المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضربة الذنب الأخيرة



فتحي العابد
12-01-2013, 04:34 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
ضربة الذنب الأخيرة
كل شىء مباح فى ضربة الذنب الأخيرة التى يخوضها اليوم يتامى المخلوع في تونس للعودة، برموزهم المعروفة سابقا، مع المعارضة التي تغذت ونمت على الفساد، المعادية لهوية الشعب. اليوم كل شيء مباح وبدون حد أقصىى.
هاته التجاذبات الحادة والصراعات تتجاوز أحيانا منطق الخلاف السياسي، لتصبح نمطا من المناكفة وبحثا عن تسجيل النقاط، ولو على حساب الوحدة الوطنية، ومصلحة الوطن والمواطن.
لا سقف للكذب والتلفيق والتحريف والتخريف في تونس هاته الأيام بعدما تأخرت الحكومة في الإيفاء بوعود الثورة وآمال الشعب باعتراف وزرائها، إذ تعمل مضخات التفزيع ومنصات الترويع بكامل طاقتها، فى محاولة أخيرة لنسف المرحلة بكل ما فيها.
لا وجود في تونس اليوم لنمط من التمييز وتحديد الخيط الرفيع الفاصل بين منطق المعارضة وبين منطق المغالبة، والسعي إلى إفشال المسار المأمول في التجربة التعددية الوليدة في بلادنا.
المشهد اليوم في تونس عبر عنه الدكتور صلاح عبدالصبور في قصيدته المشهودة "الظل والصليب" يقول فيها: "هذا زمن الحق الضائع.. لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله.. ورؤوس الناس على جثث الحيوانات.. ورءوس الحيوانات على جثث الناس.. فتحسس رأسك". فلو نظر أحدنا حوله الآن لوجد {ميكرفونات} الثورة فى أيدى الذين قامت ضدهم الثورة، ولن يعدم من يقول له ببجاحة إنها حالة مصالحة وطنية.. سيجد أيضا إعلاما وأقلاما للثورة العكسية فى أيدي حملة المناشف للمخلوع وأزلامه، حملة المباخر لهذا النموذج من الحكام.
إن هؤلاء الذين خرجوا من جحورهم وتزعموا قيادة الثورة المضادة، يسعون إلى إفشال الثورة وإفشال المرحلة الإنتقالية، فقاموا بزج المواطنين ثم انسحبوا مستعملين حجج التنمية كوسيلة لنشر الفوضى، أنفسهم الذين فضلوا الدخول فى سبات عميق حين كانت الميادين تستصرخهم ألا يخذلوها. لقد انطلقت جوقة الكذب الأجير تصنع خرافات وأكاذيب، وتروجها على أنها حقائق ووقائع ثابتة، فراحت تنشر بيقين الجاهل الكذوب أكاذيب وتلففيقات على من تشاء من أعضاء الحكومة، أو كل من وقف في طريقها، واعتلوا منصات الكلام عن الشرف والإستقامة والوطنية، وهم أبعد مايكون عن كل هذا.
إن مايقوم به أعضاء المعارضة اليوم هي عملية سطو مسلح على حكومة منتخبة بدعوى الإلتزام بقضايا الشأن العام. وهذه آلية من آليات اشتغال الإيديولوجيا كما يقول لوشيو كوليتّي "Lucio Coletti".
قال المحلل السياسي التونسي محمد هنيد: "إن الشعب التونسي وجد نفسه عالقا بين حكومة ساهمت بعجزها عن معالجة الملفات العالقة من محاسبة الفاسدين وتطهير الإعلام، ودفع برامج تنموية في البلاد. وبين نخب انتهازية تحاول الإنقضاض على إخفاقات هذه الحكومة، وتشكل الثورة المضادة التي تحاول العودة إلى الساحة السياسية في تونس تحت عدة مسميات".
تباطىء المسار الإصلاحي في محاسبة نفايات العصر الفاسد الذين لازالوا يتمتعون بنفوذ واسع يبعث على الحيرة، غلاء المعيشة، الإضطراب الأمني وعدم التدخل أحيانا بالنجاعة اللازمة في بعض الأزمات الطارئة، والتأخر في صياغة الدستور أحد الأسباب التي جعلت حالة الإحتقان تزداد يوما بعد يوم.
هذا الإخلال حسب رأيي مسؤولة عنه كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي، حيث رشحت في صفوفها أعضاء ليست لهم القدرة الكافية على التشريع، لم تعتمد على الكفاءة بل اعتمدت على الماضي النضالي، أو وجوه جديدة شابة لا تعرف من دواليب الحكم إلا إسمه، أضف إليها تهرأ كتلتا المؤتمر والتكتل. كل الإحترام والتقدير والتبجيل لمن قاوم وضحى بالغالي والنفيس من أبناء النهضة في سبيل دينه ووطنه، نحن نحتاج عشر فقط من حبيب خضر لنتم صياغة الدستور في أقرب الآجال، ونخرج من هاته الوضعية الحرجة.
لكن في المقابل من المستحيل على أية حكومة سواء كانت الحكومة التونسية أو حتى في بلد آخر، أن تنهض بالمناطق التي تعاني ترهلا في منوال التنمية في مدة قصيرة، أي عام أو حتى عامين، مع التأكيد على أن هذا لا يبرر تراخي القائمين على أحوال الناس، أو السكوت من جهة المواطن.
وبعيدا عن المزايدات فالعمل في الحكومة في المرحلة الحالية، أو تحمل أي مسؤولية في المجلس التأسيسي في هذه اللحظة شرف لمن عينوا. وقبل ذلك هي واجب على كل مستطيع، خصوصا أن هذا المجلس سيكون مضطلعا بسلطة التشريع.. فكل التقدير والإحترام لمن وافق على تحمل هاته المسئولية.

عايد راشد احمد
13-01-2013, 09:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الكريم

موضوع ممتاز يكشف بعض الصور والمواقف في تونس الحبيبة

ما أراه طالما هناك سياسة اقصاء وعدم احتواء فلن يستقر الوضع

عندما تقصي اي طرف من معادلة الحياة والمشاركة معك فلابد ان يكون متحفز لمهاجمتك لشعوره بعدم الامان

واي نظام او حكومة او ثورة ستبحث عن تصفية حسابات لابد لها ان تتوقع مخططات تعمل لاجهاض كل خطوة ايجابية

الحل كيف ما راه هو احتواء الكل والانصهار قي بوتقة غدا افضل لا في البحث عت اخطاء ماض لاحاسب عليها

اخطاء الماضي يجب العمل علي تصحيحعا دون كسب اعداء او متخوفين من النظام الجديد

رائع موضوعك

تقبل مروري وتحيتي

فتحي العابد
14-01-2013, 06:16 AM
شكرا أستاذ عائد
لكن المحاسبة قبل المسامحة
حاسب ولكن سامح في آن واحد

ربيحة الرفاعي
27-01-2013, 02:33 AM
هذا الإخلال حسب رأيي مسؤولة عنه كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي، حيث رشحت في صفوفها أعضاء ليست لهم القدرة الكافية على التشريع، لم تعتمد على الكفاءة بل اعتمدت على الماضي النضالي، أو وجوه جديدة شابة لا تعرف من دواليب الحكم إلا إسمه، أضف إليها تهرأ كتلتا المؤتمر والتكتل. كل الإحترام والتقدير والتبجيل لمن قاوم وضحى بالغالي والنفيس من أبناء النهضة في سبيل دينه ووطنه، نحن نحتاج عشر فقط من حبيب خضر لنتم صياغة الدستور في أقرب الآجال، ونخرج من هاته الوضعية الحرجة.
لكن في المقابل من المستحيل على أية حكومة سواء كانت الحكومة التونسية أو حتى في بلد آخر، أن تنهض بالمناطق التي تعاني ترهلا في منوال التنمية في مدة قصيرة، أي عام أو حتى عامين، مع التأكيد على أن هذا لا يبرر تراخي القائمين على أحوال الناس، أو السكوت من جهة المواطن.
وبعيدا عن المزايدات فالعمل في الحكومة في المرحلة الحالية، أو تحمل أي مسؤولية في المجلس التأسيسي في هذه اللحظة شرف لمن عينوا. وقبل ذلك هي واجب على كل مستطيع، خصوصا أن هذا المجلس سيكون مضطلعا بسلطة التشريع.

"كل شىء مباح فى ضربة الذنب الأخيرة التى يخوضها اليوم يتامى المخلوع في تونس للعودة، برموزهم المعروفة سابقا، مع المعارضة التي تغذت ونمت على الفساد"
تعبير قوي ملفت ومحيط عن صورة الوضع الراهن ليس في تونس فقط بل حيثما نجحت ثورة لم تقم بالتصفية اللازمة لأزلام النظام المخلوع واذياله
وبوجود هؤلاء يكون من الظلم سؤال الحكومة الجديدة عن إنجازات سيعوقونها بكل ما اوتوا من طاقة وجلد، فهو صراع بقاء، ونجاح الحكومة يعني نهايتهم، التي كان تاخيرها أول تقصير وقعت فيه ، وهل أدل على ذلك من التفافهم المكشوف ليستحيلوا رموزا للثورة التي قامت لتخليص الوطن منهم، ومن انسياق قطعان من مغيبي الوعي وراءهم يمدونهم بالقوة والدعم الشعبي كأنما صارت الغيبوبة الفكرية واللهاث بما ينعق به الإعلام المجيّر ضد صالح الوطن والمواطن طبيعة في البعض

وأستعير قولك

تباطىء المسار الإصلاحي في محاسبة نفايات العصر الفاسد الذين لازالوا يتمتعون بنفوذ واسع يبعث على الحيرةلأضيف أن كل ما يلي ذلك من فلتان أمني وعجز عن أداء الدولة لدورها في حفظ أمن ورخاء وكرامة المواطن وتنفيذ وعودها إنما هو نتيجة حتمية لوجود ثلة كانت حقيقة بالإقصاء القطعي لما ستقوم به حتميا من عرقلة للمسيرة أملا باستعادة ما خسرت ولو كلّفت الوطن أنهارا من الدم

ولعل في المشهد المصري بثورته التي كانت مفخرة حضارية وتداعياتها المخيبة للآمال خير دليل على ذلك

دمت بألق أيها الكريم

تحاياي

فتحي العابد
28-01-2013, 02:57 AM
شكرا أستاذة ربيحة
نتمنى لمصر ولتونس وكل الشعوب العربية أن لاتسرق ثوراتهم