تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا رأيتُك بعدها



أحمد رامي
11-01-2013, 02:16 PM
أتعب مسيري إسْفَلْتُ البحثِ عنكِ ,
وألهبَتْ وجهي شمسُ انتظارِ مجيئِكِ ,
جمعتُ أكواماً من الساعاتِ أعدُّها ,
حتى خَشِيتُ أن تنهالَ عليَّ فأختنقَ ويموتَ شوقي بِكرًا
قبلَ أنْ يعرفَك ؛

كنتُ أتلمَّسُ طريقي في ظلامِ احتياجي ,
وقد هَدَّ كاهلي لوعةُ الفَقْدِ ،
أفَتِّشُ عن بَصِيصِ إحساسٍ يقودُني إلى كَنَفِ لقائي بك ،
كنت أتنسّم عبيرَكِ بأنفِ وَجْدي ،
بوصِلَتي إليكِ شوقي ,
و هأَنَذَا وجدْتُكِ ، فاحتَضِني روحي عندَك ؛

لمعتْ عينايَ بِرَسْمِكِ ،
أنكرَتْني مِرآتي ،
و لم تعرِفْني ذاتي ،
عَجَباً!!
أينَ صحراءُ حاضِرِي ؟
و دُخَانُ أمسي ؟
و ضبابُ مستقبلي ؟
أين اختفَتْ كلُّها ؟
أمْ إنِّي أضَعْتُ طريقَها ,
و دخلْتُ عالمًا آخرَ تكثُرُ فيهِ البحارُ و الأشجارُ و الأطيارُ والفراشاتُ والنُّورُ ؟

شَيءٌ ما ناداني مِنْ خَلْفِي ،
فلمْ ألتَفِتْ ,
و اكتَفَيْتُ بِرفْعِ كفِّي مُوَدِّعًا .

أحمد رامي
13-01-2013, 09:59 AM
ما إن وجدتُني غارقا في شوقي ,
مضرجا بحبي ,
وضعتُ نفسي في تابوت هواك ,
و قيدت القضية ضد مجهول .....

أحمد رامي
13-01-2013, 10:02 AM
عيناي لا تستثنيك فأنت الاستثناء ,
عيناي تبحث عن غصن في شجرة ميلادك تتعلق به ,
علي أكون توأم فجرك
علي أندرج في ملفات قلبك ,
علك تفتحينها ذات لوعة و تحاكمينني بعدل .

أحمد رامي
14-01-2013, 08:55 AM
يا إلهي
كم استبدت بي الذكرى
ذكرى أنك كنت هنا
بين ذراعي خيبتي
تذكرت
وأنا أفترش الصبر
أن قلبي كان هنا
أن دقاتٍ حنوناتٍ كانت هنا
ما تزال ترن في قوقعتي
تحرك أهداب عصب
ينتقل إلى منطقة السمع
من ثم إلى مجرى الدمع
لتبدأ فصول الوجد الحارق
ينهبها القمع
وتذكرت أيضا .....
أن علي ألا أنسى ....
أني كنت...
هنا

أحمد رامي
16-01-2013, 06:38 AM
طقوس سحرك ... ما عادت تحركني

ولا جنون حبك بات يؤرقني

دعني فإني بعت من كفني

جزءا عزيزا على الزمن

دعني فقد أصبحت من ألمي

طيرا يطير بهامش الزمن

أحمد رامي
16-01-2013, 06:40 AM
أنا إذ قرأتك كنت أقرأ ذاتي
يا أنت يا مرآتي
يا أنت يا حلمي البعيد الآتي
وعصارة الماضي وذكرى
أشرقت .. طورا تلألأ في دهاليز العصورِ
ومرةً في الحاضر المحصورِ
في ركنٍ بساح شتاتي
أنا حين أقرأ لمحةً
من فيض روحكِ
يحتويني كلهُ
فأهيم في اللمحاتِ
وأرى السنين القادمةْ
تطغى على ما مر من سنواتِ
فليخفق الحرف المعنى خفقةً
تخضر من دمه الربى
والأيك والكثبان في الفلواتِ
وهنا تفيض مشاعري
وأقول هيا واكتبيني في الحروف وهاتِ

أحمد رامي
16-01-2013, 06:45 AM
فاسمح بوصل تهدهده كفيك

وتتلو مباهجه ساعديك

وتشرق من بين ثناياك ابتسامة

تغسل من قلبي الندامة

وتجعلني أستفيق على رغد من راحة البال

وتغنيني عن السؤال

فأنا منذ غيابك الأول

هائمة أتسول
ولم أنل سوى بيضة الديك من السعادة

فارحمني قليلا

أحمد رامي
16-01-2013, 06:49 AM
هدّئي
من روعك واهدئي
ما دمتُ في عريني
تسكنني العنتريات القديمة
وأرى سيرفانتس يدوّن بطولاتي
الدونكيشوتية التي لاتصلح إلا بوجودك
يا منيرفا أساطيري
يافينوس مغامراتي
كيف ستعتنقينني
وتتركين عشق آبائك وأجدادك
كيف ستتركين المعلقات وراءك
أيتها المشّربة بالجنون
وإزار الترانيم يلفك
وأنت تجلسين بهدوء
إلى طاولة العشاء الأخير
وبعده أنت في الخيار إما حبي أو الإنسلاخ عني
فجزائي سيكون على أساس قرارك
في الثواني القادمة

أحمد رامي
16-01-2013, 06:50 AM
للعشق أمزجة وطقوس
فلا الأدراج تمنعها ولا الكراريس
ولا كل خباثة الأباليس
أنت ... أكبر من ذكرى
يسعها سطح مكتب
أنت تسيرين في مداري مثل مذنب
يدور يدور ... ولا يتعب
له النور
ولنا تعلق العيون
وتساؤل الأكف التي تدعوه ليشرب
فمنهل الهوى عاد دفاقا
وأخاف أن يفيض على حديثي
فيفتضح أمري
ويزيد اشتعال جمري
فلا أطول الهوى وظلمه
ولا أنال النوى وسلمه
وأكون بين البين وبين البين
يهدهدني الهجر

أحمد رامي
24-01-2013, 08:27 AM
أشعر و كأنكِ دخلتِ بغيرِ استئذانٍ متسللةً عبرَ سراديبِ النفْسِ التوّاقة للشمسِ ,
و دلفْتِ من نافذة الروح , النائمةِ من خَدَرِ المشاعرِ الخداعة ,
و أراكِ تدخلين قاعةَ استقبالِ رؤساء الأحاسيس الجيّاشةِ ,
يتراكضُ الخَدَمُ من خلايا و نبضٍ ودمٍ ونَفَسٍ , لاستقبالك , تتقدّمهمُ اللهفةُ , ويَعُجُّ المكانُ بالحركة ,
تُفرَشُ لك الأرض بأزهار الانتعاشِ , و تُهيَّأُ أرائكِ السعادةِ لتجلسي عليها ,
و يُسكَبُ لك شرابُ الوصالِ في كؤوسِ الدلالِ ,
تقدِّمها يد الرِّعشةِ من شفةِ الابتهال ,
ويبدأ موكب الاستقبال ,
فتعزفُ جوقةُ الحشا نشيدَ الشّوق , و تبدأ ذرّاتي بالرقصِ على إيقاعِ النبضِ ,
و أنتِ في صدارةِ الحفلِ على عرشِ فرحي , بابتسامتك المنسابة كما نسائم الأصائِلِ في يومٍ ربيعي ,
يرتادُني ألفُ نشوةٍ , و ألف بوحٍ , و ألف ألف حرفٍ فَرِحٍ حُفِرَ على جدار الصدر ,
تتربعين على عرش حبوري , بنظرة عينيك التي تدفع رغبتي للمثول بين يديك ,
و حركة شفتيك التي تزلزل الكيان فأنهارُ في أنهارِ روحك الشفيفة الرقراقة ,
تغسلني بماء الجنون , و تغمرني بأشعة الانبهار ,
ترفعني مشاعري على أكُفِّها و تطير بي نحو حِضْنِ رقتكِ و دماثةِ قلبِكِ و حنانِك ,
فأغمِضُ عينيَّ حتى لا أستفيقَ من هذا الحلم .