مشاهدة النسخة كاملة : المرآة والخنجر
الجامعي بوشتى
18-11-2012, 10:41 PM
[حين عاد سيد القبيلة من المعركة التي ذل فيها بني عمومته ،واثخن فيهم دبحا وسبيا ، قال لشاعره الذي غاب عن المعركة:
ان المآتر لا تخلد ما لم تنظم فى القصيد وتسير بذكرها الركبان ويلهج بذكرها الرواة فترد مساقط المياه.فاصنع قصيدة تمجد هذا اليوم وتخلدني وتخلدك ولك مني الرضا وجزيل العطاء
انزوى الشاعر في خلوته يتصيد شريد الكلم ودقة المجازات وجمالية الاستعارات ورشاقة الصورو ايحاءاتها
وعندما انصرم الحول مثل الشاعر امام سيده وتلا القصيدة باطمئنان فتهلل وجه الشيخ وقال لشاعره :
-ابداعك جميل والله كاني ارى القتال واسمع صليل السيوف ولجب الخيل في قريضك .
و منحه الف دينار و مئة من اجود الابل وامر الوراقين بنسخها بماء الذهب لتعلق على استار الكعبة.
فرح الشاعر بسخاء سيد ه وعادت النجوم تضيئ الكون وازداد الشيخ عطشا لدماء من قتل بالامس فجرد المقاتلين الاشداء تدفعه العصبية ، فبيتهم واهلك النسل وغنم النساء والاطفال .انتفخ سحر ه بالنصر المظفر وعاد الشاعر يلغ في دماء البلاغة مدحا وتقريضا ،فاهداه الشيخ حلة من سندس ومرآ ة ذهبية من المغنوم . كانت الحلة مطرزة بخيوط براقة ويحف بالمرآة اطار ذهبي
لبس الشاعر حلته . عصب راسه وتطيب . فاحس بالسكينة والدعة ،وقبل ان ينصرف الى مجلس سيده نظر في المرآة ، هاله ما رآى : اشلاء ودماء واعين جاحظةملتهبة قدحته بقبس من لهب فتلظت روحه . واقبل على سيده في خيمته الفاخرة ،كان شارد ا وحين استنشده لم يقل الا بيتا واحدا.
اطرق السيد ولم يتبس بكلمة واهدى الشاعر خنجرا مرصع المقبض بالجواهر،
ولما غادر الشاعر مجلس سيده غرس الخنجر في صدره.
افتقد الشيخ شاعره و اقبل على رجال قبيلته يشحد هممهم لمعاودة السفك والنهب ادرك الرجال انهم يقتلون انفسهم ويهتكون اعراضهم ويعصبون برؤوسهم عارا لا يمحوه الدهر . اركبوه حمارا ونفوه الى الرمضاء
طاف يستجدي القبائل سندا وعونا ]ولما اعيته الحيله يمم وجهه شطر الروم وقبل ان يلحق بقيصره وجد مطعونا بخنجره في شعب ظليل
محمد النعمة بيروك
19-11-2012, 02:05 AM
كأنّها نفس القصة التي تتكرّر اليوم، مع اختلاف الأسماء والأزمنة..
قصة معبّرة لولا سردها التقليدي..
أنت تملك الخيال واللغة، وتحتاج فقط إلى مزيد من القراءة في "القصة القصيرة" كما هو متعارف عليها اليوم..
في النص مجموعة من الهفوات اللوحية، كما غابت علامات الترقيم بين الكثير من جمله..
تحياتي.
هيفاء آل فارس
19-11-2012, 06:45 AM
قصّة ذات مغزى عميق
بوركتَ وأكثر لروعةِ الطرح والسّرد
أختكم الهيفاء
الجامعي بوشتى
19-11-2012, 12:15 PM
قصّة ذات مغزى عميق
بوركتَ وأكثر لروعةِ الطرح والسّرد
أختكم الهيفاء
شكرا اختي هيفاء على مرورك الجميل وقراءتك الدافئة
تحياتي
ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 12:16 AM
الفكرة أكثر من جميلة ، وزاوية اقتناصها ذكية استندت لخيال خصب احتاج لبعض دربة في السرد ليأتلق
معا سنضي ...
تقرأنا ونقرأك وتنصح لنا وننصح لك
ومعا بعون الله سنصل شواطيء الإبداع
أهلا بك ايها الكريم في واحتك
تحاياي
د. سمير العمري
25-11-2012, 03:59 PM
أرى فيك مشروع قاص جيد ولكن ربما أنت بحاجة إلى عناية قليلة بأسلوب القص وأكثر باللغة رسما وتوظيفا. أما طرحك للفكرة بربط القديم بالجديد في إطار متسق فهذا مما يمدح.
دمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
الجامعي بوشتى
27-11-2012, 09:54 AM
شكرا اخي سمير على قراءتك الرصينة للنص وملاحظاتك القيمة
تحياتي
نداء غريب صبري
04-12-2012, 10:28 PM
قصة جميلة
ومغزاها عميق
شكرا لك أخي
بوركت
سعاد محمود الامين
05-12-2012, 04:47 AM
سبرت أغوار الماضى واستدعيت شخوص نصك الى زماننا زمن الحزام الناسف ..ودجل الفضائيات.. حيث لايحتاج السيد للشعراء قصة رائعة الفكرة بوركت ودام قلمك.
محمد الشرادي
05-12-2012, 06:34 PM
[QUOTE=الجامعي بوشتى;763739][حين عاد سيد القبيلة من المعركة التي ذل فيها بني عمومته ،واثخن فيهم دبحا وسبيا ، قال لشاعره الذي غاب عن المعركة:
ان المآتر لا تخلد ما لم تنظم فى القصيد وتسير بذكرها الركبان ويلهج بذكرها الرواة فترد مساقط المياه.فاصنع قصيدة تمجد هذا اليوم وتخلدني وتخلدك ولك مني الرضا وجزيل العطاء
انزوى الشاعر في خلوته يتصيد شريد الكلم ودقة المجازات وجمالية الاستعارات ورشاقة الصورو ايحاءاتها
وعندما انصرم الحول مثل الشاعر امام سيده وتلا القصيدة باطمئنان فتهلل وجه الشيخ وقال لشاعره :
-ابداعك جميل والله كاني ارى القتال واسمع صليل السيوف ولجب الخيل في قريضك .
و منحه الف دينار و مئة من اجود الابل وامر الوراقين بنسخها بماء الذهب لتعلق على استار الكعبة.
فرح الشاعر بسخاء سيد ه وعادت النجوم تضيئ الكون وازداد الشيخ عطشا لدماء من قتل بالامس فجرد المقاتلين الاشداء تدفعه العصبية ، فبيتهم واهلك النسل وغنم النساء والاطفال .انتفخ سحر ه بالنصر المظفر وعاد الشاعر يلغ في دماء البلاغة مدحا وتقريضا ،فاهداه الشيخ حلة من سندس ومرآ ة ذهبية من المغنوم . كانت الحلة مطرزة بخيوط براقة ويحف بالمرآة اطار ذهبي
لبس الشاعر حلته . عصب راسه وتطيب . فاحس بالسكينة والدعة ،وقبل ان ينصرف الى مجلس سيده نظر في المرآة ، هاله ما رآى : اشلاء ودماء واعين جاحظةملتهبة قدحته بقبس من لهب فتلظت روحه . واقبل على سيده في خيمته الفاخرة ،كان شارد ا وحين استنشده لم يقل الا بيتا واحدا.
اطرق السيد ولم يتبس بكلمة واهدى الشاعر خنجرا مرصع المقبض بالجواهر،
ولما غادر الشاعر مجلس سيده غرس الخنجر في صدره.
افتقد الشيخ شاعره و اقبل على رجال قبيلته يشحد هممهم لمعاودة السفك والنهب ادرك الرجال انهم يقتلون انفسهم ويهتكون اعراضهم ويعصبون برؤوسهم عارا لا يمحوه الدهر . اركبوه حمارا ونفوه الى الرمضاء
طاف يستجدي القبائل سندا وعونا ]ولما اعيته الحيله يمم وجهه شطر الروم وقبل
أخ الجامعي.
رغم أن المعجم هنا يوحي بأن القصة جرت في قديم الزمان، إلا أن النص جاء معبرا عن الحاضر.حيث لا صوت يعلو على صوت المعارك. و من لاجند له طلبه عند العجم.
فاستيقظت النعرات القبلية و الطائفية و الدينية من سباتها. و اجتهد الشعراء بالتغني بالقتل و باس العشيرة.
لكن يا أخي الدم لعنة لا ينسى أبدا من أراقه يظل يتربص به حتى ينال منه.
مودتي
لانا عبد الستار
10-12-2012, 05:14 PM
قصة جميلة سبرت الأغوار وفضحت الحاضر
الجامعي البوشتي
أشكرك
الجامعي بوشتى
10-12-2012, 10:06 PM
[QUOTE=الجامعي بوشتى;763739][حين عاد سيد القبيلة من المعركة التي ذل فيها بني عمومته ،واثخن فيهم دبحا وسبيا ، قال لشاعره الذي غاب عن المعركة:
ان المآتر لا تخلد ما لم تنظم فى القصيد وتسير بذكرها الركبان ويلهج بذكرها الرواة فترد مساقط المياه.فاصنع قصيدة تمجد هذا اليوم وتخلدني وتخلدك ولك مني الرضا وجزيل العطاء
انزوى الشاعر في خلوته يتصيد شريد الكلم ودقة المجازات وجمالية الاستعارات ورشاقة الصورو ايحاءاتها
وعندما انصرم الحول مثل الشاعر امام سيده وتلا القصيدة باطمئنان فتهلل وجه الشيخ وقال لشاعره :
-ابداعك جميل والله كاني ارى القتال واسمع صليل السيوف ولجب الخيل في قريضك .
و منحه الف دينار و مئة من اجود الابل وامر الوراقين بنسخها بماء الذهب لتعلق على استار الكعبة.
فرح الشاعر بسخاء سيد ه وعادت النجوم تضيئ الكون وازداد الشيخ عطشا لدماء من قتل بالامس فجرد المقاتلين الاشداء تدفعه العصبية ، فبيتهم واهلك النسل وغنم النساء والاطفال .انتفخ سحر ه بالنصر المظفر وعاد الشاعر يلغ في دماء البلاغة مدحا وتقريضا ،فاهداه الشيخ حلة من سندس ومرآ ة ذهبية من المغنوم . كانت الحلة مطرزة بخيوط براقة ويحف بالمرآة اطار ذهبي
لبس الشاعر حلته . عصب راسه وتطيب . فاحس بالسكينة والدعة ،وقبل ان ينصرف الى مجلس سيده نظر في المرآة ، هاله ما رآى : اشلاء ودماء واعين جاحظةملتهبة قدحته بقبس من لهب فتلظت روحه . واقبل على سيده في خيمته الفاخرة ،كان شارد ا وحين استنشده لم يقل الا بيتا واحدا.
اطرق السيد ولم يتبس بكلمة واهدى الشاعر خنجرا مرصع المقبض بالجواهر،
ولما غادر الشاعر مجلس سيده غرس الخنجر في صدره.
افتقد الشيخ شاعره و اقبل على رجال قبيلته يشحد هممهم لمعاودة السفك والنهب ادرك الرجال انهم يقتلون انفسهم ويهتكون اعراضهم ويعصبون برؤوسهم عارا لا يمحوه الدهر . اركبوه حمارا ونفوه الى الرمضاء
طاف يستجدي القبائل سندا وعونا ]ولما اعيته الحيله يمم وجهه شطر الروم وقبل
أخ الجامعي.
رغم أن المعجم هنا يوحي بأن القصة جرت في قديم الزمان، إلا أن النص جاء معبرا عن الحاضر.حيث لا صوت يعلو على صوت المعارك. و من لاجند له طلبه عند العجم.
فاستيقظت النعرات القبلية و الطائفية و الدينية من سباتها. و اجتهد الشعراء بالتغني بالقتل و باس العشيرة.
لكن يا أخي الدم لعنة لا ينسى أبدا من أراقه يظل يتربص به حتى ينال منه.
مودتي
بوركت صديقي الفارس محمد
قراءتك قيمة مضافة الى المحكي
التراث يشتغل احيانا على الاسقاط
اسقاط الماضي على الحاضر
هو واقع نعيشه في عالمنا العربي
قتل واستقواء بالقياصرة
مودتي
الجامعي بوشتى
10-12-2012, 10:08 PM
قصة جميلة سبرت الأغوار وفضحت الحاضر
الجامعي البوشتي
أشكرك
شكرا الاخت لانا على كرم قراءتك للنص
اعتز برايك في دلالة المحكي
مودتي
آمال المصري
19-05-2013, 06:24 AM
توظيف رائع للماضي واسقاطه على مايحدث الآن في عالمنا العربي تحت غطرسة الحكام وفساد الحكم وقهر المحكومين
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir