صبري الصبري
06-01-2013, 07:44 PM
مأساة
***
شعر
صبري الصبري
***
بالليل مات ولم يكن بجواره= في موته أهلٌ ولا أبناءُ
فهو الذي بحياته أهواءه = غلته بئس وبئست الأهواءُ
لم يعرف القدر الجليل لزوجة= ولعشرة في ظلها أفياءُ
قد أدمن (الأستاذُ) إدمانا به= هولٌ فظيع مهلك وبلاءُ
وتبدد المال المؤمّن قوته= فغزته في فقر عتى الأدواءُ
وله صغار لا يؤدي حقهم= بطفولة يفشو بها الإيذاءُ
لا صوت يعلو فوق صوت مزاجه= حلَّ (الحشيش) فجلجلت ضوضاءُ
حتى تهاوت أسرة بأنينها= كانت لديه بها ألمَّ الداءُ
وتفرَّق الأحياء بين دروبها= في هذه الدنيا ولاح شقاءُ
يحيا وحيدا في مواجع حسرة= يحويه بالصمت الرهيب بناءُ
والأهل والأبناء في إتقانهم= للصبر في عيش لهم نجباءُ
هجروه هجر العارفين لقدرهم= فهم الضحايا بالأسى العقلاءُ
بالعلم كان الإشغال نجاحهم = ترياق برء للجوى وشفاءُ
والأم أم الخير كانت قلعة = للعزم فيها همة وعلاءُ
ضخت عظيم الجهد في أبنائها= كالغرس فيهم نضرة ونماءُ
حتى تحقق حلمها بتكامل= لجميل تربية بها الإعلاءُ
عاشوا ببستان الحياة بألفة= في روضة بمروجها الآلاءُ
وهو المعاقر للبلايا أطبقت= جهرا عليه بسوئها الظلماءُ
عانى من الأسقام يشكو وحده= سقما به للظالمين الداءُ
حتى تلاشى بين أطباق العنا= وبه تخلل جسمه الإغماءُ
من كان يحفظ بالصلاح شبابه= فله مشيب هانئ وضَّاءُ
ومن استقام مبكرا بحياته= فحياته في الباقيات نماءٌ
ومن استقر مع المخدر داره= مهما تلذذ بـ(الحشيش) خواءُ
ومن استعاض عن البنين برفقة= للشر ولَّى من حماه ضياءُ
قد كانت الأبناء تعلم أنه= إسم تحار بإسمه الأسماءُ
بالإسم والدهم بلا فعل ولا= ربَّى ولا كانت به الأشياءُ
منحوه بالسقم الشديد دواءهم= فأتى إليه من الجميع دواءُ
زاروه يعطون العطايا كلهم= بأكفهم بذل له وسخاءُ
وقلوبهم تحوي المرارة علقما= تسري بذكرى كلها لأواءُ
وبراءة الأحفاد تسأل سؤلها= عن جدهم حلت به النكراءُ
هم يحملون بطاقة في سطرها= إسم له بزيارة قد جاءوا
لكنهم جمعا نواصيهم هنا= بجواره بفراشه غرباءُ
ما كانت الأسماء يوما دافعا= للحب فالحب الصدوق عطاءُ
وبطيبها الأفعال تغرس جذرها= بالقلب تنبت جنةٌ خضراءُ
بالبر يأتي البر يؤتي خيره= وإذا تلاشى فالحياة جفاءُ
وحرارة الأشواق تخبو عندما= تقسو القلوب وتنضب الأحشاءُ
والمرء بالأحباب يحيا طالما= أعطى وإلا فالعقوق جزاءُ
من قدم الإحسان يلقى مثله= وإذا تقاعس كانت البلواءُ
ومن استطاب الغي يغوي جهرة= مهما حواه مع الذنوب خفاءُ
ومن استلذ الإثم ذاق مرارة= وأتاه من كأس الأنين سقاءُ
وإذا غفا الأبناء كانت شقوة= فيها تضل بلهوها الآباءُ
والستر للإنسان غنم ما اتقى= ومن القناعة ملبس وكساءُ
والنفس تطغى ما تركت زمامها= ولها مع الحزم الشديد ولاءُ
وإذا حباك الله شكر عطائه= فبه تزيد مع الصفا النعماءُ
وإذا استبدت بالنفوس نوازغ= هاجت وماجت .. فالنفوس هواءُ
بالليل مات على الفراش ممددا= وبه استحر من الغيوب قضاءُ
(قد مات بالعيش الفقيد ولم يمت= يوم الممات) ... تشعبت آراءُ !
قد كان موكبه المشيع فاترا= وله بأطراف البنان عزاءُ
دفنوه ظهرا والحرارة أمطرت= نارا بصيف في لظاه عناءُ
في شهر صوم كان موعد دفنه= بالقبر فيه لجسمه الإفناءُ
والله يرحم من يشاء بفضله= فله الكريم من اللظى عتقاءُ !
***
شعر
صبري الصبري
***
بالليل مات ولم يكن بجواره= في موته أهلٌ ولا أبناءُ
فهو الذي بحياته أهواءه = غلته بئس وبئست الأهواءُ
لم يعرف القدر الجليل لزوجة= ولعشرة في ظلها أفياءُ
قد أدمن (الأستاذُ) إدمانا به= هولٌ فظيع مهلك وبلاءُ
وتبدد المال المؤمّن قوته= فغزته في فقر عتى الأدواءُ
وله صغار لا يؤدي حقهم= بطفولة يفشو بها الإيذاءُ
لا صوت يعلو فوق صوت مزاجه= حلَّ (الحشيش) فجلجلت ضوضاءُ
حتى تهاوت أسرة بأنينها= كانت لديه بها ألمَّ الداءُ
وتفرَّق الأحياء بين دروبها= في هذه الدنيا ولاح شقاءُ
يحيا وحيدا في مواجع حسرة= يحويه بالصمت الرهيب بناءُ
والأهل والأبناء في إتقانهم= للصبر في عيش لهم نجباءُ
هجروه هجر العارفين لقدرهم= فهم الضحايا بالأسى العقلاءُ
بالعلم كان الإشغال نجاحهم = ترياق برء للجوى وشفاءُ
والأم أم الخير كانت قلعة = للعزم فيها همة وعلاءُ
ضخت عظيم الجهد في أبنائها= كالغرس فيهم نضرة ونماءُ
حتى تحقق حلمها بتكامل= لجميل تربية بها الإعلاءُ
عاشوا ببستان الحياة بألفة= في روضة بمروجها الآلاءُ
وهو المعاقر للبلايا أطبقت= جهرا عليه بسوئها الظلماءُ
عانى من الأسقام يشكو وحده= سقما به للظالمين الداءُ
حتى تلاشى بين أطباق العنا= وبه تخلل جسمه الإغماءُ
من كان يحفظ بالصلاح شبابه= فله مشيب هانئ وضَّاءُ
ومن استقام مبكرا بحياته= فحياته في الباقيات نماءٌ
ومن استقر مع المخدر داره= مهما تلذذ بـ(الحشيش) خواءُ
ومن استعاض عن البنين برفقة= للشر ولَّى من حماه ضياءُ
قد كانت الأبناء تعلم أنه= إسم تحار بإسمه الأسماءُ
بالإسم والدهم بلا فعل ولا= ربَّى ولا كانت به الأشياءُ
منحوه بالسقم الشديد دواءهم= فأتى إليه من الجميع دواءُ
زاروه يعطون العطايا كلهم= بأكفهم بذل له وسخاءُ
وقلوبهم تحوي المرارة علقما= تسري بذكرى كلها لأواءُ
وبراءة الأحفاد تسأل سؤلها= عن جدهم حلت به النكراءُ
هم يحملون بطاقة في سطرها= إسم له بزيارة قد جاءوا
لكنهم جمعا نواصيهم هنا= بجواره بفراشه غرباءُ
ما كانت الأسماء يوما دافعا= للحب فالحب الصدوق عطاءُ
وبطيبها الأفعال تغرس جذرها= بالقلب تنبت جنةٌ خضراءُ
بالبر يأتي البر يؤتي خيره= وإذا تلاشى فالحياة جفاءُ
وحرارة الأشواق تخبو عندما= تقسو القلوب وتنضب الأحشاءُ
والمرء بالأحباب يحيا طالما= أعطى وإلا فالعقوق جزاءُ
من قدم الإحسان يلقى مثله= وإذا تقاعس كانت البلواءُ
ومن استطاب الغي يغوي جهرة= مهما حواه مع الذنوب خفاءُ
ومن استلذ الإثم ذاق مرارة= وأتاه من كأس الأنين سقاءُ
وإذا غفا الأبناء كانت شقوة= فيها تضل بلهوها الآباءُ
والستر للإنسان غنم ما اتقى= ومن القناعة ملبس وكساءُ
والنفس تطغى ما تركت زمامها= ولها مع الحزم الشديد ولاءُ
وإذا حباك الله شكر عطائه= فبه تزيد مع الصفا النعماءُ
وإذا استبدت بالنفوس نوازغ= هاجت وماجت .. فالنفوس هواءُ
بالليل مات على الفراش ممددا= وبه استحر من الغيوب قضاءُ
(قد مات بالعيش الفقيد ولم يمت= يوم الممات) ... تشعبت آراءُ !
قد كان موكبه المشيع فاترا= وله بأطراف البنان عزاءُ
دفنوه ظهرا والحرارة أمطرت= نارا بصيف في لظاه عناءُ
في شهر صوم كان موعد دفنه= بالقبر فيه لجسمه الإفناءُ
والله يرحم من يشاء بفضله= فله الكريم من اللظى عتقاءُ !