تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ظلال الذكريات



عبد السلام دغمش
22-01-2013, 03:31 PM
سنون على غربتهِ مرّتْ ليعودَ بقليلٍ من المال جَناهُ هناك و كثيرٌمن الاغتراب يَحصدُه هنا.. غُربة بُعدٍ كان يعيشها هناك ،واغتراباً بينهُ وبينَ منْ حوله يحياه الآن.. كثيرٌممّن كانوا مِن حوْله وجدَهُم قد تغيّروا أو ما عادَ ليجدهُم !
سنونَ على غربتهِ مرّت رسمتْ على وجههِ تَجاعيدَ كأنها تواقيعَ على دفترِ ذِكْرياتهِ..كان يتساءلُ بينهُ و بينَ نفسهِ أتساوي أوراقٌ منَ المالِ جنيتهُ أوراقاً تساقطتْ منْ شجَرةِ العمر ؟
أيامٌ مرّت على عودتِه..قلّبَ خِلالها صفحاتِ عمرهِ التي قَضاها ونفَضَ سطورَها بين عينيْه..قرّرأنْ يخرجَ متجوّلاً بينَ طُرقاتِ المدينة صباحاً يتفقّدُ شوارِعها و يتلمّس أرصفَتها..تركَ سيّارته الجديدة التي شحنها منْ بلادِ غُربتهِ جانباً ليعود بذكرياته إلى حافلاتِ نقلِ الرّكاب علّهُ يظفر بعيونٍ غابت عنه و مشاهدَ يستعيدُ بها أطيافاً من ذِكرياته..
قلّبَ نظراتِه في طابورِ نقلِ الرّكاب المقابلِ له حيثُ كان يصطفّ بانتظار الحافلة..كانتْ أشعّةُ شمس الضّحى ترسم ظلالاً للناس كأنها تكشف سوادهم و تصبغُه على الطريق ...أجال بصَرهُ فيمنْ حوله من المصطفّين.. ألفاها أمامه ..أهي هي؟ نعم هي ذاتها ..لم تتغيرْكثيراً ..فكّر أنْ ينسحبَ قبل أن يقع بصرُها عليه فقد تركها وسافرَ وأخذَ معهُ وعودَه التي قطَعها بأنْ يرجعَ ومعهُ مفاتيح أحلامهما ،.. كان لا بدّ من أنْ يستلّ من بين الجمع ..لكنّه الخفقان عادَ ليطرقَ شغافَ قلبهِ ليعيد إليهِ ذكرياتٍ كانتْ فيما مضى....حدّثتهُ نفسهُ أنْ يتقدّمَ اليها فتثاقلت رجلاه ..تحرّك يُمنةً و يُسرى يراوحُ مكانهُ حتى مدّ ظلّهُ ليكونَ أمامها ..أحسّت هي بظلٍّ يتحرك أمام ناظريها ليس كباقي الظلال، فأرسلت بَصرها متتبّعةً امتداد الظلّ حتّى وصلت ببصرِها إليه ..عرفته ! إنّه هو..اضطَربت قليلاً ..أطرقت رأسَها بُرهةً ثم أرسلت عينيها الى السماء.. تحرّكت خطوةً خارج الطّابور باتجاه ظلهِ و مدّتْ قدمَها اليمنى لتدوس على الظلّ ..ثمّ تلاشتْ بين الصّفوف!

كاملة بدارنه
22-01-2013, 06:15 PM
و مدّتْ قدمَها اليمنى لتدوس على الظلّ ..ثمّ تلاشتْ بين الصّفوف!

نهاية جميل ... وعوده الكاذبة لا تزال تثير حفيظتها
الاغتراب لجني المال قد يوجد السّعادة الماديّة لكنه قد يكون على حساب الجانب العاطفيّ...
يملأ الجيب نقودا فيما يفيض القلب المجروح أسى
بوركت
تقديري وتحيّتي
(وكثيرٍ - يَمنةً ويَسرَةً )

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 12:09 AM
نهاية جميل ... وعوده الكاذبة لا تزال تثير حفيظتها
الاغتراب لجني المال قد يوجد السّعادة الماديّة لكنه قد يكون على حساب الجانب العاطفيّ...
يملأ الجيب نقودا فيما يفيض القلب المجروح أسى
بوركت
تقديري وتحيّتي
(وكثيرٍ - يَمنةً ويَسرَةً )

الأخت الأديبة كاملة
ربما يعود المغترب بجنيٍ لكنه يفتقد الكثير ممن حوله و يكون من الصعب عليه أن يمد جسوراً بعد أن نسي الكثير ربما تخلوا عنه أو تخلى عنهم
أقدر لكم دوام التواصل ودمتم

محمد الشرادي
23-01-2013, 12:38 AM
سنون على غربتهِ مرّتْ ليعودَ بقليلٍ من المال جَناهُ هناك و كثيرٌمن الاغتراب يَحصدُه هنا.. غُربة بُعدٍ كان يعيشها هناك ،واغتراباً بينهُ وبينَ منْ حوله يحياه الآن.. كثيرٌممّن كانوا مِن حوْله وجدَهُم قد تغيّروا أو ما عادَ ليجدهُم !
سنونَ على غربتهِ مرّت رسمتْ على وجههِ تَجاعيدَ كأنها تواقيعَ على دفترِ ذِكْرياتهِ..كان يتساءلُ بينهُ و بينَ نفسهِ أتساوي أوراقٌ منَ المالِ جنيتهُ أوراقاً تساقطتْ منْ شجَرةِ العمر ؟
أيامٌ مرّت على عودتِه..قلّبَ خِلالها صفحاتِ عمرهِ التي قَضاها ونفَضَ سطورَها بين عينيْه..قرّرأنْ يخرجَ متجوّلاً بينَ طُرقاتِ المدينة صباحاً يتفقّدُ شوارِعها و يتلمّس أرصفَتها..تركَ سيّارته الجديدة التي شحنها منْ بلادِ غُربتهِ جانباً ليعود بذكرياته إلى حافلاتِ نقلِ الرّكاب علّهُ يظفر بعيونٍ غابت عنه و مشاهدَ يستعيدُ بها أطيافاً من ذِكرياته..
قلّبَ نظراتِه في طابورِ نقلِ الرّكاب المقابلِ له حيثُ كان يصطفّ بانتظار الحافلة..كانتْ أشعّةُ شمس الضّحى ترسم ظلالاً للناس كأنها تكشف سوادهم و تصبغُه على الطريق ...أجال بصَرهُ فيمنْ حوله من المصطفّين.. ألفاها أمامه ..أهي هي؟ نعم هي ذاتها ..لم تتغيرْكثيراً ..فكّر أنْ ينسحبَ قبل أن يقع بصرُها عليه فقد تركها وسافرَ وأخذَ معهُ وعودَه التي قطَعها بأنْ يرجعَ ومعهُ مفاتيح أحلامهما ،.. كان لا بدّ من أنْ يستلّ من بين الجمع ..لكنّه الخفقان عادَ ليطرقَ شغافَ قلبهِ ليعيد إليهِ ذكرياتٍ كانتْ فيما مضى....حدّثتهُ نفسهُ أنْ يتقدّمَ اليها فتثاقلت رجلاه ..تحرّك يُمنةً و يُسرى يراوحُ مكانهُ حتى مدّ ظلّهُ ليكونَ أمامها ..أحسّت هي بظلٍّ يتحرك أمام ناظريها ليس كباقي الظلال، فأرسلت بَصرها متتبّعةً امتداد الظلّ حتّى وصلت ببصرِها إليه ..عرفته ! إنّه هو..اضطَربت قليلاً ..أطرقت رأسَها بُرهةً ثم أرسلت عينيها الى السماء.. تحرّكت خطوةً خارج الطّابور باتجاه ظلهِ و مدّتْ قدمَها اليمنى لتدوس على الظلّ ..ثمّ تلاشتْ بين الصّفوف!

أخ عبد السلام

ما جنى إلا ما زرع...زرع الوعود الكاذبة والغدر فجنى الاحتقار.
تحياتي

ناديه محمد الجابي
23-01-2013, 01:46 AM
مشاكل الغربة وما أكثرها ..
وقد عرض الكاتب فى قصته أهم هذه
المشاكل فى كلمات قليلة معبرة
وقد أعجبتنى النهاية جدا .. حين داست
على ظله محتقرة ذكراه من تركها تنتظر
تحقيق وعودا وأحلاما , وكأنها تقول :
أنت لم تعد تعنى لى شيئا ..
سرد موجز هادف بعبارات منتقاة
دام الله لك القلم هادفا لكل خير .

محمد حمود الحميري
23-01-2013, 03:02 AM
يغترب الناس لكسب المال
هب أنهم وجدوا المال ، لكنهم .. يفتقدون السعادة دون شك .
أسجل إعجابي بأسلوبك البديع ، وسردك المتميز ،،،

مصطفى حمزة
23-01-2013, 03:49 AM
أخي الأكرم ، أديبنا عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
لاشك أن الومضة الإنسانية المثيرة المؤثرة هي الدّوْسُ على ظله بما تحكيه وما توحيه , لكنك أطنبتَ في البداية
فيما لا يخدم كثيراً هذة الومضة . لعلك لو عدت وأوجزتَ بالحذف بعض الأسطر في البداية والوسط لكان النصّ أقوى وأفخر
تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 06:25 AM
الأستاذ محمد الشرادي
أشكرك على مرورك الندي بين السطور..دمتم و دامت الواحة

الفرحان بوعزة
23-01-2013, 06:38 AM
ربح من جهة ، وخسر من جهة ، ربح القليل وخسر الكثير ، والواقع لو أنفق ما جمعه على نفسه وذاته لما راكم تلك الأموال ، فخسر روحه وقيمته ومكانته الاجتماعية ..
بطل أحس بغربة وهو خارج وطنه وغربة داخل وطنه .. لم يف بوعوده الكاذبة ، فكان يستحق الاحتقار ../ مد ظله ليكون أمامها / بطل فاقد الجرأة والمروءة ، بلدت الغربة إحساسه وشعوره ..
سرد جميل تميز بلغة شيقة وأسلوب يتساوق مع تدرج الحكي إلى نهايته الجميلة ..
مودتي وتقديري أخي عبد السلام ..
الفرحان بوعزة ..

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 02:07 PM
مشاكل الغربة وما أكثرها ..
وقد عرض الكاتب فى قصته أهم هذه
المشاكل فى كلمات قليلة معبرة
وقد أعجبتنى النهاية جدا .. حين داست
على ظله محتقرة ذكراه من تركها تنتظر
تحقيق وعودا وأحلاما , وكأنها تقول :
أنت لم تعد تعنى لى شيئا ..
سرد موجز هادف بعبارات منتقاة
دام الله لك القلم هادفا لكل خير .

أختي نادية
أحييك على هذه القراءة التحليلية للنص..دمتم و دامت الواحة

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 02:10 PM
يغترب الناس لكسب المال
هب أنهم وجدوا المال ، لكنهم .. يفتقدون السعادة دون شك .
أسجل إعجابي بأسلوبك البديع ، وسردك المتميز ،،،

أخي الشاعر محمد الحميري

شرفني تعليقكم و مروركم الندي بين السطور..دمتم بخير

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 02:14 PM
أخي الأكرم ، أديبنا عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
لاشك أن الومضة الإنسانية المثيرة المؤثرة هي الدّوْسُ على ظله بما تحكيه وما توحيه , لكنك أطنبتَ في البداية
فيما لا يخدم كثيراً هذة الومضة . لعلك لو عدت وأوجزتَ بالحذف بعض الأسطر في البداية والوسط لكان النصّ أقوى وأفخر
تحياتي وتقديري

أستاذنا مصطفي حمزة
ربما أفلت زمام القلم و أطنب ليسجل أنّات غربة أعيشها..لكن ملاحظتك في محلها..
سرني تعليقك أديبنا الكبير

عبد السلام دغمش
23-01-2013, 07:07 PM
ربح من جهة ، وخسر من جهة ، ربح القليل وخسر الكثير ، والواقع لو أنفق ما جمعه على نفسه وذاته لما راكم تلك الأموال ، فخسر روحه وقيمته ومكانته الاجتماعية ..
بطل أحس بغربة وهو خارج وطنه وغربة داخل وطنه .. لم يف بوعوده الكاذبة ، فكان يستحق الاحتقار ../ مد ظله ليكون أمامها / بطل فاقد الجرأة والمروءة ، بلدت الغربة إحساسه وشعوره ..
سرد جميل تميز بلغة شيقة وأسلوب يتساوق مع تدرج الحكي إلى نهايته الجميلة ..
مودتي وتقديري أخي عبد السلام ..
الفرحان بوعزة ..
أخي الأديب الفرحان بو عزة

يكفي بالمغترب خسارةً انفصاله عن الواقع الذي كان يعيشه وصار صعباً عليه الآن أن يعايشه..بطل القصّة حاول أن يمد "ظله "للمجتمع وهي اشارة لسعيه الخجول العودة للاندماج ..لكنها محاولة متأخرة فقد تخلى- مرغما أو راغباً- عمن كانوا من حوله..والآن ساعة الحساب!
أقدر لأديبنا الكبير تفاعله مع النص..وافر تحياتي

نداء غريب صبري
19-02-2013, 10:25 PM
ماذا يكسب من خسر احترام امرأة أحبته وأخلصت له
شعرت أنا بالفرح عندما داست هي على ظله

قصة جميلة أخي

شكرا لك

كريمة سعيد
19-02-2013, 10:36 PM
لقطة جميلة ونهاية أجمل
دمت برقي وإبداع أيها

عبد السلام دغمش
20-02-2013, 03:20 AM
ماذا يكسب من خسر احترام امرأة أحبته وأخلصت له
شعرت أنا بالفرح عندما داست هي على ظله

قصة جميلة أخي

شكرا لك

الأخت نداء
أقدر لكم مروركم الندي و هذا التفاعل مع النص
تحياتي

عبد السلام دغمش
20-02-2013, 03:23 AM
لقطة جميلة ونهاية أجمل
دمت برقي وإبداع أيها

الأخت كريمة سعيد
والشكر موصول لمروركم الطيب
دمتم و دامت الواحة

ربيحة الرفاعي
02-05-2013, 01:51 PM
الفكرة جميلة والقصة ماتعة رغم بعض إسهاب
والخاتمة رائعة بالتصوير الأدبي الجميل لدوسها ظلّه اختصارا لكل ما يمكن قوله

أعتقد أن الفكرة لم تكن لتنقص شيئا لو بدات القصة عند "قلّبَ نظراتِه في طابورِ نقلِ الرّكاب المقابلِ ..." فمضمون ما تقدم موجود في ما يلي

دمت أديبنا بألق

تحاياي

عبد السلام دغمش
03-05-2013, 08:07 AM
الفكرة جميلة والقصة ماتعة رغم بعض إسهاب
والخاتمة رائعة بالتصوير الأدبي الجميل لدوسها ظلّه اختصارا لكل ما يمكن قوله

أعتقد أن الفكرة لم تكن لتنقص شيئا لو بدات القصة عند "قلّبَ نظراتِه في طابورِ نقلِ الرّكاب المقابلِ ..." فمضمون ما تقدم موجود في ما يلي

دمت أديبنا بألق

تحاياي

الأخت الأديبة ربيحة الرفاعي
بطبيعتي أحب الوصف وربما شاب بعض أعمالي إسهاب في بعض المواطن.
أحاول أن أرتقي بما أقدم بما أتلقاه من ملاحظات..فلكم جزيل الشكر

خلود محمد جمعة
24-11-2014, 10:41 AM
أتساوي أوراقٌ منَ المالِ جنيتهُ أوراقاً تساقطتْ منْ شجَرةِ العمر ؟
والصمت أبلغ
مؤلمة و مؤثرة
اسجل اعجابي
كل التقدير

اشرف الخريبي
24-11-2014, 06:43 PM
سنون على غربتهِ مرّتْ ، وفي السطر الثالث سنونَ على غربتهِ مرّت وفي السطر الخامس أيامٌ مرّت على عودتِه، حالة الغربة والضياع الذي يسكن النص هنا هو تنويع علي ايقاع في ظلال الذكريات وتكرار فني بقصد اللألحاح علي الفكرة والشجن البادي في الق الحرف ، التكرار بالمعنى العام (الاعادة)، وهو ظاهرة كونية أصلا فكل يوم نري الشمس ونحن نفعل نفس الأفعل يوميا تويتكرر هذا المشهد وهو يعني ثبات الصورة فهو نظام يتسم بالثبات الذي يعني الديمومة والاستقرار والاستمرار في الفعل للحدث، من غربة الذات وغربة الوطن وغربة الذكريات ايضا في تلاقيها مع فعل الحاضر لكي تنبىء بكونها الذكريات للذات مجرد ظل فهل كان فعل الغربة والزمن هنا لهما هذا التأصيل المحتمل ؟ هل كانت الغربة والسنوات هما الفعل القصصي الحميم والأحساس بهما طوال الوقت واللألحاح علي وجودهما في الحدث هما البنية الدرامية ، قطعا هذا صحيح مع الحالة التي صاحبت المفردات من الشجن المؤرق والتي ملأت الظلال وبطل النص وراكمت هذا الجو النفسي في السرد القصصي في كافة المشاهد التي حاولت استعادة هذه الذكريات القابعة في غربة الذات والوطن ، والتكرار هنا لم يكن فقط بمقاطع بعينها بل ما تركه فعل الحدث من اثر انفعالي في نفس المتلقي وبذلك عكس جانبا من الموقف النفسي للغربة والثمن والزمن والذكريات معا ،بما يحمل في ثناياه من دلالات نفسية وانفعالية مختلفة تفرضها طبيعة السياق، مع فهم المشهد، واتضاح صورته في النهاية
تقديري

عبد السلام دغمش
29-11-2014, 08:57 PM
أتساوي أوراقٌ منَ المالِ جنيتهُ أوراقاً تساقطتْ منْ شجَرةِ العمر ؟
والصمت أبلغ
مؤلمة و مؤثرة
اسجل اعجابي
كل التقدير

الأخت الأديبة خلود..
وتقديري لطيب المرور أديبتنا الفاضلة .
تحياتي .

عبد السلام دغمش
29-11-2014, 09:01 PM
سنون على غربتهِ مرّتْ ، وفي السطر الثالث سنونَ على غربتهِ مرّت وفي السطر الخامس أيامٌ مرّت على عودتِه، حالة الغربة والضياع الذي يسكن النص هنا هو تنويع علي ايقاع في ظلال الذكريات وتكرار فني بقصد اللألحاح علي الفكرة والشجن البادي في الق الحرف ، التكرار بالمعنى العام (الاعادة)، وهو ظاهرة كونية أصلا فكل يوم نري الشمس ونحن نفعل نفس الأفعل يوميا تويتكرر هذا المشهد وهو يعني ثبات الصورة فهو نظام يتسم بالثبات الذي يعني الديمومة والاستقرار والاستمرار في الفعل للحدث، من غربة الذات وغربة الوطن وغربة الذكريات ايضا في تلاقيها مع فعل الحاضر لكي تنبىء بكونها الذكريات للذات مجرد ظل فهل كان فعل الغربة والزمن هنا لهما هذا التأصيل المحتمل ؟ هل كانت الغربة والسنوات هما الفعل القصصي الحميم والأحساس بهما طوال الوقت واللألحاح علي وجودهما في الحدث هما البنية الدرامية ، قطعا هذا صحيح مع الحالة التي صاحبت المفردات من الشجن المؤرق والتي ملأت الظلال وبطل النص وراكمت هذا الجو النفسي في السرد القصصي في كافة المشاهد التي حاولت استعادة هذه الذكريات القابعة في غربة الذات والوطن ، والتكرار هنا لم يكن فقط بمقاطع بعينها بل ما تركه فعل الحدث من اثر انفعالي في نفس المتلقي وبذلك عكس جانبا من الموقف النفسي للغربة والثمن والزمن والذكريات معا ،بما يحمل في ثناياه من دلالات نفسية وانفعالية مختلفة تفرضها طبيعة السياق، مع فهم المشهد، واتضاح صورته في النهاية
تقديري


الأستاذ أشرف الخريبي

سعيدٌ أنا بهذه القراءة النقدية والمتمعنة في ثنايا النص ..
نعم التكرار كان طرقاً لباب الذكريات .. ومحاسبة لا بد منها بعدما حطت الرحال في أرض الوطن ..
والمشهد الأخير بقسوته محاسبة قاسية وسداد لثمن الغربة ..
تقديري وامتناني .