تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قد حان الموعد



براءة الجودي
09-12-2012, 09:30 PM
أعجبتني قصةُ أختنا كاملة بدرانة في ( بوابات الكهف ) وتذكرتُ من خلالها قصة قديمة جدا لي فأحببتُ أن تشاركوني آرائكم في خربشاتي القديمة , ولاأخفيكم اني محرجة من عرضها فإني اراها دون المستوى :009:

__________________________________________________ ______

( قد حان الموعد )


كنتُ فوق طائرٍ ضخم الجثة عظيم الريش ذو جناحين كبيرين يحلقُ بي في الفضاء الواسع , شعرتُ بالنعاس يداهمني ويلعب بأجفاني تدرج في النزول حتى وقع في الأرض ورماني معه في تلك المفازة المخيفة حيث تحيطها أشباحُ الجبال , ارتعدتُ ارتعادةَ خوفٍ وضياع , لم أجد ملجأً وقد حان وقتُ الغروب , أدرت ظهري للخلف فإذا بي أجد كهفا اتجهت إليه مسرعا عله يكون كملجأ لي ريثما أرى الحل مع هذا المكان الغريب ،ولجت إليه والظلام حالك لم أعد أرى شيئا فاستندت على أحد جدرانه جلست أعبث بطرق الحائط حيث كان يصدر صوتا يهيئ للسامع أنه ليس صلبا وكأنه بابا مخفيا وقد تحقق ماظننته لآخر طرقاتي القوية لاأعلم مالذي ضغطت عليه يبدو أنه كان زرا ..! فإذا به يُفتح تملكني الخوف , نور ساطع أعمى بصري ، دخلتُ مدينة شاهقة المباني , ازداد عجبي عندما رأيت أناسا سكارى وماهم بسكارى غشاهم الجهل رغم حضارتهم يتخبطون في خضم الفتن دخلت بين ازدحامهم حتى لكأني نملة تمشي بينهم , أخذت أتجول في المدينة يبدو أنها حديثة ومتطورة،أثار فضولي إحدى فنادقها العامرة وكأنه شكل قارب منظره براق دلفت إليه وليتني لم أفعل ،نساء كاسيات عاريات، النبيذ يملأ المناضد ،عهر وفساد،صخب وجلبة غادرت المكان وأكملت طريقي شارد الذهن فإذا بي أقف عند أحد الأزقة لألمح لصا يتسلل أحد البيوتات المتراصة جلست أتساءل :أوصل الناس إلى هذه الدرجة أليس هناك تطبيقا لأحكام الشريعة أو عقابا وحدودا تؤدبهم , تنهدت بضيق لأسير في إحدى تلك الشوارع العريضة،الأنوار تتلألأ ،روائح الشاورما تنبعث على مفارق الشارع البعض يمشي بخطوات وئيدة والآخر يسرع الخطى , وقفت إحدى السيارات بجانب محل لبيع الأشرطة كان ينبعث منها صخب الموسيقى الغربية ترجّل عن عربته شاب في مقتبل العمر يرتدي بنطالا ضيقا ورداءً أحمر اللون يلتصق بجسده وكأنه فتاة مشى خطوات وهو يعدل من نظارته الشمسية ويتدلل بشعره الطويل المنسدل على كتفيه , أسرعت الخطى لأقترب منه فلم أعد أتمالك نفسي ألقيت عليه التحية ثم وجهت له النصيحة قائلا: ياأخي ماهذه الملابس والتعاليق حول عنقك أأنت تمثل أحد فتيان الإسلام؟!
نظر إلي ساخرا ثم قال بعد برهة من الزمن: ألا تدري أيها المعقد أننا في عصر الموضة!!
فرددت عليه باقتضاب:عصر الموضة .. بل فوضى والله !

لم يأبه بي ودخل المحل أما أنا فتوجهت لحال سبيلي سارحا في ملكوت الله ولم أتنبه لنفسي إلا عندما تعديت المدينة بعدة كيلو مترات وولجت المدينة التي بجوارها ذهب عقلي وطار تفكيري عندما استقبلتني تلك المدينة بوابل من الرصاص وأصوات المدافع والدبابات هناك أشلاء،حيارى،فتارة أرى طفلا عيناه مخضلتان بالدموع وأخرى ثكلى تنعى وليدها بعدما دهسه الكفار بأقدامهم حتى قطرات المطر تشاركها في الرثاء عند جدار بيتها المتهدم فبقيت بلا مأوى , وفتاة ينتهك عرضها لتبقى مكسورة الخاطر قد فقدت عذريتها وعفافها .. تتردد أصوات البكاء بين الفينة والأخرى وتنتشر بقع الدم كبحيرات ويدفن رجالا في قبر واسع قد تناثرت أعضاءهم وقطعت رؤوسهم ، إزهاقٌ للأرواح وأعين بيضاء يتوجه نظرها للسماء .
حالتان متناقضتان هناك في رغد وترف وهنا لايأبهون بغيرهم فوضى يباع فيها الحر للعبد وتسلم الحصون للخونة لتتهاوى بيارق الإسلام دون ضجيج , أخذت أركض وأنا أتحاشى طلقات النيران كي لاتلامس جسدي أي معاناة هذه؟
أخيرا استطعت الخروج من تلك المدينة المرثي حالها , ومازلتُ أسير إلى أن أضعت الطريق أردت العودة للكهف لأجد المخرج ومازلت أتخبط في هذه الأرض الواسعة حتى بدت لي معالم مدينة أخرى، زقزقة العصافير وخرير الماء يبعث في نفسك الراحة حقا إنها مدينة هادئة تبدو كالقرية في وداعتها ترى الأطفال يركضون هنا وهناك في براءة متناهية ممايضفي على القرية جوا من الأمان , تمشي من بين شوارعها فترى المسجد ممتلأ بفتيان كطيور تحوم وتحلق حول شيخهم الكبير يتلقون منه آداب الإسلام وأحكام القرآن , مررت بإحدى أماكنها فإذ ببصري يقع على أناسٍ عجيبين غريبين في طريقة لباسهم وكأنهم تماثيل خرجت للتو من أحد متاحف التاريخ ,أحدهم يوجد حول معصميه سوارين جلديتين أما قائدهم فيرتدي خوذة معدنية على رأسه ودرعا على صدره يتدلى سيفه بقربه , فلا تسمع سوى صوت صهيل الحصان يخترق تكبيراتهم العالية الله أكبر، الله أكبر , فقلت في نفسي نعم الله أكبر إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله , أولئك هم الرجال حقا
" أولئك أتباع النبي وحزبــــــــــه *** فلولاهم ماكان في الأرض مسلم
ولولاهم كانت ظلاما بأصلهــــا *** ولكن هم فيها بدور وأنجــــــــم
فيا لائمي في حبهم وولائــــهم *** تأمل هداك الله من هو ألـــــــوم
بأي كتاب أم بأي حجـــــــــــة *** ترى حبهم عار علي وتنقــــــــم
وماالعار إلا بغضهم واجتنابهم *** وحب عداهم ذاك عار ومأثــــم "

خرجت من هذه المدينة وأنا أشعر بحرقة على ماض ضيعناه، يالي من أحمق انشغلت بتلك الأمور ونسيت أمر عودتي للكهف ،أين هو؟! أنهكني التعب وحل الظلام بجلبابه الأسود يا الله أعنِّي !
تحركت عقارب الساعة دقائق فقط فإذا بالبهجة تنضحُ من وجهي ركضت بكل طاقة تبقت لدي وكأن الأرض تطوى من شدة سرعتي أخيرا هاهي بوابة أخرى للكهف , جلست لتهدأ دقات قلبي رأيت جرة بها القليل من الماء فشربت ماتبقى منه،بعدما استعدت نشاطي نهضت لكي أخرج من ذلك الكهف وأنتظر الطائر الذي ألقاني هنا عله يجدني فيشفق علي لأعود لمنزلي لكن صخرة عظيمة تدحرجت فسدت فوهة الكهف يالها من ورطة مكثت في زاويتي دون حراك لأفكر في حيلة ما أنجو بها وبينا أنا كذلك إذ رأيت ظل رجل ضخم وعملاق أشبه بالصخرة في هيبته وجموده أمسكني بقوة وهزني وهزا كدت أن أموت ،تمنيت أن الأرض تنشق وتبتلعني ،الدموع تنحدر والجسد يرتعد وينتفض خوفا أحسست بقشعريرة تسري في أوصالي لاأدري ماذا أصنع؟!

( سعد , سعد , سعد , قم لصلاة الفجر هداك الله )
استيقظتُ على صوت أمي وهي تنادي بي لأستعد للذهاب للمسجد , حمدت الله على أنه حلم وبقيت أردد :
قد حان الموعد أمتي للجهاد , قدحان الموعد لرفع مجد اسلافنا
قد حان الموعد .. قد حان

بقلم / براءة الجودي

D:

ربيحة الرفاعي
11-12-2012, 09:25 PM
جميلة خربشاتك القديمة
ولأنها قديمة فسأكتفي بجميلة دون توسع في التعليق

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحاياي

سهى رشدان
12-12-2012, 05:46 PM
أسجل اعجابي
وجدتها رائعة
كل تقديري

مصطفى حمزة
12-12-2012, 07:34 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة براءة
أسعد الله أوقاتك
بدءاً من العنوان ، ومروراً بعبارات عدة للكاتبة ، وانتهاءً بالخاتمة ..نحن أمام نصٌ واضح وصريح بفكرته الوعظيّة المباشرة . لكنّ الخيالَ جمّله وأضفى عليه شيئاً من الإثارة .
التأثر بالإسراء والمعراج ربما أو بالكوميديا الإلهية أو رسالة الغفران .. واضح في النص .
أما الذي غطّس النصّ - لا بالشوكولا أو الكريمة ههه - فالأخطاء اللغوية ذات الوزن الثقيل ... لعلها خفّت الآن مع الزمن ، مادام النصّ قديماً ..
- طائر ٍ .. ذو = ذي
- كملجأ = كملجئ
- استندت على = استندت إلى
- يُهَيّئ = يُهيّأ
- وكأنه باباً مخفياً = بابٌ مخفيٌ
- إحدى فنادقها - إحدى أماكنها = أحد
- أليس هنا تطبيقاً = تطبيقٌ
- ويُدفَن رجالاً = رجالٌ
- تناثرت أعضاءهم = أعضاؤهم
- ممتلأ = ممتلئاً
- حول معصمه سوارين جلديّتين = سواران جلديّان ( إلاّ إذا كانت العبارة بالتركية ..فهي صحيحة هههه )
دمتِ بخير
تحياتي

كاملة بدارنه
12-12-2012, 07:35 PM
قصّة رائعة الفكرة والأحداث ...
لو كنت مكانك لقمت بالمراجعة والتّعديل قبل النّشر فهي تستحقّ ذلك عزيزتي
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد الشرادي
12-12-2012, 07:39 PM
أعجبتني قصةُ أختنا كاملة بدرانة في ( بوابات الكهف ) وتذكرتُ من خلالها قصة قديمة جدا لي فأحببتُ أن تشاركوني آرائكم في خربشاتي القديمة , ولاأخفيكم اني محرجة من عرضها فإني اراها دون المستوى :009:

__________________________________________________ ______

( قد حان الموعد )


كنتُ فوق طائرٍ ضخم الجثة عظيم الريش ذو جناحين كبيرين يحلقُ بي في الفضاء الواسع , شعرتُ بالنعاس يداهمني ويلعب بأجفاني تدرج في النزول حتى وقع في الأرض ورماني معه في تلك المفازة المخيفة حيث تحيطها أشباحُ الجبال , ارتعدتُ ارتعادةَ خوفٍ وضياع , لم أجد ملجأً وقد حان وقتُ الغروب , أدرت ظهري للخلف فإذا بي أجد كهفا اتجهت إليه مسرعا عله يكون كملجأ لي ريثما أرى الحل مع هذا المكان الغريب ،ولجت إليه والظلام حالك لم أعد أرى شيئا فاستندت على أحد جدرانه جلست أعبث بطرق الحائط حيث كان يصدر صوتا يهيئ للسامع أنه ليس صلبا وكأنه بابا مخفيا وقد تحقق ماظننته لآخر طرقاتي القوية لاأعلم مالذي ضغطت عليه يبدو أنه كان زرا ..! فإذا به يُفتح تملكني الخوف , نور ساطع أعمى بصري ، دخلتُ مدينة شاهقة المباني , ازداد عجبي عندما رأيت أناسا سكارى وماهم بسكارى غشاهم الجهل رغم حضارتهم يتخبطون في خضم الفتن دخلت بين ازدحامهم حتى لكأني نملة تمشي بينهم , أخذت أتجول في المدينة يبدو أنها حديثة ومتطورة،أثار فضولي إحدى فنادقها العامرة وكأنه شكل قارب منظره براق دلفت إليه وليتني لم أفعل ،نساء كاسيات عاريات، النبيذ يملأ المناضد ،عهر وفساد،صخب وجلبة غادرت المكان وأكملت طريقي شارد الذهن فإذا بي أقف عند أحد الأزقة لألمح لصا يتسلل أحد البيوتات المتراصة جلست أتساءل :أوصل الناس إلى هذه الدرجة أليس هناك تطبيقا لأحكام الشريعة أو عقابا وحدودا تؤدبهم , تنهدت بضيق لأسير في إحدى تلك الشوارع العريضة،الأنوار تتلألأ ،روائح الشاورما تنبعث على مفارق الشارع البعض يمشي بخطوات وئيدة والآخر يسرع الخطى , وقفت إحدى السيارات بجانب محل لبيع الأشرطة كان ينبعث منها صخب الموسيقى الغربية ترجّل عن عربته شاب في مقتبل العمر يرتدي بنطالا ضيقا ورداءً أحمر اللون يلتصق بجسده وكأنه فتاة مشى خطوات وهو يعدل من نظارته الشمسية ويتدلل بشعره الطويل المنسدل على كتفيه , أسرعت الخطى لأقترب منه فلم أعد أتمالك نفسي ألقيت عليه التحية ثم وجهت له النصيحة قائلا: ياأخي ماهذه الملابس والتعاليق حول عنقك أأنت تمثل أحد فتيان الإسلام؟!
نظر إلي ساخرا ثم قال بعد برهة من الزمن: ألا تدري أيها المعقد أننا في عصر الموضة!!
فرددت عليه باقتضاب:عصر الموضة .. بل فوضى والله !

لم يأبه بي ودخل المحل أما أنا فتوجهت لحال سبيلي سارحا في ملكوت الله ولم أتنبه لنفسي إلا عندما تعديت المدينة بعدة كيلو مترات وولجت المدينة التي بجوارها ذهب عقلي وطار تفكيري عندما استقبلتني تلك المدينة بوابل من الرصاص وأصوات المدافع والدبابات هناك أشلاء،حيارى،فتارة أرى طفلا عيناه مخضلتان بالدموع وأخرى ثكلى تنعى وليدها بعدما دهسه الكفار بأقدامهم حتى قطرات المطر تشاركها في الرثاء عند جدار بيتها المتهدم فبقيت بلا مأوى , وفتاة ينتهك عرضها لتبقى مكسورة الخاطر قد فقدت عذريتها وعفافها .. تتردد أصوات البكاء بين الفينة والأخرى وتنتشر بقع الدم كبحيرات ويدفن رجالا في قبر واسع قد تناثرت أعضاءهم وقطعت رؤوسهم ، إزهاقٌ للأرواح وأعين بيضاء يتوجه نظرها للسماء .
حالتان متناقضتان هناك في رغد وترف وهنا لايأبهون بغيرهم فوضى يباع فيها الحر للعبد وتسلم الحصون للخونة لتتهاوى بيارق الإسلام دون ضجيج , أخذت أركض وأنا أتحاشى طلقات النيران كي لاتلامس جسدي أي معاناة هذه؟
أخيرا استطعت الخروج من تلك المدينة المرثي حالها , ومازلتُ أسير إلى أن أضعت الطريق أردت العودة للكهف لأجد المخرج ومازلت أتخبط في هذه الأرض الواسعة حتى بدت لي معالم مدينة أخرى، زقزقة العصافير وخرير الماء يبعث في نفسك الراحة حقا إنها مدينة هادئة تبدو كالقرية في وداعتها ترى الأطفال يركضون هنا وهناك في براءة متناهية ممايضفي على القرية جوا من الأمان , تمشي من بين شوارعها فترى المسجد ممتلأ بفتيان كطيور تحوم وتحلق حول شيخهم الكبير يتلقون منه آداب الإسلام وأحكام القرآن , مررت بإحدى أماكنها فإذ ببصري يقع على أناسٍ عجيبين غريبين في طريقة لباسهم وكأنهم تماثيل خرجت للتو من أحد متاحف التاريخ ,أحدهم يوجد حول معصميه سوارين جلديتين أما قائدهم فيرتدي خوذة معدنية على رأسه ودرعا على صدره يتدلى سيفه بقربه , فلا تسمع سوى صوت صهيل الحصان يخترق تكبيراتهم العالية الله أكبر، الله أكبر , فقلت في نفسي نعم الله أكبر إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله , أولئك هم الرجال حقا
" أولئك أتباع النبي وحزبــــــــــه *** فلولاهم ماكان في الأرض مسلم
ولولاهم كانت ظلاما بأصلهــــا *** ولكن هم فيها بدور وأنجــــــــم
فيا لائمي في حبهم وولائــــهم *** تأمل هداك الله من هو ألـــــــوم
بأي كتاب أم بأي حجـــــــــــة *** ترى حبهم عار علي وتنقــــــــم
وماالعار إلا بغضهم واجتنابهم *** وحب عداهم ذاك عار ومأثــــم "

خرجت من هذه المدينة وأنا أشعر بحرقة على ماض ضيعناه، يالي من أحمق انشغلت بتلك الأمور ونسيت أمر عودتي للكهف ،أين هو؟! أنهكني التعب وحل الظلام بجلبابه الأسود يا الله أعنِّي !
تحركت عقارب الساعة دقائق فقط فإذا بالبهجة تنضحُ من وجهي ركضت بكل طاقة تبقت لدي وكأن الأرض تطوى من شدة سرعتي أخيرا هاهي بوابة أخرى للكهف , جلست لتهدأ دقات قلبي رأيت جرة بها القليل من الماء فشربت ماتبقى منه،بعدما استعدت نشاطي نهضت لكي أخرج من ذلك الكهف وأنتظر الطائر الذي ألقاني هنا عله يجدني فيشفق علي لأعود لمنزلي لكن صخرة عظيمة تدحرجت فسدت فوهة الكهف يالها من ورطة مكثت في زاويتي دون حراك لأفكر في حيلة ما أنجو بها وبينا أنا كذلك إذ رأيت ظل رجل ضخم وعملاق أشبه بالصخرة في هيبته وجموده أمسكني بقوة وهزني وهزا كدت أن أموت ،تمنيت أن الأرض تنشق وتبتلعني ،الدموع تنحدر والجسد يرتعد وينتفض خوفا أحسست بقشعريرة تسري في أوصالي لاأدري ماذا أصنع؟!

( سعد , سعد , سعد , قم لصلاة الفجر هداك الله )
استيقظتُ على صوت أمي وهي تنادي بي لأستعد للذهاب للمسجد , حمدت الله على أنه حلم وبقيت أردد :
قد حان الموعد أمتي للجهاد , قدحان الموعد لرفع مجد اسلافنا
قد حان الموعد .. قد حان

بقلم / براءة الجودي

D:

بين زمنين ضيعنا كل شيء و فرطنا في هويتنا و ديننا و...و صرنا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. ليت ذلك المجد يعود و نعود معه أمة واحدة يخشاها كل الأمم.
مودتي

الفرحان بوعزة
12-12-2012, 07:53 PM
الأخت البدعة المتألقة براءة الجودي .. تحية طيبة ..
ودت الساردة أن تحلق بنا خارج الواقع عن طريق الحلم لكنها جسدت في هذا النص الشيق مشاهد من صميم واقعنا ، فرغم تقدم الإنسان فإنه لا زال يحن إلى همجيته الأولى ،همجية منظمة في حلة جديدة ، تجوالها في هذه المدينة ساعدها على التقاط سلوكات وحوادث مشينة عصفت بالإنسان كقيمة .. حوادث متباعدة في المكان ولكنها متقاربة في الزمن .. كأنها متسلسلة ومترابطة مما يخيل إلينا أنها تجري في وقت واحد ..
مقابل ذلك رسمت لنا صورة معاكسة عن طريق الرؤية البصرية ، صورة نابعة عن رغبة دفينة تتوق إلى الماضي ومجده .. فبين خواء الإنسان من القيم الإنسانية في العصر الحالي وبين استمساكه بالقيم النبيلة بون شاسع ..
نص جميل رغم طوله والإسهاب في رصد حوادث جزئية يمكن اختزالها ، تتبعت الساردة بتدقيق كل التفاصيل المحيطة بالذات والنفس والمكان والزمان .. ساردة تتدخل في النص وتسير دفة الحكي مع الكشف عن موقفها بشكل مفاجئ ..اعتمدت الساردة على ما هو عجائبي وغرائبي في تشخيص الحالة الراهنة التي لا تبشر بالخير مما دفعها للهروب إلى الماضي كرمز للمجد والقيم النقية غير ممزوجة بشوائب العصر ..
ساردة بنت حلمها على المغامرة ، اتكأت على عدة عوامل لبناء الحكي الشيق /الطائر / الرجل الضخم / الكهف المظلم / الانفتاح والانغلاق .../ وهي عوامل مشوقة للمتابعة ..
جميل ما كتبت ..
مودتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
13-12-2012, 07:28 AM
لي عودة للردود بإذن الله الحي القيوم

براءة الجودي
15-12-2012, 07:12 PM
جميلة خربشاتك القديمة
ولأنها قديمة فسأكتفي بجميلة دون توسع في التعليق

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحاياي

الاستاذة ربيحة ..
اسعدني مرورك , وقد كفتني جميلة دون المرور على فضائح الأخطاء الكثيرة D:
جزاك الله خيرا

براءة الجودي
15-12-2012, 07:13 PM
أسجل اعجابي
وجدتها رائعة
كل تقديري

الأروع هو مرورك يانقية , شكرا لكِ سهى
دمتِ بود

براءة الجودي
15-12-2012, 07:22 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة براءة
أسعد الله أوقاتك
بدءاً من العنوان ، ومروراً بعبارات عدة للكاتبة ، وانتهاءً بالخاتمة ..نحن أمام نصٌ واضح وصريح بفكرته الوعظيّة المباشرة . لكنّ الخيالَ جمّله وأضفى عليه شيئاً من الإثارة .
التأثر بالإسراء والمعراج ربما أو بالكوميديا الإلهية أو رسالة الغفران .. واضح في النص .
أما الذي غطّس النصّ - لا بالشوكولا أو الكريمة ههه - فالأخطاء اللغوية ذات الوزن الثقيل ... لعلها خفّت الآن مع الزمن ، مادام النصّ قديماً ..
- طائر ٍ .. ذو = ذي
- كملجأ = كملجئ
- استندت على = استندت إلى
- يُهَيّئ = يُهيّأ
- وكأنه باباً مخفياً = بابٌ مخفيٌ
- إحدى فنادقها - إحدى أماكنها = أحد
- أليس هنا تطبيقاً = تطبيقٌ
- ويُدفَن رجالاً = رجالٌ
- تناثرت أعضاءهم = أعضاؤهم
- ممتلأ = ممتلئاً
- حول معصمه سوارين جلديّتين = سواران جلديّان ( إلاّ إذا كانت العبارة بالتركية ..فهي صحيحة هههه )
دمتِ بخير
تحياتي

أهلا بكَ استاذ مصطفى , مرورك أكثر من رائع , وشكرا على ملاحظاتك المفيدة , جزاك الله خيرا

براءة الجودي
15-12-2012, 07:24 PM
قصّة رائعة الفكرة والأحداث ...
لو كنت مكانك لقمت بالمراجعة والتّعديل قبل النّشر فهي تستحقّ ذلك عزيزتي
بوركت
تقديري وتحيّتي

أشكر لكِ صدق تعليقك وجمال مرورك الذي نعهد منكِ دوما أستاذتنا كاملة , لأنها قديمة تهاونتُ في المراجعة لأرى آرائكم العامة في فكرة القصة
جزاك الله خيرا

براءة الجودي
15-12-2012, 07:27 PM
بين زمنين ضيعنا كل شيء و فرطنا في هويتنا و ديننا و...و صرنا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. ليت ذلك المجد يعود و نعود معه أمة واحدة يخشاها كل الأمم.
مودتي

الأخ الفاضل صاحب القلم الرائع : محمد الشرادي ..
عبارتك تحتاج لتأمل كثير ( وصرنا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ) رائع بفكرك ومشاعرك ومرورك , بارك الله بكَ ورفع قدرك

مازن لبابيدي
20-12-2012, 11:10 AM
أختي الأديبة الشاعرة المبدعة براءة الجودي

بدءا ألقي تحية طيبة تليق بأدبك الجميل وشخصك الكريم

بعيدا عن الأحداث والحبكة في هذه القصة ، يلفت الانتباه الخيال الخصب للكاتبة من جهة والفكر الملتزم الديني من جهة أخرى ،

وهذان أساسان قويان لبناء كاتب متميز إن أتيحت الأدوات اللغوية القوية .

أعجبني جدا أنك لم تنقحي النص ، كما اقترح بعض الإخوة ، فأنا لا أؤيد على الإطلاق تعديل النصوص الجذري ، اللهم إلا من هنات بسيطة لا تخل بالتركيب الأصلي للنص ، تلك حقبة مضت ومن الجميل العودة إليها والنظر فيها والاستفادة منها ، ومن ثم فأعتقد أن شجاعتك الأدبية والاجتماعية في نشر مثل هذا النص تحسب لك لا عليك .

نقطة أخرى حرت فيها ، فبطل النص جعل مذكرا واسمه سعد ، حتى خيل لي أنك رجل وأخذت أتأمل في اسم براءة واحتمال كونه لذكر ، مثل عبادة وسراقة ، ولم لا ؟! ولكني وجدتك لا تعترضين على المشاركات التي تجزم بأنك أنثى لا ذكر ، فأتساءل هنا لماذا اخترت لنصك بطلا لا بطلة ؟!

أخيرا أقدم وافر تقديري ، وتحية طيبة

براءة الجودي
21-12-2012, 07:51 AM
الأخت البدعة المتألقة براءة الجودي .. تحية طيبة ..
ودت الساردة أن تحلق بنا خارج الواقع عن طريق الحلم لكنها جسدت في هذا النص الشيق مشاهد من صميم واقعنا ، فرغم تقدم الإنسان فإنه لا زال يحن إلى همجيته الأولى ،همجية منظمة في حلة جديدة ، تجوالها في هذه المدينة ساعدها على التقاط سلوكات وحوادث مشينة عصفت بالإنسان كقيمة .. حوادث متباعدة في المكان ولكنها متقاربة في الزمن .. كأنها متسلسلة ومترابطة مما يخيل إلينا أنها تجري في وقت واحد ..
مقابل ذلك رسمت لنا صورة معاكسة عن طريق الرؤية البصرية ، صورة نابعة عن رغبة دفينة تتوق إلى الماضي ومجده .. فبين خواء الإنسان من القيم الإنسانية في العصر الحالي وبين استمساكه بالقيم النبيلة بون شاسع ..
نص جميل رغم طوله والإسهاب في رصد حوادث جزئية يمكن اختزالها ، تتبعت الساردة بتدقيق كل التفاصيل المحيطة بالذات والنفس والمكان والزمان .. ساردة تتدخل في النص وتسير دفة الحكي مع الكشف عن موقفها بشكل مفاجئ ..اعتمدت الساردة على ما هو عجائبي وغرائبي في تشخيص الحالة الراهنة التي لا تبشر بالخير مما دفعها للهروب إلى الماضي كرمز للمجد والقيم النقية غير ممزوجة بشوائب العصر ..
ساردة بنت حلمها على المغامرة ، اتكأت على عدة عوامل لبناء الحكي الشيق /الطائر / الرجل الضخم / الكهف المظلم / الانفتاح والانغلاق .../ وهي عوامل مشوقة للمتابعة ..
جميل ما كتبت ..
مودتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

الأستاذ العزيز / الفرحان بو عزة
جلستُ طويلا اقرأ هذا الرد وأعيده , وأقول بنفسي كيف استنتج هذا كله !
أشعر أن شرحك الرائع هو اساس الجمال للنص الذي عرضته وأنا مستهينة فيه قليلا لأنه من ضمن كتاباتي وانا في المرحلة الإعدادية
وسأكذب إن قلتُ لك إن تعقيبك هذا وقع في صميم قلبي وامدني بطاقة ودافع قوي لأتشجع نحو هذا المسار , حيث أن ردك جعلني استوعب أمورا لم أنتبه لها ولم أركز عليها من قبل
ولاأقول هنا إلا جزاك الله خيرا ياأخي وهذا أبلغ الثناء
لاحرمتُ مرورك المميز ... براءة

براءة الجودي
21-12-2012, 08:00 AM
أختي الأديبة الشاعرة المبدعة براءة الجودي

بدءا ألقي تحية طيبة تليق بأدبك الجميل وشخصك الكريم

بعيدا عن الأحداث والحبكة في هذه القصة ، يلفت الانتباه الخيال الخصب للكاتبة من جهة والفكر الملتزم الديني من جهة أخرى ،

وهذان أساسان قويان لبناء كاتب متميز إن أتيحت الأدوات اللغوية القوية .

أعجبني جدا أنك لم تنقحي النص ، كما اقترح بعض الإخوة ، فأنا لا أؤيد على الإطلاق تعديل النصوص الجذري ، اللهم إلا من هنات بسيطة لا تخل بالتركيب الأصلي للنص ، تلك حقبة مضت ومن الجميل العودة إليها والنظر فيها والاستفادة منها ، ومن ثم فأعتقد أن شجاعتك الأدبية والاجتماعية في نشر مثل هذا النص تحسب لك لا عليك .

نقطة أخرى حرت فيها ، فبطل النص جعل مذكرا واسمه سعد ، حتى خيل لي أنك رجل وأخذت أتأمل في اسم براءة واحتمال كونه لذكر ، مثل عبادة وسراقة ، ولم لا ؟! ولكني وجدتك لا تعترضين على المشاركات التي تجزم بأنك أنثى لا ذكر ، فأتساءل هنا لماذا اخترت لنصك بطلا لا بطلة ؟!

أخيرا أقدم وافر تقديري ، وتحية طيبة

إنه لشرف كبير والله أن أرى الاستاذ مازن في متصفحي يقرأ قديمي ويبدي رايه بكل مصداقية وصراحة وهذا فخر لقلمي ليتوجه نحو الصواب ويصحح كل خطأ ويزيح كل لبس قد يقع فيه
أما بالنسبة لتعليقك الأخير ابتسمتُ رغما عني
أستاذ مازن اسم براءة مؤنث والمذكر منه براء D: وأنا الأول المؤنث وليس الثاني
ولكني أحب دوما أن أكتب على لسان ذكر أراه اسهل واكثر حرية في الانتقال خصوصا أني اعبر عن ثقافة مجتمعنا والمرأة فيه ليس لها حرية الترحال والانتقال كالرجل فأصب رغباتي الدفينة وحبي للمغامرات لكن على لسان رجل فهو أنسب ولاأعلم هل أنا مخطئة بهذا أم لا ؟ :002:
لكن هناك بضعة كتابات أكتب بلسان أنثى خصوصا في الخواطر كونها تخص مشاعري في كثير من الأحايين أما القصص فاستطيع الانطلاقة فيها والتحدث بأي لسان وأحب دوما على لسان المذكر , وقد علقت على هذا الأمر في أول قصة أنشرها بالواحة وهي قصة ( مراودة ) وفي إحدى قصائدي ايضا كـ ( إحساس شاعر ) أشكر لك مرورك الأكثر من الرائع , رفع الله قدرك