المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأي للحوار ...



أمير المعالي
22-02-2003, 08:24 AM
ذكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رأياً في كتابه : " مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها " ، بعد أن تكلم عن الشعر وموقف الشرع منه وأنه لابد أن يكون لخدمة الرسالة فقط ، فقال :

( والسؤال الذي نطرحه : ما الحكمة من هذا الموقف الذي تتخذه الأصول الإسلامية من الشعر ؟ الجواب يتمثل في عدة أسباب هي :

السبب الأول ؛ يكمن في بنية الشعر نفسه التي تفرز عدة مضاعفات سلبية في النفس الإنسانية ، ومن هذه المضاعفات أن تعلم الشعر وتذوقه يؤدي إلى تكوين ما نسميه : " العقلية الشاعرية " و " القيم الشاعرية " ، وهما ينتهيان بالإنسان إلى الاتصاف بصفات أهمها : أولاً ؛ القناعة ببلاغة الكلمة دون العمل ، فالعقلية الشاعرية تعطي الكلام من القيمة أكثر مما يستحق . بل إنها لتجعل الكلام نهاية المطاف في الجهود التي تبذل لمواجهة المشكلات والأخطار . ولذلك كانت العقلية العربية التي نشأت في حضانة الشعر عقلية تقف عند حد الإعجاب بالكلام دون العمل ......

والمظهر الثاني لمضاعفات ـ التفكير الشاعري ـ هو عدم الواقعية . ..... وما يسمى في الشعر بـ " الخيال العذب " هو مظهر من مظاهر " أحلام اليقظة " التي هي مرض نفسي مشتت للأذهان ، مذهب للطاقات العقلية في خيالات لا وجود لها .....

والمظهر الثالث لمضاعفات التفكير الشاعري أنه يقتل التفكير العملي ......

والسبب الثاني الذي جعل الأصول الإسلامية تحرص على تزكية الثقافة من الشعر ومناهجه هو أن الشعر مخالف للتفكير العقلاني ..... الخ ) . ص 211 وما بعدها .

كلي أمل في أن أرى حوارا راقيا من الأساتذة الكرام .

عدنان أحمد البحيصي
23-02-2003, 01:10 PM
اخي الكريم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح "
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ماهية الشعر فعبر عنه بلفظ كلام
ومن الكلام ما يكون قبيحا وقد نهي عنه
ومنه ما يكون حسنا فهذا مأمور به
لذا راينا النبي صلى الله عليه وسلم استعان بالشعراء
فيقول لحسان "اهجهم وروح القدس معك "
اما ما ذكرته أن "؛ القناعة ببلاغة الكلمة دون العمل ، فالعقلية الشاعرية تعطي الكلام من القيمة أكثر مما يستحق . بل إنها لتجعل الكلام نهاية المطاف في الجهود التي تبذل لمواجهة المشكلات والأخطار . ولذلك كانت العقلية العربية التي نشأت في حضانة الشعر عقلية تقف عند حد الإعجاب بالكلام دون العمل ......" انتهى الاقتباس

فهذا انما يكون في النفس التي رضيت بالدنايا وعفت عن المعالي ، والنفوس تختلف فمنهم من يقع الشعر على سمعه فيطربه ومنهم من يقع على قلبه فيحركه حتى اذا حركه صار كأنه بركان تفجر
ولذا راينا الصحابة رضوان الله عليهم ينشدون في المعارك ويترنمون بابيات الشعر الحماسية مثل
لولاك اللهم ما اهتدينا ،،،،، ولا صمنا ولا صلينا
فثبت القلوب لو لاقينا ،،،،، وادم نعمائك علينا
هذا في واقع الجهاد اما في واقع التربية فللشعر الاثر الكبير وللنظر الى الامام الشافعي يخبرنا بسبب سوء الحفظ بكلمات وجيزة فصيحة فيقول
شكوت الى وكيع سوء حفظي ،،،،،، فأرشدني الى ترك المعاصي
وانبأني بأن العلم نور ،،،،،،،،، ونور الله لا يهدى لعاصي
اذن من الرجال من يترجمون الشعر الى واقع ومنهم من يعتبره مجرد كلام حسن ويقتنع ببلاغة الكلام دون العمل

واما بخصوص النقطة الثانية " لمضاعفات ـ التفكير الشاعري ـ هو عدم الواقعية . ..... وما يسمى في الشعر بـ " الخيال العذب " هو مظهر من مظاهر " أحلام اليقظة " التي هي مرض نفسي مشتت للأذهان ، مذهب للطاقات العقلية في خيالات لا وجود لها ....."
فأنا مع الباحث في ان الخيال يسهم في البناء الشعري اسهاما كبيرا ولكن الاغراق في الخيال يفقد الابيات رونقها وجمالها فالمطلوب من الشاعر عدم الاغراق في الخيال من غير فائدة ولكن ان تصف الابيات منظرا خياليا لتقابل الفرسان وتعارك الرجال والشجعان هذا مما يلهب حماسة المجاهدين، وكذلك وصف الجنان يستحث العاملين على العمل ، والجالسين على اللحوق
اذا واقعية الابيات لا تتحدد الا في المواضيع التي تتكلم عنها الابيات الشعرية

اما بخصوص النقطة الثالثةوالسبب الثاني الذي جعل الأصول الإسلامية تحرص على تزكية الثقافة من الشعر ومناهجه هو أن الشعر مخالف للتفكير العقلاني ..... الخ ) . ص 211 وما بعدها .

اقول ان بعض الامور قد تبدو غير عقلانية او لا يتصورها العقل البشري كصفات الله التي لا يعلم كيفيتها فهي ليست خيالية ولكنها غير عقلانية اي لا يستطيع البشر بعقلهم الضعيف ان يتصور كيفيتها ولذا فاذا نظرنا الى نونية ابن القيم الشعرية رأيناها العمدة في العقيدة الاسلامية مع انها تكلمت على اشياء لا يستطيع تصورها بالعقل ولكن ينبغي للمسلم ان يسلم بما جاء فيها من نقل
ولا يعني هذا ان كل الشعر غير عقلاني ، كلا فهناك امور غاية في العقلانية يتصورها الانسان ويطيق عقله تصورها وان يعرف كيفيتها
كوصف الحروب والصحابة والرثاء والحماسة وغيرها
بارك الله فيكم وسامحوني على الاطالة

أمير المعالي
26-02-2003, 06:35 PM
جزاك الله خيرا أخي عدنان .

هل من مزيد ! :011:

د. سمير العمري
04-03-2003, 02:13 AM
أخي الكريم أبا المعالي:

إن ما تقدم عن الشعر من رأي أدرجته في مشاركتك إنما يتحدث عن ذلك النوع الذي نهى الله عنه في قوله (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) (الشعراء:224-226) وهم كثر في هذا الزمان للأسف الشديد وهم من نسعى بجهد الخيرين الأتقياء بمثل هذا المنبر الصادق في الواحة أن نقف في زجه مثل هذا المد الفاسد في مجمله ولنصحح المسار إلى أن يكون الشعر وسيلة لا غاية وضرورة لا ترفاً ....

أما الشعر إن سما واتقى وسعى ليخدم لا ليهدم وليشحن الهمم لا ليقتل الذمم فهو ضرورة قد استخدمها المسلمون الأوائل كما أشار أخي الكريم عدنان الإسلام بل وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتجازه لبعض النظو كقوله:

أنا النبي لا كذب ***** أنا ابن عبد المطلب

وورد عنه أيضاً استحسانه للشعر بل والحث عليه كما ورد في مواقف تحتاج للحماسة أو الاحتفال أو الحث على فضيلة بل وجاز التغزل العفيف والذي يلتزم بأخلاق الإسلام ويحث على التعفف والصدق في المودة ....

وعليه فإن الشعر كان وسيظل بإذن الله ديوان العرب حفظ اللغة بعد القرآن واعتمد عليه المفسرون في تفسير بعض ألفاظ القرآن الكريم بالاستشهاد وكان مؤرخاً للعرب حافظاً لنسبهم ناقلاً لقيمهم وتراثهم وفكرهم معبراً عن آرائهم على مدى القرون. إن دور الشعر في زماننا هذا قد شوه ومبناه قد بدل ومعناه قد ابتذل ومن هنا جاء الرأي بما أسلفت أخي أبا المعالي ولكن سيبقى الشعر شعراً وديواناً ودرة الأدب العربي الزاخر مهما أعمل المغرضون وأشكلوا.

إن الواحة قد وجدت لتتصدى لهذه الموجة غير الأصيلة المتتبعة خطو الآخرين لتكون القلعة الصادقة الشامخة لكل محاولات هدم الشعر معناه ومبناه وليقوم الشعر بدوره في الرقي بفكر هذه الأمة وتحفيز قدراتها والتباهي بأمجادها والتعبير عن كينونتها ووجودها الثقافي والفكري والعلمي ....

لقد كان في رد أخي عدنان الإسلام شمولية في التوضيح تفصيل في الرد أما ما أضفت فلا يعدو أن يكون من باب التأكيد على ذلك بشكل عام وسريع.

تحياتي وتقديري

أبو القاسم
09-03-2003, 10:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...

ذروني أتكلم عن الخيال لوحده ، إن الغرق في الخيال يفقد العقل الواقعية ، أو التركيز على الاستيعاب ، وقد يصل إلى حد الجنون عافانا الله واياكم ، هذا إن كان في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأما كما قال شيخي عدنان ، فإن تخيل المعارك والجهاد وحياة السلف الصالح يعطي دفعة إلى الأمام ، كجرعة نبيذ التمر الطاهر والغير مسكر .

وأكثر من يقع في هذين الخيالين هم فئة الشباب خاصة ، حيث أن الفتى يحلم بأمور عظيمة بالنسبة له ، أنتم أدرى بها ، لذلك كثير منهم هداهم الله لا يرون مصلحتهم إلا قليلا ، وأما في الشق الآخر وهو المتحمسين للنصر والجهاد ، فإنا نراهم مندفعين إلى الأمام وراءهم وأحيانا يقعون في أخطاء أعمالهم ، وهذا يزيدهم ‘ندافاعاً مع الحذر الشديد كي لا تتكرر تلك الأخطاء ، وهنا نسميها الشجاعة ..

آسف قد خرجت عن الموضوع ، أما الخيال الشعري ، فيكفي الشاعر أن يأتيه خياله البسيط الغير معقد بنفسه ويجعله ينطق به في شعره ، على عكس من يقطعون أسفاراً لأجل الحصول عليه .. والفرق واضح :v1:

معاذ الديري
30-03-2003, 04:03 AM
اعتقد ان الخيال الشعري تهمة جميلة . ولو كان شبابنا يتصفون بها لانتهت كثير من مشاكل الواقعية التي جعلت منا كائنات بلا عاطفة .
والاصول الشرعية واللغوية استغلت الشعراستغلالا عمليا وقعيا افقده مضمونه في نظري الخاص.
فالشعر ككلمة من الشعور . ولكنهم رحمهم الله استعملوه ارشيفا ينظم قواعد معقدة ليسهل حفظها كالشاطبية والجزرية والفية ابن مالك.وغيرها كثير .

العقد التفسية التي ذكرت او ذكرها مصدركم الموقر تاتي بشعر او بغيره. فاحلام اليقظة تتلف حياة ثلث مجتمعاتنا التي اصبحت المظلاهر همها الاول والوحيد غالبا.دون ان تكون لديهم ذرة من شعر او شعور.
وبالتالي فايقاع اللوم على الشعر امر فيه كثير من الظلم, و من خلال ملاحظاتي في صفوف المراهقين (وهم الاكثر حساسية) فان الذي يهتم بالشعر هو غالبا يكون الاكثر ترتيبا وعملانية ورومانسية ايضا .. لا انكر شرود ذهنه ولكن انظر الى عقد اخرى عند اقرانه وقارن.

اعجبني تبرير السبب الاول والمسه كثيرا حتى في نفسي فالعرب هم صانعوا الكلام واحيانا فقط..


الذي اريد قوله اننا دين التوسط فكل انسان يخبئ شاعرا من نوع ما.
واذكر في هذا الصدد كتاب غزل الفقهاء للشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله تعالى.
شكرا لطرحك الجميل وقد لفت نظري لاشياء غابت زمنا.
تقبل تحياتي.