تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسود .. أبيض ..



بهجت عبدالغني
13-11-2012, 04:30 PM
أسود .. أبيض ..

بدا له للوهلة الأولى أن كل التناقضات سوف تختفي ، وتختفي معها الفوارق الطبقية القاسية جداً .. تذوب أمام حشد من المعطيات الايجابية يوماً ما .. وسيغدو العالم مكاناً أكثر عدالة واحتراماً ، حيث يمكن للإنسان حينها أن يكون إنساناً ..
لقد بدا له وهو يتوجه إلى الحلم .. العدل .. المساواة .. الأمل المنشود ..
وككل التوجهات كان لا بدّ من العوائق والعقبات في الطريق ، وسالكي الدرب يدركون ذلك تماماً ، ولكن ماذا لو كانت تلك العقبة تمس أخص ما في الإنسان الأسود .. لون جلده الذي لا اختيار له فيه ؟
بدا له ..
**************
في ربيع عام 1935 ، والأجواء تزيد الحياة عبقاً .. وضبّ أغراض السفر للانطلاق مسافراً إلى نيويورك تلبية لدعوة حضور مؤتمر الكتاب الأمريكيين اليساريين ، بحثّ من اللجنة الشيوعية المحلية التي عينته مندوباً ..
لم يكن متحمساً للذهاب ، وقد استقبل الأمر بفتور بسبب الهوة الفاصلة بينه وبين الأغلبية التي أحس أنها تسبح عكس اتجاهه .. وهو الذي غادر الجنوب الأمريكي والكبت والتعصب العنصري متجهاً إلى الشمال ، حيث يستطيع أن يتكلم بحرية ويتخلص من الخوف ، أو هكذا ظن .. فإذا هو يواجه مرة أخرى الخوف الذي فرّ منه ..
حطت طائرته في نيويورك فحطت معه آلامه ومعاناته ..
لم يكن ( ريتشارد رايت ) يدرك جيداً أن لون جلده سيثير الارتباك والحيرة في قاعة ( كارينجي ) مكان المؤتمر ، عندما سأل عن مكان النوم ومعداته ، فوقف مشدوهاً أمام اثنين من أعضاء نادي ( جون ريد ) وكلهم شيوعيون بيض ، يتباحثان جانباً في كيفية إيجاد مكان لهذا الزنجي الأسود !
لقد نسي خلال رحلته لون جلده ، كان عقله يسيح في مكان آخر ، حيث مشاكل الكتاب اليساريين الشباب ، فاصطدم بحاجز فولاذي عندما رأى رفيقاً له في المسيرة يتحدث بعصبية عن لون جلده ..
شعور بالاشمئزاز انتابه ..
ـ لحظة واحدة أيها الرفيق سوف أجد لك مكاناً . قالها الرفيق الأبيض .
ـ ولكن أليست لديكم أماكن جاهزة ؟ إن أمثال هذه الأمور تجهز عادة من قبل .
لمس ذراعه ليطمئنه بأنه سيجد له مكاناً ، بينما ذهب ريتشارد بالقول بأن لا يزعج نفسه ، فهزّ الأبيض رأسه مصمماً على أن هذه مشكلة لا بدّ أن يجد لها حلاً ..
فلم يتمالك ريتشارد نفسه فرد قائلاً : ما كان ينبغي أن تكون مشكلة ..
فاستدرك الأبيض : أنا .. أنا ما قصدت هذا ..
ولاحظ هناك قريباً عيوناً تراقب كيف أن شيوعياً أبيض يحاول عبثاً إيجاد مكان لرفيقه الأسود .. أحس حينها بالخزي وجعل في سريرته يلعن هذا الموقف ..
بعد دقائق عاد الأبيض زائغ النظرات يغطيه العرق ، فبادره ريتشارد بالسؤال إن كان قد وجد مكاناً ، فأجاب وهو يلهث بالنفي ، ثم طلب منه قرشاً كي يستعمل الهاتف للتحدث إلى شخص قد يحل المشكلة ..
فردّ عليه ريتشارد بأن لا يزعج نفسه وأنه سوف يجد مكاناً ، لكنه طلب منه أن يضع حقيبة ملابسه في مكان إلى أن ينتهي اجتماع الليلة ، فأجابه بلهفة لم يستطع إخفائها : أتعتقد حقاً انك تستطيع أن تجد مكاناً ؟
فأجابه : طبعاً استطيع ..
لقد كان الرفيق الأبيض يودّ أن يساعده ، لكن من غير أن يعرف كيف ! فأخذ حقيبة ريتشارد إلى أحدى الغرف ..
دخل الاجتماع .. لكنه لم يكن يصغي إلى الخطب وإنما يتساءل : لماذا أتيت ؟
وبعد الاجتماع وجد نفسه وحيداً على أرصفة نيويورك هائماً على وجهه من غير هدف ، ومتسائلاً عن كيفية قضاء تلك الليلة ، وهو لا يحمل مالاً سوى جلده الأسود الذي تعاشق مع لون الليل ، سوادان يلفان بعضهما البعض يحكيان حالة من الكآبة الداخلية والصراع النفسي والصدام الواقعي والتمزق ..
أشغل نفسه قليلاً بالتطلع في وجوه الناس حتى قابله عضو في نادي ( شيكاغو ) فسأله إذا ما وجد مكاناً لينام فيه ، فأجابه ريتشارد بالنفي ، ثم صرح له برغبته في دخول فندق لولا أنه غير مستعد ليتجادل مع كاتب الفندق حول لون جلده ..
فتعجب عضو النادي وطلب منه أن ينتظر ، ثم عاد ومعه امرأة بيضاء سمينة عرضت عليه أن تنام الليلة في منزلها .
وعندما وصلا المنزل ، بادر ريتشارد بشكرها وزوجها على استضافته ، وذهب للنوم على سرير صغير في المطبخ ..
**************
كان ذلك الفجر لا شك مختلفاً ، فالكوة المظلمة التي تكدست فيها أيامه التي لا تحمل سوى دقات متكررة .. سيمفونية مملة تعزف كل حين على نفس الوتر .. تتشابه فيها الماضي مع الحاضر ، تلك الكوة في ذلك الفجر انفتحت على أشعة من ضياء سرعان ما لامس قلبه ، فأبصر النور واستجاب النداء ، فغدا باطنه عكس ظاهره بعدما كانا سواء بسواء أسوداً ..
كان لا شيء .. عبدٌ أسود .. آلة .. لا يملك حياته ، فقد اشتراها سيده من سيد آخر !
يخدم بصمت ، فيحصل على حفنات من طعام يسكت به جوعته ويدفع عن نفسه الموت ، يدفعه إلى أعماق النسيان ..
لا أمل هناك ولا ألم .. لا شكوى ولا غد ..
كان لا شيء .. فأصبح كل شيء ..
ثم ما لبث خبر إسلامه أن ملأ مكة وشعابها ، فمال إليه سيده الطاغية ميلاً شديداً قاسياً .. ودارت الشياطين في رأسه .. توعده .. هدده .. خوفه .. ولكنه لم يبالي .. لقد أبصر النور ..
سجنوه .. وعلى الرمضاء عذبوه .. في حرّ الظهيرة والشمس تلتهب .. اجتمعت عليه رؤوس الكفر وأذاقوه ألوان العذاب .. ربطوه بحبال وأمروا الصبيان أن يسحلوه طوافاً على جبال مكة وشوارعها .. وضعوا على صدره المليء إيماناً حجراً ينقله الرجال ..
إنها كلمة واحدة يا بلال وتنتقل بطرفة عين من الجحيم إلى النعيم .. كلمة واحدة وتكون الحال غير الحال .
ـ اذكر أصنامنا وتنكر لمحمد ودينه ..
فيأبى .. ويقول إن لساني لا يحسنه .
وتنهال السياط على جسده النحيل .. فيتداخل ألم السياط بأمل الغد ، فبعد سنوات من الجهاد ضد العوائق والعقبات ، ارتقى هذا الأسود أجلّ منابر الإسلام ، وصدح بصوته الشجيّ النديّ منادياً لأعظم فروض الإسلام .. ولقب بالسيد ..
**************
انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟






.............................................

ـ ريتشارد رايت : ( 1908 ـ 1960 م ) أديب روائي أمريكي زنجي أسود ، عاش في الجنوب الأمريكي المتعصب عيشة الزنوج الفقراء العاملين في مزارع وضياع السادة البيض الأغنياء المتسلطين ، كتب روايات تناولت الأميركيين السود ومعاناتهم ، منها ( ابن البلد ) و ( الولد الأسود ) .
القصة التي قدمناها تستند إلى كتاب ( الصنم الذي هوى ، آرثر كستلر ورفاقه ، ترجمة : فؤاد حمودة ) ، حيث حكى فيه ريتشارد رايت رحلته في الشيوعية .

مصطفى حمزة
13-11-2012, 09:30 PM
فور انتهائي من القراءة قفز إلى ذهني الرافعي في قصصه .. بالتأكيد ليست اللغة هي السبب .. فالرافعي هو الرافعي ... لكنه كان عندما يقصّ من التاريخ لاتدري ما هو منه وما هو من التاريخ ! يصهرهما في قصّة مدهشة ليس لها هويّة إلا هويّة الرافعي ! وأحيل هنا إلى ( وحي القلم )
شيء من هذا في نص أخي الحبيب الأستاذ بهجت ، فقد كتب ما يُشبه السيرة الغيريّة لهذا الشخص الأسود ثم ضم إليها من قصّة سيّدنا بلال ليوحي بشيء واضح وهو المساواة في الإسلام بين البشر بكل أعراقهم .. لكن هذا التضمين النبيل لم يرقَ إلى المستوى الفني في الحبكة الرافعية ..
قرأتُ هنا نصّاً ذا بُعدٍ فكريّ إسلاميّ المبدأ ، بلغة سرديّة سهلة وأنيقة وهادئة
- وسالكي الدرب = سالكو الدرب
- وكلهم شيوعيون بيض = وكلهم شيوعي ...
- بأن لا يُزعج نفسه = بألاّ يُزعج ...
تحياتي وتقديري أخي الأكرم ، الأستاذ بهجت

بهجت عبدالغني
15-11-2012, 09:54 AM
أشكرك أستاذي الفاضل مصطفى حمزة
على حضورك المشرق ونقدك البناء

ولا أخفيك أستاذي أن الكتابة بهذا الاتجاه ليس سهلاً ، فالكاتب يرى نفسه محاطاً بالحدث والأشخاص دون أن يكون له أن يختار
فكل شيء مفروض عليه
فهنا يأتي مقدرة الكاتب على بث الحياة من جديد للأحداث والشخصيات ..

فهل نجحت في هذا أم أخفقت ؟
لا أدري ..


همسة : هل يصح القول ( وكلهم شيوعي بيض ) ؟

شكراً مرة ثانية
حفظك ربي ورعاك



وتحياتي ..

مصطفى حمزة
15-11-2012, 11:08 PM
- وكلهم شيوعيون بيض = وكلهم شيوعي ...
ت




همسة : هل يصح القول ( وكلهم شيوعي بيض ) ؟


---------
أسعد الله أوقاتك أخي بهجت
وكيف يصح : وكلهم شيوعي بيض ؟!!
أنا حذفت ( أبيض ) للعلم البديهيّ به ...
دمتَ بألف خير

فاطمه عبد القادر
18-11-2012, 01:57 AM
انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟

السلام عليكم
رغم أن الفكرة الشيوعية كانت صورة عظيمة ورائعة لحفظ حق الطبقات المسحوقة كالعمال والفلاحين ,والذين قاسوا الأمرين على مدار الدهور من جبروت رأس المال ,
إلا أنها أغفلت الجانب الروحاني من الحياة .
هل الروح شيء تافه لهذا الحد ؟؟
الشيوعية أرادت تأمين الرزق والكرامة للطبقات المسحوقة ,ولكنها أغرقت الناس في المجاعة الروحية التي لا غنى عنها لكل مخلوق .
بلال عليه السلام تحمل العذاب المبرح ,والمميت ,لأنه كان يعلم أن هناك قوة تشاهد تضحياته من أعلى,, وتشهد عليها ,وتقدرها خير تقدير ,وهذة القوة هي الله عز وجل ,
وكان بلال على إيمان أنه لو مات تحت التعذيب سيكافئه ربه من غير شك .
فماذا كان يعلم ريتشارد ؟؟
كان يعتقد أنه لوحده ,يناضل ويتحمل الإهانة ,ولا يشعر به أحد .
وهذا مدمِّر للروح البشرية ,
من يجرؤ أن يقول أن الفكرة التي تنزّلت من السماء على لسان ملَك مرسل من الله ,على قلب إنسان رسول اختاره الله واصطفاه,,, ستكون يوما مثل غيرها التي هي من اختراعات البشر كالفكرة الشيوعية .
المشكلة أخي في المسلمين ,وليس في الإسلام
نحن المسلمين بقينا نراوح مكاننا منذ العصر الأول للإسلام ,حيث كانت المسألة الإقتصادية بسيطة جدا, ومختصرة في ناقة وجملين وبعض المواشي ,
اليوم أضحت المسألة الإقتصادية معقدة للغاية ,شركات كبرى تفغر شدقيها لابتلاع كل شيء ,غش ,تدليس ,لصوصية ,,
مصانع كثيرة وهائلة ,عمال بالملايين ,
أراض شاسعة ,معدات الزراعة المعقدة المتطورة جدا, والغالية الثمن
وظائف من كل شكل ولون ,تحتاج للتنظيم والتدقيق
ماذا فعل المسلمون إزاء هذا الأمر ؟؟
الشريعة الإسلامية خطوطا عريضة واضحة وضوح الشمس في الأمور الاقتصادية
ولكن يلزمها التطوير والتفنيد ضمن تلك الخطوط
خرج المسلمون عن هذة الخطوط للأسف ,وهم يعلمون أو يجهلون ؟؟؟لا أدري ,وانتشر الفقر والظلم وأكل الحقوق, والجهل ,وعدنا كما الجاهلية .
في هذة القصة يريد الكاتب أن يقول
أن اكثر البلدان تقدما وتطورا وغنى التي هي اميركا ,والتي اعتلت الكواكب واكتشفت القيعان في البحار ,
وأن أبعد نقطة لليسار ,والمعروف أن اليسار يعني الثورة على ما هو موجود الآن,ألا وهي الشيوعية, لم تقدر أن تخلص ذلك الأسود من القهر والإهمال بسبب لونه ,والذي لا يد له بهذا الموضوع وليست من صنيعه
بينما استطاع الإسلام قبل قرون موغلة في الزمن أن يخلصه
كان عبدا لسيد لا يساوي فلسا في سوق الإنسان (أعني سيده أمية) ,
فاعتلى أعلى وأشرف المنابر في العالم بفضل الإسلام .
قصة جميلة جدا
موحية جدا
ليتنا فقط ننتقل من العاطفة المحضة لديننا ونباشره بالعقل والمنطق ,ونطلع على الثقافات الأخرى ,
فنأخذ منها ما يتناسب مع روح ديننا ,ونترك ما لم يتناسب غير مأسوف عليه .
ليتنا نفتح عقولنا كما قلوبنا لكل جديد آخذين منه كل ما ينفعنا ويساهم في تطوير مفهومنا الاقتصادي ,
بدل أن نلوح بالسكاكين للفكرة الشيوعية وغيرها ونهدد بذبحها قبل الاطلاع على محتوياتها ,
كل فكر جاء به الإنسان قد احتاج دراسة وجهد وتعب ,فلماذا لا نستفيد من هذة الخبرات محتفطين بما لنا وما عندنا .
حصل العكس ,والكل قد درس قرآننا وأخذ منه ما يريد ,ونحن نتوه بين العاطفة والأمجاد القديمة ,كارهين لأفكار غيرنا,مضيعين فكرنا الخاص
عن قصد ,؟عن جهل ؟,عن قلة مروءة؟ ,عن فعل فاعل ؟لا أعلم !!
قصة جميلة جدا
شكرا لك أخي بهجت الرشيد
ماسة

كاملة بدارنه
18-11-2012, 04:29 AM
ثم ما لبث خبر إسلامه أن ملأ مكة وشعابها ، فمال إليه سيده الطاغية ميلاً شديداً قاسياً .. ودارت الشياطين في رأسه .. توعده .. هدده .. خوفه .. ولكنه لم يبالي .. لقد أبصر النور ..
سجنوه .. وعلى الرمضاء عذبوه .. في حرّ الظهيرة والشمس تلتهب .. اجتمعت عليه رؤوس الكفر وأذاقوه ألوان العذاب .. ربطوه بحبال وأمروا الصبيان أن يسحلوه طوافاً على جبال مكة وشوارعها .. وضعوا على صدره المليء إيماناً حجراً ينقله الرجال ..
إنها كلمة واحدة يا بلال وتنتقل بطرفة عين من الجحيم إلى النعيم .. كلمة واحدة وتكون الحال غير الحال .
ـ اذكر أصنامنا وتنكر لمحمد ودينه ..
فيأبى .. ويقول إن لساني لا يحسنه .
وصف لمعاناة هذا الزّنجيّ الذي أراد التّخلّص من براثن العبوديّة باعتناقه للإسلام. وجميل الرّبط بين معاناته ومعاناة بلال، ولكنّي تمنّيت لو كان حضور بلال مونولوجا على لسان البطل لأنّه الأدرى كمعتنق للإسلام من معذّبيه ببلال ومعاناته .(وجهة نظر)
تبقى القصّة ذات هدف سام أظهرت فضل الإسلام على الإنسان. فلا فرق بين الأبيض والأسود... ولا بين الأعجميّ والعربيّ ... إنّه دين الساواة.
بورك القلم وصاحبه
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
18-11-2012, 08:00 AM
وعندما وصلا المنزل ، بادر ريتشارد بشكرها وزوجها على استضافته ، وذهب للنوم على سرير صغير في المطبخ ..


ارتقى هذا الأسود أجلّ منابر الإسلام ، وصدح بصوته الشجيّ النديّ منادياً لأعظم فروض الإسلام .. ولقب بالسيد ..
هنا تتجلى عظمة الإسلام وعدم التفرقة بين الأبيض والأسود فحين كُرِّم الزنجي واستضيف كان مكانه المطبخ
وحين كُرِّم بلال ارتقى أعظم بنابر الإسلام ولقب بالسيد
هذان أسودان ولكن بون شاسع بين هذا وذاك
كان المزج السردي بين أحداث الزنجي وبلال واضح المعالم أوصل الرسالة
فبلال بإسلامه كان على ثقة في الارتقاء في بلد إسلامي و" ريتشارد " لم يحلم حتى أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر
الفكرة جدا رائعة والتداخل باختيار الشخوص موفق والسرد ماتع
بوركت أديبنا وسلمت اليراع
ودام ألقك
تحاياي

محمد الشرادي
18-11-2012, 10:24 AM
اعذرني أخي الرسيد إذا تغزلت بهذا النص الباذخ. بهذه التحفة الفنية المتكاملة.
دام الألق لقلم ينحت الروعة.

نادية بوغرارة
18-11-2012, 03:36 PM
العدالة والمساواة وانتفاء التمييز اللوني والعرقي والطبقي ...

لا تنتج عن اتباع تيار ما أو دين معين، ولا تنعكس بمجرد الانتماء ،

لكنها قيم يجب أن يتبناها الإنسان في ذاته أولا ،

يناضل من أجلها ويضحي وقد يبذل روحه ثمنا لتتأصل في خلَفه .

حتى في حضرة الإسلام قيل : يابن السوداء ..

حين يكتب المفكر ، تولد في النص الأفكار وتتفرع الأبعاد ،

ونكون أمام باب من أبواب التأمل يفضي إلى الكثير .

المتألق بهجت الرشيد ،

وصلت الحاضر بالماضي بما بينهما من وقفات إنسانية وتاريخية وفكرية ،

فكان المشهد رؤية مستقبلية تستحق كل مساحات العقل.

بوركت وأدبك الرصين .

----------

" فتعجب عضو النادي وطلب منه أن ينتظر ،
ثم عاد ومعه امرأة بيضاء سمينة عرضت عليه أن تنام الليلة في منزلها . "



أليست " ينام "

مصطفى حمزة
19-11-2012, 05:39 AM
انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟

السلام عليكم
رغم أن الفكرة الشيوعية كانت صورة عظيمة ورائعة لحفظ حق الطبقات المسحوقة كالعمال والفلاحين ,والذين قاسوا الأمرين على مدار الدهور من جبروت رأس المال ,
إلا أنها أغفلت الجانب الروحاني من الحياة .
هل الروح شيء تافه لهذا الحد ؟؟
الشيوعية أرادت تأمين الرزق والكرامة للطبقات المسحوقة ,ولكنها أغرقت الناس في المجاعة الروحية التي لا غنى عنها لكل مخلوق .
بلال عليه السلام تحمل العذاب المبرح ,والمميت ,لأنه كان يعلم أن هناك قوة تشاهد تضحياته من أعلى,, وتشهد عليها ,وتقدرها خير تقدير ,وهذة القوة هي الله عز وجل ,
وكان بلال على إيمان أنه لو مات تحت التعذيب سيكافئه ربه من غير شك .
فماذا كان يعلم ريتشارد ؟؟
كان يعتقد أنه لوحده ,يناضل ويتحمل الإهانة ,ولا يشعر به أحد .
وهذا مدمِّر للروح البشرية ,
من يجرؤ أن يقول أن الفكرة التي تنزّلت من السماء على لسان ملَك مرسل من الله ,على قلب إنسان رسول اختاره الله واصطفاه,,, ستكون يوما مثل غيرها التي هي من اختراعات البشر كالفكرة الشيوعية .
المشكلة أخي في المسلمين ,وليس في الإسلام
نحن المسلمين بقينا نراوح مكاننا منذ العصر الأول للإسلام ,حيث كانت المسألة الإقتصادية بسيطة جدا, ومختصرة في ناقة وجملين وبعض المواشي ,
اليوم أضحت المسألة الإقتصادية معقدة للغاية ,شركات كبرى تفغر شدقيها لابتلاع كل شيء ,غش ,تدليس ,لصوصية ,,
مصانع كثيرة وهائلة ,عمال بالملايين ,
أراض شاسعة ,معدات الزراعة المعقدة المتطورة جدا, والغالية الثمن
وظائف من كل شكل ولون ,تحتاج للتنظيم والتدقيق
ماذا فعل المسلمون إزاء هذا الأمر ؟؟
الشريعة الإسلامية خطوطا عريضة واضحة وضوح الشمس في الأمور الاقتصادية
ولكن يلزمها التطوير والتفنيد ضمن تلك الخطوط
خرج المسلمون عن هذة الخطوط للأسف ,وهم يعلمون أو يجهلون ؟؟؟لا أدري ,وانتشر الفقر والظلم وأكل الحقوق, والجهل ,وعدنا كما الجاهلية .
في هذة القصة يريد الكاتب أن يقول
أن اكثر البلدان تقدما وتطورا وغنى التي هي اميركا ,والتي اعتلت الكواكب واكتشفت القيعان في البحار ,
وأن أبعد نقطة لليسار ,والمعروف أن اليسار يعني الثورة على ما هو موجود الآن,ألا وهي الشيوعية, لم تقدر أن تخلص ذلك الأسود من القهر والإهمال بسبب لونه ,والذي لا يد له بهذا الموضوع وليست من صنيعه
بينما استطاع الإسلام قبل قرون موغلة في الزمن أن يخلصه
كان عبدا لسيد لا يساوي فلسا في سوق الإنسان (أعني سيده أمية) ,
فاعتلى أعلى وأشرف المنابر في العالم بفضل الإسلام .
قصة جميلة جدا
موحية جدا
ليتنا فقط ننتقل من العاطفة المحضة لديننا ونباشره بالعقل والمنطق ,ونطلع على الثقافات الأخرى ,
فنأخذ منها ما يتناسب مع روح ديننا ,ونترك ما لم يتناسب غير مأسوف عليه .
ليتنا نفتح عقولنا كما قلوبنا لكل جديد آخذين منه كل ما ينفعنا ويساهم في تطوير مفهومنا الاقتصادي ,
بدل أن نلوح بالسكاكين للفكرة الشيوعية وغيرها ونهدد بذبحها قبل الاطلاع على محتوياتها ,
كل فكر جاء به الإنسان قد احتاج دراسة وجهد وتعب ,فلماذا لا نستفيد من هذة الخبرات محتفطين بما لنا وما عندنا .
حصل العكس ,والكل قد درس قرآننا وأخذ منه ما يريد ,ونحن نتوه بين العاطفة والأمجاد القديمة ,كارهين لأفكار غيرنا,مضيعين فكرنا الخاص
عن قصد ,؟عن جهل ؟,عن قلة مروءة؟ ,عن فعل فاعل ؟لا أعلم !!
قصة جميلة جدا
شكرا لك أخي بهجت الرشيد
ماسة


--------------
أختي الكريمة فاطمة
عادة لا أناقش في سياسة ولا دين .. فقط أبدي ما أراه وأعتقده ، وأبكي على الأطلال .. ثم أمشي .. فهل تسمحين لي ؟
لاأعتقد أن الشيوعية كانت فكرة عظيمة ولا رائعة ، ولم تحفظ لاحقّ ولا كرامة الطبقة المسحوقة ، لقد سحقت كل الطبقات من أجل طبقة واحدة ملحدة تحكمت بالبلاد والعباد !
عودي إلى أحداث المجاعة الكبرى في الصين في عهد ماوتسي تونغ ، واقرئي تاريخ الإعدامات والتهجير في الاتحاد السوفيتي أيام ستالين ، وراجعي التصفيات بالألوف في كوبا ..
وتأملي الآن استعباد الحاكمين في كوريا الشمالية لشعبهم ..
كما ذبحت الشيوعية فطرة التملك التي زرعها الله في عباده وشرع في رسالاته السماوية لحفظها ، وأعدمت فطرة التديّن – بل حاولت – في الإنسان ..لكن دون جدوى في النهاية
أما ماذا فعل المسلمون لتطوير ( الخطوط العريضة الواضحة في الاقتصاد ) ..لقد فعلوا الكثير حين كانت الشريعة هي سيدة الأحكام والحُكّام .. أما في تاريخنا الأسود القريب فإن مَن وضع أسس الاقتصاد الإسلامي المعاصر وأسس القانون الإسلامي الجنائي ليُطبق على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا المعاصرة ... الشهيد عبد القادر عودة ...قد عُلّق على المشنقة !! وهناك غيره .. ومنهم من عُلّق مثله على المشنقة !!
أختي الفاضلة : ليس مثلي ومثلك الذي يُفتي ويٌُقرر مانأخذ وما نترك من شريعتنا الغراء بل الفقهاء وعلماء الأمة الصادقون الأحرار هم من يفعل ذلك... أما أمثالنا فحظهم البكاء على الأطلال ..واسترجاع الأيام الزاهرة ... ليس إلاّ !!
تقبلي تحياتي وتقديري لكِ
دمتِ بألف خير

سامية الحربي
19-11-2012, 11:45 AM
صورتان مزجتا معا في قالب تناول العنصرية ومحاولة "السود" التكيف في بيئة فرضت عليهم ووجدوا أنفسهم جزء منبوذ منها مع إختلاف الزمانين و القوى التي فرضت عليهم . قصة بلال رضي الله عنه تُستنسخ في قصة إسلام مالكوم إكس ومحمد كلاي وغيرهم . تحياتي وتقديري.

فاطمه عبد القادر
19-11-2012, 01:13 PM
أما ماذا فعل المسلمون لتطوير ( الخطوط العريضة الواضحة في الاقتصاد ) ..لقد فعلوا الكثير حين كانت الشريعة هي سيدة الأحكام والحُكّام .. أما في تاريخنا الأسود القريب فإن مَن وضع أسس الاقتصاد الإسلامي المعاصر وأسس القانون الإسلامي الجنائي ليُطبق على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا المعاصرة ... الشهيد عبد القادر عودة ...قد عُلّق على المشنقة !! وهناك غيره .. ومنهم من عُلّق مثله على المشنقة !!
أختي الفاضلة : ليس مثلي ومثلك الذي يُفتي ويٌُقرر مانأخذ وما نترك من شريعتنا الغراء بل الفقهاء وعلماء الأمة الصادقون الأحرار هم من يفعل ذلك... أما أمثالنا فحظهم البكاء على الأطلال ..واسترجاع الأيام الزاهرة ... ليس إلاّ !!
تقبلي تحياتي وتقديري لكِ
دمتِ بألف خير



وعليكم السلام
الشهيد عبد القادر عودة ...قد عُلّق على المشنقة

طبعا أخي الكريم ,,لقد أنجبت الأمة الإسلامية ,وما زالت تنجب,, وستظل تنجب للأبد, من يحمل همها بقوة وصدق ,ويفعل المستحيل من أجل خلاصها وازدهارها .
هذا الشهيد له المجد ,واحد منهم .
الأمة الإسلامية الآن ليست حرة ,هناك قوى كبرى تطبق على أنفاسها من أجل نهب ما لديها من ثروات ,وتحويلها لمجموعات متسولة ,لن تسمح هذة القوى لأي عنصر فذ وذكي وقوي من الوقوف ,أو الإستمرار.,
ستحاربه ,,,,
نحن ندور في دائرة مقفلة مفرغة ,ونعود لنبدأ من حيث انتهينا لنبكي على الأطلال .
/
الشيوعية من حيث التطبيق على الأرض قد فشلت, وفي الحقيقة لست ملمّة بالأسباب .
من حيث النظرية ,لا أنكر أنها أعجبتني بعد قراءتها ,,هذا لو استثنينا موضوع الإلحاد ,والذي لم أجد له مبرر في فكرهم هذا,, سوى تسلط الكنيسة ربما .
أما الملكية الخاصة فهي نزعة فطرية في الإنسان ,,,نعم
ولكن الإنسان لا يملأ عينه سوى حبة التراب ,وكل شيء يجب أن يكون له حد .
لو اتخذوا موقفا وسطا ,وحددوها وفرضوا قيودا على الملكية الخاصة دون منعها, ربما سيكون ذلك أفضل .

أختي الفاضلة : ليس مثلي ومثلك الذي يُفتي ويٌُقرر مانأخذ وما نترك من شريعتنا الغراء بل الفقهاء وعلماء الأمة الصادقون الأحرار هم من يفعل ذلك

أخي ,,سامحك الله ,وهل لدينا قدرة على ذلك ؟؟؟,المسألة تحتاج دراسة واسعة , ودراسات عليا في الاقتصاد والدين والفقه .
هذة الأمور ليست لعبة ,
نحن نقول كلاما ,سيظل مجرد رأي على الورق .
شكرا لك أخي مصطفى
ماسة

وليد عارف الرشيد
21-11-2012, 07:26 AM
دائمًا أخي المبدع يعجبني فيك البحث عن الجديد أسلوبا والأصيل طرحا .. توافق بين معطيات الفكر النبيل والمشهد الحاضر ولا تفتأ عن طرق أبوب للتقديم تكون متميزة وتأخذ من كل منها لتصنع لك شخصية أدبية وفكرية مميزة ... وأراك هنا صديقي وفقت إلى حد كبير في المقاربة وأوصلت فكرتك بأسلوب سردي روائي أنيق ماتع شابته بعض هنات لغوية بسيطة وكان مدخلك إلى موضوع سيدنا بلال جميل الطرح يحتاج إلى إقناع أكثر من حيث المسوغ والأسلوب ( هي وجهة نظر قارئ وليس ناقد )... ربما لو كانت هذه التجربة أشبه بتجربتك السابقة في المسرحية وهي إدراج خطين دراميين في وقت واحد مع وجود الرابط المشترك أصلا قد تكون أجمل وأوفى وأكثر إقناعا
أحييك مبدعنا الجميل وأشكرك على سعيك الدائم لامتاعنا بكل جديد يا صاحب الفكر النبيل السديد والقلم المجيد
محبتي وكثير تقديري

بهجت عبدالغني
21-11-2012, 09:50 AM
[SIZE="5"]السلام عليكم
رغم أن الفكرة الشيوعية كانت صورة عظيمة ورائعة لحفظ حق الطبقات المسحوقة كالعمال والفلاحين ,والذين قاسوا الأمرين على مدار الدهور من جبروت رأس المال ,
إلا أنها أغفلت الجانب الروحاني من الحياة .
هل الروح شيء تافه لهذا الحد ؟؟
الشيوعية أرادت تأمين الرزق والكرامة للطبقات المسحوقة ,ولكنها أغرقت الناس في المجاعة الروحية التي لا غنى عنها لكل مخلوق .
....................
...................
..................

ماسة




كانت تريد .. لكنها بدأت بسحق العمال الذين صعد هؤلاء على أكتافهم ..

( من مهازل الدعوات الوضعية وتناقضات أحزابها ، أن قادة بعض هذه الأحزاب اليسارية ، واليسارية جداً ! يمتلكون في الوقت ذاته القصور والأموال والسيارات والاقطاعت الواسعة ، ولكنهم ـ نظرياً ـ يهتفون للعمال والفلاحين ... يقول ميلوفان دجيلاس في كتابه البيروقراطية السياسية بأن " عضوية الحزب الشيوعي تعني أن العضو ينتمي إلى طبقة ممتازة ذات امتيازات ، وهكذا يتجمع في لب الحزب أقوى المستثمرين " !!! ) من كتاب لعبة اليمين واليسار لأستاذنا الدكتور عنادالدين خليل .

إن المشكلة كانت في أساسها عقائدية ،وأخلاقية ، وما كان الاقتصاد الا صورة من تلك العقيدة الالحادية ، ولهذا فشلا جميعاً في معترك الحياة ..

واقتصادنا الاسلامي اقتصاد متكامل يعطي كل ذي حق حقه ، لكن علينا أن نفض عنه الغبار ونسحبه من مكانه في الرفوف الى الواقع تطبيقاً عملياً ..


أستاذتي العزيزة فاطمه عبد القادر
أشكر لك مداخلتك وقراءتك وحضورك المشرق
حفظك المولى ورعاك



وتحياتي ..

بهجت عبدالغني
21-11-2012, 09:57 AM
وصف لمعاناة هذا الزّنجيّ الذي أراد التّخلّص من براثن العبوديّة باعتناقه للإسلام. وجميل الرّبط بين معاناته ومعاناة بلال، ولكنّي تمنّيت لو كان حضور بلال مونولوجا على لسان البطل لأنّه الأدرى كمعتنق للإسلام من معذّبيه ببلال ومعاناته .(وجهة نظر)
تبقى القصّة ذات هدف سام أظهرت فضل الإسلام على الإنسان. فلا فرق بين الأبيض والأسود... ولا بين الأعجميّ والعربيّ ... إنّه دين الساواة.
بورك القلم وصاحبه
تقديري وتحيّتي


أديبتنا الكبيرة كامله بدرانه
بارك الله فيك ورعاك
وأشكرك على هذه المداخلة المثرية
والملاحظات القيمة التي سأستفيد منها في كتابات قادمة بإذن الله تعالى


مع وافر تقديري وخالص تحاياي ..

بهجت عبدالغني
21-11-2012, 12:08 PM
هنا تتجلى عظمة الإسلام وعدم التفرقة بين الأبيض والأسود فحين كُرِّم الزنجي واستضيف كان مكانه المطبخ
وحين كُرِّم بلال ارتقى أعظم بنابر الإسلام ولقب بالسيد
هذان أسودان ولكن بون شاسع بين هذا وذاك
كان المزج السردي بين أحداث الزنجي وبلال واضح المعالم أوصل الرسالة
فبلال بإسلامه كان على ثقة في الارتقاء في بلد إسلامي و" ريتشارد " لم يحلم حتى أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر
الفكرة جدا رائعة والتداخل باختيار الشخوص موفق والسرد ماتع
بوركت أديبنا وسلمت اليراع
ودام ألقك
تحاياي


أستاذتنا الكريمة آمال المصري
قراءة واعية وتلخيص مبدع
وأحمد الله أن النص لاقى إعجابك فكراً وسرداً


تقبلي خالص دعائي
وأخلص تحاياتي ..

بهجت عبدالغني
21-11-2012, 12:20 PM
اعذرني أخي الرشيد إذا تغزلت بهذا النص الباذخ. بهذه التحفة الفنية المتكاملة.
دام الألق لقلم ينحت الروعة.


أخي الكريم محمد الشرادي
سعيد بحضورك العطر
وإطلالتك المشرقة
وإعجابك بنصي المتواضع

دمت بخير وعافية

وأهلاً بك ومرحباً


دعائي وتحياتي ..

ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 09:22 PM
مشهدان اعتنق الزنجي في كل منهما فكرا مختلفا آمن بنصرته الضعيف وإقامته العدل وإحقاقه الحق، ومقارنة بينت الفارق العظيم بين ما يقدم الإسلام مقابل ما تقدمه الآيدولوجيات الوضعية التي يزعمون انتصارها على العنصرية والتردي الأخلاقي

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

بهجت عبدالغني
23-11-2012, 11:24 AM
العدالة والمساواة وانتفاء التمييز اللوني والعرقي والطبقي ...
لا تنتج عن اتباع تيار ما أو دين معين، ولا تنعكس بمجرد الانتماء ،
لكنها قيم يجب أن يتبناها الإنسان في ذاته أولا ،
يناضل من أجلها ويضحي وقد يبذل روحه ثمنا لتتأصل في خلَفه .
حتى في حضرة الإسلام قيل : يابن السوداء ..
حين يكتب المفكر ، تولد في النص الأفكار وتتفرع الأبعاد ،
ونكون أمام باب من أبواب التأمل يفضي إلى الكثير .
المتألق بهجت الرشيد ،
وصلت الحاضر بالماضي بما بينهما من وقفات إنسانية وتاريخية وفكرية ،
فكان المشهد رؤية مستقبلية تستحق كل مساحات العقل.
بوركت وأدبك الرصين .
----------
" فتعجب عضو النادي وطلب منه أن ينتظر ،
ثم عاد ومعه امرأة بيضاء سمينة عرضت عليه أن تنام الليلة في منزلها . "


أليست " ينام "


والانسان مولود على الفطرة ، وتأتي البيئة والتربية وتعمل عملها فيه ..
والاسلام هو دين الفطرة أعاد الانسان الى وضعه الطبيعي
وبقدر ما يلتصق هذا الانسان بهذا الدين العظيم يكون تحرره من رواسب الجاهلية
وفي لحظة باتجاه المفاهيم الجاهلية نطق ابو ذر : يا ابن السوداء ..
وفي أخرى باتجاه المفاهيم الاسلامية نطلق عمر بن الخطاب ملقباً بلالاً بالسيد ..

أستاذتي العزيزة نادية بوغراره
تحية عطرة لحضورك
وقراءتك المبدعة
رزقك الله الجنة

وشكراً للتصحيح


تحياتي ..

بهجت عبدالغني
23-11-2012, 11:36 AM
وحوارية ماتعة هادفة بين
أستاذنا العزيز مصطفى حمزة وأستاذتنا العزيزة فاطمة عبدالقادر

فلكما كل التحية والتقدير

بهجت عبدالغني
29-11-2012, 05:32 PM
صورتان مزجتا معا في قالب تناول العنصرية ومحاولة "السود" التكيف في بيئة فرضت عليهم ووجدوا أنفسهم جزء منبوذ منها مع إختلاف الزمانين و القوى التي فرضت عليهم . قصة بلال رضي الله عنه تُستنسخ في قصة إسلام مالكوم إكس ومحمد كلاي وغيرهم . تحياتي وتقديري.

ومالكوم إكس له قصة جديرة أن نقف عليها وندرسها ..
فقد بدأ اسلامه متصوراً أن الاسلام دين للسود فقط ، لكن عند زيارته لمكة المكرمة حاجاً اختلفت نظرته بالكلية عن الاسلام ..
وأنقل هنا عن الموسوعة الحرة ( ويكيبديا ) قصة حجه :
( بدأ مالكوم في طور جديد من حياته عندما قرأ كتابًا في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فرغب في تأدية الحج فقدر له أن يقوم بالحج وذلك سنة 1379 هـ فقد أدرك أن الإسلام هو الذي أعطاه الأجنحة التي يحلق بها فقرر أن يطير لأداء فريضة الحج في عام 1964م وزار العالم الإسلامي ورأى أن الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج بها ألوان مختلفة من الحجيج، وأن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط بل هو دين الإنسان. وبالفعل ذهب لمكة المكرمة وقضى بها اثنى عشر يومًا وهاله ما رآه هناك من مسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد وبينهم مساواة ومحبة وهذا الذي ما لم يخطر بباله بأن يرى الأبيض والاسود بلباس الحج الموحد يهيم كل منهم على قضاء الفريضة. لم يكن البيض متميزين عن السود في مكة المكرمة. وود تعلم الصلاة الصحيحة التي كان يجهلها تمامًا. وتعجب من نفسه كيف يكون زعيماً ورجل دين مسلم في حركة أمة الإسلام ولا يعرف كيف يصلي. فرأى الإسلام الصحيح عن كثب وتعرف على حقيقته وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.
والتقى بعدد من الشخصيات الإسلامية البارزة منها الدكتور عبد الرحمن عزام صهر الملك فيصل ومستشاره وهزه كرم الرجل معه وحفاوته به. وتأثر مالكوم بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين ويقول في ذلك:
« في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها»
وقضى 12 يوماً جالساً مع المسلمين في الحج ورأى بعضهم شديدي البياض زرق العيون، لكنهم مسلمون ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيداً عن سرطان العنصرية. ثم غير مالكوم اسمه إلى الحاج مالك الشباز والتقى الملك فيصل الذي قال له:
« أن حركة أمة الإسلام بها الكثير من الأخطاء التي تتعارض مع الإسلام»
وبعد انتهائه من الحج غادر مالكوم جدة في إبريل 1964م وزار عددا من الدول العربية والإفريقية، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاماً، وخرج بمعادلة هي: إدانة كل البيض يساوي إدانة كل السود. وفي زيارته قابل العديد من العلماء بالسعودية ودخل مصر والسودان والحجاز والتقى مع علمائها وقابل شيخ الأزهر ومفتي مصر حسنين مخلوف، وكانت الزيارة بمثابة حياة جديدة وبحث جديد له، فأعلن إسلامه من جديد وعاد لأمريكا ليبدأ مرحلة جديدة وخطيرة من حياته. فتلك الصورة التي رآها مالكوم في الحج غيرت مفاهيمه بإنشاء أمة مسلمة تتكون من السود دون البيض. عائداً برسالة جديدة واسم جديد " الحاج مالك شاباز". وتدعو رسالته الجديدة جميع الأعراق والأجناس إلى التعايش بسلام ) .


الأخت الفاضلة غصن الحربي
شكراً لقراءتك وحضورك المشرق

مع وافر تقديري
وخالص تحاياي

بهجت عبدالغني
29-11-2012, 05:42 PM
دائمًا أخي المبدع يعجبني فيك البحث عن الجديد أسلوبا والأصيل طرحا .. توافق بين معطيات الفكر النبيل والمشهد الحاضر ولا تفتأ عن طرق أبوب للتقديم تكون متميزة وتأخذ من كل منها لتصنع لك شخصية أدبية وفكرية مميزة ... وأراك هنا صديقي وفقت إلى حد كبير في المقاربة وأوصلت فكرتك بأسلوب سردي روائي أنيق ماتع شابته بعض هنات لغوية بسيطة وكان مدخلك إلى موضوع سيدنا بلال جميل الطرح يحتاج إلى إقناع أكثر من حيث المسوغ والأسلوب ( هي وجهة نظر قارئ وليس ناقد )... ربما لو كانت هذه التجربة أشبه بتجربتك السابقة في المسرحية وهي إدراج خطين دراميين في وقت واحد مع وجود الرابط المشترك أصلا قد تكون أجمل وأوفى وأكثر إقناعا
أحييك مبدعنا الجميل وأشكرك على سعيك الدائم لامتاعنا بكل جديد يا صاحب الفكر النبيل السديد والقلم المجيد
محبتي وكثير تقديري


حياك الله أستاذي العزيز وليد عارف الرشيد
وأشكر لك قراءتك وحضورك العطر
وملاحظاتك الدقيقة التي استفدت منها كثيراً ، إذ فتحت أمامي رؤية جديدة لتناول مثل هذه القصص ..

حفظكم المولى ورعاكم ونصركم

مع خالص تقديري وتحياتي ..

بهجت عبدالغني
29-11-2012, 05:49 PM
مشهدان اعتنق الزنجي في كل منهما فكرا مختلفا آمن بنصرته الضعيف وإقامته العدل وإحقاقه الحق، ومقارنة بينت الفارق العظيم بين ما يقدم الإسلام مقابل ما تقدمه الآيدولوجيات الوضعية التي يزعمون انتصارها على العنصرية والتردي الأخلاقي

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي


أستاذتي العزيزة ربيحة الرفاعي
تلخيص ذكي
وتفريق مبدع بين خطين ومنهجين مختلفين ، أحدهما رباني المصدر والهدف ، وآخر بشري ...

حياك الله ورعاك
وشكراً

مع خالص تحاياي ..

د. سمير العمري
03-12-2012, 05:13 PM
طرح جيد للتأكيد على رقي الإسلام وبأسلوب كاشف لحقائق الأمور بين أمم تزدري الإنسان لجنسه أو للونه أو لانتمائه وبين دين يحترم الإنسان لذاته ويقدر المرء لخلقه ومبادئه.

ولعلني وبعيدا عن المضمون العام الواضح في النص فإني استوقفني تساؤلك في آخر النص لأجدني راغبا في طرح تساؤلات كثيرة من مثلها مما تحمل إجاباتها في طياتها من شاكلة:

هل من معنى لحوار مكابر مجادل؟؟

هل من فائدة من استرضاء من يصر على معاداتك؟؟

هل من نفع في انتساب لمؤسسة تعمل على ضررك؟؟

هل من حكمة في تجربة المجرب والإصرار على رأي فاسد؟؟

هل وهل في كثير من أمور حياتنا سياسيا وفكريا واقتصاديا وأخلاقيا مما يجب الوقوف عليها وتأمل واقعها دون تزييف أو تزوير.

دمت بخير وعافية!


تحياتي

خليل حلاوجي
07-12-2012, 02:07 PM
عندما كتب محمد باقر الصدر كتابه الرائع : اقتصادنا

أراد أن يقول أن الحل هو الرؤية الإسلامية لإنقاذ الإنسانية أجمعها ..

/

نص ثري .

بهجت عبدالغني
07-12-2012, 02:36 PM
طرح جيد للتأكيد على رقي الإسلام وبأسلوب كاشف لحقائق الأمور بين أمم تزدري الإنسان لجنسه أو للونه أو لانتمائه وبين دين يحترم الإنسان لذاته ويقدر المرء لخلقه ومبادئه.
ولعلني وبعيدا عن المضمون العام الواضح في النص فإني استوقفني تساؤلك في آخر النص لأجدني راغبا في طرح تساؤلات كثيرة من مثلها مما تحمل إجاباتها في طياتها من شاكلة:
هل من معنى لحوار مكابر مجادل؟؟
هل من فائدة من استرضاء من يصر على معاداتك؟؟
هل من نفع في انتساب لمؤسسة تعمل على ضررك؟؟
هل من حكمة في تجربة المجرب والإصرار على رأي فاسد؟؟
هل وهل في كثير من أمور حياتنا سياسيا وفكريا واقتصاديا وأخلاقيا مما يجب الوقوف عليها وتأمل واقعها دون تزييف أو تزوير.
دمت بخير وعافية!

تحياتي


سعيد بوجودك معنا أستاذنا الدكتور سمير العمري
وهذه القراءة العميقة
والأسئلة الموضوعية التي تحتاج فعلاً الوقوف عليها وتأملها ..

حفظك المولى ورعاك


تحياتي ..

بهجت عبدالغني
07-12-2012, 02:42 PM
عندما كتب محمد باقر الصدر كتابه الرائع : اقتصادنا

أراد أن يقول أن الحل هو الرؤية الإسلامية لإنقاذ الإنسانية أجمعها ..

/

نص ثري .


أستاذي العزيز خليل
ومرور عطر
نعم .. الإسلام هو الحل لانقاد البشرية ..


دعائي وتحياتي ..

نداء غريب صبري
08-01-2013, 10:07 AM
مقابلة بين اسودين في ظل حضارتين أظهرت تفوق الحضارة الاسلامية وصدق ممارستها لقيم المساوي التي ينادي بها الغرب قولا فقط

شكرا لك اخي بهجت

يوركت

بهجت عبدالغني
14-01-2013, 07:25 PM
نعم .. أظهرت الحضارة الاسلامية تفوقها عندما كانت ملتصقة بالقرآن والسنة
ويوم تخلت عنهما طفت على السطح شعارات القبلية والعرقية والقومية
وقد سمى القرآن ذلك ( حمية الجاهلية ) ، وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم ( دعوها فإنها نتنة ) ..


المبدعة نداء غريب صبري

إكليل ورد ..

خلود محمد جمعة
17-11-2014, 11:40 AM
فكر جاد برسالة أدبية ودينية وأخلاقية عميقة بيراع سامق وقصة جمعت أطرافها وحكتها ببراعة
فكرة القصة ورسالتها وصلت بوضوح وقوة
دمت رائعا
كل التقدير

بهجت عبدالغني
19-11-2014, 04:01 PM
ودمت رائعة متألقة أديبتنا العزيزة خلود
أسعدني حضورك المشرق هنا ، وقراءتك ..

تحياتي ودعواتي
وإكليل ورد

ناديه محمد الجابي
16-05-2023, 06:06 PM
مقارنةجميلة بين التفرقة العنصرية للسود في أمريكا وبين المساواة في الإسلام
بين البشر فلا أسود ولا أبيض..
وبفضل الأسلام أصبح العبد سيدا وارتقى هذا الأسود أجل منابر الإسلام
وصدح بصوته الشجي بالآذان.
قصة جميلة هادفة وفكر أدبي لافت بلغة قوية وتعبير جميل يقول:
إن الأسلام هو مركب الإنقاذ لخلاص البشرية ـ إنه دين التعاون والسلام
والعدالة في ظل شريعة محكمة.
سلم الفكر والقلب والقلم
ودمت رائعا متألقا.
:v1::nj::0014: