المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احلام امي



حارس كامل
24-01-2013, 05:57 AM
أحلام أمي

حلمت أمي بأنها حامل، فبشرها الطبيب بأنها حامل في الشهر الثالث ، وأنجبتني بعد سنوات عجاف ظنت فيها بأنها عاقرا لن تلد.
وحلمت أمي ثانية بأنها رأتني أدخل المدرسة وأتفوق فيها ، فحققت حلمها وأصبحت فائقا أحصل علي أعلي الدرجات التي أهلتني لدخول الكلية البحرية، لكن أبي رفض بشدة دخولي الكلية البحرية.
وحاولت أمي جاهدة أن تقنع أبي بأن يدخلني الكلية البحرية ، غير أنه اعترف لها بأنه قليل الحيلة ورزقه قليل و لا يستطيع دفع مصاريف الكلية البحرية ، فبكت أمي ، وقالت لأبي :
- ابننا الوحيد يهون من أجله كل شئ.
فتطلع إليها أبي حزينا ، وامتطي حماره ساحبا وراءه بقرتنا الوحيدة ،مثقلا بهمومه وأحزانه ، وفأس ضرب بها الأرض طويلا من بعد صلاة الفجر حتى قاربت الشمس علي الغروب.
وعاد أبي مساء من الحقل بحماره وفأسه دون البقرة، و طرق باب المنزل طويلا فلم تفتح له أمي ، فتسلق جدار الدار المنخفضة ،وقفز منها إلي قلب المنزل ونادي أمي مليا ، فلم تجبه ، فابتسم أبي ، وقال لها :
- دفعت مصاريف الكلية البحرية.
فتهللت أسارير أمي ، وزغردت كثيرا ، لكنها بكت بعد ذلك بكاء شديدا حتى نحل جسدها ، وارتدت ثيابا سود ، وجلست وسط الدار وحيدة تحدث نفسها .
وحلمت أمي بأنني ارتدي بذلة بيضاء ، وأقود سيارة كبيرة ، فارتميت في حجرها وأسندت رأسي علي فخذها ، وقلت مازحا :
- نحمد الله أن الأحلام تأتينا مجانا دون ثمن .
فمسحت بيده علي رأسي ، وقالت :
- أحلامي رؤى ، ودائما ما تتحقق .
وحلمت أمي بأنها صنعت لي مركبا ، وتحولت المركب باخرة أبحرت بي إلي بلاد بعيدة ، فجاءتني بعثة دراسية إلي أمريكا ، فاعترضت أمي بشدة علي سفري ، وقالت باكية :
- من لي غيرك في الدنيا ؟
ولكني أقنعتها أخيرا بأنها بعثة دراسية لا تعوض ،ولن يستغرق سفري أياما ، وستفتخر بي ، لكني أبحرت بعد ذلك كثيرا ، وسافرت شهورا طويلة دون أن تعترض أمي .
وحينما عدت من رحلتي الأخيرة بالباخرة ، كانت أمي تنتظرني عند الشاطئ ثملة بفرحة كبيرة ، وفتحت ذراعيها لتحتضنني ، غير إنني مضيت في طريقي بعيدا دون أن ألتفت إليها ، فنادتني مرارا ولم أسمعها . فربت أبي علي كتفها ، وتابعاني حتى ركبت سيارتي الفارهة ، وعدت بها إلي الدار مسرعا .
وحينما وصلت إلي الدار لم تكن موجودة ، فلقد هدمت وشيد بدلا منها فيلا كبيرة تحيط بها الأشجار والأزهار من كل جانب ، وأمامها حمام كبير من المياه ، قفز فيه أولادي يستحموا ويلعبوا ، فيما جلست زوجتي تتابعهم وهي تقرأ مجلة أمريكية .
فدخلت مسرعا ، وأخذتهم في أحضاني ، واشتقت إلي حضن أمي الدافئ ، فدلفت إلي حجرتي ، واضطجعت علي سريري ، فألفيتها جالسة جواري نصف نائمة ، يغالبها النوم فيميل رأسها إلي الأرض حتى يكاد يرتطم بها ، فتعتدل بسرعة ، وتقول لي محفزة :
- ذاكر ...فالمجتهد له حظ كبير في الدنيا والآخرة .
وألفيت أبي يدلف إلي حجرتي مكدودا ، فيطبع قبلة علي خدي ، ثم يعطيني مصروف المدرسة ، ويذهب مسرعا ، فيستلقي علي فراشة متعبا ويغط في نوم عميق.
وحينما طال اشتياقي إليهما قررت أن أزورهما ، وأقبل أيديهما ، ولأُريهما حلمهما الصغير الذي أصبح واقعا كبيرا ،فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدا في قبرين نقش علي رخامة من الجرانيت اسميهما ، فجلست وقرأت لهما الفاتحة .

محمد الشرادي
24-01-2013, 06:42 AM
أحلام أمي

حلمت أمي بأنها حامل، فبشرها الطبيب بأنها حامل في الشهر الثالث ، وأنجبتني بعد سنوات عجاف ظنت فيها بأنها عاقرا لن تلد.
وحلمت أمي ثانية بأنها رأتني أدخل المدرسة وأتفوق فيها ، فحققت حلمها وأصبحت فائقا أحصل علي أعلي الدرجات التي أهلتني لدخول الكلية البحرية، لكن أبي رفض بشدة دخولي الكلية البحرية.
وحاولت أمي جاهدة أن تقنع أبي بأن يدخلني الكلية البحرية ، غير أنه اعترف لها بأنه قليل الحيلة ورزقه قليل و لا يستطيع دفع مصاريف الكلية البحرية ، فبكت أمي ، وقالت لأبي :
- ابننا الوحيد يهون من أجله كل شئ.
فتطلع إليها أبي حزينا ، وامتطي حماره ساحبا وراءه بقرتنا الوحيدة ،مثقلا بهمومه وأحزانه ، وفأس ضرب بها الأرض طويلا من بعد صلاة الفجر حتى قاربت الشمس علي الغروب.
وعاد أبي مساء من الحقل بحماره وفأسه دون البقرة، و طرق باب المنزل طويلا فلم تفتح له أمي ، فتسلق جدار الدار المنخفضة ،وقفز منها إلي قلب المنزل ونادي أمي مليا ، فلم تجبه ، فابتسم أبي ، وقال لها :
- دفعت مصاريف الكلية البحرية.
فتهللت أسارير أمي ، وزغردت كثيرا ، لكنها بكت بعد ذلك بكاء شديدا حتى نحل جسدها ، وارتدت ثيابا سود ، وجلست وسط الدار وحيدة تحدث نفسها .
وحلمت أمي بأنني ارتدي بذلة بيضاء ، وأقود سيارة كبيرة ، فارتميت في حجرها وأسندت رأسي علي فخذها ، وقلت مازحا :
- نحمد الله أن الأحلام تأتينا مجانا دون ثمن .
فمسحت بيده علي رأسي ، وقالت :
- أحلامي رؤى ، ودائما ما تتحقق .
وحلمت أمي بأنها صنعت لي مركبا ، وتحولت المركب باخرة أبحرت بي إلي بلاد بعيدة ، فجاءتني بعثة دراسية إلي أمريكا ، فاعترضت أمي بشدة علي سفري ، وقالت باكية :
- من لي غيرك في الدنيا ؟
ولكني أقنعتها أخيرا بأنها بعثة دراسية لا تعوض ،ولن يستغرق سفري أياما ، وستفتخر بي ، لكني أبحرت بعد ذلك كثيرا ، وسافرت شهورا طويلة دون أن تعترض أمي .
وحينما عدت من رحلتي الأخيرة بالباخرة ، كانت أمي تنتظرني عند الشاطئ ثملة بفرحة كبيرة ، وفتحت ذراعيها لتحتضنني ، غير إنني مضيت في طريقي بعيدا دون أن ألتفت إليها ، فنادتني مرارا ولم أسمعها . فربت أبي علي كتفها ، وتابعاني حتى ركبت سيارتي الفارهة ، وعدت بها إلي الدار مسرعا .
وحينما وصلت إلي الدار لم تكن موجودة ، فلقد هدمت وشيد بدلا منها فيلا كبيرة تحيط بها الأشجار والأزهار من كل جانب ، وأمامها حمام كبير من المياه ، قفز فيه أولادي يستحموا ويلعبوا ، فيما جلست زوجتي تتابعهم وهي تقرأ مجلة أمريكية .
فدخلت مسرعا ، وأخذتهم في أحضاني ، واشتقت إلي حضن أمي الدافئ ، فدلفت إلي حجرتي ، واضطجعت علي سريري ، فألفيتها جالسة جواري نصف نائمة ، يغالبها النوم فيميل رأسها إلي الأرض حتى يكاد يرتطم بها ، فتعتدل بسرعة ، وتقول لي محفزة :
- ذاكر ...فالمجتهد له حظ كبير في الدنيا والآخرة .
وألفيت أبي يدلف إلي حجرتي مكدودا ، فيطبع قبلة علي خدي ، ثم يعطيني مصروف المدرسة ، ويذهب مسرعا ، فيستلقي علي فراشة متعبا ويغط في نوم عميق.
وحينما طال اشتياقي إليهما قررت أن أزورهما ، وأقبل أيديهما ، ولأُريهما حلمهما الصغير الذي أصبح واقعا كبيرا ،فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدا في قبرين نقش علي رخامة من الجرانيت اسميهما ، فجلست وقرأت لهما الفاتحة .

أخ حارس

هي الأم يا اخي نهر العطاء الخالد...القلب الذي لا ينضب معين حبه...قلب كهدهد سليمان لا يأتي إلا بالخبر اليقين...كلما تمنته له تحقق.
أفنت عمرها مع الأب من اجل توفير كل ما يحتاج الولد صار الولد ما أراداو حقق كل أمانيه بفظل شمعتين في حياته احترقتا لكي يسعد هو.
تحياتي

ناديه محمد الجابي
24-01-2013, 08:00 PM
ذكرتنى قصتك بقصيدة للقديرة ربيحة :
أَهِيـمُ ومَــا الـفُـؤادُ بِمُستَـهـامٍ ***كَـمَـاءِ السَّـيْـلِ لا يـرجـو قَـــرَارا
وَأسْتَجْدي لِوَجْدي وَهْمَ صِـدْقٍ ***فّتُزْهِقُـنـي عَذابَـاتـي انـهِـمَـارا
وَأَنْـتُـمْ غَـايَـة الأَمَــلِ المـرُجَّـى***تَأَبَّطَـنِ ي وَأَوْسَعَـنـي اهْتِـصَـارا
وَهَبتـكُـمُ الجَـنَـانَ مَــلاذَ أَمْـــنٍ ***وَجَـفْـنَ الـعَـيْـنِ شّـرْنَـقَـةً وَدَارا
وَكُنْتُ القَلْبَ يَخْفُقُ كَيْ تَكُونُوا ***وَكُـنْـتُ بِـبَـردِ عُمْـرِكُـمُ الـدِّثَــارا
سَفَحْتُ لِأَجْلِكُمْ مَالِي وَحَالِـي ***وَتَـارِيـخـي لِـتَـزْدَهِـرُوا تَــــوَارَى
وَغَالَبَنِـي زَمانِـي فـي حِماكُـمْ ***فَخُـضْـتُ عُـبَـابَـهُ بَـحْــرًا وَنَـــارا
أُخَـذِّلُ عَنْكُـمُ العَـادِي وَأَمْضِـي ***أُقِيـلُ لَكُـمْ بِـكُـلِّ مَــدًى عَـثَـارا
أَثُــورُ لَـكُـمْ وَأَنْصُـرُكُـمْ وَأُعْـلِــي ***لَـكُـمْ فِــي كُــلِّ زَاوِيَــةٍ جِــدَارا
يّصُـدُّ الرِّيـحَ مَــا ثَــارَتْ وَيَمْـحُـو***غُـبَـارَ الحِـقْـدِ إِنْ بِالحِـقْـدِ ثَــارا
وَأَحْـلُـمُ أَنْ تَـكُـونُـوا ذَاتَ عُـمْــرٍ***نَخِيـلًا فِــي حَيَـاتِـي وَاخْـضِـرَارا
سَـلامًــا فَـرْحَــةً وَغَـــدًا أَمِـيـنًـا ***وَفَجْـرَ رضًـى بِأّيامـي اسْتَطَـارا
فَصِرْتُـمْ آهَتِـي حُزْنـي وَدَمْعِـي ***وَمَــنْ بُنـيـانَ مَــا أَمَّـلْـتُ هَـــارا

بأسلوب رائع جعلت قصتك تدخل إلى النفوس
راقتنى القصة كثيرا ومعناها , ولغتها الساحرة المعبرة
جميل ما كتبت ــ فشكرا لك .

قوادري علي
24-01-2013, 09:25 PM
هي أمك ثم أمك ثم أمك
نص سردي مميز كاتبنا الجميل حارس
شكرا جزيلا.

آمال المصري
24-01-2013, 09:32 PM
بسلاسة اللغة وجمال السرد نجحت أديبنا في جذبنا لمتابعة جميلتك الهادفة
نعم بحر من العطاء والتضحية
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

حارس كامل
24-01-2013, 11:53 PM
أخ حارس

هي الأم يا اخي نهر العطاء الخالد...القلب الذي لا ينضب معين حبه...قلب كهدهد سليمان لا يأتي إلا بالخبر اليقين...كلما تمنته له تحقق.
أفنت عمرها مع الأب من اجل توفير كل ما يحتاج الولد صار الولد ما أراداو حقق كل أمانيه بفظل شمعتين في حياته احترقتا لكي يسعد هو.
تحياتي

تحياتي لك :اخي محمد الشرادي
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق (الشاعر الكبير : معروف الرصافي)

حارس كامل
25-01-2013, 02:16 AM
ذكرتنى قصتك بقصيدة للقديرة ربيحة :
أَهِيـمُ ومَــا الـفُـؤادُ بِمُستَـهـامٍ ***كَـمَـاءِ السَّـيْـلِ لا يـرجـو قَـــرَارا
وَأسْتَجْدي لِوَجْدي وَهْمَ صِـدْقٍ ***فّتُزْهِقُـنـي عَذابَـاتـي انـهِـمَـارا
وَأَنْـتُـمْ غَـايَـة الأَمَــلِ المـرُجَّـى***تَأَبَّطَـنِ ي وَأَوْسَعَـنـي اهْتِـصَـارا
وَهَبتـكُـمُ الجَـنَـانَ مَــلاذَ أَمْـــنٍ ***وَجَـفْـنَ الـعَـيْـنِ شّـرْنَـقَـةً وَدَارا
وَكُنْتُ القَلْبَ يَخْفُقُ كَيْ تَكُونُوا ***وَكُـنْـتُ بِـبَـردِ عُمْـرِكُـمُ الـدِّثَــارا
سَفَحْتُ لِأَجْلِكُمْ مَالِي وَحَالِـي ***وَتَـارِيـخـي لِـتَـزْدَهِـرُوا تَــــوَارَى
وَغَالَبَنِـي زَمانِـي فـي حِماكُـمْ ***فَخُـضْـتُ عُـبَـابَـهُ بَـحْــرًا وَنَـــارا
أُخَـذِّلُ عَنْكُـمُ العَـادِي وَأَمْضِـي ***أُقِيـلُ لَكُـمْ بِـكُـلِّ مَــدًى عَـثَـارا
أَثُــورُ لَـكُـمْ وَأَنْصُـرُكُـمْ وَأُعْـلِــي ***لَـكُـمْ فِــي كُــلِّ زَاوِيَــةٍ جِــدَارا
يّصُـدُّ الرِّيـحَ مَــا ثَــارَتْ وَيَمْـحُـو***غُـبَـارَ الحِـقْـدِ إِنْ بِالحِـقْـدِ ثَــارا
وَأَحْـلُـمُ أَنْ تَـكُـونُـوا ذَاتَ عُـمْــرٍ***نَخِيـلًا فِــي حَيَـاتِـي وَاخْـضِـرَارا
سَـلامًــا فَـرْحَــةً وَغَـــدًا أَمِـيـنًـا ***وَفَجْـرَ رضًـى بِأّيامـي اسْتَطَـارا
فَصِرْتُـمْ آهَتِـي حُزْنـي وَدَمْعِـي ***وَمَــنْ بُنـيـانَ مَــا أَمَّـلْـتُ هَـــارا

بأسلوب رائع جعلت قصتك تدخل إلى النفوس
راقتنى القصة كثيرا ومعناها , ولغتها الساحرة المعبرة
جميل ما كتبت ــ فشكرا لك .
تحياتي اختي نادية محمد الجابي

حارس كامل
25-01-2013, 02:54 AM
هي أمك ثم أمك ثم أمك
نص سردي مميز كاتبنا الجميل حارس
شكرا جزيلا.

ولاتنس اخي الحبيب ثم ابوك

مصطفى حمزة
25-01-2013, 04:15 AM
أخي الأكرم ، الأديب حارس
أسعد الله أوقاتك
لو أن العنوان كان ( أحلامهما ) لكان أقوى في رأيي
أمران أعطيا لنصّك قيمته الكبرى : استخدامك تقنية الاسترجاع بمهارة فائقة ، والعاطفة الحارّة النبيلة المصاحبة للسرد ...
الومضة طويلة مهلهلة نوعاً ما : ( ،فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدا في قبرين نقش علي رخامة من الجرانيت اسميهما ، فجلست وقرأت لهما الفاتحة ) = ( فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدانوقرأت لهما الفاتحة )
وأمر أساء كذلك للنص : وهو السقطات اللغويّة !
تحياتي

الفرحان بوعزة
25-01-2013, 06:24 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق حارس كامل .. تحية طيبة ..
نص متميز اعتمد على خطاطة سردية محكمة ، تخللتها لغة شيقة ، وأسلوب سلس يجر القارئ إلى النهاية ..
ما أجمل كلمة الأم بإنسانيتها وطيبوبتها وتضحيتها التي لا تعادلها أي تضحية ..
جميل ما كتبت أخي .. تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

حارس كامل
25-01-2013, 06:31 AM
بسلاسة اللغة وجمال السرد نجحت أديبنا في جذبنا لمتابعة جميلتك الهادفة
نعم بحر من العطاء والتضحية
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

اشكرك اختي الفاضلة أمال المصري

حارس كامل
25-01-2013, 06:35 AM
أخي الأكرم ، الأديب حارس
أسعد الله أوقاتك
لو أن العنوان كان ( أحلامهما ) لكان أقوى في رأيي
أمران أعطيا لنصّك قيمته الكبرى : استخدامك تقنية الاسترجاع بمهارة فائقة ، والعاطفة الحارّة النبيلة المصاحبة للسرد ...
الومضة طويلة مهلهلة نوعاً ما : ( ،فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدا في قبرين نقش علي رخامة من الجرانيت اسميهما ، فجلست وقرأت لهما الفاتحة ) = ( فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدانوقرأت لهما الفاتحة )
وأمر أساء كذلك للنص : وهو السقطات اللغويّة !
تحياتي

اخي العزيز : مصطفي حمزه
اشكرك دائما علي النقد ،فالمؤمن مرأة اخيه.
ودائما مايبني علي الاخطاء ، ولايوجد نص كامل ، فالكمال لله وحده .
ودائما ما نتعلم من اخطاءنا ، وكنت اود توضيح السقطات اللغوية حتي يمكن تلافيها مستقبلا
تحياتي لك دوما ولنقدك البناء

حارس كامل
25-01-2013, 06:37 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق حارس كامل .. تحية طيبة ..
نص متميز اعتمد على خطاطة سردية محكمة ، تخللتها لغة شيقة ، وأسلوب سلس يجر القارئ إلى النهاية ..
ما أجمل كلمة الأم بإنسانيتها وطيبوبتها وتضحيتها التي لا تعادلها أي تضحية ..
جميل ما كتبت أخي .. تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

اشكرك اخي الفرحان بوعزة ، ودام ألقك
وشرف لي تواصلك معي

مصطفى حمزة
25-01-2013, 11:39 PM
أحلام أمي

حلمت أمي بأنها حامل، فبشرها الطبيب بأنها حامل في الشهر الثالث ، وأنجبتني بعد سنوات عجاف ظنت فيها بأنها عاقرٌ لن تلد.
وحلمت أمي ثانية بأنها رأتني أدخل المدرسة وأتفوق فيها ، فحققت حلمها وأصبحت فائقا أحصل علي أعلي الدرجات التي أهلتني لدخول الكلية البحرية، لكن أبي رفض بشدة دخولي الكلية البحرية.
وحاولت أمي جاهدة أن تقنع أبي بأن يدخلني الكلية البحرية ، غير أنه اعترف لها بأنه قليل الحيلة ورزقه قليل و لا يستطيع دفع مصاريف الكلية البحرية ، فبكت أمي ، وقالت لأبي :
- ابننا الوحيد يهون من أجله كل شئ.
فتطلع إليها أبي حزينا ، وامتطي حماره ساحبا وراءه بقرتنا الوحيدة ،مثقلا بهمومه وأحزانه ، وفأس ضرب بها الأرض طويلا من بعد صلاة الفجر حتى قاربت الشمس علي الغروب.
وعاد أبي مساء من الحقل بحماره وفأسه دون البقرة، و طرق باب المنزل طويلا فلم تفتح له أمي ، فتسلق جدار الدار المنخفضة ،وقفز منها إلي قلب المنزل ونادي أمي مليا ، فلم تجبه ، فابتسم أبي ، وقال لها :
- دفعت مصاريف الكلية البحرية.
فتهللت أسارير أمي ، وزغردت كثيرا ، لكنها بكت بعد ذلك بكاء شديدا حتى نحل جسدها ، وارتدت ثيابا سوداً ، وجلست وسط الدار وحيدة تحدث نفسها .
وحلمت أمي بأنني ارتدي بذلة بيضاء ، وأقود سيارة كبيرة ، فارتميت في حجرها وأسندت رأسي علي فخذها ، وقلت مازحا :
- نحمد الله أن الأحلام تأتينا مجانا دون ثمن .
فمسحت بيدها علي رأسي ، وقالت :
- أحلامي رؤى ، ودائما ما تتحقق .
وحلمت أمي بأنها صنعت لي مركبا ، وتحولت المركب باخرة أبحرت بي إلي بلاد بعيدة ، فجاءتني بعثة دراسية إلي أمريكا ، فاعترضت أمي بشدة علي سفري ، وقالت باكية :
- من لي غيرك في الدنيا ؟
ولكني أقنعتها أخيرا بأنها بعثة دراسية لا تعوض ،ولن يستغرق سفري إلاّ أياما ، وستفتخر بي ، لكني أبحرت بعد ذلك كثيرا ، وسافرت شهورا طويلة دون أن تعترض أمي .
وحينما عدت من رحلتي الأخيرة بالباخرة ، كانت أمي تنتظرني عند الشاطئ ثملة بفرحة كبيرة ، وفتحت ذراعيها لتحتضنني ، غير إنني مضيت في طريقي بعيدا دون أن ألتفت إليها ، فنادتني مرارا ولم أسمعها . فربت أبي علي كتفها ، وتابعاني حتى ركبت سيارتي الفارهة ، وعدت بها إلي الدار مسرعا .
وحينما وصلت إلي الدار لم تكن موجودة ، فلقد هدمت وشيد بدلا منها فيلا كبيرة تحيط بها الأشجار والأزهار من كل جانب ، وأمامها حمام كبير من المياه ، قفز فيه أولادي يستحمون ويلعبون ، فيما جلست زوجتي تتابعهم وهي تقرأ مجلة أمريكية .
فدخلت مسرعا ، وأخذتهم في أحضاني ، واشتقت إلي حضن أمي الدافئ ، فدلفت إلي حجرتي ، واضطجعت علي سريري ، فألفيتها جالسة جواري نصف نائمة ، يغالبها النوم فيميل رأسها إلي الأرض حتى يكاد يرتطم بها ، فتعتدل بسرعة ، وتقول لي محفزة :
- ذاكر ...فالمجتهد له حظ كبير في الدنيا والآخرة .
وألفيت أبي يدلف إلي حجرتي مكدودا ، فيطبع قبلة علي خدي ، ثم يعطيني مصروف المدرسة ، ويذهب مسرعا ، فيستلقي علي فراشة متعبا ويغط في نوم عميق.
وحينما طال اشتياقي إليهما قررت أن أزورهما ، وأقبل أيديهما ، ولأُريهما حلمهما الصغير الذي أصبح واقعا كبيرا ،فخرجت مسرعا إلي حيث يرقدان في قبرين نقش علي رخامة من الجرانيت اسماهما ، فجلست وقرأت لهما الفاتحة .

محمد الصالح منصوري
26-01-2013, 01:25 AM
جميلة سرديتك ماتعة بنبضها العاطفي الوجداني
شكرا لقلمك
تقديري

براءة الجودي
26-01-2013, 02:32 AM
لديك المهارة لكتابة القصص وأسلوبك جميل إلا أني اراك في بعض مواضع القصة ينقصك زيادة الإحساس في الوصف , والأمر الآخر هو تكرارك لهذه الجملة في اسطر قريبة من بعضها ( الكلية البحرية) فلو انك اكتفيت بضمير يشير إليها لأن تكرار الكلمة يفضل لو كانت اسطر متباعدة .. طبعا هذا رأيي والله أعلم
وفقك الله لما يحب ويرضى

خليل حلاوجي
26-01-2013, 02:44 AM
لغة سردية شفافة ... مباشرة ، تجعل المتلقي في ترقب وجداني للغة النص قبل متابعة الحدث ..


أنرتَ.

حارس كامل
26-01-2013, 04:42 AM
جميلة سرديتك ماتعة بنبضها العاطفي الوجداني
شكرا لقلمك
تقديري

اشكرك وتحياتي

حارس كامل
26-01-2013, 04:46 AM
لديك المهارة لكتابة القصص وأسلوبك جميل إلا أني اراك في بعض مواضع القصة ينقصك زيادة الإحساس في الوصف , والأمر الآخر هو تكرارك لهذه الجملة في اسطر قريبة من بعضها ( الكلية البحرية) فلو انك اكتفيت بضمير يشير إليها لأن تكرار الكلمة يفضل لو كانت اسطر متباعدة .. طبعا هذا رأيي والله أعلم
وفقك الله لما يحب ويرضى

اشكرك احيانا يكون الزيادة في الوصف والاحساس اثقال علي القارئ ، واعتقد ان ترك مساحة للقارئ ليعبر عن احساسه الشخصي افضل . اما تكرار كلمة الكلية الحربية فجاء لضرورة وجدتهأ افضل للنص من الضمير .
تحياتي لك شاعرتنا

حارس كامل
26-01-2013, 04:48 AM
لغة سردية شفافة ... مباشرة ، تجعل المتلقي في ترقب وجداني للغة النص قبل متابعة الحدث ..


أنرتَ.
اشكرك وتحياتي لك

لانا عبد الستار
10-02-2013, 01:30 AM
سرد مشوق يحتمل شيئا من التكثيف
ومشاعر أبوية رائعة
ولغة جميلة
أشكرك

حارس كامل
10-02-2013, 03:59 AM
سرد مشوق يحتمل شيئا من التكثيف
ومشاعر أبوية رائعة
ولغة جميلة
أشكرك

اشكرك اختي لانا علي مرورك الكريم

ربيحة الرفاعي
23-04-2013, 07:59 PM
سرد متقن وحبكة اعتمدت الاسترجاع تقنية والحشد الحسي مؤثرا استقطابيا

وددت لو حظي النص بشئ من التكثيف

دمت بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
12-08-2013, 07:46 AM
الكثير الكثير من المشاعر التي شعرنا بصدقها
والكثير من الصدق في وصف الأم وحرصها وحبها ورعايتها
والكثير من الصدق في وصف الخذلان عندما نكبر ونعيش فقط لنفسنا

قصة جميلة جدا أخي

شكرا لك

بوركت

د. سمير العمري
08-01-2015, 06:51 PM
نعم هو نص زانه حالة الاتكاء والاسترجاع من جهة وقوة المضمون وإنسانيته من جهة أخرى ، وأنا للحق وجدت في النص نقدا لاذعا له وتقصيره أما نهر عطائهما واكتفاءه بقراءة الفاتحة على قبريهما ، وهذا نوع من العقوق ناهيك تخليه عن هويته ودوره بشكل أو بأخر.

أما ما أثر سلبا في النص فهو اللغة التي شابها العديد من الهنات والأسلوب الذي كان بحاجة لاشتغال أكبر.

تقديري

رويدة القحطاني
03-04-2015, 06:20 PM
قرأت في نصك سردا جميلا حمل شحنة عاطفية كبير استدت من عظمة الأم قوتها
قصة جميلة والتكثيف يجملها

خلود محمد جمعة
05-04-2015, 09:17 AM
هل عاشت حلمها قبل أن تموت أم كان حجر الجرانيت كافيا
قصة جميلة بسردها وحبكتها الى نهايتها
بوركت وكل التقدير