تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جنون الذاكرة .



معزوز أسامة
18-11-2012, 09:26 PM
قبل أن أبدأ في سرد جُرحي أريد القول أنني اشتقت لكم أحبتي و اتمنى أن تكون عودة موفقة...

أودّ أن أموت...نعم أودّ أن أموت!!!
أعني ذكرياتي هي التي تموت!، ألا يوجد عزرائيل للذكريات؟، لم أكن أعلم أن لها سكاكين و سيوف هي تجرحني و تطعنني و تمزقني، أقسم أنها تفعل بي هذا في كل يوم بل كل دقيقة بل كل ثانية، أنا أعي ما أقول.
ما الحلّ؟
أريد أن أغرِقَ الكون و من عليه بحمم حروفي وآهاتي، أودّ أن أدخل يدي في قاع ذاكرتي لأتصدّق بكلّ ما تحّويه من دموع وشجون، أريد أن أبقى صفر اليدين بل صفّر الذِكريات.
النسّيان يبتعد عني كلما اقتربت إليه، إنه يأبى أن يصافحني .
الكل من حولي حيرى، أعلم أن الأصابع تُصَوبُ إلي بالجنون ومن قال غير ذلك، انه جنون الذكريات التعيسة، هي وحدها من كانت تملك عصى موسى لا لتتكئ عليها و لا لتهشّ بها على غنمها و إنما لتسحر بها دموعا من محاجري لتجري أنهارا تحت أرجُل الكون.
لكن لماذا أنا ؟؟؟...
ألست كباقي القوم؟ أم منّحوت على كتفي خاتم التعاسة، أم على سمائي غمامة تحُوم فوق رأسي لا لتُضَلِلَني بل لِتَظلِمَني، أيُعقل أن أكون رسولا للحسرة والألم..؟!.
أيعقل ؟.
الممثّلون كُثر، لم أدرس في معهد الفنون و لا المسرح، لا أريد الشهرة- لعّنة - الله على الشهرة.
أبدأ المسرحية...
الكلّ فرحٌ و مغتبط لأني بطل قصته، الكل يصفّق لأني سأعتلي مسرحه سنوات و سنوات.
أسرق النظر من خلف الستار...
الجمهور ينتظر بشغف لأني تأخرت في العرض...
أنا من خلف الستار أقصّ من أطرافي كي أبدو صغيرا...
البداية كانت منذ الطفولة...
أن أبحث عن ملابسي القديمة...
ملابسي الصغيرة...
أنظُر في المرآة ...
النسّيان يقول لي بسخرية:
- يا لك من جميل.
التفت إليه فجأة حتى أتَمَكّن منه، لكي أستنشقه...
أرتشفه...
أبلعه...
لا أريد أن أمثّل، أنا أرتجف... أنا أختنق...
النسّيان فَرَّ هَارِبًا، صِرتُ مُرغما بإخراج الصدقة فأبواب الرحمة تكاد تُغلَقُ في وجهي الحزين...الجمهور قلق ...
أنا أبحث عن أوراقي ...
عن قصتي...
الأحداث كثيرة...الأحداث متداخلة...
أين هي الصفحة الأولى...
الدمعة الأولى...
الشهقة الأولى...
سأبدأ بعد حين
المُخرج تأخر- عفوا- بل توفي، نعم قد توفي في النهاية، أعني في نهاية المسرحية لكنها لم تبدأ بعد، الأسئلة تتهاطل علي، هل هي الحقيقة أم الجنون يستوطنني؟، بل هي الحقيقة، أذكر أني سقيت قبره في ذلك اليوم بآخر عبرة من عبراتي الكظيمة لسنين طِوال
حان دور كلامي ليتكلم، عيناي تشخُص كأنها تود قول أشياء عجزت حروفي أن ترسمها، أكاد أقع ...
الكلمات تتردد...
لا أكاد أسمعها، لا أفرق بين ألفها و يائها، لون وجهي يتغير...
عيناي تختنق...
أنا أحتضر... لابد أن أبدأ، لا بد أن أتصدق بذكرياتي التعيسة، يدفعني النسيان إلى الأمام بقوّة، الأضواء تكسو الكون بنور أحمر كالدمّ، كلّ ماحولي ينمّ عن الحزن و الأسى... التّصفيق حارٍّ كحرارة الشمس لكن من دون جمهور ...أين أنا ؟ أفِعالم الأحياء أم في برّزخ الأموات؟، أنا أسمع أصواتا من بعيد تصرخ باسمي و تقول:
- ابدأ القصة...ابدأ التمّثيل .
الجمهور أكثر مما كنت أتصور، لكني و يا أسفي سأسّرد القصة من دون أن تنعم عيناي بمرآهم، سأبدأ القصة من سنوات صِباي العسيرة، والتي اتخذتني فيها الأشجان حبيبًا لها و خليلا.

ربيع بن المدني السملالي
19-11-2012, 12:06 AM
كنت كتبت شيئا عن الذكريات لعل من الخير حشره في هذه الصفحة الدامية :
ذكرياتٌ قاتمة تستبدّ بي في لحظات فراغي الكئيب ، السّاكن في أنحاء أعماقي ، التي عشّش فيها عنكبوتُ الضّجر والملل ..ذكريات ضائعة في صحاري الماضي البعيد الموشّى بالآمال السّرابية ، والأحلام المستحيلة ، والمزخرف بكثير من التّساؤلات والتّناقضات التي تنشبُ أظافرَها في صدري في غير رفق ولا هَوادة ...ذكريات كطحالب الوديان الرّاكدة تنامُ في زواياي بهدوء بغيض ....إنّها تضطربُ في مخيلتي كضحكة ساخرة من مجنون فقد السّيطرة على عقله فجأةً ..ذكريات لا تستحق العيشَ إلاّ بالقدر الذي تستحقُ به الموت ...!!

ربيع السملالي

سعدت بالقراءة لك أخي المبدع أسامة ..

همسات : أن لها سكاكين و سيوف = وسيوفاً / عصى = عصا / الكل من حولي حيرى = حيران أو حيارى /عيناي تشخُص = لو قلتَ : عيناي شاخصتان ، لكان أفصح / أفِعالم = أفي عالم
لا بد أن أتصدق بذكرياتي التعيسة = ولمَ التصدق بالذكريات التعيسة والله عز يقول : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) :wow:

دمت بخير وعافية

سهى رشدان
19-11-2012, 11:01 AM
نصّك جميل
وحزين جداً
أحييك أخي الكريم

سامية الحربي
19-11-2012, 11:21 AM
مهما كان وجع الذكريات في النهاية هي دروس أما أن نتعلم منها و أما أن تمر علينا كصفعات سرعان ما يختفي أُثرها . قدر البعض أن يكون في الحياة بطل و بعضهام كومبارس . نص حزين يظهر روح مبعثرة كن بخير. تحياتي وتقديري.

كاملة بدارنه
19-11-2012, 11:43 AM
حين تجنّ الذّاكرة يوجع ما يطفو على السّطح الوعي لكثرة الألوان وربّما لقتامتها
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
19-11-2012, 05:11 PM
هناك من يقول أن الألم دليل الحياة ولكن هذا لايجعلنا نتصدق بآلامنا وأوجاعنا
نبض شجي أبدعت نسجه أديبنا الفاضل
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

معزوز أسامة
20-11-2012, 11:38 AM
ذكرياتٌ قاتمة تستبدّ بي في لحظات فراغي الكئيب ، السّاكن في أنحاء أعماقي ، التي عشّش فيها عنكبوتُ الضّجر والملل ..ذكريات ضائعة في صحاري الماضي البعيد الموشّى بالآمال السّرابية ، والأحلام المستحيلة ، والمزخرف بكثير من التّساؤلات والتّناقضات التي تنشبُ أظافرَها في صدري في غير رفق ولا هَوادة ...ذكريات كطحالب الوديان الرّاكدة تنامُ في زواياي بهدوء بغيض ....إنّها تضطربُ في مخيلتي كضحكة ساخرة من مجنون فقد السّيطرة على عقله فجأةً ..ذكريات لا تستحق العيشَ إلاّ بالقدر الذي تستحقُ به الموت ...!!

كم استمتعت لنصك أيها الجميل ربيع و سعيد هو حزني بمصاحبة حزن ذكرياتك.

دمت لي.

أسامة.

معزوز أسامة
21-11-2012, 09:43 PM
نصّك جميل
وحزين جداً
أحييك أخي الكريم


جميل مرورك سهى ...

دمت .

أسامة

معزوز أسامة
21-11-2012, 09:55 PM
مهما كان وجع الذكريات في النهاية هي دروس أما أن نتعلم منها و أما أن تمر علينا كصفعات سرعان ما يختفي أُثرها . قدر البعض أن يكون في الحياة بطل و بعضهام كومبارس . نص حزين يظهر روح مبعثرة كن بخير. تحياتي وتقديري.

الجميلة غصن لمرورك وقع بهي اتمنى أن يدوم ...

كوني بخير ...

أسامة .

فاطمه عبد القادر
22-11-2012, 01:31 AM
ألست كباقي القوم؟ أم منّحوت على كتفي خاتم التعاسة، أم على سمائي غمامة تحُوم فوق رأسي لا لتُضَلِلَني بل لِتَظلِمَني، أيُعقل أن أكون رسولا للحسرة والألم..؟!.


السلام عليكم
النص جميل جدا جدا جدا, من حيث النسج ,والتعبير ,والبوح الساخن
اللوحات هنا كانت رائعة جدا
ذكرياتنا أخي هو نصيبنا في حياتنا ,ولا مناص منها ,ولا أمل في إزالتها إلا بالنسيان .
و قدرة الناس ليست متساوية في موضوع النسيان ,بل هي حسب التركيبة الشخصية لكل منا .
هناك من لا يبات ليلته حاملا أي شيء في صدره ,مع أنه قد لاقى الويلات في يومه .
وهناك من يحمل ذكرياته للأبد ,ويحس أنها قد حصلت البارحة فقط ,أو حتى قبل قليل .
ولكن الذكريات مهما كانت تعيسة ,هي ماضينا الذي عشناه ,وهذا يعني أنها جزء مهم من حياتنا الذي لن نعيشه مرتين .
شكرا لك أخي معزوز
نصك رائع
ماسة

د. سمير العمري
26-11-2012, 07:31 PM
أهلا بك بداية ومرحبا بعودتك!

ونصك هنا جاء معبرا عن حالة نفسية ، والذكريات هي جزء من حياة المرء بل من شخصيته وعدم الرضا عنها يعني عدم الرضا عن الذات أو هو عجز عن الاستفادة مما كان.

ومن حيث الأسلوب الأدبي فقد افتقدته إذ إن الكتابة الأدبية لها أسس ومقومات وتختلف عن الكتابة التدوينية "يوميات" وعليك أن تجتهد في معرفة هذا الفرق والرقي بأسلوبك. وأما اللغة فهي رأس مال الأديب ووجدتك هنا بحاجة للتمكن من أدواتك سواء من حيث اللغة أو من حيث الأداء.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

معزوز أسامة
26-11-2012, 10:36 PM
أهلا بك بداية ومرحبا بعودتك!

ونصك هنا جاء معبرا عن حالة نفسية ، والذكريات هي جزء من حياة المرء بل من شخصيته وعدم الرضا عنها يعني عدم الرضا عن الذات أو هو عجز عن الاستفادة مما كان.

ومن حيث الأسلوب الأدبي فقد افتقدته إذ إن الكتابة الأدبية لها أسس ومقومات وتختلف عن الكتابة التدوينية "يوميات" وعليك أن تجتهد في معرفة هذا الفرق والرقي بأسلوبك. وأما اللغة فهي رأس مال الأديب ووجدتك هنا بحاجة للتمكن من أدواتك سواء من حيث اللغة أو من حيث الأداء.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

الدكتور و الأديب سمير العمري، تأكد أنه بمجرد تواجدك وابراز ردكم الجميل لهو شرف ان بدا في لغتي ما هو دونه ففي حضوركم ما بها يرتقي،،،
وإنك وإن كنت الكريم المبين لخلل حرفي، فقد كنت أيضاً داعم فكرة أن جميل الكتابة ما يولد اختلاف الرؤى فأن يشترك كبيران في الرد على كتابتي في مكانين مختلفين أحدهما يعزز والآخر يضع النقاط على الحروف لهو إثبات أنني في سلم التعلم بالصعود،،
وإن كنت مُوجهي و مُعلمي فأنا على يقين أنني لدرجات السؤدد في بروز،،

لحضوركم الجنة والشكر، ولتوجيهكم التحية، وللغتكم ألف انحناءة

عاطر الود

تلميذك أسامة معزوز

ربيحة الرفاعي
22-07-2015, 10:01 PM
تطلق الذاكرة أعيرة نيرانها باتجاه وعينا فيستعر الوجع ويضج القلب بالأنين، أو ترسل فراشاتها تداعب الأرواح وتزكي الحنين، وعلينا في الحالين أن نتوازن على صراط الواقع فلا نقع

مساحة من السوداوية غمرت الحرف ومعانيه
وحاجة للعناية بلغته وأسلوبه

تحاياي

ربيحة الرفاعي
22-07-2015, 10:01 PM
تطلق الذاكرة أعيرة نيرانها باتجاه وعينا فيستعر الوجع ويضج القلب بالأنين، أو ترسل فراشاتها تداعب الأرواح وتزكي الحنين، وعلينا في الحالين أن نتوازن على صراط الواقع فلا نقع

مساحة من السوداوية غمرت الحرف ومعانيه
وحاجة للعناية بلغته وأسلوبه

تحاياي

ناديه محمد الجابي
21-11-2015, 05:01 PM
قد تؤلمنا الذكريات ـ تحدث غصة في دواخلنا
تنزف ألما لا يوصف فتنسكب الدموع
ونبحث عن النسيان لنتخلص منها
ولكنها تصيح بنا .. أنا جزء منك لا تستطيع الإنفصال عني
نزف جميل بمشاعر حزينة مؤثرة ، ونبرة تعكس الحالة الوجدانية
دمت بخير. :001:

خلود محمد جمعة
22-11-2015, 05:58 AM
الا يكفي وجعا ما حدث لم نصر على تكراره وكأننا نستمتع في اجترار الوجع
الاحداث المؤلمة التي تسجنا في غرفة الذكريات نحن نقرر عدم الخروج منها
بوح مؤلم لعدم إدراك الحاضر وحبس المستقبل قبل أن يأتي في سجن الماضي
عاز النص بعض عناية
بوركت وكل التقدير