تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة



الدكتور أحمد قاسم العريقي
18-01-2013, 02:45 AM
ولادة
آه ..آه ... يا (عبده ) ضهري، بطني، لابد أنني سألد الليلة !! ردَّ عبدُه ضاحكاً: لا، لا أرجوك يا سميرة، ليس الآن، نحن في منتصف الليل، اصبرِي قليلاً حتى الصباح، صاحت : ليس وقت المزاااااح الآن يا عبده، اسرعْ واحضرْ تاكسي .
ــ يا سميرة لن أجد الآن تاكسي، ما رأيك أن تلدي هنا في البيت، سوف أساعدك ونوفر تكلُفة المستشفى الذي لا يرحم ؟
ـ لا، لا يا عبده، هذه المرّة لن استطيع أن ألد هنا ؛فحجم بطني هذه المرّة كبير، ألا تراها، آه ،آه ،آه ....أي أي .. بسرعة يا عبده، بسرعة .
لم يمتلك عبده إلا أجرة التكسي، فاقترض من جاره مبلغاً من المال، أحضر التاكسي وركبت سميرة، وهي تتألم قال: للسائق إلى أقرب مستشفى .
عبر التكسي مسرعاً شارعاً لم يُعبّد بعد، وسميرة تصيح كلما مرّ فوق حُفرة : ما هذا يا سائق ؟ رد السائق: هكذا من يسكن أطراف المدينة، لا بد أن يعاني. قال عبده لها: يا عزيزتي عليك بالصبر، هذه لصالحك، ستلدين سريعاً بعد مرورنا فوق هذه الحُفر.
وهم في الطريق صاحت سميره : آاااااااه ،سألد، آاااااااه سألد، سألد هنا في التاكسي، واستمرت زفراتها ممزوجة بالألم.
سمع عبده بكاء الطفل، قال: الحمد لله، الحمد لله، ألم أقل لك أن تلدي في البيت؟ وضحك فرحاً وقال للسائق: الآن أرجعنا إلى المنزل.
فرح عبده لنجاة زوجته ونجاة جيبه من المستشفى، وهم متوجهين نحو البيت، صاحت سميره : آه آه آااااه سأل عبده: ماذا أيضاً ؟!
ـ لا أدري، هناك حركة أخرى في بطني، آه، آه... ارجع.... ارجع
ــ أين؟
ــ إلى المستشفى، بسرعة.. بسرعة، سألد طفلاً آااااخر.
رجع التكسي إلى المستشفى، وفي فناء المستشفى كانت سميرة تصيح، وهي داخل التكسي، أسرعت الممرضة ورأتها في آخر ولادتها الثانية، لم يتبق إلا قدمي الجنين، حملت الممرضة الطفلان بيديها وأسرعت بهما إلى غرفة الولادة، مع أمهما لتقوم برعايتهم.
نادى الطبيب : يا عبده
ــ نعم يا دكتور
ــ أدفعْ فاتورة الولادة .
نظر عبده وفجأة، جحظت عيناه وفُتح فاه: يهْ، يهْ يهْ.... تحدث الطبيب: تكلفة ولادتين يا سيّد
ــ ماذا تكلفة ولادتين؟!!! يا دكتور امرأتي ولدت الأول في التكسي، والثاني عند بوابة المستشفى، ولم تقوموا أنتم سوى بغسلهما فقط، وصاحب التكسي يشهد بذلك
ـ لا، يا رجل، لقد أنقذنا الأم والتوأم من الموت، وهم الآن في غرفة الولادة.
عضّ عبده شفتيه، وأحضر المبلغ سريعاً، قبل أن تدخل الأم غرفة العناية المركّزة لتشمّ النسيم، ويٍدخل التوأم الحضانات، وتعمل لهما فحوصات القلب، الكبد، المعدة، الفيروسات، الهرمونات، ومعرفة لماذا شعر أحدهم طويل، والآخر قصير، و ... و.....
12/2009م

عبدالإله الزّاكي
18-01-2013, 03:23 AM
ولادة
فرح عبده لنجاة زوجته ونجاة جيبه من المستشفى، وهم متوجهين نحو البيت، صاحت سميره : آه آه آااااه سأل عبده: ماذا أيضاً ؟!
ـ لا أدري، هناك حركة أخرى في بطني، آه، آه... ارجع.... ارجع
ــ أين؟
ــ إلى المستشفى، بسرعة.. بسرعة، سألد طفلاً آااااخر.
رجع التكسي إلى المستشفى، وفي فناء المستشفى كانت سميرة تصيح، وهي داخل التكسي، أسرعت الممرضة ورأتها في آخر ولادتها الثانية، لم يتبق إلا قدمي الجنين، حملت الممرضة الطفلان بيديها وأسرعت بهما إلى غرفة الولادة، مع أمهما لتقوم برعايتهم.
نادى الطبيب : يا عبده
ــ نعم يا دكتور
ــ أدفعْ فاتورة الولادة .
نظر عبده وفجأة، جحظت عيناه وفُتح فاه: يهْ، يهْ يهْ.... تحدث الطبيب: تكلفة ولادتين يا سيّد
ــ ماذا تكلفة ولادتين؟!!! يا دكتور امرأتي ولدت الأول في التكسي، والثاني عند بوابة المستشفى، ولم تقوموا أنتم سوى بغسلهما فقط، وصاحب التكسي يشهد بذلك
ـ لا، يا رجل، لقد أنقذنا الأم والتوأم من الموت، وهم الآن في غرفة الولادة.
عضّ عبده شفتيه، وأحضر المبلغ سريعاً، قبل أن تدخل الأم غرفة العناية المركّزة لتشمّ النسيم، ويٍدخل التوأم الحضانات، وتعمل لهما فحوصات القلب، الكبد، المعدة، الفيروسات، الهرمونات، ومعرفة لماذا شعر أحدهم طويل، والآخر قصير، و ... و.....
12/2009م

قصّة طريفة و ممتعة أديبنا الفاضل د.أحمد العريقي، تُجسّد ذلك البعبع الذي أصبح يشكله المستشفى و تكاليفه على المواطن ذي الدخل البسيط أو المتوسط على السواء. كنت هنا و استمتعت بقرائتها أخي الكريم، تحياتي و بالغ تقديري.

آمال المصري
18-01-2013, 04:07 AM
جمالها يكمن في سلاسة الأسلوب وبساطة التعبير ونجحت في إيصال الفكرة
نعم " مافيا " المشفيات وإبداع كل منها في الابتزاز بأساليبها المختلفة
ظهري
شكرا لك أديبنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

كاملة بدارنه
18-01-2013, 04:22 AM
قصّة طريفة صوّرت حادثة واقعيّة وما تعانيه المرأة من آلام وما تلاقيه من مضايقات
بوركت
تقديري وتحيّتي
(وهم متوجّهون - إلّا قدَما - الطّفلين - برعايتهما - والتّوأمين - عضّ على - ويدخل التّوأمان )

بهجت عبدالغني
18-01-2013, 04:30 AM
قصة تحكي لقطة معاشة
بأسلوب سلس بسيط واقعي
وكان يمكن للقاص أن يرتقي بلغتها لتكون أكثر متانة ووقعاً على النفس ..


الدكتور أحمد قاسم العريقي
تحية لك ولقلمك الجميل


دمت بخير



تحياتي ..

براءة الجودي
18-01-2013, 07:31 AM
قصة جميلة وفكرتها كذلك , الغلاء لم يقتصر على المأكولات فحسب اصبحت الدنيا لهيبا من الأسعار وكل ينهب من الآخر بطرق شتى
شعرتُ وكأنك تسرعت قليلا في أحداث القصة لو تريثت قليلا لأعطيت بعض جوانب القصة حقها في الوصف .. مجرد رأي طبعا
تحياتي

الدكتور أحمد قاسم العريقي
19-01-2013, 03:59 AM
شكراً لكل من أبد الرأي في القصة وقد حالولت أن أستخدم سينارو جاهزاً للتمثيل وكذا مجموعتي القصصية التي اسميتها غلطة قلم

ربيحة الرفاعي
05-02-2013, 11:42 PM
قصة واقعية موضوعها شائق
وددت لو قام كاتبنا بمراجعتها قبل اعتماد النشر

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
17-06-2013, 06:02 AM
أصبحت المستشفيات مراكز نصب واحتيال

قصة جميلة وطريفة

شكرا لك أخي

بوركت