مشاهدة النسخة كاملة : طبيعة
د. سمير العمري
12-11-2012, 10:55 PM
تَأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ توقفَتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ تُصفِّفُ خصلاتٍ منْ شَعرِها الحَريرِيِّ تَسَاقطَتْ عَلى عينِهَا ، وَتُلقِي نظرةً أخِيرةً على قَوامِهَا المَمشُوقِ وَأَناقَتِهَا البَاذِخةِ قَبلَ أنْ تَنطلقَ خارِجةً بالسَّيارةِ إلى المُتَنَزَّهِ البَحرِيِّ.
كَانتْ جَمِيلةً وإنْ كانتْ ذَاتَ شَغَفٍ بأنْ تُظهِرَ ملامِحَ جَمالِهَا بِكلِّ مُتَاحٍ من مَسَاحيقَ وَأزْيَاءٍ وَعُطورٍ كُلَّما خَرجَتْ من البيتِ خُصوصًا إِلى عَمَلِها كَمُدرِّسةِ رِياضِيَات للمُستَوى الثَّانَوي. وَلَطَالما عَرَّضَها جَمالُهَا الأنِيقُ وَملابِسُهَا الضَّيقَةُ القَصيرةُ لِتَحَرُّشَاتٍ تُغضِبُها وَإنَّما كَانتْ ثِقتُها بِنفسِهَا سلاحَهَا الأقوَى في مُواجَهةِ كلِّ مَا تتعرَّضُ لهُ منْ مُنغِّصَاتٍ.
كَانَ لا بُدَّ أنْ أَشكُرَه بَعدَ مُساندَتِهِ لي كُلَّما تغَيَّبتُ ، وبَعدَ دَعمِهِ لِموقِفِي أَمَامَ مُدرِّسةِ التَّربِيةِ الدِّينيَّةِ تِلكَ. أَتَظُنُّ تِلكَ الحَمْقَاءُ أنَّها أَشْرَفُ مِنِّي وأَعفُّ؟؟ مَا شَأنُهَا بِشَكلِي أَو بِهِندَامِي؟؟ لا أَرتَابُ فِي أَنَّهُ إِنَّمَا هِيَ غِيرتُهَا مِنِّي خُصوصًا حِينَ تَرَى المُدِيرَ يُرَاعِي أَمْرِي والزُّملاءَ يَستَمعُونَ لِقَولي. مَا ذَنْبِي أَنَا إِذَا كَانَ هُوَ أو غَيرُهُ يَحرِصُ عَلى رِضَاي وَرَاحَتِي؟؟ لِتَذْهَبْ إِلى أولَئكَ المتحرِّشينَ ولأولَئكَ الطُلابِ المُراهِقينَ فتُعلِّمَهم الذَّوقَ والأَدبَ.
أَخذَتْ نفَسًا عمٍيقًا تُحاولُ أن تُهَدِّئَ من ثَورَتِها ، ونَظَرَتْ فِي المِرآةِ تَتأَكَّدُ مِنْ ثَباتِ تَسرِيحَةِ شَعَرِهَا وُكُحلِ عَينَيهَا ، ثُمَّ تَابَعَتْ القِيادَةَ وَالتَفْكِيرَ.
كَانَ الأُستَاذُ عُدَيّ لَهَا بِالمِرصادِ هَذِهِ المَرَّة، فَأوقَفَها عِندَ حَدِّها حِينَ حَاولَتْ إِحرَاجِي في اجتِماع هَيئةِ التَّدرِيسِ. هُوَ زمِيلٌ مُحتَرَمٌ وَأُقدِّرُ له مَوقفَهُ النَّبيلَ هَذَا رَغمَ أنَّهُ حَديثُ التَّعيِينِ فِي المَدْرسَةِ. كَانَتْ فِكرَةً جَيِّدةً أَن دَعوتُهُ اليومَ إلى حَفلِ شِواءٍ بَسيطٍ فَأَشكُرَهُ وَأُبديَ لَه امتِنانِي.
كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ، وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ. الهُدُوءُ يَلفُّ المَكانَ خَلا وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ ، وَعُدَيُّ يَجتَهدُ فِي إِشْعَالِ الفَحْمِ لِبدءِ الشِّواء ، وَيَنهرُ قِطًّا أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ بَيْنَا كَانَتْ سُعَادُ تُجهِّزُ مَكانَ الجلسَةِ غيرَ بعِيدٍ. وَفِي انتِظَارِ أنْ ينْضَجَ الفَحْمُ جَلسَا يَتَحدثَان عمَّا كانَ في المَدرَسةِ قبلَ أنْ يَقْفزَ فجْأةً منِ مَكَانهِ عَلى صَرَخاَتِها الفَزِعَةِ.
كَانَتْ النَّارُ قد امتدَّتْ بِفِعلِ عَصفٍ مُفاجِئٍ للرِّيحِ إلى حيثُ قَارورَةُ الوَقُودِ التِي تَرَكَهَا عُدَيٌّ - سَهوًا - مَفْتُوحةً قرِيبًا منهَا. أَسْرَعَا هُمَا كِلاهُمَا بِبَعضِ الآنِيَةِ نحوَ البحرِ لإطْفَاءِ اللَهَبِ المُتَصاعِدِ ، وَفِيمَا هُمَا يَعُودَانِ لاهِثَينِ تَهاوَتْ إِلى الأَرضِ وَصَرخَتْ مَقهورَةً حينَ رَأتِ القِطَّ وَقَدْ سَرَقَ اللحْمَ مِن الإِناءِ الذِي كَانَتْ فَتَحتْهُ تَجهِيزًا للشِّوَاءِ.
جَلَستْ إلى جِوارِهِ عَلى مقعَدٍ بَعيدٍ في المُتَنَزَّهِ تَمْسحُ دُموعَ خَيبتِهَا وَتُحَاولُ أنْ تَعْتذِرَ لهُ ، يُسَابِقُهَا هُوَ فِي ذَلكَ مُحَاولا التَّخفِيفَ عَنهَا. هَبَّتْ رِيَاحٌ شِمَاليةٌ بارِدةٌ قَطَعتْ صَمْتًا طَالَ بَينَهُمَا تَقُولُ وَهِيَ تَضمُّ يديهَا العَاريتينِ إِلى صَدرِهَا.
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
كاملة بدارنه
12-11-2012, 11:38 PM
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةَ ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
حين تتحوّل الكلمات المقدّسة إلى حلية تتزيّن بها الصّدور العارية، لن تكون رادعا لشهوة وسيطرة الغريزة التي اثارها الكشف والعري!
قفلة رائعة لأحداث أمسكت القارئ إلى النّهاية الخطيرة التي طرقت أبوابا نراها عاديّة لشيوعها، لكنّها خطرة في أبعادها ... بعد أن بات الدّين مظهرا أو شكلا خارجيّا، بينما التّصرفات مناقضة لكلّ الأسس والمبادئ التي ينادي بها... والأنكى أنّ اللاأخلاقيّات هنا انبثقت عن شخصيتين هامّتين من المفروض أن تكونا قدوة للآخرين... وكيف لا وهما مدرّسان يعملان في سلك التّربيّة والتّعليم...
قصّة رائعة تناولت جوانب اجتماعيّة وعرّت واقعا مبرزة نقاطا كثيرة.
شكرا لك أستاذنا الأخ سمير على طرحك لقضايا جادّة في حياتنا اليوميّة والعمليّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت إعجابا وتقديرا
مرمر القاسم
12-11-2012, 11:53 PM
لا أدري أين وقع الخطأ بالضبط،ربما أفلت مني في القراءة.
ولكن هل كل سافرة عاهرة أو هل كل لبسا ضيّق تحته غيّ ؟ ومتى كان الحجاب مقياسا للعفّة والطهارة.؟
من أراد أن يمسك على بناته فليجلسهن في بيته،فلا يجوز أن تطلقها إلى ميادين العمل وسط هذا الكم من القبح والفتنة وتطلب منها القبض على الجمر كما من المفروض أن يفعل الرجال،
كم تمنيت لو أن أظهرت النوعية الأخرى للحجاب الطارئ.
تحية.
ربيحة الرفاعي
13-11-2012, 12:05 AM
مرة أخرى أجدني في حضرة نص قصيّ عمريّ اللغة والسرد، لكلّ كلمة فيه موقعها وقيمتها لغويا أولا ودلالتها المتعلقة بمحمول الجملة القصّية ورسالة النص العامة ثانيا، ومرّة اخرى تحمل القصة ما يتعدى الملامح الابتدائية للفكرة ويتخطى الصورة التي يعلنها المشهد ليمارس مستعينا بتفاصيل صغيرة مرت هنا وهناك تشريح ظاهرة يعاني من ثقلها المجتمع.
لقد حرصت سعاد على تكريس جمالها في العيون وإبراز مفاتنها متغافلة عن ثلاث معطيات أساسية أشار إليهما التعبير القصير "كَمُدرِّسةِ رِياضِيَات للمُستَوى الثَّانَوي" فهي مدرسة بما تعنيه الوظيفة من دور تربوي وثيق الصلة ببناء المجتمع عبر بناء لبناته الأصلية، والمستوى الثانوي يعني طلابا مراهقين في سن فائقة الحساسية لهذا الجانب من الاستثارة ، وأما الرياضيات فمادة تحتاج تركيزا من كلا طرفي المعادلة فيها، وفي تشتيت المتلقي سلوك جائر .
أما عُدَيّ والذي استوقفني اسمه فقد وجدته خير ما يطلق على من سيكشف تصاعد الحدث عن طبيعته ويعري ما اعتبرته هي بجهلها نبلا لمساندته لها كلما تغيبت ودعمه موقفها أمام صوت النبل الحقيقي الذي رمز إليه الكاتب بـ "مُدرِّسةِ التَّربِيةِ الدِّينيَّةِ تِلكَ"، وفي توظيف بارع للتعبير يقف اسم الاشارة " تلك" معلنا اشمئزازها من ذلك الصوت المؤنب، ليتبعه ذلك التركيب المعقد "أَنَّهُ إِنَّمَا هِيَ غِيرتهَا" مبرزا جزءا من حالتها النفسية ومحاولتها تبرير الأمر لنفسها بمحاولة استجماع فلول الكلمات، احتاجت بعده لتبرير آخر تقدم فيه سببا مقنعا لدعوتها إياه "كَانَتْ فِكرَةً جَيِّدةً أَن دَعوتُهُ اليومَ إلى حَفلِ شِواءٍ بَسيطٍ فَأَشكُرَهُ وَأُبديَ لَه امتِنانِي" فقد جاءت فاء السببية تضيف للمعنى جانبا مهما باستبعاد فكرة العلاقة العاطفية الخاصة من جانبها وأن الدعوة لم تكن أكثر من شكر زميلة لزميل.
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةَ ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ
كي لا أطيل في نص كل حرفه يستحث على الإطالة والغوص أعمق في جميل تفاصيله وعميق أبعاده، سأقفز للتاكيد على ما أشارت إليه الرائعة كاملة بدارنة من خطورة النص وثقيل محموله، الذي تناول فئة من النساء تظهر بما يستثير الغرائز ويشعل نارها في العقول قبل المشاعر ثم يلمن المتحرشين ممن كانوا ضحايا ما اخترن لهن من مظهر
بديع ما قرأنا هنا أمير الحرف
دمت رمزا للقول الرسالي والأدب التوعوي
تحاياي
آمال المصري
13-11-2012, 02:11 AM
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ
وهنا رغم ما ذكره النص من حسن النوايا حين ذكر من طبيعتها الثقة الزائدة بالنفس التي اتخذتها سلاحا لها " وَإنَّما كَانتْ ثِقتُها بِنفسِهَا سلاحَهَا الأقوَى في مُواجَهةِ كلِّ مَا تتعرَّضُ لهُ منْ مُنغِّصَاتٍ. " لو اتخذت من الالتزام بالدين - فعلا وليس قولا - سلاحا ماسقطت فريسة يسيرة بين أنياب ذئب قدمت له نفسها على مائدة الرضا افتراضا للخير به
جاء التصوير رائعا والرمزية هادفة وصلت من خلالها الرسالة .. مكان هادئ ومسائية وادعة ووشوشات الموج للساحل و" قِطّ أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ " وقد التهمه فعلا ولم يتبق لها سوى دموع الخيبة عزاءها
خاتمة جاءت مدهشة تدعو القارئ للوقوف عندها فهي وحدها رسالة لمن يتقلدون أو تتقلدن كلام الله ظنا أنه حرز من النوائب وربما لم تفكر يوما في تصفحه أو قراءة آية
هنا أمام نص عمري يحمل عدة رسائل تربوية واجتماعية بأسلوب اعتدناه من أميرنا .. ولكن لن نرتوي مهما قرأناه
بوركت ألفا سيدي
وأدام الله عليك هذا الألق
تحاياي واحتراماتي
ماهر يونس
13-11-2012, 06:26 AM
ردا على مرمر أيضا (مقتول يعني مقتول) D:
أولا: قرأت القصة مرارا وتكرار ولم أجد في النص ما قد يسيء إلى هذه الفتاة! بل بالعكس تماما فقد أشار الدكتور سمير إلى حسن أخلاقها وأشاد بقدرتها على صد كل معتد!
ثانيا: اللباس الشرعي فرض على كل فتاة مسلمة لحمايتها وليس لقتل شخصيتها! ومن واجب المرأة أن تجتنب مواطن الشبهات، فلا تعرض مفاتنها وتطالب بغض البصر!
ثالثا: في القرآن فإن كل الآثام حذر منها الرجل قبل المرأة فالسارق والسارقة ..إلخ إلا الزنا فالزانية والزاني لأن المرأة أقدر على ضبط نفسها من الرجل وهي أقدر على الإغراء من قدرة الرجل على إغرائها!
رابعا:اللباس الشرعي فرض، والصلاة فرض، والصيام فرض ..إلخ وكل له حسابه! فلماذا افترضت أنت أن العمري أخرج هذه المرأة عن ملة الإسلام، أو العياذ بالله رمى بعرضها وهذا لم يبدر منه مطلقا!
ثم،
العنوان بحد ذاته كان يتحدث عن "طبيعة" الرجل!
دكتور العمري
نص باذخ الجمال أوصل رسالته بذكاء وحنكة
محبتي لكليكما
فاطمه عبد القادر
13-11-2012, 06:30 AM
أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
السلام عليكم
أكثر ما أعجبني في القصة هو الترابط المحكم ,حتى بدت نسيجا واحدا جميلا .
حيث تكلمت الطبيعة عن المشاعر الداخلية للشخصيتين .
حيث الربط بين اللحم النيء الذي أثار شهية القط ,واللحم العاري ألذي أثار شهوة أخرى /حيث لا فرق .
حيث الريح التي ثارت فجأة, ونفخت النار فامتدت لقارورة الوقود الغير مغلقة ,وهذا أيضا يحمل معناه .
ثم نقدا للمدرسين ,,مربين الأجيال .
ثم نقدا لانقياد الآخرين من أصحاب الأهداف الخاطئة والسهلة المنال لشخصية المدرسة العابثة التي تعرض نفسها عليهم دون وجل وبقرار مسبق ,وهذة دعوى صريحة .
ثم إشارة لرفض الدين لهذة الأمور كلها .
وأخيرا جاءت الصاعقة ,واختلطت الأمور
مصحف ذهبي يتدلى على صدر هذة المرأة
عبث فوق عبث فوق عبث ,وهذا هو الحال ,,ليس بالنسبة لهذة المُدرِّسة فقط بل المسألة أعرض من ذلك بكثير .
قصة جميلة جدا ,وموفقة للغاية
شكرا لك د.سمير
ماسة
مازن لبابيدي
13-11-2012, 08:36 AM
مرحى ، هي الكلمة التي قفزت لذهني حتى قبل أن أتم قراءة القصة الرائعة ، وأقول رائعة لأكثر من سبب .
أنت في هذه القصة أخي د. سمير قدمت توجها جديدا لديك في القص والفكر حسب ما أرى ، من جهة أنك لم تخرج هذه القصة مخرج الوعظ والحكمة الظاهرة التي ظننت أنك ستفعل عند بداية قراءتي . فقد تركت الحدث وعلى قاعدة الشخصية أن يتطور تطوره التلقائي ويتفاعل حتى نهاية القصة بنمط واقعي .
نعم لا يفترض بكل قصة أن تقدم جميع النماذج أو النموذج السائد ، بل إن أكثر القصص الناجحة تبنى على حالات فريدة أو نادرة من الواقع الاجتماعي ، وهذا ما يعطيها أغلب التشويق ، وهذا ما يجعلها درسا حيث تظهر أقصى ما يمكن أن ينتج من مقدمات معينة .
إذن فهذه القصة تمحورت حول إبراز نمط شخصي محدد تماما وليس قليل الشيوع في المجمتعات على اختلاف جوهرها ، كما أبرزت تفاعل الرجال مع هذا النمط من الشخصية ، وهو ، شئنا أم أبينا ، واقع محسوس وشائع ، فالرجل لا يستطيع أن يقاوم إغراء الأنوثة في المرأة من جهة غريزية ، ولذلك أمرنا بغض البصر ، لا بغض المشاعر ، لأن البصر هو بداية سلسلة التفاعلات التي لا نملك إيقافها . وزد على ذلك سوء الظن الذي يبتادر لذهن الأكثرية من الرجال عندما يرون هذا المقدار من إزالة الحواجز من طرف المرأة .
برمز صغير فقط وبليغ التعبير استطاع الكاتب أن يعرض فكرة كبيرة في خاتمة القصة ، فحجم الدين عند هذه المرأة - بحسب فهمي للقصة - لم يتجاوز حجم تلك القلادة ، وتأملوا روعة التعبير في أن المصحف كان ذهبيا لا ورقيا ، وأنه كان بين النهدين لا في الصدر . وهنا كانت القصة بخاتمتها كاشفة توجيهية تربوية
نعم أؤكد على مقولة أختي مرمر في أن بعض المحجبات في الظاهر يخالفن تعاليم الدين حقيقة ، ولكن هذه القصة ليست عنهن ، تماما كما إنها ليست عن السافرات الشريفات المحافظات على قيم الدين وتقاليد المجمتع والعرف وإن كن مقصرات في ناحية الحجاب .
تبقى نقطة واحدة أحب أن أشير إليها ، وهي العنوان ، فقد كان موفقا من جهة مهمة وهو كما ذكرت موقف الجنس الآخر من مثل هذه الشخصية ، بينما رأيته غير معبر عن بطلة القصة وسلوكها الذي كان في مجمله غير مقبول بالقياس لمجتمع مسلم أو عربي ، وربما أراد الكاتب بالعنوان بعدا آخر .
تقديري وإعجابي
تحيتي ومودتي
مرمر القاسم
13-11-2012, 09:24 AM
ردا على مرمر أيضا (مقتول يعني مقتول) D:
أولا: قرأت القصة مرارا وتكرار ولم أجد في النص ما قد يسيء إلى هذه الفتاة! بل بالعكس تماما فقد أشار الدكتور سمير إلى حسن أخلاقها وأشاد بقدرتها على صد كل معتد!
ثانيا: اللباس الشرعي فرض على كل فتاة مسلمة لحمايتها وليس لقتل شخصيتها! ومن واجب المرأة أن تجتنب مواطن الشبهات، فلا تعرض مفاتنها وتطالب بغض البصر!
ثالثا: في القرآن فإن كل الآثام حذر منها الرجل قبل المرأة فالسارق والسارقة ..إلخ إلا الزنا فالزانية والزاني لأن المرأة أقدر على ضبط نفسها من الرجل وهي أقدر على الإغراء من قدرة الرجل على إغرائها!
رابعا:اللباس الشرعي فرض، والصلاة فرض، والصيام فرض ..إلخ وكل له حسابه! فلماذا افترضت أنت أن العمري أخرج هذه المرأة عن ملة الإسلام، أو العياذ بالله رمى بعرضها وهذا لم يبدر منه مطلقا!
دكتور العمري
نص باذخ الجمال أوصل رسالته بذكاء وحنكة
محبتي لكليكما
وماذا عن قوله تعالى في الآية 3 من سورة النور {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}
فماذا عن إغراء الرجل.؟
القراءة يجب ان تتناول جميع جوانب القصة الرواية القصيدة،والنقد يبنى على تلك القراءات،فلا يجوز أن اقرأ القصة دون أن أراعي الظرف الإجتماعي والتوقيت،فما معنى أن تلتقي امراة عازب برجل في مثل هذا التوقيت "كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ، وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ." التوقيت وحده شبهة.
تحية
وليد عارف الرشيد
13-11-2012, 12:17 PM
إذًا هي أزمة فكر ..القصة لم تترك جانبا من هذه المشكلة لم تتعرض لها وبدون مباشرة ومن يجيد جمع الخيوط معًا سيحصل على قضية اجتماعية خلقية فكرية مشرحة واضحة وتركت الإجابات بين يدي القارئ ولكن بعد تقديم خلفياتها بكل موضوعية فلم يحاول إقحام خلفية الكاتب مباشرة بل رؤيته المتوازنة الحكيمة ، بدليل أنها أوضحت ثقة المرأة بنفسها وهذا يبعد شبهة النوايا السيئة لديها .. لكننا أمام معطيات ترد على هذه النقطة باقتدار مبدع كبيرعرف كيف يجذبنا بعناصر القصة التي لا حاجة لأن ننوه عنها، وكاتب القصة غني عن التعريف والمديح وهو الأديب الشاعر الذي يملك أدواته الأدبية ببراعة وتميز كبيرين وفكر نبيل لم يتعصب له ولكن استطاع أن يمرره إلى أعيننا ومشاعرنا ونحن نقرأ ونحاكم فكرة العمل .. خاتمة جريئة الطرح تلخص الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ...
مبدع كبير أنت كدأبك أستاذي وأخي الحبيب .. لحضورك في كل مرة وهج مختلف وقراءات لاتنتهي
محبتي تعرفها وإعجابي الذي ما زلت تربيه ببديع ما تقدم وكثير تقديري
أحمد عيسى
13-11-2012, 12:21 PM
قصة للعمري لا تقرأ بظاهرها ولا يتم المرور على قشورها دون التوغل فيما خلف النص من معانٍِ
القصة تحتاج الى تأنٍ وقراءة مركزة للوقوف على ما بها من درر
أعد بالعودة -باذن الله - لقراءة أكثر تركيزا
تقديري وترحيبي بأديب وشاعر يكثف من انتاجه القصصي ليثري القسم دائماً بالسمين كما يحتاج القسم وأكثر
كن بخير
مازن لبابيدي
13-11-2012, 03:29 PM
مع احترامي وتقديري للدافع النبيل لمن حذف المشاركات الحوارية التي دارت بين الأخت مرمر والسيد ماهر ، إلا أنني أرى ذلك خطأ حتى لو ابتعد النقاش عن جوهر القصة . فما كان لمثل هذا النقاش أن ينشأ أصلا لو لم يثر موضوع القصة واحتمالات تأويلها المعاني التي كانت موضوعا لذلك النقاش ، وإذا كنا سنستبعد كل مشاركة لا تنضبط تماما بالبروتوكولات المعمول بها حاليا في حرم المنتدى فهذا سيؤدي إلى جمود فكري ورتابة مملة لا نرغب بها ولا نرضاها لواحتنا التي من أهم ركائز بنيانها وأهدافها الارتقاء بالحالة الثقافية عامة وهذا يقتضي برأيي المتواضع فتح أبواب الحوار على مصراعيها والقبول بشيء من الحدة فيها مادامت لا تحتوي الإهانات المباشرة أو تتعرض للشخص في ذاته أو دينه أو عرضه أو انتمائه .
عذرا لمداخلتي التي حادت عن موضوع القصة ، ولكن رأيتها ضرورة .
يمكن حذف هذه المشاركة كذلك بعد الاطلاع !!
بهجت عبدالغني
13-11-2012, 03:57 PM
نص عمري فاخر
صيغ بأسلوب أدبي رفيع ورصدت حالة واقعية معاشة
يؤكد أن السباحة ضد الفطرة والشرع لا يأتي إلا بشقاء النفس
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .
والحجاب فرض ، والذي يقول غير ذلك يدعي أن الأمة ولـ ( 1400 ) سنة مخطئة ، وهو الصحيح !!!
أستاذي الدكتور سمير العمري
سلم اليراع الذي أبدع لنا هذه القصة الجميلة الهادفة ..
دعائي وتحياتي ..
سامية الحربي
13-11-2012, 04:33 PM
كل من ولي مسئولية جيل لابد أن ينظر لمحطات هذه القصة بدءاً بالتبرج من معلمة يفترض أنها مثال يحتذى ثم كرهها أو نفورها من معلمة التربية الدينة مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ) و وضع الحطب بجانب النار ثم لوم النتيجة بدون النظر للمسببات إنتهاءًا بتلك القفلة الرمزية متعددة الأبعاد لمن جعل الدين طقوس و رموز يتمسح بها و يتترس بها . كل الشكر والتقدير على هذه الرسالة الهادفة العميقة أديبنا القدير . دمت بخير و توفيق.
مرمر القاسم
13-11-2012, 07:43 PM
مع احترامي وتقديري للدافع النبيل لمن حذف المشاركات الحوارية التي دارت بين الأخت مرمر والسيد ماهر ، إلا أنني أرى ذلك خطأ حتى لو ابتعد النقاش عن جوهر القصة . فما كان لمثل هذا النقاش أن ينشأ أصلا لو لم يثر موضوع القصة واحتمالات تأويلها المعاني التي كانت موضوعا لذلك النقاش ، وإذا كنا سنستبعد كل مشاركة لا تنضبط تماما بالبروتوكولات المعمول بها حاليا في حرم المنتدى فهذا سيؤدي إلى جمود فكري ورتابة مملة لا نرغب بها ولا نرضاها لواحتنا التي من أهم ركائز بنيانها وأهدافها الارتقاء بالحالة الثقافية عامة وهذا يقتضي برأيي المتواضع فتح أبواب الحوار على مصراعيها والقبول بشيء من الحدة فيها مادامت لا تحتوي الإهانات المباشرة أو تتعرض للشخص في ذاته أو دينه أو عرضه أو انتمائه .
عذرا لمداخلتي التي حادت عن موضوع القصة ، ولكن رأيتها ضرورة .
يمكن حذف هذه المشاركة كذلك بعد الاطلاع !!
متى حذفت التعليقات ومن الذي قرأها خارج مضمون الفكرة.؟!!!
أظن أن فهمي بات أقصر مما تصوّرته ،فهل يخرج عليّ من يفهمني أين بالضبط أفلتت منا الفكرة في الجوابيات وكيف؟ ثم أفهمونا كيف نقرأ،معذرة منكم نسينا بأننا صغار وبحاجة إلى قنينة حليب
معذرة دكتور مازن على اقتباسي لجوابيتك فقد تكون خارج دائرة الفكرة المدورة.
كاملة بدارنه
13-11-2012, 09:11 PM
متى حذفت التعليقات ومن الذي قرأها خارج مضمون الفكرة.؟!!!
أظن أن فهمي بات أقصر مما تصوّرته ،فهل يخرج عليّ من يفهمني أين بالضبط أفلتت منا الفكرة في الجوابيات وكيف؟ ثم أفهمونا كيف نقرأ،معذرة منكم نسينا بأننا صغار وبحاجة إلى قنينة حليب
معذرة دكتور مازن على اقتباسي لجوابيتك فقد تكون خارج دائرة الفكرة المدورة.
"ما هكذا تورد الإبل" يا مرمر
عبد الرحيم بيوم
14-11-2012, 10:32 AM
هناك فعلا من لا تدرك طبيعة الخلق والتكوين والفطرة، أو يمتنع عنه فهمها لعمق الجهل بالتربية الدينية وتأثير المحيط الفكري والمنشئ التربوي
بوركت امير الواحة الكريم
نادية بوغرارة
14-11-2012, 01:17 PM
عندما وضع الدين قواعد للتعامل بين الجنسين ، كان يدرك أن للطبيعة أثرها
الذي قد يؤدي إلى مفاسد ، إن ذهبتْ إلى حيث لم تخلق من أجله .
قصة جميلة تثير التأمل والتخيّل،
راق لي فيها تناول طبيعة البشر ، و أيضا استمتعت فيها بطبيعة النظر :
" كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ،
وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ.
الهُدُوءُ يَلفُّ المَكانَ خَلا وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ .."
الدكتور سمير العمري ،
بارع في القصّ كما في كل ألوان الأدب .
دمت للواحة وأهلها .
براءة الجودي
14-11-2012, 04:48 PM
لاأعلم لما دوما أكون في الأخير عند حضوري للقصص المميزة
لكن الحمدلله
طبعا لاتعليق لي عن الهدف في القصة فقد قال الأخوة والأخوات جميع مابنفسي وزادوا بل وأفضل فجزاهم الله خيرا
على هذا الوعي والإدراك , وجزاك الله خيرا ياوالدنا الفاضل على هذه الفكرة الرائعة والنهاية المعبرة التي تأسفتُ لرؤيتها في واقعنا كثيرا
وكان لدي سؤال أثناء قراءتي للقصة ..
وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ.
أليست الريح تعوذ منها الرسول وهي اقوى من الرياح ؟
فبالتالي ألا ترى ياأستاذ أن الرياح أكثر وداعة ولطافة عند هبوبها , أنتم لكم الخبرة لكن سؤال راودني أنتظر الإجابة عليه إن أمكن
أشكرك ونفع الله بك الأمة
د. سمير العمري
14-11-2012, 08:30 PM
حين تتحوّل الكلمات المقدّسة إلى حلية تتزيّن بها الصّدور العارية، لن تكون رادعا لشهوة وسيطرة الغريزة التي اثارها الكشف والعري!
قفلة رائعة لأحداث أمسكت القارئ إلى النّهاية الخطيرة التي طرقت أبوابا نراها عاديّة لشيوعها، لكنّها خطرة في أبعادها ... بعد أن بات الدّين مظهرا أو شكلا خارجيّا، بينما التّصرفات مناقضة لكلّ الأسس والمبادئ التي ينادي بها... والأنكى أنّ اللاأخلاقيّات هنا انبثقت عن شخصيتين هامّتين من المفروض أن تكونا قدوة للآخرين... وكيف لا وهما مدرّسان يعملان في سلك التّربيّة والتّعليم...
قصّة رائعة تناولت جوانب اجتماعيّة وعرّت واقعا مبرزة نقاطا كثيرة.
شكرا لك أستاذنا الأخ سمير على طرحك لقضايا جادّة في حياتنا اليوميّة والعمليّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت إعجابا وتقديرا
سرني أن راقت لك القصة أختي المكرمة ، وأشكر لك رأيك الكريم وإمساكك بخيوطها الأساسية ببراعة ، وأقدر لك تثبيتك النص ثبتنا الله وإياك على الحق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
د. سمير العمري
18-11-2012, 04:05 PM
لا أدري أين وقع الخطأ بالضبط،ربما أفلت مني في القراءة.
ولكن هل كل سافرة عاهرة أو هل كل لبسا ضيّق تحته غيّ ؟ ومتى كان الحجاب مقياسا للعفّة والطهارة.؟
من أراد أن يمسك على بناته فليجلسهن في بيته،فلا يجوز أن تطلقها إلى ميادين العمل وسط هذا الكم من القبح والفتنة وتطلب منها القبض على الجمر كما من المفروض أن يفعل الرجال،
كم تمنيت لو أن أظهرت النوعية الأخرى للحجاب الطارئ.
تحية.
لا نصادر رأيك ولا نوجهه ، ولكن لعل أشياء وقعت منك عند القراءة هنا فأنا لم أتعرض لشيء مما قلت ، بل لقد كنت أحرض ما يكون لدفع هذه المظنة لأن وجودها يفسد الهدف المراد من النص.
لا أوافقك الرأي في أكثر ما قلت في ردك هذا ولكني أمسك عن الجدل ولو إلى حين.
ومهما يكن من أمر فإني أشكرك على مرورك وعلى ردك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
مصطفى حمزة
20-11-2012, 05:54 AM
لعلّ هذه المدرّسة ، وذاك المدرّس كما رسم الدكتور ملامحهما في نصّه الثريّ هذا ؛ لعلهما مثالٌ لمن أضاع الهُويّة ، هُويّة الدّين الذي ينتميان إليه ، وهُويّة الرسالة التربويّة التي يعملان لها وفيها ..ولكنّهما شخصان واقعيّان جدّاً ، من مجتمعنا (المسلم) الذي ضاعت في جوانب كثيرة منه الهُويّة !!
النصّ ليس نصّاً في الوعظ ولا في الأخلاق ولا في التربية ..وإن كان واعظاً في الأخلاق والتربية .. هو نص قدّمَ مشهداً متكرراً كلّ يوم في الدوائر الحكوميّة ، والأماكن العامّة ، وفي أماكنَ أخرى .. قدّمه بمهارة عالية في وصف ملامح الشخصيّة بأبعادها الثلاثة النفسية والاجتاماعية والجسديّة : بالوصف ، والفعل ، والحوار الداخلي والخارجي .
والقطّ الذي سرقَ اللحم كان لافتاً جداً إلى من يشتهون اللحم الحرام ، والنار التي امتدت فجأة كانت تلميحاً ذكياً إلى العاقبة ..جهنم ...لكنّ الكاتبَ الفذّ بقي مُقنّعاً بكلماته وتلميحاته ولم يظهر لقارئه مباشرةً ..
قصّة هادفة مهذّبة ، واعظة بصمت ..
اللغة فاخرة ، يشعر القارئ لها بأنها لكاتب أديب ، وأديب مفكر ، ملك ناصية المُعجم اللغوي باقتدار .
فقط توقفتُ في بداية القصّة أمام هذه العبارة : ( تَأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ توقفَتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ تُصفِّفُ خصلاتٍ منْ شَعرِها الحَريرِيِّ تَسَاقطَتْ عَلى عينِهَا .. ) لم أستطع بالضبط أن أتخيل حركتها بين السيارة والبهو الخارجي ! لعلّها (تأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ عادتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ ..
تقبّل تحياتي وتقديري دائماً أخي الحبيب ، الأستاذ الدكتور سمير
نداء غريب صبري
20-11-2012, 01:25 PM
المرأة التي لا تعرف كيف تصون نفسها عن العيون الطامعة بها لا تستحق لقب مربية أجيال
والرجل الذي لا يعرف كيف يغض البصر عن زميلة في منزلة الأخت لا يتسحق صفة رجل
ولكنهما موجودان وأمثالهما يملأون الدنيا حولنا
الصورة واقعية جدا، والقصة تشبه الحقيقة
قصة رائعة أستاذنا وأميرنا الدكتور سمير العمري
شكرا لك
بوركت
براءة الجودي
20-11-2012, 08:00 PM
لعلّ هذه المدرّسة ، وذاك المدرّس كما رسم الدكتور ملامحهما في نصّه الثريّ هذا ؛ لعلهما مثالٌ لمن أضاع الهُويّة ، هُويّة الدّين الذي ينتميان إليه ، وهُويّة الرسالة التربويّة التي يعملان لها وفيها ..ولكنّهما شخصان واقعيّان جدّاً ، من مجتمعنا (المسلم) الذي ضاعت في جوانب كثيرة منه الهُويّة !!
النصّ ليس نصّاً في الوعظ ولا في الأخلاق ولا في التربية ..وإن كان واعظاً في الأخلاق والتربية .. هو نص قدّمَ مشهداً متكرراً كلّ يوم في الدوائر الحكوميّة ، والأماكن العامّة ، وفي أماكنَ أخرى .. قدّمه بمهارة عالية في وصف ملامح الشخصيّة بأبعادها الثلاثة النفسية والاجتاماعية والجسديّة : بالوصف ، والفعل ، والحوار الداخلي والخارجي .
والقطّ الذي سرقَ اللحم كان لافتاً جداً إلى من يشتهون اللحم الحرام ، والنار التي امتدت فجأة كانت تلميحاً ذكياً إلى العاقبة ..جهنم ...لكنّ الكاتبَ الفذّ بقي مُقنّعاً بكلماته وتلميحاته ولم يظهر لقارئه مباشرةً ..
قصّة هادفة مهذّبة ، واعظة بصمت ..
اللغة فاخرة ، يشعر القارئ لها بأنها لكاتب أديب ، وأديب مفكر ، ملك ناصية المُعجم اللغوي باقتدار .
فقط توقفتُ في بداية القصّة أمام هذه العبارة : ( تَأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ توقفَتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ تُصفِّفُ خصلاتٍ منْ شَعرِها الحَريرِيِّ تَسَاقطَتْ عَلى عينِهَا .. ) لم أستطع بالضبط أن أتخيل حركتها بين السيارة والبهو الخارجي ! لعلّها (تأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ عادتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ ..
تقبّل تحياتي وتقديري دائماً أخي الحبيب ، الأستاذ الدكتور سمير
أتمنى أن يعذر ني الأستاذ سمير على تطفلي لاقتباس رد الاستاذ مصطفى
رد حقيقة اكثر من رائع والتوضيح فيه دقيق , لم يخطر ببالي ابدا أن تكون القطة التي سرقت اللحم بمثابة الغيبة وهي كما أخبر الروسل كأنك تأكل لحم أخيك نيئا ولاشك أنهما تحدثا عما حصل في المدرسة وربما دخلا في غيبة الأشخاص .
تحليل ذكي وجميل ويثري جزاكم المولى خيرا
لانا عبد الستار
22-11-2012, 03:40 PM
الذين يصدقون أنهم يغيرون طبيعة الأشياء هم الحمقى
والذين لا يستمعون لنصائح غيرهم يستحقون التجارب التي بؤلمهم
إنها طبيعة الأشياء لايغيرها شيء
قصة جميلة
أشكرك
د. سمير العمري
22-11-2012, 05:19 PM
مرة أخرى أجدني في حضرة نص قصيّ عمريّ اللغة والسرد، لكلّ كلمة فيه موقعها وقيمتها لغويا أولا ودلالتها المتعلقة بمحمول الجملة القصّية ورسالة النص العامة ثانيا، ومرّة اخرى تحمل القصة ما يتعدى الملامح الابتدائية للفكرة ويتخطى الصورة التي يعلنها المشهد ليمارس مستعينا بتفاصيل صغيرة مرت هنا وهناك تشريح ظاهرة يعاني من ثقلها المجتمع.
لقد حرصت سعاد على تكريس جمالها في العيون وإبراز مفاتنها متغافلة عن ثلاث معطيات أساسية أشار إليهما التعبير القصير "كَمُدرِّسةِ رِياضِيَات للمُستَوى الثَّانَوي" فهي مدرسة بما تعنيه الوظيفة من دور تربوي وثيق الصلة ببناء المجتمع عبر بناء لبناته الأصلية، والمستوى الثانوي يعني طلابا مراهقين في سن فائقة الحساسية لهذا الجانب من الاستثارة ، وأما الرياضيات فمادة تحتاج تركيزا من كلا طرفي المعادلة فيها، وفي تشتيت المتلقي سلوك جائر .
أما عُدَيّ والذي استوقفني اسمه فقد وجدته خير ما يطلق على من سيكشف تصاعد الحدث عن طبيعته ويعري ما اعتبرته هي بجهلها نبلا لمساندته لها كلما تغيبت ودعمه موقفها أمام صوت النبل الحقيقي الذي رمز إليه الكاتب بـ "مُدرِّسةِ التَّربِيةِ الدِّينيَّةِ تِلكَ"، وفي توظيف بارع للتعبير يقف اسم الاشارة " تلك" معلنا اشمئزازها من ذلك الصوت المؤنب، ليتبعه ذلك التركيب المعقد "أَنَّهُ إِنَّمَا هِيَ غِيرتهَا" مبرزا جزءا من حالتها النفسية ومحاولتها تبرير الأمر لنفسها بمحاولة استجماع فلول الكلمات، احتاجت بعده لتبرير آخر تقدم فيه سببا مقنعا لدعوتها إياه "كَانَتْ فِكرَةً جَيِّدةً أَن دَعوتُهُ اليومَ إلى حَفلِ شِواءٍ بَسيطٍ فَأَشكُرَهُ وَأُبديَ لَه امتِنانِي" فقد جاءت فاء السببية تضيف للمعنى جانبا مهما باستبعاد فكرة العلاقة العاطفية الخاصة من جانبها وأن الدعوة لم تكن أكثر من شكر زميلة لزميل.
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةَ ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ
كي لا أطيل في نص كل حرفه يستحث على الإطالة والغوص أعمق في جميل تفاصيله وعميق أبعاده، سأقفز للتاكيد على ما أشارت إليه الرائعة كاملة بدارنة من خطورة النص وثقيل محموله، الذي تناول فئة من النساء تظهر بما يستثير الغرائز ويشعل نارها في العقول قبل المشاعر ثم يلمن المتحرشين ممن كانوا ضحايا ما اخترن لهن من مظهر
بديع ما قرأنا هنا أمير الحرف
دمت رمزا للقول الرسالي والأدب التوعوي
تحاياي
كلما مررت برد لك على نصوصي أتوقف متأملا هذا الطرح الواعي وهذا التناول الكبير الذي لا يتقنه إلا أنت!
هنا كانت قراءة لخصت أهم ما تضمن النص من معان وأوضحت بجلاء مفاتيح النص التي يمكن من خلالها الولوج للنص وفك شفرة مفرداته للوصول إلى المعاني الكاملة الكامنة فيه.
أشكرك من القلب على جهدك الدائب في قراءات مميزة وموفقة لنصوصي تزيدني فخرا بك وبحرفي.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
د. سمير العمري
25-11-2012, 05:06 PM
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ
وهنا رغم ما ذكره النص من حسن النوايا حين ذكر من طبيعتها الثقة الزائدة بالنفس التي اتخذتها سلاحا لها " وَإنَّما كَانتْ ثِقتُها بِنفسِهَا سلاحَهَا الأقوَى في مُواجَهةِ كلِّ مَا تتعرَّضُ لهُ منْ مُنغِّصَاتٍ. " لو اتخذت من الالتزام بالدين - فعلا وليس قولا - سلاحا ماسقطت فريسة يسيرة بين أنياب ذئب قدمت له نفسها على مائدة الرضا افتراضا للخير به
جاء التصوير رائعا والرمزية هادفة وصلت من خلالها الرسالة .. مكان هادئ ومسائية وادعة ووشوشات الموج للساحل و" قِطّ أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ " وقد التهمه فعلا ولم يتبق لها سوى دموع الخيبة عزاءها
خاتمة جاءت مدهشة تدعو القارئ للوقوف عندها فهي وحدها رسالة لمن يتقلدون أو تتقلدن كلام الله ظنا أنه حرز من النوائب وربما لم تفكر يوما في تصفحه أو قراءة آية
هنا أمام نص عمري يحمل عدة رسائل تربوية واجتماعية بأسلوب اعتدناه من أميرنا .. ولكن لن نرتوي مهما قرأناه
بوركت ألفا سيدي
وأدام الله عليك هذا الألق
تحاياي واحتراماتي
قراءة ذكية تؤكد على وصول أهم مرتكزات القصة إلى خاطرك وكفى بهذا رضا مني عن النص!
أشكر لك رأيك الكريم وقراءتك المميزة وحكمك الواعي للنص ولمضمونه!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
د. سمير العمري
09-12-2012, 08:13 PM
ردا على مرمر أيضا (مقتول يعني مقتول) D:
أولا: قرأت القصة مرارا وتكرار ولم أجد في النص ما قد يسيء إلى هذه الفتاة! بل بالعكس تماما فقد أشار الدكتور سمير إلى حسن أخلاقها وأشاد بقدرتها على صد كل معتد!
ثانيا: اللباس الشرعي فرض على كل فتاة مسلمة لحمايتها وليس لقتل شخصيتها! ومن واجب المرأة أن تجتنب مواطن الشبهات، فلا تعرض مفاتنها وتطالب بغض البصر!
ثالثا: في القرآن فإن كل الآثام حذر منها الرجل قبل المرأة فالسارق والسارقة ..إلخ إلا الزنا فالزانية والزاني لأن المرأة أقدر على ضبط نفسها من الرجل وهي أقدر على الإغراء من قدرة الرجل على إغرائها!
رابعا:اللباس الشرعي فرض، والصلاة فرض، والصيام فرض ..إلخ وكل له حسابه! فلماذا افترضت أنت أن العمري أخرج هذه المرأة عن ملة الإسلام، أو العياذ بالله رمى بعرضها وهذا لم يبدر منه مطلقا!
ثم،
العنوان بحد ذاته كان يتحدث عن "طبيعة" الرجل!
دكتور العمري
نص باذخ الجمال أوصل رسالته بذكاء وحنكة
محبتي لكليكما
سرني جدا هذه القراءة الواعية المتجردة إلا من المعنى الذي يقدمه النص ولقد أنصفت مصيبا فيما أشرت إليه وأعود لأؤكد أنني حرصت في أكثر من إشارة لأؤكد على عدم اتهام المرأة فاتهامها يفقد النص غايته ، ويجدر بي هنا أن أؤكد أن العنوان يشمل طبيعة الوجود وطبيعة الرجل والمرأة فطبائع الأشياء لا تستغرب.
أكرر تقديري لهذا التفاعل المميز بما يملأ النفس ثقة بوقوع الحرف في الموضع المراد له وتفعيل دور الأدب.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
د. سمير العمري
14-01-2013, 08:43 AM
أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
السلام عليكم
أكثر ما أعجبني في القصة هو الترابط المحكم ,حتى بدت نسيجا واحدا جميلا .
حيث تكلمت الطبيعة عن المشاعر الداخلية للشخصيتين .
حيث الربط بين اللحم النيء الذي أثار شهية القط ,واللحم العاري ألذي أثار شهوة أخرى /حيث لا فرق .
حيث الريح التي ثارت فجأة, ونفخت النار فامتدت لقارورة الوقود الغير مغلقة ,وهذا أيضا يحمل معناه .
ثم نقدا للمدرسين ,,مربين الأجيال .
ثم نقدا لانقياد الآخرين من أصحاب الأهداف الخاطئة والسهلة المنال لشخصية المدرسة العابثة التي تعرض نفسها عليهم دون وجل وبقرار مسبق ,وهذة دعوى صريحة .
ثم إشارة لرفض الدين لهذة الأمور كلها .
وأخيرا جاءت الصاعقة ,واختلطت الأمور
مصحف ذهبي يتدلى على صدر هذة المرأة
عبث فوق عبث فوق عبث ,وهذا هو الحال ,,ليس بالنسبة لهذة المُدرِّسة فقط بل المسألة أعرض من ذلك بكثير .
قصة جميلة جدا ,وموفقة للغاية
شكرا لك د.سمير
ماسة
صدقت وأحسنت تلخيص الحالة أختي الفاضلة فاطمة ، فالمصيبة تتعمق أكقر من مجرد هذا الثوب الذي لبسه النص ، وباتت ثقافة المصطلح وثقافة التبرير والتأويل والتطرف في الرأي والقول والفعل هو أساس مصائبنا الحضارية والأخلاقية.
أشكر لك هذه القراءة وهذا التفاعل الكريم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
23-04-2013, 07:00 PM
مرحى ، هي الكلمة التي قفزت لذهني حتى قبل أن أتم قراءة القصة الرائعة ، وأقول رائعة لأكثر من سبب .
أنت في هذه القصة أخي د. سمير قدمت توجها جديدا لديك في القص والفكر حسب ما أرى ، من جهة أنك لم تخرج هذه القصة مخرج الوعظ والحكمة الظاهرة التي ظننت أنك ستفعل عند بداية قراءتي . فقد تركت الحدث وعلى قاعدة الشخصية أن يتطور تطوره التلقائي ويتفاعل حتى نهاية القصة بنمط واقعي .
نعم لا يفترض بكل قصة أن تقدم جميع النماذج أو النموذج السائد ، بل إن أكثر القصص الناجحة تبنى على حالات فريدة أو نادرة من الواقع الاجتماعي ، وهذا ما يعطيها أغلب التشويق ، وهذا ما يجعلها درسا حيث تظهر أقصى ما يمكن أن ينتج من مقدمات معينة .
إذن فهذه القصة تمحورت حول إبراز نمط شخصي محدد تماما وليس قليل الشيوع في المجمتعات على اختلاف جوهرها ، كما أبرزت تفاعل الرجال مع هذا النمط من الشخصية ، وهو ، شئنا أم أبينا ، واقع محسوس وشائع ، فالرجل لا يستطيع أن يقاوم إغراء الأنوثة في المرأة من جهة غريزية ، ولذلك أمرنا بغض البصر ، لا بغض المشاعر ، لأن البصر هو بداية سلسلة التفاعلات التي لا نملك إيقافها . وزد على ذلك سوء الظن الذي يبتادر لذهن الأكثرية من الرجال عندما يرون هذا المقدار من إزالة الحواجز من طرف المرأة .
برمز صغير فقط وبليغ التعبير استطاع الكاتب أن يعرض فكرة كبيرة في خاتمة القصة ، فحجم الدين عند هذه المرأة - بحسب فهمي للقصة - لم يتجاوز حجم تلك القلادة ، وتأملوا روعة التعبير في أن المصحف كان ذهبيا لا ورقيا ، وأنه كان بين النهدين لا في الصدر . وهنا كانت القصة بخاتمتها كاشفة توجيهية تربوية
نعم أؤكد على مقولة أختي مرمر في أن بعض المحجبات في الظاهر يخالفن تعاليم الدين حقيقة ، ولكن هذه القصة ليست عنهن ، تماما كما إنها ليست عن السافرات الشريفات المحافظات على قيم الدين وتقاليد المجمتع والعرف وإن كن مقصرات في ناحية الحجاب .
تبقى نقطة واحدة أحب أن أشير إليها ، وهي العنوان ، فقد كان موفقا من جهة مهمة وهو كما ذكرت موقف الجنس الآخر من مثل هذه الشخصية ، بينما رأيته غير معبر عن بطلة القصة وسلوكها الذي كان في مجمله غير مقبول بالقياس لمجتمع مسلم أو عربي ، وربما أراد الكاتب بالعنوان بعدا آخر .
تقديري وإعجابي
تحيتي ومودتي
قراءة نقدية مهمة وإن اقتضبت وركزت على الجانب الرسالي من النص ، ولا أراك إلا أبدعت في الرصد دون أن تغفل جانب الأداء الفني للقص وللغة بالرموز وإلإيحاءات التي أريد منها أن ترسم الصورة كاملة وتحدد معالم مثل هذه الشخصيات التي تخالف الطبيعة وتفرض على الآخر أن يتعامل وفق هذا المفهوم المغلوط!
أشكر لك هذه القراءة وهذا التفاعل الكريم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
26-05-2013, 01:44 AM
وماذا عن قوله تعالى في الآية 3 من سورة النور {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}
فماذا عن إغراء الرجل.؟
القراءة يجب ان تتناول جميع جوانب القصة الرواية القصيدة،والنقد يبنى على تلك القراءات،فلا يجوز أن اقرأ القصة دون أن أراعي الظرف الإجتماعي والتوقيت،فما معنى أن تلتقي امراة عازب برجل في مثل هذا التوقيت "كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ، وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ." التوقيت وحده شبهة.
تحية
صدقت أيتها الأديبة الكريمة ، فالمفروض أن يقرأ النص بكل حرف فيه وكل إسقاط يقصده ، ولكن في حدود ارتباط هذه الإسقاطات مع غيرها مما يشاكلها في ثنايا النص والحدث ليكون الفهم للمراد في إطار الفكرة التي يحملها النص لا عكسها.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
18-12-2013, 09:06 PM
إذًا هي أزمة فكر ..القصة لم تترك جانبا من هذه المشكلة لم تتعرض لها وبدون مباشرة ومن يجيد جمع الخيوط معًا سيحصل على قضية اجتماعية خلقية فكرية مشرحة واضحة وتركت الإجابات بين يدي القارئ ولكن بعد تقديم خلفياتها بكل موضوعية فلم يحاول إقحام خلفية الكاتب مباشرة بل رؤيته المتوازنة الحكيمة ، بدليل أنها أوضحت ثقة المرأة بنفسها وهذا يبعد شبهة النوايا السيئة لديها .. لكننا أمام معطيات ترد على هذه النقطة باقتدار مبدع كبيرعرف كيف يجذبنا بعناصر القصة التي لا حاجة لأن ننوه عنها، وكاتب القصة غني عن التعريف والمديح وهو الأديب الشاعر الذي يملك أدواته الأدبية ببراعة وتميز كبيرين وفكر نبيل لم يتعصب له ولكن استطاع أن يمرره إلى أعيننا ومشاعرنا ونحن نقرأ ونحاكم فكرة العمل .. خاتمة جريئة الطرح تلخص الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ...
مبدع كبير أنت كدأبك أستاذي وأخي الحبيب .. لحضورك في كل مرة وهج مختلف وقراءات لاتنتهي
محبتي تعرفها وإعجابي الذي ما زلت تربيه ببديع ما تقدم وكثير تقديري
لمثل هذا يكتب المرء راغبا مسرورا. ولمثل هذا يكون للأدب دوره وللنقد دوره.
أشكرك على ما تفضلت به من رد كريم ورأي نبيل مغدق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
25-03-2014, 01:07 AM
قصة للعمري لا تقرأ بظاهرها ولا يتم المرور على قشورها دون التوغل فيما خلف النص من معانٍِ
القصة تحتاج الى تأنٍ وقراءة مركزة للوقوف على ما بها من درر
أعد بالعودة -باذن الله - لقراءة أكثر تركيزا
تقديري وترحيبي بأديب وشاعر يكثف من انتاجه القصصي ليثري القسم دائماً بالسمين كما يحتاج القسم وأكثر
كن بخير
بارك الله بك أيها الحبيب ، وأقدر عاليا رأيك الراقي وإدراكك الحصيف من كتابتي القصة القصيرة والتي شغلت عنها كثيرا مؤخرا وأعدك بعودة تليق قريبا ، تماما كما أنتظر عودتك التي وعدت في هذا النص.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
هشام النجار
26-03-2014, 04:10 PM
طرح فكرى معمق لقضية حيوية قديمة حديثة ، من خلال نص قصصى ابداعى مشوق من الطراز الرائع المدهش المشغول بحرفية عالية .
لا نقدر أن نتجاوز المحور الأساسى والقراءة الانطباعية للقصة للحديث عن الرموز والفنيات والتصوير بالرغم من روعة توظيف هذا كله لخدمة رسائل النص وأهدافه .
سعاد وعدى اسمان عربيان مرت على عقليهما ووجدانيهما وضميريهما التجارب والتعاليم والمفاهيم وما أسسته الحضارات والثقافات ، وقد انتهوا الى ما انتهت اليه الأمم الشعوب من تقاليد وأخلاقيات ، ورغم ما لديهما من تقاليد خاصة بهما وموروث قرآنى وخلق عربى ؛ فهما تجاوزا ما عندهما وضربا به عرض الحائط الى السلوك الغربى سواء فى الملبس أو التصرفات أو طبيعة العلاقات وحدودها بين الرجل والمرأة .
طبيعة المرأة حب التزين واظهار المفاتن ، وكل جميلة ترغب بلا شك فى اخبار الدنيا بما لديها من جمال كما صاحب المال والعيال ، واذا تُرك الأمر بدون تقييد وتعاليم وضوابط ، لتحول العالم الى مسرح لعروض المرأة ومنافسات السفور والتعرى . القضية التى صنعت اشكالية الحوار الساخن ، الصامت أحياناً والصاخب أخرى داخل المدرسة حول سلوك سعاد فى اظهار المفاتن ليست كما فهمتها هى وروجت لها لدواعى أنثوية ؛ أنها مجرد غيرة نساء من نساء ، وعند الحديث عن التحرش ودوافعه فيُسأل فقط هؤلاء المراهقين الذين ينسيهم اللحم حدود الأدب .
القضية ليست هكذا فلو استبدلوا الصبية والطلاب غير المهذبين بآبائهم لما اختلف الجواب والوضع كثيراً ؛ فالطبيعة البشرية ضعيفة جداً أمام غير المألوف وبهرجة الزينة واللحم المكشوف ، وما سلوك المدير والزملاء العنصرى الا تأكيداً لهذا التعميم ، فلا فارق بين مراهق يتيم أعزب وبين مخضرم أريب مجرب ؛ فالكل بشر ، وهم أمام اللحم العارى سواء ، والاختلاف فقط فى طبيعة وقوة وسرعة الزحف نحوه والتورط فى الاشتباك معه .
نستطيع بسهولة أن نقيس المسافة الزمنية بين زحف شاب صغير السن حديث التخرج ومن هو أقدم منه فى الفحولة والرجولة والعمر بالمقارنة بين مراوغات ومحاولات ومناورات وخطط ومؤامرات " عدى " للوصول السريع لجسد سعاد فى مقابل الخطط المؤجلة والمحاولات المستقبلية طويلة الأجل التى تركض خلف محاولات المدير لترضيتها وجهود الزملاء القدامى لتوفير سبل الراحة لها دون غيرها ؛ فهم سيزحفون لا محالة لكن وفق خطط مدروسة متأنية تخضع لحسابات المصالح وتضع فى الاعتبار وضعية سعاد الاجتماعية بحيث لا تنتهى المغامرة بفضائح أو ورطة كارثية فى زيجة ثانية .
عدى كان عجولاً فلعب دور البطل المدافع عن ضحية الاضطهاد الاجتماعى ، والمحارب للعنصرية ضد المرأة المتحررة ، فكان هو بطلها ومن اختارته لتمنحه بركة هذا التحرر .
هى تصفه بالمحترم .. ههههه .. وهى فى نظر نفسها محترمة ، وتصف من يتطاول على سفورها وعريها بقلة الذوق والأدب ، وهو يجتهد فى الدفاع عنها ويعتبر من يتطاول عليها متجاوزاً حدود الأدب ، وكلاهما يعلمان تماماً أن ما يقولانه ويعتقدانه هراء فى هراء ، وكلاهما يعلمان ما تريده المرأة من الرجل فى حالة كهذه وما يشتهيه الرجال فى النساء ، وربما ادعت أنها شريفة وعفيفة وأنها بمثلها وقيمها ومبادئها – لا بملابسها – تستطيع الدفاع عن نفسها واثبات وجودها كامرأة محترمة ، وربما خدعت نفسها أنها تستدعيه على العشاء لتشكره لتظل متماسكة أمام فكرة ونظرية أنها فتاة محترمة ، لكن طبيعة الأشياء والأمور وتعقيدات العلاقة بين الرجل والمرأة وعلاقة الهر باللحم المكشوف والرياح مع النار تخبر بغير ذلك .
القرآن للعرب ليس لمجرد وضعه على الرفوف والتزين به على الصدور ، انما نصوصه وتعاليمه هى زينة الأخلاق والأفعال ، لكن منهم من يدعيه ادعاءاً كاذباً بالأقوال ويذهب الى الغرب والثقافة الأمريكية والفرنسية فى أسلوب الحياة وطريقة التعرى والصداقات غير البريئة والزيارات وحفلات العشاء والشواء لابداء الشكر والامتنان .
اللحم مكشوف وعدى هو البطل المختار والريح عاصف فلا يلومنها أحد اذا أججت النار ؛ فلا أحد أحاط النار بسياج محكم ولا أحد وضع الضوابط والمحاذير ليحول دون اتمام هذا اللقاء الشرس الدامى الهائج بين الريح والنار .
واذا كانت سعاد امرأة محترمة بين الناس وفى مكان عملها بسلوكها هذا وسفورها وزينتها ، مع اختلاف وجهات النظر حول حدود الاحترام ودرجات الاحتشام وتفاوت الظروف واختلاف السلوك والأخلاق وقوة الضمير بين امرأة وأخرى ، واذا كانت هناك بالفعل نساء دون حجاب وخمار وبسفور وزينة يستطعن اثبات وتحقيق هذه المعادلة الصعبة دون الدخول فى تفاصيل وفك رموز مصطلحات الايمان والحياء والمعروف والكسوف ، فما تفسير علاقة السفور بالفجور بالغرب ، ثم انتقلا سوياً هنا ؟
وماذا عن دعوة العشاء والذهاب بعيداً عن الأعين ، وما موضع القيم من الاعراب عندما يختلى شاب بفتاة ويُغلق الباب ؟ هى ممارسات وقيم وثقافات يُراد للشباب أن يأخذها من الغرب كما هى هناك بما تبدأ به من مقدمات وما تنتهى اليه من خلوات ، وأن يظل القرآن فقط للرقى والحفظ من عيون الحاسدين ، فليس السفور فقط وليس اظهار المفاتن ، انما الاختلاط ، ثم الزيارات ودعوات العشاء والشواء والسهرات .
هى طبيعة الأشياء وهى الطبيعة البشرية التى تعامل معها القرآن بحكمة فى نصوصه ، وهى طبيعة الأمور فى الغرب ، ويعدونها احتراماً ورقياً ، بل وشفقة واحتراماً لحقوق الانسان ورومانسية أن تهدى اللحم المكشوف اللذيذ لقط جائع .
لكنها ليست طبيعة الأمور والأشياء لدينا نحن العرب ، فالقرآن لم ينزل علينا لنهجره ، انما ليزين أخلاقنا وأعمالنا ، وليحفظ الكنوز واللآلئ فى المحار ، وليمنع هبوب الريح العاصف على جسد سعاد الحار .
خلود محمد جمعة
30-03-2014, 07:48 AM
رسم الحرف هنا بحرفية الفكر العميق الجاد لطبائع متعددة والقاء الضوء من اكثر من موقع على نفس النقطة وردة فعل العديد من زوايا مختلفة
ردود الافعال تعبر عن مبادئ الشخص في القصة وفي متلقيها
طرح ذكي للطبيعة بسرد مائز واسلوب مشوق
دمت بكل الخير
مودتي وكل التقدير
د. سمير العمري
05-05-2014, 01:10 PM
مع احترامي وتقديري للدافع النبيل لمن حذف المشاركات الحوارية التي دارت بين الأخت مرمر والسيد ماهر ، إلا أنني أرى ذلك خطأ حتى لو ابتعد النقاش عن جوهر القصة . فما كان لمثل هذا النقاش أن ينشأ أصلا لو لم يثر موضوع القصة واحتمالات تأويلها المعاني التي كانت موضوعا لذلك النقاش ، وإذا كنا سنستبعد كل مشاركة لا تنضبط تماما بالبروتوكولات المعمول بها حاليا في حرم المنتدى فهذا سيؤدي إلى جمود فكري ورتابة مملة لا نرغب بها ولا نرضاها لواحتنا التي من أهم ركائز بنيانها وأهدافها الارتقاء بالحالة الثقافية عامة وهذا يقتضي برأيي المتواضع فتح أبواب الحوار على مصراعيها والقبول بشيء من الحدة فيها مادامت لا تحتوي الإهانات المباشرة أو تتعرض للشخص في ذاته أو دينه أو عرضه أو انتمائه .
عذرا لمداخلتي التي حادت عن موضوع القصة ، ولكن رأيتها ضرورة .
يمكن حذف هذه المشاركة كذلك بعد الاطلاع !!
أوافقك الرأي أيها الحبيب بارك الله بك أيها الحبيب ، وأقدر عاليا رأيك الراقي وإدراكك الحصيف ومثل ردك مهما كان لا يصح أن يحذف.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
25-06-2014, 01:59 AM
نص عمري فاخر
صيغ بأسلوب أدبي رفيع ورصدت حالة واقعية معاشة
يؤكد أن السباحة ضد الفطرة والشرع لا يأتي إلا بشقاء النفس
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .
والحجاب فرض ، والذي يقول غير ذلك يدعي أن الأمة ولـ ( 1400 ) سنة مخطئة ، وهو الصحيح !!!
أستاذي الدكتور سمير العمري
سلم اليراع الذي أبدع لنا هذه القصة الجميلة الهادفة ..
دعائي وتحياتي ..
بارك الله بك أيها الحبيب والأديب الأريب وأشكرك على تقريظك الكريم وقراءتك الواعية!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
رويدة القحطاني
19-08-2014, 11:12 PM
jناقضات مستفزة
- مدرسة رياضيات تبالغ في التزين
- ومبالغة في السفور وانزعاج من التحرش
- مصحف ويتدلى قلادة بين نهدين
- وصديق مخلص ينظر للقلادة المتدلية بين نهديها ويشعر بالحرارة
وصور تحمل رمزية وإارات خدمت النص بقوة
- بَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ.
- وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ
- يَجتَهدُ فِي إِشْعَالِ الفَحْمِ لِبدءِ الشِّواء
- يَنهرُ قِطًّا أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ
- النَّارُ قد امتدَّتْ بِفِعلِ عَصفٍ مُفاجِئٍ للرِّيحِ إلى حيثُ قَارورَةُ الوَقُودِ
- أَسْرَعَا لإطْفَاءِ اللَهَبِ المُتَصاعِدِ
- رَأتِ القِطَّ وَقَدْ سَرَقَ اللحْمَ مِن الإِناءِ
ونهاية صارخة بالحقيقة في قول ورد
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
قصة باهرة في سردا وموضوعا ولغة
ليعل صرير قلمك
د. سمير العمري
25-05-2015, 03:02 AM
كل من ولي مسئولية جيل لابد أن ينظر لمحطات هذه القصة بدءاً بالتبرج من معلمة يفترض أنها مثال يحتذى ثم كرهها أو نفورها من معلمة التربية الدينة مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ) و وضع الحطب بجانب النار ثم لوم النتيجة بدون النظر للمسببات إنتهاءًا بتلك القفلة الرمزية متعددة الأبعاد لمن جعل الدين طقوس و رموز يتمسح بها و يتترس بها . كل الشكر والتقدير على هذه الرسالة الهادفة العميقة أديبنا القدير . دمت بخير و توفيق.
بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم ولا أوحش الله منك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
03-08-2015, 03:49 AM
هناك فعلا من لا تدرك طبيعة الخلق والتكوين والفطرة، أو يمتنع عنه فهمها لعمق الجهل بالتربية الدينية وتأثير المحيط الفكري والمنشئ التربوي
بوركت امير الواحة الكريم
بارك الله بك أيها الحبيب والأديب الأريب وأشكرك على تقريظك الكريم وقراءتك الواعية!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
20-11-2015, 02:01 AM
عندما وضع الدين قواعد للتعامل بين الجنسين ، كان يدرك أن للطبيعة أثرها
الذي قد يؤدي إلى مفاسد ، إن ذهبتْ إلى حيث لم تخلق من أجله .
قصة جميلة تثير التأمل والتخيّل،
راق لي فيها تناول طبيعة البشر ، و أيضا استمتعت فيها بطبيعة النظر :
" كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ،
وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ.
الهُدُوءُ يَلفُّ المَكانَ خَلا وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ .."
الدكتور سمير العمري ،
بارع في القصّ كما في كل ألوان الأدب .
دمت للواحة وأهلها .
بارك الله بك أيها الأديبة الكريمة وأشكرك على تقريظك الكريم وقراءتك الواعية!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
محمد ذيب سليمان
20-11-2015, 12:46 PM
استمتعت بالقصة وتابعت كل الحوارات والقراءات والتعليقات
واجدني واحدا من هؤلاء او اكثر فيما ذهبو اليه
فماذا اضيف؟؟
للأمير خطه المتوازن في عرض الصورة مع احتفال فنيات الكتابة القصصية
مودتي
د. سمير العمري
13-06-2020, 03:01 AM
لاأعلم لما دوما أكون في الأخير عند حضوري للقصص المميزة
لكن الحمدلله
طبعا لاتعليق لي عن الهدف في القصة فقد قال الأخوة والأخوات جميع مابنفسي وزادوا بل وأفضل فجزاهم الله خيرا
على هذا الوعي والإدراك , وجزاك الله خيرا ياوالدنا الفاضل على هذه الفكرة الرائعة والنهاية المعبرة التي تأسفتُ لرؤيتها في واقعنا كثيرا
وكان لدي سؤال أثناء قراءتي للقصة ..
أليست الريح تعوذ منها الرسول وهي اقوى من الرياح ؟
فبالتالي ألا ترى ياأستاذ أن الرياح أكثر وداعة ولطافة عند هبوبها , أنتم لكم الخبرة لكن سؤال راودني أنتظر الإجابة عليه إن أمكن
أشكرك ونفع الله بك الأمة
بارك الله بك أيها الأديبة الكريمة وأشكرك على تقريظك الكريم وقراءتك الواعية!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir