المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وغربت شمس اليوم الثامن



حارس كامل
29-01-2013, 11:04 PM
وغربت شمس اليوم الثامن
قالت العرافة :
- انتظروه عند غروب شمس اليوم الثامن..
أدمعت عينا أمي ، وأزاحت ثديها الفارغ من اللبن عن فم أخي ثم أسندت رأسها إلي ضلفة باب المنزل ، وقالت بصوت متهدج :
- أثق في كلامها ، وتجاربها السابقة خير دليل .
ونهضت العرافة مسرعة ، وكانت ترتدي ثيابا زرقاء مزركشة ، وتضع صرة كبيرة علي رأسها ، وأسرعت خلفها ، وأمسكت طرف ثيابها ، وسألتها بلهفة وإلحاح :
- هل صحيح سيعود الغائب؟
فرمقتني بنظرة حادة ، ومضت في طريقها دون أن تنطق.
وأقبل اليوم الأول ، وقالت أمي محذرة :
- لا تذهب بأخيك بعيدا ، فهناك لص يخطف الأطفال الصغار .
دارت في عقلي الصغير أفكارا مخيفة ، وتخيلت اللص يذبحنا خلف صخرة نائية بسكين حادة ، ثم يطهو لحمنا ويأكله ، غير أن طعم اللحم كان مرا.
وأمسكت بيد أخي ، وتسلقنا شجرة عجوزا خارج المنزل ، وبحثنا عن أعشاش العصافير ، فوجدناها ميتة، ويبست أغصان الشجرة ، وذبلت أوراقها ، وألقت بها بعيدا ثم قذفت بنا في أرض وحلة كانت نهرا عذبا رحلت عنه الأسماك.
وتلطخت ثيابنا الممزقة بالوحل ، فألفيت وجه أمي الغاضب ينظر ألينا بقسوة و ينهرنا " من أين أتي لي لكما بثياب أخري" ، ولابد إنها ستضربنا .
فأحدقت القرية بنظرة حانقة ، فكانت ذابلة العروق ، وفارقتها الحياة .
وفي اليوم الثاني ، قالت أمي بلهجة أمرة :
- اذهبا لتعملا مع أبيكما .
فتذكرت وجه صاحب الأرض الغاضب ، وشاربه الكث ، وعصاه الصغيرة التي يضربنا بها حتى تضع بصمتها فوق أجسادنا . وتذكرت ابنه السمين الذي دائما ما يتشاجر معنا، ويسخر منا ويعايرنا بملابسه الجديدة ولعبه الكثيرة .
فأقسمت بأني لو رأيته لأضربه ضربا مبرحا ، ثم أقتل أبيه .
وقلت لأخي :
- هيا نتسابق .
فقال :
- أنت كبير ، وأقدامك كبيرة وستسبقني مثل كل مرة .
فقلت له مداعبا :
- سأبطئ من جري حتى تسبقني .
فقال بسعادة :
- صحيح .
فقلت له :
- صحيح .
وتسابقنا حتى وصلنا إلي الحقل ، وقد سبقته كالعادة ، فحزن مني ، وقال بأنه لن يكلمني بعد اليوم .
ووجدنا صاحب الأرض وابنه جالسين يتابعان الأنفار ، وقد اعتلت صيحاتهم بالتهديد والوعيد لمن لا يعمل بجد. وكان أبونا منكبا علي فأسه يضرب بها في الأرض بقوة ، وقد ربط خاصرته بقميص أزرق ممزق ، بانت له ساقيه الرفيعتين .
ورآنا ابن صاحب الأرض ، ونظر إلينا نظرة هازئة ثم نهض واقترب منا ، وقال ساخرا :
- لا عمل لكم هنا ، وسأطرد أباكم .
فرمقته بنظرة حانقة ،وودت لو أصفعه :
- سأضرب أباكم .
فصفعته علي وجهه ، فصرخ باكيا ، فاندفع أبوه نحونا ، وصفعنا بقوة حتى أسال الدماء من وجهينا ، بينما ظل أبونا ساكنا ينظر إلينا في حسرة وألم .
فقفزنا في الهواء غضبا ، وضربنا الأرض بأقدامنا الصغيرة ، فغضبت وأقسمت بأنها لن تثمر بعد اليوم .
وفي اليوم الثالث ، نادي ميكرفون الجامع :
- مطلوب أنفار للعمل بالعراق .
فقالت أمي لأبي مشددة :
- هيا ...العدد المطلوب قليل .
فهرع أبي مسرعا ، فلكزت أخي في قدمه ، وأسرعنا خلفه . واكتظ الجامع بالمصلين علي غير عادته ، ففرحت وقلت لأخي :
- النهاردة العيد .
فرمقنا رجل يرتدي بالطو أصفر ممسكا بعصي صغيرة تحت إبطه ، وقال بصوت أجش :
- أطفال أغبياء .
فخفنا منه ، ثم جاء القطار فركب الرجل صاحب البالطو الأصفر ، وتبعه المصلين ، ومضي القطار بعيدا.
وفي اليوم الثالث ، دخل المعلم إلي حجرة الدراسة ، وقال بصوت مرتفع :
- من منكم لم يحضر المصاريف ؟
وضرب بيديه علي السبورة ، ثم أضاف مهددا :
- من لم يحضر المصاريف فعليه بالخروج من المدرسة .
فوقفت ، وقلت للمعلم :
- قالت أمي بأنها لا تستطيع دفع المصاريف .
فلكزني في كتفي ، وأشار بإصبعه إلي باب حجرة الدراسة ، وقال بصوت نزق:
- لا مكان هنا لأبناء الخادمات .
فغضبت ، وأمسكت بقلم رصاص كان في يدي جعلته مدية طعنت بها المعلم ، فنظر لي هازئا دون أن ينزف .
وخرجت من المدرسة مسرعا ، وخرج خلفي طوابير من التلاميذ .
وفي اليوم الرابع ، نظرت أمي إلي وجه أختي الذابل ، وقالت باكية :
- ثمن الطبيب غال ، وإذا وجدنا ثمن الطبيب ، فمن أين لنا بثمن الدواء ؟
كانت أختي زهرة يافعة في بستان أخضر ملئ بالورود ، وكان وجهها أبيض مستدير مختلط بحمرة خجلة ، و كانت حينما تنظر إلي نهديها الصغيرتين خلف فستان أصفر ممزق تغني بصوت عذب أغنيه حزينة ، وكانت تشاركها العصافير الغناء .
وتطلعنا إلي أختي فصار وجهها أصفر ممتقعا ، فصرخت أمي صرخة مفزعة انطفأت لها أنوار المنزل . وجاء أهل القرية وحملوا أختي في نعش خشبي ، وذهبوا بها إلي أرض نائية ، وأهالوا عليها التراب ، ونبت فوق التراب زهرا أحمر .
وفي اليوم الخامس ، تطلعنا إلي السماء ، فوجدنا طائرة صغيرة تحلق بعيدا ، فهتفنا فيها :
- يا طائرة أحضري لنا أبانا ...
ولم تسمع الطائرة ندائنا ، وتحولت غرابا أسود نعق بصوت قمئ ، وأمسك لتوه بفأر صغير ، فتذكرنا الجوع ،فرجعنا إلي البيت ، وقلنا لأمي :
- نريد طعام .
فنظرت أمي متجهمة ، وأشاحت بيديها ثم أشارات إلي أواني فارغة ، وذهبت إلي غرفتها وأغلقت خلفها الباب ، وسمعنا نحيبا ، وبتنا دون عشاء مثل ليال ماضية .
وفي اليوم السادس ، انطلقت الزغاريد في القرية ، فسألت أمي :
- ما الخبر ؟
فلم تكترث أمي ، وألححت عليها فأجابت ممتعضة :
- زينب بنت احمد المنجد ستتزوج.
فطرقت كلماتها صدري ، وأدركت أن الحياة لا تستحق ، وتذكرت زينب ، وتذكرت وجهها الندي ، وفمها الأحمر ، وعيناها الخضراوتين ، وتذكرت حديثها " أحبك ، ولن أتزوج أحدا غيرك ".
فقلت لأمي :
- ومن ستتزوج؟
فأجابت :
- ابن رجل غني عنده بيت كبير ، وتلفزيون وطبق دش وأجهزه كثيرة .
فتخيلت إني أمسك سكينا أذبح بها شخصا مجهولا دائما ما يتربص بي .
وفي اليوم السابع ، سألت أمي جارتنا :
- ألم تسمع أخبارا جديدة في التلفزيون .
فثرثرت جارتنا كعادتها ، وكانت مكتنزة يطفح لحمها من تحت الثياب ، وقالت :
- الحرب دائرة والموتى كثيرون.
فتضايقت أمي ، و أردفت جارتنا :
- قلبي معك ، فالغائب عزيز علينا .
وجمت أمي ، وأغلقت الباب ، ونظرت إلي نفسها في المرآة ، فوجدت شعرها صار لونه أبيض .
وفي اليوم الثامن ، جلست أمي القرفصاء علي أريكتها الملاصقة لباب المنزل، و أحنت وجهها إلي الأمام ، وطقطقت بمسبحة في يدها ، منتظرة تحقيق نبوءة العرافة عند غروب الشمس.
وبعينين واهنتين فقدا كثيرا من نورهما أخذت تبحث عنا ثم قالت بصوت واهن ضعيف :
- انتظرا الغائب عند غروب الشمس .
فاقتربت منها وأخذتها في حضني ، وتذكرت وجوها كثيرة رأيناها نبحث فيها عن الغائب مع كل قطار قادم جريا وراء خبر أو إشاعة دون فائدة .
ومكثت في حضنها طويلا حتى غربت الشمس وغابت بعيدا .....وما عاد الغائب.

مصطفى حمزة
30-01-2013, 06:56 PM
أخي الأكرم ، أديبنا حارس
أسعد الله أوقاتك
قصّة لعب الرمز فيها دوراً كبيراً ، حتى لتكون بجملتها رمزاً لأمل ورجاء كل فقير بئيس
وعنصر التشويق فيها تجلى في انتظار اليوم الثامن ..الذي جاء وترك القارئ يُفكّر بالزائر المنتظر مَن تراهُ يكون ؟!
أخي الأكرم
ضجّ النص بالأخطاء اللغويّة والنحويّة والإملائيّة ! أشير إلى بعضها :
- دارتْ في عيني أفكاراً = أفكارٌ
- بانتْ لها ساقيه الرفيعتين = ساقاه الرفيعتان
- النهارده العيد !!!
- يرتدي بالطو !!!!
- ثمن الطبيب = أجرة الطبيب
- نهديها الصغيرتين = الصغيرين
- عيناها الخضراوتين = الخضراوين
وغيرها من السقطات ...
تحياتي وتقديري

حارس كامل
30-01-2013, 10:51 PM
اشكرك اخي مصطفي حمزة
وتحية علي تصويبك لما قد يبدر من سقطات لغوية او نحوية او ملائية ...فأنا غير متخصص في اللغة العربية ، ودائما مايحتاج النص الي مراجعة لغوية ، اقول اني مقصر فيها ، كما اني اكتب علي جهاز التاب ممايوقعني في الهنات الصغيرة .
امل مستقبلا ان اتلاشي ذلك
وجعلت دائما مدققا
وان كنت استفسر عن امكانية تصويب النص الاصلي لي او لغيري حتي تبقي ماينشر مرجعا لما يستفاد به من زائري الواحة
تحياتي لك دائما اديبنا الكبير

براءة الجودي
31-01-2013, 04:04 AM
ومكثت في حضنها طويلا حتى غربت الشمس وغابت بعيدا .....وما عاد الغائب.
هذه لعبارة هي الأكثرتأثيرا في القصة , كان سردك جميلا والأحداث التي مر بها الفتى هي أحداث البائسين في أمتنا التي اراها كثرة في هذه الأونة الأخير رغم الغناء الفاحش عند فئات أخرى
شكرا لك

مصطفى حمزة
31-01-2013, 04:42 AM
...فأنا غير متخصص في اللغة العربية ...وان كنت استفسر عن امكانية تصويب النص الاصلي لي او لغيري حتي تبقي ماينشر مرجعا لما يستفاد به من زائري الواحة

ولكنّك تكتبُ باللغة العربيّة ...
التصدّي لتصحيح كلّ الأخطاء في كلّ النصوص ..يحتاج لجهد جماعيّ لا لفرديّ ، ولكنني لا أتوانى عن ذلك كلما وجدتُ الجهد والوقت
دمتَ بخير أخي حارس

حارس كامل
31-01-2013, 12:41 PM
هذه لعبارة هي الأكثرتأثيرا في القصة , كان سردك جميلا والأحداث التي مر بها الفتى هي أحداث البائسين في أمتنا التي اراها كثرة في هذه الأونة الأخير رغم الغناء الفاحش عند فئات أخرى
شكرا لك

تحياتي أختي براءة
وأشكرك علي قراءتك لها ، ومتابعتك لموضيعي ..

آمال المصري
31-01-2013, 05:56 PM
نص لعب فيه دور التشويق وتتبع الأيام لنصل لليوم الحاسم والذي تركنا والباب مفتوحا للتأويل كل حسب قراءته واستنتاجه لما بين السطور
بون كبير بين فئتين من الشعب يلعب البوس والشقاء دوره في رسم معالمه جلية على وجوه أصحابه كما تخط معالم الثراء علاماتها المائزة على ملامح ذوي الثراء
ببعض المراجعة قبل النشر لتجنب الهنات يكتمل الإبداع
بوركت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

محمد الشرادي
31-01-2013, 07:01 PM
وغربت شمس اليوم الثامن
قالت العرافة :
- انتظروه عند غروب شمس اليوم الثامن..
أدمعت عينا أمي ، وأزاحت ثديها الفارغ من اللبن عن فم أخي ثم أسندت رأسها إلي ضلفة باب المنزل ، وقالت بصوت متهدج :
- أثق في كلامها ، وتجاربها السابقة خير دليل .
ونهضت العرافة مسرعة ، وكانت ترتدي ثيابا زرقاء مزركشة ، وتضع صرة كبيرة علي رأسها ، وأسرعت خلفها ، وأمسكت طرف ثيابها ، وسألتها بلهفة وإلحاح :
- هل صحيح سيعود الغائب؟
فرمقتني بنظرة حادة ، ومضت في طريقها دون أن تنطق.
وأقبل اليوم الأول ، وقالت أمي محذرة :
- لا تذهب بأخيك بعيدا ، فهناك لص يخطف الأطفال الصغار .
دارت في عقلي الصغير أفكارا مخيفة ، وتخيلت اللص يذبحنا خلف صخرة نائية بسكين حادة ، ثم يطهو لحمنا ويأكله ، غير أن طعم اللحم كان مرا.
وأمسكت بيد أخي ، وتسلقنا شجرة عجوزا خارج المنزل ، وبحثنا عن أعشاش العصافير ، فوجدناها ميتة، ويبست أغصان الشجرة ، وذبلت أوراقها ، وألقت بها بعيدا ثم قذفت بنا في أرض وحلة كانت نهرا عذبا رحلت عنه الأسماك.
وتلطخت ثيابنا الممزقة بالوحل ، فألفيت وجه أمي الغاضب ينظر ألينا بقسوة و ينهرنا " من أين أتي لي لكما بثياب أخري" ، ولابد إنها ستضربنا .
فأحدقت القرية بنظرة حانقة ، فكانت ذابلة العروق ، وفارقتها الحياة .
وفي اليوم الثاني ، قالت أمي بلهجة أمرة :
- اذهبا لتعملا مع أبيكما .
فتذكرت وجه صاحب الأرض الغاضب ، وشاربه الكث ، وعصاه الصغيرة التي يضربنا بها حتى تضع بصمتها فوق أجسادنا . وتذكرت ابنه السمين الذي دائما ما يتشاجر معنا، ويسخر منا ويعايرنا بملابسه الجديدة ولعبه الكثيرة .
فأقسمت بأني لو رأيته لأضربه ضربا مبرحا ، ثم أقتل أبيه .
وقلت لأخي :
- هيا نتسابق .
فقال :
- أنت كبير ، وأقدامك كبيرة وستسبقني مثل كل مرة .
فقلت له مداعبا :
- سأبطئ من جري حتى تسبقني .
فقال بسعادة :
- صحيح .
فقلت له :
- صحيح .
وتسابقنا حتى وصلنا إلي الحقل ، وقد سبقته كالعادة ، فحزن مني ، وقال بأنه لن يكلمني بعد اليوم .
ووجدنا صاحب الأرض وابنه جالسين يتابعان الأنفار ، وقد اعتلت صيحاتهم بالتهديد والوعيد لمن لا يعمل بجد. وكان أبونا منكبا علي فأسه يضرب بها في الأرض بقوة ، وقد ربط خاصرته بقميص أزرق ممزق ، بانت له ساقيه الرفيعتين .
ورآنا ابن صاحب الأرض ، ونظر إلينا نظرة هازئة ثم نهض واقترب منا ، وقال ساخرا :
- لا عمل لكم هنا ، وسأطرد أباكم .
فرمقته بنظرة حانقة ،وودت لو أصفعه :
- سأضرب أباكم .
فصفعته علي وجهه ، فصرخ باكيا ، فاندفع أبوه نحونا ، وصفعنا بقوة حتى أسال الدماء من وجهينا ، بينما ظل أبونا ساكنا ينظر إلينا في حسرة وألم .
فقفزنا في الهواء غضبا ، وضربنا الأرض بأقدامنا الصغيرة ، فغضبت وأقسمت بأنها لن تثمر بعد اليوم .
وفي اليوم الثالث ، نادي ميكرفون الجامع :
- مطلوب أنفار للعمل بالعراق .
فقالت أمي لأبي مشددة :
- هيا ...العدد المطلوب قليل .
فهرع أبي مسرعا ، فلكزت أخي في قدمه ، وأسرعنا خلفه . واكتظ الجامع بالمصلين علي غير عادته ، ففرحت وقلت لأخي :
- النهاردة العيد .
فرمقنا رجل يرتدي بالطو أصفر ممسكا بعصي صغيرة تحت إبطه ، وقال بصوت أجش :
- أطفال أغبياء .
فخفنا منه ، ثم جاء القطار فركب الرجل صاحب البالطو الأصفر ، وتبعه المصلين ، ومضي القطار بعيدا.
وفي اليوم الثالث ، دخل المعلم إلي حجرة الدراسة ، وقال بصوت مرتفع :
- من منكم لم يحضر المصاريف ؟
وضرب بيديه علي السبورة ، ثم أضاف مهددا :
- من لم يحضر المصاريف فعليه بالخروج من المدرسة .
فوقفت ، وقلت للمعلم :
- قالت أمي بأنها لا تستطيع دفع المصاريف .
فلكزني في كتفي ، وأشار بإصبعه إلي باب حجرة الدراسة ، وقال بصوت نزق:
- لا مكان هنا لأبناء الخادمات .
فغضبت ، وأمسكت بقلم رصاص كان في يدي جعلته مدية طعنت بها المعلم ، فنظر لي هازئا دون أن ينزف .
وخرجت من المدرسة مسرعا ، وخرج خلفي طوابير من التلاميذ .
وفي اليوم الرابع ، نظرت أمي إلي وجه أختي الذابل ، وقالت باكية :
- ثمن الطبيب غال ، وإذا وجدنا ثمن الطبيب ، فمن أين لنا بثمن الدواء ؟
كانت أختي زهرة يافعة في بستان أخضر ملئ بالورود ، وكان وجهها أبيض مستدير مختلط بحمرة خجلة ، و كانت حينما تنظر إلي نهديها الصغيرتين خلف فستان أصفر ممزق تغني بصوت عذب أغنيه حزينة ، وكانت تشاركها العصافير الغناء .
وتطلعنا إلي أختي فصار وجهها أصفر ممتقعا ، فصرخت أمي صرخة مفزعة انطفأت لها أنوار المنزل . وجاء أهل القرية وحملوا أختي في نعش خشبي ، وذهبوا بها إلي أرض نائية ، وأهالوا عليها التراب ، ونبت فوق التراب زهرا أحمر .
وفي اليوم الخامس ، تطلعنا إلي السماء ، فوجدنا طائرة صغيرة تحلق بعيدا ، فهتفنا فيها :
- يا طائرة أحضري لنا أبانا ...
ولم تسمع الطائرة ندائنا ، وتحولت غرابا أسود نعق بصوت قمئ ، وأمسك لتوه بفأر صغير ، فتذكرنا الجوع ،فرجعنا إلي البيت ، وقلنا لأمي :
- نريد طعام .
فنظرت أمي متجهمة ، وأشاحت بيديها ثم أشارات إلي أواني فارغة ، وذهبت إلي غرفتها وأغلقت خلفها الباب ، وسمعنا نحيبا ، وبتنا دون عشاء مثل ليال ماضية .
وفي اليوم السادس ، انطلقت الزغاريد في القرية ، فسألت أمي :
- ما الخبر ؟
فلم تكترث أمي ، وألححت عليها فأجابت ممتعضة :
- زينب بنت احمد المنجد ستتزوج.
فطرقت كلماتها صدري ، وأدركت أن الحياة لا تستحق ، وتذكرت زينب ، وتذكرت وجهها الندي ، وفمها الأحمر ، وعيناها الخضراوتين ، وتذكرت حديثها " أحبك ، ولن أتزوج أحدا غيرك ".
فقلت لأمي :
- ومن ستتزوج؟
فأجابت :
- ابن رجل غني عنده بيت كبير ، وتلفزيون وطبق دش وأجهزه كثيرة .
فتخيلت إني أمسك سكينا أذبح بها شخصا مجهولا دائما ما يتربص بي .
وفي اليوم السابع ، سألت أمي جارتنا :
- ألم تسمع أخبارا جديدة في التلفزيون .
فثرثرت جارتنا كعادتها ، وكانت مكتنزة يطفح لحمها من تحت الثياب ، وقالت :
- الحرب دائرة والموتى كثيرون.
فتضايقت أمي ، و أردفت جارتنا :
- قلبي معك ، فالغائب عزيز علينا .
وجمت أمي ، وأغلقت الباب ، ونظرت إلي نفسها في المرآة ، فوجدت شعرها صار لونه أبيض .
وفي اليوم الثامن ، جلست أمي القرفصاء علي أريكتها الملاصقة لباب المنزل، و أحنت وجهها إلي الأمام ، وطقطقت بمسبحة في يدها ، منتظرة تحقيق نبوءة العرافة عند غروب الشمس.
وبعينين واهنتين فقدا كثيرا من نورهما أخذت تبحث عنا ثم قالت بصوت واهن ضعيف :
- انتظرا الغائب عند غروب الشمس .
فاقتربت منها وأخذتها في حضني ، وتذكرت وجوها كثيرة رأيناها نبحث فيها عن الغائب مع كل قطار قادم جريا وراء خبر أو إشاعة دون فائدة .
ومكثت في حضنها طويلا حتى غربت الشمس وغابت بعيدا .....وما عاد الغائب.


أخ حارس

كسرة الخبز المرة التي حرمه منها الوطن و ترك خلفه الجميع جريا وراءها في الأوطان البعيدة...غيابه لم يحل المشكلة ظل الجوع هو الجوع...غيابه لم يخلق سوى الحنين للأب...و مضاعفة الفقر...و أضاف للأم هما آخر هم الانتظار...انتظار غودو...لكن غودو لم يعد.
تحياتي

حارس كامل
31-01-2013, 10:32 PM
ولكنّك تكتبُ باللغة العربيّة ...
التصدّي لتصحيح كلّ الأخطاء في كلّ النصوص ..يحتاج لجهد جماعيّ لا لفرديّ ، ولكنني لا أتوانى عن ذلك كلما وجدتُ الجهد والوقت
دمتَ بخير أخي حارس

اشكرك ثانية اخي مصطفي وانا معك ان تصحيح الاخطاء يحتاج لجهد جماعي ، وكنت ان ابدي رأيا او فكرة ان يكون رابطا خاصا بنقد القصص المميزة من جميع جوانبها الفنية والفكرية واللغوية ...ويكون النقد متخصصا بعيدا عن عبارات الثناء والمدح والمجاملة حتي تكون اارشيفا لجميع زائري الواحة .ويكون اختيار القصص ايضا بعناية والتي يكتمل فيه عناصر القصة ..
هذه مجرد فكرة ...تحياتي

حارس كامل
31-01-2013, 10:37 PM
نص لعب فيه دور التشويق وتتبع الأيام لنصل لليوم الحاسم والذي تركنا والباب مفتوحا للتأويل كل حسب قراءته واستنتاجه لما بين السطور
بون كبير بين فئتين من الشعب يلعب البوس والشقاء دوره في رسم معالمه جلية على وجوه أصحابه كما تخط معالم الثراء علاماتها المائزة على ملامح ذوي الثراء
ببعض المراجعة قبل النشر لتجنب الهنات يكتمل الإبداع
بوركت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

اختي امال :
اشكرك للمتابعة ..واعتذر عن الهنات التي فعلا انا مقصر في مراجعتها ويعزيني في ذلك ضيق الوقت الذي يلتهمه العمل ، وما بقي منه تقتنصه الدراسة ...ولولا المصادفة التي عرفت بها المنتدي لضاع ما بقي من اقصوصات مثل ما ضاع تحت معاول زحمة العمل والدراسة ...
واشكر جهاز التاب الذي اتاح لي التواصل في هذا المنتدي الذي وجدت فيه متنفسا يفيض به الانسان بمشاعره ،وايضا بألفة لاصدقاء واخوة جدد من وطننا الكبير..
تحياتي لك

عبد السلام هلالي
31-01-2013, 10:53 PM
قصة جميلة برمزية عالية اغترفت من واقع التهميش و الفقر و البؤس واعتمدت التشويق و إخفاء الأوراق لشد القارئ حتى النهاية رغبة في استجلاء هذا الغائب و اكتشاف هويته.
و الأجمل أنها لم تقدم الجواب الشافي لتوقع القارئ و أبقت الباب مفتوحا للتأويل و التكهن.
تحيتي لك أخي حارس ومزيدا من الابداع.

حارس كامل
01-02-2013, 12:13 AM
أخ حارس

كسرة الخبز المرة التي حرمه منها الوطن و ترك خلفه الجميع جريا وراءها في الأوطان البعيدة...غيابه لم يحل المشكلة ظل الجوع هو الجوع...غيابه لم يخلق سوى الحنين للأب...و مضاعفة الفقر...و أضاف للأم هما آخر هم الانتظار...انتظار غودو...لكن غودو لم يعد.
تحياتي

تحياتي لمرورك الكريم اخي الأديب محمد الشرادي

حارس كامل
01-02-2013, 01:25 AM
قصة جميلة برمزية عالية اغترفت من واقع التهميش و الفقر و البؤس واعتمدت التشويق و إخفاء الأوراق لشد القارئ حتى النهاية رغبة في استجلاء هذا الغائب و اكتشاف هويته.
و الأجمل أنها لم تقدم الجواب الشافي لتوقع القارئ و أبقت الباب مفتوحا للتأويل و التكهن.
تحيتي لك أخي حارس ومزيدا من الابداع.

شكرا لثناءك اخي عبدالسلام
تحياتي

ربيحة الرفاعي
30-03-2013, 11:45 PM
نص فكرته جميلة وترميزه ذكي وقوي، غير أن البناء القصي شابته هنات اللغة وأضعف من ترابطه تكرار العطف بالفاء وتكرار فقال ... فقلت
وهنا أيضا بعض الأخطاء في التعبير بما يضطرب له المعنى كقولك ثمن الطبيب فإن للطبيب أجرا وليس له ثمن

ويبقى أن النص يشي بموهبة قصية يعوزها شئ من المتابعة والاجتهاد لتأتلق

بانتظار جديدك

تحاياي

فاتن دراوشة
31-03-2013, 11:58 AM
نصّ ماتع مشوّق

طرح بشكل رائع معاناة الرّيف المصريّ وأهله وما كابده رجاله من مشقّة في العمل

وأجواء الفقر والجوع التي أودت بأرواح العديد من الأطفال

وبه إشارة للأفكار الواهية والإيمان بالدّجل والطّالع والكرامات

ليتك قمت بمراجعته وتنقيحه جيّدا ليكتمل جماله مبدعنا

مودّتي

فاتن

حارس كامل
03-04-2013, 04:43 AM
وغربت شمس اليوم الثامن
قالت العرافة :
- انتظروه عند غروب شمس اليوم الثامن..
أدمعت عينا أمي ، وأزاحت ثديها الفارغ من اللبن عن فم أخي ثم أسندت رأسها إلي ضلفة باب المنزل ، وقالت بصوت متهدج :
- أثق في كلامها ، وتجاربها السابقة خير دليل .
ونهضت العرافة مسرعة ، وكانت ترتدي ثيابا زرقاء مزركشة ، وتضع صرة كبيرة علي رأسها ، وأسرعت خلفها ، وأمسكت طرف ثيابها ، وسألتها بلهفة وإلحاح :
- هل صحيح سيعود الغائب؟
رمقتني بنظرة حادة ، ومضت في طريقها دون أن تنطق.
أقبل اليوم الأول ، وقالت أمي محذرة :
- لا تذهب بأخيك بعيدا ، فهناك لص يخطف الأطفال الصغار .
دارت في عقلي الصغير أفكار مخيفة ، وتخيلت اللص يذبحنا خلف صخرة نائية بسكين حادة ، ثم يطهو لحمنا ويأكله ، غير أن طعم اللحم كان مرا.
أمسكت يد أخي ، وتسلقنا شجرة عجوزا خارج المنزل ، وبحثنا عن أعشاش العصافير ، فوجدناها ميتة، ويبست أغصان الشجرة ، وذبلت أوراقها ، وألقت بها بعيدا ثم قذفت بنا في أرض وحلة كانت نهرا عذبا رحلت عنه الأسماك.
تلطخت ثيابنا الممزقة بالوحل ، فألفيت وجه أمي غاضبا ينظر ألينا بقسوة و ينهرنا ": من أين أتي لي لكما بثياب أخري" ، ولابد إنها ستضربنا .
أحدقت القرية بنظرة حانقة ، فكانت ذابلة العروق ، وفارقتها الحياة .
وفي اليوم الثاني ، قالت أمي بلهجة أمرة :
- اذهبا لتعملا مع أبيكما .
تذكرت وجه صاحب الأرض الغاضب ، وشاربه الكث ، وعصاه الصغيرة التي دوما ما تضع بصمتها فوق أجسادنا . وتذكرت ابنه السمين الذي دائما ما يتشاجر معنا، ويسخر منا ويعايرنا بملابسه الجديدة ولعبه الكثيرة .
فأقسمت بأني لو رأيته لأضربه ضربا مبرحا ، ثم أقتل أباه .
قلت لأخي :
- هيا نتسابق .
- أنت كبير ، وأقدامك كبيرة وستسبقني مثل كل مرة .
قلت له مداعبا :
- سأبطئ من جري حتى تسبقني .
صاح بسعادة شديدة :
- صحيح !!
- صحيح .
وتسابقنا حتى وصلنا إلي الحقل ، وقد سبقته كالعادة ، فحزن مني ، وقال بأنه لن يكلمني بعد اليوم .
وجدنا صاحب الأرض وابنه جالسين يتابعان الأنفار ، وقد اعتلت صيحاتهما بالتهديد والوعيد لمن لا يعمل بجد. وكان أبونا منكبا علي فأسه يضرب بها في الأرض بقوة ، وقد ربط خاصرته بقميص أزرق ممزق بانت له ساقاه الرفيعتان .
ورآنا ابن صاحب الأرض ، ونظر إلينا نظرة هازئة ثم نهض واقترب منا ، وقال ساخرا :
- لا عمل لكم هنا ، وسأطرد أباكم .
رمقته بنظرة حانقة ،وودت لو أصفعه :
- سأضرب أباكم .
صفعته علي وجهه ، فصرخ باكيا ، ثم اندفع أبوه نحونا ، وضربنا بقوة حتى أسال الدماء من وجهينا ، بينما ظل أبونا ساكنا ينظر إلينا في حسرة وألم .
قفزنا في الهواء غضبا ، وضربنا الأرض بأقدامنا الصغيرة ، فغضبت وأقسمت بأنها لن تثمر بعد اليوم .
وفي اليوم الثالث ، نادي ميكرفون الجامع :
- مطلوب أنفار للعمل بالعراق .
شددت أمي علي أبي :
- بسرعة ...العدد المطلوب قليل .
فهرع أبي مسرعا ، ولكزت أخي في قدمه ، وأسرعنا خلفه . واكتظ الجامع بالمصلين علي غير عادته ، ففرحت وقلت لأخي :
- النهاردة العيد!!
رمقنا رجل يرتدي بالطو أصفر!ممسكا بعصي صغيرة تحت إبطه ، وقال بصوت أجش :
- أطفال أغبياء .
خفنا منه ، ثم جاء القطار فركب الرجل صاحب البالطو الأصفر ، وتبعه المصلين ، ومضي القطار بعيدا.
وفي اليوم الثالث ،حملت كتبي وكراريسي وذهبت إلي المدرسة مليئا بالحماسة والنشاط.وقفت في الطابور منتظراً تحية العلم،بيد أن الناظر استقبلني بابتسامة صفراء،وقال بصوت حاد :
- لم تدفع المصاريف.
نظرت إلي الأرض وخرج صوتي واهنا:
- أمي لا تستطيع دفع المصاريف .
اوجعني بعصاه علي ظهري ، وطردني من الطابور ، وقال بصوت نزق:
- لا مكان هنا لأبناء الخادمات .
غضبت ، وأمسكت بقلم رصاص جعلته مدية طعنت بها الناظر ، فنظر لي هازئا دون أن ينزف .
خرجت من المدرسة مسرعا ، ونظرات التلاميذ تتابعني متألمة.
وفي اليوم الرابع ، نظرت أمي إلي وجه أختي الذابل ، وقالت باكية :
- أجرة الطبيب غالية ، وإذا وجدنا أجرة الطبيب ، فمن أين لنا بثمن الدواء ؟!
كانت أختي زهرة يافعة في بستان أخضر ملئ بالورود ، وكان وجهها أبيض مستديرا مختلطا بحمرة خجلة ، و كانت حينما تنظر إلي نهديها الصغيرين خلف فستان أصفر ممزق تغني بصوت عذب أغنيه حزينة ، وكانت تشاركها العصافير الغناء .
وتطلعنا إلي أختي فصار وجهها أصفر ممتقعا .
صرخت أمي صرخة مفزعة انطفأت لها أنوار المنزل . وجاء أهل القرية وحملوا أختي في نعش خشبي ، وذهبوا بها إلي أرض نائية ، وأهالوا عليها التراب ، ونبت فوق التراب زهر أحمر .
وفي اليوم الخامس ، تطلعنا إلي السماء ، فوجدنا طائرة صغيرة تحلق بعيدا ، فهتفنا فيها :
- يا طائرة أحضري لنا الغائب ..
ولم تسمع الطائرة نداءنا ، وتحولت غرابا أسود نعق بصوت قمئ ، وأمسك لتوه بفأر صغير ؛ فتذكرنا الجوع ،ورجعنا إلي البيت ، وقلنا لأمي :
- نريد طعام .
نظرت أمي متجهمة ، وأشاحت بيديها ثم أشارات إلي أواني فارغة ، وذهبت إلي غرفتها وأغلقت خلفها الباب ، وسمعنا نحيبا ، وبتنا دون عشاء مثل ليال ماضية .
وفي اليوم السادس ، انطلقت الزغاريد في القرية ، فسألت أمي :
- ما الخبر ؟
لم تكترث أمي ، وألححت عليها فأجابت ممتعضة :
- زينب بنت احمد المنجد ستتزوج.
طرقت كلماتها صدري ، وأدركت أن الحياة لا تستحق ، وتذكرت زينب ، وتذكرت وجهها الندي ، وفمها الأحمر ، وعينيها الخضراوين ، وتذكرت حديثها " أحبك ، ولن أتزوج أحدا غيرك ".
انطلق صوتي يائسا :
- ومن ستتزوج؟
أجابتني :
- ابن رجل غني عنده بيت كبير ، وتلفزيون وطبق دش وأجهزه كثيرة .
فتخيلت إني أمسك سكينا أذبح بها شخصا مجهولا دائما ما يتربص بي .
وفي اليوم السابع ، سألت أمي جارتنا :
- ألم تسمع أخبارا جديدة في التلفزيون .
ثرثرت جارتنا كعادتها ، وكانت مكتنزة يطفح لحمها من تحت الثياب ، وأجابت:
- الحرب دائرة والموتى كثيرون.
تضايقت أمي ، و أردفت جارتنا :
- قلبي معك ، فالغائب عزيز علينا .
وجمت أمي ، وأغلقت الباب ، ونظرت إلي نفسها في المرآة ، فوجدت شعرها صار لونه أبيض .
وفي اليوم الثامن ، جلست أمي القرفصاء علي أريكتها الملاصقة لباب المنزل، و أحنت وجهها إلي الأمام ، وطقطقت بمسبحة في يدها ، منتظرة تحقيق نبوءة العرافة عند غروب الشمس.
وبعينين واهنتين فقدا كثيرا من نورهما أخذت تبحث عنا ثم قالت بصوت واهن ضعيف :
- انتظرا الغائب عند غروب الشمس .
اقتربت منها وأخذتها في حضني ، وتذكرت وجوها كثيرة رأيناها نبحث فيها عنه مع كل قطار قادم جريا وراء خبر أو إشاعة دون فائدة .
ومكثت في حضنها طويلا حتى غربت الشمس وغابت بعيدا..
وما عاد الغائب.

حارس كامل
03-04-2013, 04:48 AM
نص فكرته جميلة وترميزه ذكي وقوي، غير أن البناء القصي شابته هنات اللغة وأضعف من ترابطه تكرار العطف بالفاء وتكرار فقال ... فقلت
وهنا أيضا بعض الأخطاء في التعبير بما يضطرب له المعنى كقولك ثمن الطبيب فإن للطبيب أجرا وليس له ثمن

ويبقى أن النص يشي بموهبة قصية يعوزها شئ من المتابعة والاجتهاد لتأتلق

بانتظار جديدك

تحاياي

اشكر مرورك الكريم اختي ربيحة
كنت اود لو يتاح التعديل علي النص بصفة مستمرة
اسعدتني نقدك للنص وطرح مابه من شوائب ليتم معالجتها
طرح النص بعد التعديل في مشاركة جديدة
تقبلي تحيتي
دمت بخير

حارس كامل
03-04-2013, 04:50 AM
نصّ ماتع مشوّق

طرح بشكل رائع معاناة الرّيف المصريّ وأهله وما كابده رجاله من مشقّة في العمل

وأجواء الفقر والجوع التي أودت بأرواح العديد من الأطفال

وبه إشارة للأفكار الواهية والإيمان بالدّجل والطّالع والكرامات

ليتك قمت بمراجعته وتنقيحه جيّدا ليكتمل جماله مبدعنا

مودّتي

فاتن
المعاناة والفقر في قرانا واضحة كالشمس ..لكن آه من لكن من يهتم بمعاناتهم وفقرهم
اشكر مرورك الكريم اختي الفاضلة
دمت بخير

لانا عبد الستار
26-04-2013, 11:09 PM
قصة جميلة فيها اشتغال على الرمز وعنصر التشويق
وأنت قاص ماهر
رغم الحاجة للعناية باللغة
أشكرك

حارس كامل
26-04-2013, 11:48 PM
قصة جميلة فيها اشتغال على الرمز وعنصر التشويق
وأنت قاص ماهر
رغم الحاجة للعناية باللغة
أشكرك

اشكر مرورك اختي لانا
تحيتي وتقديري

نداء غريب صبري
02-06-2013, 02:47 AM
قصة جميلة مشوقة انتهت ونحن ما زلنا ننتظر الغائب الذي بدانا القصة بانتظاره
وممتعة برغم الأخطاء التي أصابت اللغة

شكرا لك أخي

بوركت

حارس كامل
07-06-2013, 07:25 PM
قصة جميلة مشوقة انتهت ونحن ما زلنا ننتظر الغائب الذي بدانا القصة بانتظاره
وممتعة برغم الأخطاء التي أصابت اللغة

شكرا لك أخي

بوركت

القديرة نداء
اشكر علي قراءتك للنص رغم طولة
بالنسبة للاخطاء لقد باعدت طرحة ثانية بعد التصويب
تحيتي وتقديري