مشاهدة النسخة كاملة : بالرّوح بالدّم...
كاملة بدارنه
16-12-2012, 02:06 PM
بالرّوح بالدّم...
"بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" " يا أمّ الشّهيد لا تزعلي كلّ الشّباب اولادكِ"... هتافات تعالت في جوّ ثوريّ غاضب، وزاد من حرارة الجوّ لهيب الكلمات المشعلة بالدّماء التي انسكبت عنبرا، وساحت مسكا ... فتجمّرت الوجوه الملفوحة بلهيب الهتاف...
في آخر هذا الموكب الجنائزيّ الغاضب المهيب، كانت سلوى تسير بتؤدة، وبلعومها يبتلع الكلمات التي تحاول النّطق بها، فلا تستطيع مشاركة زميلاتها اللواتي تركن مقاعد الكلّيّة، وخرجن لتوديع الشّهيد والاحتجاج... تتباطأ وهي التي اعتادت أن تكون في المقدّمة هاتفة، وزميلاتها يرددن خلفها...
تنظر إلى الأفواه، فتراها فوّهات تقذف حمم الكلام... فتارة تتّسع، وطورا تضيق إلّا فاها، فقد تشنّجت شفتاه، ولم تستطع الكلمات الانفلات من بين تلكما الكمّاشتين اللّتين أطبقتا... وأذناها كأنّهما فقدتا حاسة السّمع، فلا تسمع سوى هتافها الدّاخليّ مردّدا كلمة" خطيِّة"!
حاولت الهرب دائما من شبح ذاك اليوم الطّفوليّ، وقتل الغول الذي أرعبها طويلا، ونفشَ شعر الحقد والغضب مرارا، فلم تفلح... وها هو الآن يهاجمها بشراسة.
كانت في طريقها إلى البيت، بعد أن لبّت طلب إحدى الجارات من العجائز، لشراء ما يلزمها من الحانوت القريب. صادفت بعض الفتية، ألقى عليها أحدهم نظرة طويلة ثمّ ابتسم، وأكمل السّير... منعها الحياء وبراءة الطّفولة من النّظر إليه، وأكملت مطأطئة الرّأس، وضاحكة في سرّها.
أحاطت بالطّريق الضّيق بعض الأشجار العالية التي اتّخذت منها العصافير ملجأ وأعشاشا لأفراخها. خالت أنّ الفتية توقّفوا عند تلك الأشجار لرمي العصافير بالحصى أو لسرقة الأفرُخ من الأعشاش، حين تلقّفت أذناها صوت أحدهم قائلا:"سنبقى هنا في انتظارك!". وما هي سوى لحظات، وإذ بيدين تطوّقانها من الخلف، وتحاولان اعتصارها، فيما الشّفاه تهاجم الخدّ وتسرق بعض القبلات، ثمّ تحاول اليدان طرحها أرضا، والذّهول يعقد اللّسان، والجسد تخور قواه ولا يستطيع المقاومة، فيقع... تلتقي عيناه بعينيها الصّارختين دهشة وفزعا لحظات، يتركها ويمضي مسرعا...
تنهض متثاقلة، والبغتة تلجمها، والقلب يكاد يقفز من مكانه، والرّجلان ترتعدان وتصطفقان، ولم تنتبه
أنّ ملابسها قد لطّخها وحل الحفرة، إلّا بعد أن أحسّت بسائل يرطّب ساقيها!
التفتت للخلف لترى الفتية يصفّقون لزميلهم ويحيّونه على جرأته، وهو يقف واجما موجّها نظره صوبها.
تحرّر الفم من تشنّجه لتطلق صرخة ممزوجة بغصّة: " الله ي و خ ذ ك... الله يوخذك". واصلت المشي، وهي ترتعد وتفكّر بوالدتها وبما ستقوله لها إذا ما لاحظت وجهها المحمرّ خجلا وغيظا، وملابسها المرطّبة القذرة!. "سأقول لها إنّي وقعت في إحدى الحفر التي تكثر في الطّريق، بينما كنت أنظر إلى سرب من الطّيور المهاجرة ..."
وشاءت الأقدار ألّا يراها أحد وهي تدخل البيت إلى الحمّام... وباتت ليلتها يسهّدها البكاء، ملتحفة الخوف، ومفترشة الغضب والحقد على الفتى!
"سلوى لماذا لا تهتفين؟!" سألتها إحدى الزّميلات. " كدنا نصل المقبرة ولم تنبسي بحرف، ولم أسمع سوى لهاثك رغم الأصوات العالية التي تحتلّ الفضاء".
أثقل عليها مارد الذّكرى حتّى الكلام، والرّدّ ...
تتقدّم الجموع، ويقترب نعش الشّهيد ابن حارتها من الحفرة التي سيوارى فيها. رأت ذلك فأسرعت الخطو؛ لتكون في الصّفوف الأماميّة، وتشاهد عمليّة الدّفن. ومع كلّ خطوة، كانت مطارق"خطيّة" تضرب رأسها فتزداد هرولتها...
" هذا هو اليوم الذي انتظرته طويلا... لقد تحقّقت عدالة السّماء، ويبدو أنّ بابها كان مفتوحا لحظة طلبتُ من الله أن يأخذه... وها هو قد أخذه؛ ليريحني من شبح ذكراه، ويداوي لي ندبات أبقت مشاعري متألّمة، وراغبة في لحظة الانتقام هذه منذ زمن..."
وصلت المكان متناسية الإرهاق؛ لتشفي غليل كلّ تلك السّنين، وتبارك لنفسها إراحتها من حمل أثقل كاهل فكرها وقلبها!
يخيّم الصّمت والرّهبة على المكان، رغم كثرة الجموع المتوافدة إليه، ولم يسمع سوى صوت التّأبين لدقائق معدودات، وصوت الطيور الفزعة في السّماء...
بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
مصطفى حمزة
16-12-2012, 03:06 PM
أختي الكريمة ،الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
قصّة سُردتْ بقلم قدير ، أمسك بخيوط عدّة وسار بها معاً حتى النهاية : السرد ، والوصف ، والاستدعاء ، والحوار ، وكان الصراع الداخليّ محور الإثارة ، ليس فقط صراع البطلة بين الشعور براحة الثأر ، والحزن على الشهيد ، بين صورته الساقطة الكريهة في ذهنها وصورته المدماة المشرقة أمامها ..بل الصراع الذي يولّده الحدث في نفس القارئ تجاه هذا المغتصب الشهيد !!
نص فاخر يصلح لحلقة نقاش فكريّ فنيّ ..
تحياتي
ودمتِ بألف خير
راتب عبد العزيز القرشي
16-12-2012, 03:13 PM
الأديبة كاملة بدارنه...
والله أنها لمشكلة،رائعٌ النص والفكرةُ مذهلةٌٌ...
وأشكرك
آمال المصري
16-12-2012, 04:13 PM
لكل سقطاته وزلَّاته التي تتلاشى وحدث جلل وهل أعظم من الشهادة مصاب ؟
قديرة أنت أديبتنا الكاملة وأنت ترسمين بالحرف فكرة ولغة وأدوات وجاءت الحبكة قوية والخاتمة التي تجبر على البكاء رغما من هول المشهد وبراعة تصويره
لي عودة أكيدة لأستمتع بروعة الحكي وبراعة اليراع
والنص للتثبيت استحقاقا
دام ألقك
ولك التحايا والود
أحمد عيسى
16-12-2012, 05:07 PM
لعلك هنا دخلت في منطقة خطرة ، يحاول الكثير من الكتاب اجتنابها لتجنب النقد ، وتجنب الخوض في أمر مثير للجدل ، لما للشهيد من قدسية تجعل الناس تتغاضى عن ذكر أي سيئة له لو وجدت ، بل ويعتبر الحديث عن هذه السيئة أمراً مسيئاً لمن يذكرها ، والصورة التي يعرفها الناس كلها عن الشهيد هو البطل الذي لا يخطئ ولم يخطئ
لكن بكل تأكيد الشهيد هو انسان عادي قد يكون أخطأ ووقع في زلات كثيرة قبل أن يموت شهيدا
أحييك على جرأتك في الطرح أخت كاملة
الصراع النفسي في القصة كان رائعاً
والمباغتة بهتاف البطلة فجأة حين وجدت أن الموت أكبر من أي مشاعر بغض أو عداء
تقديري والود كله
وتحية الى شهدائنا جميعهم
فاطمه عبد القادر
17-12-2012, 02:46 PM
بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
السلام عليكم
كان عنصر التشويق هو الأكثر حضورا في هذة القصة الرائعة الحبك
ولكن
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
" بالرّوح بالدّم نفديك يا وطن ...
وليس بالشرف !
الوطن أن لم يكن شرف,, وعزة,, وكرامة ,,فهو لا شيء .
ومن يقتل نفسا بدون حق, كأنه قتك الناس جميعا ,,أليس كذلك؟؟
الإغتصاب أصعب من القتل بكثير ,المقتول يموت مرة واحدة ويرتاح للأبد ,ولكن المغتصبة ستموت كل لحظة من حياتها التي قد تطول مقضيا عليها .
أليس اغتصاب فتاة ,في عمر الطفولة خاصة ,هو قضاء على حياتها ومستقبلها وتدمير لنفسيتها ,وإيقاعها في الرعب المتواصل, وتحميلها سر لا تجرؤ على البوح به لأحد؟؟ حتى أمها ؟؟
والإغتصاب أيضا أمَرّ من الزنى !
لأن الزنى هو اتفاق بين مجرمين يعرفون ما يريدون ,
ولكن البطلة دفعت حياتها بريئة,, في سبيل عبث لحظات لشخص غير مسؤول .
جريمة مضاعفة ,مربعة ,مكعبة,,,لا تغتفر أبدا !
ثم أن ليس كل من سقط برصاصة أو شظية ,ربما كانت طائشة ,هو شهيد !
لا يعرف الشهيد إلا الله, لأنه الظاهر والباطن .
أخيرا أود أن أقول أن هذا,,, وإن مات ودفن أمام عينيها ,لا يجب أن تسامحة أبدا .
من يرضى أن يكون بلا أخلاق لهذة الدرجة ,فلا حاجة للوطن به ,بل بدونه أفضل .
شكرا لك عزيزتي كاملة
ماسة
خليل حلاوجي
17-12-2012, 05:08 PM
العنوان مفخخ ... والنص يستشكل عند المتلقي تبعاً للزاوية التي ينطلق منها السرد بين عيني هذا المتلقي ..
سار النص متأرجحاً فوق حبال الغموض وفق مسارين :
أولاً : الاغتصاب
ثانياً : الشهادة
ويكاد الإجماع عند كل ذي قلب على شناعة الأول وطهارة الثاني ... وهنا تبرز عقدة النص :
لكن :
أشعر - كمتلقي - أن التداخل شوه الحوار الذاتي لبطلة القصة .. في لحظة القفلة ... لصالح تعنيف النجاسة بالطهارة ، ومثل هذا التداخل يوقع النص بتناقض فالشهيد لايغفر الله له إذا كان بينه وبين مصالح الناس - الاقتصادية مثلاً - حتى يغفر صاحب الحق لهذا الشهيد ، وهل ننسى الشهداء الذين تسعر بهم نار جهنم كما جاء في حديث أبي هريرة الصحيح عن شهيد قاتل وقتل في سبيل الرياء !!
حق العباد هنا مقدم على حق الله : هكذا قرأنا في أصول الفقه
فلن يغفر الله له إن كان الزنا قد ... أورث تلك المسكينة طفل !! ترى كيف سيواجه ذاك الشهيد الموقف ؟
الأمر جد مربك ... والنص يفتح أبوابه على تعدد قراءات .. قد تكون مشوشة أحياناً كالتي أفعل أنا هنا ...
أخيراً :
أشكرك أستاذة حد الدهشة .
ناديه محمد الجابي
17-12-2012, 05:31 PM
من هم الشهداء ..إنهم ليسوا من الملائكة صنعوا من نور
إنهم بشر ــ شباب , وللشباب رعونته وأخطائه ..
والقصة هنا لا تحكى عن إغتصاب , وإنما هى رعونة شباب
أو هكذا أحببت أن أفهمها .
نادى الوطن فلبوا , جاهدوا وقتلوا فى سبيل الله , فاغتسلوا
من ذنوبهم وخطاياهم . رحم الله كل الشهداء .
لقد كان من الرائع هذا الصراع الداخلى فى نفس الفتاة بين ذكرى حقد وغضب قديم
وبين شعورها بجلال ورهبة الموت ــ وكيف انتصرت على أحقادها ونسيت غضبها
وغفرت له .
أما إذا كان الموقف كما فهمتم أنتم إنه إغتصاب .. فأنا أيضا أستهجن التسامح ..
كالعادة أخذتنا فى سردية مشوقة , رائعة التصوير , والوصف والحواروالفكرة
سلمت يداك .
زهراء المقدسية
17-12-2012, 07:03 PM
ويظل الهتاف الخالد بالروح بالدم نفديك يا شهيد
متناسيا كل ما فعل الشهيد الإنسان في حياته من أخطاء
قصة رأيتها صعبة جدا
فأن يكتب عن الشهيد المغتصب ليس سهلا على التقبل
لكن خاتمتك الرائعة هونت الأمر
تقديري الكبير
رفعت زيتون
17-12-2012, 07:55 PM
..
إنّ النصّ الذي يختلف فيه القرّاء والنّقاد تفسيرا وتحليلا
يعتبر أقوى -- على الأقل من وجهة نظري -- من النصّ المباشر
الذي يجمع على معناه الجميع
ولقد أثار هذا النصّ نقاشا في ندوتنا الاسبوعية " ندوة اليوم السابع" في مدينة القدس
حيث ناقش مجموعة من الأدباء آخر إصدارات الأديبة كاملة بدارنة بحضورها
بالضبط كما كان من الأساتذة هنا وسوف أضع تعليقي على القصّة في
كما ورد في لقاء الندوة في ردّ لاحق
.
رفعت زيتون
17-12-2012, 07:58 PM
..
هذا التعليق كان جزء من تعليقي على الإصدار الأخير للأديبة كاملة بدارنة
وهو ما يتعلق تحديدا بقصّة " باروح بالدم"
----------------
هي قصّة بالرّوح بالدّم"، حيث تطرّقتِ الكاتبة لقضيّتين بشكلٍ متوازٍ وقضيّة ثالثة على هامش القضيّتين. القضيّة الأولى: هي قصّة قتل الجسد الذي يمارسه الاحتلال، فهو يغتال كلّ شيء حتّى أحلامنا، وأهمّ ضحايا اغتياله هم الشّباب، فكانت صورة الجنازات التي لا تنتهي، والتي لم تغبْ عن ذاكرتنا والتي أصبحت من كثرتها أليفة عاديّة، يمرّ عليها البعض مرور الكرام عبر النشرات الإخباريّة، وغالبا ما يكتوي بنارها الأهل والأصدقاء المقربون فقط، هنا كان قتل الجسد رغم القناعة بأنّ الشهيد حيّ عند ربّه. والقضيّة الأخرى الموازية: هي قضيّة قتل الرّوح، حيث تتحدّث القصّة عن فتاة تتعرّض لحادثة تحرّش جنسيّ من صبيّ صغير أرادت الكاتبة أن يكون هو الشهيد في القصّة لسبب سندركه لاحقا. الكاتبة أرادتها قصّة تحرّش وليس اغتصاب، إذا فهمت هدف الكاتبة بشكل صحيح، كيْ تقول أنّ هذه الحادثة التي لم تترك أثرا على جسد الفتاة لكنّها تركت كلّ الأثر في نفسها فتلت روحها، فكيف لو كانت الحادثة حادثة اغتصاب، وهذا يحسب للكاتبة. والسّؤال هنا: لماذا هذا الرّبط بين القصّتين وبين شخوصهما؟ ولماذا اختارت الشّاب الذي تحرّش بالفتاة ليكونَ هو الشّهيد؟ بينما كانت تستطيع أن تختار إنسانا عاديّا أو أحد المجرمين، لكنّها لم تفعل، بل اختارت من هو أكرم خلق الله قاطبة ليكون هو المذنب في حقّ الفتاة في قضيّة التّحرّش، هنا أرادت الكاتبة أن تُبرز حجم الجرح الذي تركته حادثة التّحرّش على نفس الفتاة رغم أنها لمْ تؤذَ جسديّا، وأنّها لم تستطع أن تنسى حتّى ولو كان فاعلها شهيدا، هي شاركت في جنازته وربّما غفرت له في النّهاية، ولكنّها لمْ تنسَ.هذه هي الرّسالة التي أرادتها الكاتبة حسب ما رؤيتي الشّخصيّة. أمّا القضيّة الثّالثة: فهي تسليط الضوْء على تلك العلاقة الهشّة التي تربط الآباء بالأبناء، وتلك المتابعة اللامسؤولة من الأهل في بعض المجتمعات من قبل أولياء الأمور، فالفتاة تدخل البيت وتذهب الى الحمام وملابسها متّسخة، ويبدو عليها آثار حادثة ما، ولا أحد يتنبه متى دخلت؟ ومتى خرجت؟ وما هي الحالة التي كانت عليها الفتاة في دخولها وخروجها؟ وهذه إشارة ولو من بعيد إلى أهمية متابعة أدقّ التفاصيل التي يمكن أن تكون كارثيّة على حياة أبنائهم في المستقبل
..
سامية الحربي
17-12-2012, 10:58 PM
"بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ... "
ربما أدركت بطلة القصة منزلة الشهادة في نهاية تشييع من جال بيده فيها فغفرت له وهي تراه يوارى في التراب . قصة معبرة رُسمت بمشهد متكامل . تحياتي ومودتي
محمد الشرادي
18-12-2012, 10:14 PM
أخت كاملة
أحييك على هذا النص الباذخ في فكرته المذهلة و في سرده المهني ...
وجع اللحظة و قداستها كانت أعمق من جراحها. ياله من إيثار غريب و موقف شاد و قلب كبير. و كأنها تقول أن الله يغفر ذنوب الشهيد و كيف لا أغفرأنا.
ألحق بي هذا النص وجعا.
تحياتي
محمدخير جروان عبدالله
19-12-2012, 05:08 PM
حاولت الهرب دائما من شبح ذاك اليوم الطّفوليّ، وقتل الغول الذي أرعبها طويلا، ونفشَ شعر الحقد والغضب مرارا، فلم تفلح...
أزهقت روحها منذ الطفولة .. وعذابها بحد ذاته شهادة
قص فاخر بكل المقاييس .. وثنائية مدهشة شكلت أساس النص
تحياتي
مازن لبابيدي
20-12-2012, 01:47 PM
أعترف أولا أن الخاتمة فاجأتني في معرض انغماسي في القصة وتطور الحبكة فيها ، فلم أكن أتوقع ، خاصة قيبل تلك الخاتمة ، أنها ستسامح ، وهنا تبرز براعة الكاتبة في تطوير النص موازيا لتطور الحالة الشعورية للبطلة وتصاعد الصراع الداخلي في قلبها .
أعتقد أن الإخوة الذين تكلموا عن الاغتصاب أخطأوا في فهم النص ، فالمشهد الذي طرحته الكاتبة بصريح القول بعيد عن هذا التصور فيما أرى ، وفي مجتمع مثل هذا ، يكفي تجرؤ الشباب في انتهاك عرض فتاة بالمس والتقبيل ليكون خطيئة كبرى ، ولها تجربة مؤلمة لا تنسى ، كما لا يمكن أن يتواطأ مجموعة من الشباب مع زميل لهم على مثل هذه الفاحشة جهارا نهارا في بلادنا ، على الأقل لا أظن أننا وصلنا لهذا الحد والحمد لله . ولعل الحالة النفسية التي عاشتها البطلة ثم عاشت فيها زمنا والتي ترجع على الأرجح لبراءتها وطهرها أوحت بأن الأمر كان جريمة الاغتصاب ، وهو ليس إلا ما صرحت به القصة ، وهو أبلغ صورة وأقرب للحقيقة الواقعية .
الرسالة الأهم التي وصلتني من هذه القصة الرائعة ، أن الشهادة أكبر من أي تضحية وأعلى من أي حظ ذاتي ، وكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون ، وأي توبة أعظم من بيع النفس في سبيل الله .
اللغة ممتازة من أديبة ممتازة ، وتمنيت لو لم تستعملي اللفظ العامي .
العنوان موفق جدا ، وصحيح أن البطلة فدت الشهيد بروحها ودمها ، ولكنه دم الطهر والنقاء ... لا غير .
أختي الأديبة الأستاذة كاملة بدارنة
تقبلي تقديري الكبير وتحيتي الطيبة
كريمة سعيد
21-12-2012, 01:15 PM
الأديبة الأريبة كاملة بدرانه
أحييك على هذا القصة الجميلة التي شدتني من بدايتها إلى آخر سطر...صحيح أن القصة لم تتحدث عن الاغتصاب بمفهومه الحقيقي ... ولكنه تحرش واغتصاب جماعي في عرفنا، وطبيعي أن يرافق الجرح بطلة القصة باعتبار ذلك جرما لا يتقبله أحد ... ومما زاد من حجم الإحساس بالذنب تحملها لهذا الأمر الذي ظل سرا جاثما على أنفاسها... ولكن الكاتبة أشارت إلى أن الفعل الشنيع هذا نتج عن فتية والفتية هم في مقتبل العمر والمراهقة يعني بين الطفولة والشباب ... كما أن ترك الفتى لها وذهابه مسرعا قد يكون بسبب إحساسه ببشاعة ما أقدم عليه..
وقد أدركت البطلة في النهاية بأن الشهيد الذي يشيع ليس هو ذلك الفتى المستهتر الذي ارتكب حماقة دون التفكير في عواقبها ..وإنما هو شاب ناضج وهب حياته في في سبيل الله فداء للوطن
دمت أختي كاملة متألقة وراقية
لانا عبد الستار
24-12-2012, 05:21 AM
أين الإغتصاب هنا؟
هذا فتى تحرش بطفلة
انا سعيدة لتوضيح الأستاذ مازن لبابيدي لخطأ القراءة
أستاذة كاملة بدارنة
أنت كاتبة غير عادية
أشكرك
براءة الجودي
26-12-2012, 12:06 AM
الأمر واضح ومفهوم من القصة أنه تحرش ففرق شاسع بين هذه الكلمة وبين اغتصاب نسأل الله أن يحمي نساء المسلمين ..
القصة ماتعة وجميلة وأكثر ماأعجبني بها هو حديث الفتاة مع نفسها واختلاط مشاعرها وهذا يضفي لمسة راقية ورائعة على القصة ويحث الإحساس على مشاركة البطلة والتفكير فيما سيكون بعد ذلك ؟
وكانت النهاية أكثر من رائعة ومؤلمة أيضا رغم فرحتنا بالشهيد الذي ندعو دوما أن يتقبله الله .
أشار بعض الأخوة إلى امور مهمة في القصة كعدم العلاقة الجيدة بين الآباء وابناءهم واهتمامهم ببعض التفاصيل , وأيضا ماأشاروا إليه إلى أن الإنسان خطاء وخير الخطائون التوابون , والشهيد كأي بشر وخصوصا حينما يكونوا في عنفوان الشباب لابد أن تكون هناك خطوات من بعض الطيش والرعونة التي لايقصد بها ضررا ولكن نظل نؤدب من يخطئ بها ونرسم له حدودا للاحترام والحديث والتعامل خصوصا بين الجنسين ليعي الحكمة من ذلك ..
وفي هذه القصة درس آخر يستفيد منه الإنسان وهو أنه مهما فعل من ذنوب وخطايا لايعني أنه لايستطيع الجهاد ونيل الشهادة إن هو أخلص لله ونصر العقيدة والدين وحارب الأعداء ودافع عن حمى العرض والوطن
كان من الصحابة وهو على ماأذكر أبي محجن رضي الله عنه وأرضاه مدمنا لشرب الخمر ومع هذا لم تمنعه معصيته من فعل الخيرات ولم يترك الجهاد وشارك في القادسية بذل روحه لله ولخدمة دينه واشتاق للشهادة في سبيله
ثم تاب من شربها وذلك كان في معركة القادسية .
حينما نرى الشباب في الحرب وكثير منهم من لديه المعاصي سواء في السر أو ظاهرة في العلن إلا أنا نشعر بعزة وفخر برجولتهم ووثبتهم يرفعون الرايات وينادون بـ الله أكبر , ونواياهم لانتدخل بها فكل منهم يعلم لم يحارب ألرياء أم لنصرة الدين أم ... إلخ , وربما شعرت بطلة القصة بذات الفخر والعزة التي طغت على مشاعر الذكرى القديمة معه
دوما حرفك جميل استاذة كاملة
بوركتِ
كاملة بدارنه
28-12-2012, 05:25 PM
أختي الكريمة ،الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
قصّة سُردتْ بقلم قدير ، أمسك بخيوط عدّة وسار بها معاً حتى النهاية : السرد ، والوصف ، والاستدعاء ، والحوار ، وكان الصراع الداخليّ محور الإثارة ، ليس فقط صراع البطلة بين الشعور براحة الثأر ، والحزن على الشهيد ، بين صورته الساقطة الكريهة في ذهنها وصورته المدماة المشرقة أمامها ..بل الصراع الذي يولّده الحدث في نفس القارئ تجاه هذا المغتصب الشهيد !!
نص فاخر يصلح لحلقة نقاش فكريّ فنيّ ..
تحياتي
ودمتِ بألف خير
أهلا بك أخي الأستاذ مصطفى حمزة وبمرورك الكريم
هو صراع أوجده طيش وشقاوة فتى في الطّفولة جدّد ذكراه الرّحيل...
أشكرك جزيلا وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
الفرحان بوعزة
29-12-2012, 04:31 AM
الأخت الفاضلة والمبدعة المتميزة ..كاملة بدارنه.. تحية طيبة ..
مر البطل بوضعيتين :1 ــ وضعية الطيش الطفو لي التي تميزت بالاندفاع والتسرع ، والاعتداد بالنفس أمام زملائه مع إثبات فحولته ورجولته .. بطل مملوء بطاقات جسمية ونفسية ..
2 ــ وضعية أخرى بعدما أصبح شهيداً .. بين الوضعيتين مسار حياة ، تغيرت فيها الأفكار وتبدلت المواقف ..
بطلة حاقدة لكنها ضعيفة عن أي انتقام ، وغير جريئة لتصارح أمها بالفعل الشنيع .. لكنها تغيرت في آخر المطاف بعدما انجرت بعاطفة إنسانية نحو هذا المجرم في نظرها والذي تحول إلى شهيد ، فما ينفعها إنكارها لبطولته أمام قوة وضغط الجماعة .. أعتقد أن التيمة الغالبة في هذا النص الجميل هي التغيير : تغيير في النفس والعاطفة ، تغيير في الموقف ، تغيير من الكراهية إلى المحبة ، تغيير نحو التعاطف بدل الانتقام ...
جميل ما كتبت وأبدعت أختي كاملة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
نداء غريب صبري
03-01-2013, 05:29 AM
تحمل الذاكرة تاريخا من التجارب نتخيلها محور الكون لأنها محور افعالنا وردود أفعالنا
لكن الأحداث العظيمة تحررنا من سطوة الأنا لننسجم مع الآخر في ما يخصنا معا
حماقة طفولية تورط بها الفتى الصغير ليتباهى أمام أقرانه وجمدت عندها الفتاة عجلة الحياة بانتظار لحظة الانتقام
ولكن الشهادة حررتها الشهادة من القيود في لحظة مواراة الشهيد الثرى
وحررت معها إنسانية القارئ ونبضه
بديع هذا الحرف يا سيدة البهاء
بوركت
ربيحة الرفاعي
07-01-2013, 09:40 AM
بالروح بالدم نفديك يا شهيد
هتاف يجلجل فيزلزل الأعماق مكتوبا كان أو مقروءا، فكيف تعجز سلوى عن مشاركة الجموع التي تسير معها هتافها، وهي الشابة الثائرة التي اعتادت قيادة الجموع الهاتفة!
وفي سرد جميل تبدأ الكاتبة تحليل العقدة المرتسمة في مدخل النص باسترجاع مشهدي وحوارات قصيرة موجهة، وبتركيز على الصراع الداخلي في النفس الثائرة في لحظة ازدواج توجهها الثوري الغاضب، فبين غضب للشهيد ينادي بالويل والثبور للغاصب المحتل، وبين غضب من الفتى الصغير الذي تحرش بها يوما فقبل وجتها وأسقطها أرضا في سلوك طفولي طاردها شبحه حتى لحظة ارتقاء الفتى شهيدا وقد غدا شابا
وخاتمة قلبت تصورات القارئ رأسا على عقب بانتصار النبل والقيم الوطنية والإنسانية على أحقاد الطفولة وتملّك الأنا
نص قصّي مدهش بجرأة تناوله لموضوع ربما تهيبه الكتاب
وأداء جميل واثق وشائق
دمت مبدعتنا الكاملة بكل الألق
تحاياي
محمد ذيب سليمان
08-01-2013, 01:27 AM
تا بعت كل تعليق للأحبة هنا
وارى كما رأى الكثيرون ان الصراع الداخلي واكب الفتاة منذ
الخطوة الأولى للجنازة فلا هي قادرة ان تبتعد وتركن الى بيتها
ولا هي قادرة ان تقود الجموع كعادتها وكما المحت الكاتبة
واستمر الصراع بين الجرح النفسي الذي تركته الحادثة ولم
تستطع نسيانه رغم مرور السنوات وبيتن قيمة الشهيد الذى لا
تستطيع التملص منها او اتنكارها عليه
وهنا اذهب الى رأي الدكتور من ان المجتمع لا يزال يولي الشرف قيسمته العالية
سواء من ناحيةينية او من ناحيةاجتماعية ولهذا استمر الصراع حتى اللحظة الأخيرة
واخيرا فازت الشهادة بما يمكن تسميته دمل الجرح
شكرا ايتها القديرة
كاملة بدارنه
09-01-2013, 06:14 PM
الأديبة كاملة بدارنه...
والله أنها لمشكلة،رائعٌ النص والفكرةُ مذهلةٌٌ...
وأشكرك
أهلا بك أخ عبد العزيز وشكرا لك على كلماتك الرّائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-01-2013, 06:18 PM
لكل سقطاته وزلَّاته التي تتلاشى وحدث جلل وهل أعظم من الشهادة مصاب ؟
قديرة أنت أديبتنا الكاملة وأنت ترسمين بالحرف فكرة ولغة وأدوات وجاءت الحبكة قوية والخاتمة التي تجبر على البكاء رغما من هول المشهد وبراعة تصويره
لي عودة أكيدة لأستمتع بروعة الحكي وبراعة اليراع
والنص للتثبيت استحقاقا
دام ألقك
ولك التحايا والود
أهلا بالأخت العزيزة آمال وحضورها المتألّق دائما
أشكرك وأشكر وجودك الذي أعتزّ به وتثبيتك للنّص
جزاك الله خيرا وثبّتك على حبّه وعلى الخير
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-01-2013, 06:23 PM
لعلك هنا دخلت في منطقة خطرة ، يحاول الكثير من الكتاب اجتنابها لتجنب النقد ، وتجنب الخوض في أمر مثير للجدل ، لما للشهيد من قدسية تجعل الناس تتغاضى عن ذكر أي سيئة له لو وجدت ، بل ويعتبر الحديث عن هذه السيئة أمراً مسيئاً لمن يذكرها ، والصورة التي يعرفها الناس كلها عن الشهيد هو البطل الذي لا يخطئ ولم يخطئ
لكن بكل تأكيد الشهيد هو انسان عادي قد يكون أخطأ ووقع في زلات كثيرة قبل أن يموت شهيدا
أحييك على جرأتك في الطرح أخت كاملة
الصراع النفسي في القصة كان رائعاً
والمباغتة بهتاف البطلة فجأة حين وجدت أن الموت أكبر من أي مشاعر بغض أو عداء
تقديري والود كله
وتحية الى شهدائنا جميعهم
صدقت أخي عيسى ... الموضوع حسّاس جدّا وليس سهلا أن نغامر ونكتب فيه
لا أخفيك أنّني قرأت النّصّ أمام معارفي قبل نشره، وكثيرون نصحوني بعدم النّشر لتغليف فكرة التّحرّش وإمكانيّة تفسيرها بالاغتصاب، ولكن القضيّة في القصّة أكبر من ذلك بكثير...
شكرا لك على مرورك العبق المثري
بوركت
تقديري وتحيّتي
محمود فرحان حمادي
10-01-2013, 03:05 AM
نص يحمل ألق الابداع
ويشي بمقدرة عالية وطيبة لرسم حالة من الابداع
بورك اليراع الذي سطر هذا البهاء
تحياتي
كاملة بدارنه
13-01-2013, 11:39 PM
بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
السلام عليكم
كان عنصر التشويق هو الأكثر حضورا في هذة القصة الرائعة الحبك
ولكن
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
" بالرّوح بالدّم نفديك يا وطن ...
وليس بالشرف !
الوطن أن لم يكن شرف,, وعزة,, وكرامة ,,فهو لا شيء .
ومن يقتل نفسا بدون حق, كأنه قتك الناس جميعا ,,أليس كذلك؟؟
الإغتصاب أصعب من القتل بكثير ,المقتول يموت مرة واحدة ويرتاح للأبد ,ولكن المغتصبة ستموت كل لحظة من حياتها التي قد تطول مقضيا عليها .
أليس اغتصاب فتاة ,في عمر الطفولة خاصة ,هو قضاء على حياتها ومستقبلها وتدمير لنفسيتها ,وإيقاعها في الرعب المتواصل, وتحميلها سر لا تجرؤ على البوح به لأحد؟؟ حتى أمها ؟؟
والإغتصاب أيضا أمَرّ من الزنى !
لأن الزنى هو اتفاق بين مجرمين يعرفون ما يريدون ,
ولكن البطلة دفعت حياتها بريئة,, في سبيل عبث لحظات لشخص غير مسؤول .
جريمة مضاعفة ,مربعة ,مكعبة,,,لا تغتفر أبدا !
ثم أن ليس كل من سقط برصاصة أو شظية ,ربما كانت طائشة ,هو شهيد !
لا يعرف الشهيد إلا الله, لأنه الظاهر والباطن .
أخيرا أود أن أقول أن هذا,,, وإن مات ودفن أمام عينيها ,لا يجب أن تسامحة أبدا .
من يرضى أن يكون بلا أخلاق لهذة الدرجة ,فلا حاجة للوطن به ,بل بدونه أفضل .
شكرا لك عزيزتي كاملة
ماسة
لمَ يجب ألّا تسامحه عزيزتي الأخت فاطمة؟! إنّه فتى طائش تصرّف بحمق ولم يكن هناك اغتصاب، لكن عدم علاج هذه المشكلة تركت تأثيرا نفسيّا على الطّفلة حتّى البلوغ وفي لحظة معيّنة حصل التّطهير من سوداويّة التّأثير.
شكرا لك على مرورك الكريم وأفهم تعاطفك مع البطلة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-01-2013, 11:41 PM
العنوان مفخخ ... والنص يستشكل عند المتلقي تبعاً للزاوية التي ينطلق منها السرد بين عيني هذا المتلقي ..
سار النص متأرجحاً فوق حبال الغموض وفق مسارين :
أولاً : الاغتصاب
ثانياً : الشهادة
ويكاد الإجماع عند كل ذي قلب على شناعة الأول وطهارة الثاني ... وهنا تبرز عقدة النص :
لكن :
أشعر - كمتلقي - أن التداخل شوه الحوار الذاتي لبطلة القصة .. في لحظة القفلة ... لصالح تعنيف النجاسة بالطهارة ، ومثل هذا التداخل يوقع النص بتناقض فالشهيد لايغفر الله له إذا كان بينه وبين مصالح الناس - الاقتصادية مثلاً - حتى يغفر صاحب الحق لهذا الشهيد ، وهل ننسى الشهداء الذين تسعر بهم نار جهنم كما جاء في حديث أبي هريرة الصحيح عن شهيد قاتل وقتل في سبيل الرياء !!
حق العباد هنا مقدم على حق الله : هكذا قرأنا في أصول الفقه
فلن يغفر الله له إن كان الزنا قد ... أورث تلك المسكينة طفل !! ترى كيف سيواجه ذاك الشهيد الموقف ؟
الأمر جد مربك ... والنص يفتح أبوابه على تعدد قراءات .. قد تكون مشوشة أحياناً كالتي أفعل أنا هنا ...
أخيراً :
أشكرك أستاذة حد الدهشة .
شكرا لك أستاذ خليل على مرورك الكريم ورؤيتك المغايرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-01-2013, 11:43 PM
من هم الشهداء ..إنهم ليسوا من الملائكة صنعوا من نور
إنهم بشر ــ شباب , وللشباب رعونته وأخطائه ..
والقصة هنا لا تحكى عن إغتصاب , وإنما هى رعونة شباب
أو هكذا أحببت أن أفهمها .
نادى الوطن فلبوا , جاهدوا وقتلوا فى سبيل الله , فاغتسلوا
من ذنوبهم وخطاياهم . رحم الله كل الشهداء .
لقد كان من الرائع هذا الصراع الداخلى فى نفس الفتاة بين ذكرى حقد وغضب قديم
وبين شعورها بجلال ورهبة الموت ــ وكيف انتصرت على أحقادها ونسيت غضبها
وغفرت له .
أما إذا كان الموقف كما فهمتم أنتم إنه إغتصاب .. فأنا أيضا أستهجن التسامح ..
كالعادة أخذتنا فى سردية مشوقة , رائعة التصوير , والوصف والحواروالفكرة
سلمت يداك .
أحيّي قراءتك للقصّة التي دخلتها من الباب الصّحيح
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
16-01-2013, 10:36 PM
ويظل الهتاف الخالد بالروح بالدم نفديك يا شهيد
متناسيا كل ما فعل الشهيد الإنسان في حياته من أخطاء
قصة رأيتها صعبة جدا
فأن يكتب عن الشهيد المغتصب ليس سهلا على التقبل
لكن خاتمتك الرائعة هونت الأمر
تقديري الكبير
أهلا بالزّهراء
شكرا لك على مرورك وسأهوّن عليك صعوبة ما وجدته صعبا بأنّ الشّهيد لم يكن مغتصبا... وأرجو تقبّل أنّ الشّهيد إنسان عادي قد يخطئ ويتوب بعد ذلك
بورك الحضور الرّائع دائما
تقديري وتحيّتي
يحيى البحاري
18-01-2013, 01:07 AM
هذا الحكي رائع أبدعت صاحبته في اختيار الفكرة
تحياتي
كاملة بدارنه
20-01-2013, 06:30 AM
..
إنّ النصّ الذي يختلف فيه القرّاء والنّقاد تفسيرا وتحليلا
يعتبر أقوى -- على الأقل من وجهة نظري -- من النصّ المباشر
الذي يجمع على معناه الجميع
ولقد أثار هذا النصّ نقاشا في ندوتنا الاسبوعية " ندوة اليوم السابع" في مدينة القدس
حيث ناقش مجموعة من الأدباء آخر إصدارات الأديبة كاملة بدارنة بحضورها
بالضبط كما كان من الأساتذة هنا وسوف أضع تعليقي على القصّة في
كما ورد في لقاء الندوة في ردّ لاحق
.
أهلا بك أخي الشّاعر رفعت وبمرورك الذي يسعدني
شكرا لك على جميل ما أتيت به في ردّيك وكان مثريا
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
20-01-2013, 06:31 AM
"بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ... "
ربما أدركت بطلة القصة منزلة الشهادة في نهاية تشييع من جال بيده فيها فغفرت له وهي تراه يوارى في التراب . قصة معبرة رُسمت بمشهد متكامل . تحياتي ومودتي
أهلا بك أخت غصن وبمرورك الجميل
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
24-01-2013, 04:12 AM
أخت كاملة
أحييك على هذا النص الباذخ في فكرته المذهلة و في سرده المهني ...
وجع اللحظة و قداستها كانت أعمق من جراحها. ياله من إيثار غريب و موقف شاد و قلب كبير. و كأنها تقول أن الله يغفر ذنوب الشهيد و كيف لا أغفرأنا.
ألحق بي هذا النص وجعا.
تحياتي
أهلا بك أخ محمّد وبتحيّتك
للحظة رهبتها وهيبتها ...
بوركت
تقديري وتحيّتي
محمد الشرادي
02-03-2013, 09:24 PM
هذه المساهمة كتبت من طرف الأخ نقوس المهدي. و قد نشرتها هنا نيابة عنه.
على سبيل التقديم
تحاول مثل هذه النصوص الملتزمة التعرض لقضايا نضال الشعوب والمقاومة من حالاتها المختلفة، وبقدر تأصل تلك العذابات وتنوعها وتكرار فصولها وسيناريوهاتها تتعدد اوجه الإضافات أيضا، والتفنن في التعامل مع القضية بشتى شجونها وتشعباتها الإنسانية. وبمختلف التقنيات الفنية التي يتداخل فيها السردي بالسياسي بالاجتماعي وما شاكل ذلك.. ..
إن هذا النوع من السرود حمال معاني ورسائل فكرية وسياسية واجتماعية وغيرها.. اذ يرتبط في مضمونه الفني بنضال الشعوب وانعتاقها، وبقيمته التاريخية أيضا.. لهذا فان مضمون القصة وفكرتها لا يخرجان عن كونهما حدثا بسيطا في ظاهره. لكن بحبكة متقنة من القاصة للتعبير عن سخرية الواقع، وبتواطؤ مع جمالية السرد ومتانة اللغة، والجمل القصيرة وعير تقنية الفلاش باك، وبطريقة تتشابك فيها مجموعة من الذكريات الأليمة والممضة واستحضار ماض بأكمله.. وعبر الانتقام الضمني بالصمت واللادموع والشرود تحاول قتل الغول الذي هيمن على ذاتها وتفكيرها وناء عليها بكلكله لسنين عديدة محدثا شرخا وتشظيا في الروح. وتوظيف العديد من المتقاطعات التي تشكل جوهر حبكة النص الذي يختلف في توصيفه للوطن وللقضية
نبتدئ اقصوصة " بالروح بالدم " بخروج البطلة سلوى في موكب وداع احد الشهداء وبشعار بالروح بالدم.. هذه الكلمة الجنائزية التي تلهب الحماس وتمجد الوطن.. ذلك ان تيمتي الدم والروح اللازمتنان الأساسيتان في متن النص أضحتا من مؤثتات المشهد البطولي والنضالي لشعب مضطهد ينافح من اجل التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار، وعنوانا لفصول درامية من مسلسلات تحرر الشعوب من الاضطهاد والقهر لا بفلسطين وحدها فحسب، بل شعارا كوسموبوليتي على سائر دروب الحرية بالعالم اجمع
وفي هذا الزمان الوجيز الفاصل بين لحظات خروج الجنازة ووصولها للمقبرة تحدث أشياء وتطرأ أفكار وهواجس وتحتضر حياة مليئة بالانكسارات. عبر خطين متوازيين. يشكلان الفاصل المشترك في حبكة النص السردي، نداءات تقارع أجواء السماء بمقابل شهيد يوارى الثرى، وهتافات تمجد الشهيد بمقابل قلق وجودي ومونولوغ داخلي مكرور تجتره سلوى بطلة النص وعماده.. وبين عمليتي الصعود والهبوط، والشهادة والخطيئة يتواتر الحكي وئيدا حزينا شجيا يتوغل عميقا في ذات مكلومة مرتين. بفقدان الوطن وفقدان الشرف.. وخلال الطريق التي تبدو طويلة وملتوية واللحظات الثقيلة على النفس تتواتر الذكريات الأليمة محدثة شرخا في الذاكرة المكلومة، مما يفسر أنها تعرضت في وقت ما لحادث اغتصاب على يد نفس الشهيد. الذي سبب لها ندوبا لا تلتئم.. وكان صدى الهتافات التي تبين في البداية انها رعود ومطارق تحيق بالبطلة يخف تدريجيا ليحل محله ارتياح نفسي عميق وتواشج عاطفي، وبدأت الكوابيس التي انهكتها تخف وتضمحل، وأخذت تحس بذبيب الانعتاق يسري في أوصالها وكأن عبئا انزاح عن قلبها كلما احذ الموكب في الاقتراب من المقبرة.. ليزول نهائيا حينما يوارى الجثمان الثرى لتتقدم سلوى أمام الملأ بعد أن تخلصت من هواجسها وعقدها وتكسر عاليا جدران وسدون الصمت الرهيب لتصيح بالروح بالدم.. لا تمجيدا وإجلالا للحظة بل تشفيا وانتقاما لذاتها ولتدفن ماضيها المؤلم والجريح.. ولا غرابة أن يأتي اسم سلوى المجبول معناه من كل ما ينسي جبال الهموم والذكريات الأليمة والانكسارات.. واجتماعية غيره.. ذلك ان موت الغريم هو الخلاص لهذا الوطن برمته
كاملة بدارنه
15-03-2013, 04:28 PM
حاولت الهرب دائما من شبح ذاك اليوم الطّفوليّ، وقتل الغول الذي أرعبها طويلا، ونفشَ شعر الحقد والغضب مرارا، فلم تفلح...
أزهقت روحها منذ الطفولة .. وعذابها بحد ذاته شهادة
قص فاخر بكل المقاييس .. وثنائية مدهشة شكلت أساس النص
تحياتي
أهلا بك أخ محمّد
شكرا لك على مرورك الكريم والمثري
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
15-03-2013, 04:30 PM
أعترف أولا أن الخاتمة فاجأتني في معرض انغماسي في القصة وتطور الحبكة فيها ، فلم أكن أتوقع ، خاصة قيبل تلك الخاتمة ، أنها ستسامح ، وهنا تبرز براعة الكاتبة في تطوير النص موازيا لتطور الحالة الشعورية للبطلة وتصاعد الصراع الداخلي في قلبها .
أعتقد أن الإخوة الذين تكلموا عن الاغتصاب أخطأوا في فهم النص ، فالمشهد الذي طرحته الكاتبة بصريح القول بعيد عن هذا التصور فيما أرى ، وفي مجتمع مثل هذا ، يكفي تجرؤ الشباب في انتهاك عرض فتاة بالمس والتقبيل ليكون خطيئة كبرى ، ولها تجربة مؤلمة لا تنسى ، كما لا يمكن أن يتواطأ مجموعة من الشباب مع زميل لهم على مثل هذه الفاحشة جهارا نهارا في بلادنا ، على الأقل لا أظن أننا وصلنا لهذا الحد والحمد لله . ولعل الحالة النفسية التي عاشتها البطلة ثم عاشت فيها زمنا والتي ترجع على الأرجح لبراءتها وطهرها أوحت بأن الأمر كان جريمة الاغتصاب ، وهو ليس إلا ما صرحت به القصة ، وهو أبلغ صورة وأقرب للحقيقة الواقعية .
الرسالة الأهم التي وصلتني من هذه القصة الرائعة ، أن الشهادة أكبر من أي تضحية وأعلى من أي حظ ذاتي ، وكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون ، وأي توبة أعظم من بيع النفس في سبيل الله .
اللغة ممتازة من أديبة ممتازة ، وتمنيت لو لم تستعملي اللفظ العامي .
العنوان موفق جدا ، وصحيح أن البطلة فدت الشهيد بروحها ودمها ، ولكنه دم الطهر والنقاء ... لا غير .
أختي الأديبة الأستاذة كاملة بدارنة
تقبلي تقديري الكبير وتحيتي الطيبة
أهلا بك شاعرنا وأخي الدّكتور مازن
مرور رائع أعتزّ به وضّح نقطة أثارت اللّبس في البداية
شكرا لك على الحضور الكريم المثري
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-04-2013, 05:37 PM
الأديبة الأريبة كاملة بدرانه
أحييك على هذا القصة الجميلة التي شدتني من بدايتها إلى آخر سطر...صحيح أن القصة لم تتحدث عن الاغتصاب بمفهومه الحقيقي ... ولكنه تحرش واغتصاب جماعي في عرفنا، وطبيعي أن يرافق الجرح بطلة القصة باعتبار ذلك جرما لا يتقبله أحد ... ومما زاد من حجم الإحساس بالذنب تحملها لهذا الأمر الذي ظل سرا جاثما على أنفاسها... ولكن الكاتبة أشارت إلى أن الفعل الشنيع هذا نتج عن فتية والفتية هم في مقتبل العمر والمراهقة يعني بين الطفولة والشباب ... كما أن ترك الفتى لها وذهابه مسرعا قد يكون بسبب إحساسه ببشاعة ما أقدم عليه..
وقد أدركت البطلة في النهاية بأن الشهيد الذي يشيع ليس هو ذلك الفتى المستهتر الذي ارتكب حماقة دون التفكير في عواقبها ..وإنما هو شاب ناضج وهب حياته في في سبيل الله فداء للوطن
دمت أختي كاملة متألقة وراقية
أهلا بالأخت الأديبة كريمة
شكرا على مرورك الكريم الذي أضاء جانبا مهمّا
بوركت
تقديري وتحيّتي
هَنا نور
20-04-2013, 07:14 AM
يخيّم الصّمت والرّهبة على المكان، رغم كثرة الجموع المتوافدة إليه، ولم يسمع سوى صوت التّأبين لدقائق معدودات، وصوت الطيور الفزعة في السّماء...
بدأ البعض بإلقاء حفنات التّراب بعد شمّه وتقبيله على الجسد الذي لم يكفّن، وفيما الدّموع تروي ظمأ ذاك التّراب، وإذ بصوت أنثويّ، مزّقت البّحة بعضا من ذبذباته، يمزّق سُدونَ الصّمت، ويذهل الحضور الواجم إجلالا للّحظة:
" بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد" ...
قصةٌ رائعة تلقي ضوءاً كاشفاً على زاويةٍ حرصت البطلة على أن تبقى مظلمة ، زاوية اختزنت فيها ذكرى مؤلمة قاسية لا يمكن لأنثى أن تنساها. ولا أظنها ساعة أن هتفت " بالروح بالدم نفديك يا شهيد " كانت تهتف لذاك الجسد الذي ووري الثرى، بل ربما كانت تهتف لجسدها الحي الذي ما زال يتألم.
دمتِ مبدعةً متألقة
خلود محمد جمعة
28-05-2014, 09:31 PM
الطفولة مرحلة لها عالمها ، وألوانها وتصوراتها
في عالم طفولتها كان مغتصبا وفي عالم طفولته كانت اثبات رجولة
ربما أدركت ذلك عندما أهالوا عليه التراب، فانطلق لسانها بعد طول اختناق من ذكريات قيدت افكارها
أديبتنا لك القدرة على تطويع الفكرة والحرف بأسلوب تتفردين به مما يعطي نصوصك هالة من الابداع
لحرفك الذهبي توقيع لا يتكرر
دمت مبدعة
كل التقدير والمودة:nj:
د. سمير العمري
06-03-2016, 03:29 PM
نعم ، هذا نص يطرق موضوعا ربما كان عند بعضهم من المحرمات والممنوعات ، ولكن جاء الطرح راقيا ومميزا.
الفكرة هنا ذات دلالات كبيرة وإسقاطات متعددة ورؤية عميقة فمنها أن موقف الموت الرهيب بشهادة أمام الجميع حررها من بغضها القديم الدفين له ، ومنها احتمال أن يكون معنى موجود للأسف ممن يتخذون من الكفاح ضد المحتل غلالة يخفون خلفها سوء الخلق ، ومنها أن الإنسان يظل إنسانا يخطئ ولكن يتوب والعبرة بالخواتيم.
هو نص رائع مميز حد الألق فلا فض فوك!
تقديري
كاملة بدارنه
09-07-2016, 11:34 PM
أين الإغتصاب هنا؟
هذا فتى تحرش بطفلة
انا سعيدة لتوضيح الأستاذ مازن لبابيدي لخطأ القراءة
أستاذة كاملة بدارنة
أنت كاتبة غير عادية
أشكرك
اشتقنا لنكهة حضورك الأخت الأستاذة لانا
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-07-2016, 11:36 PM
الأمر واضح ومفهوم من القصة أنه تحرش ففرق شاسع بين هذه الكلمة وبين اغتصاب نسأل الله أن يحمي نساء المسلمين ..
القصة ماتعة وجميلة وأكثر ماأعجبني بها هو حديث الفتاة مع نفسها واختلاط مشاعرها وهذا يضفي لمسة راقية ورائعة على القصة ويحث الإحساس على مشاركة البطلة والتفكير فيما سيكون بعد ذلك ؟
وكانت النهاية أكثر من رائعة ومؤلمة أيضا رغم فرحتنا بالشهيد الذي ندعو دوما أن يتقبله الله .
أشار بعض الأخوة إلى امور مهمة في القصة كعدم العلاقة الجيدة بين الآباء وابناءهم واهتمامهم ببعض التفاصيل , وأيضا ماأشاروا إليه إلى أن الإنسان خطاء وخير الخطائون التوابون , والشهيد كأي بشر وخصوصا حينما يكونوا في عنفوان الشباب لابد أن تكون هناك خطوات من بعض الطيش والرعونة التي لايقصد بها ضررا ولكن نظل نؤدب من يخطئ بها ونرسم له حدودا للاحترام والحديث والتعامل خصوصا بين الجنسين ليعي الحكمة من ذلك ..
وفي هذه القصة درس آخر يستفيد منه الإنسان وهو أنه مهما فعل من ذنوب وخطايا لايعني أنه لايستطيع الجهاد ونيل الشهادة إن هو أخلص لله ونصر العقيدة والدين وحارب الأعداء ودافع عن حمى العرض والوطن
كان من الصحابة وهو على ماأذكر أبي محجن رضي الله عنه وأرضاه مدمنا لشرب الخمر ومع هذا لم تمنعه معصيته من فعل الخيرات ولم يترك الجهاد وشارك في القادسية بذل روحه لله ولخدمة دينه واشتاق للشهادة في سبيله
ثم تاب من شربها وذلك كان في معركة القادسية .
حينما نرى الشباب في الحرب وكثير منهم من لديه المعاصي سواء في السر أو ظاهرة في العلن إلا أنا نشعر بعزة وفخر برجولتهم ووثبتهم يرفعون الرايات وينادون بـ الله أكبر , ونواياهم لانتدخل بها فكل منهم يعلم لم يحارب ألرياء أم لنصرة الدين أم ... إلخ , وربما شعرت بطلة القصة بذات الفخر والعزة التي طغت على مشاعر الذكرى القديمة معه
دوما حرفك جميل استاذة كاملة
بوركتِ
مداخلة رائعة ومثرية عزيزتي أشكرك عليها
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-07-2016, 11:37 PM
الأخت الفاضلة والمبدعة المتميزة ..كاملة بدارنه.. تحية طيبة ..
مر البطل بوضعيتين :1 ــ وضعية الطيش الطفو لي التي تميزت بالاندفاع والتسرع ، والاعتداد بالنفس أمام زملائه مع إثبات فحولته ورجولته .. بطل مملوء بطاقات جسمية ونفسية ..
2 ــ وضعية أخرى بعدما أصبح شهيداً .. بين الوضعيتين مسار حياة ، تغيرت فيها الأفكار وتبدلت المواقف ..
بطلة حاقدة لكنها ضعيفة عن أي انتقام ، وغير جريئة لتصارح أمها بالفعل الشنيع .. لكنها تغيرت في آخر المطاف بعدما انجرت بعاطفة إنسانية نحو هذا المجرم في نظرها والذي تحول إلى شهيد ، فما ينفعها إنكارها لبطولته أمام قوة وضغط الجماعة .. أعتقد أن التيمة الغالبة في هذا النص الجميل هي التغيير : تغيير في النفس والعاطفة ، تغيير في الموقف ، تغيير من الكراهية إلى المحبة ، تغيير نحو التعاطف بدل الانتقام ...
جميل ما كتبت وأبدعت أختي كاملة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
شكرا على الحضور الكريم أخي الأستاذ الفرحان
مداخلة قيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-07-2016, 11:39 PM
تحمل الذاكرة تاريخا من التجارب نتخيلها محور الكون لأنها محور افعالنا وردود أفعالنا
لكن الأحداث العظيمة تحررنا من سطوة الأنا لننسجم مع الآخر في ما يخصنا معا
حماقة طفولية تورط بها الفتى الصغير ليتباهى أمام أقرانه وجمدت عندها الفتاة عجلة الحياة بانتظار لحظة الانتقام
ولكن الشهادة حررتها الشهادة من القيود في لحظة مواراة الشهيد الثرى
وحررت معها إنسانية القارئ ونبضه
بديع هذا الحرف يا سيدة البهاء
بوركت
شكرا لك أخت نداء وبارك الله فيك
بوركت وبورك حسّك الرّائع
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
09-07-2016, 11:40 PM
بالروح بالدم نفديك يا شهيد
هتاف يجلجل فيزلزل الأعماق مكتوبا كان أو مقروءا، فكيف تعجز سلوى عن مشاركة الجموع التي تسير معها هتافها، وهي الشابة الثائرة التي اعتادت قيادة الجموع الهاتفة!
وفي سرد جميل تبدأ الكاتبة تحليل العقدة المرتسمة في مدخل النص باسترجاع مشهدي وحوارات قصيرة موجهة، وبتركيز على الصراع الداخلي في النفس الثائرة في لحظة ازدواج توجهها الثوري الغاضب، فبين غضب للشهيد ينادي بالويل والثبور للغاصب المحتل، وبين غضب من الفتى الصغير الذي تحرش بها يوما فقبل وجتها وأسقطها أرضا في سلوك طفولي طاردها شبحه حتى لحظة ارتقاء الفتى شهيدا وقد غدا شابا
وخاتمة قلبت تصورات القارئ رأسا على عقب بانتصار النبل والقيم الوطنية والإنسانية على أحقاد الطفولة وتملّك الأنا
نص قصّي مدهش بجرأة تناوله لموضوع ربما تهيبه الكتاب
وأداء جميل واثق وشائق
دمت مبدعتنا الكاملة بكل الألق
تحاياي
ودام حضورك ألقا داعما وهادفا عزيزتي شاعرتنا الأخت ربيحة
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
عباس العكري
10-07-2016, 12:29 AM
https://3.bp.blogspot.com/-RHdmK53acEU/V4F6rPabT5I/AAAAAAAADFM/6CfR_JxUoA0vAhhp9EjgZz2i4qALasSoQCLcB/s1600/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2588 %25D8%25AD%2B%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%2 5AF%25D9%2585.png
عباس العكري
10-07-2016, 12:51 AM
https://4.bp.blogspot.com/-bVoIauIHrhg/V4F_wogIUHI/AAAAAAAADFc/r7s2uCb1FxA0TFdKPyWRTFj5bjHN7rCgQCLcB/s1600/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2588 %25D8%25AD%2B%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%2 5AF%25D9%2585%2B%25D9%2586%25D9%2582%25D8%25AF.png
أحمد العكيدي
10-07-2016, 10:23 AM
نص أقل ما يقال عنه أنه رائع
تحياتي وتقديري أستاذتي
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:52 PM
تا بعت كل تعليق للأحبة هنا
وارى كما رأى الكثيرون ان الصراع الداخلي واكب الفتاة منذ
الخطوة الأولى للجنازة فلا هي قادرة ان تبتعد وتركن الى بيتها
ولا هي قادرة ان تقود الجموع كعادتها وكما المحت الكاتبة
واستمر الصراع بين الجرح النفسي الذي تركته الحادثة ولم
تستطع نسيانه رغم مرور السنوات وبيتن قيمة الشهيد الذى لا
تستطيع التملص منها او اتنكارها عليه
وهنا اذهب الى رأي الدكتور من ان المجتمع لا يزال يولي الشرف قيسمته العالية
سواء من ناحيةينية او من ناحيةاجتماعية ولهذا استمر الصراع حتى اللحظة الأخيرة
واخيرا فازت الشهادة بما يمكن تسميته دمل الجرح
شكرا ايتها القديرة
شكرا لك على الحضور الكريم الأخ الشّاعر محمد
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:53 PM
نص يحمل ألق الابداع
ويشي بمقدرة عالية وطيبة لرسم حالة من الابداع
بورك اليراع الذي سطر هذا البهاء
تحياتي
وبورك الحضور الرّاقي
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:54 PM
هذا الحكي رائع أبدعت صاحبته في اختيار الفكرة
تحياتي
شكرا لك أستاذ يحيى
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:56 PM
قصةٌ رائعة تلقي ضوءاً كاشفاً على زاويةٍ حرصت البطلة على أن تبقى مظلمة ، زاوية اختزنت فيها ذكرى مؤلمة قاسية لا يمكن لأنثى أن تنساها. ولا أظنها ساعة أن هتفت " بالروح بالدم نفديك يا شهيد " كانت تهتف لذاك الجسد الذي ووري الثرى، بل ربما كانت تهتف لجسدها الحي الذي ما زال يتألم.
دمتِ مبدعةً متألقة
مداخلة قيّمة أشكرك عليها أخت هنا
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:58 PM
الطفولة مرحلة لها عالمها ، وألوانها وتصوراتها
في عالم طفولتها كان مغتصبا وفي عالم طفولته كانت اثبات رجولة
ربما أدركت ذلك عندما أهالوا عليه التراب، فانطلق لسانها بعد طول اختناق من ذكريات قيدت افكارها
أديبتنا لك القدرة على تطويع الفكرة والحرف بأسلوب تتفردين به مما يعطي نصوصك هالة من الابداع
لحرفك الذهبي توقيع لا يتكرر
دمت مبدعة
كل التقدير والمودة:nj:
ولحضورك بصمة خاصّة
شكرا لك
بوركت
تقديري وتحيّتي
:0014::0014::0014:
كاملة بدارنه
10-12-2016, 09:59 PM
نعم ، هذا نص يطرق موضوعا ربما كان عند بعضهم من المحرمات والممنوعات ، ولكن جاء الطرح راقيا ومميزا.
الفكرة هنا ذات دلالات كبيرة وإسقاطات متعددة ورؤية عميقة فمنها أن موقف الموت الرهيب بشهادة أمام الجميع حررها من بغضها القديم الدفين له ، ومنها احتمال أن يكون معنى موجود للأسف ممن يتخذون من الكفاح ضد المحتل غلالة يخفون خلفها سوء الخلق ، ومنها أن الإنسان يظل إنسانا يخطئ ولكن يتوب والعبرة بالخواتيم.
هو نص رائع مميز حد الألق فلا فض فوك!
تقديري
وداخلة رائعة! موجزة ومثرية
شكرا لك أخي الدكتور سمير
بوركت
تقديري وتحيّتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir