مشاهدة النسخة كاملة : حرمان..
معزوز أسامة
28-11-2012, 11:24 AM
رغم تكرر الفكرة و ابتذالها من اقلام كثيرة الا أني اصررت على كتابتها و ذلك بعد انصرافي من الكلية منذ ايام و مروري باحدى المدارس الابتدائية حيث كان عدد كبير من الأولياء في انتظار أبنائهم.
****************
كانت يداهما متشابكتان وهما تخرجان من باب المدرسة، تجاوزتا محفظات وثرثرة الصِحاب في غبطة و سعادة ارتسمت على عينيهما الصغيرتين.
في سيارة فخمة سوداوية اللون و الزجاج، كان يجلس في الخلف مُنتظرا بروز شعرها الأصفر الحريري بشغف ، بانت و بجانبها فتاة اكتسى جسدها النحيف ملابس مُشرعة أبوابها لاستقبال سهام البرد الطاعنة!.
"بابا ... بابا". و هي تسَحبهَا من يدها اتجاه سيارة والدها بسرعة لم تكن بالهائلة الا انها كانت كافية في انفلات حذائها من قدميها الصغيرتين!.
طبع على خديها قُبلتين زادتا من تورُدهما، ثم التفت الى صديقتها التي اجتهدت كاجتهادها الدِراسي في كبح غيوم عينيها المثقلتين بآلاف الدموع
- ما اسمك يا صغيرتي؟
- ليلى .
هي مجتهدة يا بابا...أجابته ابنته في حماس .
- اين هي والدتك لا اراها تنتظرك؟.
- أ...مـ...ي.
رددتها و غيوم عينيها تفصح عن مطر الحرمان السخي المنسكب على جسدها النحيف.
ـ سمعتها تقول للمعلمة انها تُوفيت بعد سنة من وِلادتها، أجابته ابنته بنبرة أقل حماسة و بحزن الطفولة بعد ان خدشت مخالب الصمت لسان ليلى
- و لماذا لا ينتظرك والدك يا حلوتي ؟.
كفكفت دموعها و قالت بنبرة مُحترقة .
ـ والدي
ـ نعم والدك؟
ـ والدي يعمل سائقا، و مديره لا يأذن له بالراحة و العودة للبيت الا اذا نفذ الطعام الذي طبخه لي و لأخوتي الأربعة لمدة يومين أو ثلاث.
ـ اذا عليك أن ترافقينا لنتغذى سويا فقد طهت لنا الخادمات أكلات متنوعة و لذيذة؟
قالها دون انحناءة شفقة و قبل أن يسمع جوابها أمر سائقه بلهجة مُتعالية نكراء أن يفتح باب السيارة الفخمة السوداء لليلى...؟؟؟.
مصطفى حمزة
29-11-2012, 06:25 AM
[QUOTE=معزوز أسامة;767326]رغم تكرر الفكرة و ابتذالها من اقلام كثيرة الا أني اصررت على كتابتها و ذلك بعد انصرافي من الكلية منذ ايام و مروري باحدى المدارس الابتدائية حيث كان عدد كبير من الأولياء في انتظار أبنائهم.
أخي الأكرم الأديب معزوز
أسعد الله أوقاتك
وماذا في تناول موضوع مطروق إن كان تناولك له من وجهة نظرك وبأسلوبك وبلمستك الخاصّة !
ثم هل ترانا نقول ( ..... إِلّا رَجيعاً *** وَمُعاداً مِن قَولِنا مَكرورا ) كما يقول كعب بن زهير ؟
أوكما يقول الجاحظ : ( المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي، والعربي، والبدوي، والقروي، وإنما الشأن في إقامة الوزن، واختيار اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وصحة الطبع وجودة المعنى، لأن الشعر صناعة وضرب من النسج والتصوير) ...الجاحظ هنا يتكلم عن الشعر ، ولكن يصح على كل الأنواع الأدبية ، فالإبداع إنما يكون بطريقة تناول المعنى ، وبتغذيته بفكرتنا الخاصة عنه ، وبرؤيتنا وبصياغتنا المميزة ..
وفي نصك الجميل طرح بعينك أنتَ وبقلمك أنتَ لفكرة اليُتم واللؤم الاجتماعي .. قددمتَها بسرد جميل مؤثر ، لكن شابه بعض الهنات اللغوية :
- كانت يداهما متشابكتان = متشابكتين
- اتجاه = باتجاه
- نفذ = نـَفِدَ
لمدة يومين أو ثلاث = أو ثلاثة
فضلاً عن الهمزات التي أهملتـْها لوحة ُمفاتيحك
تحياتي وتقديري
محمد النعمة بيروك
29-11-2012, 02:44 PM
المدخل الذي سبق النص لم يكن موفّقا من وجهة نظري، إذ أرى أنّ القاص لا يحقّ له التأثير على القارئ بما هو خارج النص، ويمكنك هنا ترك الحكم لنا كمتلقين، هل هي فكرة مكرورة أم لا، وإن كانت، هل كنت موفّقا في إعادة بلورتها؟..
أما بخصوص النص ذاته، فهو جميل الطرح والصياغة، فأنت تملك القدرة على الوصف، والحوار، والتعبير عن المشاعر، مما يخلق نوعا من التأثير في المتلقي..
أشكرك.
ارتسمت على عيونهما الصغيرة
ترافقينا لنتغدى
كاملة بدارنه
29-11-2012, 03:38 PM
قالها دون انحناءة شفقة و قبل أن يسمع جوابها أمر سائقه بلهجة مُتعالية نكراء أن يفتح باب السيارة الفخمة السوداء لليلى...؟؟؟.
جيّد أنّ قلبه رقّ ودعا ليلى، وإن كان هناك احتمال أنّ السّائق والد ليلى!
قصّة مؤثّرة وجميلة السّرد
بوركت أخ أسامة
تقديري وتحيّتي
محمد مشعل الكَريشي
29-11-2012, 04:36 PM
توج الاساتذة القول بما بينوا لتوجيه ما ذهبت اليه من تكرار واعادة والحق يقال ان عيون البشر تختلف في النظر كما تختلف في البصمة ..
رائع وصفك رائع تدرجك في السرد والاروع انك سكبت تفاعلك معها فاحسستُ انك تكتب عن نفسك ...
كنت هناك مع ليلى بفضلك استاذ اسامة معزز
لك الود والدعاء بالتوفيق ياطيب...
معزوز أسامة
29-11-2012, 05:14 PM
الغالي و الحبيب مصطفى حمزة ...
كم هي سعيدة نصوصي المتواضعة أن تلقى التفاتة طيبة منك و خاصة هذا النص الأخير ...
الشكر كله على تصحيحك و ملاحظاتك القيمة ...
لك مني سرب طيور غناءة ...
أسامة .
زهرة السفياني
29-11-2012, 08:03 PM
وهل الكتابة إلا اجترار لتجار البشرية على مر العصور؟
جميلة ومؤلمة قصتك . وراقني كثيرا فكرة المدير الذي يؤذي بشماله ويحاول مسح آثار أذيته بيميته.
دمت بخير أخي أسامة.
محمد الشرادي
29-11-2012, 09:16 PM
كل كتابة مرافقة للنص هي عتبة من عتباته. تدخل ضمن اهتمام القارئ و ضمت تحليله. لذلك لم تكن التوطئة للنص بتلك الطريقة جيدة.لقد أثرت سلبا علىإقبال القارئ.
ثم ماذا نكتب أخي؟ لا نكتب إلا ما كتبه من سبقونا بطريقتنا.ففي كل نص تجد الكثير من النصوص المهاجرة.
حقا ان الموضوع مكرور لكنك أضفيت عليه بعذوبة حكيك، و رشاقة لغتك جدة. جفعت القارئ من خلال هذا التناول الجميل يتعاطف مع الصغيرة.
اللئام كثيرون أخي.
مودتي
معزوز أسامة
01-12-2012, 04:35 PM
المدخل الذي سبق النص لم يكن موفّقا من وجهة نظري، إذ أرى أنّ القاص لا يحقّ له التأثير على القارئ بما هو خارج النص، ويمكنك هنا ترك الحكم لنا كمتلقين، هل هي فكرة مكرورة أم لا، وإن كانت، هل كنت موفّقا في إعادة بلورتها؟..
أما بخصوص النص ذاته، فهو جميل الطرح والصياغة، فأنت تملك القدرة على الوصف، والحوار، والتعبير عن المشاعر، مما يخلق نوعا من التأثير في المتلقي..
أشكرك.
القاص الجميل و الصديق العزيز محمد النعمة أشكرك على التنبيه و سعيد بمرورك الراقي ...
باقة ورد حمراء لنفسك الطيبة .
أسامة .
ارتسمت على عيونهما الصغيرة
ترافقينا لنتغدى
معزوز أسامة
01-12-2012, 04:53 PM
جيّد أنّ قلبه رقّ ودعا ليلى، وإن كان هناك احتمال أنّ السّائق والد ليلى!
قصّة مؤثّرة وجميلة السّرد
بوركت أخ أسامة
تقديري وتحيّتي
الأديبة المتألقة و الوالدة الكريمة ... سعيد كل السعادة بنظرتك الأدبية الثاقبة كونك لامستِ كف حقيقة ما رميت اليه و قصدته"السائق والد ليلى"
لك مني جزيل الشكر و أرق التحايا
أسامة.
ربيحة الرفاعي
06-12-2012, 10:37 PM
توطئة تهيأت معها لنص مستهلك الفكرة والطرح، لكني وجدت موضوعا غير مستحدث بطرح له نكهته وملامحه
وقد كان جميلا لولا بعض هنة في لغته ورسم مفردته
أهلا بك ايها الكريم في واحتك
و
نتوق لرؤية أثر خطوك في مواضيع بقية مبدعي الواحة
تحاياي
معزوز أسامة
08-12-2012, 04:17 PM
توج الاساتذة القول بما بينوا لتوجيه ما ذهبت اليه من تكرار واعادة والحق يقال ان عيون البشر تختلف في النظر كما تختلف في البصمة ..
رائع وصفك رائع تدرجك في السرد والاروع انك سكبت تفاعلك معها فاحسستُ انك تكتب عن نفسك ...
كنت هناك مع ليلى بفضلك استاذ اسامة معزز
لك الود والدعاء بالتوفيق ياطيب...
"كنت هناك مع ليلى بفضلك" سعيد أنني وُفقت في رسم ملامح الحدث حتى بات واقعا يُعاش ..
لك الشكر كله ايها الأديب الجميل محمد ...
أسامة
معزوز أسامة
08-12-2012, 04:23 PM
وهل الكتابة إلا اجترار لتجار البشرية على مر العصور؟
جميلة ومؤلمة قصتك . وراقني كثيرا فكرة المدير الذي يؤذي بشماله ويحاول مسح آثار أذيته بيميته.
دمت بخير أخي أسامة.
الأستاذة زهرة جميل مرورك الأول من هنا و كم اتمنى ان يدوم ...
ابقي بخير ...
أسامة
معزوز أسامة
11-12-2012, 10:44 PM
توطئة تهيأت معها لنص مستهلك الفكرة والطرح، لكني وجدت موضوعا غير مستحدث بطرح له نكهته وملامحه
وقد كان جميلا لولا بعض هنة في لغته ورسم مفردته
أهلا بك ايها الكريم في واحتك
و
نتوق لرؤية أثر خطوك في مواضيع بقية مبدعي الواحة
تحاياي
الاستاذة التي لا فاقة لي برد جميلها ...الأديبة و الجميلة ربيحة الرفاعي سعيد بتواجدك القيم و تصحيحاتك الهادفة ...
سيكون ما طلبتي بحول الله ...
لكي مني رياحين احترام و ود .
أســـــــامة.
لانا عبد الستار
20-12-2012, 09:05 PM
تخيلت أن يكون السائق والد الصغيرة
وأن لا يدعوها والد صديقتها للركوب
ستكون القصة واقعية أكثر
أشكرك
نداء غريب صبري
20-01-2013, 06:13 AM
قصتك مؤثرة وحزينة
ولا أخفي عليك اني تصورتك ان يكون السائق أباها
شكر ا لطك اخي
بوركت
خليل ابراهيم عليوي
20-01-2013, 06:16 AM
اعجبتني الدهشة في مدخلة و اعادة حلية قديمة في طراز متالق جديد
دمت
آمال المصري
11-04-2014, 06:49 PM
بسرد جميل وحوارية بديعة كان الشعور هنا قوي ونجحت في أن تأخذنا مع تلك الصغيرتين ببراءة لاتعرف التمييز بين غنى وفقر ولا غرور وتواضع
تمتلك القدرة على صياغة الجمال أيها الرائع وأدعم الآراء التي وردت بشأن تركك للمتلقي يكيل برأيه في صياغتك للفكرة وإن كانت قديمة
شكرا لك تلك المساحة الألقة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
خلود محمد جمعة
15-04-2014, 09:25 PM
حرمان بيراع مائز
تتشابه الاحداث وتختلف الاقلام والفكر العميق يثبت جدارته
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir