مشاهدة النسخة كاملة : زهـرة
سامية الحربي
15-11-2012, 07:31 PM
بعد أن يأوي صغارها إلى المنزل من مدارسهم تبدأ "زهرة"جوب شوارع تتلظى تحت لهيب الشمس حاملة خلف ظهرها حملاً ينوء عنه كثير من الرجال. تقوم بجمع بضاعتها المتواضعة في قطعة قماش كبيرة تطرق الأبواب التي نادرًا ما تفتح لها في ذلك الوقت.
كنتُ أحد أولئك الذين يتخوفون من فتح الباب للغرباء وخصوصًا أولئك الذين نعرف من سحناتهم أنهم لا يملكون تلك الأوراق التي تثبت أننا لا نتشارك معًا أسمًا حدده لنا سايكس و بيكو في ليلة قرعا فيها كأس فُرقتنا.
أنني أذكر ذلك اليوم الذي طرقت بابي. كان ذلك منذ عشرون عاما. وقفت أمامي إمرأة شابة سمراء البشرة التحفت بعباءة سوداء .ما إن فتحت لها الباب حتى انتفضت كطير ظمآن بلله القطر سلمت بعربية مكسرة فرددت عليها السلام ثم أنزلت حملها على الأرض و أشارت بيدها إليه , فأومأتُ لها بالإيجاب التمعت عيناها بتوهج غريب لقي أنيس له.لم أكن أرغب بالشراء لكن خجلت أن أردها خائبة. تكررت زيارات "زهرة" وبالتدريج توثقت صلاتنا , و في كل زيارة كانت تحدثني عن حياتها في قريتها قبل أن تتزوج من رجل يكبرها بعشرين عام و يأتي بها إلى هنا. حدثتني كيف كانت ترعى البقر في مراعي قبيلتها وكيف كانت تجمع الغلال و تطحن الحنطة كانت تتحدث بعفوية وسعادة تغمرها ,يخيل إلي أنها تروي ذلك و تلك المراعي ماثلة أمامها .حينما أسألها عن زوجها يفقد صوتها ذلك الحماس وتخبو نظراتها. تلملم بضاعتها بسرعة ثم تبتسم لي وتغادر .
لا أعرف لماذا حينما يعز علي المعين أجدها أمامي و كأنها تسمع صلواتي فتأتي لتقدم لي يد المساعدة بامتنان شديد كأنني أنا المتفضلة عليها بإسداء خدمة.
خط الشيب مفرقها قبلي و احدودب ظهرها في وقت مبكر جراء حملها الثقيل. كبر أبناؤنا سوية غير أن أبناءها يظهرون الكثير من الولاء والحب لذلك الوطن الذي لم يعرفوا سواه و يشدون فلذات كبدي لإحتفالات وطنية لا أرتضيها أحيانًا فأجدهم قد أحضروا الأعلام و صبغوا أنفسهم بألوان بهيجة ويرددون الأناشيد الوطنية ,فأنهرهم تارة و تارة ألوذ بالصمت والتفكر في حالهم .كانت إبنتها الكبرى متفوقة في المدرسة , فقد كانت "زهرة"حريصة على أن ينال أبناءها من التعليم ما تركن إليه في المستقبل. عادة ما أطلبن من إبنتها مراجعة الدروس لأبنائي فتنتهج نهج أمها تقدم المساعدة وترفض أي ثمن مقابل ذلك.توفي زوج "زهرة" و أصبحت تقوم بدور الأم والأب, و لم تعد تحدثني عن حياتها في بلدها الأم.
قررت زهرة أن تزور أقرباء لها في مدينة أخرى لمدة أسبوع. مر أسبوعان لم أتلقى أي إتصال منها. أتصل فأجد الهاتف خارج نطاق الخدمة .أعاود الكرة مرة تلو الأخرى و لا مجيب.سألت عنها كل من عرفوها و الجواب بالنفي يصدمني كل مرة. بعد فترة علمت أنه تم ترحيلها و أبناءها لبلدهم الأم الذي مازال أرضٌ بكر شبه خالي من الخدمات و لا يملكون فيه شبراً واحداً. أخبرتني قبل سفرها بأيام عن قلقها فقد أعطت أوراق إقامتها لأحدهم و كان يماطل في ردها إليها. تمر الأيام والليالي و مازلت أنتظر إتصال منها.
مصطفى حمزة
15-11-2012, 10:59 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة غصن
أسعد الله أوقاتك
أنهيتُ القراءة ، فشعرت أنك تريدين أن تعبّري عن مكنون إنسانيّ كبير داخلك ، لكن لم يظهر منه على لسان قلمك إلاّ القليلَ الباهت ! لماذا ؟
لعلّ السبب أنّ التجربة الإنسانيّة المستوحاة من قصّة ( زهرة ) لم تنضج كما يجب ، أو لم تختمر ربما ..
أو لعلّ السبب أنك كتبتِها بسرعة ونشرتها بأسرع ! والدليل على ذلك الأخطاء الكثيرة ( الكبيرة ) !!
لم يظهر عنصر المفارقة ، والصراع ، ولا عنصر الإدهاش .. ولا الخاتمة المثير !
وهناك تناقض في معطيات شخصيّة زهرة هذه !
أسماً = اسماً ، وهناك أخطاء عدة أخرى في كتابة الهمزة
منذ عشرون عاماً = منذ عشرين عاماً
ينال أبناءها = ينال أبناؤها
لم أتلقى = لم أتلق
مازال أرض بكر = ..أرضاً بكراً
شبه خالي = شبه خالٍ
وما زلت أنتظر اتصال = ... اتصالاً
أرجو تقبل ملاحظاتي بقبول حسن
تحياتي
آمال المصري
18-11-2012, 02:16 PM
تابعت بشغف حتى النهاية التي أشعرتني أنها امتقعت عن سير النص أو هنا نقص في التعبير عما اختلج بداخلك حين كتابة الشخصية
إلا إذا كان النص يحمل رسالة أخرى عجزت عن الوصول لمدلولاتها
التريث قبل النشر والمراجعة ينجب نصوص رائعة مختمرة خالية من الهنات وأراك قادرة على ذلك أديبتنا الرائعة
ويبقى أن لك قلم محبب وحرف جميل أتابعه
لك محبتي
والتحايا
سامية الحربي
19-11-2012, 11:26 AM
أستاذي القدير مصطفى حمزة ممتنة لملاحظاتك القيمة التي أؤمن أنها سلم لي باتجاه كتابة القصة ولعلني لم أقطع الحبل السري بيني ( كجزء واقعي بشكل ما في القصة ) وبين شخصية زهرة كما ينصح الأديب الكبير الطيب صالح . كل الشكر والتقدير .تحياتي وتقديري.
سامية الحربي
19-11-2012, 11:28 AM
تابعت بشغف حتى النهاية التي أشعرتني أنها امتقعت عن سير النص أو هنا نقص في التعبير عما اختلج بداخلك حين كتابة الشخصية
إلا إذا كان النص يحمل رسالة أخرى عجزت عن الوصول لمدلولاتها
التريث قبل النشر والمراجعة ينجب نصوص رائعة مختمرة خالية من الهنات وأراك قادرة على ذلك أديبتنا الرائعة
ويبقى أن لك قلم محبب وحرف جميل أتابعه
لك محبتي
والتحايا
الأستاذة الراقية آمال المصري كل الشكر والتقدير لما تفضلتي به من ملاحظات قيمة ممتنة لردك الجميل . دعواتي وخالص تقديري.
ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 12:29 AM
كان جليا أن ثمة حسا راقيا أطلق الفكرة ورسم شخوصها، وأظنها لو حظيت من كاتبتنا ببعض روية في تحديد بقية معطياتها وخلق حبكتها لجاء السرد أعمق بعدا وأكثر تاثيرا
وأيضا
شابت النص هنات لغوية أثق أنك كنت قادرى على ضبطها وتصحيحها ببعض مراجعة قبل اعتماد النشر
أهلا بك اديبتنا الكريمة في واحتك
تحاياي
كاملة بدارنه
29-01-2013, 12:09 AM
سطرت المعاناة بحروف القهر الذي عاشته زهرة
قصّة تحاكي حياة الكثيرين ممّن يعيشون ظروف الاغتراب وذلّ العيش
بوركت
تقديري وتحيّتي
محمد الشرادي
29-01-2013, 03:12 AM
بعد أن يأوي صغارها إلى المنزل من مدارسهم تبدأ "زهرة"جوب شوارع تتلظى تحت لهيب الشمس حاملة خلف ظهرها حملاً ينوء عنه كثير من الرجال. تقوم بجمع بضاعتها المتواضعة في قطعة قماش كبيرة تطرق الأبواب التي نادرًا ما تفتح لها في ذلك الوقت.
كنتُ أحد أولئك الذين يتخوفون من فتح الباب للغرباء وخصوصًا أولئك الذين نعرف من سحناتهم أنهم لا يملكون تلك الأوراق التي تثبت أننا لا نتشارك معًا أسمًا حدده لنا سايكس و بيكو في ليلة قرعا فيها كأس فُرقتنا.
أنني أذكر ذلك اليوم الذي طرقت بابي. كان ذلك منذ عشرون عاما. وقفت أمامي إمرأة شابة سمراء البشرة التحفت بعباءة سوداء .ما إن فتحت لها الباب حتى انتفضت كطير ظمآن بلله القطر سلمت بعربية مكسرة فرددت عليها السلام ثم أنزلت حملها على الأرض و أشارت بيدها إليه , فأومأتُ لها بالإيجاب التمعت عيناها بتوهج غريب لقي أنيس له.لم أكن أرغب بالشراء لكن خجلت أن أردها خائبة. تكررت زيارات "زهرة" وبالتدريج توثقت صلاتنا , و في كل زيارة كانت تحدثني عن حياتها في قريتها قبل أن تتزوج من رجل يكبرها بعشرين عام و يأتي بها إلى هنا. حدثتني كيف كانت ترعى البقر في مراعي قبيلتها وكيف كانت تجمع الغلال و تطحن الحنطة كانت تتحدث بعفوية وسعادة تغمرها ,يخيل إلي أنها تروي ذلك و تلك المراعي ماثلة أمامها .حينما أسألها عن زوجها يفقد صوتها ذلك الحماس وتخبو نظراتها. تلملم بضاعتها بسرعة ثم تبتسم لي وتغادر .
لا أعرف لماذا حينما يعز علي المعين أجدها أمامي و كأنها تسمع صلواتي فتأتي لتقدم لي يد المساعدة بامتنان شديد كأنني أنا المتفضلة عليها بإسداء خدمة.
خط الشيب مفرقها قبلي و احدودب ظهرها في وقت مبكر جراء حملها الثقيل. كبر أبناؤنا سوية غير أن أبناءها يظهرون الكثير من الولاء والحب لذلك الوطن الذي لم يعرفوا سواه و يشدون فلذات كبدي لإحتفالات وطنية لا أرتضيها أحيانًا فأجدهم قد أحضروا الأعلام و صبغوا أنفسهم بألوان بهيجة ويرددون الأناشيد الوطنية ,فأنهرهم تارة و تارة ألوذ بالصمت والتفكر في حالهم .كانت إبنتها الكبرى متفوقة في المدرسة , فقد كانت "زهرة"حريصة على أن ينال أبناءها من التعليم ما تركن إليه في المستقبل. عادة ما أطلبن من إبنتها مراجعة الدروس لأبنائي فتنتهج نهج أمها تقدم المساعدة وترفض أي ثمن مقابل ذلك.توفي زوج "زهرة" و أصبحت تقوم بدور الأم والأب, و لم تعد تحدثني عن حياتها في بلدها الأم.
قررت زهرة أن تزور أقرباء لها في مدينة أخرى لمدة أسبوع. مر أسبوعان لم أتلقى أي إتصال منها. أتصل فأجد الهاتف خارج نطاق الخدمة .أعاود الكرة مرة تلو الأخرى و لا مجيب.سألت عنها كل من عرفوها و الجواب بالنفي يصدمني كل مرة. بعد فترة علمت أنه تم ترحيلها و أبناءها لبلدهم الأم الذي مازال أرضٌ بكر شبه خالي من الخدمات و لا يملكون فيه شبراً واحداً. أخبرتني قبل سفرها بأيام عن قلقها فقد أعطت أوراق إقامتها لأحدهم و كان يماطل في ردها إليها. تمر الأيام والليالي و مازلت أنتظر إتصال منها.
أخت غصن
هي مأساة الناس الذين اضطرتهم ظروف الحياة للهجرة السرية و العيش في أوطان أخرى في العتمة كالأشباح. يخافون الضوء لأنه يكشف هوياتهم و يعرضهم للطرد.
السياسة ملعونة رفعت بين الناس الأسلاك و جعلت الجغرافيا تضيق بما رحبت.
تحياتي
براءة الجودي
02-02-2013, 07:49 AM
لديك القدر ياغصن في الـتأثير على الشخص لاسيما أنها قصة إنسانية قد يذوق مرارتها الكثير , فتقسيم الدول جعل المسلم الذي يعيش في بلد مسلم آخر يشعر بأنه غريب ومطرود ويُذل ويُضيَّق عليه بشتى الوسائل إلا من حالات نادرة تنزل رحمة الله عليهم , فقط ربما لو تريثت قليلا في بعض وصف النواحي لاكتمل ذا المشهد الباهت الحزين في صورته والجمل في ألفاظه ومعانيه وحمل هموم الآخرين
تقديري لك
د. سمير العمري
31-08-2013, 12:26 AM
ليس الأمر بهذا السوء في هذا النص الإنساني بامتيا. إنما هو حالة سرد تقدم قصة وإن كان الأسلوب فقد بعضا من الحبكة والتشويق ووقعت اللغة في بعض هنات متفرقة.
هنا لمست الجانب الإنساني المراد من النص وأشكر الكاتبة على هذا الحس الراقي.
تقديري
نداء غريب صبري
21-09-2013, 05:42 PM
النص الجميل والفكرة الإنسانية ممتعان
والقصة أعجبتني جدا لكنها يمكن ان تكون أجمل أختي
شكرا لك
بوركت
عباس العكري
24-07-2016, 10:58 AM
https://2.bp.blogspot.com/-6G46U2912vE/V5SC1Zr_ktI/AAAAAAAAD5o/DvEewVIo0WwrksIpEi66BN0eVSID-RpAACLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG
https://2.bp.blogspot.com/-nGhKJjpRXqk/V5SC1WfCSyI/AAAAAAAAD5k/b66yAagXIxsP88CQPIHKmlsY1LRXCZiygCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG
عمر الصالح
03-08-2016, 06:06 PM
لو خيرونى فى عنوان لربما إخترت ( أحزان الغرباء) أو ( إمرأة جنوبية)..
الإقامة والكفيل ولزوم مايلزم كلهم قتلوا قصصاً إنسانية ..
لن أضع النص على ميزان الأكاديمية ..ولن أبحث عن حبكة وصراع .. وإن كنت مع أستاذنا فى كل خلل إملائى (وأنا أرتكبه)
فمنذ السطور الأولى أراها بوح إنسانى .. ربما صدى لصوت العمر وتجربة إنسانية ..
منذ سنوات بعيدة وأنا أعيش مع زهرة وكل زهرة,,غرباء فى صحراء قاحلة ..!
تحياتى لك
عمر
ناديه محمد الجابي
30-07-2021, 09:20 PM
قصة إنسانية تحكي مأساة من يعيشون مغتربين غير شرعيين
معرضين للترحيل القسري في أي وقت
قصة من واقع الحياة كتبت بعفوية بسيطة وصدق ومن القلب
أعجبني المعنى وتأثرت بها كثيرا.
تحياتي وتقديري.
:009::002::009:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir