تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زهرة الجوري



محمد الشرادي
23-01-2013, 06:11 AM
إلى كل الإخوة و الأخوات في واحة الإبداع و الأخوة أهدي هذه الباقة من زهر الجوري.




كوخ صغير يستريح من شطط السنين، وفواجع الدهر على سفح ربوة هي بدورها تستريح تحت ظل أشجار البلوط، و الكستناء. يغطيها النجيل بالكامل. أمام الكوخ جلس فتى يافع. جسمه يفيض جمالا. و نعاجه تجتر الأعشاب تحت الشجر، بينما الحملان الناصعة البياض تناثرت على الربوة كأزهار آس ناعمة. كان الفتى ينظر إلى قبرين. يتأمل أحدهما مليا، و يتذكر حكاية أمه في أدق تفاصيلها:
- أبوك لم يمت يا ولدي. و جثمانه لا يوجد في ذلك القبر. يوم مات زوجي الأول، أقفرت هذه الربوة.لم أعد أطيق العيش فيها. فكرت في الانتحار..في الرحيل.ذات ليلة، و أنا في حالة يأس، وقنوط. رأيت نورا ينزل من السماء. بقيت مسمرة في مكاني، وقلبي يتخبط خوفا بين أضلعي. استوى النور بشرا بهيا. دنا مني. مسح دموعي، و من دون مقدمات مد يده و قال:
- أتقبلين الزواج مني؟
جفت منابع الكلام في أعماقي. رفعت عيني حتى عانقت عينيه. لم أنبس بكلمة. فهم المراد من نظراتي المستسلمة كليا.حملني بين ذراعيه، ومنذ ذلك اليوم صرنا زوجين متحابين.
غمرني بحنوه، وكنت له زوجة تتفانى في عشقه. سعدنا سعادة كبيرة. لم أسأله يوما من هو؟ أكان ملاكا؟ إلها؟ نصف إله؟جنيا...؟ لا أعرف، و لا أريد أن أعرف. بعد عام من حلاوة العيش رزقنا بك. ملأت علينا الدنيا. خرجت يومها، و بأعلى صوتي أخبرت العالم بقدومك.كل الكائنات باركت ميلادك،و بايعتك أميرا لهذه الربوة.
بعد أسبوع من إطلالتك البهية، قبلني أبوك على خدي...و دّعني، وعاد من حيث أتى. عندما يئست من عودته، حفرت ذلك القبر و كتبت عليه :
- هذا قبر هبة السماء. زارني ليلا و غادرني ليلا.
صرت أزوره باستمرار حتى لا أنساه، وتندثر ذكراه.
************
أسفل الربوة يمتد سهل على طول البصر حتى عانقت خضرته في الأفق زرقة السماء. يتوسطه قصر عظيم.تحف به أشجار الصفصاف لتقيه هبوب الرياح العاتية.يجلس الفتى قبالته، و عيناه تتنقلان بين شرفاته. يطلق العنان لصوته العذب. على شرفة القصر يلوح طيف ينتظر الفتى ظهوره. يعذب صوته أكثر. يرقص الطيف على إيقاع شدوه رقصة شهية. فيزداد الصوت تألقا. شغفها حبا بنغمات صوته. سكن طيفها في قلبه. تمنت لو تراه. تمنى لو
يعاينها. اختفت من الشرفة. ظهرت في باب القصر الخارجي.سارت نحوه. اقتربت أكثر.تسارعت دقات قلبه.اشتعل جسمه الطري حرارة.وقفت أمامه،
جسمها البلوري يفيض أنوثة.... ثغرها الرفاف يعبق بأريج الأزهار، وعلى شفتيها تتألق البسمات كقناديل البحار... توشي جيدها الفاتن بعقد من بديع الأزهار.
لهذا الجسد الريان صدى في كل الأساطير. في الشتاء تنظر بعينيها الساحرتين لندف الثلج، فتنتظم أزهار ياسمين على ضفاف الأنهار. في الصيف يحميها السحاب من الحر، و تنبجس جداول الماء من تحت أقدامها. أي قلب يتحمل عشق هذا الجسد الجبار دون أن ينصهر و يذوب؟
و أي عين تجرؤ على إمعان النظر فيه دون أن تنحني إكبارا لوسامته، وإجلالا لقسامته؟
جلست بجانبه و ضعت يدها الناعمة على يده. تشابكت أناملهما و معها تشابك قلباهما إلى الأبد...وقفت و اتجهت نحو القصر... لم يسألها متى تعود. كلما فاضت أشواقه، أرسل شدوه, فتشتعل في فؤادها رغبة الوصال.
*************
شعرت أمه بمعجزة صوته قبل ولادته. طيلة مدة الحمل، كان صوت يأتيها لحنا ساحرا من قمم الجبال. يوم ولادته بدأت تحسه خلف الباب. في الليل تسمعه قرب مهده يترنم. في أوقات توتره يأتيها بكاؤه تقاسيم رباب شجية. و في لحظات سروره تتدفق الضحكات من ثغرة الجميل كخرير الجداول. صار شدوه ينتشر في الأرجاء نغمات ساحرة تنتظم لها نبضات القلوب، و يسكنها السلام. تطرب لها جميع الكائنات. يغني لخرافه الوديعة فتقبل على العشب بنهم...ثم يغني لها فتمرح و تلهو...ثم يغني لها فتنام تحت ظل الشجر. صوته حماه و أمه من الوحوش الضارية.و قد صار اليوم حصان طروادة،بفضله يتسلل إلى البلاط المنيع،ليدعو مهجة قلبه للقاء.
***********
اشتهر أبوها بقلبه القاسي. أقسم لزوجته وهي في عز حملها،أنه سيقوم بوأد كل وليد لا يكون ذكرا. يوم ولادتها انتشر المسك لمدة شهر في البيت،وامتلأت البئر التي نكزت منذ سنين...و عادت السنونو لتبني أعشاشها على شرفات القصر بعد أن هجرتها لأعوام طويلة. و امتلأت الأجباح بالعسل.و أشجار اللوز أزهرت قبل أوانها. أربكته هذه الإشارات الغريبة.حملها بين كفيه...صرعته بوسامتها ...رمته ببسمة ساحرة...تسربت إلى قلبه حبات ندى بللت تربتَه الصلدةَ...حركت فيه لأول مرة أحاسيس رقيقة...ضمها إلى صدره، و صار يحدثها:
- هذا الحسن لا يليق إلا بابن عمك.سأزفك إليه في أعظم زفاف يجتمع فيه البهاء، والثروة، و الجاه،و العشق الأصيل.سأفقأ عيني كل من ينظر إليك نظرة اشتهاء، و أقطع لسان من يتغنى بوسامتك، أو يطلب يدك للزواج...
**************
نجمان يتألقان تحت ظل الشجر،يداهما متشابكتان، و عيونهما تذرف دررا و جواهر حسرة على حبهما الذي بات مهددا.صارت تخاف على توأم روحها من بطش أبيها.رفعت كفيها إلى السماء في استجداء حار...بكت حتى بللت الدموع صدرها الباذخ.حين انتهت من دعائها أقبل عليهما شيخ على جانب وافر من الجلال و الهيبة.وقف أمامهما...خاطبهما:
- حب عظيم كحبكما لا يجب أن يفنى...فيه الصدق، والوفاء... سأمنحكما حرية اللقاء خارج طبيعتكما البشرية،شرط ألا يغني حبيبك هذا بعد اليوم.
****************
غزالة صبوح تغتسل في الغدير، و تتمرغ على مروج الزعتر و الريحان... تخضب كعابها بالحناء. تمضغ الزهر و الورد فتأرج أنفاسها... تقبل ندية شهية عطرة. يأتيها ظبي وسيم وضيء . تستعرض أنوثتها ...تعانقه...يعانقها... يجثو أمامها...يقبل التراب الذي تطؤه قوائمها الناعمة.
يربضان على بساط الطبيعة الزاهي.... يتبادلان الغزل و القبلات... يكتشفان أنهما يستطيعان التحرر من قوة الجاذبية... يسبحان في السماء...يلتقط النجيمات... يرتبها عقدا يوشي به عنقها الأجيد .تنسج له من صوف الغمام طاقية زاهية. و حين يتعبان يستريحان على شرفات السحاب. يرتشفان فناجين العشق.
رغم سعادتها شعرت أن جذوة الحب بدأت تخبو في قلبها، لأنها لم تعد تسمع ذلك الصوت العذب الذي يجعل عشقها يتجدد كل يوم على نغماته. استعطفته كي يغني و لو لفترة وجيزة. امتنع..ألحت. نظر حوله. دب الموت في كل شيء... أضربت خرافه عن الطعام...بدأ المرض يتسلل إلى الجسم الندي لغزالته،و هو يعرف أن "الظباء لا تمرض إلا مرض الموت".
أطلق العنان لصوته الصداح.انتشر في كل البقاع طبولا و مزامير...انكشف سرهما...ظهرا على صورتهما البشرية.عنَّ لها والدها يسدد أحقاده سهما قاتلا...ضمته إلى صدرها...أصابها الرمح في جيدها.أطلق أبوها سهما ثانيا مزق قلبه. خرَّ قربها... عانقها... عانقته... امتزجت دماؤهما...ارتفعا في عنان السماء،و دماؤهما الممتزجة تتهاطل على السهول و التلال ، وعلى ضفاف الأنهار...من كل قطرة دم عطرة تنبت زهرة نضرة رائعة...

مصطفى حمزة
24-01-2013, 06:27 PM
الورد الجوري ، بلونه القاني ، ورائحته الساحرة التي تحملك إلى الحلم وترجعك إلى الذكرى .. هذا الورد الملكيّ تلون في نصوص أخي المبدع الرائع محمد بلون الألم ، واتشح بوشاح الشوق ، ولبس طاقيّة الإخفاء ، وحمل فانوس علاء الدين السحريّ !!
وماذا أيضاً ؟
وجعل النصّ السرديّ بنكهة ( آلام فارتر ) و ( ألف ليلة وليلة ) ..
سأكتفي بهذا الرد الانطباعي على ما قرأت من روعة .. وسأحتفظ بما تركه في نفسي من إمتاع ... ربما إلى وقت طويل !!
تحياتي أخي محمد

ناديه محمد الجابي
24-01-2013, 07:25 PM
صدق أستاذ مصطفى .. لقد حملتنا كلماتك على جناح الخيال
لنرتشف من الجمال وننهل .. وكأنها من قصص ألف ليلة
أحييك على هذا السرد الرائع المتدفق
وهذة اللغة الساحرة , والصورة المبهرة .
بارك الله فى قلمك وفى فكرك ودمت بكل خير .

الفرحان بوعزة
24-01-2013, 07:30 PM
حكاية قد تدخل ضمن حكايات التراث الخبري والمروي ، لكن السارد تخطى ما هو تاريخي في أسلوب مغاير للأسلوب الذي تتخذه الحكايات الفنية كحكايات ألف ليلة وليلة وكليلة دمنة ، مع محاولته صهر الفكرة بالواقع .. يمكن أن نقول أنها تدخل ضمن الأسطورة القريبة من إمكانية وقوعها في أحداث معينة.. وحوادث أخرى تنطبع بما هو رمزي وخارق للعادة ..
فقبر الأب موجود ولكنه بدون جثة ، رحل الأب فحفرت الأم قبراً رمزاً له ..
طور السارد الحكاية بعدما أوهمنا أنه أغلق سجل الأم وعلاقتها بزوجها المفترض .. ثم شرع في بناء حكاية أخرى تتعلق بالفتى وصوته المتميز الذي كان دافعاً لتعلق فتاة القصر به .. كاد هذا التعلق أن يفضي إلى حب أبدي ونادر في الوجود لولا عائق الأب ..
القصة تضم حكايات متعددة قد تبدو لنا منفصلة ولكنها منسجمة ومترابطة ، ومن تم نكون أمام لعبة ماهرة وذكية لمرايا متعددة تعكس رؤى مختلفة ومتعددة للخطاب الحكائي ، الممرر عبر لغة شعرية تشف عن تعددية الدلالات وتحقق إنتاجية النص .. فالسارد أنتج حكاية بكل أبعادها تحمل عدة أفكار ومفاهيم ومعتقدات قد تكون واقعية في زمن مضى ..
ففي المقطع الأول من القصة عمل السارد على توريط القارئ لما وضعنا أمام فرضية القبر الفارغ من أجل إثارة حيرتنا وفضولنا .. كأنه يريد أن ينقل عدوى حيرة الفتى إلينا بأسلوب فني أدبي متميز .. فبعدما تلقى القارئ الحدث أقحمنا السارد في تفاصيل جديدة على أنها امتداد لعالم واقعي ، دافعاً إيانا أن نساعده على تحديد هوية الفتى وتميزه وتفرده في الطبيعة .. وبذلك يكون قد وضعنا أمام رهان تأويلي قائم على التصديق أو النفي.. خاصة في ظل علاقته الجديدة بالفتاة ،لا من من منظور التنافر والتباعد ، بل من منظور التطابق والانسجام في الحفاظ على الحب ما بعد الموت ، وقد تتجلى قيمته وتفرده في الكون في تعميم الخيرات على العباد في كل زمان مكان ..
حقيقة قرأت نصاً أدبياً متميزاً غنياً بالدلالات ولا يمكن الإحاطة بها كلها في بضعة سطور ، لغة شيقة متينة تم تطويعها وإخضاعها لتكون وفية لسرد محكم .. كما قال فتجنشتاين : لا تسل عن معنى الكلمة ، واسأل فقط عن كيفية استعمالها ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي سي محمد الشرادي ..
محبتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

محمد الشرادي
24-01-2013, 07:38 PM
الورد الجوري ، بلونه القاني ، ورائحته الساحرة التي تحملك إلى الحلم وترجعك إلى الذكرى .. هذا الورد الملكيّ تلون في نصوص أخي المبدع الرائع محمد بلون الألم ، واتشح بوشاح الشوق ، ولبس طاقيّة الإخفاء ، وحمل فانوس علاء الدين السحريّ !!
وماذا أيضاً ؟
وجعل النصّ السرديّ بنكهة ( آلام فارتر ) و ( ألف ليلة وليلة ) ..
سأكتفي بهذا الرد الانطباعي على ما قرأت من روعة .. وسأحتفظ بما تركه في نفسي من إمتاع ... ربما إلى وقت طويل !!
تحياتي أخي محمد


أهلا أستاذ مصطفى. كيف حالك؟

نعم أستاذي زهرة الجوري من الأزهار النبيلة. رغبت في تخليدها في هذه (الأسطورة) فجاءت من تلقاء نفسها على هذا الشكل. مفعمة بالعواطف...مجنحة بالخيال...متحت من أكثر من جهة...وكنت سعيدا ان أقدم هذه الباقة من الجوري إلى كل أهل الواحة الطيبين.
أسعد دائما بمرورك الواعي ...الفاحص...المحفز.

دمت بألف خير أستاذي.

محمد الصالح منصوري
24-01-2013, 07:43 PM
هدية وليس مثلها .. فاتنة عطرة
أهداك الله بها مائدة في الجنة ..
تجولتَ بنا في منتزهك الساحر بين الروحانيات الخلابة والماديات الرائعة ..
وقدر يفرق بين قلبين على يد عرف متعنت ..
أمتعتنا سرديتك بألفاظها ، معانيها ، خيالاتها ، صورها ، بلاغتها ..
جماليات تقطر عسلا مصفى
تحية لمدادك
تقديري

محمد الشرادي
25-01-2013, 07:06 PM
صدق أستاذ مصطفى .. لقد حملتنا كلماتك على جناح الخيال
لنرتشف من الجمال وننهل .. وكأنها من قصص ألف ليلة
أحييك على هذا السرد الرائع المتدفق
وهذة اللغة الساحرة , والصورة المبهرة .
بارك الله فى قلمك وفى فكرك ودمت بكل خير .

أهلا اختي نادية

أشكرك أختي نادية على مرورك الجميل. و سعيد بأن النص أعجبك و أهل الواحة يستحقون الأجمل دائما.
تحياتي

حارس كامل
25-01-2013, 08:44 PM
تحياتي اخي محمد الشرادي
جميل ماكتبت يداك .رسمت لوحة للطبيعة الخلابة اثريت بها النص الجميل .
لي تحفظ واحد علي تصوير البشر بالأله حتي لوكان قصة اسطورية.
تحياتي

محمد الشرادي
26-01-2013, 07:53 PM
حكاية قد تدخل ضمن حكايات التراث الخبري والمروي ، لكن السارد تخطى ما هو تاريخي في أسلوب مغاير للأسلوب الذي تتخذه الحكايات الفنية كحكايات ألف ليلة وليلة وكليلة دمنة ، مع محاولته صهر الفكرة بالواقع .. يمكن أن نقول أنها تدخل ضمن الأسطورة القريبة من إمكانية وقوعها في أحداث معينة.. وحوادث أخرى تنطبع بما هو رمزي وخارق للعادة ..
فقبر الأب موجود ولكنه بدون جثة ، رحل الأب فحفرت الأم قبراً رمزاً له ..
طور السارد الحكاية بعدما أوهمنا أنه أغلق سجل الأم وعلاقتها بزوجها المفترض .. ثم شرع في بناء حكاية أخرى تتعلق بالفتى وصوته المتميز الذي كان دافعاً لتعلق فتاة القصر به .. كاد هذا التعلق أن يفضي إلى حب أبدي ونادر في الوجود لولا عائق الأب ..
القصة تضم حكايات متعددة قد تبدو لنا منفصلة ولكنها منسجمة ومترابطة ، ومن تم نكون أمام لعبة ماهرة وذكية لمرايا متعددة تعكس رؤى مختلفة ومتعددة للخطاب الحكائي ، الممرر عبر لغة شعرية تشف عن تعددية الدلالات وتحقق إنتاجية النص .. فالسارد أنتج حكاية بكل أبعادها تحمل عدة أفكار ومفاهيم ومعتقدات قد تكون واقعية في زمن مضى ..
ففي المقطع الأول من القصة عمل السارد على توريط القارئ لما وضعنا أمام فرضية القبر الفارغ من أجل إثارة حيرتنا وفضولنا .. كأنه يريد أن ينقل عدوى حيرة الفتى إلينا بأسلوب فني أدبي متميز .. فبعدما تلقى القارئ الحدث أقحمنا السارد في تفاصيل جديدة على أنها امتداد لعالم واقعي ، دافعاً إيانا أن نساعده على تحديد هوية الفتى وتميزه وتفرده في الطبيعة .. وبذلك يكون قد وضعنا أمام رهان تأويلي قائم على التصديق أو النفي.. خاصة في ظل علاقته الجديدة بالفتاة ،لا من من منظور التنافر والتباعد ، بل من منظور التطابق والانسجام في الحفاظ على الحب ما بعد الموت ، وقد تتجلى قيمته وتفرده في الكون في تعميم الخيرات على العباد في كل زمان مكان ..
حقيقة قرأت نصاً أدبياً متميزاً غنياً بالدلالات ولا يمكن الإحاطة بها كلها في بضعة سطور ، لغة شيقة متينة تم تطويعها وإخضاعها لتكون وفية لسرد محكم .. كما قال فتجنشتاين : لا تسل عن معنى الكلمة ، واسأل فقط عن كيفية استعمالها ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي سي محمد الشرادي ..
محبتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

أخي بوعزة

أشكرك على هذا التعليق الذي أضاء النص بنور معارفك العميقة. لقد أعطيته المبرر ليفتخر بنفسه.
تحياتي

سعاد محمود الامين
26-01-2013, 08:45 PM
نص راقى وماتع فى قصه وجناته الطبيعية..ذكرنى بقصص الحب فى الرويات العالمية الكوخ والقصر وشجر الصفصاف والخضرة والوصف البديع والخيال شكرا لك على الباقة العطرة.

كاملة بدارنه
27-01-2013, 02:48 AM
خيال جميل حملنا على جناح الإبداع، وألقى بنا في حدائق الجمال والمتعة
شكرا لك أخ محمّد على السّرد الجميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت كرمى الإهداء والجمال

محمد الشرادي
27-01-2013, 03:48 AM
نص راقى وماتع فى قصه وجناته الطبيعية..ذكرنى بقصص الحب فى الرويات العالمية الكوخ والقصر وشجر الصفصاف والخضرة والوصف البديع والخيال شكرا لك على الباقة العطرة.

أخت سعاد
هي إن أردت أسطورة صغيرة. و لقد حذفت منها الكثير حتى تتناسب و النشر في هذه المنتدى الجميل.
مودتي

محمد الشرادي
27-01-2013, 03:49 AM
هدية وليس مثلها .. فاتنة عطرة
أهداك الله بها مائدة في الجنة ..
تجولتَ بنا في منتزهك الساحر بين الروحانيات الخلابة والماديات الرائعة ..
وقدر يفرق بين قلبين على يد عرف متعنت ..
أمتعتنا سرديتك بألفاظها ، معانيها ، خيالاتها ، صورها ، بلاغتها ..
جماليات تقطر عسلا مصفى
تحية لمدادك
تقديري

أخ محمد

يستحق أهل الواحة الأجمل من السرد و الشعر و التشكيل...
تحياتي

محمد الشرادي
27-01-2013, 03:53 AM
تحياتي اخي محمد الشرادي
جميل ماكتبت يداك .رسمت لوحة للطبيعة الخلابة اثريت بها النص الجميل .
لي تحفظ واحد علي تصوير البشر بالأله حتي لوكان قصة اسطورية.
تحياتي

أخ حارس

أخي النص لم يجعل أي بشر إلها ما عدا الله أن أرفع أي بشر إلى مقام الخالق سبحانه. هو ربي أنزهه عن كل شيء.
لأن الكائن الذي جاءها لم تعرف من هو.
تحياتي

محمد الشرادي
27-01-2013, 03:56 AM
خيال جميل حملنا على جناح الإبداع، وألقى بنا في حدائق الجمال والمتعة
شكرا لك أخ محمّد على السّرد الجميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت كرمى الإهداء والجمال

أخت كاملة.

شكرا أختي على هذا التثبيت.
تحياتي

براءة الجودي
28-01-2013, 12:16 AM
قصة حالمة , فاتنة , بهية المطلع , نقية المقصد , نهايتها خادة في كل قلبٍ مفعم بالأحاسيس
كأني أرى في هذه القصة هايدي تمرحُ بين المروج , أو سالي تقعدُ على تتارجح على كرسيها الهزاز بدلال
جدا قصة مميزة , دمتَ بود

محمد الشرادي
28-01-2013, 02:52 AM
قصة حالمة , فاتنة , بهية المطلع , نقية المقصد , نهايتها خادة في كل قلبٍ مفعم بالأحاسيس
كأني أرى في هذه القصة هايدي تمرحُ بين المروج , أو سالي تقعدُ على تتارجح على كرسيها الهزاز بدلال
جدا قصة مميزة , دمتَ بود

أهلا أختي براءة

شكرا على مرورك الجميل. أسعد دائما بتعليقك المحفز.
تحياتي

عبدالإله الزّاكي
28-01-2013, 08:21 PM
إلى كل الإخوة و الأخوات في واحة الإبداع و الأخوة أهدي هذه الباقة من زهر الجوري.


غزالة صبوح تغتسل في الغدير، و تتمرغ على مروج الزعتر و الريحان... تخضب كعابها بالحناء. تمضغ الزهر و الورد فتأرج أنفاسها... تقبل ندية شهية عطرة. يأتيها ظبي وسيم وضيء . تستعرض أنوثتها ...تعانقه...يعانقها... يجثو أمامها...يقبل التراب الذي تطؤه قوائمها الناعمة.
يربضان على بساط الطبيعة الزاهي.... يتبادلان الغزل و القبلات... يكتشفان أنهما يستطيعان التحرر من قوة الجاذبية... يسبحان في السماء...يلتقط النجيمات... يرتبها عقدا يوشي به عنقها الأجيد .تنسج له من صوف الغمام طاقية زاهية. و حين يتعبان يستريحان على شرفات السحاب. يرتشفان فناجين العشق.
رغم سعادتها شعرت أن جذوة الحب بدأت تخبو في قلبها، لأنها لم تعد تسمع ذلك الصوت العذب الذي يجعل عشقها يتجدد كل يوم على نغماته. استعطفته كي يغني و لو لفترة وجيزة. امتنع..ألحت. نظر حوله. دب الموت في كل شيء... أضربت خرافه عن الطعام...بدأ المرض يتسلل إلى الجسم الندي لغزالته،و هو يعرف أن "الظباء لا تمرض إلا مرض الموت".
أطلق العنان لصوته الصداح.انتشر في كل البقاع طبولا و مزامير...انكشف سرهما...ظهرا على صورتهما البشرية.عنَّ لها والدها يسدد أحقاده سهما قاتلا...ضمته إلى صدرها...أصابها الرمح في جيدها.أطلق أبوها سهما ثانيا مزق قلبه. خرَّ قربها... عانقها... عانقته... امتزجت دماؤهما...ارتفعا في عنان السماء،و دماؤهما الممتزجة تتهاطل على السهول و التلال ، وعلى ضفاف الأنهار...من كل قطرة دم عطرة تنبت زهرة نضرة رائعة...

قصة رائعة كشفت عبقرية الأديب الكبير محمد الشرادي و مهارة قاص فذ و ذكي في توظيف الرمز في إطار إبداعي يثير القارئ ويحقق ما يصبو إليه من إمتاع وهو في كل ذلك منشدّ إلى المبدع يسائله المعاني الحافـــّة بنصّه.

تحياتي لك أخي الكريم و تقبل مروري و بالغ تقديري.

محمد الشرادي
28-01-2013, 11:00 PM
قصة رائعة كشفت عبقرية الأديب الكبير محمد الشرادي و مهارة قاص فذ و ذكي في توظيف الرمز في إطار إبداعي يثير القارئ ويحقق ما يصبو إليه من إمتاع وهو في كل ذلك منشدّ إلى المبدع يسائله المعاني الحافـــّة بنصّه.

تحياتي لك أخي الكريم و تقبل مروري و بالغ تقديري.

أهلا أخ سهيل

مرور يعبق بالجمال و بالعواطف النبيلة. سعيد لأن النص أعجبك.
تحياتي أخي

ربيحة الرفاعي
25-02-2013, 08:13 AM
زعمت دائما أني ممن لا يتحمسون للعجائبية وتغير النوع وشروط السحرة في القص، لكني هنا أحببتها بما حملت من نكهة الأساطير وروح المعقول في اجتماع ساحر حمل المتلقي على سحب الخيال يتابع انثيال معاني الجمال على مساقط متعددة كلها ينبت الزهر باهر اللون والعطر
وقد استثمر الكاتب المعاني والصور بدلالاتها المعتادة إنما في جمالية مختلفة، فجاء الكوخ الصغير على الربوة معبرا عن البساطة محفوفة بالقدسية والعناية الإلهية، والفتى اليافع رمزا للنقاء والجمال، والقبر الفارغ لعدم زوال الخير متى امتدت جذورة في أرض صالحة وإن غاب في ظاهره
وبينما أريد بالقصر أن يعبر عن القوة والتجبر جاءت حوله أشجار الصفاف التي نمت في الأسطورة الفارسية من دموع عاشق مهجور لتشير إلى استحالة تسيد القوة المشهد حين يلوح الحب في الجوار

وقد تألق الكاتب في أدائه القصي هنا بمهارة سردية عالية وذكاء في نقل كشافه الروائي ليستدعي اهتمام القارئ للزاوية التي يريد من المشهد

وددت لو استبدل الكاتب الفكرة التي حملها قوله "رغم سعادتها شعرت أن جذوة الحب بدأت تخبو في قلبها، لأنها لم تعد تسمع ذلك الصوت العذب الذي يجعل عشقها يتجدد كل يوم على نغماته." بما يعبر عن الاشتياق للصوت الحبيب الذي حرمته بديلا عن خُبُوّ جذوة الحب الذي يجعله مجرد حب في استحسان صوت يغيب إن غاب

بديعا كان نصّك قصا وحسا وفكرة

تحاياي

كريمة سعيد
25-02-2013, 03:02 PM
نص حكائي امتزج فيه التخييل باللغة المتينة والسرد الماتع المشوق فأدهش وأبهر
تقديري

محمد الشرادي
26-02-2013, 08:39 PM
زعمت دائما أني ممن لا يتحمسون للعجائبية وتغير النوع وشروط السحرة في القص، لكني هنا أحببتها بما حملت من نكهة الأساطير وروح المعقول في اجتماع ساحر حمل المتلقي على سحب الخيال يتابع انثيال معاني الجمال على مساقط متعددة كلها ينبت الزهر باهر اللون والعطر
وقد استثمر الكاتب المعاني والصور بدلالاتها المعتادة إنما في جمالية مختلفة، فجاء الكوخ الصغير على الربوة معبرا عن البساطة محفوفة بالقدسية والعناية الإلهية، والفتى اليافع رمزا للنقاء والجمال، والقبر الفارغ لعدم زوال الخير متى امتدت جذورة في أرض صالحة وإن غاب في ظاهره
وبينما أريد بالقصر أن يعبر عن القوة والتجبر جاءت حوله أشجار الصفاف التي نمت في الأسطورة الفارسية من دموع عاشق مهجور لتشير إلى استحالة تسيد القوة المشهد حين يلوح الحب في الجوار

وقد تألق الكاتب في أدائه القصي هنا بمهارة سردية عالية وذكاء في نقل كشافه الروائي ليستدعي اهتمام القارئ للزاوية التي يريد من المشهد

وددت لو استبدل الكاتب الفكرة التي حملها قوله "رغم سعادتها شعرت أن جذوة الحب بدأت تخبو في قلبها، لأنها لم تعد تسمع ذلك الصوت العذب الذي يجعل عشقها يتجدد كل يوم على نغماته." بما يعبر عن الاشتياق للصوت الحبيب الذي حرمته بديلا عن خُبُوّ جذوة الحب الذي يجعله مجرد حب في استحسان صوت يغيب إن غاب

بديعا كان نصّك قصا وحسا وفكرة

تحاياي


أخت ربيحة.
الفانطستيك من أجمل مجلالات السرد حيث يفتح المجال للخيال لكي يجمح و يحلق بالكثير من الأجنحة.
ملاحظتك أختي على الرأس و العين.
تحياتي

نداء غريب صبري
03-04-2013, 11:59 PM
لماذا جعلت نهايتهما مأساوية هكذا؟
هذا النوع من القصص يسعدنا عادة بالخاتمة السعيدة وأنت أحزنتنا في خاتمتها

قصة رائعة وسرد مشوق ممتع
شكرا لك أخي

بوركت

لانا عبد الستار
13-07-2013, 11:51 PM
لوحة رائعة تداخل فيها الواقع الشعوري والمستحيل الحدثي والحكائية
بأسلوب ممتع ومشوق
أشكرك

محمد الشرادي
14-09-2013, 03:15 PM
نص حكائي امتزج فيه التخييل باللغة المتينة والسرد الماتع المشوق فأدهش وأبهر
تقديري

شكرا أختي على مرورك الجميل
تحياتي

محمد الشرادي
14-09-2013, 03:16 PM
لماذا جعلت نهايتهما مأساوية هكذا؟
هذا النوع من القصص يسعدنا عادة بالخاتمة السعيدة وأنت أحزنتنا في خاتمتها

قصة رائعة وسرد مشوق ممتع
شكرا لك أخي

بوركت

أهلا أختي نداء
ليتني كنت أستطيع أن أجعل نهايتها سعيدة لإسعادك أيضا، لكنه مسار السرد يفرض نفسه.
تحياتي

محمد الشرادي
14-09-2013, 03:17 PM
لوحة رائعة تداخل فيها الواقع الشعوري والمستحيل الحدثي والحكائية
بأسلوب ممتع ومشوق
أشكرك

أهلا اختي لانا
أشكرك على مرورك البهي.
تحياتي

د. سمير العمري
03-09-2014, 02:37 AM
قصة مميزة جدا اعتمدت على تجسيد الخيال للوصول إلى المعنى المقصود ، والحقيقة أن أكثر ما راق لي هو عملية التشويق في الأحداث من جهة وباستعمال الجمل القصيرة المتلاحقة والمعبرة من جهة أخرى لتجعل القصة جذابة لا نثير مللا ولا رتابة مهما طالت.

كنت هنا مبدعا وكانت هديتك عابقة بالألق والإبداع فشكرا لك ، مع بعض تحفظ على الربط بين البشرية والألوهية.

دمت متألقا زاهرا!

تقديري

خلود محمد جمعة
06-09-2014, 02:23 PM
غفوت بين سطورك على صوت أمي ورائحة الحلم تنعش روحي
رائعة حد دهشتي وأنا ارتشف السحر من رحيق الجوري
أبدعت
تقديري

رويدة القحطاني
20-11-2014, 10:53 PM
السرد مشوق والقصة مؤثرة وشحنة الألم فيها تصل للمتلقي بقوة
أعجبتني القصة بلغتها الجميلة