جَبينِها قَبْل أَنْ يَغيبَ في مِخَدَّتِها التي تَحْمِلُ رَأسَها المُثْقَلَ بالأفكارِ والذِّكرَياتِ التي تَزاحَمَتْ على أَبْوابِ النَّفْسِ والرُّوحِ ، ولَمْ يَكُنْ كُلُّ ذَلك الصَّبيبِ لِيَفِيَ بِمَطْلَبِ قَلْبِها المُحْتَقِنِ جَمْرا وصَدْرِها المُحْتَبِسِ قَهْرا فكانت تُفْلِتُ كُلَّ حِينٍ مِنْ حَنْجَرَتِها المَبْحُوحَةِ صَرخَةٌ تَكادُ تُمَزِّقُ أَوْتارَها : لا .. لماذا ؟ .. آهخ .. آه .

تَوالَتْ مَرّاتٍ عَديدَةً أَمامَها مَشاهِدُ الاسْتِبْدادِ والقَهْرِ اللَّذَيْنِ عاشَتْهُما وعانَتْهُما في حَياتِها مُنْذُ فارَقَتْ مُبَكِّرَةً طُفُولَتَها التي لا تَذْكُرُ مِنْها إلّا احْتِضَانَ أُمٍّ باكِيَةٍ شاكِيَةٍ وزَجْرَ أَبٍ عَنيدٍ شَديدٍ ، لِتَذْهَبَ بَعْدَها إلى قَلْعَةٍ مُظْلِمَةٍ مُخيفَةٍ عالِيَةِ الجُدرانِ ضَيِّقَةِ النَّوافذِ قَبَعَتْ في رُكْنٍ مِنْها دَهْرًا تُلَبِّي حاجاتِ سَيِّدِها الذي قَلَّما رَأَتْ منه ابتِسامَةَ رِضىً أو انتَظَرَتْ منه نَظْرَةَ عِرْفانٍ أو حَنانٍ.
لَكِنَّ اللهَ أَذِنَ أَنْ يُشْرِقَ في حَياتِها التَّعِسَةِ بَدْرٌ أَضاءَ لَيْلَها وآنَسَ وَحْشَتَها وزَرَعَ البَسمةَ والأَملَ في وُجودِها البَغيضِ.
كان لِرُوحِها بَلسما ولقَلْبِها بَهْجةً ولنَفْسِها رَاحةً ، ولجُروحِها بُرْءًا .

فاضَ ثَدْياها مع اللَّبَنِ عاطِفَةً مُتَدَفِّقةً زادَتْهُ دُسُومَةً وغِذاءً ، ونَضَحَتْ عَيْناها مع الحُبِّ أَمَلا ورَجاءً سَكَبَتْها في مُقْلَتَيْهِ ، وجَعَلَتْ مِنْ تَرْنيماتِها وهَدْهَداتِها سِكينَةً وطُمَأنينَةً تَناغَمَتْ في أُذُنَيه.
بَدَأَت شَيئا فشَيئا تَتصالحُ مع الحَياةِ وتَنْسى إساءاتِها وتَغْفِرُ لها أَفْعالَها .. وَلِمَ لا ؟ وَقَدْ أصبَحَتْ الحياةُ لها هي، أكثَرَ مِن غَيْرِها ، والسَّعْدُ واتاها والفَرْحُ صاحَبَها في يَومِها وليلِها .
أَصْبَحَ فَوَّازٌ أَهَمَّ شَيْءٍ ، بَلْ كُلَّ شيء في حَياتِها ، طَعامُهُ ، نَظافَتُه ، فَرْحُهُ ، بُكاؤُه ، لَعِبُه ، مَدْرَستُه ، رِضاهُ ، غَضَبُه ... صارَ هُو المِحْوَرَ والأساسَ و .. كُلَّ شيء . ورُغْمَ أنها أنجَبَتْ بَعْدَه بَنينَ وبَناتٍ إلّا أَنَّ أيًّا مِنْهُم لم يَحْظَ بِمِثْلِ نَصيبِهِ مِنْها وحِظْوَتِهِ عِنْدَها ، حتى أبوهُ لَمْ يَعُدْ لَهُ في نَفْسِها ما كان مِنَ الهَيْبَةِ ، فَلَمْ تَعُدْ تَأْبَهُ كثيرا لِغَضَبِهِ وشِدَّتِهِ وانْقَلَبَ ضَعْفُها أَمامَهُ قُوَّةً وتَحَدِّيا وخُضُوعُها رَدًّا وتَمَرُّدًا أحْيانًا .. إنَّها الآنَ أُمُّ فَوَّاز !

نَشأَ فوازُ فَتِيّا أمامَ عَينَيها اللَّتَين كانتا تُشِعَّانِ فَخْرا كُلَّما وَقَعَتا عَليه أو تَكَلَّمَتْ عَنْهُ وما أكثرَ ما فَعَلَتْ ، كان نَشِيطا مُفْعَمًا بالحياةِ والمَرَحِ ، قَويَّ الجِسْمِ ذَكيًّا ، حَسَنَ الهَيئةِ نَظيفًا أنِيقَ المَلْبَسِ ، بادِيًا عَلَيهِ حُسْنُ الرِّعايةِ والدَّلالِ وأَثَرُ النِّعْمَةِ والثَّراءِ . إلّا أنَّهُ مَعَ ذلكَ كان صَعْبَ المِراسِ عَنيدًا أنانيَّا مَغْرورًا، لكنَّ ذلك لم يَكُنْ لِيُقلِقَها وهُو يتوافَقُ مَعَ مُرادِها لَهُ في التَمَيُّزِ والتَّصَدُّرِ على غَيرِهِ .
رَأَتْ فيهِ امتِدادًا عُضْوِيًّا وزَمَنِيًّا لِذاتِها ، مَشْروعَ حَياتِها الأكبرَ الّذي سَتُعَوِّضُ بِهِ ما فاتَها وتَنْتَصِرُ لِنَفْسِها مِنْ خِلالِهِ ، فكان كُلُّ ما يَبْتَغيهِ مُباحًا ، وكُلُّ ما يَكْرَهُهُ مُحَرَّما . لَمْ يَكُن أحدٌ يجرؤُ على إِزعاجِ شِبْلِ اللَّبُؤَةِ الشَّرِسَةِ ، وَقَدْ أدْرَكَ الطِّفْلُ بِفِطْرَتِهِ وذَكائِهِ مَوْقِعَهُ مِنْ أُمِّهِ وحِمايَتَها الَّتي يَتَمَتَّعُ بها فاستثمرَهُ أبْلَغَ استثمارٍ في الدَّارِ والجِّوارِ وحتى في المَدْرَسةِ التي كان يَهابُ مُدَرِّسُوها مِنَ السَّيِّدَةِ السَّليطَةِ اللِّسانِ .. أُمَّ فَوَّاز.

في شَبابِهِ المُتَفَجِّرِ الصَّاخِبِ أصْبحَ فَوَّازٌ قُرَّةَ عَينِ والِدَتِهِ وأَمَلَها المُتَحَقِّقِ مُتَمَثِّلا أمامَها ، مَوضوعَ أحادِيثِها مع الناس ، مَثارَ فَخْرِها ومَبْعَثَ فَرَحِها ومَحَلَّ اعتِزازِها ومَوْطِنَ أمَلِها المُتَجدِّد.
تَجَلَّتْ ذِرْوَةُ سُرورِها وهِيَ تُقَدِّمُ الحَلوَى والشَّرابَ لِلمُهنِّئين لها ابتِهاجًا بِحُصولِهِ على الشَّهادَةِ الثَّانَوِيَّةِ وتَفَوُّقِهِ فِيها ، نَجاحٌ آخَرَ لها ،لَمْ تَكُنْ تَحْلُمُ أَنْ تُحقِّقَهُ هِيَ ، تَراهُ اليومَ ناجِزًا في بِضْعَةٍ مِنْها .. وَلَدَها .

هَدَأَتْ قَليلًا مَشاعِرُها التي تَعْتَلِجُ في صَدْرِها وهِيَ تَرى صُورَتَهُ الجميلةَ أمامَها بابتِسامَتِهِ السّاحِرَةِ وحُلَّتِهِ الزَّاهِيةِ التي زَيَّنتْ شابًّا يافِعًا يَطِيرُ فَوقَ الأرْضِ حَيَوِيِّةً ومرحًا ، واخْتَلَسَتْ ابتِسامَةٌ راجِفَةٌ لَحْظَةً مِنْ زَمَنِ الاكْتِئابِ الّذِي غَلَّفَ قَلْبَها .

لَكِنَّ السَّعْدَ يَشُوبُهُ دائِمًا القَلقُ والخَوفُ اللّذانِ كانا يُكَدِّرانِ صَفاءَها كُلَّما خَرَجَ ابنُها أو تأخَّرَ في العَوْدَةِ ، وقد بَلَغَ الأمْرُ ذِرْوَتَهُ عِندما سَعَى وألحَّ في الحُصُولِ عَلَى رُخْصَةِ قِيادَةِ السَّيَّارَةِ والتي عَبَثًا حاوَلَتْ إقْناعَهُ بِتأجِيلِها ، ومَنْ يستطيعُ أَنْ يَرْفُضَ طَلَبًا .. لِفَوَّاز ؟

مَعَ كَثْرَةِ خُروجِهِ وأصْحابَهُ وتَكَرُّرِ تَأخُّرِهِ في العَوْدَةِ إلى الدَّارِ ، أصْبَحَتْ أُمُّ فَوّازٍ تَعيشُ في جَحِيمٍ يَومِيٍّ حَقيقِيّ ...
- بِرضَايَ عَلَيكَ يا وَلَدِي لا تَتَأخَّرْ عَنِ الدَّارِ مَرَّةً ثانِية ، أنْتَ تَعْلَمُ أنِّي لا أَقْدِرُ على النَّومِ قَبْل أن أطْمَئِنَّ عَلَيكَ ..
- يا أُمَّ فَوَّاز .. أنَا لَمْ أعُدْ ذلك الطِّفلَ الصَّغيرَ المُدَلَّلَ الذي كان يَنامُ في حِضْنِكِ ، لقد صِرْتُ رَجُلًا ولي حَيَاتي وأصْحابي ، هَلْ تَرَيْنَ مِنَ اللّائِقِ لي أنْ أقُولَ لِأصْحابي عِندَ الثَّامِنةِ أنَّ عَلَيَّ أنْ أذهبَ لِلنَّوم ؟! هَلْ تَقْبَلينَ لابْنِكِ أَنْ يُصْبِحَ أُضْحوكةً بَينَ النّاسِ ؟!
- يا حَبِيبَ أُمِّكَ ، لَمْ أَقُلْ ذَلكَ ولَكِنْ لَيْسَ كُلَّ يَوْمٍ ! ولَيْسَ إلى مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ !
- أرْجوكِ أُمِّي هَذِهِ حَياتي فَدَعِيني أعيشُها كَما أُريدُ ، ولا تَقْلقِي فَلَنْ تَأكُلَني الضَّبُعُ ..هههه.
- لَيسَتْ حَياتَكَ وَحْدَكَ فَقَطْ ، هِيَ حَياتِي أيضًا ، أنْتَ ابْنِي ، أغَلَى ما أَمْلِكُ ، ألَا يَهُمُّكَ قَلقِي عَلَيْكَ وخَوْفِي ؟!
- عُدْنَا لأُسْطُوَانَةِ الخَوْفِ والقَلقْ ! قُلْتُ لَكِ .. أنا .. لَسْتُ صَغيرًا ، لَمْ أَعُدْ كَذلِك ، فَدَعِيني أذْهَبُ للنَّوْمِ فأنا مُرْهَقٌ جِدّا !
- آه .. حَسَنًا يا حَبيبي .. نَومَ الهَناء ، هَداكَ الله.
حِوارٌ عَقيمٌ تَكَرَّرَ عَشَراتِ المرَّاتِ ، وكانَ يَزْدادُ حِدَّةً أحْيانا ، حَتَّى اعْتادَتْ أُمُّ فَوَّازٍ الأمرَ واسْتَسْلَمَتْ للتَّغَيُّرِ الذي لَمْ تَمْلِكْ أنْ تَمْنَعَهُ.
ارْتاحَتْ قَليلا لِفِكْرَةِ أَنَّ التَغَيُّرَ كان طَبيعِيًّا وحَتْمِيًّا ورُبَّما لا دَاعِيَ لِأنْ تَلُومَهُ أو تُؤنِّبَ نَفْسَها عَلَيْهِ!
- نَعَم هَذا طَبِيعِيٌّ ، لا يُمْكِنُ إيقافُ الزَّمَنِ .. الكَبيرُ غَيرُ الصَّغيرِ .. ليسَ مِنَ اللّائِقِ أَنْ أُعَامِلَهُ كَطِفْلٍ وَهُوَ رَجُلٌ مُكْتَمِلُ الرُّجولَةِ .. أَلَمْ يكُن هذا أمَلُكِ يا أُمَّ فَوَّاز ؟!

لكن الذِّكرياتِ لم تُمهِلْها ولم تَترُكْ لِتلكَ الوَمْضَةِ المُريحَةِ فُرصَةَ الانْفِرادِ بِعاطِفَةِ الأمِّ المُتَسامِحَةِ الصَّفوحَةِ ، فالتَّبَدُّلُ لم يَقِفْ عند ذلك الحدِّ وما كان له أنْ يَقِفَ مع فوازٍ الذي لم يَعْرِفْ في حياتِهِ شَيئا اسمُهُ القُيودُ أو الحُدودُ التي يُمْكِنُ أنْ تُعيقَهُ ، فَقدْ أصبحَ يغيبُ مُعظمَ النهارِ في الجامعةِ ! ، ثُم يأتي لِيأكُلَ شَيئا ويَستعدَّ للخُروجِ والسَّهرِ والمرحِ مع أصحابِهِ ليلًا ، وبالطَّبعِ مُتَزوِّدًا بما يَزيدُ عن حاجَتهِ مِنَ المالِ الذي ما كانتْ لِتمنعَهُ عَنهُ بأيِّ حالٍ ، ثُم مَصحوبا بالكثيرِ من الأدعِيةِ والرَّجاءِ والتَّوسُلِ أنْ لا يَتأخرَ في العَودةِ إلى الدارِ للدِّراسةِ والرَّاحةِ والنَّومِ مُبَكِّرا وأن يَقودَ بِتَرَوٍّ وأن لا يَصْحَبَ أهْلَ الفِسْقِ والضَّلالِ ، وكان فوازُ يَستَديرُ مُنْصَرِفا وعلى وَجْهِهِ عَلاماتُ الامْتِعاضِ التي أصْبَحَتْ مع الوقتِ تَظهَرُ لها بِوُضوحٍ ويُرافِقُها التَّأفُّفُ مِنْ كَثرةِ تِلكَ التَّوصياتِ الطَّاعِنَةِ في رُجولَتِهِ واسْتقلالِيَّةِ قَرارهِ وفَهْمِهِ لأُمورِ الحياةِ ، وتُعَلِّلُ هِيَ نَفْسَها بِأنَّهُ ليس إلا طَيْشَ الشَّبابِ واستعجالَهُمْ ونَزَقَهُم وقِلَّةَ صَبْرِهِمْ .
حاوَلَتْ كَثيرا أنْ تستعيدَ بِدِقَّةٍ اللَّحْظةَ الفَاصِلَةَ التي مَالَ صَبْرُها عَليْهِ فِيها إلى النَّفادِ ، عَسَى أنْ تَعْثُرَ بِالكلْمَةِ أو الإيمَاءَةِ أو التَّصَرُّفِ الذي أخْرَجَ الأمرَ بينهما عَنِ السَّيْطرة ، عَلَّها تَجِدُ ما تَغْفِرُ لَهُ بِهِ ما صَدَرَ عَنْهُ .

تَأَخُّرُه عن الدار كان يزدادُ باضطراد وربما أَتَى مَعَ الفَجْرِ أو بَعْدَهُ ، ورائِحَةُ السَّجائِرِ تَفوحُ مِنْهُ أكثرَ فأكثرَ ولَمْ يُجَشِّمْ نَفْسَه يوما مَشَقَّةَ الاتِّصالِ بِها لِطَمْأنَتِها .
وذاتَ لَيْلَةٍ كاد القَلَقُ أنْ يَقْتُلَها وهِي تنتظرُهُ وتُسْرعُ إلى النَّافِذَةِ كُلَّما سَمِعَتْ هَديرَ سَيّارةٍ مَارَّةٍ إلى أنْ غَلبها النَّومُ فَلَمْ تَنتبهْ إلّا والشَّمسُ ارتَفَعَتْ قَيْدَ رُمْحٍ ..
لَمْ يَكُنْ فَوّازُ في غُرْفَتِهِ أو في الدَّارِ ..! إنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ . انتابَها رُعْبٌ شِديدٌ واستَوْلَتِ الوَساوِسُ عَلى رأسِها ، وراحَتْ تَتَّصِلُ بِكُلِّ مَنْ تَعْرِفُ مِنْ أصحابِهِ لَكِنَّ أغلبَهُمْ كانوا في دَوامِهِمُ الجَامِعِيِّ أو في أعمالِهِمْ ، وبعضُهم لَمْ يَزَلْ نائِمًا ، لكن أحدًا لم يَرَهُ تِلكَ اللَّيلةَ .

جُنَّ جُنونُ أُمِّ فوازٍ وانطَلَقَتْ مِنْ فَورِها إلى الجامعةِ حَيْثُ أكَّدَ لها مَنْ يَعْرِفُهُ أنَّ فَوازًا لَمْ يَحْضُرْ إلى الجامعةِ منذ أسبوعٍ أو أكثرَ !
كانَتِ الصَّدْمَةُ قاسِيَةً وأُسْقِطَ في يَدِها وأوْشَكَتْ على الانهِيارِ ، وعادَتْ إلى الدَّارِ مُحْبَطَةً تُكَلِّمُ نَفْسَها ..
- تَكْذِبُ على أُمِّكَ يا فَوَّاز ؟!
- أَهذه آخِرُ تَربِيَتي لَك ؟!
- أيْنَ تَذْهَبُ ؟! مَعَ مَنْ ؟!
- لماذا يا فواز ؟! لماذا يا ابن بَطْني لماذا ؟!

يَومٌ طَويلٌ أَكَلَ مِنْ عُمُرها سَنَةً ، عاد في آخرهِ فواز وكأنهُ لم يَغِبْ ساعةً عَن البَيتِ ، لِيَجِدَ ولِأوَّلِ مَرَّةٍ في عُمْرِهِ أمًّا غاضِبَةً مُزَمْجِرةً تَصْرُخُ في وَجْهِهِ مُؤَنِّبَةً مُوَبِّخة !!
كان ذلك مفاجأةً ثقيلةً لَمْ يَعْهَدْها ، وبَدَلَ أنْ يَرْجِعَ إلى الحَقِّ ويَتَمَلَّكَهُ تَأنيبُ الضَّميرِ ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ العِزَّةُ بِالإثْمِ فاستدارَ إلى والدَتِهِ ثائِرًا جائِرًا قاطِبًا مُعَنِّفًا ، يَهُزُّ في وجْهِها سَبَّابَتَهُ..
- إِسْمَعِي ..لَقَدْ سَئِمْتُ مِنْكِ ومِنْ تَدَخُّلِكِ في كُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرةٍ في حَيَاتي !
- قُلْتُ لَكِ ألْفَ مَرَّةٍ ومَرَّة .. إنَّني لم أَعُدْ صَغيرًا !
- لَقَدْ أصْبَحْتُ رَجُلًا ، هَلْ تَعْلَمينَ ما مَعْنَى رَجُل ؟ أنا رَجُلٌ وسأفْعَلُ ما أُريدُ ، ولا أُريدُ مِنْكِ أنْ تُكَلِّميني بَعْدَ اليومِ في مِثل هذه الأمورِ ، أتَفْهمين ؟!
- أنْتِ فقط أُمِّي ولسْتِ وَصِيَّةً على حَيَاتي وقَراري ، هيا جَهِّزي ليَ الطَّعامَ فَأنا أتَضَوَّرُ جُوعًا !

كانَتِ الكَلِماتُ تَقَعُ على قَلْبِها كالمطارِقِ تَسْحَقُهُ سَحْقًا ، أُلْجِمَ مَنْطِقُها ، تَحَطَّمَ في داخِلِها أشياءٌ كثيرةٌ ، جَحَظَتْ عَيْناها وتَجَمَّدَ وَجْهُها وَهِيَ تَنْظُرُ إِليْهِ ..
- نَعَمْ .. لَقَدْ نَما العُودُ إِذَنْ واسْتَوَى واشْتَدَّ وصَلُب.
- كُلُّ ما في الأمرِ إِذَنْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ بَلَغَ تَمامَهُ ..
- لقد صَنَعْتِ يا أُمَّ فَوَّازٍ .. مُسْتَبِدًّا جَدِيدًا

عبد السلام هلالي
05-11-2012, 06:49 PM
كانَتِ الكَلِماتُ تَقَعُ على قَلْبِها كالمطارِقِ تَسْحَقُهُ سَحْقًا ، أُلْجِمَ مَنْطِقُها ، تَحَطَّمَ في داخِلِها أشياءٌ كثيرةٌ ، جَحَظَتْ عَيْناها وتَجَمَّدَ وَجْهُها وَهِيَ تَنْظُرُ إِليْهِ ..
- نَعَمْ .. لَقَدْ نَما العُودُ إِذَنْ واسْتَوَى واشْتَدَّ وصَلُب.
- كُلُّ ما في الأمرِ إِذَنْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ بَلَغَ تَمامَهُ ..
- لقد صَنَعْتِ يا أُمَّ فَوَّازٍ .. مُسْتَبِدًّا جَدِيدًا


وهذا دأبنا في صناعة الجبابرة.
ارتشفتها في لهفة كمن يشرب بعد أمد من العطش، وبي رغبة طفولية أن لا يسبقني أحد إلى التعليق.
رائعة بقسوتها ونهايتها الحكيمة التي تعود بنا إل البداية الأليمة، وكأن الحكمة لا تولد إل من قساوة الأيام.
جمال هو أكبر من يقول فيه مثلي غزلا، لذا أكتفي ب " أعجبتني جدا' وأمر تاركا باقة تقدير واحترام

كاملة بدارنه
05-11-2012, 07:24 PM
مسكينة أمّ فوّاز ... لقد ذهب تعبها أدراج الرّياح ...
هو العقوق الذي يقتل الأمّ أو الأب لولا جبلة المحبّة والتّسامح التي جبل عليها قلب الأمّ
قصّة رائعة بمبناها الاسترجاعي وفكرتها وحبكتها
بوركت أخي الدّكتور مازن
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت تقديرا واستحقاقا

زهرة السفياني
06-11-2012, 12:37 PM
الفكرة متداولة وكثيرة هي الأقلام التي حلقت في ساحتها، لكن لعزفك عليها لحن مختلف.
جميلة وقاسية اجتمعت فيها البداية بالنهاية لتشكل العنوان.
تحيتي واحترامي.

آمال المصري
06-11-2012, 01:41 PM
كانت الدائرة محكمة وماأثمرت بعد رحلة طويلة حول محيطها سوى نسخة أصلية لمستبد كبير
رغم تعاطفي معها وماعانته إلا أنني لاأعفيها من انتاج نموذج سيء بيدٍ أول مافلت منها طرق عليها بقسوة
نص رائع بكل مافيه فكرة وسرد وحبكة قوية وخاتمة صادمة
يستحق التثبيت وإدراجه ضمن المجموعة القصصية للنشر
دام ألقك د. مازن
تحاياي

ربيحة الرفاعي
06-11-2012, 09:21 PM
فيما غطى ربع مساحة النص تقريبا كانت أم فواز في رؤية القارئ القائمة على ما هو مقدم إليه جريحة مظلومة حظيت بتعاطف كبير وتبنٍ لا إرادي لحقها في ان تعيش بكرامة واحترام لإنسانيتها المقموعة، وفجأة وبقدوم فواز كان لدينا انقلاب عنيف تنمّرت فيه القطة واكثر، فظلمت وجارت وصنعت من الفتى متجبرا لم تنصف منه حتى إخوته .

حتى أبوهُ لَمْ يَعُدْ لَهُ في نَفْسِها ما كان مِنَ الهَيْبَةِ ، فَلَمْ تَعُدْ تَأْبَهُ كثيرا لِغَضَبِهِ وشِدَّتِهِ وانْقَلَبَ ضَعْفُها أَمامَهُ قُوَّةً وتَحَدِّيا وخُضُوعُها رَدًّا وتَمَرُّدًا أحْيانًا .. إنَّها الآنَ أُمُّ فَوَّاز !
فكان السؤال الملحّ ...
إذا كانت هي استمدت من وجود فواز في حياتها قوة نالت بها ما نالت من سلطة ، فما الذي أضعف الأب وقد رأيناه في بداية القصة قويا جبارا؟

مهارات قصية مائزة وتمكن من أدواتك أمسكت به زمام القول تشكل رموزه وتقولب دلالاته، لتتعدد القراءات في نص لبس حلّة اجتماعية، يخفي وراءها إسقاطات سياسية عميقة وقوية
وبلغة بهية وسرد شائق شدنا للنص حتى حرفه الأخير، تابعنا انفلات الصنيعة من عقال الصانع، وتمرد الفتى على القيم والمثل بتدريج وصل به في شبابه للتمادي على من منحه سلطته وملّكه قوته

باهرا كنت هنا أديبنا الكريم

أهلا بك ومرحبا في واحتك

تحاياي

مصطفى حمزة
07-11-2012, 03:34 AM
أخي الحبيب ، الأديب القدير الأستاذ مازن
صبّحك الله بالخير ومسّاك
وأنا أقرؤها بهذه اللغة البليغة المُدلّلة ، وبهذا السرد العفويّ المتحرر من قيود التلاعب بالزمن تأخيراً وتقديماً ، وبهذه اللمسات الاجتماعيّة الخُلُقيّة ، ثمّ بهذا التقرير الواضح الفاضح لما يُريد الكاتبُ من قصّته من عبرة التدليل الغامر وأثره على الأولاد والمجتمع ...بهذا كلّه كانت تهبّ عليّ ( نظرات) و(عبرات) المنفلوطيّ رحمه الله .. ذلك الكاتب المبدع ، مربّي الأجيال بقلمه !
ولكنّك - أيها الفذّ - بززته بالصور البيانيّة الباهية ، وكان أسلوبك أكثرَ استرسالاً منه .
كان لحديث النفس - المنولوج - الذي أجريتَهُ على شخصية الأم دورٌ كبير في الكشف عن ملامحها النفسيّة .
تحياتي وتقديري
ودمتَ بألف خير

ياسر ميمو
07-11-2012, 04:02 AM
وعليكم السلام



حقيقة لم أعرف ما أقول بعد انتهائي من قراء ة هذه المأساة الانسانية


العقوق مسألة بالغة الصعوبة على الوالدين قبل الأبناء


نص يضرب على أوتار الانسانية المعذية على يد من تحب



نص يستحق كل التحية والتقدير والامتنان



والشكر موصول لمن سلط الضوء على هذا النص عبر التثبيت




أيامك رضا وسعادة

مازن لبابيدي
08-11-2012, 07:53 AM
وهذا دأبنا في صناعة الجبابرة.
ارتشفتها في لهفة كمن يشرب بعد أمد من العطش، وبي رغبة طفولية أن لا يسبقني أحد إلى التعليق.
رائعة بقسوتها ونهايتها الحكيمة التي تعود بنا إل البداية الأليمة، وكأن الحكمة لا تولد إل من قساوة الأيام.
جمال هو أكبر من يقول فيه مثلي غزلا، لذا أكتفي ب " أعجبتني جدا' وأمر تاركا باقة تقدير واحترام


أخي عبد السلام هلالي
شكرا لطلوعك في سماء صفحتي مستهلا المشاركات الكريمة
أنت كبير يا أخي بخلقك وأدبك وجمال روحك الذي يستشف من كلماتك الطيبة
شكرا للإطراء المغدق

تحيتي وتقديري

مازن لبابيدي
08-11-2012, 12:03 PM
مسكينة أمّ فوّاز ... لقد ذهب تعبها أدراج الرّياح ...
هو العقوق الذي يقتل الأمّ أو الأب لولا جبلة المحبّة والتّسامح التي جبل عليها قلب الأمّ
قصّة رائعة بمبناها الاسترجاعي وفكرتها وحبكتها
بوركت أخي الدّكتور مازن
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت تقديرا واستحقاقا

الأديبة المبدعة الكبيرة الأستاذة كاملة بدارنة
ثبت الله قلبك على الحق والإيمان
أعتز برأيك وإطرائك أختي
لو يدري الأبناء ما في العقوق من شر وما يستجلب من غضب الله لما رفت لهم عين بين يدي آبائهم وأمهاتهم .

تحيتي الكبيرة وتقديري

وليد عارف الرشيد
08-11-2012, 07:41 PM
كل ما يريده القارئ يجده في قصتك الأخاذة لغةً وفكرًا وتشويقًا
لم تتعمد في جميلتك أن تتقيد بمنهج فكان ذلك بحد ذاته منهجا بديعا وصل بيسر سردا وفكرا
استمتعت من المطلع إلى المغيب
دمت مبدعنا الأديب الشاعر بهذا الألق ودام لك العطاء
محبتي وكثير تقديري

فاطمه عبد القادر
08-11-2012, 10:36 PM
تَوالَتْ مَرّاتٍ عَديدَةً أَمامَها مَشاهِدُ الاسْتِبْدادِ والقَهْرِ اللَّذَيْنِ عاشَتْهُما وعانَتْهُما في حَياتِها مُنْذُ فارَقَتْ مُبَكِّرَةً طُفُولَتَها التي لا تَذْكُرُ مِنْها إلّا احْتِضَانَ أُمٍّ باكِيَةٍ شاكِيَةٍ وزَجْرَ أَبٍ عَنيدٍ شَديدٍ ، لِتَذْهَبَ بَعْدَها إلى قَلْعَةٍ مُظْلِمَةٍ مُخيفَةٍ عالِيَةِ الجُدرانِ ضَيِّقَةِ النَّوافذِ قَبَعَتْ في رُكْنٍ مِنْها دَهْرًا تُلَبِّي حاجاتِ سَيِّدِها الذي قَلَّما رَأَتْ منه ابتِسامَةَ رِضىً أو انتَظَرَتْ منه نَظْرَةَ عِرْفانٍ أو حَنانٍ.

السلام عليكم
ما أرى هذة القصة ((الدائرة)) إلا انعكاسا لوضع الشعب العربي ,والشعوب الأخرى في كل العالم الثالث
عندما يظهر الحاكم الجديد يظن الشعب أنه المنقذ
تتحزم الجماهير ,,,وتبدأ بالرقص المحموم أمامه ,حبا ,,خوفا ,,تسلقا ,,لا أدري !!
حتى الرئيس الأميركي (أوباما) لم يسلم من هذا الهذيان وهذا الرقص من شعوبنا ,ظنا منا أن هذا الاسم المسلم والوجه الأفريقي سيفعل شيئا .
ناسيين أنه لم يصل للرئاسة الأميركية, إلا لأن الصهيونية راضية عن أدائه.
وبينما شعوبنا في العالم الثالث ترقص له ,,كان هو يرقص للصهيونية
هل رأينا المفارقة ؟؟
وهكذا يظن الحاكم الجديد نفسه شيء كبير,, وبالتالي يصدق الأمر ,ويمشي الحال.

القصة على صعيد المرأة وابنها
هو أن هذة المرأة أصلا ,,تبجل الشخصيات المستبدة في عقلها الباطني
أرادته مستبدا طاغية ليحميها من الطغاة الآخرين
وبالتالي لتمارس هي من خلاله الطغيان على من تقدر عليهم
هكذا ومن غير دراية منها ربته على هذا الأمر ,وسرعان ما انقلب السحر على الساحر ,وهذا يحصل كثيرا
أما خوفها ,,قلقها ,,اهتمامها به أعتقد أنها أمور طبيعية ,عند كل أم طبيعية, في الحالات الطبيعية
ولكن حالتها ليست طبيعية ,لأنها امرأة طاغية ومستبدة , وأرادته طاغية دون دراية ,,,وهذة هي الدائرة
قصة رائعة ,داخلة بالتحليل النفسي والعصبي للإنسان والتربية والموروثات الخاطئة
شكرا لك أخي مازن
ماسة


,

مازن لبابيدي
10-11-2012, 05:43 PM
الفكرة متداولة وكثيرة هي الأقلام التي حلقت في ساحتها، لكن لعزفك عليها لحن مختلف.
جميلة وقاسية اجتمعت فيها البداية بالنهاية لتشكل العنوان.
تحيتي واحترامي.

الأديبة الكريمة زهرة السفياني
رأي أعتز به وبصاحبته
وإطراء يقل الشكر عن وفاء حقه

لك التقدير والتحية

محمد محمود محمد شعبان
11-11-2012, 08:08 PM
يااااه
ما أقساها قصة
رصدت واقعا مجتمعيا مريرا
ما شاء الله على أسلوبك الرائع دكتورنا
لا حرمنا روعتك ، وجميل حرفك قاصنا الحاذق

تقبل مروري ، وخالص الود


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

مازن لبابيدي
14-11-2012, 06:22 AM
كانت الدائرة محكمة وماأثمرت بعد رحلة طويلة حول محيطها سوى نسخة أصلية لمستبد كبير
رغم تعاطفي معها وماعانته إلا أنني لاأعفيها من انتاج نموذج سيء بيدٍ أول مافلت منها طرق عليها بقسوة
نص رائع بكل مافيه فكرة وسرد وحبكة قوية وخاتمة صادمة
يستحق التثبيت وإدراجه ضمن المجموعة القصصية للنشر
دام ألقك د. مازن
تحاياي

أديبتنا المبدعة آمال المصري
عبرت باختصار بليغ عن قراءة متميزة عميقة في النص .
أعتز بفكرك ورأيك الحصيف .
مع شكري لإطرائك الكريم

تحيتي الطيبة

براءة الجودي
14-11-2012, 04:06 PM
الاستاذ الفاضل / مازن
لاتعليق لنا على أسلوبك وطريقة سردك الماتعة فحرفك أجمل من أن نمتدحه
ودعني مع القضية التي تناقشها هي واقعية في مجتمعاتنا
قبل ان يكبر الابن وقبل مسألة العقوق وقبل اي شئ
كان خطأ الأم الإفراط بدلاله فظنت أن إعطائه مايريد والاهتمام الزائد فيه هي طريقة التربية الصحيحة وهذا أكبر خطأ
فكان من الصعب إصلاحه بعدما اشتد عوده
الطفل مرن وهو صغير ككتاب أبيض تعدل فيه وتمسح ماهو خاطئ
وأظن أن أخوة فواز كانوا افضل منه رغم عدم تلقيهم هذا اللطف والدلال المفرط منها
فكان ن جنت على نفسها واصبح مستبدا حين الكبر
النقاش سيطول من نواحي عدة ونكتفي بهذا القدر
شكرا لك أستاذ مازن

نداء غريب صبري
22-11-2012, 02:58 AM
ندللهم فنضيعهم
فكرة كتب فيها الكثيرون، وغرد كل منهم بألحانه
وجمع عزفك هنا جميعهم في فائدة واحدة لن نضيعها في تربيتنا لأبنائنا

شكرا لك أخي
بوركت

لانا عبد الستار
22-11-2012, 04:39 PM
خيبة أمل
هي ثمار ما زرعت بنفسها
الدلال يضيع أبناءنا

قصة جميلة
ارشحها لمشروع نشر المجموعة القصصية

مازن لبابيدي
06-01-2014, 04:07 PM
فيما غطى ربع مساحة النص تقريبا كانت أم فواز في رؤية القارئ القائمة على ما هو مقدم إليه جريحة مظلومة حظيت بتعاطف كبير وتبنٍ لا إرادي لحقها في ان تعيش بكرامة واحترام لإنسانيتها المقموعة، وفجأة وبقدوم فواز كان لدينا انقلاب عنيف تنمّرت فيه القطة واكثر، فظلمت وجارت وصنعت من الفتى متجبرا لم تنصف منه حتى إخوته .



حتى أبوهُ لَمْ يَعُدْ لَهُ في نَفْسِها ما كان مِنَ الهَيْبَةِ ، فَلَمْ تَعُدْ تَأْبَهُ كثيرا لِغَضَبِهِ وشِدَّتِهِ وانْقَلَبَ ضَعْفُها أَمامَهُ قُوَّةً وتَحَدِّيا وخُضُوعُها رَدًّا وتَمَرُّدًا أحْيانًا .. إنَّها الآنَ أُمُّ فَوَّاز !


فكان السؤال الملحّ ...
إذا كانت هي استمدت من وجود فواز في حياتها قوة نالت بها ما نالت من سلطة ، فما الذي أضعف الأب وقد رأيناه في بداية القصة قويا جبارا؟

مهارات قصية مائزة وتمكن من أدواتك أمسكت به زمام القول تشكل رموزه وتقولب دلالاته، لتتعدد القراءات في نص لبس حلّة اجتماعية، يخفي وراءها إسقاطات سياسية عميقة وقوية
وبلغة بهية وسرد شائق شدنا للنص حتى حرفه الأخير، تابعنا انفلات الصنيعة من عقال الصانع، وتمرد الفتى على القيم والمثل بتدريج وصل به في شبابه للتمادي على من منحه سلطته وملّكه قوته

باهرا كنت هنا أديبنا الكريم

أهلا بك ومرحبا في واحتك

تحاياي

أعتذر بدءا لجميع الإخوة والأخوات لتأخري في التفاعل مع مشاركاتهم الطيبة بما تستحق من التقدير والشكر .

أختي الشاعرة الأديبة الكبيرة الأستاذة ربيحة الرفاعي ، أشكر لك مرورك المورق وإطراءك المغدق .
السؤال الذي طرحته مشروع ومنطقي ، والإجابة عليه لا تقدم شيئا للنص كما تعلمين ، فأسباب ضعف المواقف التربوية والأسرية تتعدد وتتنوع وليست هي بيت القصيد من القصة ، ولا يمنع وجودها قوة شخصية ظاهرة واستبداد متسلط من الأب على أهل بيته ، بل ربما كان اجتماعهما أكثر واقعية منه في شخصية متزنة واعية عاقلة .

لطالما أرضاني تقديرك عن أعمالي ، ولا يشذ هذا .

دمت برأيك الحصيف ونقدك الهادف .

مازن لبابيدي
06-01-2014, 04:15 PM
أخي الحبيب ، الأديب القدير الأستاذ مازن
صبّحك الله بالخير ومسّاك
وأنا أقرؤها بهذه اللغة البليغة المُدلّلة ، وبهذا السرد العفويّ المتحرر من قيود التلاعب بالزمن تأخيراً وتقديماً ، وبهذه اللمسات الاجتماعيّة الخُلُقيّة ، ثمّ بهذا التقرير الواضح الفاضح لما يُريد الكاتبُ من قصّته من عبرة التدليل الغامر وأثره على الأولاد والمجتمع ...بهذا كلّه كانت تهبّ عليّ ( نظرات) و(عبرات) المنفلوطيّ رحمه الله .. ذلك الكاتب المبدع ، مربّي الأجيال بقلمه !
ولكنّك - أيها الفذّ - بززته بالصور البيانيّة الباهية ، وكان أسلوبك أكثرَ استرسالاً منه .
كان لحديث النفس - المنولوج - الذي أجريتَهُ على شخصية الأم دورٌ كبير في الكشف عن ملامحها النفسيّة .
تحياتي وتقديري
ودمتَ بألف خير

أخي الحيبي الأديب الأستاذ مصطفى حمزة ، لا عدمت طيب كلامك وقوة تحفيزك لأخيك .
أعتز برأيك وأفخر بتقديرك وأرجو أن أكون عند بعضه .

مودتي الصافية وتحيتي

خلود محمد جمعة
08-01-2014, 11:37 PM
جمال في الحرف
سلاسة في السرد
تشويق في الأسلوب
نسج مائز للكلمة
لتولد قصة رائعة
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

مازن لبابيدي
12-02-2014, 03:15 PM
ياسر ميمو
...

حقيقة لم أعرف ما أقول بعد انتهائي من قراء ة هذه المأساة الانسانية

العقوق مسألة بالغة الصعوبة على الوالدين قبل الأبناء

نص يضرب على أوتار الانسانية المعذية على يد من تحب

نص يستحق كل التحية والتقدير والامتنان

والشكر موصول لمن سلط الضوء على هذا النص عبر التثبيت


أيامك رضا وسعادة



مرورك الكريم وكلماتك الطيبة وإطراؤك الكريم قالت كل شيء أخي الحبيب ياسر

أعتز بك وبقراءتك

د. سمير العمري
17-05-2014, 04:26 PM
من الحب ما قتل ومنه ما أفسد أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب!
وها هي تجني ما حصدت فيداها أوكتا وفوها نفخ ، ظلمت غيرها لتكسب الرهان فيه فظلمها هو خسرت الرهان بل وصنعت مستبدا جديدا.

قصة عالية الحبك مميزة السرد عميقة الطرح عالية اللغة مكتملة المقومات. هي قصة راقية لأديب متمكن فلا فض فوك مبدعا!

تقديري

مازن لبابيدي
21-05-2014, 05:36 PM
كل ما يريده القارئ يجده في قصتك الأخاذة لغةً وفكرًا وتشويقًا
لم تتعمد في جميلتك أن تتقيد بمنهج فكان ذلك بحد ذاته منهجا بديعا وصل بيسر سردا وفكرا
استمتعت من المطلع إلى المغيب
دمت مبدعنا الأديب الشاعر بهذا الألق ودام لك العطاء
محبتي وكثير تقديري

شاعرنا وأديبنا الحبيب وليد الرشيد

أعتز بك وبإطرائك الكريم

أدام الله عليك العافية والسرور ، وعلينا حضورك الجميل .

مازن لبابيدي
21-05-2014, 05:44 PM
تَوالَتْ مَرّاتٍ عَديدَةً أَمامَها مَشاهِدُ الاسْتِبْدادِ والقَهْرِ اللَّذَيْنِ عاشَتْهُما وعانَتْهُما في حَياتِها مُنْذُ فارَقَتْ مُبَكِّرَةً طُفُولَتَها التي لا تَذْكُرُ مِنْها إلّا احْتِضَانَ أُمٍّ باكِيَةٍ شاكِيَةٍ وزَجْرَ أَبٍ عَنيدٍ شَديدٍ ، لِتَذْهَبَ بَعْدَها إلى قَلْعَةٍ مُظْلِمَةٍ مُخيفَةٍ عالِيَةِ الجُدرانِ ضَيِّقَةِ النَّوافذِ قَبَعَتْ في رُكْنٍ مِنْها دَهْرًا تُلَبِّي حاجاتِ سَيِّدِها الذي قَلَّما رَأَتْ منه ابتِسامَةَ رِضىً أو انتَظَرَتْ منه نَظْرَةَ عِرْفانٍ أو حَنانٍ.

السلام عليكم
ما أرى هذة القصة ((الدائرة)) إلا انعكاسا لوضع الشعب العربي ,والشعوب الأخرى في كل العالم الثالث
عندما يظهر الحاكم الجديد يظن الشعب أنه المنقذ
تتحزم الجماهير ,,,وتبدأ بالرقص المحموم أمامه ,حبا ,,خوفا ,,تسلقا ,,لا أدري !!
حتى الرئيس الأميركي (أوباما) لم يسلم من هذا الهذيان وهذا الرقص من شعوبنا ,ظنا منا أن هذا الاسم المسلم والوجه الأفريقي سيفعل شيئا .
ناسيين أنه لم يصل للرئاسة الأميركية, إلا لأن الصهيونية راضية عن أدائه.
وبينما شعوبنا في العالم الثالث ترقص له ,,كان هو يرقص للصهيونية
هل رأينا المفارقة ؟؟
وهكذا يظن الحاكم الجديد نفسه شيء كبير,, وبالتالي يصدق الأمر ,ويمشي الحال.

القصة على صعيد المرأة وابنها
هو أن هذة المرأة أصلا ,,تبجل الشخصيات المستبدة في عقلها الباطني
أرادته مستبدا طاغية ليحميها من الطغاة الآخرين
وبالتالي لتمارس هي من خلاله الطغيان على من تقدر عليهم
هكذا ومن غير دراية منها ربته على هذا الأمر ,وسرعان ما انقلب السحر على الساحر ,وهذا يحصل كثيرا
أما خوفها ,,قلقها ,,اهتمامها به أعتقد أنها أمور طبيعية ,عند كل أم طبيعية, في الحالات الطبيعية
ولكن حالتها ليست طبيعية ,لأنها امرأة طاغية ومستبدة , وأرادته طاغية دون دراية ,,,وهذة هي الدائرة
قصة رائعة ,داخلة بالتحليل النفسي والعصبي للإنسان والتربية والموروثات الخاطئة
شكرا لك أخي مازن
ماسة


,



الأديبة الكريمة أختي فاطمة عبد القادر

أعجبتني قراءتك وتحليلك وإسقاطك الحصيف لجانب من القصة على خصلة سلبية تسود في المجتمع ومنشأها الحقيقي هو البيت والأم والأب يسألون عنها قبل غيرهم .

أعتز بك ، ولك التقدير والتحية

مازن لبابيدي
21-05-2014, 05:46 PM
يااااه
ما أقساها قصة
رصدت واقعا مجتمعيا مريرا
ما شاء الله على أسلوبك الرائع دكتورنا
لا حرمنا روعتك ، وجميل حرفك قاصنا الحاذق

تقبل مروري ، وخالص الود


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

ولا حرمت حضورك المبهج الطيب أخي حمادة

شكرا لقراءتك وإطرائك الكريم .

تقديري وتحيتي

بشرى رسوان
21-05-2014, 06:47 PM
مساء الورد

الفل

والياسمين

تلعب التربية دورا هاما في بناء الشخصية لدى الطفل

أما اذا كانت هذه التربية مبنية على أسس خاطئة فالنتيجة حتما ستكون اعوجاج سلوكيات هذا الطفل


الافراط في الغنج عند بعض الامهات

أو الافراط في القسوة عند بعض الاباء


غالبا ما يؤديان الى نتائج عكسية تماما خلافا لما يتوقعه الوالدين


نص جميل وفق الكاتب ببراعته في رسم صورة مصغرة ل واقع معاش (للأسف)


دام لك الالق

حسام القاضي
23-05-2014, 01:02 PM
أخي الحبيب وأديبنا الكبير / د. مازن لبابيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت واستمتعت هنا بعملك الرائع " الدائرة "
ولن اضيف كثيرا بعد ما أفاض به الزملاء الذي سبقوا
وكل أستطيع قوله الان أنه عمل كبير ومؤثر للغاية .


ولكن لي رأي كالعادة
كنت افضل ان تكون النهاية عند:

"كانَتِ الكَلِماتُ تَقَعُ على قَلْبِها كالمطارِقِ تَسْحَقُهُ سَحْقًا ، أُلْجِمَ مَنْطِقُها ، تَحَطَّمَ في داخِلِها أشياءٌ كثيرةٌ ، جَحَظَتْ عَيْناها وتَجَمَّدَ وَجْهُها وَهِيَ تَنْظُرُ إِليْهِ .."

فقد رأيت ما بعدها يعد تفسيرا لها ، ولعل الدهشة والصدمة اللتان تستوليان على القارئ بعدها تقودانه إلى أكثر مما قيل بكثير .

ويظل ما قلته مجرد وجهة نظر من محب للقصة.

مع تقديري واحترامي لك أيها الكبير.

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:28 AM
الاستاذ الفاضل / مازن
لاتعليق لنا على أسلوبك وطريقة سردك الماتعة فحرفك أجمل من أن نمتدحه
ودعني مع القضية التي تناقشها هي واقعية في مجتمعاتنا
قبل ان يكبر الابن وقبل مسألة العقوق وقبل اي شئ
كان خطأ الأم الإفراط بدلاله فظنت أن إعطائه مايريد والاهتمام الزائد فيه هي طريقة التربية الصحيحة وهذا أكبر خطأ
فكان من الصعب إصلاحه بعدما اشتد عوده
الطفل مرن وهو صغير ككتاب أبيض تعدل فيه وتمسح ماهو خاطئ
وأظن أن أخوة فواز كانوا افضل منه رغم عدم تلقيهم هذا اللطف والدلال المفرط منها
فكان ن جنت على نفسها واصبح مستبدا حين الكبر
النقاش سيطول من نواحي عدة ونكتفي بهذا القدر
شكرا لك أستاذ مازن

مرحبا بك أختي براءة ، وقراءتك الحصيفة محل تقدير ، ولا تنسي أن الأم نفسها كانت ضحية ظروف ساهمت في تكوين مركبها النفسي السلوكي ، قد أردت الإشارة بقوة إلى تراكب المكونات وتواليها كعامل أساسي في صنع هذه الظاهرة وتغذيتها .

لك مني التقدير والتحية

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:30 AM
ندللهم فنضيعهم
فكرة كتب فيها الكثيرون، وغرد كل منهم بألحانه
وجمع عزفك هنا جميعهم في فائدة واحدة لن نضيعها في تربيتنا لأبنائنا

شكرا لك أخي
بوركت

الشكر لمرورك الطيب السار أختي نداء صبري

أعتز بإطرائك الكريم وكلماتك المشجعة .

لك التقدير والتحية

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:32 AM
خيبة أمل
هي ثمار ما زرعت بنفسها
الدلال يضيع أبناءنا

قصة جميلة
ارشحها لمشروع نشر المجموعة القصصية

أشكر لك الحضور والإطراء الكريم أختي الأديبة لانا عبد الستار .

ثقتك وترشيحك للقصة أدخلا السرور على نفسي .

تقديري وتحيتي

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:35 AM
جمال في الحرف
سلاسة في السرد
تشويق في الأسلوب
نسج مائز للكلمة
لتولد قصة رائعة
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

أين كلمات الشكر من هذا الوصف والإطراء الجميل تفيه حقه .

أختي الأديبة الأريبة خلود جمعة

أعتز بأدبك ورأيك .

ولك المودة والتحية

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:41 AM
من الحب ما قتل ومنه ما أفسد أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب!
وها هي تجني ما حصدت فيداها أوكتا وفوها نفخ ، ظلمت غيرها لتكسب الرهان فيه فظلمها هو خسرت الرهان بل وصنعت مستبدا جديدا.

قصة عالية الحبك مميزة السرد عميقة الطرح عالية اللغة مكتملة المقومات. هي قصة راقية لأديب متمكن فلا فض فوك مبدعا!

تقديري

أخي الحبيب وأستاذي الكبير سمير العمري .
لا زلت تغرقني بأوسمة التقدير وتكرمني بتشجيعك الدافع ومؤازرتك ، ما يحملني مسؤولية الحرف ومتابعة البذل ، وهذا ديدنك في هذا المحفل راعيا ورائدا .

أما ما أملك مقابل ذلك فهو جزيل الشكر العاجز عن الوفاء وقليل القول الطامع منه ببعض الأداء ، ولعلي أجمعها ب"جزاك الله عني كل خير"

مودتي الكبيرة

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:47 AM
مساء الورد

الفل

والياسمين

تلعب التربية دورا هاما في بناء الشخصية لدى الطفل

أما اذا كانت هذه التربية مبنية على أسس خاطئة فالنتيجة حتما ستكون اعوجاج سلوكيات هذا الطفل


الافراط في الغنج عند بعض الامهات

أو الافراط في القسوة عند بعض الاباء


غالبا ما يؤديان الى نتائج عكسية تماما خلافا لما يتوقعه الوالدين


نص جميل وفق الكاتب ببراعته في رسم صورة مصغرة ل واقع معاش (للأسف)


دام لك الالق

أختي الأديبة الكريمة بشرى رسوان

أسعدني جدا مرورك الطيب وكلماتك الجميلة ، وقد أحسنت القول وأحكمت الرأي .

أعتز بإطرائك الكريم وقراءتك الحصيفة .

تحيتي

مازن لبابيدي
25-05-2014, 09:56 AM
أخي الحبيب وأديبنا الكبير / د. مازن لبابيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت واستمتعت هنا بعملك الرائع " الدائرة "
ولن اضيف كثيرا بعد ما أفاض به الزملاء الذي سبقوا
وكل أستطيع قوله الان أنه عمل كبير ومؤثر للغاية .


ولكن لي رأي كالعادة
كنت افضل ان تكون النهاية عند:

"كانَتِ الكَلِماتُ تَقَعُ على قَلْبِها كالمطارِقِ تَسْحَقُهُ سَحْقًا ، أُلْجِمَ مَنْطِقُها ، تَحَطَّمَ في داخِلِها أشياءٌ كثيرةٌ ، جَحَظَتْ عَيْناها وتَجَمَّدَ وَجْهُها وَهِيَ تَنْظُرُ إِليْهِ .."

فقد رأيت ما بعدها يعد تفسيرا لها ، ولعل الدهشة والصدمة اللتان تستوليان على القارئ بعدها تقودانه إلى أكثر مما قيل بكثير .

ويظل ما قلته مجرد وجهة نظر من محب للقصة.

مع تقديري واحترامي لك أيها الكبير.

أخطأت كثيرا أخي الحبيب الأستاذ حسام القاضي !

فما يقوله أديب كبير وقاص متميز مثلك ليس مجرد وجهة نظر ، وإنما هو نقد خبير ورأي حصيف وتوجيه يستحق كل تقدير واعتبار ، وجدير بمن يقدم له مثل هذا الرأي أن ينظر فيه ويتعلم منه .

وصحيح أن ما اقترحته من خاتمة يستكمل التركيب الفني للقصة بما له من أثر الدهشة الانفعالية والذروة الدرامية ، لكني آثرت استكمال العبرة والحكمة في نفس القارئ وكانت جملة "صناعة المسبتد الجديد" محورا للدائرة التي سعيت لرسمها من خلال القصة فكان لا بد لي أن أختم بها لأغلق هذه الدائرة التي فتحتها في بداية القصة .

أعتز بك وبرأيك دائما ، ولك الشكر والتقدير لإطراءك السخي وكلماتك المشجعة .

وأطيب تحية

ناديه محمد الجابي
10-08-2022, 06:20 PM
مسكينة أم فواز ـ كان في حبها له تمرد على ما عاشته من معاناة الأستبداد والقهر
ولم تدر إنها بدلالها الامتناهي صنعت منه مستبدا طاغية ظنت إنها ستحتمي في ظله
من الطغاة الآخرين.
فكانت هى أول ضحاياه لتكتمل عليها دائرة القهر كما بدأت تنتهي.
قصة إنسانية بإمتياز ـ عميقة المعنى، إحتماعية ، هادفة وراقية
نص أكثر من رائع من أديب متمكن وقاص ماهر.
ولك سيدي كل التقدير والإحترام.
:v1::nj::0014:

أسيل أحمد
12-08-2022, 10:17 AM
أرادت أن تنتقم ممن سقوها القهر باستبدادهم وتجبرهم ـ فوضعت الأمل والرجاء في ولدها
فرعت ونعمت ودللت وقد أصبح مثار فخرها ومبعث فرحها ، لكنها لم تكن تشعر إنها إنما صنعت مستبدا جديدا
كانت هى أول تضررت منه لتنتهي حياتها كما بدأت دائرة من القهر.
جميلة قصتك بما حملت من قوة اللغة وبلاغتها وجمال التصوير، ونقل المعاناة التي لا يجيد صياغتها
ألا يراع متمرس لكاتب مائز.
دمت بكل خير.