المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعاويذ



عمار الزريقي
25-01-2013, 05:13 AM
تعاويذ





أَعُــوذُ بِـشَـاشَةِ الـ"لابْـتُوبْ"
مِــنِ اسْـتِبْدَادِ هَـذَا الـحُبْ

أُصَــــــارِعُهُ فَــيَــصْــرَعُـنِـي
وَإِنْ طَــــارَدتُّـــهُ يَــــهْـــرُبْ


أعـــوذ بِـشَـاشَةِ الآيـفُـونْ
مِــنِ اسْـتِبْدَادِهَا الـمَكْنُونْ

لِأَنِّــي فِــي هَـوَاهَـا صِـرْتُ
بَــيْـنَ الــنَّـاسِ كَـالـمَـجْنُونْ

أُوَزِّعُ كُـــــــلَّ سَــاعَــاتِــي
عَـلَـى شَـيْـطَانِهَا الـمَلْعُونْ


أَعُــــوذُ بِــفَـالِـقِ الإِصْــبَـاحْ
مِـــنَ الـمـمْـدُوحِ وَالـمـدَّاحْ

وَمِــــنْ وَجْـــهٍ بِـــلا وَجْـــهٍ
وَقُــفْــلٍ ضَــيَّــعَ الـمِـفْـتَاحْ

وَمِــــنْ لَــيْـلٍ بِـــلَا أُنْــثَـى
وَبَـــيْــتٍ كُـــلُّــهُ أَشْـــبَــاحْ


أَعُـــوذُ بِــسُـورَةِ الـفُـرْقَـانْ
مِنَ التَّفْكِيرِ فِي "النِّسْوَانْ"

وَمِــــنْ أُنْــثَـى "مُـفَـسْـبِكَةٍ"
تَــبِـيـعُ الــحُــبَّ بِـالْـمَـجَّانْ

وَمِـــــنْ مُـتَـطَـفِّـلٍ تَــأْتِــي
قَــصَــائِـدُهُ بِــــلا عِــنْــوَانْ


أَعُــــوذُ بِـسَـاحَـةِ الـتَّـغْـيِيرْ
مِــــنَ الـتَّـكْـفِـيرِ وَالـتَّـزْوِيـرْ

وَمِـــــنْ نُـــظُــمٍ تُـقَـاتِـلُـنَـا
عَـــلَــى حُــرِّيَّــةِ الـتَّـعْـبِـيرْ


أَعُـــوذُ بِـمَـجْـلِسِ الــنُّـوَّابْ
مِـــنَ الـشُّـعَـرَاءِ وَالـكُـتَّـابْ

إِذَا بَـــاعُـــوا قَــصَــائِـدَهُـمْ
وَلَمْ يَجِدُوا سِوَى "الأَتْعَابْ"


أَعُـــوذُ بِـلُـعْـبَةِ الـشَّـطْرَنْجْ
مِــنَ الـتَّفْكِيرِ تَـحْتَ الْـمَنْجْ

وَمِــمَّـنْ يَـكْـرَهُونَ الـشِّـعْرِ
مِمَّنْ يَقْطَعُونَ الـ"tongue"


أَعُـــوذُ بِــسُـورَةِ الإِسْـــرَاءْ
فِــــي الــسَّـرَّاءِ وَالــضَّـرَّاءْ

مِـــنَ الـقُـبْحِ الَّــذِي تَـبْـدُو
عَــلَـيْـهِ مَـظَـاهِـرُ الإِغْـــرَاءْ


أَعُــــوذُ بِــسُــورَةِ الأَنْــعَـامْ
مِــــنَ الـجُـهَـلاءِ وَالأَقْـــزَامْ

وَمِــمَّـنْ يَـنْـشَـأُونَ عَــلَـى
ضَــــلَالِ عِــبَـادَةِ الـحُـكَّـامْ


أَعُـــــوذُ بِــهَــذِهِ الأَبْــيَــاتْ
مِـنَ "الـعُقَّالِ" فِي الحَارَاتْ

وَمِــمَّـنْ يَــطْـرُقُ الأَبْـــوَابَ
لَــيْــلاً يَــجْـمَـعُ الأَصْـــوَاتْ

وَمِــمَّــنْ يَــدْخُـلُ الـتَّـأرِيـخَ
مِــــنْ بَــوَّابَـةِ "الْـمِـقْـوَاتْ"

******
صـنـعاء – 24 يـناير 2013م

فاتن دراوشة
25-01-2013, 05:50 AM
قصيدة رائعة. حوت الكثير من النّقاط الهامّة، التي جسّدت ملامح إنسان عصرنا الحديث،وألقت الضّوء على مشاكل حياته.

من بين تلك المشاكل هي الإدمان على الانكباب على الشّاشات، والانجذاب الرّهيب للعالم الرّقمي، الذي اجتثّ النّاس من عالمهم.

كما وأنّه تطرّق لمثالب هذا العالم الرّقميّ الخالي من المشاعر الحقيقيّة، والّذي جعل من المشاعر والغرائز سلعا رخيصة تباع وتشترى

وهمّش قيمة الإنسان الّذي لم يعد غير وهم وخيال، تستره شاشة، نلتقيه مصادفة ونرحل عنه بالضّغط على زرّ.

حياة واهية المعالم تماما كشباك العنكبوت، بلّدت الحسّ وجمّدت المشاعر، وألغت الشّخصيّة.

لكن ما أربكني وأنا أقرأها كان الاستعاذة التي تكرّر استعمالها، فالاستعاذة هي طلب المعونة واللّجوء والمساعدة والغوث، وعندما نحتاج لهذه المعونة

علينا طلبها ممّن يملك العون لنفسه على الأقلّ، لا ممّن لا حول له ولا قوّة، لا أعلم حكم الاستعاذة بغير الله في الشّرع، لكنّي لا أعتقده محبّذا على الأقلّ.

دمت بهيّ الحرف مبدعنا.

مودّتي

فاتن

براءة الجودي
25-01-2013, 06:01 AM
رااائعة راائعة ياأخ عمار , فقد عودتنا على أفكارك الجادة بلباس طريف وأسلوب ساخري


علينا طلبها ممّن يملك العون لنفسه على الأقلّ، لا ممّن لا حول له ولا قوّة، لا أعلم حكم الاستعاذة بغير الله في الشّرع، لكنّي لا أعتقده محبّذا على الأقلّ.
وأؤيد أختي الرائعة فاتن
تحياتي لكما
:17:

هَمَّام رياض
25-01-2013, 07:32 AM
ال"لابْـتُوبْ" لا يتوب ، و الآيـفُـونُ ... أَفْيُون ، وليلٌ بلا أنثى ... في بيتٍ راشد ، صباحُه .... ويلٌ للأنثى من ذكَرٍ شارد ، ولا تزال المفسبكةُ - على علاّتها - بِكرَ المشاعر عكسَ الأيتيوبية ، وأمّا ساحة التغيير فهي حاسّة الحيرة ، الحاسّة السادسة للكيان العربي .
أمتعتنا أيّها الشاعر الكريم عمّار الرزيقي بهذا النسق الرّائع الذي يحمل ظرْفَ ابن الرّومي وهو يتهكّم على واقعه المُحدَوْدَب تصوّرُه

حسين العقدي
25-01-2013, 03:37 PM
دائماً ما تبهرنا بقصائدك الفريدة التي تلقمنا حجر الدهشة فلا نجد مانعبر به عن مدى إعجابنا بها ..أنت معجون بالشعر ماشاء الله عليك

تقبل إطلالتي وطاقة ورد:0014:

محمد ذيب سليمان
25-01-2013, 10:51 PM
شكرا ايها المتجدد الدائم على نص نقلنا في انحتاء
متفرقة من حياة بتنا نتبعها
مودتي

جلال طه الجميلي
26-01-2013, 01:20 AM
أيُّ خيالٍ رحبٍ هذا الذي تملكهُ يا سيد عبقر

- دعني أقول - أنكَ تمتاحُ من محيطٍ لا يشارككَ فيه أحد

دمتَ رائعاً

كاملة بدارنه
26-01-2013, 01:31 AM
رائعة...
تعويذات من شرور باتت تسيطر على البشر وقتهم وحياتهم الخاصّة والعامّة
أصبحنا عبيدا للأجهزة
لا فضّ فوك
تقديري وتحيّتي

محمد حمود الحميري
26-01-2013, 01:47 AM
تعبير يتمدد ظله وارفاً ، ليشمل الإنسانية في استعاذاتٍ بديعةٍ ، وبأسلوبٍ يكسو الألفاظ رونقاً وجمالاً .. من قلمٍ سحري جميل .
لا افتقدناك ،،،

عمار الزريقي
28-01-2013, 03:29 AM
قصيدة رائعة. حوت الكثير من النّقاط الهامّة، التي جسّدت ملامح إنسان عصرنا الحديث،وألقت الضّوء على مشاكل حياته.

من بين تلك المشاكل هي الإدمان على الانكباب على الشّاشات، والانجذاب الرّهيب للعالم الرّقمي، الذي اجتثّ النّاس من عالمهم.

كما وأنّه تطرّق لمثالب هذا العالم الرّقميّ الخالي من المشاعر الحقيقيّة، والّذي جعل من المشاعر والغرائز سلعا رخيصة تباع وتشترى

وهمّش قيمة الإنسان الّذي لم يعد غير وهم وخيال، تستره شاشة، نلتقيه مصادفة ونرحل عنه بالضّغط على زرّ.

حياة واهية المعالم تماما كشباك العنكبوت، بلّدت الحسّ وجمّدت المشاعر، وألغت الشّخصيّة.

لكن ما أربكني وأنا أقرأها كان الاستعاذة التي تكرّر استعمالها، فالاستعاذة هي طلب المعونة واللّجوء والمساعدة والغوث، وعندما نحتاج لهذه المعونة

علينا طلبها ممّن يملك العون لنفسه على الأقلّ، لا ممّن لا حول له ولا قوّة، لا أعلم حكم الاستعاذة بغير الله في الشّرع، لكنّي لا أعتقده محبّذا على الأقلّ.

دمت بهيّ الحرف مبدعنا.

مودّتي

فاتن
مرحبا بالأخت الشاعرة القديرة فاتن درواشة

شكر وتحية لمرورك الطيب

تقبلي مودتي

د. سمير العمري
05-02-2013, 06:01 AM
أقرأ أكثر قصائدك مبتسما أما هنا فقد تحولت في بعض مواضع من النص إلى ضحكات مسموعة!

أنت روح ظريفة في الشعر وأحب خروجك حينا واجتهادك حينا!

هنا كنت ذكيا في الرصد ومعمما الحالة لشمولية الحال.

تقديري

ربيحة الرفاعي
15-02-2013, 06:16 AM
شاعرية تتدفق مرحا وموسيقى وعذوبة
وشعر يفيض جمالا وانسيابا
وفكر حكيم أحسن التعوّذ أعاذك الله مما نعوذ به وآيه منه

تحاياي