تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : .. السجّادة



عبد السلام دغمش
23-12-2012, 05:17 PM
.. ما سيأتي هو صحيحُ ما وَقعَ لصاحِبنا، و لكنني أضفيتُ على مشهده الأخير مسحةً من الخيال .. قال

إعتدتُ في يوم إجازتي الأسبوعية أن اتوجه بنفسي لأجلب طعام الإفطار للعائلة..فكُنت أحياناً أستقلّ سيارتي توفيراً للوقت..وأحياناً أقطع المسافة ماشياً على قدميّ ، فإذا مشيتُ كان لا بد أن أجتاز صفّاً من عدّةِ مبانٍ بتطاولُ بنيانها لعشرة أدوار أو اكثر ..مبانٍ يفصلُ بينها عدةُ أمتارٍ فحسب، كأنها تومئُ برؤوسها في استعلاءٍ إسمنتيّ ..وتبرزُ من كل دَوْرٍ شرُفاتٌ نافرةٌ يطلّ منها ساكنوها على ما حولهم ..ولَهم فيها مآربُ أخرى..
قال : وينما كنت أسير ذاتَ يوْمٍ بمحاذاةِ هذه المباني الشاهقة..كانت تسير بمواجهتي فتاةٌ في العشرينيات منْ عمرها ..بضع خُطواتٍ فقط كانت تفصلني عنها ..إذ بسجّادة كبيرة تهوي من إحدى هذهِ الشرفات..ربما كان أصحابها ينفضون عنها الغبار ..طارت السجادةُ ..كانت تمتد في السماء أمام ناظريّ ..لكنني لم أجد علاء الدين يعتليها ..! ثمّ حطتْ فوقَ رأس الفتاة..سقطت المسكينةُ أرضاً وقد غمرتها السجادة ..فكان مشهدها ولو لوهلة كأنها نائمةٌ تتحذ من السجادة غطاءاً ..استجمعت قواها ..نفضت عنها السجادة كمن يصحو فزِعاً من نومه ..مشت بترنّحٍ و خُطىً متعثرةٍ حتى اتخذت لها مجلساً على قارعة الطريق ..التف حولها بعض المارّة يطمئنون عليها ..غادرت المسكينةُ بعد أن صبت لعناتها على السجادة ..وربما طالت لعناتها تلك الشرفة التي انطلقت منها السجادةُ وساكنيها ..!
..قلت : لو أن سقوط السجادة تأخر لحظاتٍ فحسب..لكنتُ بمحاذاة الفتاة المسكينة..ولغمرتنا السجادة معاً..بل لكنتُ انا المسكين! فوا سوأتاه من مشهد..؟!
.. إمتدّ بي الخيال..رأيت الناس يجتمعون من حولنا بعدَ ان نُزعتْ عنّا السجادةُ ..كان بعضهم يهزّ رأسه أسفاً وآخرٌ يتوعدنا يسوء المنقلبْ..و ثالثٌ يدخّنُ سيجارته و يطلقُ نفثها عليّ ليكتم أنفاسي..ينما الأولاد في الطريق يهتفون بمن خلفهم لينضموا اليهم..أما الشرفات فقد عجّت بساكنيها يناظرون من علٍ و يشيرون عليّ حتى أن أصابعهم تكاد تمتدُّ لتخترق عينيّ ..!..أطبق علي ذهولٌ و خوفٌ شديدان ..بينما السجادة طريحة الأرض كانها تهمس بي أن الوِزر على من ألقى بها....وبنما انا وسط هذا الحِصار إذ بالجمع ينشقُّ عن فسحةٍ تعبرها امرأةٌ بحزمٍ و سطوة..إنها ..إنها تقترب....وعنده كان خيراً لي أن يتوقف المشهد!!
...تذكّرتُ أن عائلتي بانتظار طعام الإفطار..تابعت مسيري وقلت :يا ربِّ سِترَك..!

مصطفى حمزة
24-12-2012, 02:43 AM
أخي العزيز ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
نصك من الأدب الخفيف الظريف ..
ذكرتني السجادة الطائحة بحارتي القديمة في اللاذقية ....لكن هناك أنذاك ماكانت السجادات التي تهوي من البلكونات والنوافذ ، بل أكياس مختلفة ألوانها ، فيها الزبالة ، وفيها ما شابه من مخلفات نجف الكوسا والبانجان هه !
نصٌ جمّله خيالُكَ وروح الفكاهة في أسلوبك ، ولم يؤثّر عليه في ذلك بعضُ الهنات اللغوية .
- هل من كان يركب بساط الريح في ( ألف ليلة وليلة ) ، علاء الدين أم السندباد ؟!
تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 06:54 AM
أخي العزيز ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
نصك من الأدب الخفيف الظريف ..
ذكرتني السجادة الطائحة بحارتي القديمة في اللاذقية ....لكن هناك أنذاك ماكانت السجادات التي تهوي من البلكونات والنوافذ ، بل أكياس مختلفة ألوانها ، فيها الزبالة ، وفيها ما شابه من مخلفات نجف الكوسا والبانجان هه !
نصٌ جمّله خيالُكَ وروح الفكاهة في أسلوبك ، ولم يؤثّر عليه في ذلك بعضُ الهنات اللغوية .
- هل من كان يركب بساط الريح في ( ألف ليلة وليلة ) ، علاء الدين أم السندباد ؟!
تحياتي وتقديري
أستاذنا الفاضل مصطفى
أقدر فيك ذوقك الجميل ...شرفني مرورك على النص ..مع خالص تحياتي

خليل حلاوجي
24-12-2012, 07:00 AM
يارب سترك ... وقدرنا يرسم مصائرنا : رغم أن الفراشة والألوان بيدنا نحن .


نص منساب .. كماء النهر.

محمد النعمة بيروك
24-12-2012, 07:25 AM
قصة خيالية، يقول بطلها أنه استوحاها من حادثة حقيقية، ويخبرنا بذلك في متن القصة ذاتها.. ربما هي تقنية جديدة، لكنني أعتقد أن مزج الحقيقة بالخيال في هذا التقسيم الجزئي للنص لم يكن موفّقا جدا، فلايهمّ القارئ إن كانت مستوحاة من حادث أو من خيال، بقدر ما يهمّه الإبداع في طرح الفكرة شكلا ومضمونا.. إنّها خيال طريف، ينتهي بواقع حقيقي وأهمّ "إفطار الأطفال" لذلك كانت القفلة جميلة ومُعبّرة.. لكنّ النص عانى من بعض الهنات المختلفة كما أشار أخي القاص مصطفى، ويمكن أن نجمل تلك الهفوات في:
مبانٍ تفصلُ بينها عدةُ أمتارٍ فحسب،
كأنها توميء
وبينما كنت أسير..
السجادة غطاءً..
فزِعاً يتوعدنا بسوء المنقلبِ.. .
بينما الأولاد في الطريق
وبينما انا

لكن هذا لا ينقص جمال النص بحال..

تحياتي.

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 07:35 AM
يارب سترك ... وقدرنا يرسم مصائرنا : رغم أن الفراشة والألوان بيدنا نحن .


نص منساب .. كماء النهر.

أديبنا الكبير ..أقدر لك مرورك على النص ..دمت متألقا

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 07:41 AM
قصة خيالية، يقول بطلها أنه استوحاها من حادثة حقيقية، ويخبرنا بذلك في متن القصة ذاتها.. ربما هي تقنية جديدة، لكنني أعتقد أن مزج الحقيقة بالخيال في هذا التقسيم الجزئي للنص لم يكن موفّقا جدا، فلايهمّ القارئ إن كانت مستوحاة من حادث أو من خيال، بقدر ما يهمّه الإبداع في طرح الفكرة شكلا ومضمونا.. إنّها خيال طريف، ينتهي بواقع حقيقي وأهمّ "إفطار الأطفال" لذلك كانت القفلة جميلة ومُعبّرة.. لكنّ النص عانى من بعض الهنات المختلفة كما أشار أخي القاص مصطفى، ويمكن أن نجمل تلك الهفوات في:
مبانٍ تفصلُ بينها عدةُ أمتارٍ فحسب،
كأنها توميء
وبينما كنت أسير..
السجادة غطاءً..
فزِعاً يتوعدنا بسوء المنقلبِ.. .
بينما الأولاد في الطريق
وبينما انا

لكن هذا لا ينقص جمال النص بحال..



تحياتي.


الأخ الكريم

أشكر لك قراءتك المتمعنة للنص ..والحدث واقعي قبل عبارة ( وامتد بي الخيال ..)
أما عن الملاحظات اللغوية..فأشكرك عليها .. و اغلبها لسرعة استخدام لوحة المفاتيح ..والآن تعلمنا ان علينا معاينة الموضوع قبل اعتماده ..أشكرك مرة أخرى!

عبد السلام هلالي
24-12-2012, 03:05 PM
أنا أشاطر الأخ محمد النعمة وأرى أن الإضاءة التي سبقت النص لم تكن ضرورية وربما أثقلت عليه.
عدا هذا أجد الفكرة جميلة طريفة والقفلة خدمت النص كثيرا وكانت معبرة، وأشاطرك في طلب الستر من هذه الأشياء التي تسقط على رؤوسنا على حين غرة وقد تلبسنا ما لسنا أهلا له.
دمت بخير وهناء

آمال المصري
24-12-2012, 03:44 PM
نص جميل خفيف الفكرة خطفت المقدمة جزء من متعة القراءة وما أضافت له جديد بل يكون النص بدونها أروع
أثني على ماذكره السيد / البيروك
دام ألقك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 03:47 PM
أنا أشاطر الأخ محمد النعمة وأرى أن الإضاءة التي سبقت النص لم تكن ضرورية وربما أثقلت عليه.
عدا هذا أجد الفكرة جميلة طريفة والقفلة خدمت النص كثيرا وكانت معبرة، وأشاطرك في طلب الستر من هذه الأشياء التي تسقط على رؤوسنا على حين غرة وقد تلبسنا ما لسنا أهلا له.
دمت بخير وهناء
أخي و سميّي عبد السلام
ربما يكون السرد - مع الاشارة لواقعيته- ذا دلالة أبلغ ..أشكرك لك مرورك على النص و دمت بخير

عبد السلام دغمش
24-12-2012, 03:53 PM
نص جميل خفيف الفكرة خطفت المقدمة جزء من متعة القراءة وما أضافت له جديد بل يكون النص بدونها أروع
أثني على ماذكره السيد / البيروك
دام ألقك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
أختنا الأديبة آمال
أقدر لكم مروركم وملاحظتكم ..دمتم متالقين..ودامت الواحة بمن غرس أشجارها و تعاهدها ..وها نحن نتفيأ معكم هذه الظلال الطيبة

ربيحة الرفاعي
15-01-2013, 07:30 AM
قرأت فيها لولا المقدمة التوضيحة رمزا موفقا يحتمل إسقاطات أبعد وأوسع مدى
نص قصي طريف الفكرة ماتع الطرح

دمت بألق أيها الكريم

تحاياي

عبد السلام دغمش
15-01-2013, 01:43 PM
قرأت فيها لولا المقدمة التوضيحة رمزا موفقا يحتمل إسقاطات أبعد وأوسع مدى
نص قصي طريف الفكرة ماتع الطرح

دمت بألق أيها الكريم

تحاياي

الأخت ربيحة الرفاعي
شكراً لمروركم ..
أما عن المقدّمة التوضيحية فهي ملاحظة تكررت من بعض الأخوة روّاد المنتدى وهي في محلّها..
دمتم و دامت الواحة.

ناديه محمد الجابي
15-01-2013, 06:57 PM
أضحكتنى .. أضحك الله سنك
قصة لطيفة .. أعجبنى وصفك الدقيق للموقف
والسرد المقتنص للحظة فى طرافة ..
تمتلك قلما رائعا وفكرا خصبا
راقنى ماكتبت ـ تحياتى .

عبد السلام دغمش
15-01-2013, 07:33 PM
أضحكتنى .. أضحك الله سنك
قصة لطيفة .. أعجبنى وصفك الدقيق للموقف
والسرد المقتنص للحظة فى طرافة ..
تمتلك قلما رائعا وفكرا خصبا
راقنى ماكتبت ـ تحياتى .

الأخت نادية
أكثر ما سرّني كان سروركم..
دمتم و دامت الواحة.:os::tree::sb:

نداء غريب صبري
09-02-2013, 03:21 PM
قصة خفيفة ظريفة وفيها حس مازح
أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

عبد السلام دغمش
09-02-2013, 09:53 PM
الأخت نداء
يسرني مروركم الندي..دمتم ودامت الواحة

خلود محمد جمعة
12-11-2014, 11:18 AM
خفيفة ولطيفة وظريفة
هناك احداث لا تحتاج لزخرفة هي كما هي جميلة ولكن العين التي تلتقط الجمال هي من تبدع
راقت لي القصة
من البداية الى الحبكة ثم الى النهاية
بوركت وكل التقديري

كاملة بدارنه
15-11-2014, 03:58 PM
قصّة طريفة وسرد سلس ...
بوركت
تقديري وتحيّتي