العازف والشيخ

[الجامعي بوشتى]

عفا عن لحيته بعد ان شحذ لسانه ثم استوى على منبر اوهامه ، انتفخت اوداجه واحمرت عيناه
و استشاط غضبا وهو يحاور جاره وقد عبثت ايدي الخريف باطلال نضارة آفلة من وهج المصيف.وكان قد صرف اياما قائضة في مغالبة وكد ،يروي الحقل ويحصد الزرع
-والله ما أراك الا ضالا مضلا تفسد الشباب ببدعك الشيطانية،فانظر لنفسك محجة وطريقا تقيك شرور نفسك ،وتقربك الى نور العافية والثوبة ، فانك هالك لا محالة .
لم يقل الجار شيئا ،علا وجهه بشر وتناول الكمان وعزف تراتيل هابطة من ملكوت السماء.ترددت الحان زرعت السكينة والدعة في اوصال الفضاء.سكنت الحواس وهدات النفوس وتراقصت اوراق الاشجار الذابلة على افنانها وحلقت الطيور مرددة تسابيح ربانية نورا وجمالا
امسك بلحيته يداعب شعيراتها المخضبة حناءا،استغرقه شعور بالرضا ،وانفرجت اساريره واقترب من جاره وهامسه:
-اتق ربك ، فانه سائلك يوم القيامة عن شبابك فيما افنيته ،فدع عنك هذا فاني والله اجزم بما لا يدع شكا لليقين ان اشتغالك بهده الالة بدعة اسلمتك الى ضلالة.
لم يتوقف العزف ،سالت الالحان شجية تسرد قصة الكون و آلامه ثم خاطب الشيخ برفق:
-هل تسلم ان كل ما في الكون يسبح بحمد الخالق الباري
-اي ورب الكعبة
-الاترى ان الالحان تسبيح وحمد لجلاله
-فليكن الامر كذلك
-فلم تنكر علي تسبيحي ؟
ولم يحر الشيخ ردا ،وكان يعرف ان جاره اهمل حقله فبارت ارضه ، ولم يحصد شيئا، وتمثل اهوال الشتاء جوعها وبردها
وعز عليه ان يكون على هذا الحال ،هل سيتغذى ويستدفئ الحانا؟ وغاب في حقله اياما اخرى يلاحق بقايا غلات ابية على الجمع.
افتقد جاره عند تساقط اولى الندف البيضاء ،بحث عنه في كل مكان ،فقيل له انه رافق الطيور المهاجرةبحثا عن دفئ المكان

[ربيحة الرفاعي]

قد وردت بنصك موردا صعبا ، واخترت موضوعا جدليا فيه خلاف فقهي
وإني وإن كنت أؤيد حق الكاتب بتحميل حرفه رسالة ذات صلة بفكره، لأخشى على النص هنا تجاوز قارئه عن كل ما يتعلق به أدبيا ليقف عند محموله ورسالته بحساسية موضوعها

قسوت على الآخر في العتبة الثانية بعد العنوان الذي جاء بسيطا محايدا
وأغرقت في الحلم في خاتمتها فأـطحت برأسيهما كلاهما

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

[الجامعي بوشتى]

[QUOTE=ربيحة الرفاعي;769945]قد وردت بنصك موردا صعبا ، واخترت موضوعا جدليا فيه خلاف فقهي
وإني وإن كنت أؤيد حق الكاتب بتحميل حرفه رسالة ذات صلة بفكره، لأخشى على النص هنا تجاوز قارئه عن كل ما يتعلق به أدبيا ليقف عند محموله ورسالته بحساسية موضوعها

قسوت على الآخر في العتبة الثانية بعد العنوان الذي جاء بسيطا محايدا
وأغرقت في الحلم في خاتمتها فأـطحت برأسيهما كلاهما

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي[/QUOTE
تحياتي اختي ربيحة
النص يقارب المتناقضات في الواقع
ويدين المقاصل المنصوبة للفن والادب والفكر
مودتي

[محمد الشرادي]

أخ الجامعي
سبق لي أن قرأت هذا النص الجميل. و أقرِه الآن للتمتع بجميل حكيه.
و أمر أيضا للتحية
مودتي

[خليل حلاوجي]

أي وجهتي نظر : يختفي خلف اتباعها جيوشاً من المنتمين لأي منهما ... فلا يحق والحال هذا أن نمارس القمع بحجة التحرر الأدبي ...

ربما - واعذر فهمي إن كنت واهماً - أن الذي يستمتع بالأدب لايقف بالضد ممن لايستمتع !

نظرية الفن في الإسلام محل حوار ولا أقول محل جدل ، وأقرأ إن شئت رؤية المفكر عماد الدين خليل في ذلك لتر أنه لانص في تحريم الفن البتة ..

/

أدبياً : النص غارق في الترميز مما يربك المتلقي في تأويل الحوارية الذاتية ، ذلك أن الحدث يتنقل ببطء بالقياس إلى اسلوب السرد وبالتالي كانت الحبكة مشوشة ..
ولكن :
كاتب النص يجيد التلاعب لغة راقية تنم عن ثقافة مؤثثة بالإبداع .


/

نص ثري.

[الجامعي بوشتى]

اخي خليل
ما اجمل الاسلام في تسامحه ووسطيته
فالاسلام لم يقف من الفن موقف التحريم
وانما اؤلئك الذين يشهرون نظام الحسبة في وجه المبدين وينصبون انفسهم اوصياء على الاسلام والمسلمين
خصوصا فقهاء القنوات التلفزية
الفن الراقي تربية
شكرا جزيلا

[نداء غريب صبري]

الفن حلال أم حرام
هذا السؤال يرتفع كالسد في وجوهنا بين وقت وآخر، وتتضارب الآراء
ولا اجدك أخي محقا بما قلت في حق المتشددين

شكرا لك

بوركت

[مصطفى حمزة]

أخي الأكرم ، الأستاذ الجامعي
أسعد الله أوقاتك
الأسلم أيها العزيز عدمُ االتطرق إلى أمرٍ حوله خلافٌ بين الفقهاء ، لسبب بسيط وهو أنّ اختلافهم أصلاً رحمة للمسلمين وتوسيع عليهم ..
رأيتُ أنّ نهاية النصّ ربما كانت عند ( فلمَ تُنكر عليّ تسبيحي ؟ ) . وقرأتُ فيه تكلّفاً ما في إنشاء الصور البيانيّة
تحياتي وتقديري

[براءة الجودي]

رغم إعجابي بأسلوبك في الطرح الأدبي للقصة إلا أنَّ لي تعليق بعد إذنك وأرجو أن يتقبل الجميع رأيي بصدر رحب ..
الفنون كثيرة ياإخوتي . فن المعمارية , فن الرسم , الغناء , التمثيل , الشعر, وغيرها الكثير الكثير مما لايعد ولايحصى ..
عند الولوج لأي فن ما والبدء بالتفاني به فعلينا أن نجتنب الحرام فيه , فوالله إني لتاركة فن محبب إلى قلبي إن كان فيه معصية لله , لنرى مثلا التمثيل حلال وفن جميل نوصل للآخرين رسائل قوية ومفيدة وحلول وأهداف
ولكن مالمحرم في التمثيل ؟ اختلاط النساء بالرجال وخروجهن متبرجات , أما إن كان مسرح خاص بالنساء فلا مانع من تعلمهن ذلك , الرسم مالمحرم فيه ؟ الحرام هو رسم ذوات الأرواح قد ورد حديث صريح في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم : " كل مصوّر في النار " وقوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ، الذين يضاهئون بخلق الله " ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " , وأرى اليوم الكثير من الشباب والفتيات يرسم دون الالتفات لعظمة هذه الأحاديث , وماأذكره أن أحد العلماء حينما سألوه وكيف يكون محرم والأفلام الكرتونية للأطفال قد ملأتها الأفكار الفاسدة فقال : هذا مما عمت به البلوى فلابأس بالبديل , أما أن يُفتح المجال لأجل الاستمتاع ورسم ذوات الأرواح عبثا فنحن نقول ماقاله الأئمة والعلماء المعتبرين أنه لايجوز ..
ومثل ذلك الغناء الغناء ليس محرما وهو مما ترتاح له النفس وتسعد وتغير روتين حياتها وهو في أصله شعرا قد لُحِّن بألحان بديعة وعذبة تطرب لها الأرواح لكن مالمحرم فيه : إن كان ذا الغناء الذي في أساسه شعرا عبارة عن كلام فاحش فهو لايجوز لأنه يفسد القلب ويقسيه وعلينا أن نتذكر جيدا أن الأذن تزني وزناها السمع , عكس الأشعار التي فيها تأمل وروحانية وتسبيح لله وحب نعرفه ليس كما يدعو إليه الغرب وأهل الفسق , والأمر الثاني في الغناء يكون محرما الاستماع إليه إن كان مصحوبًا بآلات موسيقية كالمزمار والناي والبيانو والقيثارة والعود والطبل الذي يكون مقفل من جهتين وغيرها من آلات الطرب , باستثناء الدف الذي يكون على شكل دائرة مفتوح من جهة واحدة فيجوز للنساء فقط في ثلاثة مواضع في الزواج , وفي العيد , وعند قدوم المسافر .
ومن الأدلة على تحريم الغناء : حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام. في مثل ذلك أنزلت عليه هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ {لقمان:6}. والحديث حسنه الألباني وغيره، وأورده في السلسلة الصحيحة. وقد فسر ابن عباس باللهو في الآية: أي الغناء , وإذا لم يعتمد على الصحابة في أسباب نزول القرآن فعلى من يعتمد؟ ويضا الحديث الشريف: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
فإن أضفنا إلى هذا التحريم من يستخدم هذه الآلات ويسبح الله ويذكره مع مصاحبة آلات الطرب لتسبيحه فهو في قمة الجهل وقد دخل في بدع ابتدعها الصوفية في الدين لم يأمر بها لا الله ولا رسوله , ومثله ياأخي كمثل من اتخذ الأصنام واسطة وقربة بينه وبين الله , وهذا قد اتخذ الآلة التي حرمها إلى الله لتقربه منه سبحانه عن طريق الذكر والتسبيح .. حقا إنه لأمر عجيب لمن لايفقه ذاك ..
فأخبروني الآن ماهو الخلاف بين العلماء في هذه الآلات وقد وردت الأدلة صريحة في تحريمه , نعم الخلاف رحمة إن كانت المسألة خلافية , لكن لانرى خلافا هنا مع الصراحة والوضوح فيما ثبت في القرآن والسنة أما الفن كعموم فهو حلال بالتأكيد كأي أمر آخر يفيد المجتمع ويوصل رسالة هادفة عن طريقه للأمة
وأمر أخير كان بودي أن لاأتطرق له : وهو قول الكثير على المستقيمين أنهم متشددين , وتارة إرهابيين وأخرى رجعيين والحقيقة أن في الإسلام يوجد نوعين من الناس : مستقيم أو عاصي وليس تقسيم الناس اليوم على أهوائهم أن هناك متشدد وعادي وعاصي , ياسلام عليكم , بالله عليكم أخبروني هؤلاء من ينصح من أهل الحسبة من يتبعون ولماذا ينصحون وممن أخذوا الأحكام والحلال والحرام أليس هو حكم الله وحكم رسوله , يعني أنتم الآن حين تقولون عنهم متشددين فتوجهون هذا الاتهام بالتشدد من غير قصد منكم للرسول صلى الله عليه وسلم وتنعتون حكم الله بأنه حكم متشدد والله لم يحرم علينا ويحلل لنا ويسكت عن أشياء إلا رحمة ورأفة بعباده يعلم بمصلحتهم ويعلم مايفسدهم ويبعدهم عنه , فمالي أرى بني قومي يتمادون في هذه التسميات ويصرون عليها ويحزنون قلب أخوانهم ؟
أما عن أسلوب أهل الحسبة والناصحين فهم لهم طبائع كبقية البشر منهم الغليظ في أسلوبه ونصيحته ومنهم اللين ومهما كان هم أرادوا النصية وجزاهم الله خيرا , وخير أسلوب هو أسلوب الرسول الذي قال الله فيه ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) , والرجل الذي عفا لحيته في قصتك وجزاه الله خيرا على إعفاء اللحية فهي من علامات الاستقامة وواجب على الرجال إعفائها لمخالفة المجوس , كان أسلوبه غليظا قليلا ولكن هذا لايعني ذمه , ثم أنك صورت بعضا ممن يتصف بذلك رغم أن الكثير من أهل الحسبة والأئمة يتسمون بالدماثة والأسلوب المحبب في القلب حال النصح فلماذا لم تأتي بهذه النوعية وتصفها فهم أكثر ممن اتصفوا بالغلظة , ثم ليت هذا العازف يغني مجرد غناء وأشعار وألحان جميلة منوعة يرددها إنماهو تسبيح لله وهنا يدخل في مجال البدعة وهذا خطر على عقيدة المسلم , طبعا هذا تخميني وفهمي لما قرأته .
أخيرا ...
هو نقاش لابد أن نوضح فيه الحق من غيره ونحن لانرضى بأن نمر على الخطأ ونسكت عليه وكلامي ليس موجه للأشخاص بعينهم إنما تعليقي على بعض الألفاظ والأخطاء في الفكر , وإلا مافائدة قلمي إن لم ينافح , فاللهم اشهد أني برأت ذمتي والهداية بيدك
[ براة الجودي ]

[مصطفى حمزة]

رغم إعجابي بأسلوبك في الطرح الأدبي للقصة إلا أنَّ لي تعليق بعد إذنك وأرجو أن يتقبل الجميع رأيي بصدر رحب ..
الفنون كثيرة ياإخوتي . فن المعمارية , فن الرسم , الغناء , التمثيل , الشعر, وغيرها الكثير الكثير مما لايعد ولايحصى ..
عند الولوج لأي فن ما والبدء بالتفاني به فعلينا أن نجتنب الحرام فيه , فوالله إني لتاركة فن محبب إلى قلبي إن كان فيه معصية لله , لنرى مثلا التمثيل حلال وفن جميل نوصل للآخرين رسائل قوية ومفيدة وحلول وأهداف
ولكن مالمحرم في التمثيل ؟ اختلاط النساء بالرجال وخروجهن متبرجات , أما إن كان مسرح خاص بالنساء فلا مانع من تعلمهن ذلك , الرسم مالمحرم فيه ؟ الحرام هو رسم ذوات الأرواح قد ورد حديث صريح في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم : " كل مصوّر في النار " وقوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ، الذين يضاهئون بخلق الله " ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " , وأرى اليوم الكثير من الشباب والفتيات يرسم دون الالتفات لعظمة هذه الأحاديث , وماأذكره أن أحد العلماء حينما سألوه وكيف يكون محرم والأفلام الكرتونية للأطفال قد ملأتها الأفكار الفاسدة فقال : هذا مما عمت به البلوى فلابأس بالبديل , أما أن يُفتح المجال لأجل الاستمتاع ورسم ذوات الأرواح عبثا فنحن نقول ماقاله الأئمة والعلماء المعتبرين أنه لايجوز ..
ومثل ذلك الغناء الغناء ليس محرما وهو مما ترتاح له النفس وتسعد وتغير روتين حياتها وهو في أصله شعرا قد لُحِّن بألحان بديعة وعذبة تطرب لها الأرواح لكن مالمحرم فيه : إن كان ذا الغناء الذي في أساسه شعرا عبارة عن كلام فاحش فهو لايجوز لأنه يفسد القلب ويقسيه وعلينا أن نتذكر جيدا أن الأذن تزني وزناها السمع , عكس الأشعار التي فيها تأمل وروحانية وتسبيح لله وحب نعرفه ليس كما يدعو إليه الغرب وأهل الفسق , والأمر الثاني في الغناء يكون محرما الاستماع إليه إن كان مصحوبًا بآلات موسيقية كالمزمار والناي والبيانو والقيثارة والعود والطبل الذي يكون مقفل من جهتين وغيرها من آلات الطرب , باستثناء الدف الذي يكون على شكل دائرة مفتوح من جهة واحدة فيجوز للنساء فقط في ثلاثة مواضع في الزواج , وفي العيد , وعند قدوم المسافر .
ومن الأدلة على تحريم الغناء : حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام. في مثل ذلك أنزلت عليه هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ {لقمان:6}. والحديث حسنه الألباني وغيره، وأورده في السلسلة الصحيحة. وقد فسر ابن عباس باللهو في الآية: أي الغناء , وإذا لم يعتمد على الصحابة في أسباب نزول القرآن فعلى من يعتمد؟ ويضا الحديث الشريف: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
فإن أضفنا إلى هذا التحريم من يستخدم هذه الآلات ويسبح الله ويذكره مع مصاحبة آلات الطرب لتسبيحه فهو في قمة الجهل وقد دخل في بدع ابتدعها الصوفية في الدين لم يأمر بها لا الله ولا رسوله , ومثله ياأخي كمثل من اتخذ الأصنام واسطة وقربة بينه وبين الله , وهذا قد اتخذ الآلة التي حرمها إلى الله لتقربه منه سبحانه عن طريق الذكر والتسبيح .. حقا إنه لأمر عجيب لمن لايفقه ذاك ..
فأخبروني الآن ماهو الخلاف بين العلماء في هذه الآلات وقد وردت الأدلة صريحة في تحريمه , نعم الخلاف رحمة إن كانت المسألة خلافية , لكن لانرى خلافا هنا مع الصراحة والوضوح فيما ثبت في القرآن والسنة أما الفن كعموم فهو حلال بالتأكيد كأي أمر آخر يفيد المجتمع ويوصل رسالة هادفة عن طريقه للأمة
وأمر أخير كان بودي أن لاأتطرق له : وهو قول الكثير على المستقيمين أنهم متشددين , وتارة إرهابيين وأخرى رجعيين والحقيقة أن في الإسلام يوجد نوعين من الناس : مستقيم أو عاصي وليس تقسيم الناس اليوم على أهوائهم أن هناك متشدد وعادي وعاصي , ياسلام عليكم , بالله عليكم أخبروني هؤلاء من ينصح من أهل الحسبة من يتبعون ولماذا ينصحون وممن أخذوا الأحكام والحلال والحرام أليس هو حكم الله وحكم رسوله , يعني أنتم الآن حين تقولون عنهم متشددين فتوجهون هذا الاتهام بالتشدد من غير قصد منكم للرسول صلى الله عليه وسلم وتنعتون حكم الله بأنه حكم متشدد والله لم يحرم علينا ويحلل لنا ويسكت عن أشياء إلا رحمة ورأفة بعباده يعلم بمصلحتهم ويعلم مايفسدهم ويبعدهم عنه , فمالي أرى بني قومي يتمادون في هذه التسميات ويصرون عليها ويحزنون قلب أخوانهم ؟
أما عن أسلوب أهل الحسبة والناصحين فهم لهم طبائع كبقية البشر منهم الغليظ في أسلوبه ونصيحته ومنهم اللين ومهما كان هم أرادوا النصية وجزاهم الله خيرا , وخير أسلوب هو أسلوب الرسول الذي قال الله فيه ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) , والرجل الذي عفا لحيته في قصتك وجزاه الله خيرا على إعفاء اللحية فهي من علامات الاستقامة وواجب على الرجال إعفائها لمخالفة المجوس , كان أسلوبه غليظا قليلا ولكن هذا لايعني ذمه , ثم أنك صورت بعضا ممن يتصف بذلك رغم أن الكثير من أهل الحسبة والأئمة يتسمون بالدماثة والأسلوب المحبب في القلب حال النصح فلماذا لم تأتي بهذه النوعية وتصفها فهم أكثر ممن اتصفوا بالغلظة , ثم ليت هذا العازف يغني مجرد غناء وأشعار وألحان جميلة منوعة يرددها إنماهو تسبيح لله وهنا يدخل في مجال البدعة وهذا خطر على عقيدة المسلم , طبعا هذا تخميني وفهمي لما قرأته .
أخيرا ...
هو نقاش لابد أن نوضح فيه الحق من غيره ونحن لانرضى بأن نمر على الخطأ ونسكت عليه وكلامي ليس موجه للأشخاص بعينهم إنما تعليقي على بعض الألفاظ والأخطاء في الفكر , وإلا مافائدة قلمي إن لم ينافح , فاللهم اشهد أني برأت ذمتي والهداية بيدك
[ براة الجودي ]
------------
أختي الفاضلة براءة ، والكلام للجمع من إخوتي وأخواتي :
مع خالص الاحترام والتقدير لما أوردتهِ من أحكام وآراء شرعية حول بعض الفنون ، فإن المقام هنا ليس لهذا ، هنا نحن في قسم القصّة والمسرحيّة ، أمام نصوص أدبيّة لغويّة ، نقرؤها ونُبدي أراءنا حولها كفن لغوي ، ونوع أدبي ، ولابدّ أن نتطرق إلى الفكرة كعنصر من عناصر العمل الأدبيّ ، ولكن بعيداً عن التعصب لها أو عليها ، وبحيث لانكتفي بالحديث عنها فقط ، ولا يطغى الحديث عنها على حساب بقية العناصر .
دعونا في مقيلنا بواحة الحق والجمال ، نحاول الاستمتاع والسموّ ، بعيدين عن الجدال واجترار ما غُصت به الكتب ، ون كان لابدّ فلنتحاور بالحاضر الأهمّ من أمورنا تاركين ما فيه الخلاف
تحياتي لكم جميعاً

[براءة الجودي]

------------
أختي الفاضلة براءة ، والكلام للجمع من إخوتي وأخواتي :
مع خالص الاحترام والتقدير لما أوردتهِ من أحكام وآراء شرعية حول بعض الفنون ، فإن المقام هنا ليس لهذا ، هنا نحن في قسم القصّة والمسرحيّة ، أمام نصوص أدبيّة لغويّة ، نقرؤها ونُبدي أراءنا حولها كفن لغوي ، ونوع أدبي ، ولابدّ أن نتطرق إلى الفكرة كعنصر من عناصر العمل الأدبيّ ، ولكن بعيداً عن التعصب لها أو عليها ، وبحيث لانكتفي بالحديث عنها فقط ، ولا يطغى الحديث عنها على حساب بقية العناصر .
دعونا في مقيلنا بواحة الحق والجمال ، نحاول الاستمتاع والسموّ ، بعيدين عن الجدال واجترار ما غُصت به الكتب ، ون كان لابدّ فلنتحاور بالحاضر الأهمّ من أمورنا تاركين ما فيه الخلاف
تحياتي لكم جميعاً

أشكرك على توجيهك أستاذ مصطفى , وأعتذر على ذلك , في حفظ الله

[عبدالإله الزّاكي]

عفا عن لحيته بعد ان شحذ لسانه ثم استوى على منبر اوهامه ، انتفخت اوداجه واحمرت عيناه


امسك بلحيته يداعب شعيراتها المخضبة حناءا،استغرقه شعور بالرضا ،وانفرجت اساريره واقترب من جاره وهامسه:
-اتق ربك ، فانه سائلك يوم القيامة عن شبابك فيما افنيته ،فدع عنك هذا فاني والله اجزم بما لا يدع شكا لليقين ان اشتغالك بهده الالة بدعة اسلمتك الى ضلالة.
لم يتوقف العزف ،سالت الالحان شجية تسرد قصة الكون و آلامه ثم خاطب الشيخ برفق:
-هل تسلم ان كل ما في الكون يسبح بحمد الخالق الباري
-اي ورب الكعبة
-الاترى ان الالحان تسبيح وحمد لجلاله
-فليكن الامر كذلك
-فلم تنكر علي تسبيحي ؟
ولم يحر الشيخ ردا ،وكان يعرف ان جاره اهمل حقله فبارت ارضه ، ولم يحصد شيئا، وتمثل اهوال الشتاء جوعها وبردها
وعز عليه ان يكون على هذا الحال ،هل سيتغذى ويستدفئ الحانا؟ وغاب في حقله اياما اخرى يلاحق بقايا غلات ابية على الجمع.
افتقد جاره عند تساقط اولى الندف البيضاء ،بحث عنه في كل مكان ،فقيل له انه رافق الطيور المهاجرةبحثا عن دفئ المكان

لسنا هنا للحكم على القصة من الناحية الشرعية فليس هذا منبره، و إن كان للكاتب رأيه في الموضوع، و لسنا هنا لنتفق أو نختلف معه. و لكننا هنا لنحكم على القصة من الناحية الفنية و الأدبية. و قد وجدتها ماتعة السرد، متينة اللغة، و رائعة الحبك. و لا أخفي أنني استمتعت كثيرا بقرائتها على الرغم من أني أختلف مع أخي الكريم و أديبنا الراقي الجامعي بوشتة حول فكرة النص، و هذا لا يفسد للود قضية.

تحياتي و بالغ تقديري.

[الجامعي بوشتى]

لسنا هنا للحكم على القصة من الناحية الشرعية فليس هذا منبره، و إن كان للكاتب رأيه في الموضوع، و لسنا هنا لنتفق أو نختلف معه. و لكننا هنا لنحكم على القصة من الناحية الفنية و الأدبية. و قد وجدتها ماتعة السرد، متينة اللغة، و رائعة الحبك. و لا أخفي أنني استمتعت كثيرا بقرائتها على الرغم من أني أختلف مع أخي الكريم و أديبنا الراقي الجامعي بوشتة حول فكرة النص، و هذا لا يفسد للود قضية.

تحياتي و بالغ تقديري.
حياك الله اخي سهيل
والله اني لالمس فيك سماحة الكاتب والاديب الذكي الذي يملك النفس الرحبة التي تتسع
اللانسان كيف ما كانت معتقداته وآراؤه ، واني لا اختلف مع سماحة الاسلام لانني مسلم ادرك الكنه الحقيقي لديننا الحنيف
لكني اختلف مع ذوي الجهل المركب الذين ينصبون انفسهم دعاة فافسدوا الملة واطمعوا فينا الاعداء بتاجيج نار الفتنة
واتفق معك اخي انه يجب مقاربة النصوص فنيا .
مودتي

[الجامعي بوشتى]

رغم إعجابي بأسلوبك في الطرح الأدبي للقصة إلا أنَّ لي تعليق بعد إذنك وأرجو أن يتقبل الجميع رأيي بصدر رحب ..
الفنون كثيرة ياإخوتي . فن المعمارية , فن الرسم , الغناء , التمثيل , الشعر, وغيرها الكثير الكثير مما لايعد ولايحصى ..
عند الولوج لأي فن ما والبدء بالتفاني به فعلينا أن نجتنب الحرام فيه , فوالله إني لتاركة فن محبب إلى قلبي إن كان فيه معصية لله , لنرى مثلا التمثيل حلال وفن جميل نوصل للآخرين رسائل قوية ومفيدة وحلول وأهداف
ولكن مالمحرم في التمثيل ؟ اختلاط النساء بالرجال وخروجهن متبرجات , أما إن كان مسرح خاص بالنساء فلا مانع من تعلمهن ذلك , الرسم مالمحرم فيه ؟ الحرام هو رسم ذوات الأرواح قد ورد حديث صريح في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم : " كل مصوّر في النار " وقوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ، الذين يضاهئون بخلق الله " ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " , وأرى اليوم الكثير من الشباب والفتيات يرسم دون الالتفات لعظمة هذه الأحاديث , وماأذكره أن أحد العلماء حينما سألوه وكيف يكون محرم والأفلام الكرتونية للأطفال قد ملأتها الأفكار الفاسدة فقال : هذا مما عمت به البلوى فلابأس بالبديل , أما أن يُفتح المجال لأجل الاستمتاع ورسم ذوات الأرواح عبثا فنحن نقول ماقاله الأئمة والعلماء المعتبرين أنه لايجوز ..
ومثل ذلك الغناء الغناء ليس محرما وهو مما ترتاح له النفس وتسعد وتغير روتين حياتها وهو في أصله شعرا قد لُحِّن بألحان بديعة وعذبة تطرب لها الأرواح لكن مالمحرم فيه : إن كان ذا الغناء الذي في أساسه شعرا عبارة عن كلام فاحش فهو لايجوز لأنه يفسد القلب ويقسيه وعلينا أن نتذكر جيدا أن الأذن تزني وزناها السمع , عكس الأشعار التي فيها تأمل وروحانية وتسبيح لله وحب نعرفه ليس كما يدعو إليه الغرب وأهل الفسق , والأمر الثاني في الغناء يكون محرما الاستماع إليه إن كان مصحوبًا بآلات موسيقية كالمزمار والناي والبيانو والقيثارة والعود والطبل الذي يكون مقفل من جهتين وغيرها من آلات الطرب , باستثناء الدف الذي يكون على شكل دائرة مفتوح من جهة واحدة فيجوز للنساء فقط في ثلاثة مواضع في الزواج , وفي العيد , وعند قدوم المسافر .
ومن الأدلة على تحريم الغناء : حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام. في مثل ذلك أنزلت عليه هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ {لقمان:6}. والحديث حسنه الألباني وغيره، وأورده في السلسلة الصحيحة. وقد فسر ابن عباس باللهو في الآية: أي الغناء , وإذا لم يعتمد على الصحابة في أسباب نزول القرآن فعلى من يعتمد؟ ويضا الحديث الشريف: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
فإن أضفنا إلى هذا التحريم من يستخدم هذه الآلات ويسبح الله ويذكره مع مصاحبة آلات الطرب لتسبيحه فهو في قمة الجهل وقد دخل في بدع ابتدعها الصوفية في الدين لم يأمر بها لا الله ولا رسوله , ومثله ياأخي كمثل من اتخذ الأصنام واسطة وقربة بينه وبين الله , وهذا قد اتخذ الآلة التي حرمها إلى الله لتقربه منه سبحانه عن طريق الذكر والتسبيح .. حقا إنه لأمر عجيب لمن لايفقه ذاك ..
فأخبروني الآن ماهو الخلاف بين العلماء في هذه الآلات وقد وردت الأدلة صريحة في تحريمه , نعم الخلاف رحمة إن كانت المسألة خلافية , لكن لانرى خلافا هنا مع الصراحة والوضوح فيما ثبت في القرآن والسنة أما الفن كعموم فهو حلال بالتأكيد كأي أمر آخر يفيد المجتمع ويوصل رسالة هادفة عن طريقه للأمة
وأمر أخير كان بودي أن لاأتطرق له : وهو قول الكثير على المستقيمين أنهم متشددين , وتارة إرهابيين وأخرى رجعيين والحقيقة أن في الإسلام يوجد نوعين من الناس : مستقيم أو عاصي وليس تقسيم الناس اليوم على أهوائهم أن هناك متشدد وعادي وعاصي , ياسلام عليكم , بالله عليكم أخبروني هؤلاء من ينصح من أهل الحسبة من يتبعون ولماذا ينصحون وممن أخذوا الأحكام والحلال والحرام أليس هو حكم الله وحكم رسوله , يعني أنتم الآن حين تقولون عنهم متشددين فتوجهون هذا الاتهام بالتشدد من غير قصد منكم للرسول صلى الله عليه وسلم وتنعتون حكم الله بأنه حكم متشدد والله لم يحرم علينا ويحلل لنا ويسكت عن أشياء إلا رحمة ورأفة بعباده يعلم بمصلحتهم ويعلم مايفسدهم ويبعدهم عنه , فمالي أرى بني قومي يتمادون في هذه التسميات ويصرون عليها ويحزنون قلب أخوانهم ؟
أما عن أسلوب أهل الحسبة والناصحين فهم لهم طبائع كبقية البشر منهم الغليظ في أسلوبه ونصيحته ومنهم اللين ومهما كان هم أرادوا النصية وجزاهم الله خيرا , وخير أسلوب هو أسلوب الرسول الذي قال الله فيه ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) , والرجل الذي عفا لحيته في قصتك وجزاه الله خيرا على إعفاء اللحية فهي من علامات الاستقامة وواجب على الرجال إعفائها لمخالفة المجوس , كان أسلوبه غليظا قليلا ولكن هذا لايعني ذمه , ثم أنك صورت بعضا ممن يتصف بذلك رغم أن الكثير من أهل الحسبة والأئمة يتسمون بالدماثة والأسلوب المحبب في القلب حال النصح فلماذا لم تأتي بهذه النوعية وتصفها فهم أكثر ممن اتصفوا بالغلظة , ثم ليت هذا العازف يغني مجرد غناء وأشعار وألحان جميلة منوعة يرددها إنماهو تسبيح لله وهنا يدخل في مجال البدعة وهذا خطر على عقيدة المسلم , طبعا هذا تخميني وفهمي لما قرأته .
أخيرا ...
هو نقاش لابد أن نوضح فيه الحق من غيره ونحن لانرضى بأن نمر على الخطأ ونسكت عليه وكلامي ليس موجه للأشخاص بعينهم إنما تعليقي على بعض الألفاظ والأخطاء في الفكر , وإلا مافائدة قلمي إن لم ينافح , فاللهم اشهد أني برأت ذمتي والهداية بيدك
[ براة الجودي ]
سلام الله عليك اختاه براءة
جميل ما ذهبت اليه ، فانا لا اختلف معك لانني مسلم مؤمن ولكني
اقف موقف الرفض من هؤلاء الدعاة الين يطلون علينا صباح مساء من خلال قنوات مغرضة
يفتون بغير علم وبؤججون نار الفتنة بين المسلمين ،يكفرون ما شاؤوا ويرمون بالالحاد من ارادوا باسم الدين الاسلامي وهو بريئ
منهم
غير انني ادعوك اختاه الى مقاربة النصوص المبدة فنيا
شكرا لك اختي الكريمة

[د. سمير العمري]

قصة تتناول جانبا مهما من حياتنا وإن بدت منحازة تفرض رأيها على غيرها بما أوجد من ينهض لها معارضا ومناوئا.

والحقيقة أن النص لا يكون تناوله أدبيا فقط فالنص وسيلة تعبير وبيان وعليه فالمعنى المتضمن يجب أن يتم تناوله ومناقشته تماما كمناقشة المبنى من لغة وأسلوب وتركيب وصور وأخيلة. إن اي نص أدبي هو باختصار يحمل شقيه المبنى والمعنى وكلاهما متعلقان لا يمكن فصلهما ولا تحييد ألأحدهما أو تجاهله وإلا بات النص مبتورا وبات النقد مقصورا ومشوها.

والحقيقة أن هذا الذي وصفت به الحال في السطر الأول من ردي هو الحالة التي يتناولها النص هنا إلا وهي التطرف؛ التطرف بين النقيضين جنوحا عن الوسطية التي يقوم عليها ديننا ، والوسطية ليست الحلول الوسط بل الصواب والرشاد والحق بشموليته وعمق رؤيته.

إن الشيخ هنا تطرف إفراطا إلى حد ما حين قرر أن يكون واعظا بلا علم ولا فقه يكفي ليمارس هذا الدور ، وكثير من أمثال هؤلاء من يرى الدين بإعفاء اللحية وتقصير الثوب والعبث في الأسنان بالسواك.
وإن العازف هنا تطرف تفريطا جعله يعيش بلا أرب ولا هدف فلا يجد قوت يومه ويهاجر مع الطيور مشردا لا يهمه إلا الدفء والشهوات. وهذا يمثل الوجه الآخر لمعادلة التطرف.

المشكلة إذن ليس في كل ما ذكرت وذكرتم بل في مسألة التطرف في كل أمر بدل وسطية سمحاء تدرك أن فضل العالم وفضل العامل على العابد كفضل الشمس على سائر النجوم ، وأن من لا عمل له ولا أرب عنده لا قيمة له ولا معنى لوجوده ، وأن الحياة ساعة وساعة ، وأن الأساس في الأمور التحليل إلا إن بغت وتطرفت فكثير العبادة حرام وكثير اللهو حرام.

أما النص فقد جاء جيدا نوعا مع وجود بعض الشوائب المتفرقة كما يلي:

عفا عن لحيته بعد ان شحذ لسانه ثم استوى على منبر اوهامه
عفا الشيء غير عفا عن الشيء ، عفا غير أعفى ، والصواب هنا أعفى لحيته.
ثم لعلني رأيت النص لا يرسم همزات القطع في أماكنها وقد أشرت إلى موضعين هنا في أول جملة كمثال على أن تراعي رسمك الهموات مستقبلا فهذا حق الكلمة.

قد صرف اياما قائضة في مغالبة وكد
القيض غير القيظ ، والقيظ هو شدة حر الصيف.

وعزف تراتيل هابطة من ملكوت السماء
هذا قول عظيم بما شبه العزف بالتراتيل السماوية فاستعذ بالله من الشيطان!

امسك بلحيته يداعب شعيراتها المخضبة حناءا
بل حناء بدون ألف.

وانفرجت اساريره واقترب من جاره وهامسه:
المهامسة غير الهمس والسياق هنا لا يمكن أن يكون فيه مهامسة.

-الاترى ان الالحان تسبيح وحمد لجلاله
أولا أجدر بك أن تكتب ألا ترى هكذا.
ثم ثانيا أرى أن قولك هذا لا يبرر بل هو مقحم يعتمد القياس الخاطئ المغرض ، وإلا فهل من يلحن في أعراض الناس مثلا أو من يغتاب أو من يكذب أو من يسيء بأي شيء يدخل في سياق المسبحين بحمد الله وجلاله؟؟ أي قول هذا؟؟

وكان يعرف ان جاره اهمل حقله فبارت ارضه
وهل هذا أمر يبرر؟؟ أليس هو كما قلنا نقيض التطرف بأفراط في اللهو كما أفرط جاره في الوعي وفي النصح؟؟

بحث عنه في كل مكان ،فقيل له انه رافق الطيور المهاجرةبحثا عن دفئ المكان
بل دفء المكان.


تقديري

[آمال المصري]

بعيدا عن الفكرة التي دارت حولها مادة النص
استمتعت بأسلوب سردي راقي رائق ثر اللغة وحرف مكين لقاص ماهر
بوركت أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي