المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( وكفانا النظرُ الكلامَ ) ...



محمد محمود محمد شعبان
23-01-2013, 08:36 PM
قصة

( وكفانا النظرُ الكلامَ ) ...

بقلم / محمد محمود محمد شعبان

كتبتها ، لأرسلها .. لحملة ( أنا بدأت بنفسي )
================================

(((( جاري يدخن السجائر وبشراهة متناهية النظير ، ودائما يجلس في شرفته يهاديني برائحة الدخان التي لا أتحملها أنا ولا بناتي وزوجتي ، والأمر الذي يزيد الطين بلة أنه يلقي أعقاب السجائر في الشارع لأصبح أجد الشارع مكتسيا بها ، وبدلا من أن أرسل نظري لمنظر جميل يسر العين أضطر لمشاهدة المنظر المؤذي ، ولا أرى بدا من الدهس في تلك الأعقاب وتلتصق طبعا بنعلي وتصاحبني لعملي وللمسجد وأخيرا للبيت ، وأمسى كل من يزورني يظن أنني مدخن من كثرة الأعقاب المنثورة على درجنا ، ومما زاد الأمر سوءا ما أصبح يلاقيه جاري العزيز من شجار وعراك من المارة الذين تُلقَى عليهم الأعقابُ المشتعلةُ ـ وبدون قصد منه ـ لأنّ الناس أضحت تتأذى ، وجاوز السيل الزُّبا.. فمنهم من يصيبه العقب في شعره وآخر يخرق العقب ثيابه ، ناهيك عن الأطفال الذين يتخذون من الشارع ناديا وملعبا .. لا مناص من أن يصبحوا ـ وعذرا في التشبيه ـ
(مشروع سبرسيَّه ) لأن فضول هؤلاء الأطفال يدعوهم دائما لتناول عقب السيجارة والتقامه ليجرب شعور المدخن الأصلي وبدلا من أن يضع القلم في فمه ويتظاهر بأنه مدخن بات الأمر سهلا ميسورا، وفي متناول يده أن يصير مدخنا محترفا .... ، وجارنا العزيز لا يراعي في الناس إلًّا ولا ذمَّة ، وتذكرت حديث
( من رأى منكم منكرًا ) وتساءلتُ بماذا أبدأ ؟ باليد أم باللسان أم بالقلب ؟ .. وفي النهاية توجهت لجاري العزيز ، وصعدتُ لشقته ، وألقيت السلام بابتسام ، وكان معي له هدية بسيطة ... ( طفاية سجائر ) ، و( كمية من أكياس الثلاجة ) ومددت يدي بهديتي ورجوته أن يقبلها مشكورًا وأنا أرسل نظرات الود إلى عينيه المحدقتين بكل دهشة ، بعدما أحالت حمرة الخجل وجهه كرة حمراء .. تناول الجار الهدية .. وكفانا النظر الكلام ))))
====================================

تحيتي

محمد محمود محمد شعبان

حمادة الشاعر

أديب ، ومفكر ، وشاعر

مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية

كاملة بدارنه
23-01-2013, 10:10 PM
كانت النّصيحة سابقا لها قيمتها والنّاصح أهمّ من الطّبيب أمّا اليوم فنصيحتك عدوّك ...
ينظر لها كتدخّل بالأمور الخاصّة ولا تجد لها آذانا مصغية
قصّة طريفة بوركت
تقديري وتحيّتي

مصطفى حمزة
27-01-2013, 04:11 AM
أخي الحبيب محمد
أسعد الله أوقاتك
طريفة وظريفة ، وإن كان فيها بعض المبالغة في الأحداث الفرعيّة !
اللغة سهلة مباشرة ، وهي مناسبة لفكرة النص .
- ( الذي يزيد الطين بلّة ) أذكر أنّ للرافعي - رحمه الله - عبارة اقترحها بديلة لهذه ، وهي ( والذي جعل الأمرَ حمأةً بُلّتْ بماء ) ...
تحياتي

محمد الشرادي
27-01-2013, 04:58 AM
قصة

( وكفانا النظرُ الكلامَ ) ...

بقلم / محمد محمود محمد شعبان

كتبتها ، لأرسلها .. لحملة ( أنا بدأت بنفسي )
================================

(((( جاري يدخن السجائر وبشراهة متناهية النظير ، ودائما يجلس في شرفته يهاديني برائحة الدخان التي لا أتحملها أنا ولا بناتي وزوجتي ، والأمر الذي يزيد الطين بلة أنه يلقي أعقاب السجائر في الشارع لأصبح أجد الشارع مكتسيا بها ، وبدلا من أن أرسل نظري لمنظر جميل يسر العين أضطر لمشاهدة المنظر المؤذي ، ولا أرى بدا من الدهس في تلك الأعقاب وتلتصق طبعا بنعلي وتصاحبني لعملي وللمسجد وأخيرا للبيت ، وأمسى كل من يزورني يظن أنني مدخن من كثرة الأعقاب المنثورة على درجنا ، ومما زاد الأمر سوءا ما أصبح يلاقيه جاري العزيز من شجار وعراك من المارة الذين تُلقَى عليهم الأعقابُ المشتعلةُ ـ وبدون قصد منه ـ لأنّ الناس أضحت تتأذى ، وجاوز السيل الزُّبا.. فمنهم من يصيبه العقب في شعره وآخر يخرق العقب ثيابه ، ناهيك عن الأطفال الذين يتخذون من الشارع ناديا وملعبا .. لا مناص من أن يصبحوا ـ وعذرا في التشبيه ـ
(مشروع سبرسيَّه ) لأن فضول هؤلاء الأطفال يدعوهم دائما لتناول عقب السيجارة والتقامه ليجرب شعور المدخن الأصلي وبدلا من أن يضع القلم في فمه ويتظاهر بأنه مدخن بات الأمر سهلا ميسورا، وفي متناول يده أن يصير مدخنا محترفا .... ، وجارنا العزيز لا يراعي في الناس إلًّا ولا ذمَّة ، وتذكرت حديث
( من رأى منكم منكرًا ) وتساءلتُ بماذا أبدأ ؟ باليد أم باللسان أم بالقلب ؟ .. وفي النهاية توجهت لجاري العزيز ، وصعدتُ لشقته ، وألقيت السلام بابتسام ، وكان معي له هدية بسيطة ... ( طفاية سجائر ) ، و( كمية من أكياس الثلاجة ) ومددت يدي بهديتي ورجوته أن يقبلها مشكورًا وأنا أرسل نظرات الود إلى عينيه المحدقتين بكل دهشة ، بعدما أحالت حمرة الخجل وجهه كرة حمراء .. تناول الجار الهدية .. وكفانا النظر الكلام ))))
====================================

تحيتي

محمد محمود محمد شعبان

حمادة الشاعر

أديب ، ومفكر ، وشاعر

مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية

أخ محمد

أدفع بالتي هي أحسن. و كذلك فعل فأعطى الأمر نتيجة.

تحياتي

آمال المصري
27-01-2013, 07:26 PM
( من رأى منكم منكرًا ) وتساءلتُ بماذا أبدأ ؟ باليد أم باللسان أم بالقلب ؟
للأسف لا أراه غيَّر منكرا بل ساهم فيه بشكل آخر
نص ظريف سلس اللغة
بوركت أديبنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

محمد الصالح منصوري
27-01-2013, 07:43 PM
سردية خفيفة وبها عظة ونصح كان أحسن لو توجه هذا النصح بالقلع عن عادة التدخين

تقديري واحترامي

محمد محمود محمد شعبان
02-02-2013, 05:28 PM
كانت النّصيحة سابقا لها قيمتها والنّاصح أهمّ من الطّبيب أمّا اليوم فنصيحتك عدوّك ...
ينظر لها كتدخّل بالأمور الخاصّة ولا تجد لها آذانا مصغية
قصّة طريفة بوركت
تقديري وتحيّتي

مرحبا بمرورك الرقيق أديبتنا الفاضلة / كاملة بدارنه
نعم الكثيرون يعتبرونها كذلك ، ولكن يجب أن يصل له أن صنع من شارعي ( طفاية كبيرة ) ، وكذلك من ملابسي ، وعليه أن يعرف أن عليه واجبات وله حقوق ...
نسأل الله الهداية .
بورك مرورك الرقيق سيدتي


تحيتي

حمادة الشاعر

بهجت عبدالغني
02-02-2013, 10:43 PM
وعلى مبدأ :
إذا كنت حراً في أن تدخن ، فأنا حرّ في ان لا أتأذى بتدخينك !

نص واقعي .. بأسلوب مباشر ..


تحياتي أخي المبدع محمد

دمت بخير

براءة الجودي
03-02-2013, 12:08 AM
البسمة أبت إلا أن تظهر على شفتي وأنا أقرأ هذه القصة وفكرتها الراقية

والأمر الذي يزيد الطين بلة أنه يلقي أعقاب السجائر في الشارع لأصبح أجد الشارع مكتسيا بها
لو رتبت الجملة هكذا ( والأمر الذي يزيد الطين بلة حينما أصبح أجد الشارع مكتسيا بأعقاب سجائره ) لكان أفضل من وجهة نظري
دمتَ ودام قلمك المشرق

نداء غريب صبري
16-02-2013, 03:30 PM
قصة طرفة
وقراءتها ممتعة
مع أن فيها تفاصيل غير ضرورية

شكرا لك اخي

بوركت

ربيحة الرفاعي
02-05-2013, 01:32 PM
قصة طريفة وخاتمة لطيفة وسرد طيب
شابها شئ من المبالغة في الرائحة التي تؤذي الجيران وأعقاب السجائر التي تلتصق بالحذاء وتنتقل للعمل ودرج المنزل المجاور


دمت بخير

تحاياي

محمد محمود محمد شعبان
02-05-2013, 09:05 PM
أخي الحبيب محمد
أسعد الله أوقاتك
طريفة وظريفة ، وإن كان فيها بعض المبالغة في الأحداث الفرعيّة !
اللغة سهلة مباشرة ، وهي مناسبة لفكرة النص .
- ( الذي يزيد الطين بلّة ) أذكر أنّ للرافعي - رحمه الله - عبارة اقترحها بديلة لهذه ، وهي ( والذي جعل الأمرَ حمأةً بُلّتْ بماء ) ...
تحياتي

بوركت أديبنا الفاضل ودام حضورك الرائع المثمر
ورحم الله الرافعي ونفعنا بما خلف من جميل أثر وأدب جم


تحيتي

حمادة الشاعر

ناديه محمد الجابي
16-09-2017, 05:59 PM
مازال فيه الرجا جارك الذي احمر وجهه خجلا وقبل الهدية بدون كلام.
قصة طريفة بأسلوب حكائي متميز، بلغة بسيطة وعرض واضح
دمت بالخير والرضا.
:005::001: