مشاهدة النسخة كاملة : مُنى
مصطفى حمزة
01-01-2013, 03:34 AM
مُنى
كنت قد تجاوزت السابعةَ بقليل حين وُلد "عصام" أخي ، وأمّنا مريضة ، وكان عُمر أختنا " منى" حوالى خمس سنين . أذكر حينَ كنّا نذهبُ كلَّ مساءٍ ، قُبيلَ المغرب ، إلى بُستان " أبو مُراد " المواجه لبيتنا . كانت تسـير إلى جانبي ممسكةً بطرف بيجامتي ، وأنا أحمل الوعاءَ الألمنيوم الصـغير الذي يتّســع للتر واحد من الحليب فنخـوض في التراب الرطب وتملأ أنفينا رائحةُ البقر والشجر !! وكانت تلتصق بي خائفة كلّما خــارت بقرة في الزريبة فأمسك بها متظاهـراً بالشـجاعة وعدم الخوف ! حتى يظهر لنـا " أبو مراد " فيملأ لنـا الوعاء ونعود به إلى أمّي مُسرعَين فتملأ منه الرضّاعة ، وتُلقمها " عصام " . فيما بعد ، وبعـد ســنين طويلة ، كانـت أمّي تمزح مع عصام بقولها : " أنا لستُ أمَكَ ، أمّك بقرةُ أبي مُراد !! " . في تلك الفترة من طفولتنا كنت أخرج إلى الشارع وأجمع أغطيـةَ زجاجـات " الكازوز " وعيدان "البوظـة " المرميّة في الأرض وأعُـود بها فَرِحاً إلى أمّي ، فتغسلها وتنشّفها ، ثم تـلفّ على أحد الأغطية قطعـة قمـاش بيضـاءَ وترسم عليها العينين والفم والأنف لترسمَ وجهاً ، ثم تربط إليه عودين متصالبين لتشكل اليدين والرجلين ، وتصنعَ دميةً لمنى .. وكنـت أتابعها بزهوّ كبيرٍ وهي تلعب بدميتها وتكلّمها وكأنني أنا الذي صنعتها لها !!
وفي ليلة " المَحيا " – ليلة النصف من شعبان – أحضر لنا أبي مجموعة من الألعاب النارية على شكل عيدانٍ تُشعل من طرفها فتتطاير منها النار في كل اتجاه كأنها نجوم الليل .. وخُيّل إليّ وأنا أرى النجوم تتطاير حول مركـز النار راسمةً طَوْقاً من النجوم أنّ هذه النجومَ لو خرجت من شعر منى سـيصبح وجهُها منيراً يُحيط به النور ؛ كمريم العذراء – التي رأيتُ صورتها يوماً معلّقةً إلى الجدار في بيت جارتنا " أمّ غسّان " ! فما كان مني إلاّ أن رفعتُ شعرها من الخلـف فوق رأسها ودفعتُ فيه " عُودَ نجوم الليل " المشتعل ! فاشتعل شعرها بلمح البصر ، فهرعتْ إلى البيت تصرخ خوفاً ! وكانت أمي تجلس أمامَ الحَوضِ تغسل ملابسَنا ، فهبّتْ إليها حاملةً ما كانَ بيديها بمائه وصـابونه ولفّت به رأسها فأطفأته ! ولا زلتُ أذكر من تلك الليلة ألَمَيْن اثنين :ألَمَ حزام أبي الجلْـديّ الذي نالَ من جلدي تلك الليلة ! وألمَ حزني على شَعْر مُنى الكستنائيّ الطويل – الذي طالما أحببتُه – وقد غـدا قصيراً جدّاً وقبيحاً ، بعد أن قصّت أمي ما احترق منه بمقصّ الخياطة !!
في صباح أحد الأعياد ، ولم أكن قد تجاوزتُ العاشرة ، أردتُ أن أصطحبها إلى ساحة العيد ! فاسترقنا غفلة من أمي وهربنا! أخذتها من يدها وهبطنا السلم من بيت خالتي في قلب حيّ "الصّليبة " باللاذقية ثم توجّهنا إلى ساحة العيد العامرة أمامَ وحـولَ " قوس النصر " وهناك أكلنا " الفول المســلوق "
و " الترمس " وركبنا المراجيحَ بأنواعها ، وتفرّجنا على مُرقّصي القرود ، وعلى السّحَرة .. ثمّ سألتُها بحماسة :
- هل آخذك إلى سينما حقيقيّة ؟
فنظرت إليّ مستغربة ، وقالت :
- " وأينَ هذه " ؟
فجذبتها من يدها ، وقلت لها :
- أنا أعرف ، امشي ...
مشينا باتجاه الغرب حتى وصلنا إلى الشارع الرئيسيّ ، ثم انحرفنا شمالاً ومشينا ومشينا حتى وصلنا ساحةَ " أوغاريت " كنتُ أتخيّلُ مكاناً فيه " سينمات " كثيرة ، وكنت أريد أن أصل بها إلى هناك ! انحرفت بها باتّجاه الغرب مرة أخرى وأنا أنظر إلى أعلى في كلّ اتّجاه أبحثُ عن الإعلانات الكهربائيّة للسينمات التي في خيالي ، ولكني لم أرها ! ومشيت بها أجرّها من يدها ، وهي مستسلمة لخطاي واثقة بي ! حتـى أوصلتنا أقدامُ الطفولة إلى شارع فيه زحام شديد من الناس والأصوات والمحلات والروائح من كل نوع ولون ! وكم فرحتُ حين وجدتُنا أمام باب سينما كبيرة والناس يتدافعون في الدخول إليها ... وكان أمام الباب رجل يجمع من أيادي الأطفال والأولاد والكبار ما يستطيع مـن النقود ، ثم يسمح لهم بالدخول ..فأخرجت من جيبِ بنطالي كل ما تبقّى فيه من عيديّتي وعيديّة منى ودفعتُ بها إلى الرجل وأنا أقول له لاهثاً :
- أنا وأختي ..
فأخذها مني ودفعني أنا ومنى إلى الداخل : " يا الله .. فوت " . كانت القاعة مظلمة جداً ، ومزدحمة جداً ، ولم نستطع أن نرى طريقنا ولا أن نعثر علــى مقعد نجلس عليه ! ولم يكن ذلك مهماً فالمهم أن نرى ونسمعَ الشاشة الضخمة العملاقة ! وأصـوات الممثليـن والسـيوف والخيول وأن نسمع التصفيق والصَّفير من الجمهور ! أن نعيش " جوّ " السينما الحقيقيّة لا السينما الخرساء التي في ساحة العيد ! كان في ذلك متعة وأيّ متعة ! ولكنّ متعة ذلك اليوم كانت نهايتها مؤلمة !!
حين انتهى العرض ، أضيئت الأنوار فأخرجونا من باب كبير غير الباب الذي أدخلنا منه ! كان الناس يخرجون كالقطيع الهائج يدفع بعضهم بعضاً ، حتى كدنا– أنا ومنى– أن نختنق وسط الزحام ! وفجـأة وجدنا نفسَيْنا في شارع فرعيّ لا نعرف له اتجاهاً ، بعيد ، رهيب ، له طعم غريب ، وريح غريبـة إنه الضــياع ، لقد ضعنا أنا وأختي !! وبدأت السماء تُمطر ! لم يُفارقني الشعورُ بيديها البضّتين تتشبثان بذراعي ، وأنا أجرّها وأجرّ نفســي ، وهـي تبكي : - " بدّي ماما " ! والمطر ينهمر علينا بغزارة ! كنت كلما سرت في طريق أحسب أن نهايته بيتُ خالتي! فنسرع ؛ حتى إذا وصلنا إلى نهايته وجدنا نفسينا في طريقٍ آخرَ ، أكثرَ غربة !! كنت أقول لها ونحن نخوض في الماء تائهين :
- " عندما نرى الكنيسةَ المعلقةَ نكون وصلنا عند بيت خالتي " !
و " الكنيسة المعلقة " هي التسمية المحلية لقوس النصر الروماني الواقع وسط حي الصليبة . وبدليل لا أعرف له اسماً غير رعاية الله وصلنا إليه ، ثم وصلنا إلى بيت خالتي لنجد أن العيد عندهم قد تحوّل إلى بكاء ولوعة حين تأخرنـا في العودة وتوقّعوا أننا ضعنا !! وتلقّتنا أمي تضمّنا إليها وتقبّلنا وهي تنزع عنا ملابسنا الغارقة في الماء !
ومضى بنا قطارُ العمر ، ولم تُغادر مُنى سطراً من سطور حياتي ! ولم أغادر .. في كلّ مفردةٍ من مفردات عمري حرفٌ منها ، وكنتُ في حياتها كذلك ، حتى ذبحتني ! ماتت في يومٍ أبت فيه الشمسُ أن تطلع ، لولا أمرُ خالقها ! والطيورُ اعتصمت في أعشاشها لا تُريد مغادرتها ، لولا أفراخها ! ماتت في الخامسة والثلاثين بعيدةً عنّي بُعدَ الغريب عن وطنه ! ماتت وهي تضع ابنها " محمد " بعد أخواته الأربـع ، فما استفاقت من مخدّر العمليّة لترى مولودها الذكر الذي طالما حلمتْ به !!
أنا لم أعد أراها ...
حُرمتُ بموتها حبّاً كان يفيض عليّ من عينيها ، ومن قَسَمات وجهها، ومن كلماتها ورائحتها، حين تفتح الباب لتستقبلني، وحين تُعانقني ، وحين تكلّمني ، وحينَ كنّا نتناجى بالذكريات ..
رحيل منى أفقدني شيئاً مهمّاً لروحي ، ولقلبي ، ولطمأنينتي.. شيئاً لا أعرف له كُنهاً راحَ معها !!
مـن يوم ماتت منى أحببتُ الموت لألقاها ، وأتمنّاه لأراها ! أتمنّاه في كلّ لحظة أخلو بها مع نفسي ودموعي وذكراها ؛ بعيداً عن أعين أولادي وزوجتي ! " منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
كاملة بدارنه
01-01-2013, 03:53 AM
منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
منى... اسم موفّق لسرد الأحداث الرّائع وليس عبثيّ الاختيار .
قصّة أحزنتني أحداثها وقد سطر الموت حروفه في النّهاية
تمنّيت لو انتهت بجملة"لم أعد أراها" وللقارئ أن يتخيّل ما شعره البطل ... والرّأي رأيكم أستاذنا
بوركت
تقديري وتحيّتي
ناديه محمد الجابي
01-01-2013, 04:45 AM
أخطأت عزيزتى كاملة هذة المرة ..
ما قرأنا هنا ليست قصة مكتوبة .. إنها قصة معاشة
ذكريات أتى بها الكاتب من سيرته الذاتية ..
والسيرة الذاتية يكتبها الكاتب بقلبه فتصل فورا إلى القلوب
نتشربها , نعيشها , نشارك فيها بمشاعرنا ..
عرفنا هنا منى .. أحببناها .. خفنا معها , وخفنا عليها
وعند الموت .. إفتقدناها وبكيناها ..
رحم الله منى
وبارك الله فى قلمك وفى قلبك
أستاذى العزيز مصطفى حمزة .
عبد السلام هلالي
01-01-2013, 05:18 AM
تنتقل الحروف من القلب إلى القلب دون تكلف ولا تصنع ودون استئذان على جسر من الروعة !
رحم الله أختك وأموات المسلمين ، ورزقك الصحة والعافية .
تحيتي و مودتي أخي الأكرم مصطفى.
كاملة بدارنه
01-01-2013, 07:22 AM
أخطأت عزيزتى كاملة هذة المرة ..
ما قرأنا هنا ليست قصة مكتوبة .. إنها قصة معاشة
ذكريات أتى بها الكاتب من سيرته الذاتية ..
والسيرة الذاتية يكتبها الكاتب بقلبه فتصل فورا إلى القلوب
نتشربها , نعيشها , نشارك فيها بمشاعرنا ..
عرفنا هنا منى .. أحببناها .. خفنا معها , وخفنا عليها
وعند الموت .. إفتقدناها وبكيناها ..
رحم الله منى
وبارك الله فى قلمك وفى قلبك
أستاذى العزيز مصطفى حمزة .
السّلام عليكم أخت نادية
نظرت للنصّ كقصّة وليس كسيرة ذاتية لأن عناصر القصة القصيرة مكتملة فيه... يمكن أن تكتب قصّة بضمير المتكلّم ونعيش الأحداث وكأنّها سيرة ذاتيّة، ولا تكون سيرة... وقد قرأنا ودرسنا الكثير من القصص على هذا المنوال لكتّاب كثر ...
شكرا لك، ورحم الله الأخت منى إن كان النّصّ سيرة ذاتية ولم يذكر الكاتب ذلك.
تحيّاتي
عبد السلام دغمش
01-01-2013, 12:09 PM
أديبنا الكبير
نصّك الجميل أخذنا حتّى نهايتِه بسلاستِه وسرده الجميل ..
مشاهد الطفولة وأحداثها لا تبرح مستودع الذكريات ..وأشعر أن منى كانت جزءاً من واقعك..
شكرًا
آمال المصري
01-01-2013, 05:05 PM
" منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
بعد قراءتي لرائعتك الشجية ولردود الأخوة والأخوات هنا أكاد أجزم أن " منى " جزء واقع من أديبنا الكبير
مقدرة فائقة على امتلاك قلوبنا بحرفك ولفتاتك الإنسانية من خلال نص أخذني معه حتى آخر نبض
أرفع قبعة الإعجاب هنا وأدعو الله أن يرحمها ويمنحك صبرا على صبرك
دام ألقك
ولك التحايا والدعاء
سعاد محمود الامين
01-01-2013, 07:43 PM
الغستاذ مصطفى
اخذتنى معك.. فى هذه الذكريات لأانى كنت اقوم بمثل هذه الشيطنة مع أخوتى الصغار أخرج بهم لسوق العيد واهيم بهم قرب الشاطى ولا أقدر الخطر سقطنا من فوق الأشجار عبرنا مسافات التوهان كنت لا أسمح لاحد بالتعدى عليهم خضت معارك الشوارع من أجلهم..مثل هذة اللحظات هى التى جعلت منى تجرى فيك مجرى الدم.. وتشعر كأن جزء منك غيبه الموت واقسم أن فراق الاعزاء من الأسرة صفعة لانفيق منها وجرح عميق لايشفى لأنهم فى دواخلنا أين نهرب من ذكراهم وهم وقود هذه الذكريات وثلاث يعز الصبر حين حلولها مفارقة الأوطان وفراق الأصدقاء وفقدان الأحبة بالموت.الحمد لله تراها فى قسمات أبنائها لم تمت ما دام هناك ذرية.
عبدالإله الزّاكي
02-01-2013, 06:23 AM
مُنى
حُرمتُ بموتها حبّاً كان يفيض عليّ من عينيها ، ومن قَسَمات وجهها، ومن كلماتها ورائحتها، حين تفتح الباب لتستقبلني، وحين تُعانقني ، وحين تكلّمني ، وحينَ كنّا نتناجى بالذكريات ..
رحيل منى أفقدني شيئاً مهمّاً لروحي ، ولقلبي ، ولطمأنينتي.. شيئاً لا أعرف له كُنهاً راحَ معها !!
مـن يوم ماتت منى أحببتُ الموت لألقاها ، وأتمنّاه لأراها ! أتمنّاه في كلّ لحظة أخلو بها مع نفسي ودموعي وذكراها ؛ بعيداً عن أعين أولادي وزوجتي ! " منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
نسأل الله لك طول العمر و تمام الصحة و العافية، و نسأل الله المغفرة و الرضوان و جنة النعيم لمنى و لأموات المسلمين. أحسست أنها سيرة ذاتية من صدق المشاعر، و تفاصيل الذكريات. و لست أدري هل أعزيك في مصابك، أم أهنئك على قصتك الرائعة. و أخيرا أقول لله درك على صبرك، و قوة تحملك أستاذي الفاضل و أديبنا الرائع مصطفى حمزة. تحياتي لك و شكري و بالغ تقديري.
مصطفى حمزة
03-01-2013, 02:57 AM
منى... اسم موفّق لسرد الأحداث الرّائع وليس عبثيّ الاختيار .
قصّة أحزنتني أحداثها وقد سطر الموت حروفه في النّهاية
تمنّيت لو انتهت بجملة"لم أعد أراها" وللقارئ أن يتخيّل ما شعره البطل ... والرّأي رأيكم أستاذنا
بوركت
تقديري وتحيّتي
--------
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
هو حزن القارئ الإنسان ، لا أحزنكِ المولى على غالٍ
اقتراحك مشروع ولمّاح
سعدتُ بمرورك ، وشرّفني الثناء
مصطفى حمزة
03-01-2013, 03:06 AM
أخطأت عزيزتى كاملة هذة المرة ..
ما قرأنا هنا ليست قصة مكتوبة .. إنها قصة معاشة
ذكريات أتى بها الكاتب من سيرته الذاتية ..
والسيرة الذاتية يكتبها الكاتب بقلبه فتصل فورا إلى القلوب
نتشربها , نعيشها , نشارك فيها بمشاعرنا ..
عرفنا هنا منى .. أحببناها .. خفنا معها , وخفنا عليها
وعند الموت .. إفتقدناها وبكيناها ..
رحم الله منى
وبارك الله فى قلمك وفى قلبك
أستاذى العزيز مصطفى حمزة .
-------------
أختي العزيزة ، أديبتنا نادية
أسعد الله أوقاتك
كانَ ردّك رأياً انطباعياً جميلاً ومؤثراً ، لك تقديري عليه ، ولك شكري وامتناني على الثناء
ولكن
عتبي عليكِ أنك خطّأتِ أختنا العزيزة الأستاذة كاملة في قراءتها ، وليس لكِ ذلك ؛ فلكل قراءته ، وله مايرى ..
دمتِ بألف خير
محمد الشرادي
03-01-2013, 03:10 AM
مُنى
كنت قد تجاوزت السابعةَ بقليل حين وُلد "عصام" أخي ، وأمّنا مريضة ، وكان عُمر أختنا " منى" حوالى خمس سنين . أذكر حينَ كنّا نذهبُ كلَّ مساءٍ ، قُبيلَ المغرب ، إلى بُستان " أبو مُراد " المواجه لبيتنا . كانت تسـير إلى جانبي ممسكةً بطرف بيجامتي ، وأنا أحمل الوعاءَ الألمنيوم الصـغير الذي يتّســع للتر واحد من الحليب فنخـوض في التراب الرطب وتملأ أنفينا رائحةُ البقر والشجر !! وكانت تلتصق بي خائفة كلّما خــارت بقرة في الزريبة فأمسك بها متظاهـراً بالشـجاعة وعدم الخوف ! حتى يظهر لنـا " أبو مراد " فيملأ لنـا الوعاء ونعود به إلى أمّي مُسرعَين فتملأ منه الرضّاعة ، وتُلقمها " عصام " . فيما بعد ، وبعـد ســنين طويلة ، كانـت أمّي تمزح مع عصام بقولها : " أنا لستُ أمَكَ ، أمّك بقرةُ أبي مُراد !! " . في تلك الفترة من طفولتنا كنت أخرج إلى الشارع وأجمع أغطيـةَ زجاجـات " الكازوز " وعيدان "البوظـة " المرميّة في الأرض وأعُـود بها فَرِحاً إلى أمّي ، فتغسلها وتنشّفها ، ثم تـلفّ على أحد الأغطية قطعـة قمـاش بيضـاءَ وترسم عليها العينين والفم والأنف لترسمَ وجهاً ، ثم تربط إليه عودين متصالبين لتشكل اليدين والرجلين ، وتصنعَ دميةً لمنى .. وكنـت أتابعها بزهوّ كبيرٍ وهي تلعب بدميتها وتكلّمها وكأنني أنا الذي صنعتها لها !!
وفي ليلة " المَحيا " – ليلة النصف من شعبان – أحضر لنا أبي مجموعة من الألعاب النارية على شكل عيدانٍ تُشعل من طرفها فتتطاير منها النار في كل اتجاه كأنها نجوم الليل .. وخُيّل إليّ وأنا أرى النجوم تتطاير حول مركـز النار راسمةً طَوْقاً من النجوم أنّ هذه النجومَ لو خرجت من شعر منى سـيصبح وجهُها منيراً يُحيط به النور ؛ كمريم العذراء – التي رأيتُ صورتها يوماً معلّقةً إلى الجدار في بيت جارتنا " أمّ غسّان " ! فما كان مني إلاّ أن رفعتُ شعرها من الخلـف فوق رأسها ودفعتُ فيه " عُودَ نجوم الليل " المشتعل ! فاشتعل شعرها بلمح البصر ، فهرعتْ إلى البيت تصرخ خوفاً ! وكانت أمي تجلس أمامَ الحَوضِ تغسل ملابسَنا ، فهبّتْ إليها حاملةً ما كانَ بيديها بمائه وصـابونه ولفّت به رأسها فأطفأته ! ولا زلتُ أذكر من تلك الليلة ألَمَيْن اثنين :ألَمَ حزام أبي الجلْـديّ الذي نالَ من جلدي تلك الليلة ! وألمَ حزني على شَعْر مُنى الكستنائيّ الطويل – الذي طالما أحببتُه – وقد غـدا قصيراً جدّاً وقبيحاً ، بعد أن قصّت أمي ما احترق منه بمقصّ الخياطة !!
في صباح أحد الأعياد ، ولم أكن قد تجاوزتُ العاشرة ، أردتُ أن أصطحبها إلى ساحة العيد ! فاسترقنا غفلة من أمي وهربنا! أخذتها من يدها وهبطنا السلم من بيت خالتي في قلب حيّ "الصّليبة " باللاذقية ثم توجّهنا إلى ساحة العيد العامرة أمامَ وحـولَ " قوس النصر " وهناك أكلنا " الفول المســلوق "
و " الترمس " وركبنا المراجيحَ بأنواعها ، وتفرّجنا على مُرقّصي القرود ، وعلى السّحَرة .. ثمّ سألتُها بحماسة :
- هل آخذك إلى سينما حقيقيّة ؟
فنظرت إليّ مستغربة ، وقالت :
- " وأينَ هذه " ؟
فجذبتها من يدها ، وقلت لها :
- أنا أعرف ، امشي ...
مشينا باتجاه الغرب حتى وصلنا إلى الشارع الرئيسيّ ، ثم انحرفنا شمالاً ومشينا ومشينا حتى وصلنا ساحةَ " أوغاريت " كنتُ أتخيّلُ مكاناً فيه " سينمات " كثيرة ، وكنت أريد أن أصل بها إلى هناك ! انحرفت بها باتّجاه الغرب مرة أخرى وأنا أنظر إلى أعلى في كلّ اتّجاه أبحثُ عن الإعلانات الكهربائيّة للسينمات التي في خيالي ، ولكني لم أرها ! ومشيت بها أجرّها من يدها ، وهي مستسلمة لخطاي واثقة بي ! حتـى أوصلتنا أقدامُ الطفولة إلى شارع فيه زحام شديد من الناس والأصوات والمحلات والروائح من كل نوع ولون ! وكم فرحتُ حين وجدتُنا أمام باب سينما كبيرة والناس يتدافعون في الدخول إليها ... وكان أمام الباب رجل يجمع من أيادي الأطفال والأولاد والكبار ما يستطيع مـن النقود ، ثم يسمح لهم بالدخول ..فأخرجت من جيبِ بنطالي كل ما تبقّى فيه من عيديّتي وعيديّة منى ودفعتُ بها إلى الرجل وأنا أقول له لاهثاً :
- أنا وأختي ..
فأخذها مني ودفعني أنا ومنى إلى الداخل : " يا الله .. فوت " . كانت القاعة مظلمة جداً ، ومزدحمة جداً ، ولم نستطع أن نرى طريقنا ولا أن نعثر علــى مقعد نجلس عليه ! ولم يكن ذلك مهماً فالمهم أن نرى ونسمعَ الشاشة الضخمة العملاقة ! وأصـوات الممثليـن والسـيوف والخيول وأن نسمع التصفيق والصَّفير من الجمهور ! أن نعيش " جوّ " السينما الحقيقيّة لا السينما الخرساء التي في ساحة العيد ! كان في ذلك متعة وأيّ متعة ! ولكنّ متعة ذلك اليوم كانت نهايتها مؤلمة !!
حين انتهى العرض ، أضيئت الأنوار فأخرجونا من باب كبير غير الباب الذي أدخلنا منه ! كان الناس يخرجون كالقطيع الهائج يدفع بعضهم بعضاً ، حتى كدنا– أنا ومنى– أن نختنق وسط الزحام ! وفجـأة وجدنا نفسَيْنا في شارع فرعيّ لا نعرف له اتجاهاً ، بعيد ، رهيب ، له طعم غريب ، وريح غريبـة إنه الضــياع ، لقد ضعنا أنا وأختي !! وبدأت السماء تُمطر ! لم يُفارقني الشعورُ بيديها البضّتين تتشبثان بذراعي ، وأنا أجرّها وأجرّ نفســي ، وهـي تبكي : - " بدّي ماما " ! والمطر ينهمر علينا بغزارة ! كنت كلما سرت في طريق أحسب أن نهايته بيتُ خالتي! فنسرع ؛ حتى إذا وصلنا إلى نهايته وجدنا نفسينا في طريقٍ آخرَ ، أكثرَ غربة !! كنت أقول لها ونحن نخوض في الماء تائهين :
- " عندما نرى الكنيسةَ المعلقةَ نكون وصلنا عند بيت خالتي " !
و " الكنيسة المعلقة " هي التسمية المحلية لقوس النصر الروماني الواقع وسط حي الصليبة . وبدليل لا أعرف له اسماً غير رعاية الله وصلنا إليه ، ثم وصلنا إلى بيت خالتي لنجد أن العيد عندهم قد تحوّل إلى بكاء ولوعة حين تأخرنـا في العودة وتوقّعوا أننا ضعنا !! وتلقّتنا أمي تضمّنا إليها وتقبّلنا وهي تنزع عنا ملابسنا الغارقة في الماء !
ومضى بنا قطارُ العمر ، ولم تُغادر مُنى سطراً من سطور حياتي ! ولم أغادر .. في كلّ مفردةٍ من مفردات عمري حرفٌ منها ، وكنتُ في حياتها كذلك ، حتى ذبحتني ! ماتت في يومٍ أبت فيه الشمسُ أن تطلع ، لولا أمرُ خالقها ! والطيورُ اعتصمت في أعشاشها لا تُريد مغادرتها ، لولا أفراخها ! ماتت في الخامسة والثلاثين بعيدةً عنّي بُعدَ الغريب عن وطنه ! ماتت وهي تضع ابنها " محمد " بعد أخواته الأربـع ، فما استفاقت من مخدّر العمليّة لترى مولودها الذكر الذي طالما حلمتْ به !!
أنا لم أعد أراها ...
حُرمتُ بموتها حبّاً كان يفيض عليّ من عينيها ، ومن قَسَمات وجهها، ومن كلماتها ورائحتها، حين تفتح الباب لتستقبلني، وحين تُعانقني ، وحين تكلّمني ، وحينَ كنّا نتناجى بالذكريات ..
رحيل منى أفقدني شيئاً مهمّاً لروحي ، ولقلبي ، ولطمأنينتي.. شيئاً لا أعرف له كُنهاً راحَ معها !!
مـن يوم ماتت منى أحببتُ الموت لألقاها ، وأتمنّاه لأراها ! أتمنّاه في كلّ لحظة أخلو بها مع نفسي ودموعي وذكراها ؛ بعيداً عن أعين أولادي وزوجتي ! " منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
أستاتذ مصطفى
يا له من حب صوفي رائع. يسمو إلى حد الحلول. قتتعلق الروح بالروح. و بما ان ذلك بدأ مند الطفولة فتلك العلاقة الحميمية الجميلة ظلت منقوشة في الذهن عصية على النسيان و عصية على الموت نفسه.
خلفت في قلبه جرحا عميقا لا يمكن تضميده إلا بالموت نفسه.
حكي شيق
مودتي
مصطفى حمزة
03-01-2013, 03:12 AM
تنتقل الحروف من القلب إلى القلب دون تكلف ولا تصنع ودون استئذان على جسر من الروعة !
رحم الله أختك وأموات المسلمين ، ورزقك الصحة والعافية .
تحيتي و مودتي أخي الأكرم مصطفى.
--------------------
أخي العزيز ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
قراءتك الانطباعيّة جميلة ، وتعبيرك عنها أجمل !
وكم كنتُ أتمنى أن يُقرأ النص بعيداً عن شخص كاتبه ، لتكون القراءة النقدية أعم وأوسع
تحياتي وتقديري
مصطفى حمزة
03-01-2013, 03:18 AM
أديبنا الكبير
نصّك الجميل أخذنا حتّى نهايتِه بسلاستِه وسرده الجميل ..
مشاهد الطفولة وأحداثها لا تبرح مستودع الذكريات ..وأشعر أن منى كانت جزءاً من واقعك..
شكرًا
-----------
أخي الأكرم ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
حين ينجح الكاتب في أن يصل بقارئه إلى ما وصلتَ إليه .. هذا يعني أنه كتبَ نصاً يُقرأ .. فهل استطعتُ أن أفعل ذلك ؟!
مصطفى حمزة
03-01-2013, 03:42 AM
" منى " حين يتوقف نبض القلب في صدري وحينها فقط ، أنساها !
بعد قراءتي لرائعتك الشجية ولردود الأخوة والأخوات هنا أكاد أجزم أن " منى " جزء واقع من أديبنا الكبير
مقدرة فائقة على امتلاك قلوبنا بحرفك ولفتاتك الإنسانية من خلال نص أخذني معه حتى آخر نبض
أرفع قبعة الإعجاب هنا وأدعو الله أن يرحمها ويمنحك صبرا على صبرك
دام ألقك
ولك التحايا والدعاء
-----------------
أختي العزيزة ، الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
أنت التي قراءتك الرائعة ، وثناؤكِ المُشرّف ..
ولكن أرجو أن أسجل هنا ملاحظة نقديّة : عندما يتناول الناقد النصّ الأدبيّ يتناوله كنص أدبي لغويّ بمعزل عن شخص كاتبه . ولكن يُتطرق إلى سيرة الكاتب ، وإلى التاريخ ، وعلم النفس وبقية العلوم فقط للاستئناس بها في شرح وتفسير النص ، وفهم أبعاده وما أثّر فيه ، كمنهج تكاملي في النقد الأدبي . وأحيلك هنا إلى كتاب ( النقد الأدبي ، أصوله ومناهجه ) لسيد قطب رحمه الله .
تحية أوربيّة ( جنتلمانيّة ) رفع القبعة ههه ..لأصلها قصّة ....تصوري لو انتقلت إلينا هذه التحية مُعرّبة ... برفع الشماخ والعقال هههه
حياك الله ، ودمتِ بألف خير
مصطفى حمزة
03-01-2013, 03:57 AM
الغستاذ مصطفى
اخذتنى معك.. فى هذه الذكريات لأانى كنت اقوم بمثل هذه الشيطنة مع أخوتى الصغار أخرج بهم لسوق العيد واهيم بهم قرب الشاطى ولا أقدر الخطر سقطنا من فوق الأشجار عبرنا مسافات التوهان كنت لا أسمح لاحد بالتعدى عليهم خضت معارك الشوارع من أجلهم..مثل هذة اللحظات هى التى جعلت منى تجرى فيك مجرى الدم.. وتشعر كأن جزء منك غيبه الموت واقسم أن فراق الاعزاء من الأسرة صفعة لانفيق منها وجرح عميق لايشفى لأنهم فى دواخلنا أين نهرب من ذكراهم وهم وقود هذه الذكريات وثلاث يعز الصبر حين حلولها مفارقة الأوطان وفراق الأصدقاء وفقدان الأحبة بالموت.الحمد لله تراها فى قسمات أبنائها لم تمت ما دام هناك ذرية.
-------------
أختي العزيزة ، الأديبة الرائعة سعاد
أسعد الله أوقاتك
رائق هذا الرد ، ومثير ... أدب على أدب
( خضت معارك الشوارع من أجلهم )!!! ههه كم أنا بشوق وفضول لأعرف أين وكيف ؟ ألا ترين أنها تصلح حدثاً لقصّة قصيرة بقلمك المبدع ؟
دمتِ بألف خير
ناديه محمد الجابي
03-01-2013, 05:37 PM
السّلام عليكم أخت نادية
نظرت للنصّ كقصّة وليس كسيرة ذاتية لأن عناصر القصة القصيرة مكتملة فيه... يمكن أن تكتب قصّة بضمير المتكلّم ونعيش الأحداث وكأنّها سيرة ذاتيّة، ولا تكون سيرة... وقد قرأنا ودرسنا الكثير من القصص على هذا المنوال لكتّاب كثر ...
شكرا لك، ورحم الله الأخت منى إن كان النّصّ سيرة ذاتية ولم يذكر الكاتب ذلك.
تحيّاتي
أقدم لك عزيزتى كاملة كامل إعتذارى فقد أسأت التعبير
وأقسم إنى لم أكن أقصد أى إساءة .. فليس مثلى من يسئ
إلى مثلك .. فبرغم المشيب لست إلا طفلة تتلمس الخطو فى
دروب الواحة , تستهجى الحروف , وتخطئ فى الكتابة ..
فلم ولن أفكر أبدا فى الإساءة إلى قامة كبيرة شامخة مثلك ..
الذى حدث إننى تفاعلت مع النص إلى أقصى درجة .. ربما
لأننى وجدت نفسى فيه .. حيث كان لى خال أكبر منى بسنتين
وكنت وإياه أكثر من أخوة , وكانت لنا مغامرات مثل تلك التى
قرأناها فى القصة ـ وحتى بعد أن كبرنا وتزوج كل مناوأنجب
ظلت الأخوة والصداقة والأرتباط إلى أن إنتزعه الموت إنتزاعا
وأنا بعيدة فى الغربة .. ورغم مرور سنوات إلا أن فى صدرى
مازالت جذوة نار الفقد مشتعلة .
أرجو المعذرة .. وأأسف مرة أخرى فقد خاننى التعبير .
تحياتى وودى .
سعاد محمود الامين
03-01-2013, 07:21 PM
استأذنك لحكاية أحد معارك الشوارع
قبل حلول عيد الفطر المبارك تقوم الأسر بخبز كعك العيد ويحمله الأطفال فى صوانى تصطف أمام الفرن الوحيد فى الحى..اخذت وأخى الذى يصغرنى صوانى الخبيز ووضعناها فى الصف على الارض كان الفران(عامل الفرن) يدخل الصوانى ويخرجها وقد بلغ به العطش مبلغا لأن هذا فى أواخر رمضان..أخى الصغير يتنطط بين الصوانى فما كان من الفران الى أن صفعه ليذهب بعيد عن صوانى كعك العيد. فما كان منى الا أن جمعت كمية من الطوب والحجارة واتخذت ركنا دفاعيا رميتهم بحجارة تساقطت كالحمم على صوانى الكعك وفعلت فعلتها واختلط الحابل بالنابل وهرول الصغار لأنقاذ كعكهم..حتى جاء الفران مهرولا نحوى بخشبة يدخل بها الصونى الفرن المشتعل..كانت أكبر حجر من نصيب قفاه فتعسر وسقط .. أخذت أخى من يده وأطلقت ساقى للريح والفران خلفى..والأطفال يصحيون ويتباكون وأخى مجرور اعلى الأرض ممسكة به حتى لايفلت منى هولايقوى على الجرى مثلى..أظنه فقد حذائه فقط هذه خسائر أخى فى هذه المعركة..كنت سأنال جوائز لو وظفت سرعتى لا أحد سيبقنى فى الجرى.كان أخى هذ بدينا يسهل الإعتداء عليه وعندما كبرنا صار ضخما وطويلا..ومهابا عندما أذكره مازحةبأنى كنت ادير معارك الشوارع ضد حسن ومحمد الملقب بطرزان من أجله وأنت تبكى فقط .يفرد عضلاته ويقول دعيهم يأتونى الآن.إن قبضتى تدخلهم المقابر.هذا الاخ مدير لمنظمة عالمية تعنى بشئون الاطفال المهجورين والنازحين وجل وقته على متن الطائرات لم أره منذ زمن وأشتاق له كثيرا..لقد دمعت عينى وهاجت بى الذكرى ليه يا أستاذ مصطفى تهيج علينا الشجن.
نداء غريب صبري
17-01-2013, 07:43 AM
شكرا لأختي الرائعة نادية التي نبهتنا إلى أن النص جزء من سيرة ذاتية
رحم الله الفقيدة منى
نص رائع اخي ومؤثر جدا
شكرا لك
بوركت
مصطفى حمزة
17-01-2013, 01:31 PM
أقدم لك عزيزتى كاملة كامل إعتذارى فقد أسأت التعبير
وأقسم إنى لم أكن أقصد أى إساءة .. فليس مثلى من يسئ
إلى مثلك .. فبرغم المشيب لست إلا طفلة تتلمس الخطو فى
دروب الواحة , تستهجى الحروف , وتخطئ فى الكتابة ..
فلم ولن أفكر أبدا فى الإساءة إلى قامة كبيرة شامخة مثلك ..
الذى حدث إننى تفاعلت مع النص إلى أقصى درجة .. ربما
لأننى وجدت نفسى فيه .. حيث كان لى خال أكبر منى بسنتين
وكنت وإياه أكثر من أخوة , وكانت لنا مغامرات مثل تلك التى
قرأناها فى القصة ـ وحتى بعد أن كبرنا وتزوج كل مناوأنجب
ظلت الأخوة والصداقة والأرتباط إلى أن إنتزعه الموت إنتزاعا
وأنا بعيدة فى الغربة .. ورغم مرور سنوات إلا أن فى صدرى
مازالت جذوة نار الفقد مشتعلة .
أرجو المعذرة .. وأأسف مرة أخرى فقد خاننى التعبير .
تحياتى وودى .
----------
أختي الفاضلة ناديا
أسعد الله أوقاتك
لفتني في ردك على الأستاذة كاملة هذه العبارة ( فبرغم المشيب لست إلا طفلة ) ! المشيب ؟! كلمة قلما ، ونادراً ما .. يخطها قلم امرأة ههه
أختي العزيزة - والكلام للجمع من إخوتي وأخواتي - : دعونا نتناول النص - أيّ نص - على أنّه نوع أدبيّ ، فن أدبيّ ، عمل أدبيّ .. بمعزل عن كاتبه ما أمكن
وأي كاتبٍ يكتب نصاً خاصّاً به ، وليس يصلح ليكون ( إنسانياً ) ولو بالحد الأدنى ؛ فعمله مردودٌ عليه ، ميت لايراه حياً إلاّ هو فقط ..
عندما نفعل ذلك نجد أنفسنا بعيدين عن التفكير في ما لايلزم أولاً ، وفي حِلّ من العتاب والاعتذار ثانياً .
تحياتي
مصطفى حمزة
17-01-2013, 01:36 PM
شكرا لأختي الرائعة نادية التي نبهتنا إلى أن النص جزء من سيرة ذاتية
رحم الله الفقيدة منى
نص رائع اخي ومؤثر جدا
شكرا لك
بوركت
-------------
أختي العزيزة ، الأديبة النبيلة نداء
أسعد الله أوقاتك
هي أختي حقاً رحمها الله . ولكني أرجو وأتمنى أن يكون هذا النصّ بقلم كلّ من له ( منى ) .. ويجد القبول عند كل من يقرؤه فيقرأ فيه ( منى ) تخصّه ..
بارك الله بك أختي
دمتِ بألف خير
الفرحان بوعزة
18-01-2013, 06:49 AM
نص أدبي متميز هو نتاج تفكير فني اعتمد على انطباعات نفسية وذاتية وفكرية اختزنتها الذاكرة من أيام الطفولة ، ذكريات تجسدت على شكل صور فنية منتقاة من وعي الكاتب تم استحضارها عن طريق عملية تفكير وتذكر التفاصيل ونمذجتها ..
فعلا ، النص جعلنا نفهم كيف تجمعت وتراكمت تلك التأملات الدقيقة للحياة في النفس والذات والفكر .. أظهرت قدرة المبدع على لملمتها ونسجها في نص أدبي ساطع متمركزعلى خصائص التذكر والاسترجاع الفني ..
نص جميل فيه قدرة خارقة على التقاط الأحداث بأمانة كأننا نعيشها في زمانها ،مع المحافظة على قوة العاطفة وبراءة الطفولة وفضولها رغم بعد زمن وقوع الحدث عن زمن كتابة النص ،وهي جزء من خصائص الإنسان المبدع المتميز ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي مصطفى كعادتك ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..
مصطفى حمزة
23-01-2013, 12:46 PM
أستاتذ مصطفى
يا له من حب صوفي رائع. يسمو إلى حد الحلول. قتتعلق الروح بالروح. و بما ان ذلك بدأ مند الطفولة فتلك العلاقة الحميمية الجميلة ظلت منقوشة في الذهن عصية على النسيان و عصية على الموت نفسه.
خلفت في قلبه جرحا عميقا لا يمكن تضميده إلا بالموت نفسه.
حكي شيق
مودتي
-------------------
أخي الأكرم ، الأستاذ محمد
أسعد الله اوقاتك
أشكر قراءتك الشفيفة ، وعباراتك اللطيفة .. وشرّفني رأيك
تحياتي
مصطفى حمزة
23-01-2013, 12:49 PM
نص أدبي متميز هو نتاج تفكير فني اعتمد على انطباعات نفسية وذاتية وفكرية اختزنتها الذاكرة من أيام الطفولة ، ذكريات تجسدت على شكل صور فنية منتقاة من وعي الكاتب تم استحضارها عن طريق عملية تفكير وتذكر التفاصيل ونمذجتها ..
فعلا ، النص جعلنا نفهم كيف تجمعت وتراكمت تلك التأملات الدقيقة للحياة في النفس والذات والفكر .. أظهرت قدرة المبدع على لملمتها ونسجها في نص أدبي ساطع متمركزعلى خصائص التذكر والاسترجاع الفني ..
نص جميل فيه قدرة خارقة على التقاط الأحداث بأمانة كأننا نعيشها في زمانها ،مع المحافظة على قوة العاطفة وبراءة الطفولة وفضولها رغم بعد زمن وقوع الحدث عن زمن كتابة النص ،وهي جزء من خصائص الإنسان المبدع المتميز ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي مصطفى كعادتك ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..
-------------
قراءة نقديّة ليست عابرة .. كعادتك أديبنا الأريب وناقدنا النافذ الأستاذ الفرحان
تحياتي
فوزي الشلبي
28-01-2013, 08:32 PM
الأستاذ الفاضل مصطفى:
كم كنت صادقا في هذا التصوير الجميل للطفولة في براءتها...وقد نقلت فيها الكاميرا فصولها الأربعة..في ربيعٌ وصيفٌ وخريفٌ وشتاء...فعشنا معك طفولتنا كلها...أو قل عدنا معك أطفالا نلعب بالعيدان...ونلعبُ بالطين والأوحال...فنلقى العلقة التي لقيت في حرق شعر منى...
رحم الله منى وأمدّ الله في عمرك!
قبلاتي وتقديري الكبير!
لانا عبد الستار
21-02-2013, 07:48 PM
نص يجيش بالمشاعر ويبدو صادقا جدا
أحزنني حتى قلت رحمها الله
وتمنيت أن تكون خيال كاتب
أشكرك
فجر عبدالله
24-02-2013, 02:35 PM
رسمت هنا أيها السارد المبدع تقاسيم وملامح وروح " منى " وما بين منى والمنى والأمنيات تتأرجح أحداث هذه القصة أو لنقل هذه المرحلة الطفولية بكل براءتها وحلاوتها وعفويتها وطقوس أحلامها في أرجوحة الذاكرة لتي تأبى نسيان " منى " رغم السنين التي مضت .. بقيت منى مغروسة في روح السارد وذاكرته حتى بعد موتها - رحمها الله - منى التي لم تكن أختا فقط بل كانت صديقة ورفيقة ذكريات طفولية معشوشبة بالأمل والفرحة والمغامرة .. بقيت منى في حياة السارد حاضرة ولن يغيّبها النسيان حتى يلقاها في الحياة الأخرى
مثال رائع للأخوة وكذلك لتعايش الديانات ولروح التسامح والمحبة التي كانت من قبل
منى الأخت والصديقة والوطن .. يشتاق السارد إلى هذا الحضن الدافئ لينسى الآلام التي تتناسل في شرايين ذاكرته
يحتاج ل " منى " بكل ما تعنيه منى من حب وصدق وبراءة وفرحة وتسامح وتحقيق الأمنيات
المبدع أخي مصطفى دام حرفك الباذخ
تقديري
عبد المجيد برزاني
24-02-2013, 06:05 PM
أسعد الله أوقاتك أخي الأكرم مصطفى :
بعض الكتابة تغوص في طفولتنا لا لشيء إلا لنفض الغبار عن ذكريات ظلت تقبع في دواخلنا، تسكننا بإلحاح ونلجأ إليها بين الفينة والأخرى كي نتخلص، في لحظات عابرة، من حاضر مخضب بالمسؤولية وبواقع أغبر. كل منا يحمل في دواخله أما أو أخا أو أختا أو أبا ...
سرد ماتع لا يتأتى إلا لقلم خبر الكتابة أنواعها أشكالها.
دمت مبدعا أديبنا الراقي.
محبتي وكل التقدير.
مصطفى حمزة
27-02-2013, 10:03 AM
الأستاذ الفاضل مصطفى:
كم كنت صادقا في هذا التصوير الجميل للطفولة في براءتها...وقد نقلت فيها الكاميرا فصولها الأربعة..في ربيعٌ وصيفٌ وخريفٌ وشتاء...فعشنا معك طفولتنا كلها...أو قل عدنا معك أطفالا نلعب بالعيدان...ونلعبُ بالطين والأوحال...فنلقى العلقة التي لقيت في حرق شعر منى...
رحم الله منى وأمدّ الله في عمرك!
قبلاتي وتقديري الكبير!
أخي الأكرم ، الأستاذ فوزي
أسعد الله أوقاتك
قراءتك جميلة وممتعة ، سلمتَ وسلم القلم
ورحم أمواتكم وأموات المسلمين
شرفني ردك وثناؤك
تحياتي
مصطفى حمزة
27-02-2013, 10:12 AM
نص يجيش بالمشاعر ويبدو صادقا جدا
أحزنني حتى قلت رحمها الله
وتمنيت أن تكون خيال كاتب
أشكرك
أسعد الله أوقاتك أختي الفاضلة الأديبة لانا
لابأسَ عليك ، فكلنا ذائقوه
شكراً لمرورك
دمتِ بألف خير
مصطفى حمزة
27-02-2013, 10:14 AM
رسمت هنا أيها السارد المبدع تقاسيم وملامح وروح " منى " وما بين منى والمنى والأمنيات تتأرجح أحداث هذه القصة أو لنقل هذه المرحلة الطفولية بكل براءتها وحلاوتها وعفويتها وطقوس أحلامها في أرجوحة الذاكرة لتي تأبى نسيان " منى " رغم السنين التي مضت .. بقيت منى مغروسة في روح السارد وذاكرته حتى بعد موتها - رحمها الله - منى التي لم تكن أختا فقط بل كانت صديقة ورفيقة ذكريات طفولية معشوشبة بالأمل والفرحة والمغامرة .. بقيت منى في حياة السارد حاضرة ولن يغيّبها النسيان حتى يلقاها في الحياة الأخرى
مثال رائع للأخوة وكذلك لتعايش الديانات ولروح التسامح والمحبة التي كانت من قبل
منى الأخت والصديقة والوطن .. يشتاق السارد إلى هذا الحضن الدافئ لينسى الآلام التي تتناسل في شرايين ذاكرته
يحتاج ل " منى " بكل ما تعنيه منى من حب وصدق وبراءة وفرحة وتسامح وتحقيق الأمنيات
المبدع أخي مصطفى دام حرفك الباذخ
تقديري
-------------
حين يمرّ نور الفجر فوق نصٍ باحَ به قلمي ؛ تتراءى فوقه إشراقاتٌ فكريّة ونفسيّة وجماليّة تجعله نهاراً طالعاً بطعمِ فريد لا يُشبهه إلاّ طعمُ الفجر المغربيّ البازغ مما بين البحر والجبل .
أختي الأديبة الناقدة ، المبدعة فجر
تحياتي ودمتِ بألف خير
ياسر ميمو
27-02-2013, 10:37 AM
السلام عليكم
شدني العنوان كالمغناطيس
أوجعتني كلماتك يا صاحبي ويا معلمي
رفقاً بنا أيها الأخ الفاضل العزيز الكريم
صدقاً تعجز الكلمات عن وصف شعوري
و أنا أقرأ كلماتك بحرقة في القلب
أبكيت قلبي قبل أن تبكي العين
ليتك لم تتحدث عن منى يا صاحبي
بحق أكتب ردي الآن والدمعة في عيني
لعلك ذكرتني بصاحبة الروح الجميلة
التي لطالما رثيتها في كتاباتي
العمر نفسه 35 والأطفال الذين رحلوا وتركتهم
تلك الروح الجميلة الطاهرة النقية الأصيلة النبيلة
سامحك الله يا معلمي
لله ما أخذ ولله ما أعطى
والرحمة والمغفرة لمنى و لخالتي
التي ربما تتسامر روحهما الطاهرة الآن
ولعلى منى تقول لزهرة : إن ياسر ومصطفى يذكرانا ... الآن
مصطفى حمزة
27-02-2013, 11:11 AM
السلام عليكم
شدني العنوان كالمغناطيس
أوجعتني كلماتك يا صاحبي ويا معلمي
رفقاً بنا أيها الأخ الفاضل العزيز الكريم
صدقاً تعجز الكلمات عن وصف شعوري
و أنا أقرأ كلماتك بحرقة في القلب
أبكيت قلبي قبل أن تبكي العين
ليتك لم تتحدث عن منى يا صاحبي
بحق أكتب ردي الآن والدمعة في عيني
لعلك ذكرتني بصاحبة الروح الجميلة
التي لطالما رثيتها في كتاباتي
العمر نفسه 35 والأطفال الذين رحلوا وتركتهم
تلك الروح الجميلة الطاهرة النقية الأصيلة النبيلة
سامحك الله يا معلمي
لله ما أخذ ولله ما أعطى
والرحمة والمغفرة لمنى و لخالتي
التي ربما تتسامر روحهما الطاهرة الآن
ولعلى منى تقول لزهرة : إن ياسر ومصطفى يذكرانا ... الآن
أخي الحبيب ياسر
أولاً أسلم عليك ، وأسأل الله أن تكون بخير وأمن وأمان في غربتك
ثانياً : أنت من هيج أشجاني بنثرك الذي يغار الشعرُ منه انسياباً وحرارة وصدقَ عاطفة ..
هي الأيام هكذا أيها الحبيب .. سجلها دوماً مفتوح لتسطر فيها الذكريات وترسم ملامح الأحبة الغائبين وتترك في قلوبنا غصصاً
واشتياقاً مغمسين بالألم لرؤياهم في الآخرة الخالدة ..
حفظك الله ، ورحم مواتكم وموتى المسلمين ... وجمعك مع من تحب على خير مايُحب في الدارين
ربيحة الرفاعي
02-04-2013, 02:20 PM
هذا الجمع الرائع بين مهارة الكاتب في رسم المشاهد والتعبير عن المضامين من جهة وبراءة الطفولة وشذاجة تفكيرها من جهة أخرى، فن يحتاج تمكنا أدبيا وقدرة على تطويع القول عالية ...
قصة وجدت فيها درجة من صدق الإحساس جعلتني أتصور هذه المنى أختا فقدها الكاتب فعلا
رحمها الله إن كانت كذلك، ورحم منى كل من فقد مناه
دمت بألقث أديبنا
تحاياي
مصطفى حمزة
06-04-2013, 10:40 AM
هذا الجمع الرائع بين مهارة الكاتب في رسم المشاهد والتعبير عن المضامين من جهة وبراءة الطفولة وشذاجة تفكيرها من جهة أخرى، فن يحتاج تمكنا أدبيا وقدرة على تطويع القول عالية ...
قصة وجدت فيها درجة من صدق الإحساس جعلتني أتصور هذه المنى أختا فقدها الكاتب فعلا
رحمها الله إن كانت كذلك، ورحم منى كل من فقد مناه
دمت بألقث أديبنا
تحاياي
أختي العزيزة الأستاذة ربيحة
حياك الله وأسعد كل أوقاتك
أشكرك على تعليقك القيّم ، وكلامك الطيّب الشفيف
هي أختي حقيقة رحمها الله تعالى
شرّفني إعجابك
دمتِ بألف خير
محمد مشعل الكَريشي
06-04-2013, 04:48 PM
ما أجملك وأجمل تلك الروح التي تختفي خلفك يارجل
ما عُدت مخيفا بعد اليوم :sm:
تحيتي ومودتي الدائمة أستاذ مصطفى.
عبد المجيد برزاني
06-04-2013, 06:11 PM
راقني هذا السرد الأنيق أستاذنا الأكرم مصطفى ...
هذا النبش في الذاكرة والغور فيما تخلفه الأيام في النفس، هو سهل الكتابة وممتنعها .
بوركت سيدي وبورك قلم أنت حامله.
تحيتي.
خلود محمد جمعة
15-09-2014, 09:44 AM
من طقوس الطفولة العفوية وجود صديق أو رفيق وعندما يكون أحد أفراد العائلة وخاصة باختلاف الجنس يكون التقارب أكثر
منى تحكي كل قصة عشناها باختلاف الظروف والبيئة
استطاع الكاتب فيها ملامسة الوجدان بحرفية وإدخالنا في أحداث القصة حد التماهي فمنى تعيش داخل معظمنا
نهاية محزنة ارتسمت بالموت وهناك نهايات أوجع حين تنتهي هذه العلاقة المميزة ومن نحبهم ما زالوا على قيد الحياة
معبرة و محلقة وموجعة
دام البهاء
كل التقدير
مصطفى حمزة
24-09-2014, 06:27 AM
أخي الأكرم الأستاذ عبد المجيد
أسعد الله أوقاتك
أعتذر عن ردي هذا المتأخر
وأشكرك على قراءتك المتأنية وكلماتك الطيبة
وبك بارك الله سيدي
تحياتي
مصطفى حمزة
24-09-2014, 06:32 AM
أختي العزيزة الفاضلة ، الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
أعجبني في ردك هنا - وكل ردودك تعجبني - أنك جعلتِ من ( منى ) النص رمزاً لكلّ شخصٍ شبيه في حياتنا . وهذا عادة يكون دليلاً
على نجاح الكاتب - وهنا أمدح نفسي !! - في إضفاء ملامح إنسانية على شخصيّة نصّه .
قراءة أبعد من القراءة ، غاصت بعيدا في ما بين السطور
تحياتي
د.حسين جاسم
15-10-2014, 12:21 AM
عفوية وانطلاق في التعبير وصدق في الإحساس
هكذا يكون الرثاء الذي يغزو قلوب القراء
رحم الله منى بالمغفرة والعفو ورحمكم بعدها بالصبر
مصطفى حمزة
02-11-2014, 09:14 AM
عفوية وانطلاق في التعبير وصدق في الإحساس
هكذا يكون الرثاء الذي يغزو قلوب القراء
رحم الله منى بالمغفرة والعفو ورحمكم بعدها بالصبر
أخي الأكرم الدكتور حسين جاسم
أسعد الله أوقاتك
أشكر مرورك الطيب ، وقراءتك الشفيفة العذبة .. وأترحم على أمواتكم وأموات المسلمين أجمعين
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir