مشاهدة النسخة كاملة : وقت الغداء
محمد مشعل الكَريشي
18-01-2013, 08:05 PM
وقت الغداء
(ق.ق.ج)
ينحني على كرسيه كعجوز هدهُ التعب ، وعيناه لاتبارح الشارع الأسود وعلى طوله يمتد بصره ، يترقب مرورها عبر النافذة وهي عائدة من مدرستها تشنق خطواتها أنفاسه ، يَعدُّ خطواتها بدقات قلبه المتسارعة ، ترفرف أشواقه كحمامة فوق ظلها ، تصحبها نظراته حتى يسوَد الشارع في عينيه من جديد ...
كان قد رأها مرة واحدة وجها لوجه في المكتبة العامة، مازال يتذكر ابتسامتها، ثوانٍ قليلة
تسلل فيها الإعجاب إلى قلبه يحثهُ على رؤيتها كل يوم وفي داخله يمتزج الخجل ، والخوف من لقائها مرة أخرى ، ولكن إمارات العشق البرئ تُزهر في قلبه يوما بعد يوم..
لحظات أخرى يمضيها على النافذة فعطرها مازال يمده بالحنين ، يلبث قليلا ثم يبادر خلده نفس الحديث..
- إلى متى ستبقى على هذه الحال ؛ تأتي بك الآمال ، وتذهب بكَ الحسرات ؟
- إدمان قلبي شفاءهُ مُستعصٍ على عقلي ..!
- وإلى متى ستبقى تجرُ علائم الاستفهام خلفك ؟
- لابد من يوم وأقول لها إني أحبك..
- كيف ؟
هدَ السؤال قواه ، تاه في بحرالإجابة ..!
جلسَ مطرقاً رأسه، إستفاق للتو من نوبة أفكاره..
، نزلت دمعة من عينهِ على خده ، تحسس طعمها المالح في فمه
وضع سبابتهُ على شفتيه يطبقهما يحبس صوت دمعته
ويعتصر أنفه ليكتم نشيج حزنه الازلي..!
فأحس بيدٍ تربتُ على كتفه .. إنها ابتسامة أمه الحنونة
وإشارة منها.. حان وقت الغداء ...
محمد مشعل الكَريشي / 16-1-2013
عبد السلام دغمش
18-01-2013, 09:24 PM
نصّ قصصي جميل قرأت بين سطوره عذابات الوهم ..يتعلق بحباله الكثير من شبابنا
الأم بلمستها الحانية تنتشل الابن من ساعة الوهم تلك
تحياتي
نسرين بن لكحل
19-01-2013, 04:46 AM
أخي الكريم محمد،قبل أن أقول ما وجدته،ذكرتني القصة بهذه الأبيات لجبران :
والبعض نحبّهم
لكن بيننا وبين أنفسنا فقط
فنصمت برغم ألم الصمت
فلا نجاهر بحبّهم حتى لهم لأنّ العوائق كثيرة
والعواقب مخيفة ومن الأفضل لنا ولهم أن تبقى
الأبواب بيننا وبينهم مغلقة...
يتوه الفتى المتيم في أسئلة لا جواب لها(هدَ السؤال قواه ، تاه في بحرالإجابة ..!)
و هذا ما يجعل القارئ محتارا،هناك عائق يمنعه من البوح لمحبوبته بما يختلج في صدره، يا ترى ما السبب؟ و هنا يبدأ البحث عن أي دلالة تحمل أو ترمي إلى احتمالات قريبة من الجواب..قرأت القصة و وقفت عند مفرداتها بداية من العنوان و الذي أبعدني في البداية عن العائق الذي وصلت إليه و الذي قد يكون الحائل بين الفتى العاشق و البوح .في بداية الأمر توقعته أعرجا أو معاقا حركيا(ينحني على كرسيه كعجوز هدهُ التعب)..اذ أنه يكتفي بالتظر اليها من خلال النافذة فقط،ثم تراجعت و قلت أظنه كفيفا (وعيناه لاتبارح الشارع الأسود) الضرير يرى العالم أسودا بلا ألوان..ثم أيضا عبارة(كان قد رأها مرة واحدة وجها لوجه)..فخطر في بالي أنه كان بصيرا ثم فقد بصره، و اكتفى بتذكر ملامح وجهها، و تعوده على مرورها أمامه.و ربطت هذا بوقت الغداء ..أي موعد مرورها الروتيني.. لكن خاتمة القصة غيرت ما وجدته بعد اعادة القراة أكثر من مرة، خاصة في هذه العبارة : (إنها ابتسامة أمه الحنونة وإشارة منها.. حان وقت الغداء ..)..
الأم لم تنطق و لم تتكلم فقط اكتفت باشارة منها و ابتسامة،تخبر بها ولدها عن موعد الغداء ..فابنها أبكم أصم ..لا يستطيع النطق ..فكيف سيخبر محبوبته عن مشاعره.. و رغم أنه فاقد للقدرة على النطق فهذا لا يمنعه من الاحساس..
أقول لك صديقي و أخي الكريم محمد، دائما تمتعنا بقصصك القصيرة و التي تبدو أحيانا كالأحجية، التمعن في مفرداتها يحمل أجوبة و تأويلا..أبدعت فكرة و أجدت صياغتها أحييك.و تبقى الفكرة في ذهن الكاتب، فقط القارئ يعطي وجهة نظره و ما حملته الكلمات من دلالة في ذهنه..
تقبل تحيتي و اعذر اطالتي.
محمد مشعل الكَريشي
20-01-2013, 03:18 AM
نصّ قصصي جميل قرأت بين سطوره عذابات الوهم ..يتعلق بحباله الكثير من شبابنا
الأم بلمستها الحانية تنتشل الابن من ساعة الوهم تلك
تحياتي
أهلا بك الاخ عبد السلام دغمش ومرحبا
سعدت بمرورك وتعليقك
بارك الله فيك ..مودتي:001:
محمد مشعل الكَريشي
20-01-2013, 03:27 AM
أخي الكريم محمد،قبل أن أقول ما وجدته،ذكرتني القصة بهذه الأبيات لجبران :
والبعض نحبّهم
لكن بيننا وبين أنفسنا فقط
فنصمت برغم ألم الصمت
فلا نجاهر بحبّهم حتى لهم لأنّ العوائق كثيرة
والعواقب مخيفة ومن الأفضل لنا ولهم أن تبقى
الأبواب بيننا وبينهم مغلقة...
يتوه الفتى المتيم في أسئلة لا جواب لها(هدَ السؤال قواه ، تاه في بحرالإجابة ..!)
و هذا ما يجعل القارئ محتارا،هناك عائق يمنعه من البوح لمحبوبته بما يختلج في صدره، يا ترى ما السبب؟ و هنا يبدأ البحث عن أي دلالة تحمل أو ترمي إلى احتمالات قريبة من الجواب..قرأت القصة و وقفت عند مفرداتها بداية من العنوان و الذي أبعدني في البداية عن العائق الذي وصلت إليه و الذي قد يكون الحائل بين الفتى العاشق و البوح .في بداية الأمر توقعته أعرجا أو معاقا حركيا(ينحني على كرسيه كعجوز هدهُ التعب)..اذ أنه يكتفي بالتظر اليها من خلال النافذة فقط،ثم تراجعت و قلت أظنه كفيفا (وعيناه لاتبارح الشارع الأسود) الضرير يرى العالم أسودا بلا ألوان..ثم أيضا عبارة(كان قد رأها مرة واحدة وجها لوجه)..فخطر في بالي أنه كان بصيرا ثم فقد بصره، و اكتفى بتذكر ملامح وجهها، و تعوده على مرورها أمامه.و ربطت هذا بوقت الغداء ..أي موعد مرورها الروتيني.. لكن خاتمة القصة غيرت ما وجدته بعد اعادة القراة أكثر من مرة، خاصة في هذه العبارة : (إنها ابتسامة أمه الحنونة وإشارة منها.. حان وقت الغداء ..)..
الأم لم تنطق و لم تتكلم فقط اكتفت باشارة منها و ابتسامة،تخبر بها ولدها عن موعد الغداء ..فابنها أبكم أصم ..لا يستطيع النطق ..فكيف سيخبر محبوبته عن مشاعره.. و رغم أنه فاقد للقدرة على النطق فهذا لا يمنعه من الاحساس..
أقول لك صديقي و أخي الكريم محمد، دائما تمتعنا بقصصك القصيرة و التي تبدو أحيانا كالأحجية، التمعن في مفرداتها يحمل أجوبة و تأويلا..أبدعت فكرة و أجدت صياغتها أحييك.و تبقى الفكرة في ذهن الكاتب، فقط القارئ يعطي وجهة نظره و ما حملته الكلمات من دلالة في ذهنه..
تقبل تحيتي و اعذر اطالتي.
أهلا وسهلا ومرحبا بالعزيزة الاخت الاديبة الرائعة نسرين بن لكحل
لقد تفضلت عليَّ بالمرور أولا وبهذه الصور الجميلة التي كشفت كثيرا من خفايا هذا النص او ماكنت اعتبره خفايا D: ثانيا
لقد ادهشني حضورك في قالب النص وكأنك الام التي ترى حالة والدها وقد ابصرت حاله عن قرب واجزم انك فتشت عن حلول له وكان همه شاغلك الوحيد..
اشكرك من كل قلبي نسرين ولا املك سوى الدعاء لك فقد اجهدت نفسك واجتهدت كثيرا ...يارب العافية والسلامة دائما اخيتي الغالية :0014:
آمال المصري
20-01-2013, 03:55 AM
سبحان من يُغَيِّر ولا يتَغَيَّر
وتلك هي الدنيا بقدر ماتعطينا تأخذ منا وأكثر .. وأغلى
نص جميل بلغة سلسة تجذب القارئ معها وتدعوه للبحث عن عوائق مقنعة
وقد وفت الرائعة الأخت نسرين تحليلا وتفنيدا للنص ولملمت كل خيوط الرؤى لتبدع به نسجا
دام ألقك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
براءة الجودي
20-01-2013, 06:07 AM
الأخ الفاضل / محمد
قصة جميلة جدا , تحكي فيها صعوبة النطق بهذه الكلمة ( أحبك ) عن الغالبية لاسيما الشباب
شكرا لك
محمد مشعل الكَريشي
21-01-2013, 03:18 AM
سبحان من يُغَيِّر ولا يتَغَيَّر
وتلك هي الدنيا بقدر ماتعطينا تأخذ منا وأكثر .. وأغلى
نص جميل بلغة سلسة تجذب القارئ معها وتدعوه للبحث عن عوائق مقنعة
وقد وفت الرائعة الأخت نسرين تحليلا وتفنيدا للنص ولملمت كل خيوط الرؤى لتبدع به نسجا
دام ألقك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
لا غنى عن ملح تواجدك اديبتنا الرائعة آمال المصري
اشكرك واشكر متابعتك الدائمة
وفقك الله أخيتي :0014:
محمد مشعل الكَريشي
21-01-2013, 03:19 AM
الأخ الفاضل / محمد
قصة جميلة جدا , تحكي فيها صعوبة النطق بهذه الكلمة ( أحبك ) عن الغالبية لاسيما الشباب
شكرا لك
شكرا لك شاعرتنا براءة الجودي على هذه الاطلالة الكريمة
شرفت ياصديقتي الطيبة
الله يبارك فيك ...مودتي:001:
نداء غريب صبري
09-02-2013, 04:00 PM
الحوار الداخلي يكشف صراعا مؤلما يعيشه هذا العاشق
ويد أمه التي تربت على كتفه إشارة لحب أكبر يداوي الجراح
قصة امتعتني وأعجبتني فكرتها وسردها المشوق
شكرا لك أخي محمد
محمد مشعل الكَريشي
09-02-2013, 07:38 PM
الحوار الداخلي يكشف صراعا مؤلما يعيشه هذا العاشق
ويد أمه التي تربت على كتفه إشارة لحب أكبر يداوي الجراح
قصة امتعتني وأعجبتني فكرتها وسردها المشوق
شكرا لك أخي محمد
أهلا وسهلا شاعرتنا الغالية نداء غريب صبري
الحنان مساحته واسعة لا تقدر الا بقدر القلوب المحبة ..
اشكرك على هذه التعليقة الجميلة ..مودتي
ربيحة الرفاعي
12-04-2013, 12:38 AM
بين صعوبة البوح واستحالته يقف القارئ في محاولته فهم مراد الكاتب من قصته ، فيعود راضيا لسطورها بنيّة قراءة تالية في نص شائق السرد بديع رسم المشهد وفّق الكاتب بتوصيف عذابات البطل في عبر منولوج داخلي قصير حمل بطاقة تعريف مفصلة
ماتعا كان مروري في أفيائها
دمت أديبنا بألق
تحاياي
محمد مشعل الكَريشي
12-04-2013, 05:37 AM
بين صعوبة البوح واستحالته يقف القارئ في محاولته فهم مراد الكاتب من قصته ، فيعود راضيا لسطورها بنيّة قراءة تالية في نص شائق السرد بديع رسم المشهد وفّق الكاتب بتوصيف عذابات البطل في عبر منولوج داخلي قصير حمل بطاقة تعريف مفصلة
ماتعا كان مروري في أفيائها
دمت أديبنا بألق
تحاياي
أهلا أديبتنا العزيزة ربيحة الرفاعي
هكذا يكون البوح الخفي أنفاس يزفرها القلب ويعود لاستنشاقها من جديد
شكرا لمرورك الجميل واضافتك الرائعة
سررت بك وسعدت ..
بارك الله فيك ...تحياتي أخيتي الغالية :0014:
ناديه محمد الجابي
28-02-2017, 08:27 PM
لغة فنية ممتعة تصور خوالج نفس شاب يفتقد القدرة على التعبير
عن عاطفة نقية تبقى حبيسة قلبه.
قصة ماتعة بأسلوبها الأدبي الرشيق ، والبناء الدرامي الموفق جدا
ثم جاءت رؤية ( نسرين بن لكحل) التحليلية للنص أكثر من رائعة
فأضاءت ما خفي، وأضافت للقصة جمالا على جمال
فشكرا لكما أمتعتموني.
تحياتي وتقديري.
:0014::0014:
عماد هلالى
28-02-2017, 08:45 PM
وقت الغداء
(ق.ق.ج)
فأحس بيدٍ تربتُ على كتفه .. إنها ابتسامة أمه الحنونة
وإشارة منها.. حان وقت الغداء ...
سيتكرّر المشهد من جديد في يوم آخر , وينهيه من جديد وقت الغذاء , مع طرافة الفكرة هي قصة حب , وقد اشتقت لقراءة قصة حب , شكرا جزيلا أديبنا الأستاذ محمد مشعل الكريشي قصة رائعة وجميلة جدا :0014::hat:
محمد مشعل الكَريشي / 16-1-2013
مصطفى الصالح
05-03-2017, 08:46 PM
وقت الغداء
(ق.ق.ج)
ينحني على كرسيه كعجوز هدهُ التعب ، وعيناه لاتبارح الشارع الأسود وعلى طوله يمتد بصره ، يترقب مرورها عبر النافذة وهي عائدة من مدرستها تشنق خطواتها أنفاسه ، يَعدُّ خطواتها بدقات قلبه المتسارعة ، ترفرف أشواقه كحمامة فوق ظلها ، تصحبها نظراته حتى يسوَد الشارع في عينيه من جديد ...
كان قد رأها مرة واحدة وجها لوجه في المكتبة العامة، مازال يتذكر ابتسامتها، ثوانٍ قليلة
تسلل فيها الإعجاب إلى قلبه يحثهُ على رؤيتها كل يوم وفي داخله يمتزج الخجل ، والخوف من لقائها مرة أخرى ، ولكن إمارات العشق البرئ تُزهر في قلبه يوما بعد يوم..
لحظات أخرى يمضيها على النافذة فعطرها مازال يمده بالحنين ، يلبث قليلا ثم يبادر خلده نفس الحديث..
- إلى متى ستبقى على هذه الحال ؛ تأتي بك الآمال ، وتذهب بكَ الحسرات ؟
- إدمان قلبي شفاءهُ مُستعصٍ على عقلي ..!
- وإلى متى ستبقى تجرُ علائم الاستفهام خلفك ؟
- لابد من يوم وأقول لها إني أحبك..
- كيف ؟
هدَ السؤال قواه ، تاه في بحرالإجابة ..!
جلسَ مطرقاً رأسه، إستفاق للتو من نوبة أفكاره..
، نزلت دمعة من عينهِ على خده ، تحسس طعمها المالح في فمه
وضع سبابتهُ على شفتيه يطبقهما يحبس صوت دمعته
ويعتصر أنفه ليكتم نشيج حزنه الازلي..!
فأحس بيدٍ تربتُ على كتفه .. إنها ابتسامة أمه الحنونة
وإشارة منها.. حان وقت الغداء ...
أقصوصة جميلة معبرة
وأسلوب رشيق رزين
رجاء لا تكتب على نصوصك ق ق ج
دمت مبدعا
تقديري
محمد مشعل الكَريشي / 16-1-2013
محمد مشعل الكَريشي
03-05-2017, 12:52 PM
شكرا لكم أحبتي أسعدني ظل حروفكم ...
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir