تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موطني



فتحي العابد
17-11-2012, 10:31 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
موطني
كنت واقفا في صباح يوم عمل عادي أمام قاعة المستشار في محكمة روما أنتظر دوري لتقنين ترجمتي..
وعندما وصلني الدور دخلت الغرفة، واستظهرت ببطاقة العمل، ففتحها المستشار الذي أراه لأول مرة، وقرأ مكان الولادة تونس، فقال: إرفع رأسك ياتونسي فقد صنعتم نموذجا رائعا، ما فعلتموه كان درسا للعالم أجمع، العالم يتحول للأفضل لأن هناك شعوبا تخاطر بأرواحها لجعله أفضل.. شكرا لكم.
قلت: هذا ماقاله "باولو كويلهو" بعد أن بادلته الشكر
أجاب: نعم هذا ماقاله الشاعر البرازيلي تكريما لثورتكم
قلت: يقول أحد سجناء الديكتاتور في بلدي: أيا دامي العينين والكفين إن الليل زائل** لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
تحررنا والحمد لله، عربة قطارنا عادت لسكة التاريخ من جديد.
سألني: كيف هي تونس بعد الثورة؟
ـ تتحسن.. وأرجو الله أن تصبح أرقى وأحسن.
ـ منذ متى وأنت تعيش في إيطاليا؟
ـ منذ خمسة وعشرون سنة
ـ متى زرت تونس آخر مرة؟
ـ منذ شهر
فنظر إلي وهو يبتسم وسألني: من تعجبك أكثر تونس أم إيطاليا؟
فقلت له: الفرق عندي بين تونس وإيطاليا كالفرق بين الأم والزوجة.. فالزوجة أختارها.. أرغب بما عندها.. أحبها.. أعشقها.. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي.. الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكا لها.. لا أرتاح إلا في أحضانها.. ولا أبكي إلا على صدرها.. وأرجو من الله ألا أموت إلا على ترابها..
قال لي: صف لي تونس.
قلت: هي سمراء ليست بالشقراء الجميلة، عيناها تشعرك بالطمانينة.. صاحبة جود وكرم، لباسها أخضر وقلبها أبيض.. داعبتنا بالحرارة والصقيع.. لكننا ندفىء بعضنا بعضا.. نراها تبتسم فننسى حرها وبردها.. واذا غضبت كشفت عن وجهها.. حيائنا يأبى أن يدنس وجهها.. من احترمها أمن.. ومن خانها هرب..
قال: زرتها منذ خمس سنوات، ولكني لم أرى ما وصفت لي ..!!
فقلت له: أنت رأيت تونس التي أرادوا أن يروكها، أما أنا فأتحدث عن تونس التي تسكن قلبي..
فأعطاني بطاقتي بعد أن سجلني في دفتر الحضور وقال: هناك بعض المشاكل في بلدك، ولكن هذا لايؤثر على سير حياتك كثيرا فأنت تعيش هنا

محمد الشرادي
18-11-2012, 10:49 AM
فنظر إلي وهو يبتسم وسألني: من تعجبك أكثر تونس أم إيطاليا؟
فقلت له: الفرق عندي بين تونس وإيطاليا كالفرق بين الأم والزوجة.. فالزوجة أختارها.. أرغب بما عندها.. أحبها.. أعشقها.. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي.. الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكا لها.. لا أرتاح إلا في أحضانها.. ولا أبكي إلا على صدرها.. وأرجو من الله ألا أموت إلا على ترابها..

فقرة رائعة أخي فتحي أضفت على النص بهاء لا يوصف.
و طوبى لتونس التي صنعت التاريخ العربي و أيقظت الناس من سباتهم.
مودتي

فتحي العابد
18-11-2012, 07:43 PM
شكرا لك أخ محمد الشرادي

ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 12:58 AM
قلت له: أنت رأيت تونس التي أرادوا أن يروكها، أما أنا فأتحدث عن تونس التي تسكن قلبي..

هي الأوطان تسكننا مهما قست
لا نتحرر منها أبدا ولا نرغب بتحرر

أهلا بك أيها الكريم في واحتك

تحاياي

فتحي العابد
22-11-2012, 09:37 AM
بارك الله فيك ياأستاذة ربيحة
نعم هي الأوطان كما تريدنا أن نكون

نداء غريب صبري
29-11-2012, 10:15 PM
لك أن تفتخر بتونس الحرة
وللمصري ان يفتخر بمصر الحرة
وسيفتخر السوري قريبا جدا بسوريا الحرة

انتظرونا على عرش الحرية

نص جميل

شكرا لك اخي

بوركت

لانا عبد الستار
09-05-2013, 03:15 AM
قصة عميقة ومؤثرة وفيها نكهة الغربة وألم المغتربين
أعجبتني قصتك
أشكرك

فتحي العابد
14-05-2013, 08:28 PM
شكرا استاذة نداء
الخير في أمتي غلى يوم القيامة

آمال المصري
20-05-2013, 08:36 PM
هو الوطن كما نراه ويسكننا مهما اقترفنا البعاد عنه ولاكتنا الغربة .. وليس كما يرونه أو يريدون لنا أن نراه بأعينهم
فكرة جميلة ونص سلس اللغة أوصل الفكرة بوضوح كما أراد كاتبها أن تصل
بوركت أديبنا واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

فتحي العابد
20-05-2013, 09:58 PM
شكرا أستاذة آمال
بوركتم جميعا