تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات عاشق متجول ..



عبدالغني خلف الله
02-02-2013, 03:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات عاشق متجول
عبدالغني خلف الله
( 1 )

في ذلك السفح البعيد من سفوح ( كردفان ) إلتقيت ( روضه ) ..كانت قد أنهت للتو مشوارها اليومي لجلب الماء من محطة المياه القريبة .. تمتطي حمارها العجوز تستحثه الخطي ليواصل الصعود نحو بيوت القرية القابعة أعلي التلة ..روضه لم تلتحق بالمدرسة لأن عائلتها تحتاجها في العمل بزراعة الحقل مع شقيقها وصناعة الطعام لها ولأخوتها الصغار وبالطبع والدها ووالدتها ولأننا لا نعرف بعضنا البعض شعرت بالخوف عندما تفاجأت بتقاطع مساراتنا معاً ..وكنت وقتها أواصل ترحالي بناقتي (الريله )..كبائع متجول أحمل بداخل جرابي كلما تحتاجه الأسر التي تعيش في القري النائية من الأطعمة الجاهزة والحلوي .. أسدلت ثوبها فوق وجهها وغيرت مسارها عائدة نحو محطة المياه حتي تتفاداني استوقفتها وأنا أردد يا بنت الناس يا ..إسمي روضة ..ماذا تريد مني فأنا لا أعرفك ولم أرك من قبل ..قلت لها السلام عليكم ..وعليكم ..قالتها بشيء من الغلظة والتجهم ولوحت لي بكلتا يديها مودعة ..كانت سمراء بلون القمح وفارعة الطول وجميلة بشكل لا يوصف..ترجلت من ناقتي وركضت خلفها ولم يتمكن حمارها المجهد من الابتعاد كثيراً ..وكنا حينها قد توقفنا تحت شجيرة وارفة الظلال من أشجار ( التبلدي) العملاقة ..قلت لها هل تحتاجين بعض الأطعمة والحلوي ..قالت لا ..تأملتها بعمق وقد سنحت لي فرصة التحديق في وجهها ..وأردفت ذلك بمواصلة صعودها مرة أخري ..وكانت تلتفت نحوي من حين لآخر دون أن يبدو عليها أنها تهتم بذاك الغريب الذي هو أنا .. ..تحركت خلفها دون أن تشعر بي وقبل أن تتوقف تماماً حانت منها التفاتة لتجدني بالقرب منها ..خرج والدها وشقيقها لمعرفة القادم الجديد للقرية ..سلمت عليهما وشرحت لهما الغرض من زياتي ..روضه لم تكلف نفسها عناء الترحيب بي وضاعت في ثنايا البيوت المجاورة المشيدة من المواد المحلية ..وبعد أن أدخلاني وقدما لي شيئاً من الطعام ..قلت لهما بصراحة شديدة ابنتكم روضه هي سبب وجودي بينكم وأنا أخطبها منكم زوجة لي علي سنة الله ورسوله ..هنا دلف أحدهم إلي حيث نجلس وهتف بغضب شديد ..ماذا قلت يا رجل ؟!!! ..ويبدو أنه سمع بعضاً من تحاوري مع والدها ..في الواقع يا بُني روضه متزوجة ..وكان المتحدث هو والدها وعمر إبن أخي هذا زوجها ..لم أحتمل صعوبة الموقف فلملمت أشيائي ..إمتطيت ناقتي وغادرت وفي فمي بقايا من بوح قد أخرصته الحقيقة المرة ..وضاعت روضه من يدي حتي قبل أن اصافحها .

عبد السلام دغمش
02-02-2013, 05:12 PM
أخي عبد الغني
أسعد الله صباحك
عشنا معك مشاهد سودانية جميلة نقلتها من هناك من كردفان حيث لا زالت الحياة ببساطتها ..شغف صحرائها و شظف عيشها..
حكاية لا تخلو من الطرافة..لكنها نقلت مشهداً مؤلما لهذه المرأة الجميلة وهي تجوب الطرقات لتساعد أسرتها ولولا أنها ما اضطرت للزمت بيتها..
استوقفني تساؤل هنا ..كيف عرف الراوي بطل القصة أنها تركت مقاعد الدراسة ..بينما لم يعرف أنها متزوجة؟
لعل لوحة المفاتيح لم تطاوعك فاحتلت الياء مكان الألف المقصورة.
اعجبني سردك السلس الذي شدني لنهاية القصة..
مع وافر تحياتي

براءة الجودي
02-02-2013, 11:51 PM
القصة جيدة وقد تحدثت عن موقف قد يقع كثيرا فيتحسر الخاطب
لدي ملاحظة بسيطة في طريقة السرد ..
دام أنك جعلت من لسان البطل يروي قصته بنفسه فما كان عليك أن تجعله يعرف بحاةل الفتاة , ففي القصة قد صرَّح أنه لايعرفها ثم جعلته يتحدث عن بعض الأمور عنها أنها لم تلتحق بمقاعد المدرسة وأنها تحتاج للعمل لمساعدة أسرتها , وكان من الأفضل في هذ النوع من السرد أن تجعل حوارا يدور بينهما مقتضب من خلاله يعرف أنها تعمل من أجل كذا وكذا ...
أتمنى أن تتقبل مني ذلك بصدر رحب , ولك جزيل الشكر

بهجت عبدالغني
03-02-2013, 12:38 AM
سردية جميلة سلسة
وهي تحكي يوميات عاشق متجول
جعلتنا نصعد إلى التلة مع أبطال القصة ، حيث الحبكة ..
ونهاية توحي بأن حكايات هذا العاشق لم تنته بعد .. فلو تمّ الزواج لكان الاستقرار ..

واتفق مع الأساتذة قبلي حول الملاحظة التي أبدوها ..


دمت مبدعاً معطاءً


محبتي ..

عبدالغني خلف الله
04-02-2013, 02:16 PM
سردية جميلة سلسة
وهي تحكي يوميات عاشق متجول
جعلتنا نصعد إلى التلة مع أبطال القصة ، حيث الحبكة ..
ونهاية توحي بأن حكايات هذا العاشق لم تنته بعد .. فلو تمّ الزواج لكان الاستقرار ..

واتفق مع الأساتذة قبلي حول الملاحظة التي أبدوها ..


دمت مبدعاً معطاءً


.أحبتي عبدالسلام وبراءة وبهجت ..أعترف بأنها كانت محاولة متعجلة ..أما وقد أهديت الواحة عشرة من الأعمال الروائية (رحله في قاع المدينة وأنستاسيا وردة الهزيع الأخير ..ألخ ) وتقلدت منصب المشرف علي بوست القصة والمسرحية لعام كامل ..فقد حزّ في نفسي غيابي عن هذا البوست لأكثر من عام ) أكرر إعتذاري وسأعمل علي التجويد في المرات القادمه إن شاء الله ودمتم بألف ألف عافيه .

ربيحة الرفاعي
12-04-2013, 12:58 AM
نص قصّي إنساني بامتياز باختياره هذه الفتاة محورا للفكرة وقصتها ميدانا

أرى أن النص كان يحتاج من كاتبنا لشئ من المراجعة قبل اعتماد نشره لضبط بعض ما لم نعتد عليه في حرفه من هنة

دمت بألق أديبنا الرائع

تحاياي

كاملة بدارنه
13-04-2013, 05:29 PM
نصّ جميل السّرد والحدث...
قرأته بمتعة لصوره البسيطة الواقعيّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
14-04-2013, 12:56 PM
كم هو محبب إلى أسلوبك وطريقتك في السرد
الذي ينساب بلغة بسيطة سلسة ماتعة فيدخل القلوب بلا استئذان
ووطنك الذي يسكن كل حروفك وكأني بك تقول .. أنا من هنا وهذا
هو وطني الذي أحب.
ورغم الملاحظات التي أبداها الأخوة فإني استمتع بكتاباتك, وحكيك
الشيق الذي يغري بالمتابعة ..... تحياتي.

كريمة سعيد
15-04-2013, 04:54 PM
المورق عبد الغني خلف الله
سرد جميل وماتع
بوركت أيها الفاضل وفي انتظار معانقة يومية جديدة من يوميات هذا العاشق تقبل مودتي وتقديري

آمال المصري
05-05-2013, 12:55 PM
نص جميل سلس اللغة بنفس قصصي ماتع
وفي انتظار يوميات أخرى حيث قمت بترقيم النص وهذا مايوحي بالمزيد
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
31-05-2014, 02:25 AM
قصة مؤثرة من يوميات مليئة بالمشاعر والإنساني
القصة خفيفة وفيها حياة
والأسلوب جميل وممتع

شكرا لك اخي الأكبر

بوركت

خلود محمد جمعة
06-04-2015, 10:12 AM
قصة جميلة ببساطتها وعمقها
قصة من أرض الواقع ولكن لحسن حظ البطل أنه لم يسقط في جب العشق وأدرك نفسه
بوركت وكل التقدير