ياسر ميمو
08-08-2011, 06:29 PM
كنتُ قد كتبتُ رسالةً أهديتها إلى روح خالتي الحبيبة الراحلة بثثتُ فيها لدفاتري و أقلامي بعض
أحزاني وأشجاني وخواطر نفسي ولواعج قلبي ذلك لأن كل الدفاتر والأقلام كانت أضعف من
أن تحتمل لوحدها تبعاتِ ذلك الحدث الجللّ فاحتملت ما تطيق احتماله تاركةً ما لا تطيقه إلى
عيناي التي بكت لرحيلها بُكاء الطفلِ الخائفِ الباحثِ عن أمانٍ يجده في أحضانِ أمه بكت بُكاء
المُسافر المُودع لأهله وداع الذاهبِ إلى حربٍ مجهولةَ العنوانِ والهوية .
لم أكن أعلمُ يا خالتي أنك غاليةٌ على قلبي بهذا القدر عزيزةٌ على نفسي بتلك المكانة قريبةٌ من
روحي ذلك القرب فتلك الحقائقُ الإنسانيةُ النورانيةُ اللطيفةُ الثلاث لم تشرق شمسها في حياتي
قبل مماتك ذلك الإشراق الجميل المميز الذي تسعدُ به أيُ نفسِِ تُدركُ جيداً معنى أن يكون لها
رحمٌ تبادلها الوصل و الحب وما حبسها عن ذلك إلا غيومُ الدنيا المتلبدة المُتسحةِ بالسواد المُفعمةِ
بالغبارِ الناشىء عن أشغالها و أكدارها وهمومها التي لا تنتهِ .
إنّها الحياةُ يا خالتي لا تجعلنا نفهمُ دروسها حق الفهم إلا إذا كُنا مادةَ تجاربها التي تستخلص
من نتائجها و آثارهاالحكم والعبر والمواعظ والدرسُ الذي أرادت الحياة أن تُفهمني مقالته
في تجربةِ فُقدانك الصعبةِ المؤلمة كان عميقاً بمحتواه قوياً برسالته يُخاطب الروح والنفس
والعقل معاً فيُهمس للروح أن لا تحزني لفُراق الأرواح الطيبة التي أحببتها فهي سائحةٌ حائمةٌ
من حولك تنتظرُ بفارغِ الصبر وقمةِ اللهفة والشوق مجيءَ يوم يُكرمها الرحمن فيه بلُقياكِ
والسُكنى معك في جنانه وتُواسي النفسَ أن اصبري واحتسبي أجر مُصابك عند الله
وكوني كالنفسِ التي جزعتِ لموتها صابرةٌ على مِحنها راضيةٌ بأمرِ ربها و يُوقد في العقل شُعلةً
من شُعلِ الحكمة يقول نورها أن يا أيُّها الإنسان إيّاك أن تغترّ بعمرك أو عمر حبيبك فتتخذ
من التسويفِ والمُماطلةِ والتمني سبيلاً تُسكتُ به نداء الضمير لمُعاتب المُؤنبِ لك على تقصيرك
في تأديةِ حقوق حبيبك عليك على أتم وجه فإن للمنيةِ ساعةٌ لا تُخطىء صاحبها إذا أتى
موعدها وليس ثمة مجالٌ للحديث بعدها عن أي منفعةٍ تجلبها مشاعر الحسرة والندامة فسامحيني
يا خالتي إذا ما قصرتُ في حقك يوماً ولم أكن عند حُسن ظنكِ بي سامحيني إذا ما أغضبتك
ذات مساء وجعلتُك تنامين ليلتك وفي نفسك شيءٌ من الحُزنِ والعتابِ عليّ سامحيني
إذا ما أنزلتُ لك دمعة أو وضعتُ فيقلبك سخطاً أو في نفسك هماً أو جرحتُ لك خاطراً
أ وكنتِ في حاجةِ لي ولم تجديني لك مُلبيا سامحيني بقلبِ أُم فالقلبُ النابضُ بعاطفة الأمومة
لا يعرفُ إلا أن يُسامح ويصفح عمن أساء إليه من أهله لأنه قلبٌ مفطورٌ على العطاء بدون أجر
على التضحيةِ بدون مُقابل وافتحي صندوق بريدكِ الخاص و أخرجي منه ألف ألف بطاقة حُب
و ألف ألف رسالةَ اعتذار من إبنك البّار .
أتدرين ياخالتي أني رأيتك في الحُلم البارحة كنت ترتدين عباءةً جميلةٌ زاهيةٌ أنيقةٌ تسّر الناظرين
ووجهك كان ضاحكاً باسماَ وضاءً كالبدر قُلتِ لي : أدنو مني يا ابن أختي ولما دنوت منك بدأت
تسأليني عن فلذّات أكبادك الصغار أينامون جيداً أيأكلون جيداً أيشكون من الألم هل كتبوا وظائفهم
ورتبوا غرفتهم هل أدوا صلاتهم ورتلوا قرآنهم هل سرحوا شعرهم وقلموا أظافرهم و نظفوا أسنانهم
هل ما زالوا يذكرون أمهم و أيامها الجميلة وماذا عن أباهم هل مازلتُ المرأة التي أحب ولم يعرفُ قلبه
غيرها هل عرف امرأةً أخرى من بعدي هل ما زال يحنُ لرائحةَ عطري و نكهة طعامي و بهاء إطلالتي
وجاذبية حديثي ومنطقي فقلتُ لك مُطمئناً : لا بأس عليك يا خالتي بعد يومك هذا وكفاكِ تخوفاً وقلقاً
على أبنائك واختباراً وامتحاناً لقلب زوجك فالرحمنُ إذا ما غيب لطفلٍ أبويه أو أحدهما عوضه
عن ذلك الغياب بجمعٍ كثيرٍمن أهلِ الخير والشهامةِ والمروءة يُحبونه كما يُحبون أبنائهم ويعطفون
عليه و يحسنون إليه كما يُحسنون لأهلهم و أبنائك في قلوبنا و أعيينا ما سارت أقدامنا على هذه الأرض
و أما زوجك الذي عرف الإخلاص لحبك في حياتك ما كان ليخدش تلك القصة الجميلة بأحرف الخيانة بعد رحيلك .
نسيتُ أن أحدثك يا خالتي عن حبيبتك وصاحبتك وجارتك الغالية أمي الحبيبة فهي ما زالت تُخفي دموعها
عنا تحسبُ أن ما من أحداً يرها لكن وجهها يحكي كل صباح حكايةَ بُكاء الأمس هي لا تصدق أنك تركتها
لوحدها بدون صاحبة هي لم تعد تدري لمن ستُفضي بعد الآن هواجسها و أحزانها من سيشاركها فرحتها وبسمتها
لم تعد نفسها راغبةً بالتنّزه والفرح فكلما ألحينا عليها بالخروج معنا في رحلة تذرعت بحجج كثيرة للتهرب
من الذهاب تارةً تدعي أنها مريضة وتارةً أخرى تدعي أنها مشغولة أو مُتعبة كلا ......كلا .......كلا إنها حزينة
والسعادةُ قد حزمت حقائبها مغادرةً كل أماكن قلبها إلى غير رجعة وهي ما زالت تقول إن الشاي
لم تعد تجد فيه حلاوة السكر؟؟؟؟!!!!
وحده الإيمان وحده القرآن وحدها الصلاة تسكن من جراحها وحدهم ورداتك الثلاث وبهجة قلبك
عمار من يُسلي عنها ويواسيها ويطيب خاطرها تقبلهم تضمهم إلى صدرها بقوة بحب بعاطفة بحنان بدفء
تشم فيهم رائحة أختها فتصدر الآهات مع كل قبلة وكل ضمة من أعماق أعماق قلبها .
يسألني الناس يا أمي إن كانت هموم الحياة و أشغالها تُنسيني ذكرك فأجيبهم بلا ما دام التذكر
يقتضي النسيان أبتداءً ونسيانك لم ولن يعرف طريقه إليّ مهما طالت الأيام والسين و تساقطت
أوراق العمر وكثرت النوائب و أمطرت السماءأحزاناً و إذا ما هرمت الذاكرة يوماً واعتراها الضعف
والمرض وعجزت عن تذكر الكثير الكثير من الأحبة ولم تعد تذكر
سوى القليل فإن قليلها لن يكون سوى ذكراك الطيبة .
ليس لكِ يا خالتي أن تدركِ كم لطفت بي عناية الله وكم رأفت و رقت بحالي رحمته عندما قضت
حكمته أن تحول أسباب الدنيا القاسية من رؤيتي لك في أيام احتضارك في ساعات ألامك ِ في لحظات
وداعك للدنيا حتى أنها حرمتني من رؤيتك و أنت مُكفنةٌ مُتوضئةٌ نائمة حتى وهم ذاهبون بك إلى المقبرة
حتى وهم يحثون عليك التراب ويقرؤون فوق قبرك الفاتحة وغيرها الكثير الكثير من الصور الإنسانية
الوجدانية المؤلمة والتي ما كان لقلبي أن يتحمل قسوتها وما كانت لعيناي أن تبصرها دون أن تتغشاها
نوبة من البكاء الهيستيري فأحمدك يا ربي على نعمك ما ظهر منه وما بطن ولا أقول
إلا كلمة الإيمان في المحن أن حسبي الله ونعم الوكيل و صبر جميل على فُراقِ كل حبيب رحل .
هذا العيد يا خالتي كان أول عيدٍ تطول بها المدة التي نقضيها أنا و أخي عبدالوهاب في المقبرة
هذا العيد يا حبيبتي كان أول عيد تعرف فيه دموعنا طريقها إلى المقبرة ذلك لأننا كنا قد تركنا
ذات مرة في هذا المكان شخصاً غالياً على قلوبنا تركناه لينام .......ليرتاح و تعاهدنا أن لا نسمح
لأي ظرف أن يمنعنا من زيارته و إلقاء التحية والسلام عليه والحديث معه في كل ما يرغب بالاستماع إليه
في هذا العيد يا خالتي ولأول مرة عدنا إلى البيت باكراً ؟؟؟!!!
يا وصية رسول الله ويا قارورة أمرنا خير الرجال أن نترفق بها حتى لا تنكسر وتتحطم كما يتحطم الزجاج
و أن نحترمها ونصنها ونرعاها أتركك في رعاية الله و أمنه وجواره وقربه وهو نعم الأمن والقرب والجوار
هذا وما الفضل إلا من الرحمن
بقلم..........ياسر ميمو
أحزاني وأشجاني وخواطر نفسي ولواعج قلبي ذلك لأن كل الدفاتر والأقلام كانت أضعف من
أن تحتمل لوحدها تبعاتِ ذلك الحدث الجللّ فاحتملت ما تطيق احتماله تاركةً ما لا تطيقه إلى
عيناي التي بكت لرحيلها بُكاء الطفلِ الخائفِ الباحثِ عن أمانٍ يجده في أحضانِ أمه بكت بُكاء
المُسافر المُودع لأهله وداع الذاهبِ إلى حربٍ مجهولةَ العنوانِ والهوية .
لم أكن أعلمُ يا خالتي أنك غاليةٌ على قلبي بهذا القدر عزيزةٌ على نفسي بتلك المكانة قريبةٌ من
روحي ذلك القرب فتلك الحقائقُ الإنسانيةُ النورانيةُ اللطيفةُ الثلاث لم تشرق شمسها في حياتي
قبل مماتك ذلك الإشراق الجميل المميز الذي تسعدُ به أيُ نفسِِ تُدركُ جيداً معنى أن يكون لها
رحمٌ تبادلها الوصل و الحب وما حبسها عن ذلك إلا غيومُ الدنيا المتلبدة المُتسحةِ بالسواد المُفعمةِ
بالغبارِ الناشىء عن أشغالها و أكدارها وهمومها التي لا تنتهِ .
إنّها الحياةُ يا خالتي لا تجعلنا نفهمُ دروسها حق الفهم إلا إذا كُنا مادةَ تجاربها التي تستخلص
من نتائجها و آثارهاالحكم والعبر والمواعظ والدرسُ الذي أرادت الحياة أن تُفهمني مقالته
في تجربةِ فُقدانك الصعبةِ المؤلمة كان عميقاً بمحتواه قوياً برسالته يُخاطب الروح والنفس
والعقل معاً فيُهمس للروح أن لا تحزني لفُراق الأرواح الطيبة التي أحببتها فهي سائحةٌ حائمةٌ
من حولك تنتظرُ بفارغِ الصبر وقمةِ اللهفة والشوق مجيءَ يوم يُكرمها الرحمن فيه بلُقياكِ
والسُكنى معك في جنانه وتُواسي النفسَ أن اصبري واحتسبي أجر مُصابك عند الله
وكوني كالنفسِ التي جزعتِ لموتها صابرةٌ على مِحنها راضيةٌ بأمرِ ربها و يُوقد في العقل شُعلةً
من شُعلِ الحكمة يقول نورها أن يا أيُّها الإنسان إيّاك أن تغترّ بعمرك أو عمر حبيبك فتتخذ
من التسويفِ والمُماطلةِ والتمني سبيلاً تُسكتُ به نداء الضمير لمُعاتب المُؤنبِ لك على تقصيرك
في تأديةِ حقوق حبيبك عليك على أتم وجه فإن للمنيةِ ساعةٌ لا تُخطىء صاحبها إذا أتى
موعدها وليس ثمة مجالٌ للحديث بعدها عن أي منفعةٍ تجلبها مشاعر الحسرة والندامة فسامحيني
يا خالتي إذا ما قصرتُ في حقك يوماً ولم أكن عند حُسن ظنكِ بي سامحيني إذا ما أغضبتك
ذات مساء وجعلتُك تنامين ليلتك وفي نفسك شيءٌ من الحُزنِ والعتابِ عليّ سامحيني
إذا ما أنزلتُ لك دمعة أو وضعتُ فيقلبك سخطاً أو في نفسك هماً أو جرحتُ لك خاطراً
أ وكنتِ في حاجةِ لي ولم تجديني لك مُلبيا سامحيني بقلبِ أُم فالقلبُ النابضُ بعاطفة الأمومة
لا يعرفُ إلا أن يُسامح ويصفح عمن أساء إليه من أهله لأنه قلبٌ مفطورٌ على العطاء بدون أجر
على التضحيةِ بدون مُقابل وافتحي صندوق بريدكِ الخاص و أخرجي منه ألف ألف بطاقة حُب
و ألف ألف رسالةَ اعتذار من إبنك البّار .
أتدرين ياخالتي أني رأيتك في الحُلم البارحة كنت ترتدين عباءةً جميلةٌ زاهيةٌ أنيقةٌ تسّر الناظرين
ووجهك كان ضاحكاً باسماَ وضاءً كالبدر قُلتِ لي : أدنو مني يا ابن أختي ولما دنوت منك بدأت
تسأليني عن فلذّات أكبادك الصغار أينامون جيداً أيأكلون جيداً أيشكون من الألم هل كتبوا وظائفهم
ورتبوا غرفتهم هل أدوا صلاتهم ورتلوا قرآنهم هل سرحوا شعرهم وقلموا أظافرهم و نظفوا أسنانهم
هل ما زالوا يذكرون أمهم و أيامها الجميلة وماذا عن أباهم هل مازلتُ المرأة التي أحب ولم يعرفُ قلبه
غيرها هل عرف امرأةً أخرى من بعدي هل ما زال يحنُ لرائحةَ عطري و نكهة طعامي و بهاء إطلالتي
وجاذبية حديثي ومنطقي فقلتُ لك مُطمئناً : لا بأس عليك يا خالتي بعد يومك هذا وكفاكِ تخوفاً وقلقاً
على أبنائك واختباراً وامتحاناً لقلب زوجك فالرحمنُ إذا ما غيب لطفلٍ أبويه أو أحدهما عوضه
عن ذلك الغياب بجمعٍ كثيرٍمن أهلِ الخير والشهامةِ والمروءة يُحبونه كما يُحبون أبنائهم ويعطفون
عليه و يحسنون إليه كما يُحسنون لأهلهم و أبنائك في قلوبنا و أعيينا ما سارت أقدامنا على هذه الأرض
و أما زوجك الذي عرف الإخلاص لحبك في حياتك ما كان ليخدش تلك القصة الجميلة بأحرف الخيانة بعد رحيلك .
نسيتُ أن أحدثك يا خالتي عن حبيبتك وصاحبتك وجارتك الغالية أمي الحبيبة فهي ما زالت تُخفي دموعها
عنا تحسبُ أن ما من أحداً يرها لكن وجهها يحكي كل صباح حكايةَ بُكاء الأمس هي لا تصدق أنك تركتها
لوحدها بدون صاحبة هي لم تعد تدري لمن ستُفضي بعد الآن هواجسها و أحزانها من سيشاركها فرحتها وبسمتها
لم تعد نفسها راغبةً بالتنّزه والفرح فكلما ألحينا عليها بالخروج معنا في رحلة تذرعت بحجج كثيرة للتهرب
من الذهاب تارةً تدعي أنها مريضة وتارةً أخرى تدعي أنها مشغولة أو مُتعبة كلا ......كلا .......كلا إنها حزينة
والسعادةُ قد حزمت حقائبها مغادرةً كل أماكن قلبها إلى غير رجعة وهي ما زالت تقول إن الشاي
لم تعد تجد فيه حلاوة السكر؟؟؟؟!!!!
وحده الإيمان وحده القرآن وحدها الصلاة تسكن من جراحها وحدهم ورداتك الثلاث وبهجة قلبك
عمار من يُسلي عنها ويواسيها ويطيب خاطرها تقبلهم تضمهم إلى صدرها بقوة بحب بعاطفة بحنان بدفء
تشم فيهم رائحة أختها فتصدر الآهات مع كل قبلة وكل ضمة من أعماق أعماق قلبها .
يسألني الناس يا أمي إن كانت هموم الحياة و أشغالها تُنسيني ذكرك فأجيبهم بلا ما دام التذكر
يقتضي النسيان أبتداءً ونسيانك لم ولن يعرف طريقه إليّ مهما طالت الأيام والسين و تساقطت
أوراق العمر وكثرت النوائب و أمطرت السماءأحزاناً و إذا ما هرمت الذاكرة يوماً واعتراها الضعف
والمرض وعجزت عن تذكر الكثير الكثير من الأحبة ولم تعد تذكر
سوى القليل فإن قليلها لن يكون سوى ذكراك الطيبة .
ليس لكِ يا خالتي أن تدركِ كم لطفت بي عناية الله وكم رأفت و رقت بحالي رحمته عندما قضت
حكمته أن تحول أسباب الدنيا القاسية من رؤيتي لك في أيام احتضارك في ساعات ألامك ِ في لحظات
وداعك للدنيا حتى أنها حرمتني من رؤيتك و أنت مُكفنةٌ مُتوضئةٌ نائمة حتى وهم ذاهبون بك إلى المقبرة
حتى وهم يحثون عليك التراب ويقرؤون فوق قبرك الفاتحة وغيرها الكثير الكثير من الصور الإنسانية
الوجدانية المؤلمة والتي ما كان لقلبي أن يتحمل قسوتها وما كانت لعيناي أن تبصرها دون أن تتغشاها
نوبة من البكاء الهيستيري فأحمدك يا ربي على نعمك ما ظهر منه وما بطن ولا أقول
إلا كلمة الإيمان في المحن أن حسبي الله ونعم الوكيل و صبر جميل على فُراقِ كل حبيب رحل .
هذا العيد يا خالتي كان أول عيدٍ تطول بها المدة التي نقضيها أنا و أخي عبدالوهاب في المقبرة
هذا العيد يا حبيبتي كان أول عيد تعرف فيه دموعنا طريقها إلى المقبرة ذلك لأننا كنا قد تركنا
ذات مرة في هذا المكان شخصاً غالياً على قلوبنا تركناه لينام .......ليرتاح و تعاهدنا أن لا نسمح
لأي ظرف أن يمنعنا من زيارته و إلقاء التحية والسلام عليه والحديث معه في كل ما يرغب بالاستماع إليه
في هذا العيد يا خالتي ولأول مرة عدنا إلى البيت باكراً ؟؟؟!!!
يا وصية رسول الله ويا قارورة أمرنا خير الرجال أن نترفق بها حتى لا تنكسر وتتحطم كما يتحطم الزجاج
و أن نحترمها ونصنها ونرعاها أتركك في رعاية الله و أمنه وجواره وقربه وهو نعم الأمن والقرب والجوار
هذا وما الفضل إلا من الرحمن
بقلم..........ياسر ميمو