مشاهدة النسخة كاملة : أفلاك وأدراك
د. سمير العمري
25-11-2012, 05:18 PM
صَافَحتْ نَسَماتُ كَانُونَ البَارِدةُ وَجهَهُ مُسترْخِيًا فِي المقعَدِ الوَثيرِ لسيَّارتِهِ الفَارهَةِ وهي تَتهَادَى بِحِرصٍ على الطَّريقِ القدِيمِ الضَّيِّقِ لقَريَةِ الصَّيادين. كَانَ ثمَّةَ ابتِسَامةُ رِضَا تَسترِيحُ على وَجهِ الشَّيخِ الوَقُورِ وَهوَ يَستَعيدُ مَا وفَّقهُ اللهُ فيهِ منْ إصلاحِ ذَاتِ البَينِ وَحِفظِ عِلاقَةِ القُربَى بَينَ أَخَوين فَقِيرين منْ أهلِ القريَةِ بِما حَباهُ اللهُ من حِكمَةٍ وَثَرَاءٍ. إِنَّهُ دَيدَنٌ اعتَادَهُ منذُ أمَدٍ بَعيدٍ ضِمنَ أنشطَةٍ كَثيرةٍ يقومُ بها لا يرتَجِي بها إِلا وَجهَ اللهِ ورِضَاهُ ما كلَّفهُ هذا منْ جُهدٍ ووقتٍ ومَالٍ.
- تَوقَّفْ!
ارتبكَ السائقُ من صَيحةِ الشَّيخِ المُفاجئَةِ فالتفتَ إليهِ مُضطرِبًا لِيجِدَهُ ينظرُ إلى جانبِ الطَّريقِ الأَيسرِ.
- اذْهَبْ وَائْتِنِي بِهِ!
بخُطواتٍ حائرةِ أسرَعَ السائقُ نحوَ مستَودَعِ القُمَامَةِ.
- مَا هَذا الذِي تَفْعَلُ؟
- لمْ أفعلْ شَيئًا يا سيِّدِي!
- قَدْ رَأيتُكَ بِعَينِي فَأَخبرْنِي بِالحَقِيقَةِ
ارتبكَ ذاكَ قليلا ثمَّ قالَ متلعثِمًا:
- لا أعلمُ عمَّ تَتحدَّثُ سيِّدِي ، لمْ أفعلْ شيئًا سِوى أّنِّي كنتُ أبحثُ عن بقَايَا طعامٍ هُنَاكَ فَأقيمَ بِهَا صُلبِي؛ أَنَا فَقِيرٌ منبُوذٌ وَأهلُ القريَةِ لا يَثقُونَ بِي وَيخشَونَ بَوَائِقِي كَمَا يَقُولونَ فلا أجِدُ بينهمْ مكَانًا لِرزقٍ وَلا مِنهُمْ مَكانًا لِعطْفٍ.
- مَا اسمُكَ؟ وَأينَ تسكُنُ؟
- سَائِد يَا سيِّدِي ، وَلا أَملكُ بَيتًا. أَنَامُ هناكَ تحتَ ذلك الجِدارِ قُربَ مجمعِ القمَامةِ بِرفقَةِ كَلبِي الهَزِيلِ هذَا.
التفتَ الشَّيخُ نحوَ الكَلبِ بِطرفِ عَينهِ وَصمَتَ قَليلا يُجاهِدُ دَمعَةَ إِشفَاقٍ تُرَاوِدُ عَينَيهِ ثمَّ قَالَ:
- اركَبْ معِي ولا تَخْشَ ظُلمًا ولا هضْمًا!
ارتَبكَ وهوَ يُقلِّبُ عينيِهِ بينَ السيَّارةِ الفارِهَةِ وَثِيابِهِ الرثَّةِ القَذِرَةِ فشجَّعهُ الشَّيخُ بنظرةِ وُدٍّ وعطفٍ فجلسَ إلى جانبِهِ كَسِيرًا مُنطوِيًا عَلَى كَلبِهِ.
*********
جلسَ الشيخُ ذاتَ فسحَةٍ بعدَ عصرِ يومٍ ربيعِيٍّ في شرفَةِ قَصرِهِ الشَّامخِ فوقَ التَّلةِ المُطِلَّةِ على عِدَّةِ قُرَى تَناثَرَتْ في الأودِيَةِ المُحيطَةِ يَرقبُ البُستانِيِّ مسرُورًا بما يقومُ بهِ من عمَلٍ حثيثٍ وَحِرصٍ واضحٍ على أنْ تكونَ حديقةُ القصْرِ خَضراءَ نَاضرَةً وأنْ تكونَ شَجَراتُهَا ذاتَ ظِلٍّ وثَمَرٍ. هَا مَرَّتْ أعوامٌ ثلاثةٌ منذُ عيَّنَهُ فَلمْ يَفتَأْ مُكبًّا عَلى عملِهِ بِاجتِهَادٍ وَالتزامٍ شَاكرًا أَنْعُمَهُ وَغيرَ مُصدِّقٍ أنَّهُ باتَ يجِدُ المَأكلَ والمَسْكنَ في قصرٍ منيفٍ وأَنَّهُ يجِدُ الرِّعايةَ وَالعِنايَةَ كُلَّما رَأَى الشَّيخُ مِنهُ خَيرًا وَصِدقًا.
لقَدْ قرَّرَ أنْ يمنَحَهُ المَزِيدَ منَ الصَّلاحِيَاتِ.
جفَّفَ سَائدٌ عَرَقَهُ وقالَ:
- هذَا كثيرٌ يا سيِّدِي. قَدْ أكْرَمتَنِي كَثِيرًا؛ آوَيتَنِي وَاجْتَبيتَنِي وَرَفعتَنِي فوقَ منْ كانُوا يَرَونَنِي دُونَهُمْ ، وَلَقدْ كُنتَ رَفَّعتَنِي منذ مدَّةٍ قصيرةٍ لأكونَ مسؤُولا عنِ الحَديقَةِ وَإِسطَبلِ السَّيارَاتِ وَأَعْتقِدُ أنَّ هَذَ.....
- بلْ أنتَ تَستَحِقُّ هَذَا وَأكثرَ بِمَا أَرى مِنكَ منْ جديَّةٍ والتزَامٍ ووَفَاءٍ للقَصْرِ وأهْلِهِ، وإِنِّي أرى أنْ تَكونَ المسؤولَ الثانِي بعدَ مُديرِ القَصرِ وَأَعلمُ أنَّكَ لنْ تُخيِّبَ ثِقَتِي وَلنْ تَخْذِلَ ظَنِّي.
- أشكُرُكَ يَا سيِّدِي وأمتَنُّ لكَ، وَثِقْ بأنَّني سَأكونُ كمَا تُحِبُّ. فَضْلُكَ عليَّ وعَلَى غَيري لا يُنْسَى وَإنِّي سَأفْتَديكَ بنَفسِي وَسَأقُومُ على خِدْمَةِ هذَا القَصْرِ مَا حَييتُ.
*********
- أنتَ مُجرَّدُ سائقٍ ولا تُدركُ منَ الأمُورِ شَيئًا. وَلا يعنِي أنَّني إذْ عوَّدتُكَ مُسامرتِي أنْ تَنسَى قَدْرِي وَتتَجَاوزَ فِي حَديثِكَ معِي.
- لمْ أتَجاوزْ ولَمْ أتَجَنَّ. إِنَّما تحدثْتُ معَكَ بِلسانِ الصَّدِيقِ وَالزَّمِيلِ ليسَ إِلا. الشَّيخُ أَكرمكَ وقَدَّمَكَ على غيرِكَ؛ فَأَنا أَقدَمُ منكَ فِي هذَا المَكانِ وهَا أنتَ أصْبحْتَ مسؤُولا عنِّي وعنْ غيرِي ، أَما تَرى أَنَّه لا يردُّ لكَ طلبًا وَلا يحرِمُكَ من أمْرٍ؟ بلْ لقد باتَ من عظيمِ ثِقتِهِ بكَ يَعملُ بِرَأيِكَ وَيُراعِي أمْرَكَ وَيَنتدِبُكَ لِتقومَ مَقَامهُ بينَ النَّاسِ.
- قلتُ لكَ لا تَتَجاوزْ قَدْرَكَ! واعلمْ أنَّ الشَّيخَ لا يستطيعُ أنْ يستَغنِيَ عنِّي بلْ ولا يستطيعُ أنْ يُدبِّرَ أمرَهُ بِدُونِي وَلَنْ يَجِدَ يومًا مِثلي، وإنِّي أَوفَيتُهُ سَنَواتٍ خَمسًا وَلمْ أَجِدْ مِنهُ المُقابِلَ المُستحَقَّ. أَما ترى إلى حيثُ يسكنُ والمُدِيرَ في ذَلكَ القَصرِ الفارِهِ، وَأَسكنُ أَنا في هذَا المَبنَى الجَانِبيِّ فِي الحَديقَةِ. هَذَا ليسَ بِعَدلٍ وَلا يَكُونُ الوَفَاءُ هَكَذَا أَبَدًا.
- أتطعنُ في ذِمَّةِ الشَّيخِ وَعدْلِهِ وهوَ منْ يَشْهدُ لهَ النَّاسُ بِالعدْلِ وَبِالحِكمةِ؟؟ أَتتحَدَّثُ عنِ الوَفَاءِ وَأَنتَ مَنْ عَقَّ العَطفَ وَعَضَّ الكَفَّ؟؟ مَنْ يَفِي مْنْ؟؟ ثُمَّ هلِ الوَفَاءُ عندَكَ قِيمَةٌ تَتغيَّرُ بِالرِّضَا والسُّخْطِ؟؟ أَنتَ تعلمُ خُلُقَهُ وَأجدَرُ النَّاسِ بِالوَفَاءِ لهُ، وَاذْكُرْ إذْ كُنتَ منبوذًا مُستَضعَفًا تأكُلُ منَ الفَضَلاتِ فَآواكَ وَنصَرَكَ وَرفَعَكَ بينَ العَالَمينَ.
- إِيَّاكَ أنْ تُذَكِّرنِي بِمَا كَانَ! مَنْ أنتَ لِتتحدَّثَ معِي عن مَعَاني الوَفَاءِ؟؟ إنَّهُ خَطَئِي إذْ تَنَازلتُ فَحدَّثْتُ أمثالَكَ.
- بلْ دَعنِي أُحدِّثكَ عنْ قصَّتي مع الشَّيخِ فَتعلمَ ما تجْهَلُ وَتعِيَ مَا أنْتَ منهُ تَحِيدُ. لقَد انْتَشلَنِي هَذَا الشَّيخُ منَ الضَّياعِ وَإدْمَانِ الخَمرِ يومَ فَقَدتُ وَظيفَتِي وَمَاتتْ أُمِّي وَاستولَى عَمِّي عَلى البَيتِ. وَلَمْ أدركْ حكمَتَهُ حينَ عيَّننِي سائقًا إلا حينَ وجدتُنِي مضطَرًا للتوقُّفِ عن الخَمرِ في سَاعاتِ العملِ وَالقِيادةِ. ثُمَّ إنَّهُ أكْرَمَني بِالمالِ وَبِالحنوِّ حَتَّى لقَد بت أسْتَحيي أنْ أشربَ الخمرَ في أيِّ وقتٍ أو أيِّ مكانٍ فَأُسِيءَ إلى مَكانَةِ الشَّيخِ أو سُمعَةِ القَصرِ فَحَرَّمَتْهَا عَليَّ أَخْلاقِي لا مِلَّتِي.
- إليكَ عَنِّي فَقَدْ مَللتُكَ ، ولا تَعُدْ للحديثِ معي مرةً أخرى فَأُؤذِيَكَ.
*********
لمْ يلتفتْ الشَّيخُ الطَّيبُ كَثيرًا إلى تحذِيرَاتِ مُديرِ القَصْرِ بِأَنَّ سَائِدًا هَذا لا يُؤْتَمَنُ وَأَنَّه يُكثِرُ التَّهامُسَ المُرِيبَ مع بعضِ عُمَّالِ القصرِ والعديدِ من زُوَّارِهِ. كَانتْ ثِقَتهُ بِهِ وَبِمَواقِفِهِ السابقَةِ تُقَلِّلُ فِي عَينهِ مَا تَحملُ سَهَراتُهُ المُريبةُ خارجَ القصرِ مؤخرًا وبعضُ تصرفَاتِهِ غيرُ المعتادَةِ مِنْ ريبةٍ وَقَلقٍ، فَمَا انفَكَّ يُكرِمُهُ وَيرفَعُهُ وَيُقَدِّمُهُ حَتَّى طَغَى سَائدٌ وبَاتَ يرَى نفسَهُ أَحْكَمَ منَ الشَّيخِ وَأَكْرَمَ، وَأحْلَمَ مِنهُ وَأعلَمَ. وَفِي مَسَاءِ ليلةٍ مُعتمَةٍ ذَهبَ مديرُ القصرِ فيها لزيارَةِ أهلِهِ فِي إِجَازَةٍ قَصِيرةٍ أَحكَمَ سائدٌ الخِطَّةَ إذْ سوَّلَتْ لهُ نفْسُهُ قَتلَ الشَّيخِ؛ فَتَسلَّلَ مِنْ خَلفِهِ وَهوَ قَائمٌ يُصلِّي وَقدْ أمْسَكتْ كَفُّ الغَدْرِ بِخِنجَرِ العُقُوقِ لِتغرِزَهُ فِي ظَهْرِ مَنْ كانَ ظَهْرَهُ.
أَنهَى الشَّيخُ صلاتَهُ مُستعجِلا بعدَ أنْ عَلَتْ خلفَهُ جَلَبَةٌ كبيرةٌ وصراخٌ مُدَوٍّ، وَالتَفَتَ لِيَجدَ الكَلْبَ السَّمِينَ وَقَدْ أَحْكَمَ فَكَيّهِ على عنُقِ سَائِدٍ جُثَّةً هَامِدَةً وَالخِنجرُ مُلقَى إِلى جَانِبِهِ فِي بِركَةٍ منْ دِمَاءٍ.
ربيحة الرفاعي
25-11-2012, 05:31 PM
قصة عمرية جديدة بمحمول كما اعتدنا زاخر بالحكمة والفكر والمعاني في قالب لغوي مدهش تتفتح لودقه الأذهان ويتهئ لنبل القيمة الرئيسة المطروقة فيه أو نقيضها الوجدان
معلّم ومدهش كدائما
حجز مقعد ولي عودة لقصة تستحق قراءات متأنية
دمت بألق
تحاياي
آمال المصري
25-11-2012, 06:47 PM
ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
مرور سريع وحجز مقعد ولي عودة أكيدة لقراءة متأنية ورد يليق بعمل أدبي يستحق التثبيت والدراسة
دام ألقك سيدي
تحاياي
كاملة بدارنه
25-11-2012, 08:12 PM
صافحت نسمات كانون الباردة الوجه المسترخي.... بداية توحي بالهدوء النّفسي للشّخصيّة المتّزنة التي تتّضح المعلومات عنها أكثر مع السّرد، وإذ بها ذات مقام محمود ولها أهميّتها في الإصلاح الاجتماعي... وتظلّ وتيرة الأحداث في الجوّ الهادئ إلى أن تظهر شخصيّة جديدة هي شخصيّة سائد، الرّجل الذي يعتاش ممّا ينبشه من القمامة ... ومقام الشّيخ وحكمته وصفاته الحميدة لا تسمح بألّا يلتفت إلى سائد ... وكان سائد المحرّك للأحداث التي تطوّرت بمحاولاته لخيانة الشّيخ إلى أن وصلت الذّروة حين حاول قتله... وهنا لبّ الفكرة ... قذارة الإنسان وجشعه وعدم معرفة حجمه وقيمته، كلّ ذلك قد يؤدّي إلى تصرّفات حمقاء بل دنيئة بارتكاب جريمة القتل لمن أحسن إليه، وأعلى من شأنه ... وتعكس التّصرفات قول:"اتق شرّ من أحسنت إليه" وتنادي القصّة بأخذ الحيطة والحذر، وعدم إعطاء قيمة لمن لا يستحقّها ... فالكلب بدا أحكم من صاحبه، وميّز أنّ صاحبه الحقيقي هو من أطعمه بعد أن كان جائعا هزيلا... وهنا سخريّة النّصّ ... الكلب صاحب سائد، ولكنّه كان صاحب الشّيخ!
اختيار الاسم سائد للشّخصيّة جاء موفقّا جدّا، حيث أظهرت سلوكيّاته أنّه طمع أن يكون السّيّد في الوقت الذي لا يصحّ أن يكون سيّدا على نفسه لانجراره وراء الجشع، وعدم التّمييز بين الوهم والحقيقة ... حين يصل من لا يعرف قدره وينفخه بتحسّن حاله واحتوائه من قبل كرماء ويصل إلى مكان لم يحلم به، ولا يحقّ له إلّا بمساعدة الأذرع التي ترفعه، يظنّ نفسه بالفعل أنّه ذو قيمة وتزداد أطماعه وأفكاره السّوداويّة في السّيطرة
قصّة رائعة في عرضها لشريحة معيّنة من النّاس طمّاعة غادرة لا تقدّر فضل اليد التي تمدّ لها وتساندها وتدعمها وترفعها من الحضيض إلى الأعالي ...
بورك القلم والفكر، ودمت رمزا للكلمة الحرّة أخي الدّكتور سمير
تقديري وتحيّتي
لانا عبد الستار
25-11-2012, 08:57 PM
الخير والعطاء بلاحدود يقابله الجشع ونكران الجميل والغدر
القصة جميلة واللغة نقيّة كأننا في عصر آخر
الأستاذ سمير العمري يا أمير الأدب
هل تقبلني تلميذة في مدرستك؟
نداء غريب صبري
26-11-2012, 06:40 PM
شَّيخِ وَقُورِ وعمل خير ومتسول متزلف وصولي وغدر وخيانة
إنها الدنيا ومتناقضاتها
ولكن الشيخ قدم ذلك الانتهازي ولم يقدم السائق مثلا رغم أنه وفي ومخلص ومجتهد وأقلع عن شرب الخمر حبا في الشيخ
ولماذا كان الأوفياء ضعافا فلم يقاتلوا لمنع ذلك الخائن من إيذاء شيخهم؟
ولماذا قاتل الكلب وحماه وفعل ما كان يجب عليهم أن يفعلوه؟
القصة كبيرة جدا وعميقة جدا
وتحتاج لقراءات أخرى قبل التعليق عليها
وساقرأها كثيرا
شكرا لك يا أميرنا
بوركت
د. مختار محرم
26-11-2012, 09:25 PM
الحكمة العمرية التي عرفناها دوما ..
تلبس ثياب الأدب الأصيل والكلمة الراقية
أينما وضع الأمير حرفه نجده يقول لنا الكثير ويعلمنا الكثير ..
حقيقة تناقلتها الأجيال وتحدث عنها الأدباء والشعراء
وحتى موروث الحكمة الشعوبي من الأمثال لم يغفل هذه الحقيقة فقال كلما اقتربت من البشر أكثر يزيد حبي للكلاب
أهو من طبع الإنسان عدم الوفاء؟؟
هل الغدر غريزة في طبع البشر؟؟
ربما لو تأملنا كل ما قاله الأدب في هذا الخصوص نخلص إلى هذا الاستنتاج لكن أميرنا اليوم يجعلنا نعيش أحداث قصة أكدت إمارته للحكمة أيضا بجانب إمارته للأدب
فقد عرض علينا شخصا يجسد الطيبة والكرم والعطاء كالشيخ .. وشخص يجسد بعد النظر والحكمة وهو أمير القصر .. وشخص يجسد الوفاء والتفاني دون انتظار المقابل وهو السائق .. ومع كل هؤلاء يبقى وجود الغدر والتنكر للمعروف أمرا واقعا نعيشه... وتبقى الكلاب أوفى من كثير من البشر ..
قصة مثالية بناء ولغة وأحاسيس ونهاية رائعة .. ففي الأخير كانت نهاية الغدر بيد الكلب الذي يخصه هو !!!
وهنا روعة أخرى للقصة تؤكد أن الغادر يضع نهايته بنفسه دون أن يتوقع ..
الجميل في رائعتك أميرنا أنك جعلت الخير أكثر وأقوى عددا وعدة وجعلته المنتصر في النهاية مهما ارتفع الشر وزاد ظهوره ..
شكرا لك على كل مافي هذه القصة من دروس ... وأسأل الله أن ينقي مجتمعاتنا من كل خائن غادر
محبتي التي تعرف أستاذي
د. سمير العمري
26-11-2012, 09:45 PM
قصة عمرية جديدة بمحمول كما اعتدنا زاخر بالحكمة والفكر والمعاني في قالب لغوي مدهش تتفتح لودقه الأذهان ويتهئ لنبل القيمة الرئيسة المطروقة فيه أو نقيضها الوجدان
معلّم ومدهش كدائما
حجز مقعد ولي عودة لقصة تستحق قراءات متأنية
دمت بألق
تحاياي
بارك الله بك أيتها المكرمة ، ويشرفني أن تكوني في طليعة من يستقبل هذه القصة ، ويسرني أن يكون لك عودة كريمة كالعادة.
في انتظار عودتك المتألقة بكل الشكر والود.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
براءة الجودي
26-11-2012, 10:52 PM
سبحان الله تلقى جزاءه قبل أن يتمكن من غدر الشيخ , القصة رائعة حقيقة , استغل سائدا ثقة الشيخ به التي تكاد أن تكون ثقة عمياء وهذا يعطينا درس أننا وإن وثقنا في أحد لابد أن نبقي شيئا من الحيطة والحذر إلا ماندر جدا وفي هذا الزمن قد فقدنا الأمانة ويعدون على الأصابع من هم كذلك
أنتَ مُجرَّدُ سائقٍ ولا تُدركُ منَ الأمُورِ شَيئًا. وَلا يعنِي أنَّني إذْ عوَّدتُكَ مُسامرتِي أنْ تَنسَى قَدْرِي وَتتَجَاوزَ فِي حَديثِكَ معِي.
أشعر أنَّ سائد يريد أن يساوي نفسه بالشيخ , أحيانا نقول للأمهات والآباء لاتفرطوا في دلال ابناءكم حتى لاينقلب الحال للعصيان وطول اللسان وتأخذهم العزة بالإثم
هكذا كان سائد رأى أن كبيرا وليس هناك من يشبهه , ونحن نتعلم من الحياة أن الإنسان مهما تميز بأمور واشاد به وليّه فلابد أن يجد من هو أفضل وأكثر تميزا فعليه الاجتهاد وأن يكون عند حسن ظن الجميع
وقبل كل ذلك أن يراقب الله ويخلص له في قوله وعمله , وأخذه لمكانة عالية هذه تجعل الروح أكثر نشاطا وإخلاصا لكن هناك حالات عكسية غريبة بين الناس أمثال سائد يتكبرون ويتطاولون دون احترام هؤلاء هم من كانت نظرتهم سطحية ولايعلمون معاني الأصالة والوفاء والشيم وجميل التواضع .
أتطعنُ في ذِمَّةِ الشَّيخِ وَعدْلِهِ وهوَ منْ يَشْهدُ لهَ النَّاسُ بِالعدْلِ وَبِالحِكمةِ؟؟ أَتتحَدَّثُ عنِ الوَفَاءِ وَأَنتَ مَنْ عَقَّ العَطفَ وَعَضَّ الكَفَّ؟؟ مَنْ يَفِي مْنْ؟؟ ثُمَّ هلِ الوَفَاءُ عندَكَ قِيمَةٌ تَتغيَّرُ بِالرِّضَا والسُّخْطِ؟؟ أَنتَ تعلمُ خُلُقَهُ وَأجدَرُ النَّاسِ بِالوَفَاءِ لهُ، وَاذْكُرْ إذْ كُنتَ منبوذًا مُستَضعَفًا تأكُلُ منَ الفَضَلاتِ فَآواكَ وَنصَرَكَ وَرفَعَكَ بينَ العَالَمينَ
يُقال : جزاء المعروف سبع كفوف , سائدا لم يشكر ربه ويحمده على الحال الذي وصل إليه بفضل الله ثم بفضل الشيخ وبالتالي لو لم يشكر الله فلن يشكر الشيخ , والدهى أنه يغتابه ويوشوش عند ذا وذاك
وهذه قمة الدناءة في الأخلاق .
القصة معبرة جدا , وأخذتُ افكر في نهايتها هل كان الكلب هو نفسه الذي مع سائد ذاك الكلب الهزيل , فإن كان هو فهو اكثر وفاء من سائد ( فسبحان الله )
أبي صاحب القلم الرائع / سمير العمري
أشكرك على القصة المؤثرة لاحرمك الله الجنة
ناصر أبو الحارث
27-11-2012, 11:41 PM
- لا أعلمُ عمَّ تَتحدَّثُ سيِّدِي ، لمْ أفعلْ شيئًا سِوى أّنِّي كنتُ أبحثُ عن بقَايَا طعامٍ هُنَاكَ فَأقيمَ بِهَا صُلبِي؛ أَنَا فَقِيرٌ منبُوذٌ وَأهلُ القريَةِ لا يَثقُونَ بِي وَيخشَونَ بَوَائِقِي كَمَا يَقُولونَ فلا أجِدُ بينهمْ مكَانًا لِرزقٍ وَلا مِنهُمْ مَكانًا لِعطْفٍ.
- سَائِد يَا سيِّدِي ، وَلا أَملكُ بَيتًا. أَنَامُ هناكَ تحتَ ذلك الجِدارِ قُربَ مجمعِ القمَامةِ بِرفقَةِ كَلبِي الهَزِيلِ هذَا.
*********
- هذَا كثيرٌ يا سيِّدِي. قَدْ أكْرَمتَنِي كَثِيرًا؛ آوَيتَنِي وَاجْتَبيتَنِي وَرَفعتَنِي فوقَ منْ كانُوا يَرَونَنِي دُونَهُمْ
- أشكُرُكَ يَا سيِّدِي وأمتَنُّ لكَ، وَثِقْ بأنَّني سَأكونُ كمَا تُحِبُّ. فَضْلُكَ عليَّ وعَلَى غَيري لا يُنْسَى وَإنِّي سَأفْتَديكَ بنَفسِي وَسَأقُومُ على خِدْمَةِ هذَا القَصْرِ مَا حَييتُ.
*********
- أنتَ مُجرَّدُ سائقٍ ولا تُدركُ منَ الأمُورِ شَيئًا. وَلا يعنِي أنَّني إذْ عوَّدتُكَ مُسامرتِي أنْ تَنسَى قَدْرِي وَتتَجَاوزَ فِي حَديثِكَ معِي.
- قلتُ لكَ لا تَتَجاوزْ قَدْرَكَ! واعلمْ أنَّ الشَّيخَ لا يستطيعُ أنْ يستَغنِيَ عنِّي بلْ ولا يستطيعُ أنْ يُدبِّرَ أمرَهُ بِدُونِي وَلَنْ يَجِدَ يومًا مِثلي،
- إِيَّاكَ أنْ تُذَكِّرنِي بِمَا كَانَ! مَنْ أنتَ لِتتحدَّثَ معِي عن مَعَاني الوَفَاءِ؟؟ إنَّهُ خَطَئِي إذْ تَنَازلتُ فَحدَّثْتُ أمثالَكَ.
- إليكَ عَنِّي فَقَدْ مَللتُكَ ، ولا تَعُدْ للحديثِ معي مرةً أخرى فَأُؤذِيَكَ.
*********
أَحكَمَ سائدٌ الخِطَّةَ إذْ سوَّلَتْ لهُ نفْسُهُ قَتلَ الشَّيخِ؛ فَتَسلَّلَ مِنْ خَلفِهِ وَهوَ قَائمٌ يُصلِّي وَقدْ أمْسَكتْ كَفُّ الغَدْرِ بِخِنجَرِ العُقُوقِ لِتغرِزَهُ فِي ظَهْرِ مَنْ كانَ ظَهْرَهُ.
ليس مهما كيف تنتهي القصة بعد هذا
التغير في موقع وطبيعة الخائن والتغيير في لغته كان عجيبا في بناء القصة وتصاعد بمنطقية من وضاعة القدر والتسول والذل لبذل كلمات الشكر ثم قطع العهود بالوفاء والإخلاص ثم الانخداع بالذات والكبر ثم التخطيط للغدر
والغدر موضوع كبير وأشكاله كثيرة، كتب فيه كثيرون وربما كتب فيه الجميع
وهذه قصة من اجمل ما قرأت في الغدر
مودتي وتقدير
آمال المصري
28-11-2012, 02:16 AM
هناك مثل قائل : بعدما غدر بي البشر .. ازداد احترامي للكلاب
وهذا ماحدث في هذا النص العمري الذي يحمل الحكمة والموروث الشعبي واللغة العمرية المائزة التي تعودناها بالإضافة للفكرة التي وضعها في قالب أدبي برمزية لايحتار قارؤها فك شيفرتها والغرض منها
وكأنه يريد القول أن الحيوان كان أوفى بالإحسان من هذا الذي انتشله من حضيض الفقر ورفعه لدرجات القصر وولاه أعلى المناصب
هي الدنيا الدنية سيدي بما فيها من من مخلوقات ندعو الله ألا يصابنا منهم ما أصاب شيخنا الطيب
بوركت ألفا على تلك الرائعة
واسمح لي بتكرار الزيارة فواحدة دائما لاتكفي للارتواء من هذا الألق المبهر
احتراماتي والتحايا
وليد عارف الرشيد
28-11-2012, 02:05 PM
في قالبٍ قصصي محكم ولغةٍ اعتدنا أن تكون من مخزون الأمير رائعة ثرية ندية ماتعة وفكر نبيل هادف مدروس وسردية عالية شائقة وتسلسل منطقي لم يغفل جانبا من جوانب تطور الحدث حتى بدا مبررا (أدبيا وليس أخلاقيا) وجدتني أطيل المقام هنا وأستمتع وأتعلم ..
بوركت أيها الأستاذ الحبيب الأمير وجزاك الله خيرا .. دائمًا لنصوصك عوالم تختلف ترتقي بالذائقة والفكر واللغة والبيان وترهق المار من هنا باحثًا عن رد وقراءة تليق
قد يكون لي مرور آخر لمناقشة في صلب الفكرة الرائعة والحالة المنتشرة وأبعادها ومسبباتها
إلى حينه تقبل فقير مروري وكثير محبتي وتقديري وبالتأكيد إعجابي المتزايد
براءة الجودي
28-11-2012, 10:04 PM
ثُمَّ إنَّهُ أكْرَمَني بِالمالِ وَبِالحنوِّ حَتَّى لقَد بت أسْتَحيي أنْ أشربَ الخمرَ في أيِّ وقتٍ أو أيِّ مكانٍ فَأُسِيءَ إلى مَكانَةِ الشَّيخِ أو سُمعَةِ القَصرِ فَحَرَّمَتْهَا عَليَّ أَخْلاقِي لا مِلَّتِي
لم أكتفي بقراءة واحدة لهذه القصة المعبرة وكان ممَّا استوقفني في قراءاتي الأخرى هذه العبارة فأحببتُ أن أضيف مشاركة بعد إذنكم ..
في نظري أنَّ الملَّة والأخلاق متلازمان لاينفصلان عن بعضهما البعض , والأولى هي الأساسُ والمنبع لتدفق الثانية وتجليها على أفعال الإنسان فيتبعها في منهج حياته السامية , ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى
لسبب أو لآخر غير وجيه كالحفاظ على سمعته أمام الجميع فهذه دلالة على شخصيته المختلَّة وعدم إيمانه واقتناعه داخليا بالمبادئ أو ببعض تعاليم الشرع وقد يندرج شئ من ذلك تحت مسمى النفاق أو الرياء
وماالملة والدين إلا دعوة لمكارم الأخلاق وحسنها , فإن كان الرادع الأخلاقي لاينطلق من اعتقاد صحيح يؤمن به في قلبه وملة ينتهجها في معاملاته وسلوكياته ورادع ديني فيخشى الله ويراقبه في نفسه ؛ فستكون مجرد أخلاق ظاهرية لن تستمر إلا فترة مؤقتة ثم تظهر حقيقته وأفعاله الموصومة بالعيب , وهذا قد يُشكل على نظرة الناس فيه فيرون فيه انفصامًا في الشخصية أو كما نسميه اليوم انتكاسًا لبعض الناس المستقيمين حيث ينحرفون عن الطريق , وهذه الانتكاسة لن تحدث إلا لمن كانت جذور مبادئه وإيمانه بأحكام الشريعة غير راسخة وعميقة فمن يعرفُ لذَّة الإيمان حق المعرفة لم ينتكس ولكن لنقل أنه نقص اساسا في إيمانه وضعفًا , وقد تكون معايبه مستورة ولم يظهر للناس إلا الصفات الحسنة فذلك هو من ينتكس وهذه حقيقةُ الأمرِ .
فالمشكلة هنا هو انعدام الرادع الديني الذي يأمر بالخلال الحميدة , لذا الفصلُ بينهما مستحيلا وكما بينَّا في أعلاه أنَّ شقهما عن بعض يُحدثُ نقصا وإيمانا غير تامًّا في شخصية المرء وعليها فلندعو دوما (( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويامصرف القلوب والابصار اصرف قلبي لطاعتك )) .
[ براءة الجودي ]
لانا عبد الستار
28-11-2012, 11:13 PM
لم أكتفي بقراءة واحدة لهذه القصة المعبرة وكان ممَّا استوقفني في قراءاتي الأخرى هذه العبارة فأحببتُ أن أضيف مشاركة بعد إذنكم ..
في نظري أنَّ الملَّة والأخلاق متلازمان لاينفصلان عن بعضهما البعض , والأولى هي الأساسُ والمنبع لتدفق الثانية وتجليها على أفعال الإنسان فيتبعها في منهج حياته السامية , ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى
لسبب أو لآخر غير وجيه كالحفاظ على سمعته أمام الجميع فهذه دلالة على شخصيته المختلَّة وعدم إيمانه واقتناعه داخليا بالمبادئ أو ببعض تعاليم الشرع وقد يندرج شئ من ذلك تحت مسمى النفاق أو الرياء
وماالملة والدين إلا دعوة لمكارم الأخلاق وحسنها , فإن كان الرادع الأخلاقي لاينطلق من اعتقاد صحيح يؤمن به في قلبه وملة ينتهجها في معاملاته وسلوكياته ورادع ديني فيخشى الله ويراقبه في نفسه ؛ فستكون مجرد أخلاق ظاهرية لن تستمر إلا فترة مؤقتة ثم تظهر حقيقته وأفعاله الموصومة بالعيب , وهذا قد يُشكل على نظرة الناس فيه فيرون فيه انفصامًا في الشخصية أو كما نسميه اليوم انتكاسًا لبعض الناس المستقيمين حيث ينحرفون عن الطريق , وهذه الانتكاسة لن تحدث إلا لمن كانت جذور مبادئه وإيمانه بأحكام الشريعة غير راسخة وعميقة فمن يعرفُ لذَّة الإيمان حق المعرفة لم ينتكس ولكن لنقل أنه نقص اساسا في إيمانه وضعفًا , وقد تكون معايبه مستورة ولم يظهر للناس إلا الصفات الحسنة فذلك هو من ينتكس وهذه حقيقةُ الأمرِ .
فالمشكلة هنا هو انعدام الرادع الديني الذي يأمر بالخلال الحميدة , لذا الفصلُ بينهما مستحيلا وكما بينَّا في أعلاه أنَّ شقهما عن بعض يُحدثُ نقصا وإيمانا غير تامًّا في شخصية المرء وعليها فلندعو دوما (( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويامصرف القلوب والابصار اصرف قلبي لطاعتك )) .
[ براءة الجودي ]
أعتذر للتدخل، ولا أعرف ما إذا كانت قوانين المنتدى تسمح به
ولكني لا بد أن أسجل اعتراضي على هذ القول فالملة والدين ليست كلها الاسلام، والأديان الوضعية كالأديان المحرفة تماما . كلها فيها تلاعب بشر ومطامع رجال دين وأهل سياسة حكم أحدهما الآخر. وهذه الملل لا تدعو كلها للخير ومكارم الأخلاق
ولهذا فإن الملة والأخلاق غير متلازمين ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى ليس مختل الشخصية
براءة الجودي
29-11-2012, 12:11 AM
أعتذر للتدخل، ولا أعرف ما إذا كانت قوانين المنتدى تسمح به
ولكني لا بد أن أسجل اعتراضي على هذ القول فالملة والدين ليست كلها الاسلام، والأديان الوضعية كالأديان المحرفة تماما . كلها فيها تلاعب بشر ومطامع رجال دين وأهل سياسة حكم أحدهما الآخر. وهذه الملل لا تدعو كلها للخير ومكارم الأخلاق
ولهذا فإن الملة والأخلاق غير متلازمين ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى ليس مختل الشخصية
أشكركِ على التوضيح , وقد تكون هناك بعض الفروق الدقيقة بين الملة والدين على ماأظن , وماقصدته في كلامي ملة الحنيفية والدين الإسلامي ملازم للأخلاق وعلى أساس ذلك كان تعليقي
فإن افترضنا أنَّ هذا سائد مسلما ورأى أنه امتنع عن شرب الخمر استحياء من الشيخ الذي أكرمه وحفاظا على سمعته وسمعة القصر فهنا ردعته أخلاقه ولكن إن تُرك المجال لسائد أو رأى أنه لابأس لممارسة ذلك سيقوم بشرب الخمرتساهلا فهنا أخلاقه لم تردعه لأنها من الأساس لم تنبع من إيمان عميق واقتناع وتمسك بينما لو كان لديه الوازع الديني الذي يؤصل هذه الأخلاق فيه سيترك شرب الخمر لامن أجل سمعة الشيخ وقصره بل من أجل غيمانه بأن هذا فعلا محرما أو معيبا أو .. إلخ ( هل فهمتِ مقصدي الآن ) أختي الفاضلة لانا ..
وإن رأينا الأديان الأخرى المسيحية واليهودية هي أساسا تدعو إلى مايدعو إليه الإسلام بغض النظر عن الفروق في بعض الأحكام بينهم والذي يعرفون الحق ويعرفون ماهو محرف في دينهم يؤمنون تماما بملازمة الوازع الديني والأخلاق لأن المنهج الرباني نعرف تماما إلى مايدعو ..!
أما الأديان والملل الوضعية والمحرفة من قِبَل البشر فغالبا تكون على أهواء البشر ولاتصلح لكل زمان ومكان والتبديلات في دساتيرها دائمة وأغلب من ينتهجها ويتبعها من أهل الأهواء والمطامع وفيها الصحيح وفيها الخطأ , وأمثال أهل السياسة ورجال الدين الطامعين لايدخلون في حديثنا هذا أتعلمين لماذا يافاضلة ؟ لأنَّ مايؤمنون به من دين وضعي وشريعة حرفوها واختلقوها لأنفسهم أشبه بشريعة الغاب فاسدة في أساسها فمن أين ستأتي الأخلاق لو كان النبع الذي يستقون منه سقيم غير صالح للشرب ؟!
وحتى لو تظاهروا بالأخلاق مع سجاياهم الفطرية التي جبلوا عليها فلابد أن تظهر حقيقتهم ومقاصدهم الدنيئة يوما ما , بينما نحن نتحدث عن المنهج الرباني منبع صافي ان شعرنا بلذته وتعمق دواخلنا كنا أكثر ثباتا على أخلاقنا وكان هناك رادعان متلازمان لاينفصلان عن بعضهما وإن كان هناك انفصال فنعلم أنه لابد من خلل واقع في الشخص غالبا وعليه ليكن أكثر صدقا مع نفسه ويراجع إيمانه بالقيم والمبادئ وغيرها مما تجعل الإنسان شريف المقاصد واضح المذهب حسن الأخلاق , والمنهج الرباني يشمل الأديان الثلاثة المعروفة وسبحان الله المحرف من قِبل البشر يتضح الفرق الكبير بينه وبين أوامر الله .
أختي لانا ..
اشكركِ على اعتراضك ولك الحرية في الاقتناع من عدمه
تبقى وجهة نظري لي ووجهة نظرك لكِ
بوركتِ ووفقتِ اينما كنتِ وحللتِ
أختك / براءة الجودي
وليد عارف الرشيد
29-11-2012, 12:12 AM
أعتذر للتدخل، ولا أعرف ما إذا كانت قوانين المنتدى تسمح به
ولكني لا بد أن أسجل اعتراضي على هذ القول فالملة والدين ليست كلها الاسلام، والأديان الوضعية كالأديان المحرفة تماما . كلها فيها تلاعب بشر ومطامع رجال دين وأهل سياسة حكم أحدهما الآخر. وهذه الملل لا تدعو كلها للخير ومكارم الأخلاق
ولهذا فإن الملة والأخلاق غير متلازمين ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى ليس مختل الشخصية
واسمحي لي أيضا بالتدخل هنا مبدعتنا الفاضلة لانا، ليس دفاعا عما أوردته المبدعة براءة ولكن إحقاقا للحق وإثراء للنقاش الذي طالما أفاضت به علينا نصوص الأمير بارك الله به ..
لو عدت للنص الأصلي مرة أخرى أو لقراءة الأخت براءة فلن تجدي ذكرا للإسلام على أنه الملة الوحيدة الكافلة للخلق القويم، وإنما ذكرت الملة والمعتقد أيا كان مجردًا من التحديد، ففي المسيحية ضوابط أخلاقية كما في اليهودية كما في البوذية ، والصحيح والملاحظ أن الأكثر انضباطا أخلاقيا كنسبة وليس كإطلاق هم المرتبطون بمبدأ الحلال والحرام مع ايماني بوجود من لا يدينون بملة وقد يكونون ملتزمين أخلاقيا وعندهم كرم وسماحة ورحمة وحكمة، ولا شك أختاه أننا عندما نريد أن نستنبط حكمًا أو حقيقةً فإننا نرتكز على الواقع والتاريخ آخذين بعين الاعتبار نسب كل فئة..
نعم .. لا ريب أن في جميع الأديان والملل من هو حتى بمقام ديني ويسخره لمطامعه ولجشعه ولفساده في كثير من الأحيان ، لكننا لا نبني على هذا الحكم وإنما على النسبة الغالبة والتي تري بلا شك وجود تلازم وارتباط ليس مطلقا ولا ثابتا بين الملة والسلوك .. وهنا لو اعتبرنا أن من ذكرتهم هم أصلا ينتحلون هيئة التدين لعلمت أن التدين الحقيقي الصادق يؤدي بالضرورة إلى سواء الصراط .. وما تاريخ أمتنا إلا أحد الشواهد على ذلك ولنا أن نقارن بين المستوى الأخلاقي الذي كان سائدًا حين كان التدين الصادق ديدن المجتمع و هذا الذي نراه اليوم من تردٍ أخلاقي ( مع اختلاف بعض المفاهيم الأخلاقية بين ملة وأخرى والتي تتفق إجمالا على أساسيات فطرية معروفة) ..
شكرا لأنك كنت هنا بنقاشك الهادف الجميل أخت لانا لتتيحي لنا فرصة للغوص في أبعاد أعمق في النص الرائع وفي القراءات الممرعة
لك وللأخت براءة التحايا ولكل من مر .. وكل الشكر للدكتور الحبيب لنصوصه الثرية وفكره المضيء
فاطمه عبد القادر
29-11-2012, 12:32 AM
أَنهَى الشَّيخُ صلاتَهُ مُستعجِلا بعدَ أنْ عَلَتْ خلفَهُ جَلَبَةٌ كبيرةٌ وصراخٌ مُدَوٍّ، وَالتَفَتَ لِيَجدَ الكَلْبَ السَّمِينَ وَقَدْ أَحْكَمَ فَكَيّهِ على عنُقِ سَائِدٍ جُثَّةً هَامِدَةً وَالخِنجرُ مُلقَى إِلى جَانِبِهِ فِي بِركَةٍ منْ دِمَاءٍ.
السلام عليكم
تدخل الكلب في الوقت المناسب , دليل كبيرعلى أن الغدر والخيانة هي من أحط وأبشع الصفات التي تلازم بعض الناس .
قصة جميلة موفقة,, تحط من قدر الغدر إلى ما دون مستوى الكلاب .
والحقيقة أن الغدر موجع جدا ,حيث يضع الإنسان ثقته في شخص آخر, ثم بعدها تصدمه الخيانة من حيث لا يعلم أو يتوقع .
يقول المثل (اتق شر من أحسنت إليه ).
أبدعت أخي د. سمير
شكرا لك
ماسة
لانا عبد الستار
29-11-2012, 12:41 AM
الأخت براءة الجودي
حتى لا نضيع في الحوار سأقتبس من حديثك
فإن افترضنا أنَّ هذا سائد مسلما ورأى أنه امتنع عن شرب الخمر استحياء من الشيخ الذي أكرمه وحفاظا على سمعته وسمعة القصر فهنا ردعته أخلاقه ولكن إن تُرك المجال لسائد أو رأى أنه لابأس لممارسة ذلك سيقوم بشرب الخمرتساهلا فهنا أخلاقه لم تردعه لأنها من الأساس لم تنبع من إيمان عميق واقتناع وتمسك بينما لو كان لديه الوازع الديني الذي يؤصل هذه الأخلاق فيه سيترك شرب الخمر لامن أجل سمعة الشيخ وقصره بل من أجل غيمانه بأن هذا فعلا محرما أو معيبا أو .. إلخ ( هل فهمتِ مقصدي الآن ) أختي الفاضلة لانا ..
النص يقول على لسان السائق
وَلَمْ أدركْ حكمَتَهُ حينَ عيَّننِي سائقًا إلا حينَ وجدتُنِي مضطَرًا للتوقُّفِ عن الخَمرِ في سَاعاتِ العملِ وَالقِيادةِ. ثُمَّ إنَّهُ أكْرَمَني بِالمالِ وَبِالحنوِّ حَتَّى لقَد بت أسْتَحيي أنْ أشربَ الخمرَ في أيِّ وقتٍ أو أيِّ مكانٍ فَأُسِيءَ إلى مَكانَةِ الشَّيخِ أو سُمعَةِ القَصرِ فَحَرَّمَتْهَا عَليَّ أَخْلاقِي لا مِلَّتِي.
وهذا يعني أن ملته لا تحرم الخمر
أما سائد فكان نذلا منافقا تظاهر بالأخلاق الحميدة ولم تكن فيه لا عن ملّة ولا عن غيرها
ولم يبين لنا النص ملته، مع أنه بين ملّة الشيخ
حوارك مهذب ومفيد أختي
اشكرك
لانا عبد الستار
29-11-2012, 12:51 AM
أهلا مديرنا الأستاذ وليد عارف الرشيد
وأيضا حتى لا نتوه في الحديث أقتبس من حديثك
ففي المسيحية ضوابط أخلاقية كما في اليهودية كما في البوذية ، والصحيح والملاحظ أن الأكثر انضباطا أخلاقيا كنسبة وليس كإطلاق هم المرتبطون بمبدأ الحلال والحرام مع ايماني بوجود من لا يدينون بملة وقد يكونون ملتزمين أخلاقيا وعندهم كرم وسماحة ورحمة وحكمة، ولا شك أختاه أننا عندما نريد أن نستنبط حكمًا أو حقيقةً فإننا نرتكز على الواقع والتاريخ آخذين بعين الاعتبار نسب كل فئة..
( مع اختلاف بعض المفاهيم الأخلاقية بين ملة وأخرى والتي تتفق إجمالا على أساسيات فطرية معروفة) ..
ما قلته أنا هو ان الملة لا توازي الأخلاق، لأن الخير والشر معروفان للجميع والملل تختلف في دعوتها إليهما
فالتلمود يدعو لقتل غير اليهودي ويحرم قتل اليهدي
فنقرأ قول الرابي حنينا: «إذا ضرب الوثني يهوديا استحق الموت»،
كما نقرأ «من سفك دم الكافر الأممي فإنه يقرب إلى الله قربانا»،
وكثيرا ما يتردد قول «الأجنبي الذي يقترب يقتل».
والانجيل لا يحرم شرب الخمر فنقرأ فيه
وكما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعطي لذة وطربا، كذلك تنميق الكلام يطرب مسامع مطالعي السفر. إنتهى... (سفر المكابيين الثاني 15 /39 )
لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة.... ( الرسالة الأولى الى تيموثاوس 5/23 )
ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر 3 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد4....( إنجيل يوحنا 2 / 3-4 )
لأنه هكذا قال لي الرب اله إسرائيل.خذ كاس خمر هذا السخط من يدي واسق جميع الشعوب الذين أرسلك أنا إليهم إياها....( سفر ارميا 25 / 15 )
استيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر...( مزمور 78 / 65 )
فجاء يسوع أيضا إلى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرا.وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم ... ( يوحنا 4 / 46 )
فهوذا بهجة وفرح ذبح بقر ونحر غنم اكل لحم وشرب خمر.لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت... ( سفر اشعياء 22 / 13 )
والبوذية تحرم استخدام السلاح في القتال مهما كان نوعه
ما أردت قوله ان الأخلاق تختلف باختلاف البيئات
والملل لا تدعو جميعا للأخلاق نفسها
لهذا أرى الملل والأخلاق ليسا متلازمان
وأؤيدك وأؤيد الأخت براء فيما قلتما عدا ذلك
حوارك مهذب ومفيد
اشكرك
أماني عواد
29-11-2012, 01:12 AM
الدكتور سمير العمري
قد يصل الغدر في الناس حدا لا يستطيع الرد عليه إلا الكلاب
قصة تتحدث عن الغدر الذي جبلت عليه نفوس أردى الناس خلقا، وتضعها في إطار واحد مع الشخصية الكريمة العظيمة لتظهر قسوة الغدر حين يكون هو رد الجميل
- اركَبْ معِي ولا تَخْشَ ظُلمًا ولا هضْمًا!
هذا كان العطاء
أَحكَمَ سائدٌ الخِطَّةَ إذْ سوَّلَتْ لهُ نفْسُهُ قَتلَ الشَّيخِ؛ فَتَسلَّلَ مِنْ خَلفِهِ وَهوَ قَائمٌ يُصلِّي وَقدْ أمْسَكتْ كَفُّ الغَدْرِ بِخِنجَرِ العُقُوقِ لِتغرِزَهُ فِي ظَهْرِ مَنْ كانَ ظَهْرَهُ.
وهذا كان الجزاء
وبينهما قصة رائعة التفاصيل لغة وسردا قرأتها باستمتاع كبير
الدكتور سمير العمري
سلم مدادك
محمد ذيب سليمان
29-11-2012, 07:40 PM
الحكمة التي بنيت على اساسها القصة يمكن اسقاطها
على كثير من الحالات في مجتمع نعيشه
والبناء الدراميوتصاعد الحدث وما تبقى من جماليات السرد
فاظنها محسنات جاءت لتخدم هدف النص
وما في نهايتها من وفاء الحيوان لصاحبهالذي تفوق على وغفاء الإنسان
الا رسالة اخرى وتنبيه آخر على معنى الوفاء الذي يغادر قلوب ونفوس
بعذ الناس
دم بخير
محمد الشرادي
29-11-2012, 08:42 PM
أخي سمير
و من يجعل المعروف في غير أهله يعد حمده ذما عليه و يندم.
و المفارقة في النص المذوية يتنكر الإنسان للخير بينما يحفظه الحيوان و يرده بالمعروف.
لغة راقية. و سلاسة عذبة في الحكي.
مودتي
د. سمير العمري
03-12-2012, 08:49 PM
ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
مرور سريع وحجز مقعد ولي عودة أكيدة لقراءة متأنية ورد يليق بعمل أدبي يستحق التثبيت والدراسة
دام ألقك سيدي
تحاياي
بارك الله بك وأكرمك أيتها الراقية ، وأشكرك من القلب على التثبيت ثبتك الله في الدارين!
وأنا دوما في انتظار عودتك الكريمة.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
د. سمير العمري
04-12-2012, 09:25 PM
صافحت نسمات كانون الباردة الوجه المسترخي.... بداية توحي بالهدوء النّفسي للشّخصيّة المتّزنة التي تتّضح المعلومات عنها أكثر مع السّرد، وإذ بها ذات مقام محمود ولها أهميّتها في الإصلاح الاجتماعي... وتظلّ وتيرة الأحداث في الجوّ الهادئ إلى أن تظهر شخصيّة جديدة هي شخصيّة سائد، الرّجل الذي يعتاش ممّا ينبشه من القمامة ... ومقام الشّيخ وحكمته وصفاته الحميدة لا تسمح بألّا يلتفت إلى سائد ... وكان سائد المحرّك للأحداث التي تطوّرت بمحاولاته لخيانة الشّيخ إلى أن وصلت الذّروة حين حاول قتله... وهنا لبّ الفكرة ... قذارة الإنسان وجشعه وعدم معرفة حجمه وقيمته، كلّ ذلك قد يؤدّي إلى تصرّفات حمقاء بل دنيئة بارتكاب جريمة القتل لمن أحسن إليه، وأعلى من شأنه ... وتعكس التّصرفات قول:"اتق شرّ من أحسنت إليه" وتنادي القصّة بأخذ الحيطة والحذر، وعدم إعطاء قيمة لمن لا يستحقّها ... فالكلب بدا أحكم من صاحبه، وميّز أنّ صاحبه الحقيقي هو من أطعمه بعد أن كان جائعا هزيلا... وهنا سخريّة النّصّ ... الكلب صاحب سائد، ولكنّه كان صاحب الشّيخ!
اختيار الاسم سائد للشّخصيّة جاء موفقّا جدّا، حيث أظهرت سلوكيّاته أنّه طمع أن يكون السّيّد في الوقت الذي لا يصحّ أن يكون سيّدا على نفسه لانجراره وراء الجشع، وعدم التّمييز بين الوهم والحقيقة ... حين يصل من لا يعرف قدره وينفخه بتحسّن حاله واحتوائه من قبل كرماء ويصل إلى مكان لم يحلم به، ولا يحقّ له إلّا بمساعدة الأذرع التي ترفعه، يظنّ نفسه بالفعل أنّه ذو قيمة وتزداد أطماعه وأفكاره السّوداويّة في السّيطرة
قصّة رائعة في عرضها لشريحة معيّنة من النّاس طمّاعة غادرة لا تقدّر فضل اليد التي تمدّ لها وتساندها وتدعمها وترفعها من الحضيض إلى الأعالي ...
بورك القلم والفكر، ودمت رمزا للكلمة الحرّة أخي الدّكتور سمير
تقديري وتحيّتي
قراءة انطباعية مميزة لخصت القصة كأفضل ما يكون ولم تسه عن مواطن ومواضع لها مدلولاتها فلك الشكر الكبير على هذه القراءة الزاهرة وهذا الرأي الناضر.
دام دفعك!
ودمت بخير وبركة!
تحياتي
ماهر يونس
08-12-2012, 07:29 AM
عق الإنسان ربه..خير ربه إليه نازل وشر الإنسان إليه طالع، فكيف لا يعق الإنسان الإنسان ستكون هذه عجيبة!
حكم أخرى قرأتها هنا,;
من شب على شيء شاب عليه، وهذا الشاب شب على القمامة فأي خير سننتظر منه؟
وفي النهاية نرى السائق الذي حفظ المعروف وحاول أن يحذر الشيخ، العيب لم يكن من الفقر بل من اختلاف التنشئة والبيئة.
قصك دائما يعجبني ويشبعني الأمير سمير
لي سؤالين لو سمحت..هل هي الإدراك أم الأدراك؟ وإن كانت الأدراك فماذا تعني؟
سؤالي الثاني..أحب أن أقرأ القص من العنوان وشعرت بأنك قصدت في اختيارك لهذا العنوان معنى لم أدركه تماما. فهلأ أردت أن تقول أن تحت السماء أشكال متنوعة من التجارب والتي مهما بلغنا من العمر "الشيخ" سنستمر في التعلم؟
محبتي وتعرفها.. تغشاك
سلمى عمر
10-12-2012, 09:46 AM
الأديب الأمير سمير العمري،
قصة ثرية وقوية في معناها وأتمنى أن تؤدي رسالتها التي أردت منها. بالتأكيد سأقرأ لك الكثير.
ماهر،
الأدراك هنا جمع درك كما جاء في الآية الكريمة " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار". أعتقد أن الدكتور سمير هنا أراد بالعنوان الأفلاك والأدراك الفرق بين الثرى والثريا، المؤمن الذي يخاف الله حقا والمنافق الذي يدعي الخوف من الله.
النص قوي والأديب سمير غني عن التعريف وصاحب رسالة لا يحيد عنها.
باقات ياسمين وفل
ماهر يونس
10-12-2012, 11:49 AM
الأديب الأمير سمير العمري،
قصة ثرية وقوية في معناها وأتمنى أن تؤدي رسالتها التي أردت منها. بالتأكيد سأقرأ لك الكثير.
ماهر،
الأدراك هنا جمع درك كما جاء في الآية الكريمة " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار". أعتقد أن الدكتور سمير هنا أراد بالعنوان الأفلاك والأدراك الفرق بين الثرى والثريا، المؤمن الذي يخاف الله حقا والمنافق الذي يدعي الخوف من الله.
النص قوي والأديب سمير غني عن التعريف وصاحب رسالة لا يحيد عنها.
باقات ياسمين وفل
سلمى،
أشكرك على التوضيح.. و ع فكرة أنا أترجم النص لهذا أحببت أن أتأكد.
نعم، الأمير سمير غني عن التعريف!
محبتي وأكثر
د. سمير العمري
22-01-2013, 02:45 AM
الخير والعطاء بلاحدود يقابله الجشع ونكران الجميل والغدر
القصة جميلة واللغة نقيّة كأننا في عصر آخر
الأستاذ سمير العمري يا أمير الأدب
هل تقبلني تلميذة في مدرستك؟
أرجو أن أكون عند حسن ظنك الكبير أيتها الأديبة ، وأقدر لك تواضعك الكبير هنا ولا أراك إلا أديبة ذات لغة مميزة وأسلوب جميل.
بارك الله بك وأشكرك على ما تفضلت به من رأي كريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
13-02-2013, 08:48 AM
شَّيخِ وَقُورِ وعمل خير ومتسول متزلف وصولي وغدر وخيانة
إنها الدنيا ومتناقضاتها
ولكن الشيخ قدم ذلك الانتهازي ولم يقدم السائق مثلا رغم أنه وفي ومخلص ومجتهد وأقلع عن شرب الخمر حبا في الشيخ
ولماذا كان الأوفياء ضعافا فلم يقاتلوا لمنع ذلك الخائن من إيذاء شيخهم؟
ولماذا قاتل الكلب وحماه وفعل ما كان يجب عليهم أن يفعلوه؟
القصة كبيرة جدا وعميقة جدا
وتحتاج لقراءات أخرى قبل التعليق عليها
وساقرأها كثيرا
شكرا لك يا أميرنا
بوركت
صدقت أيتها الأديبة الراقية فالنص يطرح أسئلة عدة تحتاج وقفات عميقة ومهمة لتفكيك رموزها أو إيجاد أجوبة مقنعة لها.
بارك الله بك وأشكرك على ما تفضلت به من رأي كريم ، ومن قراءة سريعة لكنها مهمة وفاعلة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
22-02-2013, 06:45 AM
الحكمة العمرية التي عرفناها دوما ..
تلبس ثياب الأدب الأصيل والكلمة الراقية
أينما وضع الأمير حرفه نجده يقول لنا الكثير ويعلمنا الكثير ..
حقيقة تناقلتها الأجيال وتحدث عنها الأدباء والشعراء
وحتى موروث الحكمة الشعوبي من الأمثال لم يغفل هذه الحقيقة فقال كلما اقتربت من البشر أكثر يزيد حبي للكلاب
أهو من طبع الإنسان عدم الوفاء؟؟
هل الغدر غريزة في طبع البشر؟؟
ربما لو تأملنا كل ما قاله الأدب في هذا الخصوص نخلص إلى هذا الاستنتاج لكن أميرنا اليوم يجعلنا نعيش أحداث قصة أكدت إمارته للحكمة أيضا بجانب إمارته للأدب
فقد عرض علينا شخصا يجسد الطيبة والكرم والعطاء كالشيخ .. وشخص يجسد بعد النظر والحكمة وهو أمير القصر .. وشخص يجسد الوفاء والتفاني دون انتظار المقابل وهو السائق .. ومع كل هؤلاء يبقى وجود الغدر والتنكر للمعروف أمرا واقعا نعيشه... وتبقى الكلاب أوفى من كثير من البشر ..
قصة مثالية بناء ولغة وأحاسيس ونهاية رائعة .. ففي الأخير كانت نهاية الغدر بيد الكلب الذي يخصه هو !!!
وهنا روعة أخرى للقصة تؤكد أن الغادر يضع نهايته بنفسه دون أن يتوقع ..
الجميل في رائعتك أميرنا أنك جعلت الخير أكثر وأقوى عددا وعدة وجعلته المنتصر في النهاية مهما ارتفع الشر وزاد ظهوره ..
شكرا لك على كل مافي هذه القصة من دروس ... وأسأل الله أن ينقي مجتمعاتنا من كل خائن غادر
محبتي التي تعرف أستاذي
أتعرف يا مختار!
بمثل هذه القراءات يرتقي الأدب وتنشط الحرف من عقاله يكتب لأمثالك أيها الكريم النقي الصادق في زمن الأدعياء.
قراءة مختصرة قد أحاطت بكل النص حكما وعلما فلك مني كل الشكر والتقدير ولا حرمني الله مثل هذه الردود الرائعة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
05-05-2013, 08:31 PM
سبحان الله تلقى جزاءه قبل أن يتمكن من غدر الشيخ , القصة رائعة حقيقة , استغل سائدا ثقة الشيخ به التي تكاد أن تكون ثقة عمياء وهذا يعطينا درس أننا وإن وثقنا في أحد لابد أن نبقي شيئا من الحيطة والحذر إلا ماندر جدا وفي هذا الزمن قد فقدنا الأمانة ويعدون على الأصابع من هم كذلك
أشعر أنَّ سائد يريد أن يساوي نفسه بالشيخ , أحيانا نقول للأمهات والآباء لاتفرطوا في دلال ابناءكم حتى لاينقلب الحال للعصيان وطول اللسان وتأخذهم العزة بالإثم
هكذا كان سائد رأى أن كبيرا وليس هناك من يشبهه , ونحن نتعلم من الحياة أن الإنسان مهما تميز بأمور واشاد به وليّه فلابد أن يجد من هو أفضل وأكثر تميزا فعليه الاجتهاد وأن يكون عند حسن ظن الجميع
وقبل كل ذلك أن يراقب الله ويخلص له في قوله وعمله , وأخذه لمكانة عالية هذه تجعل الروح أكثر نشاطا وإخلاصا لكن هناك حالات عكسية غريبة بين الناس أمثال سائد يتكبرون ويتطاولون دون احترام هؤلاء هم من كانت نظرتهم سطحية ولايعلمون معاني الأصالة والوفاء والشيم وجميل التواضع .
يُقال : جزاء المعروف سبع كفوف , سائدا لم يشكر ربه ويحمده على الحال الذي وصل إليه بفضل الله ثم بفضل الشيخ وبالتالي لو لم يشكر الله فلن يشكر الشيخ , والدهى أنه يغتابه ويوشوش عند ذا وذاك
وهذه قمة الدناءة في الأخلاق .
القصة معبرة جدا , وأخذتُ افكر في نهايتها هل كان الكلب هو نفسه الذي مع سائد ذاك الكلب الهزيل , فإن كان هو فهو اكثر وفاء من سائد ( فسبحان الله )
أبي صاحب القلم الرائع / سمير العمري
أشكرك على القصة المؤثرة لاحرمك الله الجنة
قراءة رائعة أيضا للنص ، ورؤية تربوية مهمة تطرحينها من خلال هذا الرد السامق الوامق!
الطمع يدفع للحسد والحسد يدفع للحقد والحقد يدفع للعمى فلا يميز الشخص حينها بين الصواب والخطأ وبين الرشاد والضلالة ، وأكثر من يكون غدرا وعقوقا هو أكثر من تمد له يد عطاء أو تمنحه فوق ما يستحق. هذا هو ما تصيح به تجارب الحياة وطباع الناس وأهواء النفوس ، والله المستعان الحسيب!
أشكرك واشكر لك هذا التفاعل الرائع وهذه القراءة المميزة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
28-05-2013, 07:26 PM
- لا أعلمُ عمَّ تَتحدَّثُ سيِّدِي ، لمْ أفعلْ شيئًا سِوى أّنِّي كنتُ أبحثُ عن بقَايَا طعامٍ هُنَاكَ فَأقيمَ بِهَا صُلبِي؛ أَنَا فَقِيرٌ منبُوذٌ وَأهلُ القريَةِ لا يَثقُونَ بِي وَيخشَونَ بَوَائِقِي كَمَا يَقُولونَ فلا أجِدُ بينهمْ مكَانًا لِرزقٍ وَلا مِنهُمْ مَكانًا لِعطْفٍ.
- سَائِد يَا سيِّدِي ، وَلا أَملكُ بَيتًا. أَنَامُ هناكَ تحتَ ذلك الجِدارِ قُربَ مجمعِ القمَامةِ بِرفقَةِ كَلبِي الهَزِيلِ هذَا.
*********
- هذَا كثيرٌ يا سيِّدِي. قَدْ أكْرَمتَنِي كَثِيرًا؛ آوَيتَنِي وَاجْتَبيتَنِي وَرَفعتَنِي فوقَ منْ كانُوا يَرَونَنِي دُونَهُمْ
- أشكُرُكَ يَا سيِّدِي وأمتَنُّ لكَ، وَثِقْ بأنَّني سَأكونُ كمَا تُحِبُّ. فَضْلُكَ عليَّ وعَلَى غَيري لا يُنْسَى وَإنِّي سَأفْتَديكَ بنَفسِي وَسَأقُومُ على خِدْمَةِ هذَا القَصْرِ مَا حَييتُ.
*********
- أنتَ مُجرَّدُ سائقٍ ولا تُدركُ منَ الأمُورِ شَيئًا. وَلا يعنِي أنَّني إذْ عوَّدتُكَ مُسامرتِي أنْ تَنسَى قَدْرِي وَتتَجَاوزَ فِي حَديثِكَ معِي.
- قلتُ لكَ لا تَتَجاوزْ قَدْرَكَ! واعلمْ أنَّ الشَّيخَ لا يستطيعُ أنْ يستَغنِيَ عنِّي بلْ ولا يستطيعُ أنْ يُدبِّرَ أمرَهُ بِدُونِي وَلَنْ يَجِدَ يومًا مِثلي،
- إِيَّاكَ أنْ تُذَكِّرنِي بِمَا كَانَ! مَنْ أنتَ لِتتحدَّثَ معِي عن مَعَاني الوَفَاءِ؟؟ إنَّهُ خَطَئِي إذْ تَنَازلتُ فَحدَّثْتُ أمثالَكَ.
- إليكَ عَنِّي فَقَدْ مَللتُكَ ، ولا تَعُدْ للحديثِ معي مرةً أخرى فَأُؤذِيَكَ.
*********
أَحكَمَ سائدٌ الخِطَّةَ إذْ سوَّلَتْ لهُ نفْسُهُ قَتلَ الشَّيخِ؛ فَتَسلَّلَ مِنْ خَلفِهِ وَهوَ قَائمٌ يُصلِّي وَقدْ أمْسَكتْ كَفُّ الغَدْرِ بِخِنجَرِ العُقُوقِ لِتغرِزَهُ فِي ظَهْرِ مَنْ كانَ ظَهْرَهُ.
ليس مهما كيف تنتهي القصة بعد هذا
التغير في موقع وطبيعة الخائن والتغيير في لغته كان عجيبا في بناء القصة وتصاعد بمنطقية من وضاعة القدر والتسول والذل لبذل كلمات الشكر ثم قطع العهود بالوفاء والإخلاص ثم الانخداع بالذات والكبر ثم التخطيط للغدر
والغدر موضوع كبير وأشكاله كثيرة، كتب فيه كثيرون وربما كتب فيه الجميع
وهذه قصة من اجمل ما قرأت في الغدر
مودتي وتقدير
بارك الله بك أيها الحبيب ولا حرمني إشراقات ردك المبدع المفيد!
نعم ، ما أكثر من يتسلل بالتوسل والتسول حتى يتمكن فإن فعل كشف عن معدنه وتصرف وفق جبلته شهامة أو نذالة.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
20-08-2013, 12:22 AM
هناك مثل قائل : بعدما غدر بي البشر .. ازداد احترامي للكلاب
وهذا ماحدث في هذا النص العمري الذي يحمل الحكمة والموروث الشعبي واللغة العمرية المائزة التي تعودناها بالإضافة للفكرة التي وضعها في قالب أدبي برمزية لايحتار قارؤها فك شيفرتها والغرض منها
وكأنه يريد القول أن الحيوان كان أوفى بالإحسان من هذا الذي انتشله من حضيض الفقر ورفعه لدرجات القصر وولاه أعلى المناصب
هي الدنيا الدنية سيدي بما فيها من من مخلوقات ندعو الله ألا يصابنا منهم ما أصاب شيخنا الطيب
بوركت ألفا على تلك الرائعة
واسمح لي بتكرار الزيارة فواحدة دائما لاتكفي للارتواء من هذا الألق المبهر
احتراماتي والتحايا
نعم هي الدنيا الدنية والنفوس العصية غير الوفية ، ونعم لعل صحبة الحيوان باتت خير من صحبة الإنسان في زمن الغدر والنكران.
بارك الله بك وأكرمك أيتها الأديبة الفاضلة وأشكرك على ردك الكريم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
محمد عبد المجيد الصاوي
20-08-2013, 01:03 AM
أستاذي د. سمير العمري
هناك عنصر التوتير الذي كان يطل على المتلقي في كل سطر ..
بما حمله من ترقب لمجريات قصة حكت واقعا وخلقا ..
وكان لسيمياء العنوان دلالته التي اتضحت مع الوصول إلى ذروة الصراع
فالشيخ كان من الأفلاك ..
وسائد كان من الأدراك ..
بوركت أبدا ..
مودتي وتقديري
د. سمير العمري
03-10-2013, 01:33 AM
في قالبٍ قصصي محكم ولغةٍ اعتدنا أن تكون من مخزون الأمير رائعة ثرية ندية ماتعة وفكر نبيل هادف مدروس وسردية عالية شائقة وتسلسل منطقي لم يغفل جانبا من جوانب تطور الحدث حتى بدا مبررا (أدبيا وليس أخلاقيا) وجدتني أطيل المقام هنا وأستمتع وأتعلم ..
بوركت أيها الأستاذ الحبيب الأمير وجزاك الله خيرا .. دائمًا لنصوصك عوالم تختلف ترتقي بالذائقة والفكر واللغة والبيان وترهق المار من هنا باحثًا عن رد وقراءة تليق
قد يكون لي مرور آخر لمناقشة في صلب الفكرة الرائعة والحالة المنتشرة وأبعادها ومسبباتها
إلى حينه تقبل فقير مروري وكثير محبتي وتقديري وبالتأكيد إعجابي المتزايد
رد كريم من ذائقة نقية مرهفة ووقوف على مرتكزات النص ولو بالإشارة الكافية ، وإني في انتظار دائم لعودتك الزاهرة لمناقشة ما أشرت إليه فهذا هو المأمول دائما.
أشكرك من القلب!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
عبدالغني خلف الله
03-10-2013, 07:54 AM
أستاذي الدكتور سمير ..السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ..
مشهد يتكرر علي مدي الأيام ..أن تعض الكف التي تمتد نحوك بالخير بل وتسعي لقتله ..وصدق من قال ( أنت كلكلب في حفظك للود )والحكمة التي أجملتها من خلال هذا النص الفاره ( أتق شر من أحسنت إليه ) ..محبتي وتقديري مع تحياتي .
د. سمير العمري
19-01-2014, 08:39 PM
لم أكتفي بقراءة واحدة لهذه القصة المعبرة وكان ممَّا استوقفني في قراءاتي الأخرى هذه العبارة فأحببتُ أن أضيف مشاركة بعد إذنكم ..
في نظري أنَّ الملَّة والأخلاق متلازمان لاينفصلان عن بعضهما البعض , والأولى هي الأساسُ والمنبع لتدفق الثانية وتجليها على أفعال الإنسان فيتبعها في منهج حياته السامية , ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى
لسبب أو لآخر غير وجيه كالحفاظ على سمعته أمام الجميع فهذه دلالة على شخصيته المختلَّة وعدم إيمانه واقتناعه داخليا بالمبادئ أو ببعض تعاليم الشرع وقد يندرج شئ من ذلك تحت مسمى النفاق أو الرياء
وماالملة والدين إلا دعوة لمكارم الأخلاق وحسنها , فإن كان الرادع الأخلاقي لاينطلق من اعتقاد صحيح يؤمن به في قلبه وملة ينتهجها في معاملاته وسلوكياته ورادع ديني فيخشى الله ويراقبه في نفسه ؛ فستكون مجرد أخلاق ظاهرية لن تستمر إلا فترة مؤقتة ثم تظهر حقيقته وأفعاله الموصومة بالعيب , وهذا قد يُشكل على نظرة الناس فيه فيرون فيه انفصامًا في الشخصية أو كما نسميه اليوم انتكاسًا لبعض الناس المستقيمين حيث ينحرفون عن الطريق , وهذه الانتكاسة لن تحدث إلا لمن كانت جذور مبادئه وإيمانه بأحكام الشريعة غير راسخة وعميقة فمن يعرفُ لذَّة الإيمان حق المعرفة لم ينتكس ولكن لنقل أنه نقص اساسا في إيمانه وضعفًا , وقد تكون معايبه مستورة ولم يظهر للناس إلا الصفات الحسنة فذلك هو من ينتكس وهذه حقيقةُ الأمرِ .
فالمشكلة هنا هو انعدام الرادع الديني الذي يأمر بالخلال الحميدة , لذا الفصلُ بينهما مستحيلا وكما بينَّا في أعلاه أنَّ شقهما عن بعض يُحدثُ نقصا وإيمانا غير تامًّا في شخصية المرء وعليها فلندعو دوما (( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويامصرف القلوب والابصار اصرف قلبي لطاعتك )) .
[ براءة الجودي ]
أهلا ومرحبا بك للتفاعل مع النص في كل وقت ، وهنا أتفهم باعث ردك ولكن لا أتفق تماما معها لا من الناحية الاصطلاحية ولا من الناحية الشرعية فالأمر فيه كلام كثير لا يتسع له المقام هنا ربما.
ويظل شكري لك ممتدا أيتها الأديبة السامقة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
عبد السلام هلالي
19-01-2014, 08:54 PM
أما هذه النصوص، يجد المرء نفسه محتارا؛ هل يقرأ، يستمتع، و يمضي دون ان يوفي النص و كاتبه حقهما و لو بكلمة شكر؟
هل ينطلق في التعبير عن إعجابه و باستمتاعه برونق الحرف، عمق الطرح و بديع الصنعة؟
فمن أين لي بكلمات ثناء تضاهي ما قرأته هنا روعة و بهاء؟؟؟
اهتديت إلى أغرف ما استطعت من متعة و إفادة قيمية و أدبية، أترك كلمة شكر بكبر الابداع، أدعو لكم بالصحة و العافية و البركة في العلم و الابداع...
و أمضي دون تشويش.
د. سمير العمري
09-04-2014, 02:11 AM
أعتذر للتدخل، ولا أعرف ما إذا كانت قوانين المنتدى تسمح به
ولكني لا بد أن أسجل اعتراضي على هذ القول فالملة والدين ليست كلها الاسلام، والأديان الوضعية كالأديان المحرفة تماما . كلها فيها تلاعب بشر ومطامع رجال دين وأهل سياسة حكم أحدهما الآخر. وهذه الملل لا تدعو كلها للخير ومكارم الأخلاق
ولهذا فإن الملة والأخلاق غير متلازمين ومن يفصلُ إحداهما عن الأخرى ليس مختل الشخصية
أصبت أيها الكريمة فهما ليسا ذات الشيء وإن كان الدين خلق والخلق دين ولكن هناك حاجة لتمييز بينهما يمنع المرج والاختلاط.
وإني أشكر لك رأيك الكريم وتقريظك الجميل!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
ربيحة الرفاعي
05-05-2014, 12:49 AM
عودة متأخرة
ووردة اعتذار أقدمها بين يديّ النص في العودة لقراءته
دخول في النص شاعري المشهدية يهئ المتلقي لدرجة عالية من الإنسانية والخير، انسابت انطلاقا منه المشاهد الثلاث في القسم الأول من القصة بهدوء وتصاعد معتدل الوتيرة حدثيا، حرص فيه الكاتب على رسم واضح لملامح الشخصية الرئيسه داخليا وبيئيا بما يمكن معه فهم الأحداث التالية والتي أسهم سمو مشاعره وتصرفه الكريم المعطاء بفتح الباب لها.
وجاء المشهد الرابع بعد ثلاث سنوات بسرد جميل يحكي ظاهر الشخصية الثانية "سائد" وعهودة المقطوعة بما يعد بأصيل مخلص شاكر للمعروف، وحوار يؤكد الصورة المتشكلة في ذهن المتلقي عنه وعن سيّده ، والمستنكرة تصاعديا لأهل القرية الذين امتهنوه ووصفوه بمن لا تؤمن بوائقه
هذا الاستنكار الذي رتب له الكاتب بحنكة ليشكل قاعدة تلقٍ لمفاجأة المشهد الخامس الصاعقة، حيث يسقط القتاع الذي أخفى المتسوّل وراءة حقيقته، ويظهر وجهه الحقيقي فاضحا جشعه وبشاعة نفسه وخسة فكرة
أما المشهد الأخير قبل الخاتمة فجاء قصة قصيرة جدا، مدهشة جدا، قالت وحدها الكثير واختصرت فكرة القصة كاملة في سطور
لمْ يلتفتْ الشَّيخُ الطَّيبُ كَثيرًا إلى تحذِيرَاتِ مُديرِ القَصْرِ بِأَنَّ سَائِدًا هَذا لا يُؤْتَمَنُ وَأَنَّه يُكثِرُ التَّهامُسَ المُرِيبَ مع بعضِ عُمَّالِ القصرِ والعديدِ من زُوَّارِهِ. كَانتْ ثِقَتهُ بِهِ وَبِمَواقِفِهِ السابقَةِ تُقَلِّلُ فِي عَينهِ مَا تَحملُ سَهَراتُهُ المُريبةُ خارجَ القصرِ مؤخرًا وبعضُ تصرفَاتِهِ غيرُ المعتادَةِ مِنْ ريبةٍ وَقَلقٍ، فَمَا انفَكَّ يُكرِمُهُ وَيرفَعُهُ وَيُقَدِّمُهُ حَتَّى طَغَى سَائدٌ وبَاتَ يرَى نفسَهُ أَحْكَمَ منَ الشَّيخِ وَأَكْرَمَ، وَأحْلَمَ مِنهُ وَأعلَمَ. وَفِي مَسَاءِ ليلةٍ مُعتمَةٍ ذَهبَ مديرُ القصرِ فيها لزيارَةِ أهلِهِ فِي إِجَازَةٍ قَصِيرةٍ أَحكَمَ سائدٌ الخِطَّةَ إذْ سوَّلَتْ لهُ نفْسُهُ قَتلَ الشَّيخِ؛ فَتَسلَّلَ مِنْ خَلفِهِ وَهوَ قَائمٌ يُصلِّي وَقدْ أمْسَكتْ كَفُّ الغَدْرِ بِخِنجَرِ العُقُوقِ لِتغرِزَهُ فِي ظَهْرِ مَنْ كانَ ظَهْرَهُ.
وبخاتمة قوية حملت الحكمة والقيمة والشيمة معا
كثيرون هم الغادرون وبأدراك ليس أقلها انحدارا من تعاون مع سائد وشاركه شيئا من بوائقه، لكن من أحطها ولا شك ذلك الوغد الذي حمل السكين "ليطعن ظهر من كان ظهره"
لكن ثمة وفاء بأفلاك متفاوتة السمو أقلها المدير الناصح وبحكمة نسب أعلاها للقصة للكلب ...
فكانت أفلاكا وأدراكا
وكانت الحكمة العمرية الجديدة في قالب قصي بديع
دمت معْلما وظاهرة في الأدب ومعَلّما لمظاهر ومعاني الأدب
تحاياي
د. سمير العمري
04-06-2014, 02:50 AM
أشكركِ على التوضيح , وقد تكون هناك بعض الفروق الدقيقة بين الملة والدين على ماأظن , وماقصدته في كلامي ملة الحنيفية والدين الإسلامي ملازم للأخلاق وعلى أساس ذلك كان تعليقي
فإن افترضنا أنَّ هذا سائد مسلما ورأى أنه امتنع عن شرب الخمر استحياء من الشيخ الذي أكرمه وحفاظا على سمعته وسمعة القصر فهنا ردعته أخلاقه ولكن إن تُرك المجال لسائد أو رأى أنه لابأس لممارسة ذلك سيقوم بشرب الخمرتساهلا فهنا أخلاقه لم تردعه لأنها من الأساس لم تنبع من إيمان عميق واقتناع وتمسك بينما لو كان لديه الوازع الديني الذي يؤصل هذه الأخلاق فيه سيترك شرب الخمر لامن أجل سمعة الشيخ وقصره بل من أجل غيمانه بأن هذا فعلا محرما أو معيبا أو .. إلخ ( هل فهمتِ مقصدي الآن ) أختي الفاضلة لانا ..
وإن رأينا الأديان الأخرى المسيحية واليهودية هي أساسا تدعو إلى مايدعو إليه الإسلام بغض النظر عن الفروق في بعض الأحكام بينهم والذي يعرفون الحق ويعرفون ماهو محرف في دينهم يؤمنون تماما بملازمة الوازع الديني والأخلاق لأن المنهج الرباني نعرف تماما إلى مايدعو ..!
أما الأديان والملل الوضعية والمحرفة من قِبَل البشر فغالبا تكون على أهواء البشر ولاتصلح لكل زمان ومكان والتبديلات في دساتيرها دائمة وأغلب من ينتهجها ويتبعها من أهل الأهواء والمطامع وفيها الصحيح وفيها الخطأ , وأمثال أهل السياسة ورجال الدين الطامعين لايدخلون في حديثنا هذا أتعلمين لماذا يافاضلة ؟ لأنَّ مايؤمنون به من دين وضعي وشريعة حرفوها واختلقوها لأنفسهم أشبه بشريعة الغاب فاسدة في أساسها فمن أين ستأتي الأخلاق لو كان النبع الذي يستقون منه سقيم غير صالح للشرب ؟!
وحتى لو تظاهروا بالأخلاق مع سجاياهم الفطرية التي جبلوا عليها فلابد أن تظهر حقيقتهم ومقاصدهم الدنيئة يوما ما , بينما نحن نتحدث عن المنهج الرباني منبع صافي ان شعرنا بلذته وتعمق دواخلنا كنا أكثر ثباتا على أخلاقنا وكان هناك رادعان متلازمان لاينفصلان عن بعضهما وإن كان هناك انفصال فنعلم أنه لابد من خلل واقع في الشخص غالبا وعليه ليكن أكثر صدقا مع نفسه ويراجع إيمانه بالقيم والمبادئ وغيرها مما تجعل الإنسان شريف المقاصد واضح المذهب حسن الأخلاق , والمنهج الرباني يشمل الأديان الثلاثة المعروفة وسبحان الله المحرف من قِبل البشر يتضح الفرق الكبير بينه وبين أوامر الله .
أختي لانا ..
اشكركِ على اعتراضك ولك الحرية في الاقتناع من عدمه
تبقى وجهة نظري لي ووجهة نظرك لكِ
بوركتِ ووفقتِ اينما كنتِ وحللتِ
أختك / براءة الجودي
بارك الله بك أيتها الأديبة السامقة والابنة الفاضلة وأشكر لك حضورك الراقي!
دام دفعك!
ودمت بكل الخير والبركة!
تقديري
مصطفى الصالح
09-06-2014, 10:22 PM
أفلاك وأدراك
علو وانخفاض حتى القاع
انساق النص مع طبيعة النفس البشرية والكائنات الأخرى
سرد متين ولغة سلسة معبرة
النهاية كانت مفاجئة لعنصر ورد سريعا دون تركيز
وهنا احترافية القص
أبدعت
كل التقدير
ربما يتوجب وضع فاصلتين في السطر الأول
تحياتي
عبدالإله الزّاكي
13-06-2014, 01:47 PM
أَنهَى الشَّيخُ صلاتَهُ مُستعجِلا بعدَ أنْ عَلَتْ خلفَهُ جَلَبَةٌ كبيرةٌ وصراخٌ مُدَوٍّ، وَالتَفَتَ لِيَجدَ الكَلْبَ السَّمِينَ وَقَدْ أَحْكَمَ فَكَيّهِ على عنُقِ سَائِدٍ جُثَّةً هَامِدَةً وَالخِنجرُ مُلقَى إِلى جَانِبِهِ فِي بِركَةٍ منْ دِمَاءٍ.
[/FONT][/SIZE][/COLOR]
صدق وفاء الكلب و لم يصدق وفاء صاحبه. و لا غرابة في قول الشاعر علي بن الجهم للخليفة العباسي المتوكل مادحاً إياه :
أنت كالكلب في حفاظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب !
ألا نخجل من أنفسنا من وفاء ذلك الكلب ؟! .. ألم يقل أحمد شوقي :
وأودعت إنساناً وكلباً أمانةً *** فضيعها الإنسان والكلب حافظُ
و قد ذكر الله جلّ جلاله وفاء الكلب لأصحابه في سورة الكهف:" سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا " .(الآية22)
ألم يكن ذلك الكلب وفياً لأصحابه طيلة ثلاثمائة و تسع سنين؟!
بورك اليراع أديبنا الكبير و شاعرنا السامق سمير العمري و دام لنا دفعك.
تقديري و مودّتي.
د. سمير العمري
12-07-2014, 05:40 AM
واسمحي لي أيضا بالتدخل هنا مبدعتنا الفاضلة لانا، ليس دفاعا عما أوردته المبدعة براءة ولكن إحقاقا للحق وإثراء للنقاش الذي طالما أفاضت به علينا نصوص الأمير بارك الله به ..
لو عدت للنص الأصلي مرة أخرى أو لقراءة الأخت براءة فلن تجدي ذكرا للإسلام على أنه الملة الوحيدة الكافلة للخلق القويم، وإنما ذكرت الملة والمعتقد أيا كان مجردًا من التحديد، ففي المسيحية ضوابط أخلاقية كما في اليهودية كما في البوذية ، والصحيح والملاحظ أن الأكثر انضباطا أخلاقيا كنسبة وليس كإطلاق هم المرتبطون بمبدأ الحلال والحرام مع ايماني بوجود من لا يدينون بملة وقد يكونون ملتزمين أخلاقيا وعندهم كرم وسماحة ورحمة وحكمة، ولا شك أختاه أننا عندما نريد أن نستنبط حكمًا أو حقيقةً فإننا نرتكز على الواقع والتاريخ آخذين بعين الاعتبار نسب كل فئة..
نعم .. لا ريب أن في جميع الأديان والملل من هو حتى بمقام ديني ويسخره لمطامعه ولجشعه ولفساده في كثير من الأحيان ، لكننا لا نبني على هذا الحكم وإنما على النسبة الغالبة والتي تري بلا شك وجود تلازم وارتباط ليس مطلقا ولا ثابتا بين الملة والسلوك .. وهنا لو اعتبرنا أن من ذكرتهم هم أصلا ينتحلون هيئة التدين لعلمت أن التدين الحقيقي الصادق يؤدي بالضرورة إلى سواء الصراط .. وما تاريخ أمتنا إلا أحد الشواهد على ذلك ولنا أن نقارن بين المستوى الأخلاقي الذي كان سائدًا حين كان التدين الصادق ديدن المجتمع و هذا الذي نراه اليوم من تردٍ أخلاقي ( مع اختلاف بعض المفاهيم الأخلاقية بين ملة وأخرى والتي تتفق إجمالا على أساسيات فطرية معروفة) ..
شكرا لأنك كنت هنا بنقاشك الهادف الجميل أخت لانا لتتيحي لنا فرصة للغوص في أبعاد أعمق في النص الرائع وفي القراءات الممرعة
لك وللأخت براءة التحايا ولكل من مر .. وكل الشكر للدكتور الحبيب لنصوصه الثرية وفكره المضيء
بارك الله بك أيها الأخ الحبيب والشاعرالمبدع وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم ولا أقول إلا كفيت ووفيت!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
05-08-2014, 02:04 AM
أَنهَى الشَّيخُ صلاتَهُ مُستعجِلا بعدَ أنْ عَلَتْ خلفَهُ جَلَبَةٌ كبيرةٌ وصراخٌ مُدَوٍّ، وَالتَفَتَ لِيَجدَ الكَلْبَ السَّمِينَ وَقَدْ أَحْكَمَ فَكَيّهِ على عنُقِ سَائِدٍ جُثَّةً هَامِدَةً وَالخِنجرُ مُلقَى إِلى جَانِبِهِ فِي بِركَةٍ منْ دِمَاءٍ.
السلام عليكم
تدخل الكلب في الوقت المناسب , دليل كبيرعلى أن الغدر والخيانة هي من أحط وأبشع الصفات التي تلازم بعض الناس .
قصة جميلة موفقة,, تحط من قدر الغدر إلى ما دون مستوى الكلاب .
والحقيقة أن الغدر موجع جدا ,حيث يضع الإنسان ثقته في شخص آخر, ثم بعدها تصدمه الخيانة من حيث لا يعلم أو يتوقع .
يقول المثل (اتق شر من أحسنت إليه ).
أبدعت أخي د. سمير
شكرا لك
ماسة
بارك الله بك أختي الكريمة وأشكرك على تقريظك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
20-08-2014, 03:50 PM
الأخت براءة الجودي
حتى لا نضيع في الحوار سأقتبس من حديثك
النص يقول على لسان السائق
وهذا يعني أن ملته لا تحرم الخمر
أما سائد فكان نذلا منافقا تظاهر بالأخلاق الحميدة ولم تكن فيه لا عن ملّة ولا عن غيرها
ولم يبين لنا النص ملته، مع أنه بين ملّة الشيخ
حوارك مهذب ومفيد أختي
اشكرك
بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة الراقية ، واشكر لك شرحك وردك الراقي وتفاعلك العميق الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
04-11-2014, 03:10 PM
الدكتور سمير العمري
قد يصل الغدر في الناس حدا لا يستطيع الرد عليه إلا الكلاب
قصة تتحدث عن الغدر الذي جبلت عليه نفوس أردى الناس خلقا، وتضعها في إطار واحد مع الشخصية الكريمة العظيمة لتظهر قسوة الغدر حين يكون هو رد الجميل
هذا كان العطاء
وهذا كان الجزاء
وبينهما قصة رائعة التفاصيل لغة وسردا قرأتها باستمتاع كبير
الدكتور سمير العمري
سلم مدادك
بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة الراقية ، واشكر لك شرحك وردك الراقي وتفاعلك العميق الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
خلود محمد جمعة
06-11-2014, 08:51 AM
طرح عميق لقضايا اجتماعية في قالب قصصي ماتع واسلوب جاذب بلغة مائزة
قصة الخير والشر
العطاء والأخذ
الوفاء والخيانة
الطبع والتطبع
لم يستطع أن يدور في افلاك الفضيلة فأدركه الهلاك
نهاية لاذعة بوفاء الحيوان وغدر الانسان
لا بد من الرجوع الى الحرف العميق ففي كل قراءة رؤية أجمل
كل التقدير وشديد الاعجاب
دمت بكل الألق
رويدة القحطاني
30-11-2014, 03:45 AM
في أفلاك في السماء كان نجم روعة الشيج الجليل وجلال أعماله، وفي أدرني أدراك الغدر والخيانة كان ذلك الوغد الذي التقطة يبحث عن طعامه في القمامة فجعل منه إنسانا
الفكرة جميلة وعميقة، والأسلوب مدرسة أدبية، واللغة مرجع وحجة
أنت أديب عملاق
وليد مجاهد
07-03-2015, 04:03 PM
أنت كاتب مدهش أيها السيد
قصتك مدرسة فنية كاملة بلغتها وأسلوبها وطرقتك في عرض الفكرة واختيار العنوان
كله رائع
لك تقديري
د. سمير العمري
09-07-2015, 02:58 AM
الحكمة التي بنيت على اساسها القصة يمكن اسقاطها
على كثير من الحالات في مجتمع نعيشه
والبناء الدراميوتصاعد الحدث وما تبقى من جماليات السرد
فاظنها محسنات جاءت لتخدم هدف النص
وما في نهايتها من وفاء الحيوان لصاحبهالذي تفوق على وغفاء الإنسان
الا رسالة اخرى وتنبيه آخر على معنى الوفاء الذي يغادر قلوب ونفوس
بعذ الناس
دم بخير
بارك الله بك أيها الشاعر المبدع وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
01-09-2015, 04:06 AM
أخي سمير
و من يجعل المعروف في غير أهله يعد حمده ذما عليه و يندم.
و المفارقة في النص المذوية يتنكر الإنسان للخير بينما يحفظه الحيوان و يرده بالمعروف.
لغة راقية. و سلاسة عذبة في الحكي.
مودتي
بارك الله بك أيها الأديب الكريم وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم ، وأقدر تفاعلك الراقي!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
06-11-2015, 01:55 AM
عق الإنسان ربه..خير ربه إليه نازل وشر الإنسان إليه طالع، فكيف لا يعق الإنسان الإنسان ستكون هذه عجيبة!
حكم أخرى قرأتها هنا,;
من شب على شيء شاب عليه، وهذا الشاب شب على القمامة فأي خير سننتظر منه؟
وفي النهاية نرى السائق الذي حفظ المعروف وحاول أن يحذر الشيخ، العيب لم يكن من الفقر بل من اختلاف التنشئة والبيئة.
قصك دائما يعجبني ويشبعني الأمير سمير
لي سؤالين لو سمحت..هل هي الإدراك أم الأدراك؟ وإن كانت الأدراك فماذا تعني؟
سؤالي الثاني..أحب أن أقرأ القص من العنوان وشعرت بأنك قصدت في اختيارك لهذا العنوان معنى لم أدركه تماما. فهلأ أردت أن تقول أن تحت السماء أشكال متنوعة من التجارب والتي مهما بلغنا من العمر "الشيخ" سنستمر في التعلم؟
محبتي وتعرفها.. تغشاك
أشكرك أيها الأديب الكريم وأشكر لك رأيك الكريم وردك الراقي!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
ثناء صالح
06-11-2015, 03:58 AM
السلام عليكم
الأستاذ الدكتور سمير العمري
لغتكم في السرد والوصف لغة فنية وصفية مكثفة وجميلة
والعبرة ماثلة في المفارقة بين موقف الكلب وموقف الإنسان من حيث قيمة الوفاء . الوفاء عند الكلب غريزة مطبوعة لا تؤثر فيها ( ظروف التربية ) . وهو عند الإنسان محصلة للعوامل الخُلُقية الوراثية والمكتسبة بالتربية .
لكن اسمح لي باعتراض بسيط على مجرى الأحداث في الحبكة القصصية . فأنا أرى أن سلوك "سائد" غير مبرر منطقياً، إذ ليس من مصلحته قتل الشيخ . فهو ليس وريثه الشرعي الذي يفيد من قتله بوراثة أملاكه. ولو كان سيفيد من قتله شيئاً لأمكننا تبرير قتله . بل على العكس من ذلك ، سائد سيتضرر من موت الشيخ لأن مصيره سيصبح في خطر . إذ قد يفقد مأواه وعمله ومصدر رزقه على أيدي ورثته الذين قد ينبذونه بمجرد وفاة الشيخ وفاة طبيعية، فكيف إذا كُشِف أمره ، وعُلِمَ أنه القاتل ؟ .إذن فقتل سائد للشيخ غير مبرر وغير منطقي حسب هذه الحبكة الفنية للأحداث . وأما تغاضينا عن التبرير المنطقي لسلوك سائد بهدف أخذ العبرة من مثل مقولة " اتق شر من أحسنت إليه" ففيه دعوة إلى التشاؤم ، وإن كان الواقع يشهد به .
مع كامل التقدير
حاج صحراوي العربي
06-11-2015, 06:21 AM
قرأت هنا قصة ذات أبعاد ، و تمتعت بلغة وظلالها ، و وقفت على إتقان ... القاص و الشاعر الظريف سمير العمري تحيتي .
د. سمير العمري
03-03-2016, 02:25 AM
الأديب الأمير سمير العمري،
قصة ثرية وقوية في معناها وأتمنى أن تؤدي رسالتها التي أردت منها. بالتأكيد سأقرأ لك الكثير.
ماهر،
الأدراك هنا جمع درك كما جاء في الآية الكريمة " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار". أعتقد أن الدكتور سمير هنا أراد بالعنوان الأفلاك والأدراك الفرق بين الثرى والثريا، المؤمن الذي يخاف الله حقا والمنافق الذي يدعي الخوف من الله.
النص قوي والأديب سمير غني عن التعريف وصاحب رسالة لا يحيد عنها.
باقات ياسمين وفل
بارك الله بك أيتها الأديبة المبدعة الكريمة وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
ناديه محمد الجابي
16-10-2021, 12:35 PM
(اتَّقِ شر من أحسنت إليه-)، بل هو محمول مقيد بحال اللئام وليس بحال الكرام
فقد قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه : "الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف"
، وقال تعالى": {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ}.. [التوبة: 74].
أحييك سيدي على هذه الوجبة الدسمة ـ سحرتني اللغة، وجذبني السرد الماتع لأديب فذ
نص جميل زاخر بالمعاني بتعابير ملفتة، ولغة سامقة، ومضمون هادف
لنصوصك عبق مختلف قريب من النفس يلمس أعمق أفكارها ويحرك أبعد تأملاتها.
سلمت ودمت ـ لا حرمنا الله سطوع شمس فكرك.
:011::v1::nj::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir