مشاهدة النسخة كاملة : زهرات من بستان المطالعة
دارين توفيق طاطور
18-11-2012, 07:20 AM
لكل من يحمل بيده كتاب يطالع به..
وقرأ زهرة فكرية يحب أن يهديها لنا..
لنتعطر من رائحة عبرتها..
فليقدم لنا فقرة.. عبرة.. فكرة..
مع ذكر الكتاب والكاتب.. والصفحة إن أمكن..
ربما نشجع بعضنا بأن نقرأ..
ونعيد للمطالعة جمالها..
وما أرجوه أن تكون هذه الصفحة بستان
مزروع بأجمل ثمار مطالعتكم..
محبتي وتقديري
دارين
دارين توفيق طاطور
18-11-2012, 07:23 AM
كان يدي كتاب حنا مينة "الثلج يأتي من النافذة"..
وقد مرت علي خذه العبارة في الصفحة 32 ورأيتها من الواقع الذي نحياه..
وأحببت أن أهديها لكم..
"ليس للقلم خطر في مجتمع لا يقرأ إلا قليلًا"
بهجت عبدالغني
18-11-2012, 01:30 PM
سبحان الله
منذ مدة وأنا أفكر أن أفتح موضوعاً مماثلاً بعنوان ( ماذا قرأت ؟ ) ، لكنه الكسل ..
وها أنت تفتحين لنا هذه النافذة الجميلة
فلله درك ..
وكانت فكرتي أن يقدم لنا كل من يرغب آخر ما قرأه من كتاب ، ويسجل المعلومات الآتية :
اسم الكتاب :
اسم المؤلف :
دار النشر :
مكان النشر :
سنة النشر :
وابرز العناوين الموجودة في الكتاب ، مع تقديم الفكرة التي يدور عليها ..
تقبلي مروري
وخالص تحياتي ..
بهجت عبدالغني
18-11-2012, 01:36 PM
أنهيت اليوم وبحمد الله وفضله قراءة كتاب :
النقد الأدبي " أصوله ومناهجه " ، سيد قطب ، دار الشروق ـ مصر ، 2010 م .
بعرف الأستاذ سيد قطب رحمه الله العمل الأدبي بأنه :
( التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية ) .
أما ابرز عناوين الكتاب فهي :
ـ القيم الشعورية والقيم التعبيرية في العمل الأدبي .
ـ فنون العمل الأدبي .
ـ قواعد النقد الأدبي بين الفلسفة والعام .
ـ مناهج النقد الأدبي .
وهو كتاب رائع أنصح الجميع بقراءته ..
تحياتي ..
دارين توفيق طاطور
27-11-2012, 07:50 AM
الأخ بهجت أهلًا بك في هذه الصفحة..
وسعيدة لما تقدمت به من أفكار لتطوير الصفحة وأتمنى مشاركة الرفاق معنا ها هنا من أجل إثراء الصفحة بثمرات المطالعة..
وأسعد أكثر بكتابتك بعض المقاطع من الكتاب الذي بين يديك ربما بهذا نشجع القارئ على قراءة الكتاب...
تقديري وسلامي...
...
دارين توفيق طاطور
27-11-2012, 07:55 AM
بين يدي اليوم رواية بعنوان الأسود يليق بك للأديبة أحلام مستغامني ويبدومن بدايته بأنه يحمل الكثير من الجمال والطلاقة والتغيير في أنواع اللغة والأسلوب..
وهو جديد الكاتبة صدر عام 2012 عن نوفل، دمغة الناشر هاشيت أنطوان بيروت لبنان..
وبعد نهايتي لقراءتي هذه الرواية سأعود لأكتب مشاعري تجاهه.. وأتمنى أن يقرأ معي أحدكم هذه الرواية لنفتح نقاشًا عليها من كل أبواب اللغة...
سامية الحربي
29-11-2012, 01:02 PM
نافذة مفيدة لتكن زهرات يانعات فيما نطالع تحية لصاحبة الفكرة ولمن يمر هنا ويفيدنا بما يطالع.
كتاب "حصاد الهشيم " للأديب الأريب إبراهيم عبد القادر المازني هذه بعض من مقدمة الكتاب القيم يقول:
أيها القارئ !
" أيها القارئ! هذه مقالات مختلفة في مواضيع شتى ، كُتبت في أوقات متفاوتة وفي أحوال وظروف لا علم لك بها ولا خبر على الأرجح. وقد جمعت الآن وطبعت وهي تباع المجموعة منها بعشرة قروش لا أكثر! ولست أدعي لنفسي فيها شيئاً من العمق أو الابتكار أو السداد، ولا أنا أزعمها ستحدث انقلابا فكريا في مصر أو فيما هو دونها، لكني أقسم أنك تشتري عصارة عقلي وإن كان فجَّاً، وثمرة اطلاعي وهو واسع، ومجهود أعصابي وهي سقيمة، بأبخس الأثمان! وتعال نتحاسب! إن في الكتاب أكثر من أربعين مقالا تختلف طولا وقصرا وعمقا وضحولة. وأنت تشتري كل أربع منها بقرش! وما أحسبك ستزعم أنك تبذل في تحصيل القرش مثل ما أبذل في كتابة المقالات الأربع من جسمي ونفسي ومن يومي وأمسي ومن عقلي وحسي، أو مثل ما يبذل الناشر في طبعها وإذاعتها من ماله ووقته وصبره. ثم إنك تشتري بهذه القروش العشرة كتابا، هبه لا يعمّر من رأسك خراباً، ولا يصقل لك نفساً أو يفتح عيناً أو ينبه مشاعر، فهو -على القليل- يصلح أن تقطع به أوقات الفراغ وتقتل به ساعات الملل والوحشة. أو هو -على الأقل- زينة على مكتبك، والزينة أقدم في تاريخنا معاشر الآدميين النفعيين من المنفعة وأعرق، والمرء أطلب لها في مسكنه وملبسه وطعامه وشرابه، وأكلف بها مما يظن أو يحب أن يعترف. على أنك قد لا تهضم أكلة مثلا فيضيق صدرك ويسوء خلقك وتشعر بالحاجة إلى التسرية والنفث، وتلقى أمامك هذا الكتاب، فالعن صاحبه وناشره ما شئت! فإني أعرف كيف أحوّل لعناتك إلى ما هو أحق بها! ثم أنت بعد ذلك تستطيع أن تبيعه وتنكب به غيرك! أو تفككه وتلفف في ورقه المنثور ما يُلف، أو توقد به نارا على طعام أو شراب أو غير ذلك! أفقليل كل هذا بعشرة قروش؟....
أبرز العناوين:
1- على تخوم العالمين
2- النجاح
3- شكسبير في اللغة العربية (تاجر البندقية)
4- المدينة الفاضلة ( ودرو مور و توماس ولسن)
5- ديوان العقاد (ترجمة شيطان من نار إلى حجر)
6-الأدب ينهض في عصور المشادة لا عصور اللين والأمن
7 - القوة الدافعة و مقاومة الجماهير (نظرية الحاجة)
8- التصوف في الأدب (عمر الخيام)
9- الجمال في نظر المرأة
10 الأدب والفنون (الآثار في مصر)
11- أبو الطيب المتنبي ( سيرورة شعره - قوة المتنبي- عناصر قوته)
12 - تقليد القدماء
13-الكتب والخلود
14- القدماء والمحدثون
وبقية موضوعات في فنون شتى تستحق القراءة والتأمل الكتاب يقع في 178 صفحة كتب بأسلوب متفرد شيق .
بهجت عبدالغني
29-11-2012, 01:23 PM
الأخ بهجت أهلًا بك في هذه الصفحة..
وسعيدة لما تقدمت به من أفكار لتطوير الصفحة وأتمنى مشاركة الرفاق معنا ها هنا من أجل إثراء الصفحة بثمرات المطالعة..
وأسعد أكثر بكتابتك بعض المقاطع من الكتاب الذي بين يديك ربما بهذا نشجع القارئ على قراءة الكتاب...
تقديري وسلامي...
...
إن شاء الله سأحاول أن أضع بين يدي القاريء مختصراً يسيراً
دعائي وتقديري
خليل حلاوجي
30-11-2012, 05:13 PM
محنة ثقافة مزورة :
الكتاب الذي غير مسار تكويني الثقافي : للمرحوم الصادق النيهوم الذي يتحدث عن اشكالية : الإسلام / الواقع
ويسقط الكاتب مشرطه النقدي على كل مصطلح يراه متناقضا من وجهة نظره لا من واقع الحال .
النيهوم يدعو إلى إخراج الإسلام من الأسر فهو ينطلق في نقد التصور الفقهي للإسلام في طرح تياراته التي تواجه أزمة تحاصرها للخلط مابين التراث الديني وأصل نص الشريعة [ الكتاب والسنة ] الأمر الذي دفع العقل النقدي إلى إعادة النظر في قيمة هذا التراث واعادة ترتيب علاقتنا مع الماضي بناء على أسس جديدة علمية
لاشك أن الأخطاء التي وقعت في التأريخ لايمكن بمكان أسقاطها على أنها أخطاء الدين نفسه.
يهدف الكاتب إلى تجاوز القراءة التراثية للتراث ويلح في الدعوة إلى قراءة علمية وواعية ومنتجة
لن أوافق الكاتب في بعض تحليلاته [ الجهاد ] مثلاً وكم وددت أن أرد على ما قاله عن أن تحريم الربا يتطلب أن تسيطر المجتمع إداريا على حركة رأس المال
والنيهوم يفسر مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيقول أنه فعل إداري بأن يشارك المسلم في صياغة القوانين ، لأن القوانين هي صاحبة الأمر والنهي وهي وحدها مصدر المعروف والمنكر معا ، ثم يتوصل إلى فكرة أن هذا جميعه كان يحصل في الجامع لأن الجامع كان دار الندوة والتثقيف والقضاء والمؤتمر العام للناس لا فرق بين الغني والفقير ولا العبدوالسيد لا بل ويقول أن كل من كان في المدينة من مواطني الدولة بما فيهم غير المسلمين كانوا يجتمعون في الجامع . قد يبدو هذا صحيحاً تنظيرياً ولايصح على أرض الواقع بأن يجتمع في جامع لينضم اليهود والمجوس والمسيحيون مع رجال الاسلام من أجل الإفتاء وتسيير أمور الدولة
الكاتب يقر أن الإسلام لا يبطل بقية الأديان بل يتعايش معها ، ولكن الواقع أنه لم يجز غير الإسلام دينا ولم يكن هناك إلا الخيارات الثلاثة ، الإسلام أو القتال أو الجزية .
محمد ياسين
01-12-2012, 04:14 PM
الأديب مصطفى صادق الرافعي يصف القرآن وصفا يفوق الخيال في كتابه اعجاز القرآن و البلاغة النبوية : '' يقولون مجنون بعض آلهتنا اعتراه, وأساطير الأولين اكتتبها أم يقولون افتراه, بلى إن العقل الكبير في كماله ليتمثل في العقول الصغيرة كأنه جنون, وإن النجم المنير فوق هلاله ليظهر في العيون القصيرة كأنه نقطة فوق نون, وهل رأوا إلا كلاما تضيء ألفاظه كالمصابيح, فعصفوا عليه بأفواههم كما تعصف الريح يريدون أن يطفئوا نور الله وأين سراج النجم من نفخة ترتفع إليه كأنما تذهب تطفيه, ونور القمر من كف يحسب صاحبها أنها في حجمه فيرفعها أنما يخفيه! وهيهات هيهات دون ذلك درج الشمس وهي أم الحياة في الكفن, وإنزالها بالأيدي وهي روح النار في قبر من كهوف الزمن''. و كذا يقول :
لا جرم أن القرآن سر السماء فهو نور الله في أفق الدنيا حتى تزول.ومعنى الخلود في دولة الأرض إلى أن تدول , وكذلك تمادى العرب في طغيانهم يعمهون, وظلت آياته تلقف ما يأفكون, فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون.
محمد مشعل الكَريشي
01-12-2012, 05:58 PM
موفقة شاعرتنا العزيزة دارين توفيق
زهراء المقدسية
05-12-2012, 08:52 PM
موضوع رائع دارين أشكرك
ودمت مزهرة في ربوعنا
و للتثبيت
دارين توفيق طاطور
30-12-2012, 11:13 PM
من رواية الأسود يليق بك - أحلام مستغامني صفحة 33
الحياء نوع من أنواع الأناقة المفقودة. شيء من البهاء الغامض الذي ما عاد يُرى على وجوه الإناث.
دارين توفيق طاطور
30-12-2012, 11:15 PM
موفقة شاعرتنا العزيزة دارين توفيق
شكرًا محمد..
وأسعد بمشاركتك معنا بما تقرأه..
سلامي لك واحترامي..
وبانتظار زهراتك من الكتب التي تطالع بها..
دارين توفيق طاطور
30-12-2012, 11:18 PM
موضوع رائع دارين أشكرك
ودمت مزهرة في ربوعنا
و للتثبيت
شكرًا لزهر الجمال على هذا الدعم الذي لن أنساه..
وأتمنى أن أكون عند حسن الظن في واحة الجمال..
بهجت عبدالغني
04-01-2013, 08:36 PM
وجدت هذا التلخيص المفيد لكتاب
( النقد الأدبي " مناهجه وخصائصه " ) للأستاذ سيد قطب رحمه الله
في مادة النقد الادبي ، ووظيفته التي تتلخص في تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية ، وبيان قيمته الموضوعية ، وقيمه التعبيرية والشعورية ، ثم تعيين مكانه في خط سير الأدب ،وما اضافه الى التراث الادبي ثم العالم الادبي كله .
يبدأ الكتاب بإهداء مخلص الى الامام عبدالقاهر الذي يعتبر اول ناقد عربي اقام النقد الادبي على اسس علمية نظرية ، ثم مقدمة المؤلف التي اوضح فيها كما مرّ بك سابقا وظيفة النقد الأدبي وغايته ، ثم شرح خطة الكتاب الذي ينقسم بطبيعة مباحثه الى قمسين : الاول : وقد حاول فيه المؤلف رحمه الله تعالى ان يضع اصول النقد وقواعده ، والثاني : حاول فيه وصف مناهج النقد في القديم والحديث ، والحق ان الاولى في ترتيب قسمي الكتاب هو العكس ، وقد فطن سيد قطب الى هذا حيث قال ,,, في الواقع اردت ان اكون في الاول ناقدا تطبيقيا الى حد كبير ، ناقدا يضع الاصول ويطبقها ، ويبين القواعد ويختبرها ، حتى اذا وصلت بالقارئ الى القسم الثاني ، وهو قسم وصفي نظري ، كان القسم الاول نموذجا محسوسا للنظريات المجردة ، وتطبيقا عمليا للنماهج المقررة ، وأهم الجزئيات الموضوعية التي طرقها المؤلف في قسمه الاول هي : ماهية العمل الادبي ، وغاية العمل الادبي ، والقيم الشعورية والتعبيرية في العمل الادبي ، ثم فنونه المتنوعة ، واما جزئيات القسم الثاني من الكتاب فهي الحديث عن مناهج النقد الاربعة : الفني فالتاريخي فالنفسي ثم اخيرا المتكامل ، ولم يتطرق المؤلف الى مناهج اخرى اجنبية عن النقد العربي ، وذلك لأن لها ظروفها الطبيعية والتاريخية .
ثم بدأ المؤلف بعد هذه المقدمة في مضمون الكتاب ، وبدأ في عرض مباحثه ، بأسلوب أدبي عال رائق ، يستهويك ، ويستحوذ على اعجابك ، ثم يرضي ذائقتك الأدبية ، ويتنقل بك بين موضوعات كتابه ، فتأتيك مباحثه في حلل سندسية استبرقية ، تتهادى امامك في احسن صورة ، فلا تدري كيف تفاضل بينها ، او ترجح احداها على الاخرى ، وحول موضوع العمل الادبي الذي هو المقدمة الطبيعية للحديث عن النقد ، جاء تعريفه كالآتي هو التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية ، ثم عرف المؤلف التعريف ، فكلمة تعبير تصور طبيعة العمل ونوعه ، وتجربة شعورية تبين مادته وموضوعه ، وصور موحية تحدد شرطه وغايته ، وغاية هذا العمل الادبي ليست في مدنا بالحقائق العقلية ، او القضايا الفلسفية ، فالادب ليس مكلفا ان يتحدث مثلا عن صراع الطبقات ، او النهضات الصناعية ، او يتحول الى خطب وعظية ، او يصور الكفاح السياسي والاجتماعي ، الادب ليس مطلوبا منه هذا ، ولا جزءا من هذا ، ولكن متى تصبح هذه الامور من غاية العمل الادبي ، حينئذ يقول سيد قطب : ذلك إلا أن يصبح احد هذه الموضوعات تجربة شعورية خاصة للأديب ، تنفعل بها نفسه من داخلها ، فيعبر عنها تعبيرا موحيا مؤثرا ، ثم ما يلبث ان يقنع نفسه وقارئه أكثر ، حين يتساءل :,, ولكن إذا كانت غاية العمل الادبي هي مجرد التعبير عن تجربة شعورية تعبيرا موحيا مثيرا للانفعال في نفوس الآخرين ، فهل تراه يستحق من الانسانية ان تشغل به نفسها فترات من هذه الحياة المحدودة الايام؟ ومن ثم يجيب : ان نعم ، فليس بالقليل ان يضيف الفرد الفاني المحدود الآفاق الى حياته صورا من الكون والحياة ، كما تبدو في نفس إنسان ملهم ممتاز هو الاديب ، وكل لحظة يمضيها القارئ المتذوق مع أديب عظيم ، هي رحلة في عالم ، تطول او تقصر ، ولكنها رحلة في كوكب متفرد الخصائص ، متميز السمات ، ويتخطى سيد قطب الناس مصاحبا شعراء ثلاثة في عوالمهم الخاصة بهم ، الاول : طاغور وعالمه راض سلح ، والثاني : الخيام وعالمه يائس حائر ، والثالث : توماس هاردي وعالمه يائس من الخير في الدينا ، ، ساحر بخداع العواطف والمشاعر .
وتحت عنوان القيم الشعورية والقيم التعبيرية في العمل الأدبي ، نجد ان العمل الأدبي وحدة مؤلفة من الشعور والتعبير ، ومن هنا نجد صعوبة مادية في تقسيمه الى عناصر لفظ ومعنى ، او شعور وتعبير ، فالقيم الشعورية والقيم التعبيرية كلتاهما وحدة لا انفصام لها في العمل الادبي وليست بالتالي الصورة التعبيرية إلا ثمرة للانفعال بالتجربة الشعورية وقد اسهب المؤلف في حديثه عن القيم الشعورية ، وساق امثلة شعرية للمتنبي وابن الرومي والمعري وخلص الى ان شعراء العربية في الغالب يصورون لنا فلسفتهم الشعورية في قواعد فكرية ، ويصوغونها كقواعد في أبيات قليلة ، واما وحدة العمل الادبي الثانية وهي القيم التعبيرية ، فالنقد لا يتعلق بالتجربة الشعورية الا حين تأخذ صورتها اللفظية ، وذلك لأن الوصول اليها قبل ظهورها في هذه الصورة محال ، ولأن الحكم عليها لا يتأتى إلا باستعراض الصورة اللفظية التي وردت فيها ، وبيان ما تنقله هذه الصورة الينا من حقائق ومشاعر ، ثم يسوق أمثلة على توضيح ما يريد إفهمامه للقارئ حول موضوع القيم التعبيرية من كتابه التصوير الفني في القرآن ، ثم يطرق مبحث فنون العمل الادبي ، والعمل الادبي فنونه شتى ، فهناك الشعر الذي يعتبر أول هذه الفنون ظهورا ، واقدمها تاريخا ، وهو متميز في الأدب العربي من ناحية طبيعته عن النثر بحكم ظهور الايقاع الموسيقي المقسم ، وبحكم القافية ، ثم الاهم وهو الروح الشعرية التي قد توجد في بعض فنون النثر ، فتكاد تحيله شعرا ، وهذه الروح الشعرية هي الاحساس بما هو ارفع أو أوقى على العموم من الحياة العادية ، ايا كان لون هذا الاحساس روحيا او حسيا ، وهي التي بالتالي تستعدي التعبير الشعري ، وثاني هذه الفنون هو القصة والأقصوصة ، فالشعر تعبير عن لحظات خاصة في الحياة ، والقصة هي التعبير عن الحياة بتفصيلاتها وجزئياتها كما تمر في الزمن ، بفارق واحد بينهما ، وهو ان الحياة لا تبدأ من نقطة معينة ، ولا تنتهي الى نقطة معينة ، اما القصة فتبدأ وتنتهي في حدود زمنية معينة ، وتتناول حادثة او طائفة من الحوادث بين دفتي هذه الحدود ، والقصة ايضا ليست هي مجرد الحوادث والشخصيات ، إنما هي قبل ذلك الاسلوب الفني ، أو طريقة العرض التي ترتب الحوادث في مواضعها ، وتحرك الشخصيات في مجالها ، بحيث يشعر القارئ ان هذه حياة حقيقية تجري ، وحوادث حقيقية تقع وشخصيات حقيقية تعيش ، واما الاقصوصة فيرى المؤلف انها شيء آخر غير القصة ، ويرى ان تسميتها بالقصة القصيرة هكذا Short Story توجد شيئا من اللبس ، والاختلاف بين القصة والاقصوصة لا يقف عند الحجم بل يتعداه الى الطبيعة والمجال ، فالقصة تعالج فترة من الحياة بكل ملابساتها وجزئياتها وتشابكها ، وتصور شخصية واحدة او عدة شخصيات في محيط واسع في الحياة ، ويجوز ان تصف مولد هذه الشخصية ، وكل ما احاط به ، اما الاقصوصة فتدور على محور واحد ، وفي خط سير واحد ، ولا تشمل من حياة اشخاصها الا فترة محدودة ، او حادثة خاصة ، او حالة شعورية معينة ، والقصة لا بد لها من بدء ونهاية للحوادث ، اما الاقصوصة فلا يشترط فيها هذا,, والفن الادبي الثالث هو التمثيلية ، فإذا كان في ميسور القصة تصوير الحياة في فترة من فتراتها بكل جزئياتها وملابساتها غير مقيدة بقيد معها بهذا القيد دون ان تتمتع بالحرية التي تتمتع بها في الجوانب الاخرى ، فهي اولا مقيدة بزمن محدود ، وهو زمن التمثيل ، ثم ثانيا بطريقة تعبير معينة وهي الحوار ، ثم ثالثا بقيود المسرح والممثل والنظارة ، وبين الموهبتين القصصية والتمثيلية اختلاف ، فالموهبة في القصة تصوير وتسلسل واستطراد ، والموهبة في التمثيلية تنسيق وتقطيع وحركة ، وموضوعات التمثيلية هي الموضوعات الواقعية على وجه الاجمال ، فمجالها هو الارض ، وحركتها انسانية,, محسوسة على قدر الإمكان ، ومن خلال حديث المؤلف عن التمثيلية اشار إشارة مهمة الى التمثيلية الرمزية ، والتي لم يكتب لها النجاح لأنها اخلت بشرطين اساسيين في التمثيلية وهما الواقعية والحركة ،و ألمح المؤلف بناء على هذه النقطة الى إخفاق تمثيليات توفيق الحكيم في مصر ، وسبب الاخفاق لا يعود إلى الاخراج والتمثيل ، بل مرجعه الى خروجها عن ميدانها الطبيعي ، وعدم اتساقها مع الأدوات الميسرة للتعبير في التثميلية ، ثم انتقل المؤلف الى الفن الرابع من فنون الادب وهو الترجمة والسيرة ، وفن التراجم الشخصية فن حديث من فنون الأدب ، انفصل عن علم التاريخ ، ودخل عالم الادب ، واشترط سيد قطب في التراجم الأدبية عنصرين أساسيين وهما : التجربة الشعورية ، العبارة الموحية عن هذه التجربة ، واذا ما خلت الترجمة من هذين العنصرين ، او من احدهما ، استحالت سيرة او تاريخا بعيدا عن عالم الادب ، واستعرض المؤلف تحت هذا المبحث نماذج عدة للتراجم ، كطريقة العقاد ، وطريقة هيكل ، ثم شفيق غربال ، مع الاشارة الى طريقة طه حسين ، وميخائيل نعيمة ، وآخر هذه الفنون الادبية هو فن الخاطرة والمقالة والبحث ، فالخاطرة في النثر تقابل القصيدة الغنائية في الشعر ، وتؤدي وظيفتها في عرض التجارب الشعورية التي تناسبها .
أما المقالة فيقول المؤلف : فلها شأن آخر ، إنها تشرح فكرة وتجمع لها الأسانيد ، وتعتاض عن اللفظ المصور باللفظ المجرد ، وتغني فيها المعاني المجردة عن الصور والظلال في معظم الأحوال .
ويضيف ايضا بأن مثل المقالة مثل سائر ما يكتب من بحوث قصيرة تتناول مسألة واحدة ، من مسائل مختلفة ، كالسياسة مثلا او الاجتماعية او الفلسفية وهو يعتبرها من هذا المنظور بحثا قصيرا وفي ختام حديثه عن هذا الفن الاخير من فنون العمل الادبي ، يفرق بين المقالة والبحث الطويل ، ويكمن الفرق بينهما في ان المقالة تعالج غالبا فكرة واحدة ، يخلص اليها القارئ عند فراغه من قراءة المقالة ، اما البحث الطويل فكل فصل فيه يعالج جزءا من الفكرة ، ويصلح مقدمة للفصل الذي يليه .
وبعد هذه الدراسة الوافية لقسم الكتاب الاول والتي كانت تمثل الناحية العملية ، حيث افاض فيها سيد قطب عليه رحمة الله ، واكثر من الاستشهاد بالأمثلة ، وقد كانت الأمثلة من قمم الأعمال الادبية ومن امتعها ايضا ، وجاءت دراسته لها ، ونقده ايضا في غاية الدقة والشمول ، انتقل بعد ذلك الى قسم الكتاب الثاني ، الخاص بمناهج النقد الادبي ، الذي ألمح اليه سابقا ، وكان هذا القسم يمثل الناحية النظرية ، وبين ان عليه قبل ان يشرع في تقرير مناهج محددة للنقد الأدبي ، ان يحدد أولا وظيفة هذا النقد وغايته ، وقد لخصها في الآتي :
اولا : تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية ، ثم بيان قيمته الموضوعية ، وثانيا : تعيين مكان العمل الأدبي في خط سير الأدب ، وثالثا : تحديد مدى تأثر العمل الأدبي بالمحيط ومدى تأثيره فيه ، ورابعا : تصوير سمات صاحب العمل الأدبي من خلال أعماله ، وبيان الخصائص الشعورية والتعبيرية والنفسية .
ثم نبه المؤلف قبل تعيينه لمناهج النقد الادبي الى امرين : الاول : ان الفصل الحاسم بين هذه المناهج وطرائقها غير مستطاع ، والثاني : ان هذه المناهج مجتمعة هي التي تكفل لنا صحة الحكم على الاعمال الادبية ، فايثار احدها على الآخر لا يكون إلا في الموضع الذي يكون فيه احدها أجدى من الآخر ، وهذه المناهج بحسب ترتيب المؤلف هي :
المنهج الفني ، المنهج التاريخي ، المنهج النفسي .
ومن مجموع هذه المناهج ينشأ منهج أدبي كامل للنقد الأدبي ، يسميه النقاد المنهج المتكامل .
عقب هذا شرع المؤلف في حديث تفصيلي عن هذه المناهج الأربعة ، وكان حديثه اولا كما جاء في ترتيبه السابق عن المنهج الفني ويقصد به مباشرة الأثر الأدبي بالقواعد والأصول الفنية المباشرة ، ويقوم هذا المنهج على التأثر ، والقواعد الفنية الموضوعية ، وحول تاريخ هذا المنهج وارهاصاته الأولى يقول المؤلف : هذا المنهج الفني هو الذي عرفه النقد العربي ، اول ما عرف ، عرفه ساذجا اوليا مبدأ الأمر ، ثم سار فيه خطوات لم تبلغ به المدى ، ولكنها قطعت شوطا له قيمته على كل حال ، بالقياس الى طفولة الأدب ، والى طفولة النقد التي كانت حينذاك ، واستعرض بداياته التاريخية مع عرض أمثلة من النقد العربي قديما وحديثا ثم ثنى حديثه بالمنهج التاريخي ويحتاج اليه الناقد إذا أراد دراسة مدى تأثر العمل الأدبي او صاحبه بالوسط ، ومدى تأثيره فيه ، او في دراسة الأطوار التي مر بها فن من فنون الأدب ، او لون من ألوانه ، أو في معرفة مجموعة الآراء التي ابديت في عمل أدبي أو في صاحبه ، ويرتبط هذا المنهج بالمنهج الفني ، حيث لابد فيه من قسط من المنهج الفني ، فالتذوق والحكم ودراسة الخصائص الفنية ضرورية في كل مرحلة من مراحله ، واشار المؤلف في خضم حديثه عن هذا المنهج الى مخاطره ، وأخطرها الاستقراء الناقص ، والأحكام الجازمة ، والتعميم العلمي ، وإلغاء قيمة الخصائص ، والبواعث الشخصية ، ثم استعرض الباحث خصائص المنهج التاريخي وحدوده ، وانتقل بعد ذلك الى استعراض اهم خطواته في النقد العربي ، مع استشهاده بالامثلة المختلفة ، وفي ختام حديثه عن المنهج التاريخي ذكر فائدة مهمة حول هذا المنهج وهي انه ما يزال الى اليوم في دور النشوء ، فخطواته الاولى من جمع النصوص وتحريرها ، وجمع الوثائق التاريخية ، والبحوث اللغوية والأدبية والاجتماعية ، كل اولئك يتعب فيه كل مؤلف على حدة ، ولا يتخصص له من يجيدونه ليوفروا على النقاد جهودهم ، بتوفير الخامات الأولى للبحث ، ثم استشهد بمثال واحد سار على المنهج الصحيح وهو مكتبة المعري التي اصدرتها وزارة التربية والتعليم ، حيث مضت في اعداد سائر ما يتعلق بالمعري ، ثم بين انه لو كان لدينا عن كل شاعر وكل كاتب مكتبة من هذا النوع ، وعن كل عصر مثل هذا السجل ، لتوافرت المادة الخامة للمنهج التاريخي على خير ما تكون وبعد هذا ثلث المؤلف حديثه بالمنهج النفسي حيث العنصر النفسي بارز في كل مراحل العمل الادبي ، لأنه عمل صادر من مجموعة القوى النفسية ، والمنهج النفسي يتكفل بالاجابة على الطوائف الآتية من الاسئلة وهي :
كيف تتم عملية الخلق الأدبي,؟ وما هي طبيعة هذه العملية من الوجهة النفسية؟
ما دلالة العمل الأدبي على نفسية صاحبه,؟
كيف يتأثر الآخرون بالعمل الأدبي عند مطالعته,؟ والجميل في هذا المنهج هو الاستفادة من الدراسات النفسية ، لكن بشرط ان نعرف حدود علم النفس في هذا المجال ، وهذه الحدود هي ان يظل هذا المنهج مساعدا للمنهج الفني والمنهج التاريخي ، وان يقف عند حدود الظن والترجيح ، ويتجنب الجزم وألا يقتصر عليه في فهم الشخصية الإنسانية ، وألا نعتمد في تصوير الشخصيات في القصة وما إليها على العقد النفسية والعناصر الشعورية وغير الشعورية وحدها,ثم تتبع المؤلف بعد حديثه هذا نشأة المنهج النفسي ، كماتتبع نشأة المنهجين السابقين .
وبرابع هذه المناهج النقدية وهو المنهج المتكامل خُتم الكتاب ، وذكر المؤلف ان هذه المناهج بصفة عامة في النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم ، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودا وحدودا ، وانتهى سيد قطب إلى كلمة تلخيصية لهذا المنهج وحدوده ، وكانت آخر كلمة في هذا الكتاب النقدي الخالد وهي ,,, وهكذا ننتهي الى القيمة الأساسية لهذا المنهج في النقد ، وهي أنه تناول العمل الأدبي من جميع زواياه ، ويتناول صاحبه كذلك ، بجانب تناوله للبيئة ولتاريخ ، وانه لا يغفل القيم الفنية الخالصة ، ولا يغرقها في غمار البحوث التاريخية او الدراسات النفسية ، وانه يجعلنا نعيش في جو الادب الخاص ، دون ان ننسى مع هذا انه احد مظاهر النشاط النفسي ، وأحد مظاهر المجتمع التاريخي ، الى حد كبير او صغير ، وهذا هو الوصف الصحيح المتكامل للفنون والأدب ، رحم الله سيد قطب فقد أسدى للنقد العربي يداً قصر عن مدها إليه من سواه .
بهجت عبدالغني
18-01-2013, 04:49 AM
البارحة بفضل الله ومنته ، أنهيت قراءة كتاب :
حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ، للدكتور عمادالدين خليل ، من إصدار دار ابن كثير ـ دمشق ، بيروت ، 2005 .
وفيه يتكلم المؤلف عن ثلاثة محاور رئيسة :
الأول : ملاحظات في المنهج ، يوضح فيه مدى أهميةاعتماد المنهج في كتابة التاريخ ، حتى يمضي تاريخنا الاسلامي الى أهدافه بأكبر قدر من التركيز والاقتصاد في الجهد وتحجاوز التكرار ، وتغطية المواضيع الملحة وفق تسلسها الزمني .
الثاني : المحاولات المبكرة لاعتماد المنهج وإعمال عملية النقد في كتابة التاريخ ، ومن هذه المحاولات كتاب ( خالد بن الوليد ) و ( عثمان بن عفان المفترى عليه ) للشيخ صادق ابراهيم عرجون ، ومحب الدين الخطيب في العديد من مقالاته وتحقيقاته ، وخاصة تعليقاته على كتاب ( العواصم من القواصم ) لأبي بكر العربي ) ...
الثالث : الكلام عن الاتجاهات الثلاثة في العمل التاريخي :
1 ـ طرح وتحليل المنظور ، او التفسير الاسلامي للتاريخ .
2 ـ تقديم تفسير تحليلي لحركة التاريخ نفسه في مؤشراته النهائية ودلالاته العامة .
3 ـ عرض وتنسيق الشروط المنهجية التي يتوجب اعتمادها في كتابة هذا التاريخ عبر رحلة الاربعة عشر قرناً .
ويختم المؤلف كتابة بالدعوة الى الاستفادة من العلوم المساعدة ( انسانية وصرفة وتطبيقية ) في كتابة التاريخ ، من أجل كشف أشد إضاءة له ، وفهم أعمق لوقائعه وأحداثه .
بهجت عبدالغني
22-01-2013, 01:51 AM
فتحاملت على نفسها ، ثم رفعت يدها المثقلة ، وأمسكت بيد ابنتها نوارة وقالت وهي تدمع :
أي بنيتي .. أرى أن حدثاً ما سيقع .. أظن أن نبي الزمان قد ولد .. لا تنسي يا بنيتي .. سلمي عليه وكوني في الموعد ..
من رواية ( فراشات مكة .. دعوها تحلق .. ) لزبيدة هرماس
دارين توفيق طاطور
16-07-2014, 03:29 PM
من رواية الفيل الأزرق للكاتب أحمد مراد قرأت وأعجبني:
" العشق مرض نتخيل أننا نشفى منه فقط لأن لا أحد يموت بسببه .."
محمد العياشي
25-09-2014, 03:05 AM
هذه دعوة مبطنة لأن تتوقف الأقلام عن الكتابة ...
ولكنها حقيقة مرّة من مرارة حبر الأقلام , كيف لا وهي تسمع صداها في نفسها
أحييك,,, طرح مثل هذه الأفكار تثري الحوارات البناءة وتدعو المتوقفين عن القراءة ,
معاودة مطالعة الكتاب بشيء من التركيز حتى يقطفوا لنا زهرة من بساتين الكتب
تحياتي ....
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir