المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطّعن أيديهُنّ



محمود موسى
07-12-2012, 12:23 PM
وآتت كلَّ واحدةٍ أتَتْ منهُنّ سكينا..
أشارت لاسمِها فوق الغلافِ
على كتابِ الشِّعْرِ إهداءً.. وتكوينا..
وجاءت باسطواناتِ القصائدِ
مِثْلَ أطباقٍ
جمَعْنَ قصائِدِي تينًا.. وزيتونا..
وقالت لي بظَهْرِ الغيبِ
لا تَخْرُجْ عليْهِنّ استرِحْ
فالشِّعْرُ قاضينا..
وصوتُكَ مثلمَا روحٌ نحَضّرُها
على شرفِ السُّمُوّ كحِلْيةٍ
زانَتْ أمانينا
يصُبُّ قصيدَهُ الفَوْرِيَّ في كأسٍ
تدُورُ بهِ قلوبُ الحالِماتِ كثلجةٍ
جعلَتْ من الأبياتِ ساحاتٍ.. ميادينا
وقالتْ قَبْلَها فارفقْ بحَسْناواتِكَ اللاتي
حَضَرْنَ بمَوْسِمِ الزيتونِ
حينَ أتَيْنَ بستانك..
فإن قلوبَهُنّ تألّمَتْ في حِرْصِها حينا
فصاحبةٌ
يؤرّقُها بقاءُ الحُزنِ
يَسْكُنُ غرفةَ التحنيطِ
يستلقِي على ركنِ الغيابِ
معلّلاً طولَ البقاءِ بحُبّهِ للهالةِ السَّوْداءِ
تحتَ العينِ؛ قال
ظلالُها بالوَجْدِ تسقينا !
وأخرَى لا يؤرّقُها سوى حجَرٍ
سَتُسقِطُهُ الغصونُ على جبينِ الماءِ
سوف تهيجُ صورتُها
وتهربُ حينَ تلتَهِمُ التعاريجُ الملامحَ
غيلة ً وتقولُ: كان الغُصْنُ مجنونا..
وصاحبةٌ مؤَرّقَةٌ بأنّ الشمسَ
تغمضُ عينها اليسْرَى فيأتي الغيمُ
يستَتِرُ النهارُ محَيّرًا فينا
وصاحبةٌ
تؤَرّقُ ليلَهَا أشباحُ حرّيّة..
تقولُ بأنّ هذا الكونَ متّسِعُ المقاسِ
حياتُها دخلَتْ صراعَ الوقتِ
كان الوقتُ مِنْ ذهبٍ
وصارَ كقشْرَةٍ صفرا ترائينا..
وصاحبةٌ
قد انصهَرَتْ ظلال الكَوْنِ تَتْبَعُها
بإعجابٍ ولكنْ ساءَها
أن العصافيرَ التي وقفَتْ على الغصنِ
القريبِ هناكَ ليسَتْ تُتْقِنُ التلحينَ
أو حتى أقرّب هاهنا المعنى أقولُ
بأنَّ عصفورًا بها قد تاهَ
لم يَضْبِط سياقَ اللحنِ مقرونًا بخُطْوَتِها
فكاد اللحنُ يُربِكُها
وكان العزفُ تَخْمينا..
وصاحبةٌ.. وصاحبةٌ..
هنا قطّعْنَ أيديهُنّ تصفيقًا
وقد صِرْنَ ارتِجالاً بين أبياتي
ترَيْنَ ظلالَهُنّ على جدار قصيدتي حتى
زرَعْنَ الحُسْنَ في قلبي.. فدادينا

عادل العاني
07-12-2012, 01:15 PM
الأخ الشاعر الكبير محمود
قصيدة رائعة بكل المعاني
تضمنت الكثير من الصور الشاعرية والفلسفية
وربما توقفت كثيرا عند مطلعها وأعدت قراءته أكثر من مرة, لكون الصورة المرسومة توحي أنها مقتبسة من القرآن الكريم.
وأرجو أن أكون مخطئا في ذلك.

تحياتي وتقديري

محمود موسى
07-12-2012, 01:59 PM
الأخ الشاعر الكبير محمود
قصيدة رائعة بكل المعاني
تضمنت الكثير من الصور الشاعرية والفلسفية
وربما توقفت كثيرا عند مطلعها وأعدت قراءته أكثر من مرة, لكون الصورة المرسومة توحي أنها مقتبسة من القرآن الكريم.
وأرجو أن أكون مخطئا في ذلك.

تحياتي وتقديري

أشكرك صديقي على هذا الثناء اللطيف
ولكني دعني أسأل .. وما المشكلة في كون "الصورة" مقتبسة من القرآن الكريم؟

عادل العاني
07-12-2012, 02:04 PM
أخي العزيز محمود
شكرا على ردك ورحابة صدرك
أنا شخصيا لا أحبذ الإقتباس من القرآن الكريم في غير أهدافه, والقصيدة ليست صوفية.
والقرآن ليس شعرا وهذا مثبت في مواضع كثيرة.

ويبقى هذا رأيا شخصيا.

تحياتي وتقديري

محمود موسى
07-12-2012, 02:18 PM
أخي العزيز محمود
شكرا على ردك ورحابة صدرك
أنا شخصيا لا أحبذ الإقتباس من القرآن الكريم في غير أهدافه, والقصيدة ليست صوفية.
والقرآن ليس شعرا وهذا مثبت في مواضع كثيرة.

ويبقى هذا رأيا شخصيا.

تحياتي وتقديري

احترامي الجم لشخصك ولرأيك حتى وإن اختلفت معه أخي الحبيب

سهى رشدان
07-12-2012, 04:04 PM
أحييّك ْ
على هذه القصيدة
تحمِلُ الكثير من الصور
ومن الجمال ْ الشعوري
سلمت ْ يداك ْ

ماهر يونس
07-12-2012, 10:54 PM
وآتت كلَّ واحدةٍ أتَتْ منهُنّ سكينا..
أشارت لاسمِها فوق الغلافِ
على كتابِ الشِّعْرِ إهداءً.. وتكوينا..
وجاءت باسطواناتِ القصائدِ
مِثْلَ أطباقٍ
جمَعْنَ قصائِدِي تينًا.. وزيتونا..
وقالت لي بظَهْرِ الغيبِ
لا تَخْرُجْ عليْهِنّ استرِحْ
فالشِّعْرُ قاضينا..
وصوتُكَ مثلمَا روحٌ نحَضّرُها
على شرفِ السُّمُوّ كحِلْيةٍ
زانَتْ أمانينا
يصُبُّ قصيدَهُ الفَوْرِيَّ في كأسٍ
تدُورُ بهِ قلوبُ الحالِماتِ كثلجةٍ
جعلَتْ من الأبياتِ ساحاتٍ.. ميادينا
وقالتْ قَبْلَها فارفقْ بحَسْناواتِكَ اللاتي
حَضَرْنَ بمَوْسِمِ الزيتونِ
حينَ أتَيْنَ بستانك..
فإن قلوبَهُنّ تألّمَتْ في حِرْصِها حينا
فصاحبةٌ
يؤرّقُها بقاءُ الحُزنِ
يَسْكُنُ غرفةَ التحنيطِ
يستلقِي على ركنِ الغيابِ
معلّلاً طولَ البقاءِ بحُبّهِ للهالةِ السَّوْداءِ
تحتَ العينِ؛ قال
ظلالُها بالوَجْدِ تسقينا !
وأخرَى لا يؤرّقُها سوى حجَرٍ
سَتُسقِطُهُ الغصونُ على جبينِ الماءِ
سوف تهيجُ صورتُها
وتهربُ حينَ تلتَهِمُ التعاريجُ الملامحَ
غيلة ً وتقولُ: كان الغُصْنُ مجنونا..
وصاحبةٌ مؤَرّقَةٌ بأنّ الشمسَ
تغمضُ عينها اليسْرَى فيأتي الغيمُ
يستَتِرُ النهارُ محَيّرًا فينا
وصاحبةٌ
تؤَرّقُ ليلَهَا أشباحُ حرّيّة..
تقولُ بأنّ هذا الكونَ متّسِعُ المقاسِ
حياتُها دخلَتْ صراعَ الوقتِ
كان الوقتُ مِنْ ذهبٍ
وصارَ كقشْرَةٍ صفرا ترائينا..
وصاحبةٌ
قد انصهَرَتْ ظلال الكَوْنِ تَتْبَعُها
بإعجابٍ ولكنْ ساءَها
أن العصافيرَ التي وقفَتْ على الغصنِ
القريبِ هناكَ ليسَتْ تُتْقِنُ التلحينَ
أو حتى أقرّب هاهنا المعنى أقولُ
بأنَّ عصفورًا بها قد تاهَ
لم يَضْبِط سياقَ اللحنِ مقرونًا بخُطْوَتِها
فكاد اللحنُ يُربِكُها
وكان العزفُ تَخْمينا..
وصاحبةٌ.. وصاحبةٌ..
هنا قطّعْنَ أيديهُنّ تصفيقًا
وقد صِرْنَ ارتِجالاً بين أبياتي
ترَيْنَ ظلالَهُنّ على جدار قصيدتي حتى
زرَعْنَ الحُسْنَ في قلبي.. فدادينا


الله الله الله يا محمود!‏
كنت بليغا هنا
ثم،‏
أحببتك‎

محمود موسى
08-12-2012, 10:44 AM
أحييّك ْ
على هذه القصيدة
تحمِلُ الكثير من الصور
ومن الجمال ْ الشعوري
سلمت ْ يداك ْ

شكرا لكِ سهى
أضأتِ هنا

محمود موسى
08-12-2012, 10:45 AM
الله الله الله يا محمود!‏
كنت بليغا هنا
ثم،‏
أحببتك‎


أحَبّك الله أخي الحبيب
كل الشكر لك

أحمد رامي
09-12-2012, 01:02 AM
قصيدة جميلة رائقة , تميزت بتداخل صورها ومعانيها ,
أحسنت .
تحياتي ..

ربيحة الرفاعي
09-12-2012, 01:47 AM
الله الله
عذوبة موسيقاها ساحرة وصورها بهيجة باهرة وحرفها لين منساب
طربت لجميل حرفك شاعرنا
لا فض الله فاك

وأهلا بك في واحتك

تحاياي

نادية بوغرارة
09-12-2012, 08:20 PM
قصيدة جميلة ، وصور عميقة وفيها إبداع .

الشاعر محمود موسى ،

دمت متألقا .