المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دَجاجةٌ بيّاضة !



مصطفى حمزة
13-11-2012, 05:37 AM
دَجاجةٌ بيّاضَة


"لَميس" مُدرّسةٌ عانسٌ ، أكملتْ عدّ الثانيةِ والخمسينَ من عُمُرِها ، وفي غربتِها عدّتْ عشرينَ ســــنةً .. حتى الآن ! تعيشُ وحدَها في بيتٍ صغيرٍ يُودّع الحياة بأقصى المدينة ! لا تُفكّرُ في الانتقالِ منه أبداً ؛ للمبلغ الزهيد الذي تدفعه أجرة له ؛ ساكتةً عن أبوابٍ سكرانة ، وحنفيّاتٍ مخنوقة ، وسقفٍ عجوز ومرافقَ بلغتْ أرذلَ العمر ، وغرفةٍ بينَها وبينَ الشمسِ قطيعة منذُ بُنِيَتْ !
كلّ من يعرفها يعلمُ كم هي مُتعَبَة في عملِها بالمدرسة الثانويّة الكبيرة التي يمتدّ دوامُها حتى قُبيل العصر ! تغادر المدرسة بسيارتها ( الغولف ) الصغيرة التي لا يدور محرّكها إلاّ بعدَ معاندةٍ وصـراخ فقد تعبَ جداً من إهمالِها المستمرّ له عبرَ السّنين ! وتقصد السوقَ القديمة لتباشر ما تحتاجه فهي لا تثق ( بالســوبّر ماركـت ) القريب من بيتها ، ولا بمكيالِه ، ولا بأسعاره !! ثم تتغدّى ممّا أعَدّتْهُ ليلاً على عُجالة ، ومن ثَمّ تقصدُ مركزَ تعليم الكبار المسائيّ ؛ الذي تتشبّثُ به تشبّثَ السحليةِ العجوز بغصنِ الشجرة الضعيف الدقيق ! و لا تزال تتزلّفُ كلّ عام ليُبقوها مدرّسة فيه ، رغم المبلغ البخس الذي يعود عليها منه !
ثمّ يأتي عليها الليلُ بجولاتٍ مكّوكيّة للدروس الخاصّة ، من بيتِ طالبةٍ لبيتِ أخرى فأخرى !! أمّا قُبيلَ الامتحانات وفي أثنائهــا فلميسُ تعيــشُ على ( السندويش ) .. لأنّ وقتَها ضيّقٌ جدّاً جدّاً ، وما شئتَ من جِدّاً !
وقدْ أجّلتْ حجّها سنةً بعدَ سنةٍ ؛ حتى ارتفعتْ أسعارُهُ ، وبلغتْ تكاليفُهُ حدّاً جعلها تُحجمُ حتى عن التفكيرِ به !
وأمّا في أيّامِ العُطلِ والإجازات والأعياد ؛ فتقضيها ( الأبلة لميس ) نوماً مديداً مُنسرِحاً طويلاً تهربُ به من دقّات الساعة !! وكانت كلّما نصحها أحدُهم بقضاءِ تلك الأيام أو بعضِها أو العيديّْنِ منها على الأقلّ في بلدِها وبينَ أهلِها ؛ تستحضرُ مكتب السفر وتكاليفَ الرحلة ومصاريفَها ، فيمتقعُ وجهُها من الفزع ،و يَنتقع من الهَلع ، وتأخذ باختراع الأعذارَ !!
أكرهُ ما تكرهُ "لميس" الحديثُ عن العُمر والموت والآخرة .. وأن تقع عينُها على واحدة من تلك اللافتات الإعلانيّة المنتشرة على جوانب الشوارع الرئيسيّة التي تحثّ على التبرّع للمحتاجين ، وعلى كفالة الأيتام ، وعلى الصدقة الجارية !
في بلدِها ، أخوها ( شفيق ) – الذي لاتكفّ عن الدّعاءِ له – اشترى لها بستانَ تُفّاح ، وسوّره لها بأشجارِ السّرو ، وبنى لها فيه أربعَ غُرف مع المرافق ، وكلّها ( ديلوكس ) ، ورصفَ لها أمامها فُسحة كبيرة وجهّزها لها بمراجيح ، وألعاب هزّازة ، ودوّارة ، وبركة ماء مع نافورة تعلو أربعة أمتار ! واشترى لها في قرية ( سحاب ) المصيف الجبلي الساحر شقّةً ، صُممتْ لتسعَ أربع أسرٍ كبيرة وجهّزها لها أيضاً أحسنَ تجهيزٍ ، وفرشها لها بأفخر أثاث تُركيّ ؛ لكي يجتمعوا عندها فيه كلّ إجازة صيف كلّهم ، فتقرّ عينُها بهم جميعاً في آنٍ معاً !
والمشروعُ الكبيرُ الذي يُعدّه لها ( شفيق ) – الله يرضى عليه – هو مشروع العمر ، كما حدّثتْ زميلاتِها ، بيتٌ عربيّ قديم ، كتبَ عقد شرائه لها الصيفَ الماضيَ ، وعَهِدَ فيه إلى مهندسٍ مشهور لِيُقيمَ مكانه ( حضانة أطفال عصريّة متطوّرة ) مع حافلةٍ خاصةٍ بها . صحيحٌ أنّه سيُكلّفها مبالغَ باهظة وسوف يستغرق سنوات لإنجازه ؛ لكنّه سيكون مُستقرّها ومصدرَ دخلٍ مُحترمٍ لها حين تعود .. إن شاء الله تعالى !
هل عرفتم الآن لماذا يُشجّعها وينصحها – بلا كلل ولا ملل – إخوتُها الشبابُ الأربعة ، مع نسائهم وأولادهم وبناتهم ، ويدعونَ اللهَ لا يَفتُرون .. لتبقى هناك في الخليج " مُدرّسةً ( قدّ الدنيا ) يرفعونَ بها رؤوسَهم " ؟!

مازن لبابيدي
13-11-2012, 09:03 AM
لا تفتأ أخي الحبيب مصطفى تنكأ تلك الحالات الاجتماعية البارزة التي تصبغ حالة المغترب وحياته ومعاناته وما تؤول إليه العلاقة والرابط مع الوطن والأهل .
العنوان أبرز تعليله في الشطر الثاني من القصة والشطر الثاني من الحالة الاجتماعية للبطلة وهو بذاته يحكي القصة بمجملها .
أعجبني تضمين بعض المصطلحات (الغير عربية) مع قدرة الكاتب على الاتيان بالتسمية العربية حيث أعطى عمقا في تصوير الواقع من خلال مصطلحات أصبحت شائعة على لسان الجميع .
السرد كان مشوقا ، وقد أظهرت بعض المباشرة من الكاتب القصة على نمط الحكاية ، ولم لا وهي حكاية تحكى ، وخاصة في العبارة الأخيرة والتي كانت أيضا الخاتمة الكاشفة للقصة ، وكأنك تريد القول أخي الحبيب "فاعتبروا يا أولي الألباب" .
فاتني أن أقول ، ولا أحب العودة لتنسيق الرد ، أن شخصية البطلة على شيوعها ، ربما توحي بالبخل ، وهذا مستبعد برأيي !
فقد حرمت نفسها من طيبات العيش ، وحملت نفسها المشقة والجهد في جمع المال ، حتى السفر لبلدها والحج أحجمت عنهما ، ورغم أن هذا أسلوب مرفوض في العيش والتفكير إلا أنه شائع في المغتربين إلى الحد الذي يمكن أن نعتبره ظاهرة غير نادرة . والسبب هو الحلم بالعيش الكريم المريح الهانئ في ربوع الوطن وبين الأهل والأحباب!
غير واعين أن هذه العشرين سنة هي من العمر ، بل هي أفضل سني العمر ، وأن الزمن لا يتوقف لينتظر انتهاء الغربة حتى يعودوا بالغنائم - أو إليها - بعد ذلك .

قصة عشتها بكل كياني

وافر التقدير أخي الحبيب أبا عقبة
وأطيب تحية

كاملة بدارنه
13-11-2012, 09:40 AM
هناك أناس إن ضنّت عليهم الدّنيا في تحقيق ما يصبون إليه، يضنّون على أنفسهم وعلى حياتهم، ويعيشون حياة لا يحسدون عليها ... ربّما تحضيرا لفترة يأملون ويحلمون بها تأتي وتكون أفضل.
وهناك العكس الذين يغدقون وقد يبذّرون ولا يعيقهم عائق
يبدو أن لميس لها حساباتها لحياة مستقبليّة مستقرّة في الوطن بعد العودة من دول الخليج، ولذلك ظهر حرصها
قصّة رائعة تناولت حياة كثير من الفئات المغتربة التي تحرم نفسها من العيش المريح وتتراءى للنّاس بخيلة ولا تسخو على نفسها أملا بالحياة الأفضل بعد الاستقرار... ولكن ما نفع المال والرّاحة مع أوجاع لا يسكنّها مسكّن وفقدان الصحّة؟! مثلما أخبرتني إحداهنّ
شكرا لك أستاذ مصطفى على قصّتك الهادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
13-11-2012, 11:34 AM
قصة اجتماعية هادفة ، والحكاية متكررة جداً ، وواقعية جداً
هذه المس لميس حرمت نفسها من كل شيء ، لتوفر لنفسها حياة موعودة بالرخاء ، بينما هناك من يتمتع بنقودها القليلة في بلدٍ آخر ..
وكما يقولون : مال البخيل ليس ملكه ، وهي وان كانت ليست بخيلة على الآخرين فانها بخيلة على نفسها ، لأنها تحرم نفسها من الأجر ، سواء بحرمانها من الحج أو بابتعادها عن أي تبرع أو صدقة تبتغي فيها وجه الله ، وتتقرب منه بمالها والعمر يسرق أجمل لحظات حياتها
كنت أعرف زميلة جميلة جداً ومحترمة جداً ويرفض أهلها تزويجها لأنها كانت بالنسبة لهم (دجاجة بياضة ) فيتحججون بأعذار واهية ليرفضوا كل عريس يتقدم لها ، وهي ترفض اغضابهم وتعطيهم كل راتبها ، حتى صارت فوق الثلاثين بقليل ، وصارت الحظوظ أقل بكثير ..

قص راق من أديب قدير

تقديري واحترامي

آمال المصري
13-11-2012, 12:15 PM
لكي يجتمعوا عندها فيه كلّ إجازة صيف كلّهم ، فتقرّ عينُها بهم جميعاً في آنٍ معاً !
سؤال هنا .. هل صحيح ستقر عينها بهم وهم ليسوا ثمارها التي لم ولن تثمرها ؟
تطرقت هنا أديبنا الفاضل لجانب اجتماعي هام لاتخلو منه عائلة وهو الغربة ومايترتب عليها ونظرة الدجاجة البياضة للمغترب والذي يُنتظر منه الاغتراف دون النظر ما إذا كان حُرم بهذا المال من لذة الحياة أو الزواج أو الأبناء حيث لايعوضه أخوة ولا أبناءهم وإن فتح مجمع للحضانات العصرية
وكأنك أديبنا هنا تترجم بنصك الرائع المثل المصري الشهير " مال المحروم للنزهي "
أبدعت تصويرا
دام ألقك
ولك التحايا والود

سامية الحربي
13-11-2012, 03:27 PM
يبدو أن البقرة الحلوب مستنسخة إلى ماشاء ربك من نسخ في مجتمعاتنا . تلك الشمعة التي تذوي لأجل آخرين يمتصون رحيق عمرها بلا مقابل بينما هناك من يستحق أن تستيقظ كل يوم لأجل التخفيف عنهم ينتظرون يد رحيمة تمتد لهم . لكن من الملام هنا؟ هل هي التي سمحت لنفسها أن تستغل من أجل بضع سنوات ربما تعيشها في نهاية المطاف أم أنانية من طعموا وطمعوا في مالها فمازالوا بها حتى أدمنت الغربة؟
قصة حوت عدة قضايا .. إهدار العمر وعيشه بابتذال - الصد عن الأعمال الخيرية- الأنانية _الإستغلال- الغربة ... بورك قصدك أستاذي الكبير. دمت بخير . كل التحايا.

ناديه محمد الجابي
13-11-2012, 09:47 PM
قصة طريفة جدا .. وقد قابلت نماذج كثيرة مشابهة إلى تلك المدرسة لميس
تعيش فى حياتها على هامش الحياة , فيهرب العمر كله دون أن تشعر به أو تعيشه
أقرب النماذج لى : رجل ترك زوجته وأولاده وهم بعد صغار فكبر الأولاد مارين
بمراحل التعليم المختلفة , تخرجوا , وعملوا , وتزوجوا , وأنجبوا .. وهو بعيد عنهم
لم يشاركهم أفراحهمأو أحزانهم .. لم يشعر بحلاوة قربهم ــ هو بالنسبة إليهم مجرد
البنك الممول لطلباتهم .. فإذا نزل فى أجازة تأففوا من وجوده , وتتضجر هو من ضجيجهم
فيفر عائدا , فغربته فى وسطهم هى أكثر قسوة من غربته التى آلفها ...

أبدعت سيدى فى تصوير واقع أكثر المغتربين بأسلوب جميل متمكن وبلغة طريفة
دمت قاصا موهوبا , وقلما جميلا حاذقا .

مصطفى حمزة
13-11-2012, 10:07 PM
أخي الحبيب الأكرم الأستاذ مازن
أسعد الله كل أوقاتك
قراءة نقديّة نافذة من ( ابن الميدان ) الخبير ... وابن الغربة وشقيقاتها !
سلمتَ ، ويسلمُ القلمُ ...بئسَ القصيدة التي استدعت هذا البيت .. وصاحبها ومن أهديت له !!
تحياتي

فاطمه عبد القادر
13-11-2012, 11:52 PM
أكرهُ ما تكرهُ "لميس" الحديثُ عن العُمر والموت والآخرة .. وأن تقع عينُها على واحدة من تلك اللافتات الإعلانيّة المنتشرة على جوانب الشوارع الرئيسيّة التي تحثّ على التبرّع للمحتاجين ، وعلى كفالة الأيتام ، وعلى الصدقة الجارية !

السلام عليكم
سبحان الله ,,هناك من يقترض من مستقبله ليبذر على حاضره فيغرق نفسه بالديون ويسمم حياته كلها.
وهناك من يقترض مستقبله ليعيشه قبل أوانه على حساب الحاضر .
جميل أن يكون الشخص مقتصدا ,لا يبذر أمواله للشيطان كالتدخين والخمرة وإدمان الشراء من أجل الشراء ,وغيرها الكثير مما يذهب الصحة والمال معا ,
ولكن الأجمل هوأن يعيش لحظات العمر بدون أن يحرم نفسه ولا يسرف عليها .
الآنسة لميس أمرأة بخيلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
والبخل مرض ,
حتى لو أصبحت لميس من أصحاب الملايين, فسوف لن تعرف كيف تكرم نفسها وتعيش حياتها بما يرضي الله
لو اشترت لميس بلدها كله ,فهو ليس لها ,إنما سيكون للورثة بكل الأحوال .
لو عادت لميس في السبعين من عمرها للبلد وغرقت في الثروة والمال والأملاك فلن تعيش يوما واحدا كما يجب أن تعيش .
هذا حال البخيل ,أمواله ليست لدنياه ,ولا لآخرته, بل للورثة المحظوطين.
قصة رائعة ,,جميلة الحبك ,قوية المبنى
شكرا لك أخي العزيز مصطفى
استمتعت بقراءة القصة, وتذكرت بخلاء عصري والذين أعرفهم تمام المعرفة ,وتذكرت أفعالهم ,وضحكت من أعماقي على بعضها ,لأنها في النهاية مضحكة حقا
ماسة

عبد السلام هلالي
15-11-2012, 03:52 PM
الأديب القدير والأخ الكريم مصطفى،
ربما كنت من الأواءل الذين تلقفوا هذه القصة مع نسمات الفجر. غير أني لم أعلق إلا اليوم لسببين:
أولهما أن القصة هي تجربة حياة وعندما يكتبها شخص خبر الحياة وشرب من كؤوسها الحلو والمر تكون درسا حياتيا يجب الوقوف عنده طويلا ، لذلك تركت لنفسي الفرصة للقراءة تلو الأخرى وكلما قرأت فتحت أمامي عوالم للتفكير والتأمل ووجدتها أعمق من مجرد قصة طريفة عن شخصية طريفة.
وثاني السببين أن بطلة القصة هنا مدرسة، ولأني مدرس ، تفاعلت معها من زاوية الانتماء إلى هذه الشريحة ، زاوية تجعلني أرى القصة مؤلمة بحجم جمالها وطرافتها وتوفق القاص في الامساك بخيوط الابداع والامتاع والتطرق إلى تيمات اجتماعية صارخة كالبخل والههجرة والاغتراب ثم الاستغلال والاستغفال.
والألم يأتي من الوضعية التي أضحى يعيشها المدرس ومعه العلم في أمة تنكرت لأول أمر إلهي نزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم . وأصبح رجل التعليم يئن تحت رزح التنكر والتجاهل والتهميش ، وجعل مادة دسمة للنكت والطرائف والسخرية. وألصقت به الأفلام والمسلسلات ما قبح من الصفات فهو رمز البخل والشح وهو المستغل لطلابه والمستنزف لجيوب آبائهم بالدروس الخصوصية وهو الوحش الذي ينهش لحم تلميذاته... وبعد هذا نطلب منه أن يكون الرمز والقدوة وقائد الأجيال نحو منصة الرقي وأن يفرض هيبته واحترامه!
اسمح لي أخي على هذا الخروج عن النص ، قصتك رائعة والأروع أنها لا تحبسنا في قراءة واحدة. شكرا لابداعك

ربيحة الرفاعي
18-11-2012, 10:55 PM
تصوير حكائي مؤلم لصورة واقعية تتعاطف مع ضحيتها رغم أن كل ما فيك يردد المثل الشعبي القائل " قتيل نفسه .. لا رحم"
وأداء قصّي بمهارة في التوصيف وإحاطة بعناصر الفكرة ومعطيات الحكاية جعلا القارئ يتابع مشدودا غاضبا منها ولها متمردا على غفلتها وتعاميها عن استغفالها

دجاجتك البياضة رغم مباشرة الطرح تصلح رمزا لكل من يسمح باستغفاله ويمكّن المستغليين من مفاتحه وأقفاله
ونصك فتح كوّة في قن الدجاج يبصرن عبرها جشع أصحاب حفنات العلف المغلفة حباته بالخداع
صفقة ليس ينفع بعدها الندم
وقصة جميلة عايشتها بتأثر

دمت وقلمك الباهر
وأهلا بك في واحتك

تحاياي

مصطفى حمزة
19-11-2012, 05:59 AM
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
قراءة سريعة لكنها عميقة ، وضعت في دائرة الضوء نموذجاً من البشر موجوداً ..وكذلك كان تساؤلك عن الصحة في صميم الصدق ..
أسعدني مرورك ، وشرفني ثناؤك
تحياتي وتقديري

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:00 AM
أخي العزيز الأستاذ أحمد،
أسعد الله أوقاتك
لعلّ ( دجاجتي ) أكثر بيضاً ، وأدوم من دجاجتك ( الجميلة جداً ) هه هكذا تبدو لي الأمور في الواقع ، فـ ( الدجاجة البيّاضة ) كلما كان حظّها من الجمال أقل ، كلما كان ( حظّهم ) من بيضها
أكبر !!
شكراً لمرورك الباهي ، ولثنائك ..
دمتَ بألف خير

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:02 AM
ولكِ من الشكر أجزله أختي العزيزة الأستاذة آمال
لاتفتئين تزينين ردودك بالأمثال المصرية المعبّرة الجميلة ، وبقراءاتك الفسيحة فتُثرين النصّ أضعافاً
تحياتي ، ودمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:07 AM
أهلاً بأختي الفاضلة ، أديبتنا غصن
بقراءتك هذه ، وبالتساؤلات التي طرحتِها أثرتِ الفكر وحثثتِه نحو قضايا في الصميم الاجتماعي والنفسي ..
تحياتي ، ودمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:09 AM
أختي الفاضلة ، الأديبة ناديا
أسعد الله أوقاتك
في الغربة قصص وحكايات .. ومن لم يغترب يبق حبيسَ نماذج محدودة من البشر !
هذا المغترب الذي ذكرتِهِ مثله ربما العشرات حولي صدّقيني وما قلتِ إلاّ الواقع
أشكر مرورك الرائع دائماً ، وشرّفني ثناؤكِ
دمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:10 AM
وعليكم السلام والإكرام
أهلاً بأختي العزيزة الأستاذة فاطمة
ردودك دائماً من نوع الماسّ ههه فاخرة وبرّاقة وجميلة ، وأيضاً ثمينة ...
استطردتِ فأجدتِ وأمتعتِ وأغنيتِ ، ثم أثنيتِ فتكرّمتِ وشرّفتِ ..
تحياتي وتقديري دائماً
دمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
19-11-2012, 06:12 AM
أخي الأكرم ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
أنت تشرّف أي نصٍ ترد عليه وتعلّق ، سواءً كنت في الأول أم في الآخر
كان تعليقك أكثر من رائع ، وأضافَ وأضاء
أما عن ملاحظتك حول وضع المعلّم وحاله ، وتعامل الآخرين معه بطريقة قبيحة منتقصة من مكانته ورسالته ؛ فلا أظنك ظننتَني من هؤلاء ! كيف وأنا المدرس وفي خضمّ هذا الجحيم من قرابة ثلاثة عقود ؟!
أنا ما قصدت إلاّ تصوير نموذج إنساني ذي ملامح اجتماعية ونفسية معينة ، لعلّ في ذلك موضوعاً للتأمل والفائدة ..
أشكر مرورك ، وأثمن كل آرائك
دمتَ بألف خير

زهرة السفياني
21-11-2012, 10:31 AM
قصة رائعة وأعجبتني كثيرا و داعبت مشاعري قبل فكري.
ربما لأنك أديبنا الفاضل أمسكت بخيوط اجتماعية عديدة وأجدت تحريكها. أو ربما هو تعاطفي مع دجاجتك البياضة لأننا اعتدنا التعاطف مع المظلوم والمستغفل. أو ربما لأنني قاسمتها بعض الأشياء أولها المهنة.
شكرا أخي على هذا لابداع، تحية احترام وتقدير.
للتثبيت في عقلي تقديرا واستحقاقا

مصطفى حمزة
22-11-2012, 04:45 AM
تصوير حكائي مؤلم لصورة واقعية تتعاطف مع ضحيتها رغم أن كل ما فيك يردد المثل الشعبي القائل " قتيل نفسه .. لا رحم"
وأداء قصّي بمهارة في التوصيف وإحاطة بعناصر الفكرة ومعطيات الحكاية جعلا القارئ يتابع مشدودا غاضبا منها ولها متمردا على غفلتها وتعاميها عن استغفالها

دجاجتك البياضة رغم مباشرة الطرح تصلح رمزا لكل من يسمح باستغفاله ويمكّن المستغليين من مفاتحه وأقفاله
ونصك فتح كوّة في قن الدجاج يبصرن عبرها جشع أصحاب حفنات العلف المغلفة حباته بالخداع
صفقة ليس ينفع بعدها الندم
وقصة جميلة عايشتها بتأثر

دمت وقلمك الباهر
وأهلا بك في واحتك

تحاياي
-------
جميلٌ وبليغ ما قرأتُ في تعليقك أختي الفاضلة الأستاذة ربيحة
واستمتعتُ بلغتك وتصويرك الرائع ... أدب على أدب
تحياتي ودمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
22-11-2012, 04:54 AM
قصة رائعة وأعجبتني كثيرا و داعبت مشاعري قبل فكري.
ربما لأنك أديبنا الفاضل أمسكت بخيوط اجتماعية عديدة وأجدت تحريكها. أو ربما هو تعاطفي مع دجاجتك البياضة لأننا اعتدنا التعاطف مع المظلوم والمستغفل. أو ربما لأنني قاسمتها بعض الأشياء أولها المهنة.
شكرا أخي على هذا لابداع، تحية احترام وتقدير.
للتثبيت في عقلي تقديرا واستحقاقا
--------------
أسعد الله صباحك أختي الفاضلة ، أديبتنا زهرة
وأرجو ألا تكوني شاركتِ ( دجاجتي ) إلاّ المهنة ههه .. هل تظنينها مظلومة ومُستغفلة حقاً ؟!!
أشكر ( تثبيتك ) المميّز ههه وشرفني ذلك ، وأرجو ألاّ يكون موضوع (التثبيت ) شاغلاً لك عن الإبداع الذي ننتظره
دمتِ بألف خير

وليد عارف الرشيد
22-11-2012, 10:18 AM
بالتأكيد استاذي وأخي الحبيب سيتمنون أن لا تعود أصلا من غربتها وبالتأكيد أنها ليست بخيلة بل ما يسمونه عندنا بالحرص ليجملوا لفظة البخل..
قصة جميلة بأسلوب حكائي متميز وتهكمية طريفة في بعض مفاصل وصفيتها المدهشة .
أمتعتني ووجدت فيها الكثير ليقال ولكن من سبقني من الإخوة والاخوات أحاطوا بكل ما خطر في البال
محبتي مبدعنا الجميل .. دمت أستاذا

لانا عبد الستار
22-11-2012, 03:47 PM
لميس حالة موجودة في صور كثيرة
هناك دائما انتهازيون يستغلون الحمقى
مشهد وصفته بدقة وقصة جميلة

أشكرك

مصطفى حمزة
22-11-2012, 07:50 PM
بالتأكيد استاذي وأخي الحبيب سيتمنون أن لا تعود أصلا من غربتها وبالتأكيد أنها ليست بخيلة بل ما يسمونه عندنا بالحرص ليجملوا لفظة البخل..
قصة جميلة بأسلوب حكائي متميز وتهكمية طريفة في بعض مفاصل وصفيتها المدهشة .
أمتعتني ووجدت فيها الكثير ليقال ولكن من سبقني من الإخوة والاخوات أحاطوا بكل ما خطر في البال
محبتي مبدعنا الجميل .. دمت أستاذا
------------
أخي الحبيب ، أديبنا وأستاذنا الدكتور وليد
أسعد الله أوقاتك
أسعدتني كالعادة قراءتك الشفيفة الرهيفة ، التي تتذوق المفردة ، وتصطاد المعنى ، وتوقع الفكرة في شراكك ..
وشرفني ثناؤك
تحياتي أبا عمر الغالي

مصطفى حمزة
22-11-2012, 07:53 PM
لميس حالة موجودة في صور كثيرة
هناك دائما انتهازيون يستغلون الحمقى
مشهد وصفته بدقة وقصة جميلة

أشكرك
----------
لاشك في وجود الانتهازيين .. ولكن هل حقاً دجاجتنا حمقاء ؟!
الشكر لكِ أختي الفاضلة لانا على تعليقك وإعجابك
دمتِ بخير

نداء غريب صبري
10-01-2013, 08:54 AM
جيد أن تحب الآخرين
وجيد أن تكون معطاء ومخلصا
وسئ ان تكون مستغفلا مهما كانت الحجة
مسكينة دجاجتك البياضة

شكرا لك اخي

بوركت

براءة الجودي
11-01-2013, 01:43 AM
الأستاذ مصطفى جميل أسلوبك في السرد القصصي وقد تطرقت إلى موضوع هام في واقعنا الاجتماعي , ومع ذلك اقول لابد أن يعيش الإنسان بوسطية سواء مغترب أولا ويوازن بين الأمور فشدة الحرص قد تُدخل الإسان في التقتير على نفسه بدون شعور والنفس لنا عليها حق أن نريحها ونمتعها ولو قليلا .. أشكرك جدا , وأشكر كل من رد على القصة بنقد وتوضيح جميل فإنا نستفيد مما يكتب الجميع , جزاكم الله خيرا

مصطفى حمزة
12-01-2013, 03:58 AM
جيد أن تحب الآخرين
وجيد أن تكون معطاء ومخلصا
وسئ ان تكون مستغفلا مهما كانت الحجة
مسكينة دجاجتك البياضة

شكرا لك اخي

بوركت
---------------
هههه المسكين في هذه الحال هو المغفّل .. ولعلها ليست كذلك ... أو لعلّها
دمتِ بألف خير أختي النبيلة

مصطفى حمزة
12-01-2013, 04:01 AM
الأستاذ مصطفى جميل أسلوبك في السرد القصصي وقد تطرقت إلى موضوع هام في واقعنا الاجتماعي , ومع ذلك اقول لابد أن يعيش الإنسان بوسطية سواء مغترب أولا ويوازن بين الأمور فشدة الحرص قد تُدخل الإسان في التقتير على نفسه بدون شعور والنفس لنا عليها حق أن نريحها ونمتعها ولو قليلا .. أشكرك جدا , وأشكر كل من رد على القصة بنقد وتوضيح جميل فإنا نستفيد مما يكتب الجميع , جزاكم الله خيرا
----------
أختي العزيزة ، أديبتنا براءة
أسعد الله أوقاتك
أرى رأيك صائباً ، ونحمد الله أنه جعلنا من أمة الوسط .. وكفانا شرّ المغالاة وشِيَعهم
ونحن جميعاً أيضاً نستفيد من إبداعك ونقدك
دمتِ بألف خير

عبدالإله الزّاكي
12-01-2013, 04:23 AM
دَجاجةٌ بيّاضَة


" في بلدِها ، أخوها ( شفيق ) – الذي لاتكفّ عن الدّعاءِ له – اشترى لها بستانَ تُفّاح ، وسوّره لها بأشجارِ السّرو ، وبنى لها فيه أربعَ غُرف مع المرافق ، وكلّها ( ديلوكس ) ، ورصفَ لها أمامها فُسحة كبيرة وجهّزها لها بمراجيح ، وألعاب هزّازة ، ودوّارة ، وبركة ماء مع نافورة تعلو أربعة أمتار ! واشترى لها في قرية ( سحاب ) المصيف الجبلي الساحر شقّةً ، صُممتْ لتسعَ أربع أسرٍ كبيرة وجهّزها لها أيضاً أحسنَ تجهيزٍ ، وفرشها لها بأفخر أثاث تُركيّ ؛ لكي يجتمعوا عندها فيه كلّ إجازة صيف كلّهم ، فتقرّ عينُها بهم جميعاً في آنٍ معاً !
والمشروعُ الكبيرُ الذي يُعدّه لها ( شفيق ) – الله يرضى عليه – هو مشروع العمر ، كما حدّثتْ زميلاتِها ، بيتٌ عربيّ قديم ، كتبَ عقد شرائه لها الصيفَ الماضيَ ، وعَهِدَ فيه إلى مهندسٍ مشهور لِيُقيمَ مكانه ( حضانة أطفال عصريّة متطوّرة ) مع حافلةٍ خاصةٍ بها . صحيحٌ أنّه سيُكلّفها مبالغَ باهظة وسوف يستغرق سنوات لإنجازه ؛ لكنّه سيكون مُستقرّها ومصدرَ دخلٍ مُحترمٍ لها حين تعود .. إن شاء الله تعالى !
هل عرفتم الآن لماذا يُشجّعها وينصحها – بلا كلل ولا ملل – إخوتُها الشبابُ الأربعة ، مع نسائهم وأولادهم وبناتهم ، ويدعونَ اللهَ لا يَفتُرون .. لتبقى هناك في الخليج " مُدرّسةً ( قدّ الدنيا ) يرفعونَ بها رؤوسَهم " ؟!

يكاد لا يخلو بيت عربي أو مسلم من دجاجة بيّاضة ؟! فهذه ثقافتنا و قد أسردها أديبنا القدير مصطفى حمزة بِحَبْكٍ ماتع، و أسلوب راق و صوّر بديعة. تحياتي و بالغ تقدير أخي الكريم و أستاذي الفاضل، و متابع إنشاء الله لمواضيعك:gr:

ربيحة الرفاعي
17-05-2014, 12:54 AM
ترى هل يقتصر الدجاج البياض على هذا المنحى من الاستغلال أو الاستغفال

أظن ثمة أشكال أخرى لاستغلال الآخرين بدعاوى تختلف باختلاف شخوصهم ونفسياتهم واختلاف ما هو مطلوب استغلالهم به

قصة أعود إليها أحيانا وأصفق لحرفها وفكرتها

دمت بألق أيها المبدع

تحاياي

حسام القاضي
17-05-2014, 09:04 AM
أخي الأديب الكبير / مصطفى حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سرد شيق وفكرة طريفة وموجعة برغم تكرار حدوثها
وقد أفاض الزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات
في مدح العمل بشكل يجعل تعقيبي مهمة صعبة نوعا ما بل وربما شاقة!!
ولتسمح لي اخي الكريم سأكون من المغردين خارج السرب هذه المرة
تابعت قصتك والوصف الدقيق جدا لشخصيتها الرئيسة " أبلة لميس"
بكل تفاصيل حياتها بشكل يجعلها مقدمة لرواية طويلة أو على الأقل توقعت ان تأتي أحداث
ما تغير هذا السرد المتسلسل والمفصل فأرى قصة قصيرة بشكل ما .. ولكن ما حدث كان خارج هذا وذاك
فلم يسير العمل في طريق الرواية ولا وجدنا عقدة ما يعقبها صراع ثم حل أو حتى نهاية مباغتة
تدعو المتلقي للتفكير والتأويل أو تصيبه حتى بالدهشة .. بل فجاة وبعد المقدمة الوصفية الطويلة
انهيت القصة بنهاية تقريرية تنتمي إلى عهد قديم جدا للقص أيام كان الراوي يقص القصة وكأنها حدوتة
للأطفال يُجلس فيها القارئ بين يديه ويلقنه ما يريد ثم ينهي الحدوتة بهذا الشكل
"هل عرفتم الآن لماذا يُشجّعها وينصحها – بلا كلل ولا ملل – إخوتُها الشبابُ الأربعة ، مع نسائهم وأولادهم وبناتهم ، ويدعونَ اللهَ لا يَفتُرون .. لتبقى هناك في الخليج " مُدرّسةً ( قدّ الدنيا ) يرفعونَ بها رؤوسَهم " ؟!"
معذرة أخي الكريم
رأيت لك هنا اعمالا ممتازة بل وفريدة تشهد بقدراتك الأدبية الرائعة وغالبا كانت في القصة القصيرة جدا
ولكن ما قرأته هنا اليوم لا أراه ينتمي لجنس القصة القصيرة وإنما لجنس الحدوتة

وفي النهاية يظل ما قلته مجرد وجهة نظر من محب للقصة
أرجو أن تتقبلها بصدر رحب

مع تقديري واحترامي

مصطفى حمزة
17-05-2014, 09:07 PM
يكاد لا يخلو بيت عربي أو مسلم من دجاجة بيّاضة ؟! فهذه ثقافتنا و قد أسردها أديبنا القدير مصطفى حمزة بِحَبْكٍ ماتع، و أسلوب راق و صوّر بديعة. تحياتي و بالغ تقدير أخي الكريم و أستاذي الفاضل، و متابع إنشاء الله لمواضيعك:gr:
أخي الأكرم سهيل
أسعد الله أوقاتك
سهوتُ في الرد عليك كل هذه المدة ، فاعذرني ، وأشكر أختي الفاضلة الأستاذة ربيحة لأنها رفعت الموضوع فانتبهت إلى تقصيري
أشكر قراءتك النبيهة ، ويُشرفني ويُكرمني أن تقرأ خربشاتي
تحياتي

مصطفى حمزة
17-05-2014, 09:11 PM
ترى هل يقتصر الدجاج البياض على هذا المنحى من الاستغلال أو الاستغفال
أظن ثمة أشكال أخرى لاستغلال الآخرين بدعاوى تختلف باختلاف شخوصهم ونفسياتهم واختلاف ما هو مطلوب استغلالهم به
قصة أعود إليها أحيانا وأصفق لحرفها وفكرتها
دمت بألق أيها المبدع
تحاياي
أختي العزيزة الفاضلة ، الأستاذة ربيحة
أسعد الله أوقاتك
صدقتِ ، فصور استغلال البشر للبشر ألفٌ منوّعة ، لعلّ من أجملها أن يُعتبر المُستَغَلّ ( دجاجة ) !!
أشكرك لقراءاتك المميّزة البليغة ، التي تقول لي دائماً : لديكَ ما يُقرأ
دمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
17-05-2014, 09:42 PM
أخي الأديب الكبير / مصطفى حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرد شيق وفكرة طريفة وموجعة برغم تكرار حدوثها
وقد أفاض الزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات
في مدح العمل بشكل يجعل تعقيبي مهمة صعبة نوعا ما بل وربما شاقة!!
ولتسمح لي اخي الكريم سأكون من المغردين خارج السرب هذه المرة
تابعت قصتك والوصف الدقيق جدا لشخصيتها الرئيسة " أبلة لميس"
بكل تفاصيل حياتها بشكل يجعلها مقدمة لرواية طويلة أو على الأقل توقعت ان تأتي أحداث
ما تغير هذا السرد المتسلسل والمفصل فأرى قصة قصيرة بشكل ما .. ولكن ما حدث كان خارج هذا وذاك
فلم يسير العمل في طريق الرواية ولا وجدنا عقدة ما يعقبها صراع ثم حل أو حتى نهاية مباغتة
تدعو المتلقي للتفكير والتأويل أو تصيبه حتى بالدهشة .. بل فجاة وبعد المقدمة الوصفية الطويلة
انهيت القصة بنهاية تقريرية تنتمي إلى عهد قديم جدا للقص أيام كان الراوي يقص القصة وكأنها حدوتة
للأطفال يُجلس فيها القارئ بين يديه ويلقنه ما يريد ثم ينهي الحدوتة بهذا الشكل
"هل عرفتم الآن لماذا يُشجّعها وينصحها – بلا كلل ولا ملل – إخوتُها الشبابُ الأربعة ، مع نسائهم وأولادهم وبناتهم ، ويدعونَ اللهَ لا يَفتُرون .. لتبقى هناك في الخليج " مُدرّسةً ( قدّ الدنيا ) يرفعونَ بها رؤوسَهم " ؟!"
معذرة أخي الكريم
رأيت لك هنا اعمالا ممتازة بل وفريدة تشهد بقدراتك الأدبية الرائعة وغالبا كانت في القصة القصيرة جدا
ولكن ما قرأته هنا اليوم لا أراه ينتمي لجنس القصة القصيرة وإنما لجنس الحدوتة
وفي النهاية يظل ما قلته مجرد وجهة نظر من محب للقصة
أرجو أن تتقبلها بصدر رحب
مع تقديري واحترامي
وعليكم السلام والإكرام
أخي الأكرم ، الأستاذ حسام
أسعد الله أوقاتك
لتعلم أخي الفاضل – قبل أي كلام – أن لي صدراً في استقبال عيوبي ، وتوجيهي ، وتذكيري .. أوسع مما تتصوّر . وأن هذا الصدر يشعر كأنّه يصّعّد في السماء من قول المديح والثناء .. فقل ما أنت قائل ، ومعك روح النقد ! نقدك هذا الذي تعطش إليه الواحة .. النقد الصادق البناء ، البعيد عن عبارات المديح الجاهزة والمغلفة كعلب الهدايا !
وأنا إذ أعقب على ردك ورأيك فأنا لا أرد ردّك ولا رأيك ، بل أبدي رأيي فيهما .
- النص لم يقتصر في ( الوصف الدقيق جدا ) على الشخصية الرئيسة " أبلة لميس" ، بل وصف بقية العناصر الأخرى كذلك .
- لم يكن في القصّة ( عقدة ما يعقبها صراع ثم حل ) ، فهذان العنصران ( العقدة والحل ) من جسم الرواية لا القصة القصيرة جداً ، فهذه حسبُها إثارة حدث / فكرة ، ثم تسير في طريقها ..
- لم يكن لها ( نهاية مباغتة ) وأنت تقصد الومضة أو القفلة المفاجئة المثيرة .. والحق معك هنا إن قصدتَ عبارة بذاتها .. ولكن الكاتب سرد ( حالة ) ظنّ بأنّ مجرد سردها يُثير ذهن وفكر المتلقي إلى ( نموذج بشري ).. حوله ( نماذج بشرية ) .. وكلهم موجودون حولنا ..
- خرجتَ من قراءتك النقدية الرائقة إلى أن ما قرأتَه ( لا ينتمي لجنس القصة القصيرة وإنما لجنس الحدوتة ) . وهنا أختلف معك اختلافاً جوهرياً ، فالحدوتة اسم عاميّ لنوع أدبي هو ( الحكاية الشعبيّة ) ، والحكاية الشعبيّة – كما تعلم – تقوم على الأحداث والأوصاف الغرائبيّة والعجائبيّة لتثير التشويق والإمتاع ، كما أن لها عناصر أخرى منها الكلمات العاميّة ، ومنها أنها مجهولة المؤلف ، تُبنى على الرواية جيلاً بعدَ جيل ، وكل يزيد عليها ما تتطلبه ذائقة السامعين .. وليس فيما قرأتَ هنا – أخي الحبيب – شيء من ذلك كله ..
قد أكون أيها الفاضل – وهذا أغلب الظن – أني كتبتُ نصاً قصير القامة لا يرقى إلى قامة الكبار وما يكتبونه ، ولكن حسبي منه أنه استنطق قلمكم الصادق الجميل ، فنطق بالجميل الصادق
تقبل تحياتي وتقديري

حسام القاضي
17-05-2014, 10:49 PM
وعليكم السلام والإكرام
أخي الأكرم ، الأستاذ حسام
أسعد الله أوقاتك
لتعلم أخي الفاضل – قبل أي كلام – أن لي صدراً في استقبال عيوبي ، وتوجيهي ، وتذكيري .. أوسع مما تتصوّر . وأن هذا الصدر يشعر كأنّه يصّعّد في السماء من قول المديح والثناء .. فقل ما أنت قائل ، ومعك روح النقد ! نقدك هذا الذي تعطش إليه الواحة .. النقد الصادق البناء ، البعيد عن عبارات المديح الجاهزة والمغلفة كعلب الهدايا !
وأنا إذ أعقب على ردك ورأيك فأنا لا أرد ردّك ولا رأيك ، بل أبدي رأيي فيهما .
- النص لم يقتصر في ( الوصف الدقيق جدا ) على الشخصية الرئيسة " أبلة لميس" ، بل وصف بقية العناصر الأخرى كذلك .
- لم يكن في القصّة ( عقدة ما يعقبها صراع ثم حل ) ، فهذان العنصران ( العقدة والحل ) من جسم الرواية لا القصة القصيرة جداً ، فهذه حسبُها إثارة حدث / فكرة ، ثم تسير في طريقها ..
- لم يكن لها ( نهاية مباغتة ) وأنت تقصد الومضة أو القفلة المفاجئة المثيرة .. والحق معك هنا إن قصدتَ عبارة بذاتها .. ولكن الكاتب سرد ( حالة ) ظنّ بأنّ مجرد سردها يُثير ذهن وفكر المتلقي إلى ( نموذج بشري ).. حوله ( نماذج بشرية ) .. وكلهم موجودون حولنا ..
- خرجتَ من قراءتك النقدية الرائقة إلى أن ما قرأتَه ( لا ينتمي لجنس القصة القصيرة وإنما لجنس الحدوتة ) . وهنا أختلف معك اختلافاً جوهرياً ، فالحدوتة اسم عاميّ لنوع أدبي هو ( الحكاية الشعبيّة ) ، والحكاية الشعبيّة – كما تعلم – تقوم على الأحداث والأوصاف الغرائبيّة والعجائبيّة لتثير التشويق والإمتاع ، كما أن لها عناصر أخرى منها الكلمات العاميّة ، ومنها أنها مجهولة المؤلف ، تُبنى على الرواية جيلاً بعدَ جيل ، وكل يزيد عليها ما تتطلبه ذائقة السامعين .. وليس فيما قرأتَ هنا – أخي الحبيب – شيء من ذلك كله ..
قد أكون أيها الفاضل – وهذا أغلب الظن – أني كتبتُ نصاً قصير القامة لا يرقى إلى قامة الكبار وما يكتبونه ، ولكن حسبي منه أنه استنطق قلمكم الصادق الجميل ، فنطق بالجميل الصادق
تقبل تحياتي وتقديري

أخي الكريم الأديب الكبير / الأستاذ مصطفى حمزة
أولا أشكر لسعة صدرك وهي ليست بمستغربة منك ، وكذلك لاهتمامك بالرد الوافي
ولتسمح لي مرة أخرى ان أبدي رأيّ أنا أيضا فيما تفضلت وقمت بذكره
الوصف لم يتقصر على لميس بل على بقية العتاصر الأخرى كما ذكرت ، ولكن ما فائدة كل هذه التفاصيل في قصة قصيرة إن لم تخدم الحدث ؟ وماذا لو استغنينا عن معظمها واختصرنا العمل في عدة عبارات تفيد انهماك هذه المدرسة في الغربة إلى هذا الحد ؟ هل أفادت هذه التفاصيل الدقيقة ؟ هل تم بناء احداث ما نتيجة لوجودها ؟
اما عن العقدة والصراع والحل فهي عناصر عامة للقصة وللرواية وفي القصة القصيرة يستعاض عن عدم وجود ذلك بالحدث والذي هو عماد القصة القصيرة، والحقيقة لم اجد حدثا بل وجدت اسهاب في الوصف بشكل يصلح لبداية رواية وهو وصف دقيق ومتقن ولكن ماذا بعد؟ هل هناك حدث يتم تصعيده ؟

- لم يكن لها ( نهاية مباغتة ) وأنت تقصد الومضة أو القفلة المفاجئة المثيرة .. والحق معك هنا إن قصدتَ عبارة بذاتها .. ولكن الكاتب سرد ( حالة ) ظنّ بأنّ مجرد سردها يُثير ذهن وفكر المتلقي إلى ( نموذج بشري ).. حوله ( نماذج بشرية ) .. وكلهم موجودون حولنا ..
لا اعتراض على سرد الكاتب لحالة هي نموذج بشري بل في كيفية خروج الكاتب من القصة بوضع نهاية ترتبط بالحدث وتناميه لا أن يقررها الكاتب هكذا ، وكان ذكري للنهاية المباغتة كنوع من الحل لذلك فكثيرا ما يأخذنا كاتب ما في اتجاه ثم يأتي بقفلة او نهاية مباغتة في اتجاه مختلف لما سرنا فيه .
ربما لم اكن موفقا في وصف ما كتبت بالفعل بالحدوتة ومعك كل الحق في ذلك فهي من جنس الحكايات الشعبية وهذا شيء آخر ، وأنا أصحح موقفي وأقول أنها حكاية أدبية ولكنها لاتنتمي للقصة القصيرة كما وردت بهذا الشكل ..سرد تفصيلي يصلح لرواية لا قصة قصيرة(فهو يخلو من وجود حدث) وجاء في حيز قصة قصيرة متبوعا بنهاية تنتمي إلى الحكاية "هل عرفتم الآن لماذا يشجعها وينصحها ....."
أخي الكريم ذكرت في ردي أنه مجرد رأي من محب للقصة أي متذوق لا اكثر ولا أقل !
أرجو أن اكون قد وفقت في طرح وجهة نظري هذه المرة

أشكرك لذوقك ورحابة صدرك

خلود محمد جمعة
24-05-2014, 02:34 PM
لميس هي قصة كل دجاجة لا ترى الا تحت قدميها
هروب من الحقيقة في الجري بين الساعات لقتل الوقت وجمع أموال لم ولن تكن يوماً لها
نعم أديبنا هي دجاجة بياضة وربما بيضها من ذهب ولكن لغيرها
سرد مائز بلغة متمكنة لأكثر من مرض اجتماعي من هروب وغفلة واستغلال
دام الألق
مودتي وكل التقدير

مصطفى حمزة
31-05-2014, 08:02 PM
لميس هي قصة كل دجاجة لا ترى الا تحت قدميها
هروب من الحقيقة في الجري بين الساعات لقتل الوقت وجمع أموال لم ولن تكن يوماً لها
نعم أديبنا هي دجاجة بياضة وربما بيضها من ذهب ولكن لغيرها
سرد مائز بلغة متمكنة لأكثر من مرض اجتماعي من هروب وغفلة واستغلال
دام الألق
مودتي وكل التقدير
أختي الفاضلة ، الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
( هروب وغفلة واستغلال ) ...
قراءة في العمق لأديبة مميّزة
لك الشكر والتقدير

د. سمير العمري
24-07-2014, 01:43 PM
فلسفة الدجاجة البياضة تتكرر في مثل هذا الموقف كثيرا وهناك من يعضل المرأة أكانت أختا أو ابنة ، وهناك من يضن على نفسه بخلا ، وهناك من يضن على نفسه ليعطي غيره مؤثرا على نفسه ولا يستويان مثلا.

القصة جاءت بأسلوب يشد القارئ ويحدث التفاعل مع النص بكل مشاعره المضحكة والمبكية فلا فض فوك!

تقديري