تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سكّينُ العشقِ قتّالٌ



كاملة بدارنه
27-01-2013, 11:33 PM
سكّين العشق قتّال

اليوم سأعيش أجمل اللحظات باسترداد محبوبتي التي ابتعدت عنّي، وغيّبها الهجر سنين...الليلة ستكون لي وحدي، بعد الفراق الذي أضناني.
"يا لها من أيّام جميلة، عشتها في طفولتي وربيع شبابي!... لا عليك يا ثائر، ستعيدها الليلة راضية أو مكرهة، وستتذكّر عشقك لها إلى الأبد..."
خاطب ثائر نفسه وهو يقطّع حبّات الطّماطم، مجهّزا طعام فطوره، ومحملقا في صورة محبوبته تارة، وأخرى مراقبا النّافذة التي تطلّ على الحارة وزقاقها الذي كانت تمرّ منه بهيّة الطّفلة التي حضرت والدته ولادتها، وطلبت من (الدّاية) قطع حبل صرّتها على اسمه؛ لتكون زوجا له في المستقبل.
رُبط هذا الحبل عشقا على قلبه، يوم رآها ذاهبة إلى مدرستها تلوح بحقيبتها، وجديلتيها اللتين زيّنتا بزيقَين من قماش الحرير الأبيض.
كان يكبرها بعشر سنوات، لكنّ مستعمرة العشق التي بناها في قلبه، والمدعومة بخلايا جسده، جعلته ينتظرها حتّى تبلغ سنّ الرّشد، ويذهب لمصارحتها، وطلب يدها. وعزاؤه حتّى ذلك الحين حديقة الشّوق التي سيّج بها عمارات عشقه، وقطف منها زهرات استمتع بأريجها، كلّما رآها تمرّ أمام ناظريه.
افترّ عن ثغره، وهو يتذكّر ساعة صارحها بما يكنز في قلبه من حبّ لها، حين تبعها، أثناء عودتها من المدرسة، يوم أن أنهت تعليمها في الصّفّ التّاسع. كان قد انتظرها عند بوّابة المدرسة ساعات، ومشى خلفها. وبعدما فارقت صديقاتها، اقترب منها، معرّفا بشخصه، وعارضا عليها أن يحمل حقيبتها. يومها، احمرّت وجنتاها، ورفضت اقتراحه، ومشت تتلفّت حولها خوف أن يراها أحد. ولم تقو على صرفه، أو أن تسرع الخطى لتسبقه، بل تثاقلت مشيتها، وخفق قلبها دهشة، عندما اقترب منها، وهمس في أذنها:"أحبّك". توقف هو في مكانه، وأكملت هي المسير بخطوات غير متناسقة!...
دخلت بهيّة البيت متجاهلة الأهل الذين طلبوا منها مشاهدة نتائج حصيلة علمها، بعد أن كانت ترقص فرَحًا لدى استلامها نتيجة كلّ امتحان...
أثارت سَحْنَتُها غير المعهودة شكوك الوالدين اللذين ألحّا عليها في الطّلب، وراحا يسألانها فيما إذا تعرّضت لأيّ اعتداء أو إهانة خاصّة؛ وأنّ تفوّقها في مدرستها يوجب رؤية ما اعتاداه من حركة دورانها في فناء البيت ملوّحة بأوراقها، ومدندنة أغنية عبد الحليم "وحياة قلبي وأفراحه".
كانت حجّتها أنّ رأسها يؤلمها، وأنّها حزينة على فراق زميلاتها في المدرسة.
بدا الأمر مقنعا... ودخلت بهيّة إحدى الغرف، وأغلقت الباب بإحكام، ليفتح بعد ذلك دماغها شريطا من الصّور طبعت عليها وقفات ثائر الطّويلة أمام بوّابة المدرسة سنوات عديدة يرقبها عن بعد... ولم تفكّر للحظة أنّ وقفته هناك كُرمَى لها؛ رغم أنّه كثيرا ما مشى خلفها أثناء عودتها للبيت محافظا على مسافة بينهما.
تذكّرت وقفته خلال الثّلاث السنين الأخيرة على شبّاك غرفته يتأمّلها كلّ صباح، وهي في طريقها إلى المدرسة.
تقاذفها دوار العاطفة، وألقى بها في بحر كلمات خالد زميلها الذي بسط أمامها سجّادة إعجابه قبل أسبوع فقط، وكادت تسقط عليها خجلا وفرحا...
"لا أمتلك الجرأة على مصارحته، والاعتراف له بأنّي لا أريد هذا الحبّ من شخص لا أعرفه، وأفضّل حبّ من كان في مثل سنّي؛ لأتزوّج منه مستقبلا، بعد إنهائي دراستي".
صرخت، وحشرجة صوتها تبتلعها دقّات السّاعة المزعجة، وغمامة فكرها توحي لها بانعدام بارقة حلّ للمشكلة، ونامت ملطّخة بوحل خوف الآتي، وحمأ خشية الحاضر...
مرّ صيفان على اعتراف ثائر لبهيّة بحبّه، ولم يتلقَ ردّا. وكان يقينه أنّ السّكوت علامة الرّضا، وأنّ الخجل يمنع بهيّة من التقائه، فقرّر التّوجّه بشكل رسميّ إلى الأهل، وطلب يدها، وضغط على بنصره التي ستطوّقها جوهرة السّعادة الذّهبيّة المنتظرة منذ سنين.
انتظر أسبوعا على رَمَض الشّوق؛ ليحقّق ما يبغي... "لا شكّ أنّ بهيّة تتراقص بهجة، وتزداد بهاء، وهي تسرّ لصديقاتها نبأ خطبتها ممّن يحبّها". حدّثته نفسه مطمئنّة.
ملأ غرفته حُبورا عندما خطر هذا بباله، ورسم على كلّ شبر فيها، الشّفاه المفتوحة بنون النَّعَم. وفي غمرة الانتظار، ونشوة وهم الموافقة، قرع الباب ، فعَلَت صرخات التّهديد والوعيد الصّادرة من الغرفة لمن سيتجرّأ، ويقترب؛ ليخطب بهيّة التي رفضت قلبه، وعمره اللذين انتظراها طويلا...
"هل يعقل أن ترفضني بهيّة؛ لأنّي قصير القامة، وأكبرها بعشر سنين؟ لا، لا يمكن... هذه أفكار أهلها المتباهين بطول قاماتهم، وبياض بَشَراتهم... بهيّة لن يتزوّجها أحد غيري!".
وشاءت إرادة الأقدار، بعد سنة، أن تغلب ثورة ثائر وعواطفه، وزُفّت بهيّة لمن ارتضته وأهلها عريسا لها. زفّت للشّاب الذي أعجبها جماله، ولطفه، وسبق "ثائر" في تقديم مشاعره على بَلّورَة الإعجاب، وحظي بها.
يومها، غاب ثائر عن البلدة، وخاف أهل الحيّ الذين سمعوا تهديداته- يوم رفضته بهيّة- من عاقبة غيابه... فيما والدته تولول وتتضرّع إلى الله؛ طالبة أن يضفي على قلبه السّكينة... وأثلج صدرها حين سمعت وقع خطواته، وهو داخل إلى غرفته، ويصفق بابها بقوّة!
"ألا تبّا لك أيّها الضّعف المسمّى قلبا! لم تستطع رقّة شرايينك، ودفق محبّتك جذب من تهواها إلى ديارك. وها أنت قابع ها هنا، ومسجون في قفص اعوجّت أعواده، بينما أسكنت من تحبّ قلبها في بيت اتّسعت أرجاؤه، وأغراها بهاؤه... لا بدّ أن تتحرّر يوما ما، وتنطلق إلى قفص من حرمت منها... وحتّى ذلك الحين، سأبقيك حبيسا عطشا... فتحمّل!".
قال هذا، ويداه تتّخذان من حافّة الشّرفة متّكأ، فيما عيناه تحملقان في الطّريق الذي اعتاد مراقبته كلّ صباح، ونور البدر يضيء له آثار خطوات بهيّة...
مرّت بضع سنوات، وثائر لا يحبّ الخوض في أموره الخاصّة، ولم يتردّد في إغضاب أمّه التي عرضت عليه كلّ شهر اسم فتاة؛ محاولة إقناعه بالزّواج؛ اعتقادا منها أنّه وَأَّدَ حبّ بهيّة، فكان يصرخ في وجهها: "بهيّة أو العزوبيّة!".
قضى يومه الذي بدأ صباحه بتلهّف للقاء محبوبته في البيت، ورفض تناول الدّواء الذي وصفه له الطّبيب النّفسيّ إثر حالات الهيجان، والقلق التي كثرت في الآونة الأخيرة...
لاحظ أفراد العائلة أنّ ريشة الفرح ترسم لوحاتها على وجهه، الذي جعل البؤس والعبوس منه وجه تمثال غاضب، يقبع تحت وهج الحرّ، ولسع القرّ، فسرّوا لذلك التّحوّل؛ اعتقادا منهم أنّ كُربته في طريقها للزّوال...
حملق في المفكّرة، وفي التّأريخ الذي حوّطه باللون الأحمر، ابتسم وقال: ستبقى يوما مخلّدا... ففي مثل هذا اليوم اعترفت لبهيّة بحبّي، وفيه سأعترف لها ثانية، وستكون لي، لي وحدي أنا، وإلى الأبد...
حام حول بيت بهيّة، ونقيق الضّفادع، وصوت صراصير الليل يعكّران صفو الجوّ، وضوء القمر يتأرجح بين الأشجار التي يطلّ منها، عندما يداعبها نسيم الليل. وحين يظهر النّور ينكشف ثائر، فيعلو نباح الكلب الرّابض أمام البيت، وحين يختفي، يخفت الصّوت.
كان متأكّدا أنّه سيجد إحدى النّوافذ مشرعة، فتهلّلت أسارير وجهه، وفاضت بِشْرًا، وانهمرت دموعه فَرَحا، وازدادت خطواته ثقة... فالليلة سَيَفي بِعَهده...
"يا لحظّي! شبّاك السّعادة يرحبّ بي، وبهيّة تنتظرني... سأخبرها بصدق مشاعري، وبِزيف حياتها... هل لا تزالين يقظة؟ أم أنّك سترتعبين عندما أوقظك في الظّلام يا غاليتي؟!... لا تغضبي منّي إذا ما أيقظتك من نومك، وأفزعتك".
مدّت شجرة اللّوز فرعها صوب النافذة المفتوحة، وما احتاج سوى أن يقفز ليمسك بإفريز الشّرفة، ويدخل الغرفة... مشى بتُؤَدة على البساط الضّوئي الذي مدّه نور القمر في الغرفة، فرأى وجه بهيّة، وقد انعكس عليه ضوء المصباح الخافت بلونه السّحريّ، فزاد الوجه جمالا ورقّة... غازل فرحُ عينيه سحرَ جمالها... وبَغتةً، امتقع لونه، وكاد جمر ناظريه يعميه. فقد رأى ذراعين تحتضنان معشوقته... هاله ما رأى، فاستلّ سكّينه، وهوى بطعناته الهوجاء على الجسد الذي أغاظته ذراعاه. وخوفا على بهيّة أن تفزع ممّا ترى، وقبل أن يردّد المكان صدى صراخها ممزوجا بصوت حشرجة زوجها، أغمد السّكين في قلبها، وصرخ بدلا منها: سكّين العشق قتّال يا بهيّة!...

عبد السلام دغمش
28-01-2013, 01:56 AM
الأديبة كاملة بدارنة
لست ناقداً أدبياً بل هاوٍ محبّ للأدب ..
نص ممتع وكانت بدايته من قيام بطل القصة بتحضير الفطور" مقطّعاً الطماطم" لتنذر بالثبور..
كانت بداية المأساة حين قطعت "الداية" حبل صرة الضحية لتربطه بالوهم الذي عاش عليه ثائر سنين لقد شقت تلك الأم لابنها بجهلها درب الهلاك
التفصيل في حديث "ثائر" لنفسه لم يكن اطالة بل اضاءة بينت تفاعلات ما في نفس بطل القصة
تحياتي أختي كاملة على هذا العمل المبدع

سعاد محمود الامين
28-01-2013, 02:31 AM
نص يخطف الأنفاس.سرد ماتع شكرا لك على هذا الالق والأبداع.(.جرائم الشغف). العشق المجنون.العام الماضى ارتكبت فى بلدى ثلاث من جرائم الشغف.طالبة جامعية تركت زميلها قتلها فى قاعة الدراسة..أخرى تسلل لمنزلها فى غياب الام وقتلها لخطبتها لآخر..داخل الكوافير يوم عرسها هاجمها المحب المجنون. نصك أثار معضلة عاطفية موجودة فى العالم.بوركت

محمد الشرادي
28-01-2013, 03:12 AM
سكّين العشق قتّال

اليوم سأعيش أجمل اللحظات باسترداد محبوبتي التي ابتعدت عنّي، وغيّبها الهجر سنين...الليلة ستكون لي وحدي، بعد الفراق الذي أضناني.
"يا لها من أيّام جميلة، عشتها في طفولتي وربيع شبابي!... لا عليك يا ثائر، ستعيدها الليلة راضية أو مكرهة، وستتذكّر عشقك لها إلى الأبد..."
خاطب ثائر نفسه وهو يقطّع حبّات الطّماطم، مجهّزا طعام فطوره، ومحملقا في صورة محبوبته تارة، وأخرى مراقبا النّافذة التي تطلّ على الحارة وزقاقها الذي كانت تمرّ منه بهيّة الطّفلة التي حضرت والدته ولادتها، وطلبت من (الدّاية) قطع حبل صرّتها على اسمه؛ لتكون زوجا له في المستقبل.
رُبط هذا الحبل عشقا على قلبه، يوم رآها ذاهبة إلى مدرستها تلوح بحقيبتها، وجديلتيها اللتين زيّنتا بزيقَين من قماش الحرير الأبيض.
كان يكبرها بعشر سنوات، لكنّ مستعمرة العشق التي بناها في قلبه، والمدعومة بخلايا جسده، جعلته ينتظرها حتّى تبلغ سنّ الرّشد، ويذهب لمصارحتها، وطلب يدها. وعزاؤه حتّى ذلك الحين حديقة الشّوق التي سيّج بها عمارات عشقه، وقطف منها زهرات استمتع بأريجها، كلّما رآها تمرّ أمام ناظريه.
افترّ عن ثغره، وهو يتذكّر ساعة صارحها بما يكنز في قلبه من حبّ لها، حين تبعها، أثناء عودتها من المدرسة، يوم أن أنهت تعليمها في الصّفّ التّاسع. كان قد انتظرها عند بوّابة المدرسة ساعات، ومشى خلفها. وبعدما فارقت صديقاتها، اقترب منها، معرّفا بشخصه، وعارضا عليها أن يحمل حقيبتها. يومها، احمرّت وجنتاها، ورفضت اقتراحه، ومشت تتلفّت حولها خوف أن يراها أحد. ولم تقو على صرفه، أو أن تسرع الخطى لتسبقه، بل تثاقلت مشيتها، وخفق قلبها دهشة، عندما اقترب منها، وهمس في أذنها:"أحبّك". توقف هو في مكانه، وأكملت هي المسير بخطوات غير متناسقة!...
دخلت بهيّة البيت متجاهلة الأهل الذين طلبوا منها مشاهدة نتائج حصيلة علمها، بعد أن كانت ترقص فرَحًا لدى استلامها نتيجة كلّ امتحان...
أثارت سَحْنَتُها غير المعهودة شكوك الوالدين اللذين ألحّا عليها في الطّلب، وراحا يسألانها فيما إذا تعرّضت لأيّ اعتداء أو إهانة خاصّة؛ وأنّ تفوّقها في مدرستها يوجب رؤية ما اعتاداه من حركة دورانها في فناء البيت ملوّحة بأوراقها، ومدندنة أغنية عبد الحليم "وحياة قلبي وأفراحه".
كانت حجّتها أنّ رأسها يؤلمها، وأنّها حزينة على فراق زميلاتها في المدرسة.
بدا الأمر مقنعا... ودخلت بهيّة إحدى الغرف، وأغلقت الباب بإحكام، ليفتح بعد ذلك دماغها شريطا من الصّور طبعت عليها وقفات ثائر الطّويلة أمام بوّابة المدرسة سنوات عديدة يرقبها عن بعد... ولم تفكّر للحظة أنّ وقفته هناك كُرمَى لها؛ رغم أنّه كثيرا ما مشى خلفها أثناء عودتها للبيت محافظا على مسافة بينهما.
تذكّرت وقفته خلال الثّلاث السنين الأخيرة على شبّاك غرفته يتأمّلها كلّ صباح، وهي في طريقها إلى المدرسة.
تقاذفها دوار العاطفة، وألقى بها في بحر كلمات خالد زميلها الذي بسط أمامها سجّادة إعجابه قبل أسبوع فقط، وكادت تسقط عليها خجلا وفرحا...
"لا أمتلك الجرأة على مصارحته، والاعتراف له بأنّي لا أريد هذا الحبّ من شخص لا أعرفه، وأفضّل حبّ من كان في مثل سنّي؛ لأتزوّج منه مستقبلا، بعد إنهائي دراستي".
صرخت، وحشرجة صوتها تبتلعها دقّات السّاعة المزعجة، وغمامة فكرها توحي لها بانعدام بارقة حلّ للمشكلة، ونامت ملطّخة بوحل خوف الآتي، وحمأ خشية الحاضر...
مرّ صيفان على اعتراف ثائر لبهيّة بحبّه، ولم يتلقَ ردّا. وكان يقينه أنّ السّكوت علامة الرّضا، وأنّ الخجل يمنع بهيّة من التقائه، فقرّر التّوجّه بشكل رسميّ إلى الأهل، وطلب يدها، وضغط على بنصره التي ستطوّقها جوهرة السّعادة الذّهبيّة المنتظرة منذ سنين.
انتظر أسبوعا على رَمَض الشّوق؛ ليحقّق ما يبغي... "لا شكّ أنّ بهيّة تتراقص بهجة، وتزداد بهاء، وهي تسرّ لصديقاتها نبأ خطبتها ممّن يحبّها". حدّثته نفسه مطمئنّة.
ملأ غرفته حُبورا عندما خطر هذا بباله، ورسم على كلّ شبر فيها، الشّفاه المفتوحة بنون النَّعَم. وفي غمرة الانتظار، ونشوة وهم الموافقة، قرع الباب ، فعَلَت صرخات التّهديد والوعيد الصّادرة من الغرفة لمن سيتجرّأ، ويقترب؛ ليخطب بهيّة التي رفضت قلبه، وعمره اللذين انتظراها طويلا...
"هل يعقل أن ترفضني بهيّة؛ لأنّي قصير القامة، وأكبرها بعشر سنين؟ لا، لا يمكن... هذه أفكار أهلها المتباهين بطول قاماتهم، وبياض بَشَراتهم... بهيّة لن يتزوّجها أحد غيري!".
وشاءت إرادة الأقدار، بعد سنة، أن تغلب ثورة ثائر وعواطفه، وزُفّت بهيّة لمن ارتضته وأهلها عريسا لها. زفّت للشّاب الذي أعجبها جماله، ولطفه، وسبق "ثائر" في تقديم مشاعره على بَلّورَة الإعجاب، وحظي بها.
يومها، غاب ثائر عن البلدة، وخاف أهل الحيّ الذين سمعوا تهديداته- يوم رفضته بهيّة- من عاقبة غيابه... فيما والدته تولول وتتضرّع إلى الله؛ طالبة أن يضفي على قلبه السّكينة... وأثلج صدرها حين سمعت وقع خطواته، وهو داخل إلى غرفته، ويصفق بابها بقوّة!
"ألا تبّا لك أيّها الضّعف المسمّى قلبا! لم تستطع رقّة شرايينك، ودفق محبّتك جذب من تهواها إلى ديارك. وها أنت قابع ها هنا، ومسجون في قفص اعوجّت أعواده، بينما أسكنت من تحبّ قلبها في بيت اتّسعت أرجاؤه، وأغراها بهاؤه... لا بدّ أن تتحرّر يوما ما، وتنطلق إلى قفص من حرمت منها... وحتّى ذلك الحين، سأبقيك حبيسا عطشا... فتحمّل!".
قال هذا، ويداه تتّخذان من حافّة الشّرفة متّكأ، فيما عيناه تحملقان في الطّريق الذي اعتاد مراقبته كلّ صباح، ونور البدر يضيء له آثار خطوات بهيّة...
مرّت بضع سنوات، وثائر لا يحبّ الخوض في أموره الخاصّة، ولم يتردّد في إغضاب أمّه التي عرضت عليه كلّ شهر اسم فتاة؛ محاولة إقناعه بالزّواج؛ اعتقادا منها أنّه وَأَّدَ حبّ بهيّة، فكان يصرخ في وجهها: "بهيّة أو العزوبيّة!".
قضى يومه الذي بدأ صباحه بتلهّف للقاء محبوبته في البيت، ورفض تناول الدّواء الذي وصفه له الطّبيب النّفسيّ إثر حالات الهيجان، والقلق التي كثرت في الآونة الأخيرة...
لاحظ أفراد العائلة أنّ ريشة الفرح ترسم لوحاتها على وجهه، الذي جعل البؤس والعبوس منه وجه تمثال غاضب، يقبع تحت وهج الحرّ، ولسع القرّ، فسرّوا لذلك التّحوّل؛ اعتقادا منهم أنّ كُربته في طريقها للزّوال...
حملق في المفكّرة، وفي التّأريخ الذي حوّطه باللون الأحمر، ابتسم وقال: ستبقى يوما مخلّدا... ففي مثل هذا اليوم اعترفت لبهيّة بحبّي، وفيه سأعترف لها ثانية، وستكون لي، لي وحدي أنا، وإلى الأبد...
حام حول بيت بهيّة، ونقيق الضّفادع، وصوت صراصير الليل يعكّران صفو الجوّ، وضوء القمر يتأرجح بين الأشجار التي يطلّ منها، عندما يداعبها نسيم الليل. وحين يظهر النّور ينكشف ثائر، فيعلو نباح الكلب الرّابض أمام البيت، وحين يختفي، يخفت الصّوت.
كان متأكّدا أنّه سيجد إحدى النّوافذ مشرعة، فتهلّلت أسارير وجهه، وفاضت بِشْرًا، وانهمرت دموعه فَرَحا، وازدادت خطواته ثقة... فالليلة سَيَفي بِعَهده...
"يا لحظّي! شبّاك السّعادة يرحبّ بي، وبهيّة تنتظرني... سأخبرها بصدق مشاعري، وبِزيف حياتها... هل لا تزالين يقظة؟ أم أنّك سترتعبين عندما أوقظك في الظّلام يا غاليتي؟!... لا تغضبي منّي إذا ما أيقظتك من نومك، وأفزعتك".
مدّت شجرة اللّوز فرعها صوب النافذة المفتوحة، وما احتاج سوى أن يقفز ليمسك بإفريز الشّرفة، ويدخل الغرفة... مشى بتُؤَدة على البساط الضّوئي الذي مدّه نور القمر في الغرفة، فرأى وجه بهيّة، وقد انعكس عليه ضوء المصباح الخافت بلونه السّحريّ، فزاد الوجه جمالا ورقّة... غازل فرحُ عينيه سحرَ جمالها... وبَغتةً، امتقع لونه، وكاد جمر ناظريه يعميه. فقد رأى ذراعين تحتضنان معشوقته... هاله ما رأى، فاستلّ سكّينه، وهوى بطعناته الهوجاء على الجسد الذي أغاظته ذراعاه. وخوفا على بهيّة أن تفزع ممّا ترى، وقبل أن يردّد المكان صدى صراخها ممزوجا بصوت حشرجة زوجها، أغمد السّكين في قلبها، وصرخ بدلا منها: سكّين العشق قتّال يا بهيّة!...


أخت كاملة

سكين العشق قتال...يقتل العشيق أو العشيقة...زمان كالقثل بحرارة الصبابة يهم العاشق بمحبوبته...يحفها بين رموش عينيه...لا يوذيها أبدا حتى و لو تجرع الموت من اجلها.
فعروة بن حزام عاشق عفراء بنت عمه لا يعرف له شعر إلا في جبها. يوم تزوجت غيره ...مات حزنا و أرسل مناديا ينادي قرب دارها.
يا أهل البلاط المنعم إليم ننعى عروة بن حزام.
لكن حب صاحبنا ممزوج بالنانية المفرطة...حب مرضي إما أن يتملك معشوفته او يقتلها. ربما زمان ليس هو اليوم تغيرت الأحوال و تغير معها كل شيء.
نص عاطفي بامتياز...و قصص الحب التراجيدية توجع القلب.
دام الألق ليراعك.

آمال المصري
28-01-2013, 03:33 AM
سكّين العشق قتّال ..
ولكن ليس دائما فهناك من العشق ما أحيا وإن كانت لغير عاشقه
نص أثار الشجون واستحوز على ذائقتي بحبكته وتصاعد أحداثه رغم أن العنوان مع طعام الفطور كشف النقاب عن النص منذ البداية
بوركت أديبتنا الرائعة على تلك الوجبة الدسمة على مائدة الأدب
تحاياي

ناديه محمد الجابي
28-01-2013, 06:44 AM
الحب الحقيقى هو تضحية وعطاء بلا حدود
أما مانراه أمامنا فهو حالة من جنون العشق
أو أنانية الحب الجنونى , وحب التملك ..
أوحوا له أنها له منذ ولادتها فأحبها فى خياله
وكبر وهمه معه فى كل يوم من عمره , فلم يستطع
أن يستوعب أن تقول له لأ .

قرأت هنا لأديبة متميزة , فجذبنى سحر اللغة
وبراعة التعبير , وروعة القص ..
طرح ماتع بجمالية أدبية مبهرة
دمت عزيزتى والأبداع .

د. مختار محرم
28-01-2013, 08:59 AM
توقفت أنفاسي وأنا أقرأ هذه الرائعة أستاذتي
أيفعل جنون الحب هذا؟؟
أسلوبك السردي مذهل ويجعلنا نشاهد الأحداث بمخيلتنا
تبعثين في الحروف حياة .. حتى وإن كانت هذه الحياة أفضت إلى موت بسكين العشق
أأعذري تقصير أحرفي أستاذة كاملة..

مصطفى حمزة
28-01-2013, 06:58 PM
أختي العزيزة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
- قصّة واقعيّة ، حتى وإن لم تحدث ، لأنّ مجرياتها ، وشخوصها ، وبيئتها ..واقعيّة .
- تكاتف الوصفُ مع السرد مع الاسترجاع مع الحوار بنوعيه في حبكة هذا القصّة ، ومهارة القصّ عند الأستاذة كاملة
تجلت في استخدامها تلك التقنيات بحرفيّة عالية ، وتقديمها بلغة فائقة البلاغة والإيحاء .
- الومضة لم تكن باهرة مُفاجئة ، فما تقدمها من تسلق البطل المجنون بحبه واقتحامه غرفة المغدورين كان يُنبي بها .
- الصراع كان خارجياً بين البطل وأهله ، وبينه وبين محبوبته . وداخلياً بينه وبين عواطفه الجارفة ، التي ذهبت به وبعقله !
- لعبَ الحوار الداخلي - المنولوج - دوراً كبيراً في رسم ملامح البطل النفسيّة .
- سكين العشق قتّال : عنوان فضح إلى حدّ بعيد نهاية القصّة ، قبل أن تنتهي ، وكان أيضاً ممّا أضعف الومضة ( القفلة ) .
- سكين العشق قتّال ، وقتّالة كذلك ، فالسكين مما يُذكّر ويؤنّث
تحياتي وتقديري
* ملحوظة أرجو أن تكون فَكهة ... :
- أختنا العزيزة الأستاذة سعاد لتعليقاتها طعمٌ مميّز ، فهي دائماً تُنكّهه بتجارب من بلدها ، أو من حارتها ، أو من تجاربها الحياتيّة ههه ، كما فعلت هنا في ردّها على قصّة الأستاذة كاملة ، وفي ردّها على ( منى ) للعبد الفقير محدّثكم ..و ( لأجلها ) لأديبتنا نادية .... وفي أماكن أخرى كما أذكر
لاحُرمنا التميّز في هذه الواحة الغنّاء

نسرين بن لكحل
28-01-2013, 08:43 PM
أستاذتي الفاضلة كاملة:
قصة موجعة قريبة من الواقع و ان اختلفت الشخصيات أو وقائع الأحداث، لكن شخصياتها،و أحداثها تشكل جزء كبيرا من مجتمعاتنا العربية،
كان السرد جميلا و جذابا،جعلني أتابع بانتباه و تركيز.و رغم أن العنوان أوحى منذ البداية إلى نهاية مأساوية، لكن هذا لم يمنع حضور عنصر التشويق..
"وطلبت من (الدّاية) قطع حبل صرّتها على اسمه؛ لتكون زوجا له في المستقبل"
هنا معضلة عاشق واهم بنى آماله و أحلامه انطلاقا من رغبة سمعها و زينها في مخيلته، هي هكذا الأوهام اذا ملكت قلب صاحبها، تصبح جزء من واقعه الذي لا يقبل أن يعكّر صفوه أحد..
"انتظر أسبوعا على رَمَض الشّوق؛ ليحقّق ما يبغي... "لا شكّ أنّ بهيّة تتراقص بهجة، وتزداد بهاء، وهي تسرّ لصديقاتها نبأ خطبتها ممّن يحبّها". حدّثته نفسه مطمئنّة. " سكوت الضحية كان مأساة ثائر ..بدل أن تتبادر إلى ذهنه الشكوك اعتبر صمتها قبولا نتج عن حياءها .. فالصمت ليس علامةالرضا في كل الأحوال.
و كانت النهاية المأساوية زوج بريء لا يعلم مما كان شيئا، و بهية التي اختارت لنفسها من ترضاه. أما ثائر فدفع ثمن تخيلاته بضياع مستقبله و لذة انتقام ستورثه آلاما في سجنه..
تحياتي لك أستاذتي الكريمة .و لحرفك الزاخر بالجمال.
محبتي.

براءة الجودي
28-01-2013, 10:34 PM
هي المشكلة في ثائر لاغيره , هو يعشقها لكنه لم يتفهم ولم يتحسس هل تبادله نفس الشعور أم لا ؟ وهذا هو السبب الرئيسي لحزن الآخر الذي قد يفقده العشق عقله فيرتكب جريمة شنيعة
وأصبتِ في وضع كلمة ( العشق ) في العنوان لأنَّ الإنسان الطبيعي هو الذي يحب وهذا هو الوسط لاأن يعشق لدرجة الجنون ولا أن يتبلد حسه فيكون كالثلج أو كجلمود قاسِ
شكرا لكِ أستاذتنا كاملة على هذا السرد المؤثر , والوصف البسيط الجميل القريب للقلب فقد رأيتُ المشهد بكلِّ تفاصيله أمامي
دمتِ بحفظ الله ورعايته

كاملة بدارنه
28-01-2013, 10:53 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أستأذن من الإخوة للرّدّ وتوضيح نقطة فيما يتعلّق بالعنوان والحبكة .
لا يقتصر العنوان على كونه مشوّقا، فهناك أهداف ووظائف أخرى له . وكون العنوان(سكّين العشق قتّال) لا يعني أنّه إشارة واضحة لارتكاب البطل للجريمة - مع أنّ ذلك جائز أن يشار إليه من خلال العنوان - فمن الممكن أن يقتل هذا السّكين العاشق نفسه.
يعد العنوان من أهم العتبات النصية الموازية المحيطة بالنص الرئيس، حيث يساهم في توضيح دلالات النص، واستكشاف معانيه الظاهرة والخفية إن فهما وإن تفسيرا، وإن تفكيكا وإن تركيبا. ومن ثم، فالعنوان هو المفتاح الضروري لسبر أغوار النص، والتعمق في شعابه التائهة، والسفر في دهاليزه الممتدة. كما أنه الأداة التي بها يتحقق اتساق النص وانسجامه، وبها تبرز مقروئية النص، وتنكشف مقاصده المباشرة وغير المباشرة. وبالتالي، فالنص هو العنوان، والعنوان هو النص، وبينهما علاقات جدلية وانعكاسية، أو علاقات تعيينية أو إيحائية ، أو علاقات كلية أو جزئية
يستطيع العنوان أن يقوم بتفكيك النص من أجل تركيبه، وذلك عبر استكناه بنياته الدلالية و الرمزية، وأن يضيء لنا ، في بداية الأمر، ما أشكل من النص و غمض . فالعنوان- إذاً- هو مفتاح تقني يجس به السيميولوجي نبض النص، و يقيس به تجاعيده، ويستكشف ترسباته البنيوية وتضاريسه التركيبية، وذلك على المستويين: الدلالي و الرمزي..
ويعتبر (جنيت) العنوان نصا موازيا يندرج ضمن النص المحيط. ومن ثم، فالنص الموازي لديه هو:” ما يصنع به النص من نفسه كتابا، ويقترح ذاته بهذه الصفة على قرائه، وعموما على الجمهور. أي: ما يحيط بالكتاب من سياج أولي، و عتبات بصرية و لغوية”
وتطرح إشكالية العنوان أسئلة متعددة شائكة، اعتبرها جنيت مسألة تفرض نوعا من التحليل الدقيق. أما جيرار فينييه (Gérard Vigner) فيرى: ” أن العنوان و النص يشكلان بنية معادلة كبرى، فالعنوان هو النص.” ويعني هذا أن العنوان عند جيرار فينييه بنية رحمية، تولد معظم دلالات النص، فإذا كان النص هو المولود، فان العنوان هو المولد الفعلي لتشابكات النص، و مجمل أبعاده الفكرية والإيديولوجية .

ويعني هذا أن العنوان يحقق وظيفة الاتساق والانسجام على مستوى بناء النص أو الخطاب، ويعد كذلك من أهم العناصر التي يتم بها تحقيق الوحدة العضوية والموضوعية والشعورية.
فللعنوان عدة وظائف سيميائية، يمكن حصرها في وظيفة التعيين التي تتكفل بوظيفة تسمية العمل وتثبيته. وهناك أيضا الوظيفة الوصفية، والتي تعني أن العنوان يتحدث عن النص وصفا وشرحا وتفسيرا وتأويلا وتوضيحا. ونذكر كذلك الوظيفة الإغرائية التي تكمن في جذب المتلقي، وكسب فضول القارئ لشراء الكتاب أو قراءة النص. كما أن العنوان يؤدي وظيفة التلميح، والإيحاء، والأدلجة، والتناص، والتقنية، والمدلولية، والتعليق، والتشاكل، والشرح، والاختزال، والتكثيف، وخلق المفارقة والانزياح عن طريق إرباك المتلقي، بله عن الوظيفة الإشهارية… كما يحدد جيرار جنيت للعنونة أربع وظائف أساسية ألا وهي : الإغراء، والإيحاء، والوصف، والتعيين.
(من مقال للدّكتور جميل حمداوي بعنوان:
"السميوطيقا والعنونة”، مجلة عالم الفكر، الكويت، المجلد 25، العدد:3، يناير/مارس 1997م، صص:79-112)

أمّا فيما يخصّ الميل لتفضيل القفلة المفاجئة ، فإنّ هذا نوع واحد من أنواع الحبكة، ولا تقتصر عليه فهناك أنواع أخرى.
أشهر أنواع الحبكة :
الحبكة المتوازنة(الهرميّة): هي التي تبدأ بالعرض ثمّ تأخذ الأحداث تتصاعد لتصل إلى درجة الأوج ثمّ تبدأ بالنّزول نحو النّهاية.
الحبكة النّازلة: هي التي تبدأ بانحدار البطل وفشله وتستمرّ في النّزول إلى الحضيض.
الحبكة الصّاعدة: فيها ينتقل البطل من نجاح إلى نجاح.
الحبكة النّاجحة في النّهاية: فيها يواجه البطل إخفاقات عديدة، لكنّه ينتصر في النّهاية، وهي أكثر أنواع الحبكات شيوعا وأظهرها صراعا وتشويقا.
الحبكة المقلوبة: فيها يحرز البطل انتصارات مزيّفة، وحين يصل إلى القمّة يهوي إلى الحضيض.
تعدّ وحدة الحبكة معيارا أساسيّا من معايير الحكم على نجاح القصّة أو إخفاقها، ويقصد بوحدة الحبكة تماسك الأحداث وتتابعها منطقيّا أو نفسيّا.
تقديري وتحيّتي

سعاد محمود الامين
29-01-2013, 03:12 AM
ا الاديبة كاملة
تحية عطرة
شكرا على هذا التنويرالاكاديمى..ولايزال عنصر التشويق فى القص او الدراما بأنواعها اساس المتعة للقارئ أو المشاهد فاذا كان العنوان كاشفا لمضمون القص فذلك يفقد متعة التشويق لمعرفة الاحداث بالتدريج.عاشق، قاتل، سكين، ماذا بقى لنكتشفه أثناء تصاعد الحدث ولكن المتعة فى نصك صياغة مفرداته الجملة ولغته الغنية.فالعنوان الجاذب هو الغامض .هذا مجرد رؤية استشفها من خلال قراءتى للنصوص الادبية عربية او عالمية.شكرى وتقديرى واعتذارى لاحتلال متصفحك للمرة الثانية.

مصطفى حمزة
29-01-2013, 03:55 AM
أختي العزيز الأستاذة كاملة
أسعد الله مساءك
تعبتِ بعد أن ساءكِ - ربما - ما قرأتِ من بعض الردود .. لكن رب ضارة نافعة ، فقد أفضتِ وأفدتِ بهذا النصّ النقدي الدسم .. فجزاك الله الخيرَ كلّه ..
فقط أخطّ قولاً على قول وبسرعة ، لو سمحتِ لي :
- ليسَ كلّ ما نظّره الغربيّون في العلوم الإنسانيّة يوافق مزاج - ومعتقد - الشرقيّ ، والعربيّ والمسلم خاصّة ... بل أغلبه عنه غريب !
- ( العنوان هو النص ، والنصّ هو العنوان ) : أظن هذا يصحّ بشكل مطلق على البحوث ، والكتب التي توضع في علم أو نقد .. حينها يجب أن يكون العنوان
محورها الأساس . فمثلاً دقّقي في العنوانين التاليين لكتاب درسناه قديماً في الجامعة :
( حركة الشعر الحديث من خلال أعلامه في سورية ) و ( حركة الشعر الحديث في سورية من خلال أعلامه ) .. أما مضمون الكتاب فيخصّ العنوان الثاني
ولكن الناشر اختار الأول لأسباب تجاريّة لأنه أعم !!
- في الغرب - رغم ما تفضلتِ به - لايهتمون بالعنوان .. ولايختارون العنوان الدال على المضمون ..في أغلب الأحيان
- في القصّة القصيرة جداً .. أن يكون العنوان جزءاً من النص أو هو النص ..في ذلك مخاطرة فنية كبيرة ، وتخفّ هذه المخاطرة قليلاً مع القصّة القصيرة
وتخفّ أكثر مع الرواية ..
دمتِ بألف خير

ربيحة الرفاعي
29-01-2013, 10:57 AM
بالرغم مما حمل العنوان كما جاء في تعليقات البعض من دلالة على محتوى القصة أو إشارة للقفلة فقد كان استقطابيا مشوقا حث على قراءتها حتى من ليسوا من رواد قسم القصة الدائمين، وهذه واحدة من أهم صفات العنوان الناجح، ثم إن بين القصة القصيرة جدا والتي تُنتظر فيها قفلة مباغتة تحدث دهشة وردّ فعل شعوري مواز لها لدى المتلقي وبين القصة والقصة القصيرة اللتان يتنامى فيهما انفعال المتلقي تدريجيّا باتجاه الحدث وبتنامي وتيرته فارق كبير لا بد من مراعاته في القراءة، فالقصة أشبه ما تكون برواية قصيرة، والقصة القصيرة مشهد من مشاهد رواية أو قصة ، بينما القصة القصيرة جدا حدث لحظي قصير بمساحة زمكانية محددة وضيقة ويأتي استحقاقه للتسجيل مما يحدث من مفارقة وانعطاف لهذا كانت مباغتة القفلة من جمالياته وربما أساسياته..
ولعلي هنا أذكر بالقصص البوليسية التي كانت وما تزال الأكثر استقطابا لجيل الشباب الأكثر توقا للإثارة والتشويق، والتي يحكي العنوان في معظمها طبيعة الجريمة وميدانها ..

نحن في القصة لا ننتظر نهاية الحكاية بانتصار الشاطر حسن على الوحش، ولا نترقب انزلاقة اللامتوقع كما في الطرائف، بل نتابع تشويقا سرديّا ومهارات وصفية في بناء قصّي إحكام حبكته وذكاء دورانها حول فكرته هما محور الٌإبداع، بعيدا تماما عن قوانين النقد غربيّها وشرقيّها، وما ستكون النهاية وكيف تكون، ولم نكن هنا بصدد قصة قصيرة جدا لننتظر تلك المفاجأة في القفلة، فيخيب العنوان بدلالاته أملنا، علما بأني - وأرجو أن لا أبدو ساذجة القراءة باعترافي هذا- انتظرت أن يقتل سكين العشق ثائرا لا معشوقته، وتوقعت أمام السلوك الثعلبي له في المشهد قبل الأخير من القصة بتسلله لمنزلها أن يباغته زوجها فيقتله، وكان يمكن أن أقول يقتلهما معا لما حملت الإيحاءات الأولى من ملامح علاقة وقعت فيها بهية معه بعد زواجها، سواء بردّ فعلها الحيي على تصريحه بحبها، أو في حبوره في يوم لقاء ينتظره، أو حتى في حديث نفسه لحظة التسلل بما حمل من إيحاء في الاتجاهين "يا لحظّي! شبّاك السّعادة يرحبّ بي، وبهيّة تنتظرني ... سأخبرها بصدق مشاعري، وبِزيف حياتها... هل لا تزالين يقظة؟ أم أنّك سترتعبين عندما أوقظك في الظّلام يا غاليتي؟!... لا تغضبي منّي إذا ما أيقظتك من نومك، وأفزعتك".

ولقاصتنا الرائعة سعاد محمود الأمين أقول إن "عنصر التشويق فى القص او الدراما بأنواعها اساس المتعة للقارئ أو المشاهد" هو قول عزيزتي متعلق بالسرد أكثر بكثير مما هو متعلق بالعنوان، وكم من نص شدّنا عنوانه وانسحبنا منه بعد سطور قليلة وقد ماتت فينا الرغبة بقراءته لهشاشة بنائه وركاكة سرده، وكم من نص مررنا به بنيّة النظرة السريعة إذ لم يستدعنا العنوان أو لم يشجعنا، ووجدنا أنفسنا أسرى السرد المشوق والحبكة القويّة فلم نفلت من قيده بغض النظر عن طوله حتى الحرف الأخير!

قصة برعت أديبتنا كاملة بدارنة في بنائها
وأفاض الرائع مصطفى حمزة في وصفها
تكاتف الوصفُ مع السرد مع الاسترجاع مع الحوار بنوعيه في حبكة هذا القصّة ، ومهارة القصّ عند الأستاذة كاملة تجلت في استخدامها تلك التقنيات بحرفيّة عالية ، وتقديمها بلغة فائقة البلاغة والإيحاء .
ولم يبق لي فيها ما اقول

دمتم جميعا بألق

تحاياي

كاملة بدارنه
29-01-2013, 11:46 PM
الأديبة كاملة بدارنة
لست ناقداً أدبياً بل هاوٍ محبّ للأدب ..
نص ممتع وكانت بدايته من قيام بطل القصة بتحضير الفطور" مقطّعاً الطماطم" لتنذر بالثبور..
كانت بداية المأساة حين قطعت "الداية" حبل صرة الضحية لتربطه بالوهم الذي عاش عليه ثائر سنين لقد شقت تلك الأم لابنها بجهلها درب الهلاك
التفصيل في حديث "ثائر" لنفسه لم يكن اطالة بل اضاءة بينت تفاعلات ما في نفس بطل القصة
تحياتي أختي كاملة على هذا العمل المبدع

السّلام عليكم أستاذ عبد السّلام... بل أراك ناقدا فذّا بإشارتك إلى (تقطيع الطّّماطم) . هذا الحدث هو ما يسمّى ب (الرّمز المسبق) في كتابة القصّة القصيرة، وهو حدث يكون إشارة مسبقة لسير الأحداث يكتمل مع انتهائها، وهنا كانت الإشارة للنّهاية أقوى منها من خلال العنوان.
أحييك على نظرتك الثّاقبة وبارك الله فيك.
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
29-01-2013, 11:48 PM
نص يخطف الأنفاس.سرد ماتع شكرا لك على هذا الالق والأبداع.(.جرائم الشغف). العشق المجنون.العام الماضى ارتكبت فى بلدى ثلاث من جرائم الشغف.طالبة جامعية تركت زميلها قتلها فى قاعة الدراسة..أخرى تسلل لمنزلها فى غياب الام وقتلها لخطبتها لآخر..داخل الكوافير يوم عرسها هاجمها المحب المجنون. نصك أثار معضلة عاطفية موجودة فى العالم.بوركت
شكرا لك عزيزتي الأخت سعاد على مرورك الكريم
فعلا قد يفقد العشق العاقل عقله ويقوم بما لا تحمد عقباه... وأرض الواقع تعجّ بحلات كثيرة مثلما تفضّلت
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
29-01-2013, 11:51 PM
أخت كاملة

سكين العشق قتال...يقتل العشيق أو العشيقة...زمان كالقثل بحرارة الصبابة يهم العاشق بمحبوبته...يحفها بين رموش عينيه...لا يوذيها أبدا حتى و لو تجرع الموت من اجلها.
فعروة بن حزام عاشق عفراء بنت عمه لا يعرف له شعر إلا في جبها. يوم تزوجت غيره ...مات حزنا و أرسل مناديا ينادي قرب دارها.
يا أهل البلاط المنعم إليم ننعى عروة بن حزام.
لكن حب صاحبنا ممزوج بالنانية المفرطة...حب مرضي إما أن يتملك معشوفته او يقتلها. ربما زمان ليس هو اليوم تغيرت الأحوال و تغير معها كل شيء.
نص عاطفي بامتياز...و قصص الحب التراجيدية توجع القلب.
دام الألق ليراعك.
فعلا هو حبّ ممزوج بالأنانيّة والعسف... فالمحبّ الحقيقيّ نتوقّع منه التّسامح والرّحمة والتّضحية
شكرا لك على المرور العبق وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
29-01-2013, 11:58 PM
سكّين العشق قتّال ..
ولكن ليس دائما فهناك من العشق ما أحيا وإن كانت لغير عاشقه
نص أثار الشجون واستحوز على ذائقتي بحبكته وتصاعد أحداثه رغم أن العنوان مع طعام الفطور كشف النقاب عن النص منذ البداية
بوركت أديبتنا الرائعة على تلك الوجبة الدسمة على مائدة الأدب
تحاياي

أهلا بالأخت العزيزة آمال...
شكرا لك على مرورك الكريم الذي أعتزّ به، وكلماتك المشجّعة، لكن اسمحي بمخالفتك الرّأي فيما يخصّ العنوان بالنّسبة لكشف النّقاب عن الأحداث.
بوركت
تقديري وتحيّتي

حارس كامل
30-01-2013, 02:50 AM
وقانا الله شر انانية العشق او قولي التملك
كم من المولعين بالحب والعشق يضحون من اجل الحبيب ، لكن معظمهم يكون انانيا فاما لي واما فلا
تحياتي

كاملة بدارنه
01-02-2013, 12:51 AM
الحب الحقيقى هو تضحية وعطاء بلا حدود
أما مانراه أمامنا فهو حالة من جنون العشق
أو أنانية الحب الجنونى , وحب التملك ..
أوحوا له أنها له منذ ولادتها فأحبها فى خياله
وكبر وهمه معه فى كل يوم من عمره , فلم يستطع
أن يستوعب أن تقول له لأ .

قرأت هنا لأديبة متميزة , فجذبنى سحر اللغة
وبراعة التعبير , وروعة القص ..
طرح ماتع بجمالية أدبية مبهرة
دمت عزيزتى والأبداع .
العشق الزّائد قد يتحوّل إلى حالة مرضيّة تجعل العاشق يرتكب من الحمق الكثير
شكرا لك عزيزتي على كلماتك ومرورك العبق
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
01-02-2013, 12:52 AM
توقفت أنفاسي وأنا أقرأ هذه الرائعة أستاذتي
أيفعل جنون الحب هذا؟؟
أسلوبك السردي مذهل ويجعلنا نشاهد الأحداث بمخيلتنا
تبعثين في الحروف حياة .. حتى وإن كانت هذه الحياة أفضت إلى موت بسكين العشق
أأعذري تقصير أحرفي أستاذة كاملة..
سلامة أنفاسك أخي الدّكتور مختار
شهادة من شاعر مقتدر أعتزّ بها كثيرا
شكرا لك على مرورك الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
06-02-2013, 05:46 AM
أختي العزيز الأستاذة كاملة
أسعد الله مساءك
تعبتِ بعد أن ساءكِ - ربما - ما قرأتِ من بعض الردود .. لكن رب ضارة نافعة ، فقد أفضتِ وأفدتِ بهذا النصّ النقدي الدسم .. فجزاك الله الخيرَ كلّه ..
فقط أخطّ قولاً على قول وبسرعة ، لو سمحتِ لي :
- ليسَ كلّ ما نظّره الغربيّون في العلوم الإنسانيّة يوافق مزاج - ومعتقد - الشرقيّ ، والعربيّ والمسلم خاصّة ... بل أغلبه عنه غريب !
- ( العنوان هو النص ، والنصّ هو العنوان ) : أظن هذا يصحّ بشكل مطلق على البحوث ، والكتب التي توضع في علم أو نقد .. حينها يجب أن يكون العنوان
محورها الأساس . فمثلاً دقّقي في العنوانين التاليين لكتاب درسناه قديماً في الجامعة :
( حركة الشعر الحديث من خلال أعلامه في سورية ) و ( حركة الشعر الحديث في سورية من خلال أعلامه ) .. أما مضمون الكتاب فيخصّ العنوان الثاني
ولكن الناشر اختار الأول لأسباب تجاريّة لأنه أعم !!
- في الغرب - رغم ما تفضلتِ به - لايهتمون بالعنوان .. ولايختارون العنوان الدال على المضمون ..في أغلب الأحيان
- في القصّة القصيرة جداً .. أن يكون العنوان جزءاً من النص أو هو النص ..في ذلك مخاطرة فنية كبيرة ، وتخفّ هذه المخاطرة قليلاً مع القصّة القصيرة
وتخفّ أكثر مع الرواية ..
دمتِ بألف خير
السّلام عليكم أخي الأستاذ مصطفى
أشكرك على مرورك الكريم مرّتين وأقدّر ذلك كثيرا
المسألة ليست إساءة أخي، فما يكون من ردود نقديّة يسعدني أن أردّ عليه وهذا ما كان ...
والقضيّة ليست غربا أو شرقا ... لم أقصد الإتيان برأي الغرب في العنوان بالتّحديد فهناك الكثير من النّاقدين العرب أيضا الذين تحدّثوا عن العنوان ودلالاته .
لقد جاء في ردّك الأوّل :
- الومضة لم تكن باهرة مُفاجئة ، فما تقدمها من تسلق البطل المجنون بحبه واقتحامه غرفة المغدورين كان يُنبي بها .
كان من الممكن أن يقتل العاشق في النّهاية حيث يستيقظ الزّوج على إثر لقائه وكلماته لمحبوبته التي يموت شوقا للقياها... يتشاجران ويقتل بالسّكّين التي يحملها!
ومثلما تفضّلت الأخت ربيحة في ردّها مشكورة هناك احتمالات أخرى للنّهاية لم تخطر ببالي.
تظلّ الآراء قابلة للنّقاش وإبداء الرّأي فيها
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
10-02-2013, 12:56 AM
أستاذتي الفاضلة كاملة:
قصة موجعة قريبة من الواقع و ان اختلفت الشخصيات أو وقائع الأحداث، لكن شخصياتها،و أحداثها تشكل جزء كبيرا من مجتمعاتنا العربية،
كان السرد جميلا و جذابا،جعلني أتابع بانتباه و تركيز.و رغم أن العنوان أوحى منذ البداية إلى نهاية مأساوية، لكن هذا لم يمنع حضور عنصر التشويق..
"وطلبت من (الدّاية) قطع حبل صرّتها على اسمه؛ لتكون زوجا له في المستقبل"
هنا معضلة عاشق واهم بنى آماله و أحلامه انطلاقا من رغبة سمعها و زينها في مخيلته، هي هكذا الأوهام اذا ملكت قلب صاحبها، تصبح جزء من واقعه الذي لا يقبل أن يعكّر صفوه أحد..
"انتظر أسبوعا على رَمَض الشّوق؛ ليحقّق ما يبغي... "لا شكّ أنّ بهيّة تتراقص بهجة، وتزداد بهاء، وهي تسرّ لصديقاتها نبأ خطبتها ممّن يحبّها". حدّثته نفسه مطمئنّة. " سكوت الضحية كان مأساة ثائر ..بدل أن تتبادر إلى ذهنه الشكوك اعتبر صمتها قبولا نتج عن حياءها .. فالصمت ليس علامةالرضا في كل الأحوال.
و كانت النهاية المأساوية زوج بريء لا يعلم مما كان شيئا، و بهية التي اختارت لنفسها من ترضاه. أما ثائر فدفع ثمن تخيلاته بضياع مستقبله و لذة انتقام ستورثه آلاما في سجنه..
تحياتي لك أستاذتي الكريمة .و لحرفك الزاخر بالجمال.
محبتي.
أهلا بك عزيزتي نسرين وشكرا لك على المرور الكريم
النّفس الشّريرة تنسى أنّها كانت ذات يوم عاشقة، ويدفعها جنون العشق لارتكاب ما حُرّم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
10-02-2013, 12:58 AM
هي المشكلة في ثائر لاغيره , هو يعشقها لكنه لم يتفهم ولم يتحسس هل تبادله نفس الشعور أم لا ؟ وهذا هو السبب الرئيسي لحزن الآخر الذي قد يفقده العشق عقله فيرتكب جريمة شنيعة
وأصبتِ في وضع كلمة ( العشق ) في العنوان لأنَّ الإنسان الطبيعي هو الذي يحب وهذا هو الوسط لاأن يعشق لدرجة الجنون ولا أن يتبلد حسه فيكون كالثلج أو كجلمود قاسِ
شكرا لكِ أستاذتنا كاملة على هذا السرد المؤثر , والوصف البسيط الجميل القريب للقلب فقد رأيتُ المشهد بكلِّ تفاصيله أمامي
دمتِ بحفظ الله ورعايته
أهلا بك أخت براءة ...
معك حقّ أساس المشكلة ثائر؛ لأنّ أنانيّته منعته من تقبّل اختيار الطّرف الآخر، وإن كان عاشقا
شكرا لك على المرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
10-02-2013, 02:25 AM
جميل هذا الجو الشكسبيري المشبع بالعواطف الانسانية وتجلياتها وتناقضاتها في آن
دائماً يجد القاتل أو المذنب وسيلة ليقنع بها نفسه بارتكاب الجريمة
ويمارس المذنب اما عملية اسقاط يكذب بها على الناس أو عملية تبرير يكذب بها على نفسه
وهو ما فعله القاتل\العاشق هنا
حين قتل حبيبته خوفاً من تأثرها بمقتل زوجها الذي قتله لأنه أحاطها بذراعيه
متتالية من القتل أفقدته الهدف الأساسي الذي كان يفترض أن يتوافر فيه لو كان راشداً وليس مجرد مريض نفسي مصاب بالبارانويا أو الذهان
وهو : الحفاظ على حياة من يحب


الأديبة القديرة كاملة بدارنة

قصة لا يجب أن تفوت ، وسعيد أنن استدركتها

خالص تقديري لقلمك المبدع

كوني بخير

مازن لبابيدي
17-02-2013, 01:51 PM
ما أروعها من قصة
على الرغم من العنوان الموحي بقوة بما يمكن أن تكون عليه الخاتمة فقد جاءت مدهشة حقا بحدثيتها وصياغتها الأدبية ووقعها النفسي العاطفي .
سرد متميز بلغة ثرية مترفة نسجت قصة قصيرة رائعة بحبكة هادئة متصاعدة التأثير نجحت في شد القارئ إليها وغمسه في أحداثها حتى الأذنين .
للقصة جوانب كثيرة ليس أقلها البناء الاجتماعي الذي نقلنا من عادة قديمة أسرت بقيدها بطل القصة إلى تحرر معاصر لف الحبل على عنقه بعد أن استنزفت حياته وشخصيته بينهما .
البناء اللغوي كما سبق أن أشرت قوي يستحوذ على حصة كبيرة من القيمة الإجمالية ، الأمر الذي عمق وأبرز الحدث والشخصيات والحبكة بوضوح شبه مرئي مع حفظه للتبسيط وابتعاده عن التغريب اللفظي . وقد أعجبني استعمال بعض العبارات الشعبية المستخدمة "قطع سرتها على اسمه" ، ما يجعل القصة أقرب للمعاصرة والمألوف .
غياب شخصية أم ثائر عن بداية القصة يثير الاستغراب قليلا خاصة عند تقدمه للخطبة ، وربما يدل على مدى العزلة النفسية التي عاشها ومن ثم عانى منها البطل .
أكتفي بهذه القراءة السريعة لقصة تحتاج لتحليل نقدي من أهل التخصص .

تقديري الكبير لأديبتنا الكبيرة كاملة بدارنة
وأطيب تحية

كاملة بدارنه
17-02-2013, 11:18 PM
بالرغم مما حمل العنوان كما جاء في تعليقات البعض من دلالة على محتوى القصة أو إشارة للقفلة فقد كان استقطابيا مشوقا حث على قراءتها حتى من ليسوا من رواد قسم القصة الدائمين، وهذه واحدة من أهم صفات العنوان الناجح، ثم إن بين القصة القصيرة جدا والتي تُنتظر فيها قفلة مباغتة تحدث دهشة وردّ فعل شعوري مواز لها لدى المتلقي وبين القصة والقصة القصيرة اللتان يتنامى فيهما انفعال المتلقي تدريجيّا باتجاه الحدث وبتنامي وتيرته فارق كبير لا بد من مراعاته في القراءة، فالقصة أشبه ما تكون برواية قصيرة، والقصة القصيرة مشهد من مشاهد رواية أو قصة ، بينما القصة القصيرة جدا حدث لحظي قصير بمساحة زمكانية محددة وضيقة ويأتي استحقاقه للتسجيل مما يحدث من مفارقة وانعطاف لهذا كانت مباغتة القفلة من جمالياته وربما أساسياته..
ولعلي هنا أذكر بالقصص البوليسية التي كانت وما تزال الأكثر استقطابا لجيل الشباب الأكثر توقا للإثارة والتشويق، والتي يحكي العنوان في معظمها طبيعة الجريمة وميدانها ..

نحن في القصة لا ننتظر نهاية الحكاية بانتصار الشاطر حسن على الوحش، ولا نترقب انزلاقة اللامتوقع كما في الطرائف، بل نتابع تشويقا سرديّا ومهارات وصفية في بناء قصّي إحكام حبكته وذكاء دورانها حول فكرته هما محور الٌإبداع، بعيدا تماما عن قوانين النقد غربيّها وشرقيّها، وما ستكون النهاية وكيف تكون، ولم نكن هنا بصدد قصة قصيرة جدا لننتظر تلك المفاجأة في القفلة، فيخيب العنوان بدلالاته أملنا، علما بأني - وأرجو أن لا أبدو ساذجة القراءة باعترافي هذا- انتظرت أن يقتل سكين العشق ثائرا لا معشوقته، وتوقعت أمام السلوك الثعلبي له في المشهد قبل الأخير من القصة بتسلله لمنزلها أن يباغته زوجها فيقتله، وكان يمكن أن أقول يقتلهما معا لما حملت الإيحاءات الأولى من ملامح علاقة وقعت فيها بهية معه بعد زواجها، سواء بردّ فعلها الحيي على تصريحه بحبها، أو في حبوره في يوم لقاء ينتظره، أو حتى في حديث نفسه لحظة التسلل بما حمل من إيحاء في الاتجاهين "يا لحظّي! شبّاك السّعادة يرحبّ بي، وبهيّة تنتظرني ... سأخبرها بصدق مشاعري، وبِزيف حياتها... هل لا تزالين يقظة؟ أم أنّك سترتعبين عندما أوقظك في الظّلام يا غاليتي؟!... لا تغضبي منّي إذا ما أيقظتك من نومك، وأفزعتك".

ولقاصتنا الرائعة سعاد محمود الأمين أقول إن "عنصر التشويق فى القص او الدراما بأنواعها اساس المتعة للقارئ أو المشاهد" هو قول عزيزتي متعلق بالسرد أكثر بكثير مما هو متعلق بالعنوان، وكم من نص شدّنا عنوانه وانسحبنا منه بعد سطور قليلة وقد ماتت فينا الرغبة بقراءته لهشاشة بنائه وركاكة سرده، وكم من نص مررنا به بنيّة النظرة السريعة إذ لم يستدعنا العنوان أو لم يشجعنا، ووجدنا أنفسنا أسرى السرد المشوق والحبكة القويّة فلم نفلت من قيده بغض النظر عن طوله حتى الحرف الأخير!

قصة برعت أديبتنا كاملة بدارنة في بنائها
وأفاض الرائع مصطفى حمزة في وصفها
ولم يبق لي فيها ما اقول

دمتم جميعا بألق

تحاياي

السّلام عليكم عزيزتي الأخت ربيحة ...
شكرا لك على المرور المثري الذي سلّط الضّوء على نقاط هامّة، وعلى النّهايات الممكنة ...
لقد (وفّّيت وكفيت) بردّك الأدبيّ الجميل...
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
17-02-2013, 11:22 PM
وقانا الله شر انانية العشق او قولي التملك
كم من المولعين بالحب والعشق يضحون من اجل الحبيب ، لكن معظمهم يكون انانيا فاما لي واما فلا
تحياتي
الأنانيّة قد تقتل صاحبها، وتدمّر الآخرين
شكرا لك على المرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
20-02-2013, 03:06 AM
جميل هذا الجو الشكسبيري المشبع بالعواطف الانسانية وتجلياتها وتناقضاتها في آن
دائماً يجد القاتل أو المذنب وسيلة ليقنع بها نفسه بارتكاب الجريمة
ويمارس المذنب اما عملية اسقاط يكذب بها على الناس أو عملية تبرير يكذب بها على نفسه
وهو ما فعله القاتل\العاشق هنا
حين قتل حبيبته خوفاً من تأثرها بمقتل زوجها الذي قتله لأنه أحاطها بذراعيه
متتالية من القتل أفقدته الهدف الأساسي الذي كان يفترض أن يتوافر فيه لو كان راشداً وليس مجرد مريض نفسي مصاب بالبارانويا أو الذهان
وهو : الحفاظ على حياة من يحب


الأديبة القديرة كاملة بدارنة

قصة لا يجب أن تفوت ، وسعيد أنن استدركتها

خالص تقديري لقلمك المبدع

كوني بخير
أهلا بالأخ القاصّ أحمد
شكرا لك على المرور العبق الذي أعتزّ به...
سعدت بقراءة ردّك.
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
07-03-2013, 09:31 PM
ما أروعها من قصة
على الرغم من العنوان الموحي بقوة بما يمكن أن تكون عليه الخاتمة فقد جاءت مدهشة حقا بحدثيتها وصياغتها الأدبية ووقعها النفسي العاطفي .
سرد متميز بلغة ثرية مترفة نسجت قصة قصيرة رائعة بحبكة هادئة متصاعدة التأثير نجحت في شد القارئ إليها وغمسه في أحداثها حتى الأذنين .
للقصة جوانب كثيرة ليس أقلها البناء الاجتماعي الذي نقلنا من عادة قديمة أسرت بقيدها بطل القصة إلى تحرر معاصر لف الحبل على عنقه بعد أن استنزفت حياته وشخصيته بينهما .
البناء اللغوي كما سبق أن أشرت قوي يستحوذ على حصة كبيرة من القيمة الإجمالية ، الأمر الذي عمق وأبرز الحدث والشخصيات والحبكة بوضوح شبه مرئي مع حفظه للتبسيط وابتعاده عن التغريب اللفظي . وقد أعجبني استعمال بعض العبارات الشعبية المستخدمة "قطع سرتها على اسمه" ، ما يجعل القصة أقرب للمعاصرة والمألوف .
غياب شخصية أم ثائر عن بداية القصة يثير الاستغراب قليلا خاصة عند تقدمه للخطبة ، وربما يدل على مدى العزلة النفسية التي عاشها ومن ثم عانى منها البطل .
أكتفي بهذه القراءة السريعة لقصة تحتاج لتحليل نقدي من أهل التخصص .

تقديري الكبير لأديبتنا الكبيرة كاملة بدارنة
وأطيب تحية
أهلا بك أخي الدّكتور مازن
أشكرك جزيلا على هذا المرور العبق الكريم الذي أضاء جوانب هامّة في القصّة بقراءتك الرّائعة
أعتزّ بهذه القراءة
بارك الله فيك أستاذي
تقديري وتحيّتي

فوزي الشلبي
21-04-2013, 05:44 PM
العزيزة كاملة:

لقد رحلت بنا في رحلة سرد ممتع...مفارقات الوهم الكبير الذي يعشعش في العقول المريضة..جراء وعد بعد ولادة..فلم تتفق الكفاءة في زواج من حيث السن حتى لو كان ذلك ممكنا..فإن الزواج إيجابٌ وقبول ورضا طرفين...وليس من يبني حلمه على خرافةٍ قُتل بسكينها...قبل ان يقتل الحب الذي غاظه...فلو كان ثائر محبا حقاً..لاحتفظ عهد الحب الذي أكنه لبهية..وارتضى حياة العزوبية..فكان كقيس..ولكن هيهات بين المجنونين!

تقديرٌ كبير لقلم ينزف الإبداع!

أخوكم

نداء غريب صبري
23-04-2013, 06:15 AM
سرد جميل مشوق بوصف عشنا فيه القصة بتفاصيلها والصراع الداخل ووالخارجي الذي عاشه البطل
الرموز كانت رائعة
هذه قصة تستحق أن تكتبها سيدة الحرف كاملة بدارنة

شكرا لك أستاذتي

بوركت

كاملة بدارنه
20-05-2013, 11:05 AM
[QUOTE=فوزي الشلبي;818172]العزيزة كاملة:

لقد رحلت بنا في رحلة سرد ممتع...مفارقات الوهم الكبير الذي يعشعش في العقول المريضة..جراء وعد بعد ولادة..فلم تتفق الكفاءة في زواج من حيث السن حتى لو كان ذلك ممكنا..فإن الزواج إيجابٌ وقبول ورضا طرفين...وليس من يبني حلمه على خرافةٍ قُتل بسكينها...قبل ان يقتل الحب الذي غاظه...فلو كان ثائر محبا حقاً..لاحتفظ عهد الحب الذي أكنه لبهية..وارتضى حياة العزوبية..فكان كقيس..ولكن هيهات بين المجنونين!

تقديرٌ كبير لقلم ينزف الإبداع!

أخوكم[/QUOTE
أهلا بك أخ فوزي...
شكرا لك على المرور الكريم ... وفعلا المحبّ الحقيقي لا يحقد ولا ينتقم!
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
25-09-2014, 10:38 AM
حفرت الداية على ذاكرته صورة بهية فباتت تمتلك قلبه ويسجنها في عقلة وكبرت بهية وصورتها عالقة في تلافيف مخه حتى تحولت الى مرض مزمن لا دواء له
الحبكة المحكمة وتسلسل الاحداث دليل على استشراء المرض فيه الى ان كانت النتيجة الحتمية لمرضه
هو ليس سكين العشق بل سكين الجهل سيدتي فعالم الطفولة واسع وكل ما ينثر في عقولهم ينزرع بقوة لا يمكن انتزاعها فيما بعد
طرح رائع وموضوع يستحق التوقف ويراع يزداد نورا
تقديري وكل المودة
:014::014::014:

رويدة القحطاني
03-07-2015, 01:02 AM
قصة سردية مشوقة ومؤثرة في النفس بما تحمل من حقيقة صادمة وكيف أن العشق يصيب بالكثير من الأوجاع والجروح
والعشق أيتها الأديبة الكبيرة هو آفة النفس حين يكون هوى ولذة وليس حاجة وضرورة