تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رأيتُكِ



مصطفى حمزة
31-01-2013, 06:14 AM
رأيتُكِ


رأيتُكِ أمسِ – فيما يرى النائمُ الحالمُ – في ثوبٍ أبيضَ ناصعٍ سابغٍ ، ووجهُكِ يشعُّ منه .. أرأيتِ إلى البدرِ إذِ اكتمل ، يتصدّرُ كبدَ السماءِ ! عجباً ، كيفَ يُنيرُ ويُبهرُ أبيضُ على أبيض ؟! كنتِ تجلسينَ قُبالةَ فتىً عشرينيّ أبيضِ الوجهِ ، مُتورّدِ الوجنتين ، ذي لحيةٍ سوداءَ خفيفةٍ لطيفةٍ يَودّ الأنفُ شـمّها ، وتشتهي الشفتان لمسَها ! كان يلبسُ دشداشةً بيضاءَ عُمانيّةً ؛ عرفتُها من ( الفرّوخة ) المستلقيةِ إلى اليمين . وفوقَ شعره الأسودِ السابلِ استقرت عُمانيّةٌ أخرى مُزركشةٌ بديعة . كنتِ تنظرين إليهِ نظراتٍ والِهةً كمن يخافُ أن يفوتَ من عمره دقيقةٌ لا يرى فيها الحبيبَ وكانَ ينظرُ إلى وجهكِ الفاتنِ المُحْمَرَّ كالذي ينظرُ إلى كَنْزٍ عثرَ عليه أخيراً بعدَ جُهدٍ ولأواء فهو بينَ مُصدقٍ عينيهِ ومُكّذبٍ ! وكان كفّاكِ مُستسلِمََتيْن لكفّيهِ بخضوعٍ تامٍّ كأنّما يقولانِ لهما : دونكما احتفِظا بنا فهما جُزءٌ منكما ! وكان يُمسكُ كفّيْكِ كمَنْ يُمسك قطعةَ الحلوى الطريّة يخاف أن تذوبَ بينَ يديه !! وعرفتُ من حيثُ لا أعرفُ ... أنّكما عَروسانِ ، وأنّكما في شهرِ العسلِ ، وأنّكما في مكانٍ ما مِنْ عُمان ..
ورأيتُكِ
تَجرينَ على شاطئ البحرِ الرمليّ حافيةَ القدمَيْن ، وهو يَجري وراءكِ يُريدُ أن يُمسكَ بكِ ولكنّكِ كنتِ أسرعَ منه وأرشق فسبقتِهِ إلى البيتِ المُنعزلِ .. دخلتِ وتركتِ البابَ مفتوحــــاً لـه ثمّ وصلَ بعدَكِ بقليلٍ يلهثُ ويضحكُ . وأرتِجَ البابُ خلفكما .. كانَ بيتاً صغيراً سقفُهُ من القرميد ونوافذه خضراء ، وكذلك بابُه أخضر ، أما جدرانه فزهريّةٌ مُحمرّةٌ ، ويُحيطُ به خمسُ شجراتٍ أظنّها من " الظفراء " إذ كانتْ مكسوةً كلُّها بالزهورِ الورديّةِ حتى إنه لم يظهرْ من أغصانها غصنٌ واحد ! وحين أطفِئت أنوارُ المنزلِ لم يبدُ من تلك الشجرات إلاّ خيالاتٌ خمسة ..
ورأيتُك ِ
جالِسَةً عندَ النافذةِ الخضراءِ ذاتِها تقرئينَ في كتاب ، قرأتُ عنوانَه ( تربية الأولاد في الإسلام ) ، كنتِ تنظرين فيه حيناً ، وحيناً ترفعين رأسَكِ عنه وتَرمين نظركِ بعيداً بعيداً من خلالِ النافذة كأنّكِ تتوقّعينَ رؤيتَهُ بينَ لحظةٍ وأخرى عائداً من الأفق من تجارتِهِ في البلدِ المُجاورِ . كانَ يبدو عليكِ القلقُ والتعبُ في آنٍ معاً ! هل كنتِ تخشينَ أن تَضعي مولودَكِ الأولَ قبلَ أن يعود ؟!
ورأيتُك ِ
رأسُكِ إلى رأسِهِ كَملاكَيْنِ رائعينِ تنظرانِ بعيونٍ حانيةٍ حالمةٍ إلى طفلٍ في لُفافةٍ بينَ يديكِ تارةً ترفعينه لتقبّلي وجنتيه ، وتارةً تضمّينه إلى صدركِ ليمتحَ الحنان ، وتارةً أخرى تقرّبينه من وجه أبيه ليطبعَ على خدّه قبلةً رفيقة شفيقة .. كان يبدو من الطفلِ الجميلِ وجهُه ، وجهٌ أبيضُ أشرِبَ بالورديّ ، والشفتانِ حَمراوانِ جداً ! العليا رقيقة رقيقة ، والسُّفلى مًنْقَلبةٌ للأسفلِ تُغري بالأكل !
وسـمعتُكِ تقترحين اسـماً على أبيه ، ولمحتُ الأبَ الحبيبَ يُوافقُ عليه حُبّاً لكِ وكرامة فســــمّيتِه ...........
ورأيتُك ِ
واقفةً بينَ مجموعةٍ من الأطفالِ الصّغارِ المتحلّقين على الأرضِ ، أعمارُهُمْ ما بينَ سنةٍ وأربع ، ويجلس وسطهم وسيمٌ منَ الأطفالِ رائعُ القَسَماتِ ، يُنقّلُ نظرَهُ بينهم مُندَهِشاً مُستغْرِباً لكنّهُ سعيدٌ ! بَدَوتِ في منتهى الحُبور وأنتِ تنثرينَ فوقَ رؤوسهم ( الفُشار ) مخلوطاً بالمكسّراتِ ، وهم يلتقطونها وقدْ تداخَلَتْ ضحكاتُهم بثرثرتِهِمْ بِعَبَثِهِمْ ... وربّما أغلبُهم لا يدري أنّ مناسبةَ احتفالِهِمْ وفرحِهِمْ هذا هو ( حولحول ) وحيدِكِ الغالي ..
ورأيتُك
في المطبخ تُعدّين طَعامَ الغَداء ، كنتِ تبدين قلقةً جداً ! عيناكِ تَلْحَظانِ ساعةَ الحائط كُلّ دقيقةٍ وأخرى ... لمّا يأت بعدُ ! لقدْ تأخرّتِ الحافلةُ التي تُقلّه إلى البيتِ اليومَ ! ثم تسمعين صوتَها فُتُلقينَ ما بيديكِ وتُهرَعينَ نحوَ البابِ ، وتحتضنينه مع حقيبته الصغيرة ، وتُقبّلينه وأنتِ تسألينه ألفَ سُؤال معاً عن سببِ تأخّره ! وهو لايُجيبُ عن أيٍّ منها ! ثُمّ يُفلتُ منكِ ، ويَرمي بحقيبته أرضاً ويجري إلى المطبخِ يَتَشَمّمُ الطّعام !
ورأيتُك
تجلسين قُبالةَ طفلٍ ، في التاسعةِ رُبّما ، كانَ مُتربّعاً بينَ يديكِ مُعتمراً قُبّعةً بيضاءَ صغيرةً ودشداشةً صفراءَ طولُها يُضحك الناظرَ إليها ! يقرأ عليك قِصارَ سُور المصحفِ الشّــريف وكنتِ كُلّما أنهى سُورةً منها تجذبينه إليكِ جَذلانةً لِتَطبَعي على خدّهِ قُبلةً ، تأكلينه بها أكلاً !!
ورأيتُك
في مجلسِ بيتِكم تَسْعَيْنَ بينَ يَدَي ضَيْفاتِكِ اللاتي ملأنَ عليكِ المكانَ ، وقدِ اختلطتْ أحاديثُهنّ اختلاطاً عجيباً حتى غَدَتْ ضوضاءَ أعجميّةً ! كانَ التعبُ عليكِ ظاهراً ، لكنّكِ سعيدة جذلانة .. تنحنين لترفعي أطباقاً شبهَ فارغةٍ كانت قبلَ قليلٍ طافحةً بالغراميل ، والمشاكيك ، لتضعي أطباقاً أخرى حافلةً بالعريس ، والقبولي ، والعرسيّة .. وكنّ يغرفْنَ ويتحدّثْنَ في آنٍ معاً بانتظار الحلوى العُمانيّة ، واللقيمات ! وكنتِ تردّين على المُبارِكاتِ من هنا ومن هُناك ، وتشكرينهنّ على حُضورهنّ ، وتحمدين اللهَ – سبحانه – الذي أكرمَ وحيدكِ – وأكرمكم – بختم القرآن الكريم .
ورأيتُك
بِعَيْنَين دامعَتَين ؛ تُعاتبينه مُراهِقاً أنْ تأخّرَ في السّهرِ خارجَ البيتِ وأبوهُ مسافرٌ وأنتِ وحدَكِ تخافينَ عليهِ خطفةَ الشيطان ! كانت كلماتُ عِتابكِ كأنّها تقولُ له : لا تنجرحْ يا نورَ عيني من عِتابي ! أو كأنّها كانت تتضرّعُ إلى الله : اللهمّ اجعلْ عِتابي له برْداً وسلاماً عليه ! ثمّ تركتِهِ مُعرِضَةًً عنه ولِسانُ حال قلبِكِ يقول له : اتْبَعْني ياروحَ أمكَ ، وأرضِني !! فهلْ سَمِعَ القلبُ البارُّ دعوةَ القلبِ الحاني ؟! انحنى على كفّيْكِ يُقبّلهما مُسترضِياً ، فسارعتِ بالرضا عليهِ والدّعاءِ له
وكأنكِ كنتِ تنتظرينَ أن يلفظَ الحرفَ الأولَ من الاعتذار ! ورَجاكِ أنْ تضحَكي ، فأشحْتِ بوجهِكِ وتضاحكتِ .. فأعادَ الرجاءَ ، فتبسّمتِ .. فقبّلَ جبينَكِ وقال : أسمِعينيها ، يا ستّ الكلّ ..
جمدتْ عيناكِ لحظةً ً تتأمّلان الفراغَ حين سمعتِ ( أسمعينيها *) ! ولمحتُ فيهما دمعتين جديدتين على وشكِ الهروب .. لكنّ منديلَكِ في يدكِ سارعَ فالتقطهما كي لا يراهما .............. ثمّ ضَحكتِ وأنتِ تترضّينَ عليه ..
ورأيتُك
جالسةً على أريكةٍ بُنّيّةِ اللونِ ، تتكئين على وِسادةٍ مُزركشةٍ بخيوطٍ ذهبيّةٍ وتسندين براحةِ كفّكِ خَدّكِ ، تُغالبينَ سِنَةَ النومِ التي تنتابكِ كلّ بضع دقائقَ ! لم تستجيبي لتوسّلاتهِ إليكِ أنْ تأوي لِفِراشِكِ وترتاحي من هذا السهرِ المُضني كلّ ليلةٍ معه ؛ فامتحانُ الثانويّةِ العامّةِ له هو ، وليسَ لكِ أنتِ ! لكنّكِ كنتِ خائفةً إن تركتِهِ وحدَه أنْ يُثقِلَ النّعاسُ جَفْنَيْهِ فينامَ عن دراسته ..
ولكنْ ، وبعدَ منتصفِ الليلِ بقليل ، استسلمتِ لِهَجْمةِ النومِ عليكِ في حُضنِ الأريكة ، وتركتِهِ يتأمّلُك وقلبُهُ يخفق بالعَطْفِ عليكِ خفقاً ..
ورأيتُك
في مشهدٍ أخيرٍ ، كنتم ثلاثةً في المطار تودّعانِ وحيدَكما العائدَ من إجازته إلى جامعتِهِ في البلدِ الشّاميّ الذي كنتِ تَوَدّينَ في يومٍ من أيامِ عمرك الماضية زيارتَهُ .. كانَ مَشْهَداً مُؤثّراً انفطرَ له قلبي ؛ تعانَقَ مع أبيهِ وتبادلا قُبلتينِ خدّيّتينِ سريعتين ، ثمّ انحنى على جبينِكِ يُقبّلهُ فتعلّقْتِ برقبتهِ تشدّينه إليكِ لا تُريدين فراقَه ، ودموعُكِ تُبلّلُ خديكِ وخدّيهِ معاً ! ثمّ تحوّلَ إلى يديكِ يُشـبعهما لَثْماً وبينَ كلّ لثمةٍ ولَثْمة يطلب منكِ الدّعـاءَ . وسمعتُكِ تدعين له بكلماتٍ مُتهدّجةٍ: وفّقَكَ الله يا بُنيّ وأعادكَ إلينـا سالِماً غانِماً ،الله يرضـى عليكَ يا ولـدي يا مصطفى..
ثمّ رأيتُكِ تبسطين كفّيكِ أمامَ وجهِكِ المُبتلّ ، وتقرئينَ بصوتٍ خفيضٍ الفاتحةَ على رُوحٍ ثاويةٍ في الثّرى منذ زمنٍ بعيدٍ ، هناكَ في البلد الشّاميّ ...
مصطفى
--------------------------------------------------
* كان أرسل إليها يوماً هذه الأبيات :

- أسْمِعِينيها ، فِداكِ الخافقُ * ضِحْكَة ً، بَعْضُ سَناها الشّارِقُ
- أسْمِعِينيها ليَهْتَزَّ هُمودي ، ويَرْبو في جَديبي مُُوْرِقُ
- ضِــــحْكَة ٌ يَبْتَلُّ مِنْ أندائِهــــا**وَرَقُ الوَرْدِ البَهِيّ ُ الآنَقُ
- واضْحَكيها في دُجى الليلِ – مَلاكي – بهـا ليلُ الدُّجى يأتَلِقُ

حارس كامل
31-01-2013, 12:39 PM
تحياتي الاديب الكبير:
قفزت بنا بكلمات رقيقة لترسم صورة لامرأة هي الفناء والتضحية زوجة وأما ..................
وتحية لأرض الشام ، ولكن من فيها .....وأشعر أن حنين جارف يتدفق داخلك وأنت تكتب النص لزيارتها .
حماها الله وحفظها وأنجاها من الطاغية ..فلها ولبلدي مصر كل الحب.
تم اختيار العنوان بعناية فائة "رأيتك " ليعبر عن رؤية الأبن أو الكاتب أوالقارئ أو أي شخص أخر لهذه الأم المدرسة ، ولذا جاء العنوان متسقا ومرتبطا مع الجو العام للقصة .
أخيرا كثيرا من الكلمات عجزت عن معرفتها قد تكون خليجية او شامية لاأدري ،لكن تحيتي لك أن أثريتنا بها .
دوما رائعا
تحياتي

براءة الجودي
31-01-2013, 04:07 PM
سردت القصة بحلم ونقاء وحلقت مشاعرك بها , جعلتنا نسبحُ في وصفك الراقي ونلتقط أروع درر الألفاظ التي توصلنا إلى مرافئ المعاني الإنسانية بإحساسٍ عالي
استمتعتُ بهذ القصة التي ترسم لنا دفئ بيتِ ما وتفاهم الزوجين والألفة والرحمة التي كستهم وبر الابن بهما , ولاسيما أن ( كتاب تربية الأولاد في الإسلام ) له أكبر تاثيرعلى طريقة نشأة الابناء ومدى صلاحهم ونفعهم لأهلهم
فهناك أمهات مما لايعرفن من التربية إلا إطعام ابنائهم واعطائهم المصروف واشياء مادية أخرى دون السؤال عنهم والشد على أيديهم دون تعليمهم الأخلاق وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة بتلقينها قولا وتطبيقها فعلا ويعود إما للجهل أو عدم الاهتمام والانشغال بأمور اخرى

في ثوبٍ أبيضَ ناصعٍ سابغٍ
أستاذ مصطفى ماموقع ( أبيضَ ) من الإعراب ؟
شكرا لك على وجبة الفطور الفاخرة ^^

مصطفى حمزة
31-01-2013, 04:27 PM
تحياتي الاديب الكبير:
قفزت بنا بكلمات رقيقة لترسم صورة لامرأة هي الفناء والتضحية زوجة وأما ..................
وتحية لأرض الشام ، ولكن من فيها .....وأشعر أن حنين جارف يتدفق داخلك وأنت تكتب النص لزيارتها .
حماها الله وحفظها وأنجاها من الطاغية ..فلها ولبلدي مصر كل الحب.
تم اختيار العنوان بعناية فائة "رأيتك " ليعبر عن رؤية الأبن أو الكاتب أوالقارئ أو أي شخص أخر لهذه الأم المدرسة ، ولذا جاء العنوان متسقا ومرتبطا مع الجو العام للقصة .
أخيرا كثيرا من الكلمات عجزت عن معرفتها قد تكون خليجية او شامية لاأدري ،لكن تحيتي لك أن أثريتنا بها .
دوما رائعا
تحياتي
أخي الأكرم ، الأديب حارس
أسعد الله أوقاتك
حياك الله أيها النبيل ، وأشكر مرورك العَطِر ، وشرّفني الثناء

مصطفى حمزة
31-01-2013, 04:45 PM
سردت القصة بحلم ونقاء وحلقت مشاعرك بها , جعلتنا نسبحُ في وصفك الراقي ونلتقط أروع درر الألفاظ التي توصلنا إلى مرافئ المعاني الإنسانية بإحساسٍ عالي
استمتعتُ بهذ القصة التي ترسم لنا دفئ بيتِ ما وتفاهم الزوجين والألفة والرحمة التي كستهم وبر الابن بهما , ولاسيما أن ( كتاب تربية الأولاد في الإسلام ) له أكبر تاثيرعلى طريقة نشأة الابناء ومدى صلاحهم ونفعهم لأهلهم
فهناك أمهات مما لايعرفن من التربية إلا إطعام ابنائهم واعطائهم المصروف واشياء مادية أخرى دون السؤال عنهم والشد على أيديهم دون تعليمهم الأخلاق وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة بتلقينها قولا وتطبيقها فعلا ويعود إما للجهل أو عدم الاهتمام والانشغال بأمور اخرى

أستاذ مصطفى ماموقع ( أبيضَ ) من الإعراب ؟
شكرا لك على وجبة الفطور الفاخرة ^^
أسعدَ اللهُ أوقاتك أختي العزيزة ، الأديبة براءة
وكان تعليقك أيضاً علمياً انطباعاً اجتماعياً فاخراً . وأنا أشكرك على هذا المرور والثناء
- في ثوبٍ أبيضَ ناصعٍ : أبيضَ : صفة لـ ثوبٍ مجرورة وعلامة جرّها الفتحة عوضاً عن الكسرة لأنها اسم ممنوع من الصرف .
دمتِ بألف خير

عبد السلام دغمش
31-01-2013, 05:12 PM
أستاذنا الكبير مصطفى حمزة
ترددت أن أعلّق على هذه الدرر المنثورة على صفحات المنتدى..خشيتُ برعونة كلماتي أن أغبّر بريقها ..ولكني مع ذلك لا أرضى بأن يسابقني غيري الى فضلٍ وأبقى مكتوف اليدين أسير القلم..
" رأيتك".. قرأت فيها حديث النفس ليس سرداً لذكرى و إنما تمنيا للمستقبل أو لما سيكون عليه..
العروس التي أصبحت أما رؤوماً ..كانت ستكون قرة عين لزوجها و ملاذا لولدها لتربيه على الذكر وعلى مدرسة - تربية الأولاد في الاسلام- (رحم الله مؤلفه عبد الله ناصح علوان..)
وتلك المراة الرؤوم ترافق مسيرة ولدها وتسهر معه حتى ساعة الامتحان..فنعمت المربية والام..
مشاهد ناطقة رسمتها سطور "رأيتك"لعروسين يجريان و لبيت نقيّ..ولصبيّ نديّ
أما المشهد الأخير ..فينكأ الجرح..ويشدّنا الى " عذاباتي" وعندئذٍ نعرف من هو العريس ..(هكذا أولته!)
تحية لقلمكم الناطق استاذ مصطفى..وأتمنى لو أنك تفرد بهامش القصة تفسيراً لمن يجهل (اللقيمات وسواها من اسماء الأطباق الخليجية)
وافر تحياتي

محمد الشرادي
31-01-2013, 07:20 PM
رأيتُكِ


رأيتُكِ أمسِ – فيما يرى النائمُ الحالمُ – في ثوبٍ أبيضَ ناصعٍ سابغٍ ، ووجهُكِ يشعُّ منه .. أرأيتِ إلى البدرِ إذِ اكتمل ، يتصدّرُ كبدَ السماءِ ! عجباً ، كيفَ يُنيرُ ويُبهرُ أبيضُ على أبيض ؟! كنتِ تجلسينَ قُبالةَ فتىً عشرينيّ أبيضِ الوجهِ ، مُتورّدِ الوجنتين ، ذي لحيةٍ سوداءَ خفيفةٍ لطيفةٍ يَودّ الأنفُ شـمّها ، وتشتهي الشفتان لمسَها ! كان يلبسُ دشداشةً بيضاءَ عُمانيّةً ؛ عرفتُها من ( الفرّوخة ) المستلقيةِ إلى اليمين . وفوقَ شعره الأسودِ السابلِ استقرت عُمانيّةٌ أخرى مُزركشةٌ بديعة . كنتِ تنظرين إليهِ نظراتٍ والِهةً كمن يخافُ أن يفوتَ من عمره دقيقةٌ لا يرى فيها الحبيبَ وكانَ ينظرُ إلى وجهكِ الفاتنِ المُحْمَرَّ كالذي ينظرُ إلى كَنْزٍ عثرَ عليه أخيراً بعدَ جُهدٍ ولأواء فهو بينَ مُصدقٍ عينيهِ ومُكّذبٍ ! وكان كفّاكِ مُستسلِمََيْن لكفّيهِ بخضوعٍ تامٍّ كأنّما يقولانِ لهما : دونكما احتفِظا بنا فهما جُزءٌ منكما ! وكان يُمسكُ كفّيْكِ كمَنْ يُمسك قطعةَ الحلوى الطريّة يخاف أن تذوبَ بينَ يديه !! وعرفتُ من حيثُ لا أعرفُ ... أنّكما عَروسانِ ، وأنّكما في شهرِ العسلِ ، وأنّكما في مكانٍ ما مِنْ عُمان ..
ورأيتُكِ
تَجرينَ على شاطئ البحرِ الرمليّ حافيةَ القدمَيْن ، وهو يَجري وراءكِ يُريدُ أن يُمسكَ بكِ ولكنّكِ كنتِ أسرعَ منه وأرشق فسبقتِهِ إلى البيتِ المُنعزلِ .. دخلتِ وتركتِ البابَ مفتوحــــاً لـه ثمّ وصلَ بعدَكِ بقليلٍ يلهثُ ويضحكُ . وأرتِجَ البابُ خلفكما .. كانَ بيتاً صغيراً سقفُهُ من القرميد ونوافذه خضراء ، وكذلك بابُه أخضر ، أما جدرانه فزهريّةٌ مُحمرّةٌ ، ويُحيطُ به خمسُ شجراتٍ أظنّها من " الظفراء " إذ كانتْ مكسوةً كلُّها بالزهورِ الورديّةِ حتى إنه لم يظهرْ من أغصانها غصنٌ واحد ! وحين أطفِئت أنوارُ المنزلِ لم يبدُ من تلك الشجرات إلاّ خيالاتٌ خمسة ..
ورأيتُك ِ
جالِسَةً عندَ النافذةِ الخضراءِ ذاتِها تقرئينَ في كتاب ، قرأتُ عنوانَه ( تربية الأولاد في الإسلام ) ، كنتِ تنظرين فيه حيناً ، وحيناً ترفعين رأسَكِ عنه وتَرمين نظركِ بعيداً بعيداً من خلالِ النافذة كأنّكِ تتوقّعينَ رؤيتَهُ بينَ لحظةٍ وأخرى عائداً من الأفق من تجارتِهِ في البلدِ المُجاورِ . كانَ يبدو عليكِ القلقُ والتعبُ في آنٍ معاً ! هل كنتِ تخشينَ أن تَضعي مولودَكِ الأولَ قبلَ أن يعود ؟!
ورأيتُك ِ
رأسُكِ إلى رأسِهِ كَملاكَيْنِ رائعينِ تنظرانِ بعيونٍ حانيةٍ حالمةٍ إلى طفلٍ في لُفافةٍ بينَ يديكِ تارةً ترفعينه لتقبّلي وجنتيه ، وتارةً تضمّينه إلى صدركِ ليمتحَ الحنان ، وتارةً أخرى تقرّبينه من وجه أبيه ليطبعَ على خدّه قبلةً رفيقة شفيقة .. كان يبدو من الطفلِ الجميلِ وجهُه ، وجهٌ أبيضُ أشرِبَ بالورديّ ، والشفتانِ حَمراوانِ جداً ! العليا رقيقة رقيقة ، والسُّفلى مًنْقَلبةٌ للأسفلِ تُغري بالأكل !
وسـمعتُكِ تقترحين اسـماً على أبيه ، ولمحتُ الأبَ الحبيبَ يُوافقُ عليه حُبّاً لكِ وكرامة فســــمّيتِه ...........
ورأيتُك ِ
واقفةً بينَ مجموعةٍ من الأطفالِ الصّغارِ المتحلّقين على الأرضِ ، أعمارُهُمْ ما بينَ سنةٍ وأربع ، ويجلس وسطهم وسيمٌ منَ الأطفالِ رائعُ القَسَماتِ ، يُنقّلُ نظرَهُ بينهم مُندَهِشاً مُستغْرِباً لكنّهُ سعيدٌ ! بَدَوتِ في منتهى الحُبور وأنتِ تنثرينَ فوقَ رؤوسهم ( الفُشار ) مخلوطاً بالمكسّراتِ ، وهم يلتقطونها وقدْ تداخَلَتْ ضحكاتُهم بثرثرتِهِمْ بِعَبَثِهِمْ ... وربّما أغلبُهم لا يدري أنّ مناسبةَ احتفالِهِمْ وفرحِهِمْ هذا هو ( حولحول ) وحيدِكِ الغالي ..
ورأيتُك
في المطبخ تُعدّين طَعامَ الغَداء ، كنتِ تبدين قلقةً جداً ! عيناكِ تَلْحَظانِ ساعةَ الحائط كُلّ دقيقةٍ وأخرى ... لمّا يأت بعدُ ! لقدْ تأخرّتِ الحافلةُ التي تُقلّه إلى البيتِ اليومَ ! ثم تسمعين صوتَها فُتُلقينَ ما بيديكِ وتُهرَعينَ نحوَ البابِ ، وتحتضنينه مع حقيبته الصغيرة ، وتُقبّلينه وأنتِ تسألينه ألفَ سُؤال معاً عن سببِ تأخّره ! وهو لايُجيبُ عن أيٍّ منها ! ثُمّ يُفلتُ منكِ ، ويَرمي بحقيبته أرضاً ويجري إلى المطبخِ يَتَشَمّمُ الطّعام !
ورأيتُك
تجلسين قُبالةَ طفلٍ ، في التاسعةِ رُبّما ، كانَ مُتربّعاً بينَ يديكِ مُعتمراً قُبّعةً بيضاءَ صغيرةً ودشداشةً صفراءَ طولُها يُضحك الناظرَ إليها ! يقرأ عليك قِصارَ سُور المصحفِ الشّــريف وكنتِ كُلّما أنهى سُورةً منها تجذبينه إليكِ جَذلانةً لِتَطبَعي على خدّهِ قُبلةً ، تأكلينه بها أكلاً !!
ورأيتُك
في مجلسِ بيتِكم تَسْعَيْنَ بينَ يَدَي ضَيْفاتِكِ اللاتي ملأنَ عليكِ المكانَ ، وقدِ اختلطتْ أحاديثُهنّ اختلاطاً عجيباً حتى غَدَتْ ضوضاءَ أعجميّةً ! كانَ التعبُ عليكِ ظاهراً ، لكنّكِ سعيدة جذلانة .. تنحنين لترفعي أطباقاً شبهَ فارغةٍ كانت قبلَ قليلٍ طافحةً بالغراميل ، والمشاكيك ، لتضعي أطباقاً أخرى حافلةً بالعريس ، والقبولي ، والعرسيّة .. وكنّ يغرفْنَ ويتحدّثْنَ في آنٍ معاً بانتظار الحلوى العُمانيّة ، واللقيمات ! وكنتِ تردّين على المُبارِكاتِ من هنا ومن هُناك ، وتشكرينهنّ على حُضورهنّ ، وتحمدين اللهَ – سبحانه – الذي أكرمَ وحيدكِ – وأكرمكم – بختم القرآن الكريم .
ورأيتُك
بِعَيْنَين دامعَتَين ؛ تُعاتبينه مُراهِقاً أنْ تأخّرَ في السّهرِ خارجَ البيتِ وأبوهُ مسافرٌ وأنتِ وحدَكِ تخافينَ عليهِ خطفةَ الشيطان ! كانت كلماتُ عِتابكِ كأنّها تقولُ له : لا تنجرحْ يا نورَ عيني من عِتابي ! أو كأنّها كانت تتضرّعُ إلى الله : اللهمّ اجعلْ عِتابي له برْداً وسلاماً عليه ! ثمّ تركتِهِ مُعرِضَةًً عنه ولِسانُ حال قلبِكِ يقول له : اتْبَعْني ياروحَ أمكَ ، وأرضِني !! فهلْ سَمِعَ القلبُ البارُّ دعوةَ القلبِ الحاني ؟! انحنى على كفّيْكِ يُقبّلهما مُسترضِياً ، فسارعتِ بالرضا عليهِ والدّعاءِ له
وكأنكِ كنتِ تنتظرينَ أن يلفظَ الحرفَ الأولَ من الاعتذار ! ورَجاكِ أنْ تضحَكي ، فأشحْتِ بوجهِكِ وتضاحكتِ .. فأعادَ الرجاءَ ، فتبسّمتِ .. فقبّلَ جبينَكِ وقال : أسمِعينيها ، يا ستّ الكلّ ..
جمدتْ عيناكِ لحظةً ً تتأمّلان الفراغَ حين سمعتِ ( أسمعينيها *) ! ولمحتُ فيهما دمعتين جديدتين على وشكِ الهروب .. لكنّ منديلَكِ في يدكِ سارعَ فالتقطهما كي لا يراهما .............. ثمّ ضَحكتِ وأنتِ تترضّينَ عليه ..
ورأيتُك
جالسةً على أريكةٍ بُنّيّةِ اللونِ ، تتكئين على وِسادةٍ مُزركشةٍ بخيوطٍ ذهبيّةٍ وتسندين براحةِ كفّكِ خَدّكِ ، تُغالبينَ سِنَةَ النومِ التي تنتابكِ كلّ بضع دقائقَ ! لم تستجيبي لتوسّلاتهِ إليكِ أنْ تأوي لِفِراشِكِ وترتاحي من هذا السهرِ المُضني كلّ ليلةٍ معه ؛ فامتحانُ الثانويّةِ العامّةِ له هو ، وليسَ لكِ أنتِ ! لكنّكِ كنتِ خائفةً إن تركتِهِ وحدَه أنْ يُثقِلَ النّعاسُ جَفْنَيْهِ فينامَ عن دراسته ..
ولكنْ ، وبعدَ منتصفِ الليلِ بقليل ، استسلمتِ لِهَجْمةِ النومِ عليكِ في حُضنِ الأريكة ، وتركتِهِ يتأمّلُك وقلبُهُ يخفق بالعَطْفِ عليكِ خفقاً ..
ورأيتُك
في مشهدٍ أخيرٍ ، كنتم ثلاثةً في المطار تودّعانِ وحيدَكما العائدَ من إجازته إلى جامعتِهِ في البلدِ الشّاميّ الذي كنتِ تَوَدّينَ في يومٍ من أيامِ عمرك الماضية زيارتَهُ .. كانَ مَشْهَداً مُؤثّراً انفطرَ له قلبي ؛ تعانَقَ مع أبيهِ وتبادلا قُبلتينِ خدّيّتينِ سريعتين ، ثمّ انحنى على جبينِكِ يُقبّلهُ فتعلّقْتِ برقبتهِ تشدّينه إليكِ لا تُريدين فراقَه ، ودموعُكِ تُبلّلُ خديكِ وخدّيهِ معاً ! ثمّ تحوّلَ إلى يديكِ يُشـبعهما لَثْماً وبينَ كلّ لثمةٍ ولَثْمة يطلب منكِ الدّعـاءَ . وسمعتُكِ تدعين له بكلماتٍ مُتهدّجةٍ: وفّقَكَ الله يا بُنيّ وأعادكَ إلينـا سالِماً غانِماً ،الله يرضـى عليكَ يا ولـدي يا مصطفى..
ثمّ رأيتُكِ تبسطين كفّيكِ أمامَ وجهِكِ المُبتلّ ، وتقرئينَ بصوتٍ خفيضٍ الفاتحةَ على رُوحٍ ثاويةٍ في الثّرى منذ زمنٍ بعيدٍ ، هناكَ في البلد الشّاميّ ...
مصطفى
--------------------------------------------------
* كان أرسل إليها يوماً هذه الأبيات :

- أسْمِعِينيها ، فِداكِ الخافقُ * ضِحْكَة ً، بَعْضُ سَناها الشّارِقُ
- أسْمِعِينيها ليَهْتَزَّ هُمودي ، ويَرْبو في جَديبي مُُوْرِقُ
- ضِــــحْكَة ٌ يَبْتَلُّ مِنْ أندائِهــــا**وَرَقُ الوَرْدِ البَهِيّ ُ الآنَقُ
- واضْحَكيها في دُجى الليلِ – مَلاكي – بهـا ليلُ الدُّجى يأتَلِقُ

أستاذ مصطفى

آه يا أخي يالها من سيرة جذابة لبيت بني على التقوى...على الحب العفيف...على الحنان و الرحمة.
كرنولوجيا جميلة كلما نمت معها أحداث النص و تطورت إلا و نما معها انفعلنا...و نما معها حبنا لهذه الأسرة المثال.
نص مائز...باذخ..
هزني هزا عنيفا.
دام الألق لك و لقلمك الجميل.

آمال المصري
31-01-2013, 08:03 PM
سرد ماتع لحياة أسرية مثالية وتربية ناجحة وكأنما واقع اعتاشه أديبنا ونقله لنا عبر تلك الرؤية التي جاءت عنوانا للنص فزادت من روعة النص
ولغة سامقة كعهدنا بك دائما
بوركت اليراع التي نسجت فأمتعت
تحاياي

بشار عبد الهادي العاني
31-01-2013, 08:23 PM
رأيتك ترصد مسيرة لإمرأة صالحة وهي تشق طريقها في تشييد أسرة , لبنتها الأساسية تقوم على مبادئ التقوى والحب والإيثار.
فسلامي إلى التي رصدتها , ومحبتي وتقديري إليك أستاذنا الجليل.

عبد السلام هلالي
31-01-2013, 11:06 PM
ورأيت من خلال هذا النص الثري مسيرة زوجة تقتفي خطوات الصلاح و الفلاح لتعبر لتجاز محطات أساسية في حياتها و حياة أسرة مسلمة نريدها نموذجا و قدوة.
أعجبتني القصة جملة و تفصيلا و هذا الدرس الأدبي السردي الذي سأعمل على أخذ كفايتي مكنه
مع التحية و التقدير.

كاملة بدارنه
01-02-2013, 12:22 AM
يمكن اعتبار النّصّ فصلا من سيرة ذاتيّة رائع السّرد ومشوّقا...
ويمكن اعتباره قصّة قصيرة اكتملت فيه عناصر القصّ
شكرا لك على العبرة وصورة الأمّ النّموذجيّة المعروضة أخ مصطفى
بوركت
تقديري وتحيّتي

سامية الحربي
01-02-2013, 03:37 PM
هنا حنين متدفق و كأن أديبنا الفاضل عايش ما خطه يراع لحظة بلحظة . حياة مثالية سعيدة و أرواح نقية متآلفة الصراع الوحيد كان من الموت الذي لا يملك من الأمر شيئا حياله سوى التسليم والصبر. مقطوعات لبيئة مثالية ليت كل أسرة مسلمة تنتهج هذه الصورة . تحياتي لك أستاذي الكريم. خالص تقديري.

ناديه محمد الجابي
01-02-2013, 06:28 PM
ملىء بالشجن ـ عميق الفكرة ـ مثير للتأمل والخيال ما رأيت أستاذ مصطفى
مفجع ـ صادم ـ مؤلم نهايته .. تنكأ بالأحزان .. بديعة بسبكها المتين , وتلك
الصورة العائلية الدافئة والتى صورها الكاتب بدقة ومهارة متمكنا من أدواته
القصية .. فجعلنا نرحل فى مراحل العمر المختلفة لذلك الرضى , قرة عين
والديه وحبيب أمه .. إلى أن نصل إلى القمة ثم نهوى إلى ماتحت الثرى
حيث دفن الأبن الحبيب .
وكم وارى التراب من شباب فى زهرة العمر فى تلك الحرب الضروس التى
لم ترحم ولم تفرق بين كبير أو صغير ـ أهل البلاد أو المقيمين فيها .
رحم الله كل شباب الأمة وكل الشهداء .. وجعل الله سوريا آمنة مطمئنة ,
شامخة , مستقرة ـ وكن لها يارب وليا ونصيرا ومعينا مجيرا .
اللهم واحفظ بحفظك سوريا وكل بلاد المسلمين وأنت خير الحافظين .

بقى شىء واحد .. هذة القصة تمثل إنصهار الشعوب حيث يكتب كاتب سورى
يعيش بالأمارات , فيأتى النص خليطا من ثقافة البلدين .
تقديرى وإحترامى .

مصطفى حمزة
02-02-2013, 09:14 PM
أسعد الله أوقاتك أخي العزيز الأستاذ عبد السلام
أما قراءتك فغنيّة ممتعة
وأما اقتراحك بتفسير أسماء الأطباق الخليجيّة فلنتركها لمن يُريد ليبحث عنها .. إن أراد
وأما ( الحولحول ) في عُمان فهو احتفال الأهل بإكمال طفلهم عامه الأول
تحياتي

مصطفى حمزة
02-02-2013, 09:17 PM
أستاذ مصطفى

آه يا أخي يالها من سيرة جذابة لبيت بني على التقوى...على الحب العفيف...على الحنان و الرحمة.
كرنولوجيا جميلة كلما نمت معها أحداث النص و تطورت إلا و نما معها انفعلنا...و نما معها حبنا لهذه الأسرة المثال.
نص مائز...باذخ..
هزني هزا عنيفا.
دام الألق لك و لقلمك الجميل.
دمتَ ودامَ لكَ أحبابُك أخي الحبيب الأستاذ محمد
أسعدني الردّ ، وشرّفني الثناء
تحياتي

مصطفى حمزة
02-02-2013, 09:19 PM
سرد ماتع لحياة أسرية مثالية وتربية ناجحة وكأنما واقع اعتاشه أديبنا ونقله لنا عبر تلك الرؤية التي جاءت عنوانا للنص فزادت من روعة النص
ولغة سامقة كعهدنا بك دائما
بوركت اليراع التي نسجت فأمتعت
تحاياي
أهلاً بأختي العزيزة ، الأستاذة آمال
وبقراءتها الانطباعية الرائقة كعادتها
تحياتي

مصطفى حمزة
02-02-2013, 09:21 PM
رأيتك ترصد مسيرة لإمرأة صالحة وهي تشق طريقها في تشييد أسرة , لبنتها الأساسية تقوم على مبادئ التقوى والحب والإيثار.
فسلامي إلى التي رصدتها , ومحبتي وتقديري إليك أستاذنا الجليل.
سلّمكَ الله وحيّاك وبيّاك أخي الحبيب الأستاذ بشار
أسعدتني بقراءتك النبيلة ، وشرّفتني بكلامك الطيّب
دمتَ بألف خير

مصطفى حمزة
03-02-2013, 04:46 PM
ورأيت من خلال هذا النص الثري مسيرة زوجة تقتفي خطوات الصلاح و الفلاح لتعبر لتجاز محطات أساسية في حياتها و حياة أسرة مسلمة نريدها نموذجا و قدوة.
أعجبتني القصة جملة و تفصيلا و هذا الدرس الأدبي السردي الذي سأعمل على أخذ كفايتي مكنه
مع التحية و التقدير.
أخي الأكرم ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
قراءتك مشروعة
أشكر مرورك والثناء
تحياتي

مصطفى حمزة
03-02-2013, 04:48 PM
يمكن اعتبار النّصّ فصلا من سيرة ذاتيّة رائع السّرد ومشوّقا...
ويمكن اعتباره قصّة قصيرة اكتملت فيه عناصر القصّ
شكرا لك على العبرة وصورة الأمّ النّموذجيّة المعروضة أخ مصطفى
بوركت
تقديري وتحيّتي
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتكِ
أقدّر عالياً قراءتيكِ
الشكرُ لكِ على مروركِ البهيّ
دمتِ بخير

مصطفى حمزة
03-02-2013, 04:52 PM
هنا حنين متدفق و كأن أديبنا الفاضل عايش ما خطه يراع لحظة بلحظة . حياة مثالية سعيدة و أرواح نقية متآلفة الصراع الوحيد كان من الموت الذي لا يملك من الأمر شيئا حياله سوى التسليم والصبر. مقطوعات لبيئة مثالية ليت كل أسرة مسلمة تنتهج هذه الصورة . تحياتي لك أستاذي الكريم. خالص تقديري.
--------------
حياك الله أختي النبيلة غصن
صادقتِ في قراءتك النصّ فصدقك البوحَ إلى مدى بعيد ...
ولكِ تحياتي ودعواتي بالأمن والأمان

ياسر ميمو
03-02-2013, 05:00 PM
السلام عليكم


بسم الله وما شاء الرحمن وتبارك العلي القدير


كعادتي لا أجيد توصيف الجمال رغم إحساسي به


حقيقة لا أدري ما أقول لك يا صاحبي



أتصدق لو أخبرتك أن نصك هذا من أجمل ما قرأت في الآونة الأخيرة


أتصدق لو أخبرتك بأن نصك هذا يدخل القلب من غير استئذان


أتصدق لو أخبرتك أن هذا النص يحاكي الانسانية السوية الجميلة الراقية أجمل و أروع محاكاة


أتصدق لو أخبرتك أني لم أتكلف أي كلمة في ردي على نصك هذا


أهنئك من كل قلبي على هذه التحفة



مودتي وامتناني لشخصك النبيل

ربيحة الرفاعي
12-04-2013, 01:16 AM
ولجت القلوب أخي بشحنة المشاعر السامية والدفق الحسي المدهش في هذا النص ، ولوّعتها بصوره وأوهيت الحروف بشجنه فلا أعرف بماذا أردّ
يعيدنا الفقد لذكريات الفقد، ونحل شخوصا في شخوص ومشاهد في مشاهد، فندور في حلقة لا تنتهي من الوجع

ما أروع قدرتك على إسكان أحبتك النصوص تخلّدهم بهذا الجمال

رحم الله الراحلين منهم وأطال في عمر الأحياء في طاعته

دمت بخير وألق

تحاياي

مصطفى حمزة
13-04-2013, 03:22 PM
ولجت القلوب أخي بشحنة المشاعر السامية والدفق الحسي المدهش في هذا النص ، ولوّعتها بصوره وأوهيت الحروف بشجنه فلا أعرف بماذا أردّ
يعيدنا الفقد لذكريات الفقد، ونحل شخوصا في شخوص ومشاهد في مشاهد، فندور في حلقة لا تنتهي من الوجع
ما أروع قدرتك على إسكان أحبتك النصوص تخلّدهم بهذا الجمال
رحم الله الراحلين منهم وأطال في عمر الأحياء في طاعته
دمت بخير وألق
تحاياي
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة
أسعد الله أوقاتك بكل خير
دائماً ما تُسكتين ردّي على ردّك بأدبكِ البليغ الذي يبلغ من الدقّة والرقّة ما يُكرمني ويُخجلني في آن معاً
دمتِ بحفظ الرحمن

نداء غريب صبري
02-05-2013, 11:59 PM
هل تتذكرها أخي؟
وتشاقاها؟
شعرت بعد قراءتك نصك الجميل أني أعرفها وأتذكرها
واشتقت إليها كما أشتاق لأمي

اللهم لا تحرمني رؤية أمي سالمة يا رب
وارحم أم أخي مصطفى وكل أمهات المسلمين

شكرا لك أخي

بوركت

هَنا نور
03-05-2013, 09:06 PM
الأديب المبدع أستاذ مصطفى حمزة

و رأيتُك -فيما يرى القارئُ الواعي- كاتباً محترفاً متمكناً من أدواته ، ترصد بدقة ، وتلتقط صوراً من الواقع تم تنقلها إلى معالج الصور ، ذلك الخيال الواسع النظيف، وتضيف عليها لمساتك الفنية لتهدينا في النهاية صورة أدبية راقية المستوى والمحتوى

تكرار كلمة " رأيتكِ " أعطى مصداقية كبيرة لقصة رصدت حال الكثيرات من أمهاتنا الطاهرات المؤمنات .
المشهد الأخير دعاني للتساؤل هل كان أستاذ مصطفى يتحدث عن الأم أم كان يتتبع مراحل حياة روحٍ طاهرةٍ نقية منذ نشأتها و حتى اصطفاها الموت ؛ مصطفى ؟

مصطفى حمزة
04-05-2013, 10:16 AM
هل تتذكرها أخي؟
وتشاقاها؟
شعرت بعد قراءتك نصك الجميل أني أعرفها وأتذكرها
واشتقت إليها كما أشتاق لأمي

اللهم لا تحرمني رؤية أمي سالمة يا رب
وارحم أم أخي مصطفى وكل أمهات المسلمين

شكرا لك أخي

بوركت
آمين ..
أشكر مرورك الشفيف أختي النبيلة أديبتنا نداء
دمتِ بخير

مصطفى حمزة
04-05-2013, 10:20 AM
الأديب المبدع أستاذ مصطفى حمزة

و رأيتُك -فيما يرى القارئُ الواعي- كاتباً محترفاً متمكناً من أدواته ، ترصد بدقة ، وتلتقط صوراً من الواقع تم تنقلها إلى معالج الصور ، ذلك الخيال الواسع النظيف، وتضيف عليها لمساتك الفنية لتهدينا في النهاية صورة أدبية راقية المستوى والمحتوى

تكرار كلمة " رأيتكِ " أعطى مصداقية كبيرة لقصة رصدت حال الكثيرات من أمهاتنا الطاهرات المؤمنات .
المشهد الأخير دعاني للتساؤل هل كان أستاذ مصطفى يتحدث عن الأم أم كان يتتبع مراحل حياة روحٍ طاهرةٍ نقية منذ نشأتها و حتى اصطفاها الموت ؛ مصطفى ؟
أختي العزيزة ، الأديبة هنا
أسعد الله أوقاتك
تلفتني وتروق لي جداً ردودُكِ ، فأنتِ صاحبة قلم فارس يُضفي على الأدب أدباً
أمّا مَنْ هي ، وأين ، وكيف ، ومتى .. ولماذا ههه فاتركوها لصاحب النص كشخص ، وأما النص فهو لكم شرّحوه ، أو اهدموه وأعيدوا بناءه
أو فافعلوا به ما تشاؤون ..
دمتِ بخير

فوزي الشلبي
04-05-2013, 05:26 PM
جميلٌ سردك أيها النبيل مصطفى..بما احتوى من أهداف سامية في إنشاء بيت قام على التقى والقرآن..لتتلقفه يد المنون على أيدي شياطين الظلام...مصاصي دماء الشعوب...بائعي الوطن..حراس الاحتلال!

لقدأثريت عزيزنا الأستاذ مصطفى هذا القص البهي بالأمل والألم!...وسجلت سطرا لامعا يحفظ ذكرى هذا الشاب على الزمن!

تقديري الكبير!

أخوكم:

فوزي

خلود محمد جمعة
07-09-2014, 10:00 AM
على شرفة الذكريات تصفحت صور لأيام لم تترك خلفها سوى بسمة فخر ودمعة حزن
بتدرج هادئ سلس وأسلوب مشوق ولجنا ما رأيت بعينك وتذوقنا الحرف بحسك الى أن أوصلتنا الى نهاية رائعة حد الحزن
حرف بلسمي
دمت رائـعــــــــــــــــــــ ـــاً
تقديري

مصطفى حمزة
08-09-2014, 11:49 AM
أخي الأكرم الأستاذ فوزي
أسعد الله أوقاتك
اعتذاري منك بين يدي ردي عليك ! فقد تأخرتُ تأخراً مديداً .. ولم يكن إلا عن سهو ..
ولولا رفعته الأديبة خلود لما رأيته! فلها الشكر والامتنان
أعجبتني قراءتك من زاوية خاصة بك ..
تقديري وتحياتي

مصطفى حمزة
08-09-2014, 11:57 AM
على شرفة الذكريات تصفحت صور لأيام لم تترك خلفها سوى بسمة فخر ودمعة حزن
بتدرج هادئ سلس وأسلوب مشوق ولجنا ما رأيت بعينك وتذوقنا الحرف بحسك الى أن أوصلتنا الى نهاية رائعة حد الحزن
حرف بلسمي
دمت رائـعــــــــــــــــــــ ـــاً
تقديري
أختي العزيزة الفاضلة الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
يسمو التعبير لديك عما تتركه قراءاتك للنصوص في نفسك ليتربع على قمة من قمم البلاغة والجمال الأدبيّ !
ولا أخفيكِ ، إنّ هذا النصّ كتبه منّي شخصٌ آخر ، في لامكان ، ولا زمان ! هو نصّ من سيرة القلب .. والأدق من سيرة الروح !
أنا لم أزر عُمان قطّ حتى اللحظة ، لكنني أزورها ربما في كل لحظة !
ومن قال إن السياحة للأجسام فقط ؟!!
تحياتي لك ، وشكري وتقديري

رويدة القحطاني
23-09-2014, 11:31 PM
كاتب محترف يلتقط اللحظات ويعيد رسمها بحروفه فيفرض بسلطة الكاتب سلطان مشاعره على روح القارئ وانفعاله
كل ما قرأت في هذا النص شاهد بتمكنك وتميزك

مصطفى حمزة
08-10-2014, 07:18 AM
كاتب محترف يلتقط اللحظات ويعيد رسمها بحروفه فيفرض بسلطة الكاتب سلطان مشاعره على روح القارئ وانفعاله
كل ما قرأت في هذا النص شاهد بتمكنك وتميزك
أختي الفاضلة ، الأديبة رويدة
أسعد الله أوقاتك
قراءتُك كلامٌ في مديحي ، يُخجلني ويجعلني أسأل الله أن يُصغّرني في عيني
ويجعلني أيضاً عاجزاً عن شكرك
دمتِ بألف خير