تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صومعـــــــة العمــــــــــــــر



لميس الامام
13-11-2012, 10:34 PM
صومعة العمر.................................

مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد
محدقاً في الأفق متأملا أعوامه السبعين
تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم
بِحِيْرَة المحترق السقيم
ونوبات عشق تراود قلبه الذي ما زال يافعا
يبقى متدثرا بصمته في الوراء البعيد

يستشعر رجفة أنامله الشاحبة
التي كم سكبت بخفة ورشاقة -بريشة العمر الفتي-
لوحات غروب سافرت على متن سفينة
غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين
وكم تهادت - ترسم- ريشته بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية،
لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع
المقوزح..
كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
الى تيه يبتلعه وسبابة
تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر


محملقاً بأحداق قلبه في سنينه السبعين
شيخ السبعين..الذي كان لسانه يغرد
بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة-
بثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل
وعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك بوهجهها
تبحث عن الجمال ..لتدشن الجمال
في لوحات غيبية
ها هو هناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة
يصغي بصمت
وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
البياض ..ولا شئ وراء البياض
يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي
برجفة الأنامل الــ كانت فتيه..
متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه
خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
فما عادت عظام ظهره ناهضة
وما عادت الحيطان التي شاخت معه
تحتمل اتكاءاً..
بل بكاءً على أطلال السنين
ليحتمي من المجهول ،
غدا عائدا صوب صومعته
التي كانت بالأمس مرسما
ومحفلا لا يكف عن الحياة.
.

عبد السلام هلالي
14-11-2012, 07:46 PM
ولأن لكل بداية نهاية فللعمر نهاية تتفاوت قسوتها حسب ظروفها ومناخها لكنها تبقى قاسية.
سريدة آسرة عميقة اللغة ، جميلة الفكرة زاخرة بالصور الرائعة البعيدة.
صدقا أعجبني كثيرا ما قرأت هنا.
حياك الله يا لميس.

لميس الامام
14-11-2012, 11:17 PM
ولأن لكل بداية نهاية فللعمر نهاية تتفاوت قسوتها حسب ظروفها ومناخها لكنها تبقى قاسية.
سريدة آسرة عميقة اللغة ، جميلة الفكرة زاخرة بالصور الرائعة البعيدة.
صدقا أعجبني كثيرا ما قرأت هنا.
حياك الله يا لميس.

الاخ عبد السلام الهلالي

مرحبا بك ..عمرت ذاك البياض الآخذ في التلاشي ..نعم صدقت لكل بداية نهاية..والعبرة بمضمون المسافة التي تفصل بينهما

شكرا لحضورك الثري واعجابك بما قرأت..

تقبل مني جميل التحايا

لميس الامام

كاملة بدارنه
15-11-2012, 09:41 AM
فما عادت عظام ظهره ناهضة
وما عادت الحيطان التي شاخت معه
تحتمل اتكاءاً..
بل بكاءً على أطلال السنين
ليحتمي من المجهول ،
غدا عائدا صوب صومعته
التي كانت بالأمس مرسما
ومحفلا لا يكف عن الحياة
لا شيء يبقى كما هو، وقد تبقى الذّكرى مرقصا لجميل الأحلام، ومبعث دفء لما برد ووهن من عظام...
حرف جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

لميس الامام
15-11-2012, 10:01 AM
الاخت كاملة بدارنه......

وتبقى الذكريات الصديق الصدوق لحاملها ، يتوكأ عليها عله يستعيد قواه التي خارت وفارقت..

أسعدني مرورك ...
تقبلي خالص التحيات والشكر والتقدير

لميس الامام

نسرين بن لكحل
15-11-2012, 11:45 AM
صومعة العمر.................................

مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد
محدقاً في الأفق متأملا أعوامه السبعين
تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم
بِحِيْرَة المحترق السقيم
ونوبات عشق تراود قلبه الذي ما زال يافعا
يبقى متدثرا بصمته في الوراء البعيد

يستشعر رجفة أنامله الشاحبة
التي كم سكبت بخفة ورشاقة -بريشة العمر الفتي-
لوحات غروب سافرت على متن سفينة
غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين
وكم تهادت - ترسم- ريشته بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية،
لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع
المقوزح..
كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
الى تيه يبتلعه وسبابة
تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر

محملقاً بأحداق قلبه في سنينه السبعين
شيخ السبعين..الذي كان لسانه يغرد
بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة-
بثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل
وعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك بوهجهها
تبحث عن الجمال ..لتدشن الجمال
في لوحات غيبية
ها هو هناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة
يصغي بصمت
وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
البياض ..ولا شئ وراء البياض
يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي
برجفة الأنامل الــ كانت فتيه..
متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه
خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
فما عادت عظام ظهره ناهضة
وما عادت الحيطان التي شاخت معه
تحتمل اتكاءاً..
بل بكاءً على أطلال السنين
ليحتمي من المجهول ،
غدا عائدا صوب صومعته
التي كانت بالأمس مرسما
ومحفلا لا يكف عن الحياة.
.


و هكذا تمضي الأيام حتى تبلغ الأجل الأخير ،كل شيء آئل إلى الرحيل ، وحدها الذكريات باقية تحفظ العهود ،و تجدد الحنين .
سرد أخّاذ أيتها الرائعة ،في النص جمال لا يمكن تجاهله ..صدقا راق لي المكوث هنا ،
تقبلي مروري و اعجابي الشديد

سامية الحربي
15-11-2012, 07:59 PM
كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
الى تيه يبتلعه وسبابة
تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر

صور و كلمات أغرقتني فكرا و أنا أقرأ لتراتيل هذا الحرف الجميل . شكرا على هذا الإمتاع. تحياتي والمودة.

سلمى عمر
16-11-2012, 05:18 AM
الأخت لميس،
سردية جميلة. سلمت يداك
باقات ياسمين

لميس الامام
16-11-2012, 08:18 AM
و هكذا تمضي الأيام حتى تبلغ الأجل الأخير ،كل شيء آئل إلى الرحيل ، وحدها الذكريات باقية تحفظ العهود ،و تجدد الحنين .
سرد أخّاذ أيتها الرائعة ،في النص جمال لا يمكن تجاهله ..صدقا راق لي المكوث هنا ،
تقبلي مروري و اعجابي الشديد

غاليتي نسرين

نعم يا غاليتي.. .وتبقى الذكريات ناقوس يدق في عالم النسيان..ويقى الخيال محلقا في الوراء ليوازن على قدر الامكان فيما ما كان وما هو آت ...
مرورك رائع ..اقدر تقييمك للنص

تقبلي خالص المودة وباقة زهر..

لميس الامام:0014:

لميس الامام
16-11-2012, 08:42 AM
كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
الى تيه يبتلعه وسبابة
تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر

صور و كلمات أغرقتني فكرا و أنا أقرأ لتراتيل هذا الحرف الجميل . شكرا على هذا الإمتاع. تحياتي والمودة.

الأخت الفاضلة غصن الحربي

تثلج صدري القراءات العميقة لأي نص أدبي يستحق التعمق الفكري
أسعدني تواجدك بين حروفي

أدام الله علي عطر مرورك
وشكرا بالغا من القلب.

مودتي

لميس الامام

لميس الامام
16-11-2012, 08:45 AM
الأخت لميس،
سردية جميلة. سلمت يداك
باقات ياسمين

الاخت الجميلة سلمى عمر

شكر من القلب على هذا المرور الغالي

تقبلي خالص التحايا

لميس الامام:0014:

ربيحة الرفاعي
20-11-2012, 11:27 PM
يصغي بصمت
وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
البياض ..ولا شئ وراء البياض
يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي
برجفة الأنامل الــ كانت فتيه..
متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه
خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
فما عادت عظام ظهره ناهضة
وما عادت الحيطان التي شاخت معه
تحتمل اتكاءاً..


ينتهي كل ما له بداية
ويشيخ كل شباب لا تقتنصه المنون قبل المشيب
والنهايات في قبحها سواء

نص صادق الفكرة ونبيه المعاني

أهلا بك في واحتك

تحاياي

لميس الامام
21-11-2012, 11:06 PM
انها سنة الحياة اختي ربيحة
انما الخاطر يبوح بما حل بالشباب بعد المشيب..
ولعل النهايات تكون اجمل من البدايات ...من يدري؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لحضورك نكهة خاصة

شكرا لتواجدك البهي وترحيبك الابهى...

لميس الامام

نداء غريب صبري
27-11-2012, 12:13 AM
صورك جميلة أختي لميس
ونصك صور حقيقة لا بد منها
فهذا المسار الطبيعي في الحياة

امتعتني قراءاتها

شكرا لك
بوركت

لميس الامام
28-11-2012, 11:18 AM
الاخت نداء ..

حياك الله ..سرتني زيارتك لخاطرتي
بالطبع انه المسار الطبيعي للحياة
ولنا ان نتقبله كما هو فلا مناص من التردي الى ارذل العمر
لكن تبقى الذكريات في دواخلنا تعتمل في عتمة رطبة تقطر من صمت الزمان

لك مني كل الشكر والتقدير

لميس الامام

لانا عبد الستار
09-01-2013, 11:19 AM
أعجبني سردك الجميل وقيادتك لحرفك
أشكرك

لميس الامام
24-02-2013, 10:59 AM
أعجبني سردك الجميل وقيادتك لحرفك
أشكرك

وانا أشكرك لانا عبد الستار لهذا التعقيب الرائع..

مودة تحمل اكليل ورود:0014:

لميس الامام

فاطمه عبد القادر
25-02-2013, 12:07 AM
لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع

السلام عليكم عزيزتي لميس
لوحات رائعة عثرت عليها في هذا النص الرائع
تعابير جميلة جدا ,,وشاعرية
رائع أن تختزن الذاكرة حلاوة أيام مضت كي يتدفأ عليها الإنسان في سنينه الأخيرة الباردة .
شكرا لك
ماسة

أماني عواد
25-02-2013, 08:07 PM
الاستاذة لميس

اشعر احيانا ان العمر ثوان يمر عبر مسامات جلدنا دون ان يطال قلوبنا التي تظل تنبض بالحب حتى اخر قطرة دم

نص رائع
سلمت يداك

لميس الامام
07-04-2013, 10:15 AM
لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع

السلام عليكم عزيزتي لميس
لوحات رائعة عثرت عليها في هذا النص الرائع
تعابير جميلة جدا ,,وشاعرية
رائع أن تختزن الذاكرة حلاوة أيام مضت كي يتدفأ عليها الإنسان في سنينه الأخيرة الباردة .
شكرا لك
ماسة

اختي الكريمه فاطمة عبد القادر

نعم فإن للذاكرة حيل شتى تحتال بها علينا لنفرز نبضات من الماضي
التليد..ولكل منا سنينا ادفأت اوصاله وأخرى تدثرت بصقيع الالم...
فكيف بنا وقد تقدم العمر...تتسرب الذكريات تباعا لتعبث بقلوبنا
ولتشهر في وجوهنا سيف القوة الذي كنا نتقلده يوما ما.....

سرني حضورك الرائع وشاكرة انا على قراءة النص بهذه الصورة الرائعه

اختك

لميس الامام

لميس الامام
07-04-2013, 10:19 AM
الاستاذة لميس

اشعر احيانا ان العمر ثوان يمر عبر مسامات جلدنا دون ان يطال قلوبنا التي تظل تنبض بالحب حتى اخر قطرة دم

نص رائع
سلمت يداك

الاخت الفاضلة أماني عواد...

بلى اختي ان العمر يجري بنا كالمطايات المسرعات
لا يكاد يوما يمر إلا ونفتقد اليوم الذي قبله..لأن القلب ما زال ينتظرنبضة تدق بابه.....

تقبلي كل الشكر والتقدير لهذا المرور العبق برائحة الزهور

لميس الامام

فاتن دراوشة
08-04-2013, 07:00 AM
مهما قست ذكرياتنا

تظلّ أطيافها تمنح واقعنا لمسات جماله

بوح سال عذوبة

وسبك قويّ امتاز برقّة صوره ومخياله

محبّتي

لميس الامام
08-04-2013, 02:47 PM
العزيزة فاتن دراوشه

تحية واعتزاز بتواجدك بين اطياف سنينٍ عجاف
هي ذي دورة الحياة تأخذ مجراها بلا سـأم
فلكل بداية نهاية ولكن ما يهم هو ماذا حققت هذه الذات التي كانت فتية في يوم من الايام

اشكرك واشكر كلمات الاطراء التي نثرها حسك وقلمك
تقبلي خالص الود

لميس الامام

محمد فجر الدمشقي
08-04-2013, 04:11 PM
تاملات شجية و صور راقية جدا
المميزة لميس الامام
سرني كثيرا التواجد بين كلماتك العذبة
مودتي

لميس الامام
09-04-2013, 10:36 AM
الأخ الفاضل محمد فجر الدمشقي

لا ادري لم لقت نظري لقب حضرتك "الدمشقي" يجوز لأني احمل جذورا سورية في دمائي
عموما ...أرحب بك بين سنين ذاك السبعيني التي ملأتها بذكريات خرجت من صندوق ذاكرته
وكأني به يمثل حقبة من الزمان كانت بالأمس تحمل الأمن والأمان..وقد بدت حسرته الكامنة
ممثلة بسنين عمره الفتي .."الزمن الجميل الذي كان يحمل بين طياته الطيبة وحب الحياة...فهل ما زلنا نحب الحياة ونخاف فراقها؟

لك مني اجمل التحيات ......

لميس الامام

خلود محمد جمعة
06-11-2014, 07:55 AM
هل نحسب العمر بعدد السنين ؟
هناك من يتجاوزون الثمانين وتبقى روحهم محلقة بأجنحة الأمل
لم يفقد الاحساس بيده لذا ما زال باستطاعته رسم شروق الشمس
لم يفقد البصيرة في روحه لذا ما زال يستطيع المضي
لم يفقد العزيمة لذا يستطيع ان يتكأعلى ارادته
نص جميل وعميق بحرف وصور محلقة
لكنني أحب التفاؤل
فنحن لن نعيش سوى مرة واحدة
اسجل اعجابي
كل التقدير

د. سمير العمري
02-03-2016, 05:23 PM
صومعة العمر

مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد ، ومحدقاً في الأفق متأملا أعوامه السبعين؛ تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم بِحِيْرَة المحترق السقيم ، ونوبات عشق تراود قلبه الذي ما زال يافعا يبقى متدثرا بصمته في الوراء البعيد. يستشعر رجفة أنامله الشاحبة التي كم سكبت بخفة ورشاقة - بريشة العمر الفتي - لوحات غروب سافرت على متن سفينة غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين.

لكم تهادت - ترسم - ريشته بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا الوحشة بنسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع الملون بقوس قزح. ولكم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا إلى تيه يبتلعه وسبابة تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق يرتشي برقا باهتا وأنين رعد. ولكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر أخضر.

محملقاً بأحداق قلبه في سنينه السبعين شيخ السبعين الذي كان لسانه يغرد بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة ، وبثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل ، وبعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك تبحث بوهجهها عن الجمال لتدشنه في لوحات غيبية. ها هو هناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة يصغي بصمت وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات البياض، ولا شيء وراء البياض.

يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي برجفة الأنامل الــ كانت فتية متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه خوفا وحذرا من الترنح والانكسار ، فما عادت عظام ظهره ناهضة ، وما عادت الحيطان التي شاخت معه تحتمل اتكاءً وإنما بكاءً على أطلال السنين. يلتحف بالذكرى ليحتمي من المجهول ، عائدا في غد صوب صومعته التي كانت بالأمس مرسما
ومحفلا لا يكف عن الحياة.
.


نص رسم بريشة خيال خصب فجاء ملونا بظلال الذكرى ورجفة الهرم ونسك التأمل في صومعة السنين.

نص كان رائعا لولا بعض أمر متعلق بإسلوب العرض النثري ثم ببعض تراكيب وبعض أخطاء قليلة في اللغة قمت بتصحيح جلها وعرض النص بشكل مختلف كمثال عملي لما أقول فأرجو أن تراجعيه بدقة وأن يكون فيه ما يفيدك!

تقديري