تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هــِــداية



رياض الرشايده
27-12-2012, 08:29 AM
إرتَدت ملابسها الجميلة ،وحقيبتها ، سارت في شوارع الحي ، غمازاتُ وجنَتيها تسبقان شَفَتيها للإبتسام ، تمنحني أملٌ ودفء، تركض نحوي ، فاتحة ذراعيها ، أُقبلها ، تَخجَل، شريط الذكريات يلف أمامي ، صورة وجهها البرىء ، كفيها الصغيرين ، ربطة شعرها ، حقيبة كتبها ، حتى وجوه الطفولة في فصلها المدرسي ، وتندس دمعة الحزن في مجرى الدمع تخنقني ، ويختفي الشريط ، ينكشف الواقع أمامي ، هناك في قاعة الموتى ،قبر صغير ، وهداية.. مرتدية ثوبها الأبيض ، نائمةٌ بعمق طفولتها ، مرّ اليوم الثاني ، ومازالت تنام بعمق ، تشعر بحنان الأرض يغمرها ، دافىءٌ ورطب ، غَنيتُ لها، قرأتُ قصصاً لم تُكتب ، حاولتُ أن أوقظها ، ولكن..! براءة الطفولة في عمرها الواقف على العتبة الثامنة تمنعني، ويصيح هاجس الحقيقة ، ماتت هداية ..! ، تنسكب الدمعة حَرّى ، تتبعها أُخرى، ثم يفيض مدراراً فوق وجهي ، نامي ياصغيرتي ، أتُحبين الطُيور..؟! ها أنت طيرٌ أبيضٌ جميل ، طيري في سَمائي وحَلقي ، إصعدي ، مكانُك هُناك، بين الجنان ، ودَعيني أُناجي طيفُك وأُبكيك ..

محمد النعمة بيروك
28-12-2012, 12:17 AM
قد تسلبنا الأقدار من نحب.. لكن هناك دائما فطرة تدفعنا لاستكمال مشوار الحياة.. حتى تنتهي.. أو ننتهي..

حزينة هذه القصة التي انعطفت بشكل تراجيدي بعد مدخلها الذي عج بالحياة..

أسلوب جميل، بعباراته التي عرفت كيف تزرع فينا الأمل، تماما كما عرفت كيف تزرع الحزن،ولغة سليمة إلا من هنات بسيطة:
ارتدت...........بهمزة الوصل
للابتسام.......بهمزة الوصل
تمنحني أملا ودفءا

أحيي بوحك أخي القاص رياض.

*

مصطفى حمزة
28-12-2012, 12:52 AM
إرتَدت ملابسها الجميلة ،وحقيبتها ، سارت في شوارع الحي ، غمازاتُ وجنَتيها تسبقان شَفَتيها للإبتسام ، تمنحني أملٌ ودفء، تركض نحوي ، فاتحة ذراعيها ، أُقبلها ، تَخجَل، شريط الذكريات يلف أمامي ، صورة وجهها البرىء ، كفيها الصغيرين ، ربطة شعرها ، حقيبة كتبها ، حتى وجوه الطفولة في فصلها المدرسي ، وتندس دمعة الحزن في مجرى الدمع تخنقني ، ويختفي الشريط ، ينكشف الواقع أمامي ، هناك في قاعة الموتى ،قبر صغير ، وهداية.. مرتدية ثوبها الأبيض ، نائمةٌ بعمق طفولتها ، مرّ اليوم الثاني ، ومازالت تنام بعمق ، تشعر بحنان الأرض يغمرها ، دافىءٌ ورطب ، غَنيتُ لها، قرأتُ قصصاً لم تُكتب ، حاولتُ أن أوقظها ، ولكن..! براءة الطفولة في عمرها الواقف على العتبة الثامنة تمنعني، ويصيح هاجس الحقيقة ، ماتت هداية ..! ، تنسكب الدمعة حَرّى ، تتبعها أُخرى، ثم يفيض مدراراً فوق وجهي ، نامي ياصغيرتي ، أتُحبين الطُيور..؟! ها أنت طيرٌ أبيضٌ جميل ، طيري في سَمائي وحَلقي ، إصعدي ، مكانُك هُناك، بين الجنان ، ودَعيني أُناجي طيفُك وأُبكيك ..
--------------
أخي الأكرم ، الأستاذ رياض
أسعد الله قلبك
حديثُ النفس الباكية للنفسِ المنكوبة المحروقة بفقد حبيب غالٍ ! وأظن هداية هنا البنتَ أو الحفيدة التي هي في ميزان الحب كفء الابنة ..
حديثٌ يظنّه من لم يُكابده ضَعفاً وانتقاصاً من الرجولة ! لكن هيهات .. هو الموت هادمُ اللذات ، ومفرق الأحباب ..حقيقة مؤلمة و يَقينٌ ذابح !
وقد صدق الأميريّ حيثُ قال في قصيدة ( أب ) : ( هيهات ما كلّ البُكا خَوَرٌ * إني وبي عزمُ الرجالِ أبُ )
نصٌّ إنسانيٌّ مؤثّر ، أوقف فيه الكاتب المبدع لحظة مؤلمة من حياته لنشاركه فيها الحقَ والجمالَ .
عثرات لغويّة بسيطة حاولتْ الإساءة للنص دون جدوى ! وقد أشار أخي الأستاذ من النعمة إلى بعضها :
- إرتدت / إصعدي / للإبتسام = ارتدت - اصعدي - للابتسام
- تمنحني أمل ودفء = أملاً ودفئاً
- طيرٌ أبيضٌ = أبيضُ
- أناجي طيفـُكِ = طيفـَكِ
- وأُبكيك ( بضم الهمزة ) = وأبكيكِ ( بفتح الهمزة ) .
تحياتي وتقديري

كاملة بدارنه
28-12-2012, 04:15 AM
مفارقة الصّغار ئؤلمنا إشفاقا وشوقا
أحزنتني
تقديري وتحيّتي

رياض الرشايده
28-12-2012, 04:24 AM
أصدقائي وإخوتي
لم تَكُن ..هِداية .. قِصة.. بل هي شريطُ الذكرياتُ لحياة طِفلة
تَوقَفت عِندَ السنة ِ الثامنةِ من عُمرِها ..قبل يومين

دمتم ودام ابداعُكم ورُقيكم

ناديه محمد الجابي
28-12-2012, 06:47 AM
قال تعالى :( لكل أجل كتاب )
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}. فتلك هي الحقيقة المرة التي لا يختلف حولها اثنان، وهي المعادلة المصيرية التي يخضع لها كل ضعيف، وجبار، فتنحني لها - حينئذ - الجباه.

سيميل القلب حزناً على غيابها، وستغيب أقمارها في السماء بلغة الموت.وسنشم رائحة الحزن المنبعثة من الأعماق، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، بأن يرحم الله هداية

ألهمكم الله الصبر والسلوان .

رياض الرشايده
28-12-2012, 06:51 AM
صدق الله العظيم
إنا لله وإنا اليه راجعون

دمت نادية الطيبة

ربيحة الرفاعي
23-01-2013, 07:51 AM
يا الله
كيف للغياب أن يبعثرنا فيضيع الكلام وتغرق بين أمواج الدموع المعاني
ويخدعنا الراحلون فتنام تحت الثرى أجسادهم ولا يرحلون

مزقنا حزن حرفك واستولى على مشاعرنا شعورك فأغرقنا فيما فيه أغرقك الفقد

رحم الله فرطكم
وجعلها لكم دليلا على أبواب الجنة شفيعا مشفعا يوم الحشر
وأعانكم على الصبر وأجزل لكم الأجر

رياض الرشايده
24-01-2013, 06:36 PM
اللهم آمين
دمت ودامت رقتك
ربيحة الطيبة

آمال المصري
27-01-2013, 09:08 PM
هداية هي ليس في اسمها فقط ولكن فيما تركته على نفوس ذويها من صبر غلفته دموع الفقد
آلمني حرفك وهداية أديبنا الفاضل
ورحمها الله
تحاياي

محمد الشرادي
27-01-2013, 11:24 PM
إرتَدت ملابسها الجميلة ،وحقيبتها ، سارت في شوارع الحي ، غمازاتُ وجنَتيها تسبقان شَفَتيها للإبتسام ، تمنحني أملٌ ودفء، تركض نحوي ، فاتحة ذراعيها ، أُقبلها ، تَخجَل، شريط الذكريات يلف أمامي ، صورة وجهها البرىء ، كفيها الصغيرين ، ربطة شعرها ، حقيبة كتبها ، حتى وجوه الطفولة في فصلها المدرسي ، وتندس دمعة الحزن في مجرى الدمع تخنقني ، ويختفي الشريط ، ينكشف الواقع أمامي ، هناك في قاعة الموتى ،قبر صغير ، وهداية.. مرتدية ثوبها الأبيض ، نائمةٌ بعمق طفولتها ، مرّ اليوم الثاني ، ومازالت تنام بعمق ، تشعر بحنان الأرض يغمرها ، دافىءٌ ورطب ، غَنيتُ لها، قرأتُ قصصاً لم تُكتب ، حاولتُ أن أوقظها ، ولكن..! براءة الطفولة في عمرها الواقف على العتبة الثامنة تمنعني، ويصيح هاجس الحقيقة ، ماتت هداية ..! ، تنسكب الدمعة حَرّى ، تتبعها أُخرى، ثم يفيض مدراراً فوق وجهي ، نامي ياصغيرتي ، أتُحبين الطُيور..؟! ها أنت طيرٌ أبيضٌ جميل ، طيري في سَمائي وحَلقي ، إصعدي ، مكانُك هُناك، بذا النص.ين الجنان ، ودَعيني أُناجي طيفُك وأُبكيك ..

أخ رياض

يا له من شيء غريب في هذا النص. بجماية كبيرة صور الوجع الذي يصيب القلب حني نفقد عزيزا.
تحياتي

لانا عبد الستار
10-02-2013, 12:26 AM
نص حزين صادق وموجع
نشاركك حزنك
رحم الله الصغيرة

نداء غريب صبري
10-06-2013, 02:20 AM
هذه قصة الرحيل الذي بعذبوننا به ولا يعلمون
رحلت عند عتبة عمرها الثامنة، وتركت أهلا سبتذكرونها ويبكونها على كل عتبات أعمارهم

قصة حزينة أبكتني
وشرد مشوق جدا

شكرا لك أخي

بوركت

رياض الرشايده
23-05-2014, 08:48 PM
هذه قصة الرحيل الذي بعذبوننا به ولا يعلمون
رحلت عند عتبة عمرها الثامنة، وتركت أهلا سبتذكرونها ويبكونها على كل عتبات أعمارهم

قصة حزينة أبكتني
وشرد مشوق جدا

شكرا لك أخي

بوركت
دام جميل مرورك
نداء الطيبة

د.حسين جاسم
01-09-2014, 11:23 PM
كم من الحزن لولا الجلد لأبكانا
وأسلوب رائع يؤكد عل مهارة الكاتب

اللهم ارحم هداية وذويها وموتانا جميعا

د. سمير العمري
03-07-2015, 12:59 AM
أحسن الله العزاء أيها الأديب الكريم!

نص موجع محزن بما حمل من ألم ووجد.

تقديري