مشاهدة النسخة كاملة : الغاية لا تبرر الوسيلة
جلال دشيشة
19-11-2012, 08:29 PM
كم مِنْ غايةٍ نبيلةٍ حُفّ طريقُ الوصولِ إليها بالمكاره والأشواك التي يصعبُ تحمُّلها ، فالسائر على الطريق هو بين أمرين: إمّا أن يصبر على طول الطريق ومتاعبه ونصبه فينال بذلك أجر المجاهدة وأجر قَصْدِ الغاية النبيلة ، وإمّا أن يسلك طريقا آخر قصير المسافة خاليا من البلاء الثقيل لكنّ هذا الطريق مزروع بأعراض المسلمين ودمائهم وأموالهم ؛ فالسيرُ هنا يحتّمُ على صاحبه إتلاف كل شيء داسته قدماه ، رغم علمه التام أنه لا يحق له أن يرتع في حِمى غيره ، لكنّ رغبته متأججة لا تخمد إلا بعد انتهاك محارم الله ، يُجنّدُ في هذه المسيرة كل شيء يُغطّي هذا التعفن الأخلاقي فيستحضر الآية " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه " ويستمسك بالأعراف الفاسدة التي تُبيح الكذب ...هكذا شأنه لا فرق بين الحلال والحرام ولا بين الطاعة والمعصية ، كلّ هذا من أجل لذة فانية ، وجرعة يسيرة ، ولقمة ربما لا تسمن ولا تغني من جوع .
إنّ الذي يسلك هذا الطريق وهو يعلم عواقبه أشكّ في إيمانه وإنْ صلى في الصفوف الأولى ، لأنّ صلاةً غير مثمرة كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار .
عبد الرحيم بيوم
21-11-2012, 11:02 AM
لما تكلم علماؤنا بأن الوسائل لها أحكام المقاصد جعلوا ذلك فيما يباح من الوسائل
وقولة الغاية تبرر الوسيلة منهج يهودي ذكر القرآن اتخاذهم له في سبيل صد الناس عن الاسلام
{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)} [آل عمران: 72]
قال ابن كثير: "هذه مكيدة أرادوها ليلْبسُوا على الضعفاء من الناس أمْر دينهم، وهو أنهم اشْتَوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار ويُصَلّوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس: إنما رَدّهم إلى دينهم اطّلاعهُم على نقيصة وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا: { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }".
تحياتي لك اخي جلال
واهلا بك
حفظك المولى
ربيحة الرفاعي
30-11-2012, 11:37 PM
لم تكن الغاية مبررا للوسيلة يوما عند ذي خلق قويم ولا أقرها الاسلام وأهله يوما، وهي وإن كانت أساس الفعل والقرار لدى من باع نفسه للشيطان من دول وأفراد فستبقى بينة العيب موردة درك الذنب
موضوع قيم ولفتة طيبة لا حرمت أجرها
وأهلا بك في واحتك
تحاياي
خليل حلاوجي
07-02-2013, 01:07 AM
الغاية تتوافق مع الوسيلة .. والضابط لها : المنفعة لكل إنسان ..
في الغرب : الضابط هو : المنفعة الشخصية
نحن نقول : البقاء للأصلح
وهم يقولون : البقاء للأقوى .
السعيد شويل
23-03-2013, 02:58 AM
الغاية تبرر الوسيلة إذا كانت تهدف إلى إقامة تعاليم وأحكام الدين
وفيما عدا ذلك لا تبرير لها
*******************************
بهجت عبدالغني
23-03-2013, 12:41 PM
موضوع الوسائل مهم وخطير .. والكلام فيها يحتاج إلى عالم قد غاص أسرار الشريعة ومقاصدها ..
المذهب الميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) قائم على دعم الدولة والمحافظة على قوتها ، وزيادة سلطانها ، بأية وسيلة كانت ، ولو كانت غير أخلاقية ، فالغاية عنده تبرر الوسيلة ، فكانت دعوته إلى الحاكم أن يأخذ بالحيلة والمكر حيناً ، وبالشدة والبطش حيناً آخر ، حسبما تقتضيه الظروف ، وكان مكيافللي يرى أن على الحاكم الذكي المتبصر أن لا يحافظ على وعوده عندما يرى أن هذه المحافظة تؤدي إلى الإضرار بمصالحه ، وأن الأسباب التي حملته على إعطاء هذا الوعد لم تعد قائمة ، وكان كثيراً ما يمتدح الحكام الذين لا يتقيدون بالقواعد الأخلاقية في سبيل تحقيق ما يريدون (1) .
أما في الشريعة الإسلامية فأمر الوسائل مختلف عما عليه المذهب الميكافيللي ، فلقاعدة الفقهية الشرعية تقرر أن ( الغاية لا تبرر الوسيلة إلا بدليل ) : أي أن سلامة المقصد لا يعطي الوسيلة المحرمة شرعية وجوازًا ، إلا إذا دل الدليل على ذلك ، فلا يجوز للإنسان أن يحتج بشرعية الوسيلة المحرمة بمجرد سلامة مقصدها (2) .
فالقاعدة التي تقول (الغاية تبرر الوسيلة) غير صحيحة بإطلاق، بل لا بد لصحة العمل بها الالتزام بالشروط والضوابط المقررة (3) .
ـــــــــــــــــ
1 ـ ينظر : المصلحة في الشريعة الإسلامية والفكر الغربي، محمد الصايغ ، الجزائر، 2007م ، ص226 وما بعدها . ولمزيد من المعلومات يمكن مراجعة : قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية ، مصطفى بن كرامة الله مخدوم ، ص291 وما بعدها .
2 ـ ينظر : تلقيح الأفهام العلية بشرح القواعد الفقهية ، وليد بن راشد السعيدان ، ج3 ، ص23 .
3 ـ ثمانية شروط تقريباً للعمل بفتح الذرائع ، تناولتها في بحثي المشترك ( سد الذرائع وفتحها وتطبيقاتها المعاصرة برؤية مقاصدية ) ، وهو قيد المراجعة .
براءة الجودي
24-03-2013, 04:09 PM
شكرا لك على الموضوع الرائع
وبالتأكيد الغاية تبرر الوسيلة هذا تفكير غربي وبعض المسلمين للأسف يتخذه ويرمي بالمبادئ والأخلاق وراء ظهره
بينما الأصح أن الغاية لاتبرر الوسيلة ,فلا يمكن أن أسلك واتخذ وسيلة خاطئة عفنة لتحقيق غايتي وإن كانت هذه الغاية نبيلة
شكرا جزيلا
عبدالله احمد صالح
11-04-2013, 11:00 PM
ان كانت الغاية لغرض الانتصار للدين ولعمل الخير والصلاح في هذه الدنيا فأن الوسيلة اياً كانت فلها مايبررها..
فالخطئ الاكبر يجب رده حتى وان كان بخطئ اصغر..وهذا منصوص عليه...
اما ان كان بامور عكس ماذكرت فلا توجد غاية مبرره للوسيلة
ولك التحية اخي الكريم
ناديه محمد الجابي
18-03-2024, 01:03 PM
إذا كانت الغاية والوسيلة متساويتين في المفسدة؛ فهنا تأتي قاعدة أخرى وهي:
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. أو قاعدة: الضرر لا يزال بمثله أو بأعظم منه،
مثال ذلك حرمة الإقدام على قتل شخص لحفظ النفس؛ لأنه ليست نفسه بأولى من نفس أخيه المسلم،
وهذه المسائل دقيقة، والذين يحددونها هم الراسخون في العلم،
ولذلك قيل: ليس الفقه معرفة الحلال من الحرام فقط، ولكن الفقه هو معرفة خير الخيرين
فيرتكب أعلاهما وشر الشرين فيرتكب أخفهما.
بوركت ـ ولك تحياتي.
:v1::002::010:
أسيل أحمد
03-06-2024, 11:36 AM
من قصد الوسائل المحرمة واستخدام الحيل للوصول إلى الغاية فإن الشارع الحكيم قد أبطل عليه مقصده ،
وقابله بنقيضها ، وسد عليه الطرق التي فتحها بالحيلة الباطلة ، فالمحتال بالباطل معامل بنقيض قصده شرعاً وقدراً
لو كانت الغاية تبرر الوسيلة لاستخدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى مع المشركين ، فيكون عدم استخدامها مع المسلمين من باب أولى
فما أصعبه في زمن عزّ فيه الوفاء حتى مع الذين حملوا راية الدعوة في سبيل الله ، فأصبحت المصالح الدنيوية هي الميزان لجميع تعاملاتنا ،
فلا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir