تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احتمالات



عبد السلام هلالي
12-11-2012, 10:45 PM
احتمالات
عندما فكر في الهروب ، تأرجحت عزيمته بين النجاح أو رصاصة في الرأس، وكلاهما خلاص جميل بالنسبة له. لم يدرك الاحتمال الثالث إلا عندما كانت الاعترافات تنتزع منه ظفرا ظفرا، والنخاس ينهش ما بدا من جسده وما خفي، بحثا عن تفاصيل عملية الهروب الفاشلة وانتقاما لكبريائه ورزقه اللذين كانا على شفا زوال.
بعد أن أشبع فضوله "الاستخباراتي" وغريزته الدموية ، أحكم تقييد ما بقي من فريسته . أغلق الباب تلو الباب، وأمر زبانيته بأن يبقوا أضواءهم وأعينهم مسلطة عليها حتى يحين موعد تسليم الشحنة، وذهب يمني خبثه بالدولارات التي يدفعها زبناؤه بسخاء.
مع أولى همسات الصباح ، كان جنونه يستنفر المعتقل. وحراسه يبحثون في كل زاوية عن روح هربت ! [/SIZE]

محمد النعمة بيروك
13-11-2012, 01:28 AM
نص جميل بمدخله الرائع وجمله الأدبية المركّزة التي تقدّمت بنا نحو قفلة معبّرة ومؤلمة وجميلة جدا..

فقط آخذ على النص كسر حدّة الانسيابية السّردية، لانتقال الراوي الخلفي من الحديث من زاوية الهارب، إلى زاوية المحقق بدون مبرّر واضح، وكنتُ أفضّل تركيز سرد الحدث من زاوية المحقق لتناسبه مع النهاية..

شكرا لروعتك

سامية الحربي
13-11-2012, 03:32 PM
مع أولى همسات الصباح ، كان جنونه يستنفر المعتقل. وحراسه يبحثون في كل زاوية عن روح هربت !
نص بديع لاحتمال ربما لم ترغب فيه آلة القتل البشرية . تحياتي وتقديري.

مصطفى حمزة
14-11-2012, 07:25 AM
نصٌّ رائع .. دامع ! من شرق المتوسّط ..
هل الجلادون في سُجون المستبدّين بشَرٌ ؟ سؤالٌ بسيط مُعقّد ، حاول الإجابة عنه ضحاياهم فاختلفوا في الرأي ، وحاول أن يُجيب عنه علماء النفس والسوسيولجيا فما فصلوا فيه ..وطرحه المبدعون في قصصهم ، ومنهم المبدع عبد الرحمن منيف في أكثر من رواية له ؛ فبقيت الإجابة حائرة ... بين أنهم بشر ، أو دون الوحوش !!
ترك القاصّ البارع ما بين التفكير بالهروب والهروب حدثاً ، وما بين الهروب والتعذيب حدثاً .. وما بعد التعذيب ...إلى البحث عن روح المُعـَذّب - هذه الومضة المثيرة الذابحة - حدثٌ أيضاً .. وهذا أشرك القارئ بالتخيّل والإبداع .. وأنا أخالف العزيز محمد نعمة ، إذ أرى أنّ الالتفاتَ من الهارب إلى السجان قد أعطى للسرد حيويّة لافتة .
أخي الأكرم الأستاذ عبد السلام
تحياتي وتقديري

عبد السلام هلالي
15-11-2012, 04:04 PM
نص جميل بمدخله الرائع وجمله الأدبية المركّزة التي تقدّمت بنا نحو قفلة معبّرة ومؤلمة وجميلة جدا..
فقط آخذ على النص كسر حدّة الانسيابية السّردية، لانتقال الراوي الخلفي من الحديث من زاوية الهارب، إلى زاوية المحقق بدون مبرّر واضح، وكنتُ أفضّل تركيز سرد الحدث من زاوية المحقق لتناسبه مع النهاية..
شكرا لروعتك

أهلا بالأخ الكريم محمد،
شكرا على حسن ثنائك وكلماتك الطيبة التي تطمئنني على المسار و تدفعني للمزيد بإذن الله.
بالنسبة لمؤاخذتك فإني أحترمها كثيرا. ولقد توقعت أن تقال ، غير أني أرى للأمر ما يبرره فقد أردت اللعب على أحداث لا على الشخصيات ، فالسرد هنا منساب بانسياب الحدث واسترساله والشخصيات هي من يتناوب على بنائه. هكذا فكرت والله تعالى أعلى وأعلم.
شكرا لحضورك البناء. ودمت بخير.

عبد السلام هلالي
16-11-2012, 09:56 AM
مع أولى همسات الصباح ، كان جنونه يستنفر المعتقل. وحراسه يبحثون في كل زاوية عن روح هربت !
نص بديع لاحتمال ربما لم ترغب فيه آلة القتل البشرية . تحياتي وتقديري.

الأخت الكريمة غصن.
أهلا بك وبمرورك البهي، شكرا على القراءة والاهتمام.
حياك الله

عبد السلام هلالي
16-11-2012, 11:11 PM
نصٌّ رائع .. دامع ! من شرق المتوسّط ..
هل الجلادون في سُجون المستبدّين بشَرٌ ؟ سؤالٌ بسيط مُعقّد ، حاول الإجابة عنه ضحاياهم فاختلفوا في الرأي ، وحاول أن يُجيب عنه علماء النفس والسوسيولجيا فما فصلوا فيه ..وطرحه المبدعون في قصصهم ، ومنهم المبدع عبد الرحمن منيف في أكثر من رواية له ؛ فبقيت الإجابة حائرة ... بين أنهم بشر ، أو دون الوحوش !!
ترك القاصّ البارع ما بين التفكير بالهروب والهروب حدثاً ، وما بين الهروب والتعذيب حدثاً .. وما بعد التعذيب ...إلى البحث عن روح المُعـَذّب - هذه الومضة المثيرة الذابحة - حدثٌ أيضاً .. وهذا أشرك القارئ بالتخيّل والإبداع .. وأنا أخالف العزيز محمد نعمة ، إذ أرى أنّ الالتفاتَ من الهارب إلى السجان قد أعطى للسرد حيويّة لافتة .
أخي الأكرم الأستاذ عبد السلام
تحياتي وتقديري


أخي الكريم مصطفى،
كم يسرني مرورك على نصوصي، مرور يأتي بالتشجيع والإضافة القيمة.
قراءة متعمقة أصابت كبد ما رميت إليه بالضبط.
شكرا على طيب الكلم وحسن الثناء.
دمت بخير .

الفرحان بوعزة
17-11-2012, 10:06 AM
سرد جميل محكم البناء ، تشكيل جيد للحدث يتكئ على الإثارة والتشويق بل المفاجأة الذكية التي خلقت جمالية أدبية متميزة ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

سهى رشدان
17-11-2012, 12:03 PM
أسجل اعجابي
ودمت بخير

عبد السلام هلالي
17-11-2012, 07:47 PM
سرد جميل محكم البناء ، تشكيل جيد للحدث يتكئ على الإثارة والتشويق بل المفاجأة الذكية التي خلقت جمالية أدبية متميزة ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

جمال النص إنما يكتمل بحضور حرفكم وقراءتكم القيمة.
شكرا على طيب الكلم وحسن الثناء. لا عدمت وجودك و تشجيعك أخي.
تحياتي.

محمد الشرادي
17-11-2012, 08:49 PM
احتمالات
عندما فكر في الهروب ، تأرجحت عزيمته بين النجاح أو رصاصة في الرأس، وكلاهما خلاص جميل بالنسبة له. لم يدرك الاحتمال الثالث إلا عندما كانت الاعترافات تنتزع منه ظفرا ظفرا، والنخاس ينهش ما بدا من جسده وما خفي، بحثا عن تفاصيل عملية الهروب الفاشلة وانتقاما لكبريائه ورزقه اللذين كانا على شفا زوال.
بعد أن أشبع فضوله "الاستخباراتي" وغريزته الدموية ، أحكم تقييد ما بقي من فريسته . أغلق الباب تلو الباب، وأمر زبانيته بأن يبقوا أضواءهم وأعينهم مسلطة عليها حتى يحين موعد تسليم الشحنة، وذهب يمني خبثه بالدولارات التي يدفعها زبناؤه بسخاء.
مع أولى همسات الصباح ، كان جنونه يستنفر المعتقل. وحراسه يبحثون في كل زاوية عن روح هربت ! [/SIZE]


نص جميل
بلغته و انسيابيته.
مودتي

عبد السلام هلالي
18-11-2012, 01:32 AM
أسجل اعجابي
ودمت بخير


سرني مرورك واعجابك بالحرف البسيط.
شكرا لك.

عبد السلام هلالي
18-11-2012, 03:46 PM
نص جميل
بلغته و انسيابيته.
مودتي

أهلا بك أخي محمد الشرادي ، وشكرا على الكلمات الطيبة.
دمت بخير.

ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 01:09 AM
سامق هذا النص كتلك النفس التي لم تستلم لزبانية الباغي حتى أفلتت الروح من عقال الجسد لتذيقهم الخيبة وتواجههم بالعجز
كان السرد قويا ملفتا بارتفاع وتيرة الحس متناغما مع تصاعد الحدث والتنقل بين الشخوص بمهارة خدمت الحركة في البناء النصي

بديعا كنت هنا أديبنا
لا حرمك البهاء

وأهلا بك في واحتك

تحاياي

عبد السلام هلالي
22-11-2012, 03:59 PM
سامق هذا النص كتلك النفس التي لم تستلم لزبانية الباغي حتى أفلتت الروح من عقال الجسد لتذيقهم الخيبة وتواجههم بالعجز
كان السرد قويا ملفتا بارتفاع وتيرة الحس متناغما مع تصاعد الحدث والتنقل بين الشخوص بمهارة خدمت الحركة في البناء النصي
بديعا كنت هنا أديبنا
لا حرمك البهاء
وأهلا بك في واحتك
تحاياي


القديرة ربيحة الرفاعي .
مرحبا بالحرف الذي ساقك إلى صفحتي وأهلا بطيب كلامك وحسن ثنائك.
رأيك شهادة أعتز بها تطمئنني على الوجهة وتدفعني للمواصلة على الدرب.
لا حرمنا اهتمامك وتوجيهاتك. دمت بخير.

لانا عبد الستار
22-11-2012, 04:49 PM
يستطيعون أن خلعوا أظافره
وأن يسلخو جلده
وأن يكسروا ساقيه
لكنه سيهرب منهم ولو روحا
لأن الرواح الطاهرة لا تمكث في أماكن لا تشبهها

قصة جميلة
اشكرك

عبد السلام هلالي
22-11-2012, 07:08 PM
يستطيعون أن خلعوا أظافره
وأن يسلخو جلده
وأن يكسروا ساقيه
لكنه سيهرب منهم ولو روحا
لأن الرواح الطاهرة لا تمكث في أماكن لا تشبهها
قصة جميلة
اشكرك

جميل حضورك كما هي قراءتك للنص،
أهلا بك أختي لانا وشكرا لك على التفاعل والمشاركة.
دمت بخير.

زهرة السفياني
25-11-2012, 11:38 AM
عبد السلام هلالي احتمالات
عندما فكر في الهروب ، تأرجحت عزيمته بين النجاح أو رصاصة في الرأس، وكلاهما خلاص جميل بالنسبة له. لم يدرك الاحتمال الثالث إلا عندما كانت الاعترافات تنتزع منه ظفرا ظفرا،


نص ذكي بديع ! أجاد كاتبه بمهارة بينة ربط العنوان بالمضمون و اللعب على الحدث وجعله نقطة مركزية تدور حولها الشخصيات ، وهي تقنية فيها من الاحترافية وتتطلب مهارة كبيرة.
الموضوع مكرر لكن طريقة تناوله هنا جاءت مختلفة تقدم الجديد.
المدخل واللغة القويين زادا النص ألقا، إضافة إلى القفلة التي أبقت الباب مشرعا للتساؤل : أي روح هربت ؟ روح المسجون أم روح السجان.
دمت بخير أخي.

عبد السلام هلالي
25-11-2012, 06:56 PM
زهرة السفياني;
نص ذكي بديع ! أجاد كاتبه بمهارة بينة ربط العنوان بالمضمون و اللعب على الحدث وجعله نقطة مركزية تدور حولها الشخصيات ، وهي تقنية فيها من الاحترافية وتتطلب مهارة كبيرة.
الموضوع مكرر لكن طريقة تناوله هنا جاءت مختلفة تقدم الجديد.
المدخل واللغة القويين زادا النص ألقا، إضافة إلى القفلة التي أبقت الباب مشرعا للتساؤل : أي روح هربت ؟ روح المسجون أم روح السجان.
دمت بخير أخي.

أهلا بك أختي زهرة.
أشكرك على اهتمامك بنصوصي ، وفيض ثنائك الذي يغمرني بأكثر مما أستحق.
شكرا على القراءة المعمقة والتفاعل الطيب.
لا حرمت مرورك. حياك الله.

نداء غريب صبري
04-12-2012, 10:38 PM
لقد كان الاحتمال الثاني إذا ، لكن طريقه كانت طويلة قليلا، ليكون احساسهم بالهزيمة أكبر
لعنة الله على الظالمين

قصة اكثر من رائعة اخي
أنت قاص مبدع
شكرا لك
بوركت

عبد السلام هلالي
07-12-2012, 07:22 AM
لقد كان الاحتمال الثاني إذا ، لكن طريقه كانت طويلة قليلا، ليكون احساسهم بالهزيمة أكبر
لعنة الله على الظالمين

قصة اكثر من رائعة اخي
أنت قاص مبدع
شكرا لك
بوركت

أهلا بالكريمة نداء.
أسعدني المرور وإعجابك بالقصة.
أنا من يشكرك على الالتفاتة والقراءة القيمة والتشجيع الدائم الذي يدفعني للمضي قدما.
لك باقة من الاحترام والتقدير.

خليل حلاوجي
07-12-2012, 08:05 PM
إن فرعون وهامان ... وجنودهما كانوا : خاطئين
خاطئين
خاطئين
خاطئين
خاطئين
خاطئين


ياحسرة على العباد .

عبد السلام هلالي
07-12-2012, 09:47 PM
أهلا بالأخ خليل.
مرورك شرف وكلماتك معبرة تلخص الحكاية.
شكرا لك.

آمال المصري
08-05-2013, 04:41 PM
مع أولى همسات الصباح ، كان جنونه يستنفر المعتقل. وحراسه يبحثون في كل زاوية عن روح هربت !

رغم كل الاحتمالات والاحتياطات التي اتخذوها لتأمين عدم هروبه .. إلا أن الخاتمة جاءت صاعقة
نص سردي رائع الفكرة والاختزال .. محكم كحلقة متينة البناء
بوركت أديبنا الرائع واليراع المبدعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عبد السلام هلالي
10-12-2013, 09:55 AM
لكم شرفت بهذا المرور و تلك القراءة أختي الفاضلة آمال.
لك تحية تليق بمجهودك و تقدير يليق بقلمك .
كلماتك فخر و مسرة.
دمت بخير

د. سمير العمري
16-12-2013, 05:26 PM
ومضة ذكية زاد وهجها خاتمة عميقة المعنى والتأثير!
أحسنت فلا فض فوك!

تقديري

خلود محمد جمعة
18-12-2013, 07:53 PM
هي الروح لن يستطيع وحوش الأرض أن يطالوها
وصف للحدث بسرد رائع
قصة مائزة
دمت بخير
مودتي وتقديري

كاملة بدارنه
21-12-2013, 06:05 PM
تهرب الرّوح إلى عالمها البعيد عن الظّلم والبطش
سرد رائع حتّى قفلة الاحتمالات ...
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
21-12-2013, 07:47 PM
إني أتعجب كيف تموت الأحاسيس ويتلذذ الإنسان ( إن جاز له أن يسمى بهذه التسمية)
بتعذيب أخيه الإنسان, وأتذكر قول صلاح جاهيين في رباعيته:


“انا كل يوم أسمع ........ فلان عذبوه

أسرح في بغداد و الجزاير واتوه

ما أعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب

و اعجب من اللي يطيق يعذب أخوه

عجبي.

نص قصي قوي بسبك جميل حمل فكرة موجعة حد القهر
بسرد شائق , وأداء قصي ماتع, في لغة شيقة.
بوركت وسلم مداد قلمك.