المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَكْريمٌ



عبد السلام هلالي
30-11-2012, 10:02 PM
تكريم !

غادر منزله ظهرا في تمام تأنقه ، قاصدا مسرح البلدية. ملبيا دعوة شرف تلقاها منذ أسبوعين لحضور حفل اختتام مهرجان المدينة السنوي.
أبعده دفئ الجو و رغبة عارمة في المشي عن مقود سيارته ، فاستسلم لهما ، وأسلم خطواته إلى منحدر الشارع ، وناظريه إلى مشاهد الجمال في المدينة التي تزينت بأبهى ما تستطيع لاستقبال ضيوف من الداخل والخارج.
منتشي الخطى سار يتأمل حركية الأمكنة ، لا يعكر صفوه سوى احساسه بالحرج وهو يسير إلى الحفل صفر اليدين ، بعد أن شغله ضغط العمل في الآونة الأخيرة عن إعداد هدية تليق بمقامه ومقام مدينته. و دون أن ينتبه أو يخطط لذلك وجد نفسه يدخل الحديقة الوحيدة الممتدة على جزء من طول الشارع الوحيد بالمدينة. لا زالت تقاوم زحف العمارات وسطوة ظلها البارد. اعتاد أن يعرج عليها قافلا من مكتبه ، حتى استحالت عنده طقسا يوميا يستعيض بها عن ثرثرة المقاهي ودخان السجائر، وينفض عليها ما علق بذهنه من غبار التعب ومشاكل الزبناء. بدورها كانت غاصة بالزوار على غير عادتها في هذا الوقت من اليوم.
قاصدا مكانه المعتاد في الجهة البعيدة عن الشارع ، وقع نظره عليها . كانت قد اتخذت لنفسها مكانا قصيا عن باقي رفيقاتها. توقف لحظة . تهلل وجهه . أعاد شريط خطواته إلى الوراء ليجعلها في بؤرة الرؤيا. أرجع البصر كرة ثم غير خط سيره نحوها مستجيبا لرسائل عطر تأتيه على غير استحياء ، فتدغدغ خياله قبل أنفه . رأى شابا يسير في اتجاهها. خيل إليه أنه يسعى إليها ، فسابقه في خطوات رشيقة خفيفة لا تفضح تعجله.
على مقعد مقابل لها ، أراح جسده وراح يتأمل بعين شرهة جمالها الفاضح وقوامها الناضح بالحياة. أحس أنه لا يزال ثمة فائض من الحسن والعطر تحجبه نظارته والمسافة الفاصلة بينهما ، فتخلى عن مقعده الخشبي المتصلب ، رمى وراءه النظارة والخطوات ، ليتخذ له جلسة إلى جانبها على بساط الخضرة الندي. غير عابئ بنظرات المتنزهين المستغربة . ولا ملتفت لتحية العم عمر البستاني ، الذي صادف المشهدَ مرورُه. أما هي فلم تبد أي تحرج أو انزعاج . لم تنبس بكلمة ولم ترم بسهم نظرة. بل استمرت ساكنة في وقارها ، مستعيضة عن الكلمات والنظرات بلغة العطر.
ما لبث إلا قليلا من التأمل حتى أخرج من محفظته الرزينة ورقة وقلما وبدأ برسم تفاصيل جمالها ، وانحناءات قوامها ، والمشهد الخلفي الذي زادها بهاء. وكما الرسام الماهر يفعل، كان في كل مرة يغير زاوية الرؤيا ليأتي الرسم متكامل الأبعاد. ومع كل زاوية جديدة ، كانت القصيدة تنبعث من آخر بيت أعذب وأطرب.
استفاق من غيبوبته الابداعية على آذان العصر الذي ذكره بدنو موعد الحفل . استجمع العزم على المضي . شيء ما يشده إليها . لم يجد بدا من قرار اصطحابها معه. لم تبد أي موافقة ولم تعترض ، بل طاوعت كفه الممدودة إليها وغادرت سكينتها في هدوء.
عند مدخل المسرح ، لا تزال معالم أناقته ناطقة . أما هي فقد أخذ منها التعب والعطش مأخذهما رغم قصر المسافة. فلم تتعود على المشي ولم يسبق أن غادرت مقامها. تهدل قوامها ، تبخر بريقها ، وشحبت حمرتها فطأطأت رأسها خجلا من بريق المدعوات وأناقتهن.
عند المدخل الشرفي لقاعة الاحتفال ، أسلمها بهدوء إلى سلة قمامة أنيقة ، لتتفرغ يده لمصافحة المستقبلين. وحين أتى دوره لتقديم هديته ، اعتلى المنصة ينثر أريج قصيدته على أرجاء القاعة. وراء ظهره لافتته صارخة تكرم ورود المدينة بخط عريض وتنشد المحافظة عليها. بين يديه جمهور يتمايل منتشيا بنظمه ، مُلوِحا بورود من كل الألوان.
وفي سلة القمامة الأنيقة كانت مُلهِمَتُه وعنوانُ قصيدته تلفظ آخر أنفاس عطرها ، بعيدا عن أعين الجميع إلا عن قلب العم عمر البستاني الذي جثى على تربتها يقلب كفيه المتشققتين حسرة على ورود راحت ضحية تكريم !

آمال المصري
01-12-2012, 07:40 AM
وفي سلة القمامة الأنيقة كانت مُلهِمَتُه وعنوانُ قصيدته تلفظ آخر أنفاس عطرها ، بعيدا عن أعين الجميع إلا عن قلب العم عمر البستاني الذي جثى على تربتها يقلب كفيه المتشققتين حسرة على ورود راحت ضحية تكريم !
ياله من تكريم أزهق عطر ورود كان يزدان بها البستان ليرميها في أقرب سلة قمامة بعدما استلهم بعطرها أجمل قصيدة سيلقيها بالحفل هدية
نص سامق الفكرة والسرد .. عطر الصورة رغم مأساوية الخاتمة
استمتعت بقراءة جميلتك أديبنا الرائع
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

محمد الشرادي
01-12-2012, 12:49 PM
أخ عبد السلام
نص مائز فكرة و بناء و لغة.
طرح العديد من القضايا.
- بعضها مجالي: وهو مسألة شائكة تهم المجال العمراني لمدننا. حيث بدأت تختفى المساحات الخضراء فاسحة المجال عن كره لزحف العمارات حتى تحول مجالنا العمراني إلى مدن إسمنيتة بشعة. و القليل من المساحات الخضراء فيها يعاني من الإهمالو تسلط الأيادي المخربة.
- بعضها جمالي: و يتعلق بغياب الثقافة الجمالية التي تصنع مواطنا يحب مظاهر الجمال. فلا تمتد يده أبدا إلى كل ما يمكن مسحة جمال على شوارعنا. بل يكون مساهم في نشر مظاهر الجمال بكل مكان.
- بعضها سلوكي: فما موت الوردة و ذبولها عن باب القاعة إلا احتجاج عن سلوك غير مقبول أتاه الشاعر. و هذا سلوك شائع في حدائقنا العامة يجب التحسيس بخطورتة.
- بعضها اجتماعي: حيث أبرز النص ظاهرة اجتماعية غريبة باتت بارزة بحدة في ثقافتنا. و هي التناقض الفاضح و الشعارات المرفوعة سلوك الناس. و قد نجح النص في إبراز هذه المفارقة حيث أن السلوك المنافي لشعار الحفلة لم يأمت من رجل عاد بل جاء من مثقف و شاعر من المفروض في أن ينشر الوعي و يحارب النفاق..
دام الألق ليراعك أخي.

سامية الحربي
01-12-2012, 05:01 PM
"عند المدخل الشرفي لقاعة الاحتفال ، أسلمها بهدوء إلى سلة قمامة أنيقة ، لتتفرغ يده لمصافحة المستقبلين. وحين أتى دوره لتقديم هديته ، اعتلى المنصة ينثر أريج قصيدته على أرجاء القاعة. وراء ظهره لافتته صارخة تكرم ورود المدينة بخط عريض وتنشد المحافظة عليها. بين يديه جمهور يتمايل منتشيا بنظمه ، مُلوِحا بورود من كل الألوان."

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

قصة ماتعة من بدايتها إلى منتهاها الأديب عبدالسلام هلالي لحرفك وقع مؤثر تجلى بوضوح في هذه القصة المعبرة . تحياتي و تقديري.

عبد السلام هلالي
01-12-2012, 11:00 PM
[QUOTE=آمال المصري; ياله من تكريم أزهق عطر ورود كان يزدان بها البستان ليرميها في أقرب سلة قمامة بعدما استلهم بعطرها أجمل قصيدة سيلقيها بالحفل هدية
نص سامق الفكرة والسرد .. عطر الصورة رغم مأساوية الخاتمة
استمتعت بقراءة جميلتك أديبنا الرائع
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

حياك الله أديبتنا الكريمة آمال.
شكرا على كريم المرور وطيب الكلم.
دمت بخير.

عبد السلام هلالي
02-12-2012, 04:27 AM
أخ عبد السلام
نص مائز فكرة و بناء و لغة.
طرح العديد من القضايا.
- بعضها مجالي: وهو مسألة شائكة تهم المجال العمراني لمدننا. حيث بدأت تختفى المساحات الخضراء فاسحة المجال عن كره لزحف العمارات حتى تحول مجالنا العمراني إلى مدن إسمنيتة بشعة. و القليل من المساحات الخضراء فيها يعاني من الإهمالو تسلط الأيادي المخربة.
- بعضها جمالي: و يتعلق بغياب الثقافة الجمالية التي تصنع مواطنا يحب مظاهر الجمال. فلا تمتد يده أبدا إلى كل ما يمكن مسحة جمال على شوارعنا. بل يكون مساهم في نشر مظاهر الجمال بكل مكان.
- بعضها سلوكي: فما موت الوردة و ذبولها عن باب القاعة إلا احتجاج عن سلوك غير مقبول أتاه الشاعر. و هذا سلوك شائع في حدائقنا العامة يجب التحسيس بخطورتة.
- بعضها اجتماعي: حيث أبرز النص ظاهرة اجتماعية غريبة باتت بارزة بحدة في ثقافتنا. و هي التناقض الفاضح و الشعارات المرفوعة سلوك الناس. و قد نجح النص في إبراز هذه المفارقة حيث أن السلوك المنافي لشعار الحفلة لم يأمت من رجل عاد بل جاء من مثقف و شاعر من المفروض في أن ينشر الوعي و يحارب النفاق..
دام الألق ليراعك أخي.

أهلا بك أخي محمد،
أشكرك أخي على هذه القراءة المتعمقة والتفصيل المميز ، وعلى ما أوليت النص من اهتمام.
لك كل التقدير والاحترام مع باقة ود وامتنان.
حياك الله ودام لك الفكر والصحة والعافية.

زهرة السفياني
02-12-2012, 12:56 PM
وما أقساه من تكريم!
لنصوصك أيها الأديب طعم خاص ونكهة مميزة. وأكاد أجزم أنك تصنع لنفسك أسلوبا متميزا سيكون له محبوه ورواده مع الاستمرار والمثابرة.
رائعة قصتك بفكرتها السامية ولغتها السهلة الممتنعة وبنائها المحكم . وما راقني أكثر تقنية النهايات المتعددة والتي قلما نجذها في القصة القصيرة.
فكان يمكن لها أن تنتهي عند '' أسلمها لسلة مهملات أنيقة' أو عند '' يلوح بورود من كل الألوان ' أو ' تلفظ أنفاسها بعيدا عند أعين الجميع.'' إضافة إلى النهاية التي اخترتها. وهذه تقنية تحسب للنص.
استمتعت بالقراءة . شكرا لك أيها القاص البارع.

ناديه محمد الجابي
02-12-2012, 05:16 PM
أسلوب رائع مشوق , ولغة تصويرية ماتعة
رائعة الفكرة , رائعة اللفظ والحرف
ربطت القارئ متابعا متشوقا مع التداعيات الموفقة
لتظهر ذلك التناقض بين القول والفعل
دمت ببهاء وألق .

عبد السلام هلالي
03-12-2012, 04:49 AM
"عند المدخل الشرفي لقاعة الاحتفال ، أسلمها بهدوء إلى سلة قمامة أنيقة ، لتتفرغ يده لمصافحة المستقبلين. وحين أتى دوره لتقديم هديته ، اعتلى المنصة ينثر أريج قصيدته على أرجاء القاعة. وراء ظهره لافتته صارخة تكرم ورود المدينة بخط عريض وتنشد المحافظة عليها. بين يديه جمهور يتمايل منتشيا بنظمه ، مُلوِحا بورود من كل الألوان."
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟
قصة ماتعة من بدايتها إلى منتهاها الأديب عبدالسلام هلالي لحرفك وقع مؤثر تجلى بوضوح في هذه القصة المعبرة . تحياتي و تقديري.

الأديبة الكريمة غصن.
شكرا على الحضور البهي والقراءة الجيدة وعلى الكلمات الطيبة والمشجعة.
يسعدني مرورك دوما ، لا عدمناك ولا حرمت الصحة والعافية.
حياك الله.

عبد السلام هلالي
03-12-2012, 07:14 PM
وما أقساه من تكريم!
لنصوصك أيها الأديب طعم خاص ونكهة مميزة. وأكاد أجزم أنك تصنع لنفسك أسلوبا متميزا سيكون له محبوه ورواده مع الاستمرار والمثابرة.
رائعة قصتك بفكرتها السامية ولغتها السهلة الممتنعة وبنائها المحكم . وما راقني أكثر تقنية النهايات المتعددة والتي قلما نجذها في القصة القصيرة.
فكان يمكن لها أن تنتهي عند '' أسلمها لسلة مهملات أنيقة' أو عند '' يلوح بورود من كل الألوان ' أو ' تلفظ أنفاسها بعيدا عند أعين الجميع.'' إضافة إلى النهاية التي اخترتها. وهذه تقنية تحسب للنص.
استمتعت بالقراءة . شكرا لك أيها القاص البارع.

الأخت الكريمة زهرة.
شكرا لاهتمامك الدائم وإضافاتك المفيدة ، وتشجيعك الطيب.
أسأل الله التوفيق والسداد حتى أكون عند حسن الظن.
تحيتي وتقديري.

عبد السلام هلالي
04-12-2012, 12:10 AM
أسلوب رائع مشوق , ولغة تصويرية ماتعة
رائعة الفكرة , رائعة اللفظ والحرف
ربطت القارئ متابعا متشوقا مع التداعيات الموفقة
لتظهر ذلك التناقض بين القول والفعل
دمت ببهاء وألق .

الكريمة نادية ،
أهلا بك وشكرا على القراءة القيمة والثناء الحسن.
حياك الله ودمت بخير.

ربيحة الرفاعي
07-12-2012, 10:37 PM
قاصدا مكانه المعتاد في الجهة البعيدة عن الشارع ، وقع نظره عليها . كانت قد اتخذت لنفسها مكانا قصيا عن باقي رفيقاتها. توقف لحظة . تهلل وجهه . أعاد شريط خطواته إلى الوراء ليجعلها في بؤرة الرؤيا. أرجع البصر كرة ثم غير خط سيره نحوها مستجيبا لرسائل عطر تأتيه على غير استحياء ، فتدغدغ خياله قبل أنفه . رأى شابا يسير في اتجاهها. خيل إليه أنه يسعى إليها ، فسابقه في خطوات رشيقة خفيفة لا تفضح تعجله.

سرد بديع آسر استولى على انتباهي بجمالية الوصف وذكاء تحريك المشهد بما يوافق محمول اللحظة الحسيّ
وقصة جميلة حكت وردة سحرت البطل بجمالها وقتلها إذ أعجبته

تمنيت لو أنهيتها عند "أسلمها إلى سلة قمامة أنيقة" فهي بالفقرة التي سبقتها مباشرة قد أكملت الفكرة وجعلت ما يليها إسهابا لا يزيد

عند مدخل المسرح ، لا تزال معالم أناقته ناطقة . أما هي فقد أخذ منها التعب والعطش مأخذهما رغم قصر المسافة. فلم تتعود على المشي ولم يسبق أن غادرت مقامها. تهدل قوامها ، تبخر بريقها ، وشحبت حمرتها فطأطأت رأسها خجلا من بريق المدعوات وأناقتهن.
عند المدخل الشرفي لقاعة الاحتفال ، أسلمها بهدوء إلى سلة قمامة أنيقة

بديع وأكثر
أهلا بك ألفا في واحتك

تحاياي

عبد السلام هلالي
08-12-2012, 06:04 AM
أهلا بالقديرة ربيحة الرفاعي.
شكرا على المرور العطر ، القراءة القيمة والتوجيه.
تحياتي وتقدير. رعاك الله.

كاملة بدارنه
08-12-2012, 09:03 AM
قصّة رائعة الفكرة والسّرد ...
أشياء متعدّدة نرميها بعيدا بعد اعتصار ما نريد
الجحود عُرض بأسلوب جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبد السلام هلالي
08-12-2012, 08:52 PM
قصّة رائعة الفكرة والسّرد ...
أشياء متعدّدة نرميها بعيدا بعد اعتصار ما نريد
الجحود عُرض بأسلوب جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

الأديبة الفاضلة كاملة.
هو الجحود وفعل غير القول.
شكرا لك وحياك الله.

لانا عبد الستار
10-12-2012, 06:41 PM
جاحد أخذ منها ما رأد
عطرها وإلهامها وقصيدته ورماها في سلة قمامة
قصة رائعة
عبد السلام الهلالي
أنت مبدع
أشكرك

عبد السلام هلالي
10-12-2012, 11:07 PM
جاحد أخذ منها ما رأد
عطرها وإلهامها وقصيدته ورماها في سلة قمامة
قصة رائعة
عبد السلام الهلالي
أنت مبدع
أشكرك

وأنا أشكرك على الحضور الكريم والقراءة القيمة والكلمات الطيبة.
دمت بخير أختي المبدعة لانا.

نداء غريب صبري
20-12-2012, 09:29 PM
عرضت الجحود في قصة جميلة صدمتني فيها الوردة عندما ألقاها في سلة القمامة
رائع أخي

شكرا لك

بوركت

عبد السلام هلالي
24-12-2012, 03:10 PM
عرضت الجحود في قصة جميلة صدمتني فيها الوردة عندما ألقاها في سلة القمامة
رائع أخي
شكرا لك
بوركت

على قدر نبلنا و سمو أخلاقنا تكون صدمتنا ودهشتنا إزاء بعض الأمور السلبية.
الرائع مرورك وتقديرك أيتها السامية.
شكرا لك وحياك الله

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 04:22 PM
أخي المبدع عبد السلام
اكثر ما شدّني سردك السلس و تصويرك المشوق للأحداث ختى يشدّ القارئَ لنهايته
واسمح لي لأنبه لهفوتين لا تنقصان من ابداع نصك:
قولك : أبعده دفئ الجو : لعلك تقصد :دفءُ الجو
و قولك : في بؤرة الرؤيا : لعلها الرؤية

دمت متألقا

عبد السلام هلالي
03-01-2013, 06:40 AM
أخي المبدع عبد السلام
اكثر ما شدّني سردك السلس و تصويرك المشوق للأحداث ختى يشدّ القارئَ لنهايته
واسمح لي لأنبه لهفوتين لا تنقصان من ابداع نصك:
قولك : أبعده دفئ الجو : لعلك تقصد :دفءُ الجو
و قولك : في بؤرة الرؤيا : لعلها الرؤية
دمت متألقا

أخي الكريم شكرا على المرور الكريم ، الكلمات الطيبة والتصويب المفيد .
بالنسبة ل دفء قد فعلها بي تقارب الهمزتين على لوحة المفاتيح .
نعم هي الرؤية أخي ، خلطتُ بينها وبين الأخرى التي تعني ما نراه في الحلم.
أشكرك جزيلا أخي دمت بخير.

عبد السلام هلالي
08-01-2013, 04:07 PM
الأخت الكريمة نداء،
لكم يسرني مرورك وتفاعلك مع نصوصي المتواضعة .
لا عدمناك ولا حرمت الصحة والابداع.
تحيتي.

د. سمير العمري
10-09-2013, 07:52 PM
قصة مدهشة بأربها ويطريقة التعبير عنها طرحا وأسلوبا ولغة.
كان ثمة ما يكشف أن التي تأملها ورسمها لم تكن أنثى لنجدها وردة ألهمت قصيدة تتغزل بها وتدافع عن وجودها ثم يلقى بها في سلة مهملات.
النص يرصد ظواهر عدة كما أشار الشرادي موفقا ، ولكن لعل أهم ما يوجع في هذا هو حالة النفاق والخداع التي يمارسها المرء حتى مع نفسه.
لا فض فوك مبدعا!

تقديري

عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:50 PM
أخي المبدع عبد السلام
اكثر ما شدّني سردك السلس و تصويرك المشوق للأحداث ختى يشدّ القارئَ لنهايته
واسمح لي لأنبه لهفوتين لا تنقصان من ابداع نصك:
قولك : أبعده دفئ الجو : لعلك تقصد :دفءُ الجو
و قولك : في بؤرة الرؤيا : لعلها الرؤية
دمت متألقا

أهلا بالشاعر و الصديق عبد السلام،
أشكر مرورك و تفاعلك الطيب مع هذا النص ، و أشكرك على التصويب.
تحيتي و تقديري.

هشام النجار
27-10-2013, 07:28 PM
القصة تحتملُ هنا قراءات كثيرة ، وجميعُها قراءات تسلك بنا السبيل للهدف النبيل الذى يجعلنا على خط الانسانية الراقى وعلى الطبيعة الوفية التى أرادنا خالقنا جل فى علاه عليها .
القراءة الأولية ليست مجرد موعظة ولا تذكير بالوطنية وعلاقة الانسان بأرضه ووطنه ومدينته والجمال من حوله ، ذلك الجمال الذى ينحسرُ كلما انحسرَ الاحساسُ به داخلنا ، فى علاقة نسبية دالة على ارتباط الأخلاق بالجمال والحُسن بالقيم ؛ فكلما قل الوفاء وزادَ الجحود انحسر الجمال وزادت مساحاتُ القبح .
الوفاء للجناين والحدائق والورود ومفردات الجمال التى تزدان بها حياتنا بتكريمها ، وتعهدها بالرعاية وحوطها بالحرص على حياتها ومشاعرها ورونقها ، ودعمها بكل ما يسهم فى بقائها وحضورها الدائم الذى تبتهج به نفوسنا .
أعجبتنى كثيراً اللغة المنسابة بدون تكلف فى وصف المشاهد المتناسقة تناسق الحديقة قبل العصف بورودها ، وفى تلك الجملة الأنيقة " صادفَ المشهدَ مرورُه " تحكم عال وحرفية ، صادفَ مرورُنا بها اعجاب كبير بالاهتمام بتنسيق الجمل واللغة ، جعلتنا فى حيرة شديدة أمام مشهد العبث بكل شئ جميل فى حياتنا ؛ وأشارَ الكاتب بشكل غير مباشر الى جمال آخر فى حياتنا كعرب لا ينبغى العبث به وهرجلة مفرداته والجناية على روعته ، ألا وهو جمال اللغة .. فكيف بنا اذا أبقينا على كل شئ جميل فى حياتنا كما هو .. جميل ؟ لغتنا ، حدائقنا ، مؤسساتنا ، رموزنا ، أخلاقنا .. كيف ؟ وكيف السبيل ؟
تلك قراءة أولى ، لكن الرؤية لا تكتمل الا بقراءات أعمق وأبعد فيما وراء ما هو ظاهر للعين والمعنى الأولى الذى يستقر فى روع المتلقى .
أرى أن كلَ شئ جميل فى حياتنا ووطننا ، هى ورودُنا التى ندفنها ونحط من قدرها ونقضى على وجودها يومَ تكريمها .
كم من شخصية وطنية سواء فى العلم والفكر والأدب والفن أو فى السياسة أو الدين استحقت منا التكريم والتقدير ، فاذا بنا فى الموعد المحدد نجرحها ونؤذيها ، وقد يعمد بعضُ المرضى النفسيين وذوو العقد للتجاوز والتطاول على هذا الرمز الوطنى أو ذاك ليرتفع هو على حسابه وليشتهر لأنه نالَ وتطاول على رمز مشهور كذلك الرجل فى التاريخ الذى بالَ فى بئر زمزم ، وهذا ما نستوعبه من المعنى البديع الذى رسمه الكاتب بحرفية ؛ فذاك العابث يسْتوحى قصيدته من جمال الوردة التى يلقيها فى سلة المهملات فى الوقت الذى كان يُلقى قصيدته فيها .
يُلقى قصيدته المستوحاة من جمال الوردة ، ويُلقى بالوردة ذاتها فى سلة المهملات !
ياله من مشهد ، وما بين " القاء " و" القاء " ، يستحيل أن يبقى معنى للجمال والشعور به فى حياتنا ما دمنا نعصف وندمر كل مفردات الجمال والعبقرية والابداع والفكر فى وطننا ، لأهداف غبية مريضة ولخدمة مواهب محدودة .
تختفى الورود ويختفى الجمال ولا نشم الا رائحة العطن ، ويُعتدى على رموز الوطن ، ويبقى القبح وأرباع الموهوبين ، فى ملهاة يعجز فيها الصادقون المخلصون عن فعل شئ حيالها وعن التغيير .
أين هم أولئك الوطنيون الصادقون فى القصة ؟
هاكم العم عمر البستانى الذى جثى على ركبتيه يقلب كفيه المتشققتين حسرة ، على ورود راحتْ ضحية تكريم .
انها حسرة حقيقية تشق قلوبنا وتدميها ، فليست النائحة الثكلى كالمُستأجرة .

خلود محمد جمعة
27-10-2013, 11:58 PM
هي المراة يلقي بها الرجل في أول سلة أنيقة تصادفه حين يعمي وهج النجاح، الكبر و الأنانية قلبه .
قصصت فأجدت نصا، فكرة ومضمون .
دمت
مودتي و احترامي

عبد السلام هلالي
31-10-2013, 11:18 PM
قصة مدهشة بأربها ويطريقة التعبير عنها طرحا وأسلوبا ولغة.
كان ثمة ما يكشف أن التي تأملها ورسمها لم تكن أنثى لنجدها وردة ألهمت قصيدة تتغزل بها وتدافع عن وجودها ثم يلقى بها في سلة مهملات.
النص يرصد ظواهر عدة كما أشار الشرادي موفقا ، ولكن لعل أهم ما يوجع في هذا هو حالة النفاق والخداع التي يمارسها المرء حتى مع نفسه.
لا فض فوك مبدعا!
تقديري

أكرمك الله أستاذنا القدير و رفع قدرك .
مرورك مسرة و شهادتك فخر و إضافتك إثراء لنصي المتواضع.
تحيتي الخالصة

ناديه محمد الجابي
31-10-2020, 05:36 PM
لغة واصفة تألقت فيها ببلاغة التصوير لمن ألقى قصيدته مستوحاة
من جمال الوردة، بينما ألقى الوردة نفسها في سلة المهملات
قصة فنية تحمل أفكارا متميزة، وفلسفة واضحة للحياة والكون.
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.
:0014::005::0014: