تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخيال والواقع-نازك الملائكة



رحيل أحمد
05-11-2012, 09:08 PM
رحمة , لا تنزليني من سمائي

واتركيني في خيال الشعراء

أتركيني , لا تعيدي لي الظنونا

ودعيني أملأ الدنيا لحونا

وأصغ عمري جمالا وفتونا

أبدا أصدح حبّا وحنينا

لحبيبي وأنا تحت سمائي

وخيالي , من خيال الشعراء

اتركييني , أنا قد نحت طويلا

ودعيني أبصر الكون جميلا

شبع القلب دموعا وذهولا

فدعيه يقطع العمر جهولا

ويعش , مثلي في ظلّ السماء

ويشاركني خيال الشعراء

رحمة بي , رحمة , لا تحزنيني

ودعيني في خيالاتي , دعيني.

قصّة الإثم وأنباء المجون

لا تقصّيها على قلبي الحزين

ودعيه , في تعاليل السماء

ممعنا في نشوات الشعراء

أن يكن قلبي ظمآن وفيّا

لا يرى في شاعري إلا نبيّا

أو يكن يكتم حّبا شاعريّا

فهو ما زال بأوهامي يحيا

أبدا يرسم أحلام السماء

ويغني أغنيات الشعراء

قد سئمت الواقع المرّ المملا

ولقد عدت خيالا مضمحلا

فاتركيني بخيالي أتسلى ,

آه كاد اليأس يعروني , لولا

أنّني لذت بأحلام السماء

وتخّيرت خيال الشعراء

صوّري ما شئت لي الأمس وسحره

يوم كان الحبّ في كفّي زهرة

إرسمي للقلب أحلام المسرّه

ودعيني أذق الأفراح مرّه

عّلني أهبط من برج السماء

ويجافيني اكتىب الشعراء

لا تثيري ألمي , حسبك أنّي

لم أزل في معبد الحبّ أغنّي

لم يزل حلمي رؤيا متمن

كل يوم يهدم اليأس وأبني

ولقد شيّدت لي برج السماء

وخيالاتي ووهم الشعراء

لم يكن حبّي سوى حلم غريب

مده الوهم على قلبي الكئيب

أسفا , لم يبق لي غير شحوبي

واغاريدي آلت للغروب

لم يعد لي غير أحلام السماء

وخيالاتي ووهم الشعراء

رحيل أحمد
05-11-2012, 09:53 PM
الليل يسأل من أنا

أنا سرّه القلق العميق الأسود

أنا صمته المتمرّد

قنّعت كنهي بالسكون

ولففت قلبي بالظنون

وبقيت ساهمة هنا

أرنو وتسألني القرون

أنا من أكون؟

والريح تسأل من أنا

أنا روحها الحيران أنكرني الزمان

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسير ولا انتهاء

نبقى نمرّ ولا بقاء

فإذا بلغنا المنحنى

خلناه خاتمة الشقاء

فإذا فضاء !

والدهر يسأل من أنا

أنا مثله جبّارة أطوي عصور

وأعود أمنحها النشور

أنا أخلق الماضي البعيد

من فتنة الأمل الرغيد

وأعود أدفنه أنا

لأصوغ لي أمسا جديد

غده جليد

والذات تسأل من أنا

أنا مثلها حيرى أحدّق في ظلام

لا شيء يمنحني السلام

أبقى أسائل والجواب

سيظلّ يحجبه سراب

وأظلّ أحسبه دنا

فإذا وصلت إليه ذاب

وخبا وغاب

رحيل أحمد
05-11-2012, 09:57 PM
..ومرّ المساء , وكاد يغيب جبين القمر

وكدنا نشّيع ساعات أمسية ثانيه

ونشهد كيف تسير السعادة للهاويه

ولم تأت أنت..وضعت مع الأمنيات الأخر

وابقيت كرسّيك الخاليا

يشاغل مجلسنا الذاويا

ويبقى يضجّ ويسأل عن زائر لم يجيء

***

وما كنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنين

تخلّف ظلّك في كلّ لفظ وفي كلّ معنى

وفي كلّ زاوية من رؤاي وفي كلّ محنى

وما كنت أعلم أنّك أقوى من الحاضرين

وأنّ مئات من الزائرين

يضيعون في لحظة من حنين

يمدّ ويجزر شوقا إلى زائر لم يجيء

***

ولو كنت جئت..وكنا جلسنا مع الآخرين

ودار الحديث دوائر وانشعب الأصدقاء

أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء

يمرّ ونحن نقّلب أعيننا حائرين

ونسأل حتى فراغ الكراسي

عن الغائبين وراء الأماسي

ونصرخ أنّ لنا بينهم زائرا لم يجيء ؟

***

ولو جئت يوما – وما زلت أوثر ألا تجيء-

لجفّ عبير الفراغ الملوّن في ذكرياتي

وقصّ جناح التخيّل واكتأبت أغنياتي

وأمسكت في راحتيّ حطام رجائي البريء

وأدركت أنّي أحبّك حلما

وما دمت قد جئت لحما وعظما

سأحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء

رحيل أحمد
06-11-2012, 09:44 PM
كان ليل , كانت الأنجم لغزا لا يحلّ

كان في روحي شيء صاغه الصمت المملّ

كان في حسّي تخدير ووعي مضمحلّ

كان في الليل جمود لا يطاق

كانت الظلمة أسرارها تراق

كنت وحدي لم يكن يتبع خطوي غير ظلي

أنا وحدي , أنا والليل الشتائيّ..وظلي

***

لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء

لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء

لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء

مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ

بعض شيء ما له قبل وبعد

ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي

وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي

***

كان صمت راكد حولي كصمت الأبديّة

ماتت الأطيار أو نامت بأعشاش خفيّة

لم يكن ينطق حتى الرغبات الآدميّة

غير صوت رنّ في سمعي وذابا

لحظة لم أدر حتى أين غابا

آه لو أدركت من ألقاه في الصمت المملّ

أتراني لم أكن أمشي أنا وحدي وظلي ؟

كانت الظلمة تمتدّ إلى الأفق الغريب

كلّ شيء وغرق فيها كقلبي , كشحوبي

ظلمة ممتدّة كالوهم كالموت الرهيب

غير ضوء خاطف مرّ بجفني

لحظة لم تدر ماذا كان ,عيني

كان ضوءا لونه لون خيال مضمحلّ

مرّ بي لمحا وأبقاني أنا وحدي وظلّي

***

كان في الجوّ الشتائيّ ارتعاش وجمود

جمد الظلّ من البرد وغشّاه الركود

ليلة يرتجف في أجوائها حتى الجليد

غير دفء طاف من قلبي الوجيع

فزت فيه من شتائي بربيع

وإذا في عمق قلبي فرحة الفجر المطلّ

غير أني كنت في الليل أنا وحدي وظلّي

***

كان في روحي فراغ جائع كاللاّنهايه

كان ظلي صامتا لا لحن لا رجع حكايه

باهتا يتبع مسرى خطواتي دون غايه

غير كأس عبرت حين صرخت

قطرة واحدة ثم ارتويت

أتراه كان أكذوبة إحساسي المضلّ

أو ما كنت أنا وحدي مع الليل وظلّي ؟

***

كان قلبي متعبا يسكنه حزن فظيع

رقصت فيه وشدّته إلى الجرح دموع

صور في قعره يصبغ مرآها النجيع

كان , لكنّ يدا مرّت عليه

حملت بعض تحاياها إليه

باركت آلامه السوداء كانت يد طفل

أيّ طفل ؟ لم يكن في الليل غيري غير ظلّي

رحيل أحمد
09-11-2012, 09:01 PM
مررت بها في المساء الدجيّ

فألقيت رحلي في ظلّها

وحدّقت في خضر أوراقها,

وروحي الكئيبة في ليلها

فهاجت لقلبي دجى الذكريات

وأترعت لحني من ويلها

وصّيرت متّكأي ساقها

وطافت شجوني من حولها

تذكرت , والقلب في حزنه

وقوفي , في ظلّها الساحر

كأن لم تمرّ الليالي الطوال

على أمسي المبعد الدابر

وقفت أكفكف دمعي السخين

وأصرخ من ألمي الآسر

أقص على ظلّها قصّتي

وقصة شاعري الغادر

قصصت عليها الحديث الكئيب

وفي يدي الشوكة القاطعه

أمر بها , والأسى غالبي ,

على ساقها البرّة الوادعه

فيا ليدي جرحت ساقها

وجدت أزاهيرها اللامعه

كأني بذاك جرحت الحياة

وعاقبت أقدارها الخادعه

ومرّت عليّ السنين الطوال

وطالعني يومي الخالد

فأبصرت فيه أساي البعيد

يحس به قلبي الواجد

فقلت لقلبي : هيا نطف

بها , وليثر حزنك الهامد

سنسألها اليوم عن جرحها

ألم يشفه الزمن الآبد

وعدت إليها , كأن لم تمرّ

عليّ السنين وأقدارها

فؤادي ما زال مستأسرا

وروحي ما أطفئت نارها

يفيئّني ظلّها من جديد

وتحنو على القلب أزهارها

فيا نبلها , صفحت عن يدي

وما زال عند يدي ثارها

ودرت أسائل عن جرحها

أما دملته أكفّ القدر ؟

فلم أر إلاّ اخضرار الحياة

فليس عليها لجرح أثر

وأما جراح فؤادي الحزين

فما زلن يشكون طول الصدر

فيا عجبا للزمان المسيء

متى عن إساءته يعتذر ؟

رحيل أحمد
15-11-2012, 05:31 PM
كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ

مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ

كلُّها حتى المساءِ

عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ

صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه

عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ

وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي

وامّحى صوتُ حبيبي

حملت أصداءه كفُّ الغروبِ

لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي

غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي

وصدى يومٍ غريبِ

كشحوبي

عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي

رحيل أحمد
22-01-2013, 04:45 AM
عينيّ , أيّ أسى يرين عليكما
ويثير في غسق الدجى دمعيكما ؟

إني أرى خلف الجفون ضراعة
تستنطق الكون العريض المبهما

أفقان تحت الليل ألمح فيهما
قطرات ضوء يرتشفن الأنجما

الكون مبتسم فأيّة لوعة
يا مقلتيّ تلوح في جفنيكما ؟

مسكينتان , رأيتكما ما لا برى
جيل أقام على لضلال وحوّما

جهل الحقائق في الحياة , فلم يطق
عن زيفها هربا وعاش مهوّما

مسكينتان كتمتما حمم الأسى
فأبى تأوه خافقي أن تكتما

فإذا الدموع غشاوة رّفت على
جفنيكما , سيلا سخينا مفعما

ورأيتما , خلل الدموع , مفاتن ال
ماضي وطاف الشوق في أفقيكما

عبثا تصوغان التوسّل في الدجى,
قلب القضاء قضى بألا تنعما

عبثا , فيا عينيّ لا تتضرّعا
لا شيء يرجع بالجمال إليكما

حسبي وحسبكما الرضوخ لما
قضى قلب الليالي فارضخا واستسلما

كم حالم من قبلنا فقد المنى
فقضى الحياة لوحده متجّهما

يرعى الليالي مانحا ظلماتها
روحا مجنحة وقلبا ملهما

***
عينيّ , يا سرّ الطبيعة , حدّثا
ماذا وراء الكائنات رأيتما ؟

رفعت دياجير الحياة ستورها
لكما وابدت سرّها المستبهما

هاتا حديث الموت , هاتا سرّه
قد آن , يا عيني, أن تتكلما

ما شاطىء الأعراف ؟ ما ألوانه ؟
ما سرّه الخافي ؟ صفاه وترجما

في صدري الخفّاق قلب راعش
ما زال صبا بالمفاتن مغرما

لولاه , يا عينيّ , ما غنّيتما
بهوى الحياة ولا أصابكما الظما

عذرا إذا حمّلتما حزن الدنا
لولاي , يا عينيّ , ما حمّلتما

وكفى فؤادي , في الحياة , شقاوة
أنّي جنيت , مع الحياة , عليكما

رحيل أحمد
22-01-2013, 05:04 AM
فيمَ نخشَى الكلماتْ

وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ

بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ

وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ

رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ?

**

فيم نخشى الكلماتْ?

إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ

رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ

فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ

قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ

فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ?

**

نحنُ لُذْنا بالسكونِ

وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ

وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ

قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ

نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ

لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا

مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى

وكؤوسًا دافئهْ

**

فيم نخشى الكلماتْ?

إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها

غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها

إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ

ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا

مِن أمانينا ومن أشواقنا

فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ

أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ?

**

ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ

الصديقاتِ التي تأتي إلينا

من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ?

إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا

وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ

من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ

رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ

وغدًا تُلْقي بها بين يدينا

الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ

فلماذا لا نحبّ الكلماتْ?

**

فيمَ نخشى الكلماتْ?

إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ

قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين

إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ

عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين

كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ

أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ

نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ

وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ

**

فيمَ نخشى الكلماتْ?

إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا

فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا

وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا

إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا

وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا

فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا

وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ

آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ

**

في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ

سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ

سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ

وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ

وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ

ولها أعمدةٌ من كلماتْ

وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ

حَرَسَتْهُ الكلماتْ

**
..
..

رحيل أحمد
22-01-2013, 05:21 AM
لا تسلني عن سرّ أدمعي الحرّ
ى فبعض الأسرار يأبى الوضوحا

بعضها يؤثرالحياة وراء ال
حسّ لغزا وإن يكن مجروحا

***
بعضها إن كشفته يستحل حّب
ا مهانا يموت موتا حزينا

بعضها بعضها تكّبر أن يك
شف عما وراءه أو يبينا

***
ومئات الأسرار تكمن في دم
عة حزن تلوح في مقلتين

ومئات الألغاز في سكتة ته
تزّ خلف انطباقة الشفتين

***
وعيون وراء أهدابها أش
باح يأس في حيرة وانكسار

تؤثر الظلّ والظلام ارتياعا
من ضياء يبوح بالأسرار

***
وقلوب تضمّ أشلاءها فوق
جراح وأدمع وذهول

تؤثر الموت كبرياء ولا تنط
ق بالسرّ بالرجاء الخجول

***
وشفاه تموت ظمآى ولا تس
أل أين الرحيق ؟ أين الكأس ؟

ونفوس تحسّ أعمق إحسا
س وتبدو كأنها لا تحس

***
وأكفّ تودّ لو مزّقت لو
قتلت لو تمرّدت في جنون

لو رأتها الحياة قالت : هدوء
وادع في براءة وسكون

***
لو رأتها ماذا ترى ؟ كلّ شيء
مغرق خلف داكنات السّتور

ألف ستر وألف ظلّ من الكب
ت عميق وألف قيد ونير

***
لا تسلني لا تجرح السرّ في نف
سي ولا تمح كبرياء سكوتي

لو تكلمت كان في كلّ لفظ
قبر حلم وفجر جرح مميت

***
لو تكلمت كيف ترتعش الأش
عار حزنا .وترتمي في عياء

لو كشفت السرّ العميق فماذا
يتبقى مني سوى الأشلاء ؟

***
لو تكلمت رعشة في حياتي
وكياني تلحّ أن أتكلم

وسكوتي العميق يكتم أنفا
سي وقلبي يكاد أن يتحطّم

***
لو تكلمت لو سكتّ نداءا
ن عميقان كالحياة استعارا

تتلاقى عليهما كلّ أسرا
ري فأبقى شعرا وحبّا ونارا

***
وتظلّ الحياة تخلق من وج
هي قناعا صلدا يفيض رياءا

جامدا باردا أصمّا ويخفي
بعض شيء سّميته كبرياء

رحيل أحمد
22-01-2013, 05:40 AM
تعال لنحلم , إنّ المساء الجميل دنا

ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا

تعال نصيد الرؤى ونعدّ خيوط السّنا

ونشهد منحدرات الرمال على حبّنا

***

سنمشي معا فوق صدر جزيرتنا الساهدة

ونبقي على الرمل آثار أقدامنا الشاردة

ويأتي الصباح فيلقي بأندائه البارده

وينبت حيث حلمنا ولو وردة واحده

***

سنحلم أنّا صعدنا نرود جبال القمر

ونمرح في عزلة اللانهاية واللابشر

بعيدا , بعيدا, إلى حيث لا تستطيع الذكر

إلينا الوصول فنحن وراء امتداد الفكر

***

سنحلم أنّا استحلنا صبيّين فوق التلال

بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمال

شريدين ليس لنا منزل غير كوخ الخيال

.....

***

سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد

وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجر ند

حبيبين نحمل عهد هوانا إلى المعبد

يباركنا كاهن بابليّ نقيّ اليد

ياسرحباب
17-05-2013, 01:12 PM
سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد

جميل جدا

رحيل أحمد
23-08-2013, 02:53 AM
أمطري , لا ترحمي طيفي في عمق الظلام

أمطري صبّي عليّ السيل , يا روح الغمام

لا تبالي أن تعيديني على الأرض حطام

وأحيليني , إذا شئت , جليدا أو رخام

اتركي ريح المساء الممطر الداجي تجنّ

ودعي الأطيار , تحت المطر القاسي , تئنّ

أغرقي الأشجار بالماء ولا يحزنك غصن

زمجري , دوّي , فلن أشكو , لن يأتيك لحن

أمطري فوقي , كما شئت , على وجهي الحزين

لا تبالي جسدي الراعش , في كفّ الدجون

أمطري , سيلي على وجهي , أو غشّي عيوني

بللي ما شئت كّفيّ وشعري وجبيني

أغرقي , في ظلمة الليل , القبور الباليه

وألطمي , ما شئت أبواب القصر العاليه

أمطري , في الجبل النائي , وفوق الهاويه

أطفئي النيران ,...

آه ما أرهبك الان , وقد ساد السكون

غير صوت الرّيح , في الأعماق , تدوي في جنون

لم تزل تهمي , من الأمطار , في الأرض , عيون

لم يزل قلبي حزينا , تحت أمواج الدجون

أيّها الأمطار , قد ناداك قلبي البشريّ

ذلك المغرق في الأشواق , ذاك الشاعريّ

إغسليه , أم ترى الحزن حماه الأبديّ

إنه , مثلك يا أمطار , دفّاق نقيّ

ابدا يسمع , تحت الليل , وقع القطرات

ساهما يحلم بالماضي وألغاز الممات

يسأل الأمطار : ما أنت ؟ وما سرّ الحياة ؟

وأنا , فيم وجودي ؟ فيم دمعي وشكاتي ؟

أيها الأمطار ما ماضيك ؟ من أين نبعت ؟

أابنة البحر أم السحب أم الأجواء أنت ؟

أم ترى أدمع الموتى الحزانى قد عصرت ؟

أم دموعي أنت يا أمطار في شدوي وصمتي ؟

ما أنا ؟ ما أنت يا أمطار ؟ ما ذاك الخضمّ ؟

أهو الواقع ما أسمع ؟ أم صوتك حلم ؟

أيّ شيء حولنا ؟ ليل وإعصار وغيم

ورعود وبروق وفضاء مدلهمّ

أسفا لست سوى حلم على الأرض قصير

تدفن الأحزان أيّامي ويلهو بي شعوري

لست إلا ذرة في لجّة الدهر المغير

وغدا يجرفني التيّار , والصمت مصيري

وغدا تدفعني الأرض سحابا للفضاء

ويذيب المطر الدفّاق دمعي ودمائي

ما أنا إلا بقايا مطر ,ملء السماء

ترجع الريح إلى الأرض به , ذات مساء

أمطري , دوّي , اغلبي ضجّة أحزاني ويأسي

أغرقيني , فلقد أغرقت في الآلام نفسي

إملأي كأسي أمطارا فقد أفرغت كأسي

واحجبي عني دجى أمسي فقد أبغضت أمسي

رحيل أحمد
12-09-2014, 12:32 AM
ينام الورد أو يصحو

ويبسم في المدى ليل ند أو ينتشي صبح

سواء ذاك أو هذا , حبيبي , أنت مشغول

سدى مني أوتار تصّلي وتراتيل

على مكتبك البارد تنكبّ بلا أحلام

وتسرق روحك الأرقام

وعند رتاجك المسدود ترتدّ المواويل

وقد أضحك , قد أبكي , وأسهر في الدّجى وأنام

سواء ... أنت مشغول

بأوراقك , والحبّ على المكتب مقتول ,

ألا فلتسقط الأوراق والأقلام

وآذار الندي وأنا ..وراء الباب

نرشّ جبينك الجديّ بالأطياب

نرقرق في دواة الحبر بعض تحرّق الموج

وننجي خشب المكتب من برد ومن ثلج

ونهديك الندى والعطر كأس شراب

حبيبي فافتح الأبواب

أنا والقمر المشتاق جئنا نطرق الشبّاك

عبرنا الصخر والأشواك

ووديانا من الآهات والأوصاب

أتينا هاهنا لنراك

حبيبي فافتح الشبّاك

***

حبيبي فافتح الأبواب , نحن هنا

جميعا :

أنت , آذار , وفرحة حبّنا , وأنا

أنا والشمس نحمل سمرة النهر

وأكوابا من العطر

وحزمة أنجم وسنا

حبيبي فافتح الأبواب , نحن هنا

جميعا :

أنت , آذار , وفرحة حبّنا , وأنا