نجيب الموادم
15-12-2012, 05:21 PM
ثورة الشك
مَالِي أرَىَ الصَّمتَ يتلُو آيَةَ الغسَقِ=وَالخَوفَ يَنشُرُهُ المَجهُولُ فِي الأفُقِ
واليَأسَ يَبنِي عَلَى أنقَاضِنَا مُدُناً=بالظَّنِّ وَالوَهمِ وَالإحبَاطِ وَالحَنَقِ
وَالشمسَ تَندُبُ مَوتَاهَا وَتَلفِظُهُمْ=فِي حَضرَةِ المَوتِ تَنعِي حُمرَةَ الشفَقِ
حَتَّىَ إذا مَا دَعَىَ دَاعِي الدُّجَىَ هَرَعَتْ=تَغتَالُ أحلاَمَنَا بالسُّهدِ وَالأَرَقِ
نَنُوحُ فِي سَاحَةٍ ثكلَىَ عَلَىَ وَطَنٍ=تَروِيهِ نَزوَةُ حَرفٍ شِبهِ مُحتَرِقِ
بَاعُوكَ يَا وَطَنِيْ نثْراً وَقَافِيَةً=فَكَيفَ يُزهِرُ حَرفٌ بِالغُثَاءِ سُقِيْ
لَمَّا خَرَجنَا وَفِي الأَرجَاءِ ثورَتُنَا=تُزجِي السَّحَابَ إلَىَ السَّاحَاتِ بالغَدَقِ
تَفجَّرَتْ مِنْ مَسَام اللَّيل وانجَرَفَتْ=إلَىَ الأَزِقَّةِ وَالسَّاحَاتِ وَالطُّرُقِ
ثرْنَا عَلَىَ الأمسِ إذْ بالأَمس يَتبَعُنَا=باسْمِ الدَّنَانِيرِ بِاسمِ اللَّحمِ وَالمَرَقِ
جَاءَتْ عَمَائِمُ مَوتَانَا تُرَاودُنَا=عَنْ الحَيَاةِ بإيعَازٍ مِنَ القَلَقِ
وَاستَنفَرُوا سُنَّةَ الإقصَاءِ وَاتخَذُوا=مِنَّا مَطَايَا وَقَادُونَا إِلَىَ السَّبَقِ
قصُّوا عَلينَا أسَاطِيرًا مُشتَّتَةً=عَنِ الأَمَانِ عَنِ الإيمَانِ وَالأَلَقِ
لَكِنَّهُ عَالَمٌ لَيسَتْ تَهِيمُ بِهِ=إلاَّ مُخُيِّلَةُ الحَمقَىَ أو السَّرَقِ
مَنْ كَانَ بالأَمْسِ يَقتَاتُ الدِّمَاءَ غَدَىَ=فِيْنَا إِمَاماً وَبَيْنَ الصَّالِحِينَ نَقِيْ
أعْطَوْهُ صَكاً بِهِ الغُفرَانُ وَاتَّبَعُوا=فَتْوَىَ عَجُوزٍ يُدَاوِيْ العَجزَ بالشَّبَقِ
ذَرُّوا الرَّمَادَ عَلَىَ جُثمَان أمْنِيَةٍ=غَنَّىَ لَهَا الجُوعُ فِيْ الأَجفَانِ وَالحَدَقِ
وَاستَمسَكُوا بِعُرَىَ الكُرْسِيِّ فهْوَ لَهُمْ=طَوقُ النَّجَاةِ مِنَ الظلمَاءِ فِي النَّفَقِ
لَمَّا دَعَاهُمْ إلَىَ الدُّنيَا وَقالَ لَهُمْ=إنِّيْ قَرَيبٌ فَلَبَّوْا ظَالِماً وَشَقِيْ
حَجُّوا إلَىَ قِبلَةِ الشيطَانِ وَاجتَنَبُوا=رَمْيَ الجِمَارِ وَسَدُّوا الخَرْقَ بِالْخِرَقِ
وَقَاسَمُوا هُبَلَ المَنبُوذ جِيفَتَهُ=وَنَادَمُوهُ كُؤوسَ الدَّمعِ وَالعَرَقِ
مَدُّوا إلَىَ الشعبِ مَا أبقَتْ مَخَالِبَهُمْ=فَلَمْ يَسُدُّوا بِهِ شَيئاً مِنَ الرَّمَقِ
بَنَاتُ آوَىَ تَخَلَّتْ عَنْ فَريسَتِهَا=جِلدًا وعَظْماً فَمَنْ مِنْ حِقدِهِنَّ يَقِيْ
يَا مَنْ مَخَرَتْ عُبَابَ الوَهْمِ مُحْتَفِلاً=فِي مَركَبِ الجَهلِ أبْشِرْ أنْتَ بالغَرَقِ
فاللهُ ليسَ لهُ ديْنٌ تًسَيِّرِهُ=كَمَا تَشَاءُ لِتُخفِيْ حِقدَكَ الطَّبَقِيْ
لَكِنَّمَا دِينهُ الإسلامُ وهْوَ لَنَا=دِينُ المَحَبَّةِ وَالإحْسَانِ وَالخُلُقِ
يَكفِيكَ مَا اقتَرَفَتْ كَفاكَ فِي وَطَنِي=باسْمِ الذِيْ خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقِ
أقبَلتَ تَنسُجُ مِنْ أشلائِنَا حُجُباً=لِلغَيبِ تُخفِيْ بهَا سَيلاً مِنَ الْحُمُقِ
لَمْ يُعطِكَ اللهُ يَا هَذَا وَكَالَتُهُ=وَمَا أقَامَكَ سَيَّافاً عَلَىَ عُنُقِيْ
فلَنْ تُنَجِّيْكَ فتوَىَ مِنْ مَظَالِمِنَا=وَلَنْ تُزَكِّيكَ فِينَا طاهرا وتقي
لَمْ يُولَدِ الدِّيْنُ فِيْ حِزبٍ لِيُرضِعَهُ=شَيْخٌ وَتَفطِمَهُ دَعوَىَ لِمُخْتَلِقِ
وَمَا تَرَبَّىَ عَلَىَ أنفَاسِ طَائِفَةٍ=حُبْلَىَ بِحَيْرَتِهَا فِيْ الشَّكلِ وَالنَّسَقِ
يَا تَاجِرَ الدِّين بِعْ عَمداً كَرَامَتَنَا=وَاجعَلْ مَصَائِرَنَا فِيْ كَفِّ مُرْتَزَقِ
وَاقبَلْ بمَا قَسَمَ الفجَّارُ فِي صَلَفٍ=فَذَاكَ دَأبُكَ مُذْ آمَنْتَ بالغَسَقِ
لاَ لَستَ سَيِّدَنَا بَلْ أنتَ سَيئُنَا=بَلْ أنْتَ أسوَأنَا فِي الخَلْقِ وَالْخُلُقِ
إنِّيْ تَعَوَّذتُ فِي سَاحَاتِنَا سَلَفاً=مِنْكُمْ جَمِيعاً برَبِّ النَّاسِ وَالفَلَقِ
يَا ثورَةَ الشكِ أينَ العهدُ هَلْ نَكَثتْ=بِهِ دُمُوعُكِ بَينَ الجَهْلِ والنَّزَقِ
أمْ مَزَّقتْهُ خَفَافِيشُ الظلاَمِ سُدىً=بَينَ الطوَائِفِ وَالأَحزَابِ وَالفِرَقِ
أخْفَىَ رَمَادُكِ خَوفاً مِنْ مَوَاقِدِهِ=سِرَّ الأسَاوِرِ وَالأثوَابِ وَالحَلَقِ
لَمَّا قَضَتْ سَوءَةُ الأشبَاحِ حَاجَتَهَا=سِرًّا وَجَهراً عَلَىَ دَرْبِي وَمُفتَرَقِيْ
وَاستَمطَرَتْ لَعَنَاتٍ مِنْ سَحَابَتِهَا=عَلَىَ عُهُودِيْ وَمِيثَاقِيْ وَمُنطَلَقِيْ
يَا ثَورَةً أطفَأَ الأصنَامُ جَذوَتَهَا=حَتَّىَ طَغَىَ نَتَنُ المَوْتَىَ عَلَىَ العَبَقِ
عَلَيكِ رَحمَةُ رَبِّيْ وَالعَزَاءُ لَنَا=يَا ثَورَةً أصْبَحَتْ حِبْراً عَلَىَ وَرَقِ
شعر الأستاذ/ نجيب الموادم
14 – 7 - 2012
مَالِي أرَىَ الصَّمتَ يتلُو آيَةَ الغسَقِ=وَالخَوفَ يَنشُرُهُ المَجهُولُ فِي الأفُقِ
واليَأسَ يَبنِي عَلَى أنقَاضِنَا مُدُناً=بالظَّنِّ وَالوَهمِ وَالإحبَاطِ وَالحَنَقِ
وَالشمسَ تَندُبُ مَوتَاهَا وَتَلفِظُهُمْ=فِي حَضرَةِ المَوتِ تَنعِي حُمرَةَ الشفَقِ
حَتَّىَ إذا مَا دَعَىَ دَاعِي الدُّجَىَ هَرَعَتْ=تَغتَالُ أحلاَمَنَا بالسُّهدِ وَالأَرَقِ
نَنُوحُ فِي سَاحَةٍ ثكلَىَ عَلَىَ وَطَنٍ=تَروِيهِ نَزوَةُ حَرفٍ شِبهِ مُحتَرِقِ
بَاعُوكَ يَا وَطَنِيْ نثْراً وَقَافِيَةً=فَكَيفَ يُزهِرُ حَرفٌ بِالغُثَاءِ سُقِيْ
لَمَّا خَرَجنَا وَفِي الأَرجَاءِ ثورَتُنَا=تُزجِي السَّحَابَ إلَىَ السَّاحَاتِ بالغَدَقِ
تَفجَّرَتْ مِنْ مَسَام اللَّيل وانجَرَفَتْ=إلَىَ الأَزِقَّةِ وَالسَّاحَاتِ وَالطُّرُقِ
ثرْنَا عَلَىَ الأمسِ إذْ بالأَمس يَتبَعُنَا=باسْمِ الدَّنَانِيرِ بِاسمِ اللَّحمِ وَالمَرَقِ
جَاءَتْ عَمَائِمُ مَوتَانَا تُرَاودُنَا=عَنْ الحَيَاةِ بإيعَازٍ مِنَ القَلَقِ
وَاستَنفَرُوا سُنَّةَ الإقصَاءِ وَاتخَذُوا=مِنَّا مَطَايَا وَقَادُونَا إِلَىَ السَّبَقِ
قصُّوا عَلينَا أسَاطِيرًا مُشتَّتَةً=عَنِ الأَمَانِ عَنِ الإيمَانِ وَالأَلَقِ
لَكِنَّهُ عَالَمٌ لَيسَتْ تَهِيمُ بِهِ=إلاَّ مُخُيِّلَةُ الحَمقَىَ أو السَّرَقِ
مَنْ كَانَ بالأَمْسِ يَقتَاتُ الدِّمَاءَ غَدَىَ=فِيْنَا إِمَاماً وَبَيْنَ الصَّالِحِينَ نَقِيْ
أعْطَوْهُ صَكاً بِهِ الغُفرَانُ وَاتَّبَعُوا=فَتْوَىَ عَجُوزٍ يُدَاوِيْ العَجزَ بالشَّبَقِ
ذَرُّوا الرَّمَادَ عَلَىَ جُثمَان أمْنِيَةٍ=غَنَّىَ لَهَا الجُوعُ فِيْ الأَجفَانِ وَالحَدَقِ
وَاستَمسَكُوا بِعُرَىَ الكُرْسِيِّ فهْوَ لَهُمْ=طَوقُ النَّجَاةِ مِنَ الظلمَاءِ فِي النَّفَقِ
لَمَّا دَعَاهُمْ إلَىَ الدُّنيَا وَقالَ لَهُمْ=إنِّيْ قَرَيبٌ فَلَبَّوْا ظَالِماً وَشَقِيْ
حَجُّوا إلَىَ قِبلَةِ الشيطَانِ وَاجتَنَبُوا=رَمْيَ الجِمَارِ وَسَدُّوا الخَرْقَ بِالْخِرَقِ
وَقَاسَمُوا هُبَلَ المَنبُوذ جِيفَتَهُ=وَنَادَمُوهُ كُؤوسَ الدَّمعِ وَالعَرَقِ
مَدُّوا إلَىَ الشعبِ مَا أبقَتْ مَخَالِبَهُمْ=فَلَمْ يَسُدُّوا بِهِ شَيئاً مِنَ الرَّمَقِ
بَنَاتُ آوَىَ تَخَلَّتْ عَنْ فَريسَتِهَا=جِلدًا وعَظْماً فَمَنْ مِنْ حِقدِهِنَّ يَقِيْ
يَا مَنْ مَخَرَتْ عُبَابَ الوَهْمِ مُحْتَفِلاً=فِي مَركَبِ الجَهلِ أبْشِرْ أنْتَ بالغَرَقِ
فاللهُ ليسَ لهُ ديْنٌ تًسَيِّرِهُ=كَمَا تَشَاءُ لِتُخفِيْ حِقدَكَ الطَّبَقِيْ
لَكِنَّمَا دِينهُ الإسلامُ وهْوَ لَنَا=دِينُ المَحَبَّةِ وَالإحْسَانِ وَالخُلُقِ
يَكفِيكَ مَا اقتَرَفَتْ كَفاكَ فِي وَطَنِي=باسْمِ الذِيْ خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقِ
أقبَلتَ تَنسُجُ مِنْ أشلائِنَا حُجُباً=لِلغَيبِ تُخفِيْ بهَا سَيلاً مِنَ الْحُمُقِ
لَمْ يُعطِكَ اللهُ يَا هَذَا وَكَالَتُهُ=وَمَا أقَامَكَ سَيَّافاً عَلَىَ عُنُقِيْ
فلَنْ تُنَجِّيْكَ فتوَىَ مِنْ مَظَالِمِنَا=وَلَنْ تُزَكِّيكَ فِينَا طاهرا وتقي
لَمْ يُولَدِ الدِّيْنُ فِيْ حِزبٍ لِيُرضِعَهُ=شَيْخٌ وَتَفطِمَهُ دَعوَىَ لِمُخْتَلِقِ
وَمَا تَرَبَّىَ عَلَىَ أنفَاسِ طَائِفَةٍ=حُبْلَىَ بِحَيْرَتِهَا فِيْ الشَّكلِ وَالنَّسَقِ
يَا تَاجِرَ الدِّين بِعْ عَمداً كَرَامَتَنَا=وَاجعَلْ مَصَائِرَنَا فِيْ كَفِّ مُرْتَزَقِ
وَاقبَلْ بمَا قَسَمَ الفجَّارُ فِي صَلَفٍ=فَذَاكَ دَأبُكَ مُذْ آمَنْتَ بالغَسَقِ
لاَ لَستَ سَيِّدَنَا بَلْ أنتَ سَيئُنَا=بَلْ أنْتَ أسوَأنَا فِي الخَلْقِ وَالْخُلُقِ
إنِّيْ تَعَوَّذتُ فِي سَاحَاتِنَا سَلَفاً=مِنْكُمْ جَمِيعاً برَبِّ النَّاسِ وَالفَلَقِ
يَا ثورَةَ الشكِ أينَ العهدُ هَلْ نَكَثتْ=بِهِ دُمُوعُكِ بَينَ الجَهْلِ والنَّزَقِ
أمْ مَزَّقتْهُ خَفَافِيشُ الظلاَمِ سُدىً=بَينَ الطوَائِفِ وَالأَحزَابِ وَالفِرَقِ
أخْفَىَ رَمَادُكِ خَوفاً مِنْ مَوَاقِدِهِ=سِرَّ الأسَاوِرِ وَالأثوَابِ وَالحَلَقِ
لَمَّا قَضَتْ سَوءَةُ الأشبَاحِ حَاجَتَهَا=سِرًّا وَجَهراً عَلَىَ دَرْبِي وَمُفتَرَقِيْ
وَاستَمطَرَتْ لَعَنَاتٍ مِنْ سَحَابَتِهَا=عَلَىَ عُهُودِيْ وَمِيثَاقِيْ وَمُنطَلَقِيْ
يَا ثَورَةً أطفَأَ الأصنَامُ جَذوَتَهَا=حَتَّىَ طَغَىَ نَتَنُ المَوْتَىَ عَلَىَ العَبَقِ
عَلَيكِ رَحمَةُ رَبِّيْ وَالعَزَاءُ لَنَا=يَا ثَورَةً أصْبَحَتْ حِبْراً عَلَىَ وَرَقِ
شعر الأستاذ/ نجيب الموادم
14 – 7 - 2012