مشاهدة النسخة كاملة : على شفا حفرة
عبد السلام دغمش
04-02-2013, 03:31 PM
على شفا حفرة
..وأخيراً استجابت إدارة البلديّات لالتماس أهالي قرية" السروة" بتركيب عمودي إنارةٍ على طرفيْ مدخل قريتهم بعد انتظارٍ والحاحٍ دام عدّة سنين!
يومَها عاد ابو أحمد* مختارُالقرية - والتي أضحتْ على جانب الطّريقِ السّريع من وإلى العاصمة- عاد من مكتب البلدية منفرجَ الأسارير ويلوّح من بين يديه بنسخةٍ من الالتماس الذي ذيّله مديرُ البلدية بامضائه الذي يشبه رسمُه- كما علّق ظرفاءُ القرية- عجلاً بلديّا بلا رأس .!.كانت خطّة أبو أحمد ومعه أهل القريةِ أنْ يَصلوا بينَ عمودي الانارة بلافتةٍ عريضةٍ تعلو المدخلَ الوحيد للقرية ترحّبُ بالقادمين وتشيرُ إلى قريتهم بعبارةٍ تعريفيّة موجزة فهي قرية قديمةٌ تشخص فيها أطلالٌ لا تزال شاهدةً على أجيال عاشت في ذات المكان منذ قرون خلتْ ..
- بعد أسبوعٍ من الآن ستأتي لجنةٌ من البلديّة لتكشفَ على الَموقع قبلَ تركيب الأعمدة ..وقدْ أخبرتُهم بأننّي وأولادي الثلاثة سنتكفّلُ بأعمالِ الحفر بحُضورهم توفيراً للوقت..ليتمّ بعد ذلك تركيب العمودين بسرعة- هكذا خاطبَ المختارُ بحماستهِ المعهودة و جهاءَ القرية الذين ألحّوا عليه بالمساهمة في اعمال الحفر فأبى .
بعد أسبوع حضَرتْ لجنة البلديّة وكان في استقبالِهم المختارُ وأولاده الثلاثة ووجهاءُ القرية ..كانوا أربعة رجالٍ ترجّلوا من سيّارتهم ذاتِ الدّفع الرّباعيّ يتقدمُهم رجلٌ مكتنز اللحم يضَع نظّاراتٍ سوداء و يقبضُ ربطة عنقه بيده اليسرى ويبرقُ من بين أصابعهِ خاتمٌ ذهبيٌّ عريض..تقدم مصافحاً المختارَ وعرّف َبنفسه قائلاً: الله يعطيكم العافية.. انا رئيس اللجنة ..، تقدم الآخرون وعرّف كل منهم بنفسه :
- الله يعطيكم العافية .. أنا مسؤول السّلامة العامّة .
-الله يعطيكم العافية ..أنا مسؤول الجَوْدة.
- الله يعطيكم العافية ..و أنا مسؤولُ المحاسَبة.
رحّب بهم المختار ومَن حضر معهُ من وجَهاء القرية بعفويّتهم وكرمهم المعهود مع أنهم لا يُحيطونَ علماً بشيءٍ مما سمعوه من تلك المناصب والألقاب ..ثمّ هتف باولاده الثلاثة لتشتدّ قبضاتُهم وترتفع فؤوسُهم فيلمع بريقها بعدما انعكست عليها شمس الضحى.. ويبدأ الحفر، بينما تراجع أعضاء اللجنة مع ثورة الغبار.
..لم يمض وقتٌ طويلٌ إلا و الحفرتان قد اكتملتا ..قال المختار مخاطباً أعضاء اللجنة بصوتٍ متهدّج قطّعته زفرات التعب بينما يتحرّكُ صدرُه في عُلوّ وهُبوط وقد سحَّ عرقهُ : ..ها قدْ اكتملَ الحفرُ يا سادة..ونحن بانتظاركم غداً لتركيب العمودين لنحتفلَ معكُم وأهلَ القريةِ بهذا الحدثِ الّذي طالَ انتظارُه ونشكركُمْ عليْه!
ما إن أتمّ عبارته حتّى هتفَ مسؤولُ السلامة العامة شاهراً سبابته: مهلاً ..لا يجوز أن نترك الحفرتين هكذا مكشوفتين..؟لا بدّ من تركيب حواجزتحيط بأطراف الحفر لسلامة المشاة و الحيوانات ..
ردّ عليه مسؤولُ الجودة : ..وقبل تركيبِ هذه الحواجز،يجب التحقّق من مُطابقتِها للمواصفات.
هتفَ مسؤولُ المحاسبة: لايوجد عندناحتى الان ميزانية لتلك الحواجز..؟
هنا بذلَ مديرُ اللجنة خُطوتين ثقيلتين تقدّم بهما.. قابضاً ربطة عنقه بيديه وبريقُ خاتمه العريض قد انعكس على نظارته السوداء بينما ارتفع حاجباه فوق إطار النظارة قائلاً كأنما يجود بحكمة : علينا أن نعقد اجتماعاً ونعدّ تقريراً فنّياً ليتم تقديمه لاحقاً لرئيس البلدية في الاجتماع العمومي القادم ..!
كان المختارُ و أولادُه قد تيبّسَ عرقُهم على تضاريسِ وجوههم بعدما اختلطَ بالغبار وهم يتابعون العبارات المترامية ما بين أعضاء اللجنة...هنا تقدم المختارليطلب من أعضاء اللجنة ان يرتدّوا قليلا الى الخلف...أومأ لأولاده بإشارة،.. فثار الغبار مرة أخرى ولم تمضِ دقائق إلا و قد طُمرت الحُفر وسُوّت بالأرضِ كأنْ لم تكنْ...
وضعَ المُختارُ فأسَهُ عَلى كتفِه..ثمّ استدار ومنْ مَعهُ نحو عُمق القرية وهو يَهتفُ باللجنة : الله يعطيكم العافية ..!
*ابو أحمد و " السروة" أسماء وهمية
ناديه محمد الجابي
04-02-2013, 05:59 PM
مابين الروتين والتعقيدات الحكومية والأجتماعات واللجان .. ألخ
تتوه الحقوق وتتعقد أبسط الأمور ..
قصة تهكمية طريفة ناقدة لأحوالنا ـ والمنظر يتكرر فى كل دولنا
العربية بلا إستثناء .. ولذا فإننا نتقدم إلى الوراء .
سلم القلم وما قدم
تحياتى .
براءة الجودي
04-02-2013, 06:42 PM
لو المسؤولون سهلوا على الناس لسهل الله عليهم أمورهم , قصة مفيدة تحكي الواقع وماقع فيه من مماطلة وكبت للطاقات وظلم من حيث لايشعرون
وفقك الله لما يحب ويرضى
محمد الشرادي
04-02-2013, 10:19 PM
على شفا حفرة
..وأخيراً استجابت إدارة البلديّات لالتماس أهالي قرية" السروة" بتركيب عمودي إنارةٍ على طرفيْ مدخل قريتهم بعد انتظارٍ والحاحٍ دام عدّة سنين!
يومَها عاد ابو أحمد* مختارُالقرية - والتي أضحتْ على جانب الطّريقِ السّريع من وإلى العاصمة- عاد من مكتب البلدية منفرجَ الأسارير ويلوّح من بين يديه بنسخةٍ من الالتماس الذي ذيّله مديرُ البلدية بامضائه الذي يشبه رسمُه- كما علّق ظرفاءُ القرية- عجلاً بلديّا بلا رأس .!.كانت خطّة أبو أحمد ومعه أهل القريةِ أنْ يَصلوا بينَ عمودي الانارة بلافتةٍ عريضةٍ تعلو المدخلَ الوحيد للقرية ترحّبُ بالقادمين وتشيرُ إلى قريتهم بعبارةٍ تعريفيّة موجزة فهي قرية قديمةٌ تشخص فيها أطلالٌ لا تزال شاهدةً على أجيال عاشت في ذات المكان منذ قرون خلتْ ..
- بعد أسبوعٍ من الآن ستأتي لجنةٌ من البلديّة لتكشفَ على الَموقع قبلَ تركيب الأعمدة ..وقدْ أخبرتُهم بأننّي وأولادي الثلاثة سنتكفّلُ بأعمالِ الحفر بحُضورهم توفيراً للوقت..ليتمّ بعد ذلك تركيب العمودين بسرعة- هكذا خاطبَ المختارُ بحماستهِ المعهودة و جهاءَ القرية الذين ألحّوا عليه بالمساهمة في اعمال الحفر فأبى .
بعد أسبوع حضَرتْ لجنة البلديّة وكان في استقبالِهم المختارُ وأولاده الثلاثة ووجهاءُ القرية ..كانوا أربعة رجالٍ ترجّلوا من سيّارتهم ذاتِ الدّفع الرّباعيّ يتقدمُهم رجلٌ مكتنز اللحم يضَع نظّاراتٍ سوداء و يقبضُ ربطة عنقه بيده اليسرى ويبرقُ من بين أصابعهِ خاتمٌ ذهبيٌّ عريض..تقدم مصافحاً المختارَ وعرّف َبنفسه قائلاً: الله يعطيكم العافية.. انا رئيس اللجنة ..، تقدم الآخرون وعرّف كل منهم بنفسه :
- الله يعطيكم العافية .. أنا مسؤول السّلامة العامّة .
-الله يعطيكم العافية ..أنا مسؤول الجَوْدة.
- الله يعطيكم العافية ..و أنا مسؤولُ المحاسَبة.
رحّب بهم المختار ومَن حضر معهُ من وجَهاء القرية بعفويّتهم وكرمهم المعهود مع أنهم لا يُحيطونَ علماً بشيءٍ مما سمعوه من تلك المناصب والألقاب ..ثمّ هتف باولاده الثلاثة لتشتدّ قبضاتُهم وترتفع فؤوسُهم فيلمع بريقها بعدما انعكست عليها شمس الضحى.. ويبدأ الحفر، بينما تراجع أعضاء اللجنة مع ثورة الغبار.
..لم يمض وقتٌ طويلٌ إلا و الحفرتان قد اكتملتا ..قال المختار مخاطباً أعضاء اللجنة بصوتٍ متهدّج قطّعته زفرات التعب بينما يتحرّكُ صدرُه في عُلوّ وهُبوط وقد سحَّ عرقهُ : ..ها قدْ اكتملَ الحفرُ يا سادة..ونحن بانتظاركم غداً لتركيب العمودين لنحتفلَ معكُم وأهلَ القريةِ بهذا الحدثِ الّذي طالَ انتظارُه ونشكركُمْ عليْه!
ما إن أتمّ عبارته حتّى هتفَ مسؤولُ السلامة العامة شاهراً سبابته: مهلاً ..لا يجوز أن نترك الحفرتين هكذا مكشوفتين..؟لا بدّ من تركيب حواجزتحيط بأطراف الحفر لسلامة المشاة و الحيوانات ..
ردّ عليه مسؤولُ الجودة : ..وقبل تركيبِ هذه الحواجز،يجب التحقّق من مُطابقتِها للمواصفات.
هتفَ مسؤولُ المحاسبة: لايوجد عندناحتى الان ميزانية لتلك الحواجز..؟
هنا بذلَ مديرُ اللجنة خُطوتين ثقيلتين تقدّم بهما.. قابضاً ربطة عنقه بيديه وبريقُ خاتمه العريض قد انعكس على نظارته السوداء بينما ارتفع حاجباه فوق إطار النظارة قائلاً كأنما يجود بحكمة : علينا أن نعقد اجتماعاً ونعدّ تقريراً فنّياً ليتم تقديمه لاحقاً لرئيس البلدية في الاجتماع العمومي القادم ..!
كان المختارُ و أولادُه قد تيبّسَ عرقُهم على تضاريسِ وجوههم بعدما اختلطَ بالغبار وهم يتابعون العبارات المترامية ما بين أعضاء اللجنة...هنا تقدم المختارليطلب من أعضاء اللجنة ان يرتدّوا قليلا الى الخلف...أومأ لأولاده بإشارة،.. فثار الغبار مرة أخرى ولم تمضِ دقائق إلا و قد طُمرت الحُفر وسُوّت بالأرضِ كأنْ لم تكنْ...
وضعَ المُختارُ فأسَهُ عَلى كتفِه..ثمّ استدار ومنْ مَعهُ نحو عُمق القرية وهو يَهتفُ باللجنة : الله يعطيكم العافية ..!
*ابو أحمد و " السروة" أسماء وهمية
أخ دغمش
إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة...موظفون مكتنزون لأنهم يأكلون لحم المواطنين و يشربون دماءهم....زد على ذلك آفة البروقراطية المقيتة و خنقها للدولة و تعطيلها لكل المشاريع.
نص فضح التخلف الذي تعيش فيه الكثير من الدول العربية.
تحياتي
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:52 AM
مابين الروتين والتعقيدات الحكومية والأجتماعات واللجان .. ألخ
تتوه الحقوق وتتعقد أبسط الأمور ..
قصة تهكمية طريفة ناقدة لأحوالنا ـ والمنظر يتكرر فى كل دولنا
العربية بلا إستثناء .. ولذا فإننا نتقدم إلى الوراء .
سلم القلم وما قدم
تحياتى .
الأخت نادية
يسرني تجاوبكم الدائم مع المواضيع ..
هي صورة من الواقع المرّ حين ترتفع الشكليات و تكثر المراسيم بلا مضمون ويكون الانسان البسيط هو أول من يعاني
شكرًا لمروركم
كاملة بدارنه
05-02-2013, 04:09 AM
يحتاج كلّ عمل إلى إدارة وتخطيط ومسؤول منفّذ يعرف ماذا يريد
لكن إن نقصت الدّراية وتكاثرت الآراء غير المعتمدة على أساس واضح فشل التّنفيذ
قصّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
عبدالإله الزّاكي
05-02-2013, 04:45 AM
على شفا حفرة
ويبرقُ من بين أصابعهِ خاتمٌ ذهبيٌّ عريض..تقدم مصافحاً المختارَ وعرّف َبنفسه قائلاً: الله يعطيكم العافية.. انا رئيس اللجنة ..، تقدم الآخرون وعرّف كل منهم بنفسه :
ثمّ هتف باولاده الثلاثة لتشتدّ قبضاتُهم وترتفع فؤوسُهم فيلمع بريقها بعدما انعكست عليها شمس الضحى.. ويبدأ الحفر، بينما تراجع أعضاء اللجنة مع ثورة الغبار.
ثمّ استدار ومنْ مَعهُ نحو عُمق القرية وهو يَهتفُ باللجنة : الله يعطيكم العافية ..!
أعجبني التقابل بين بريق الخاتم الذهبي لرئيس اللجنة و بريق فؤوس أولاد المختار و كذلك استعمال العبارة العامية " الله يعطيكم العافية " و توظيفها بدلالتين مختلفتين.
كعادتك نقد ساخر و صريح لواقعنا المرير و تفاهة من توكل إليه أمور الناس في بلداننا و تعقد المسطرات القانوية من أجل إيصال الماء و الكهرباء إلى الدواوير في حين تصرف مبالغ مالية خيالية على سهرات المجون و الفن الساقط بسخاء و بجرة قلم.
تحياتي إليك أخي الكريم و أديبنا القدير و الرائع عبد السلام دغمش، و بالغ تقديري.
مصطفى حمزة
05-02-2013, 05:14 AM
أخي الأكرم الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
لقطة لمشهد واحد من مشاهد التخلف التي لا تنتهي في شرق المتوسط ... حيث يتربع كل من هو غير مناسب في مكان ( المناسب ) القابع في أحد مكانين : السجن ، أو الشارع !
يبدو لي أن السردَ كان متراخياً ، ربما بسبب تكرار الوصف ، والجمل المعترضة .. والجمل الطويلة كذلك ... كما إن الخاتمة جاءت رخوة جداً تناسب السرد ...
لم نلحظ في النص صراعاً ما ، مع أن الموضوع كان مناسباً لطرح صراعٍ فكري ما ، أو اجتماعيّ .. بحوار أو باسترجاع ما ... لكن لم يحصلْ !
وكذلك اللغة كانت عاديّة بسيطة ، إلاّ عبارة ( مع أنهم لا يُحيطونَ علماً بشيءٍ مما سمعوه ) - ومعها عبارتان أو ثلاث - فإنها فاخرة .
تحياتي وتقديري
الفرحان بوعزة
05-02-2013, 05:51 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق ..عبد السلام دغمش .. تحية طيبة ..
أمل ضاع وتبخر في الهواء ، إنه الضحك على الذقون .. لو كان فيهم ذرة حياء لصارحوا عمي المختار بالمسطرة المتبعة قبل إجراءات الحفر .. وهو ما يقوي الكراهية ويرفع من وتيرة انعدام الثقة ..
واقعة من شأنها أن تتكرر في كل بلد لا يقدر أصحابه جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ..
عمي المختار كان رجلا حكيماً لما اكتفى بتلك الجملة المسكوكة بدل رشقهم بالحجارة ، فالتماطل سوف يستمر ولو بأرقام بشرية أخرى ..
سرد جميل ولغة شيقة مأهولة بسخرية مرة تحفظ للدلالات العميقة حياتها وقيمتها من أجل بناء ثقة بديلة بين أهل القرية والمسؤولين مستقبلا ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:20 PM
لو المسؤولون سهلوا على الناس لسهل الله عليهم أمورهم , قصة مفيدة تحكي الواقع وماقع فيه من مماطلة وكبت للطاقات وظلم من حيث لايشعرون
وفقك الله لما يحب ويرضى
الأخت براءة
شكراً للمرور الكريم والتفاعل مع النص
دمتم و دامت الواحة
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:26 PM
الأخ محمد الشرادي
إضاءاتكم دائماً تثري النصوص..
تكثر المناصب والألقاب دون أن تغير شيئاً على أرض الواقع..
وافر تحياتي
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:28 PM
يحتاج كلّ عمل إلى إدارة وتخطيط ومسؤول منفّذ يعرف ماذا يريد
لكن إن نقصت الدّراية وتكاثرت الآراء غير المعتمدة على أساس واضح فشل التّنفيذ
قصّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
الأديبة كاملة بدارنة
إضاءة كاملة شخّصت الداء ووصفت الدواء..
دمتم على الخير
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:34 PM
أعجبني التقابل بين بريق الخاتم الذهبي لرئيس اللجنة و بريق فؤوس أولاد المختار و كذلك استعمال العبارة العامية " الله يعطيكم العافية " و توظيفها بدلالتين مختلفتين.
كعادتك نقد ساخر و صريح لواقعنا المرير و تفاهة من توكل إليه أمور الناس في بلداننا و تعقد المسطرات القانوية من أجل إيصال الماء و الكهرباء إلى الدواوير في حين تصرف مبالغ مالية خيالية على سهرات المجون و الفن الساقط بسخاء و بجرة قلم.
تحياتي إليك أخي الكريم و أديبنا القدير و الرائع عبد السلام دغمش، و بالغ تقديري.
الأخ الحبيب سهيل
أبهجتني قراءتك وسرني احين أرى ما كتبته من صور متقابلة على تواضعها تصل الى القارئ..
أشرتَ في مشاركتك لمصدر الداء..هو ضربٌ من ضروب الفساد ..انها تفاهة من توكل اليه بعض المهام فيشق على الناس تحت غطاء القانون..
شكراً لمرورك!
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:45 PM
أخي الأكرم الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
لقطة لمشهد واحد من مشاهد التخلف التي لا تنتهي في شرق المتوسط ... حيث يتربع كل من هو غير مناسب في مكان ( المناسب ) القابع في أحد مكانين : السجن ، أو الشارع !
يبدو لي أن السردَ كان متراخياً ، ربما بسبب تكرار الوصف ، والجمل المعترضة .. والجمل الطويلة كذلك ... كما إن الخاتمة جاءت رخوة جداً تناسب السرد ...
لم نلحظ في النص صراعاً ما ، مع أن الموضوع كان مناسباً لطرح صراعٍ فكري ما ، أو اجتماعيّ .. بحوار أو باسترجاع ما ... لكن لم يحصلْ !
وكذلك اللغة كانت عاديّة بسيطة ، إلاّ عبارة ( مع أنهم لا يُحيطونَ علماً بشيءٍ مما سمعوه ) - ومعها عبارتان أو ثلاث - فإنها فاخرة .
تحياتي وتقديري
أستاذنا مصطفى حمزة
يسعدني تعليقكم على ما كتبته..وشرفني مروركم النديّ
أما عن بنية النصّ التي أشرت اليها فربّما سادت بساطة اللغة أجواء القصة ،ربما لكثرة مقاطع الحوار والتي حاولت أن أنقلها باللغة البسيطة الدارجة .. أما عن رخاوة السرد فسوف أراجع النص ..وأنا أحاول أن أرتقي بمستوى ما أكتبه من ملاحظاتكم والأعضاء الكرام..
وافر تحياتي
عبد السلام دغمش
05-02-2013, 02:51 PM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق ..عبد السلام دغمش .. تحية طيبة ..
أمل ضاع وتبخر في الهواء ، إنه الضحك على الذقون .. لو كان فيهم ذرة حياء لصارحوا عمي المختار بالمسطرة المتبعة قبل إجراءات الحفر .. وهو ما يقوي الكراهية ويرفع من وتيرة انعدام الثقة ..
واقعة من شأنها أن تتكرر في كل بلد لا يقدر أصحابه جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ..
عمي المختار كان رجلا حكيماً لما اكتفى بتلك الجملة المسكوكة بدل رشقهم بالحجارة ، فالتماطل سوف يستمر ولو بأرقام بشرية أخرى ..
سرد جميل ولغة شيقة مأهولة بسخرية مرة تحفظ للدلالات العميقة حياتها وقيمتها من أجل بناء ثقة بديلة بين أهل القرية والمسؤولين مستقبلا ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
أخي الأديب الكبير الفرحان بو عزّة
إضاءات كبيرة قدمتها أخي للنص..إضافة لما حاولتُ أن أشير له من تجانس أهالي القرية ورائدهم المختار مقابل اضطراب و اختلاف لجنة البلدية..وهو غياب التنسيق فضلاً عن غياب الدافع الذاتي لخدمة الناس..أحييك ودمت على خير
ربيحة الرفاعي
12-04-2013, 12:54 AM
نص قصيّ موفق الموضوع ماتع، هادف صادق الوصف للواقع
باقتناص ذكي لمظهر للترهل الأدائي والإداري
وددت لو بدأ عند وصول اللجنة ومباشرة الحفر مع استرجاع محدود لما يراه الكاتب ضروريا ذكره مما جاء في الفقرلاتين الأوليين من القصة واللتين تحدثتا بدقة وتفصيل أثقلهما الإسهاب فيما لم يكن غيابه لينقص من النص شيئا.
دمت بألق أديبنا
تحاياي
عبد السلام دغمش
12-04-2013, 11:19 PM
نص قصيّ موفق الموضوع ماتع، هادف صادق الوصف للواقع
باقتناص ذكي لمظهر للترهل الأدائي والإداري
وددت لو بدأ عند وصول اللجنة ومباشرة الحفر مع استرجاع محدود لما يراه الكاتب ضروريا ذكره مما جاء في الفقرلاتين الأوليين من القصة واللتين تحدثتا بدقة وتفصيل أثقلهما الإسهاب فيما لم يكن غيابه لينقص من النص شيئا.
دمت بألق أديبنا
تحاياي
الأخت ربيحة الرفاعي
شرفني مروركم على النص ..وملاحظاتكم موضع اهتمام
تحياتي
آمال المصري
29-04-2013, 03:57 AM
جميعنا نقف على شفا حفرة
منا من يردمها كما فعل المختار وأولاده .. ومنهم من يقع فيها صريع البيروقراطية
نص ساخر بلغة شائقة أديبنا الفاضل
بوركت واليراع
تحاياي
عبد السلام دغمش
29-04-2013, 12:49 PM
جميعنا نقف على شفا حفرة
منا من يردمها كما فعل المختار وأولاده .. ومنهم من يقع فيها صريع البيروقراطية
نص ساخر بلغة شائقة أديبنا الفاضل
بوركت واليراع
تحاياي
الأخت الكريمة آمال
المختار لم يطقْ بعفويته و بساطته هذه البيروقراطية..فتركهم بجانب الحفر بعد أن ردمها ليردم معها ترهاتهم..
تحياتي وشكراً للتفاعل مع النص
نداء غريب صبري
16-08-2013, 12:52 AM
هذه آفة أوطاننا التي لا تخجل من تسميتها عالما ثالثا ولا تحاول أن تخرج من هذا الوصف
فساد وسوء تنظيم وأخلاق متردية
قصة جميلة عرّت الحقيقة التي ننكرها
شكرا لك اخي
بوركت
عبد السلام دغمش
18-08-2013, 07:59 AM
هذه آفة أوطاننا التي لا تخجل من تسميتها عالما ثالثا ولا تحاول أن تخرج من هذا الوصف
فساد وسوء تنظيم وأخلاق متردية
قصة جميلة عرّت الحقيقة التي ننكرها
شكرا لك اخي
بوركت
الأخت نداء صبري
كانت هذه واحدة من صور سوء الادارة ومن يدفع ثمنها الانسان البسيط..
سرني تفاعلكم أختنا الكريمة..
د. سمير العمري
16-12-2013, 05:32 PM
هذا التردي والتأخر في مسيرة الأمة لم يأت من فراغ وإنما من أمثال هذه التصرفاتن وهؤلاء القائمون على الأمر بل ومن أهل القرية ممن يرضون بما كان ولا يأخذون موقفا قويا تجاهه.
الرمزية واضحة والحل كان منطقيا ولكن رمزيته لم تكن بما نأمل من توظيف الأدب في رسم مسارات الحل والنهوض بدل النكوص.
نص قصصي مميز أحسنت فيه كثيرا!
تقديري
قوادري علي
16-12-2013, 06:21 PM
التقاط ككيز من واقع يكاد يكون نمطيا في كل وطننا العربي.
شكرا جزيلا الراقي عبد السلام.
عبد السلام دغمش
17-12-2013, 07:36 AM
هذا التردي والتأخر في مسيرة الأمة لم يأت من فراغ وإنما من أمثال هذه التصرفاتن وهؤلاء القائمون على الأمر بل ومن أهل القرية ممن يرضون بما كان ولا يأخذون موقفا قويا تجاهه.
الرمزية واضحة والحل كان منطقيا ولكن رمزيته لم تكن بما نأمل من توظيف الأدب في رسم مسارات الحل والنهوض بدل النكوص.
نص قصصي مميز أحسنت فيه كثيرا!
تقديري
الأستاذ الدكتور سمير العمري
كانت هذه الأقصوصة لتسليط الضوء على داء استفحل والكلّ مسؤول..راعٍ ورعية.
وافر تقديري لجميل مروركم.
عبد السلام دغمش
17-12-2013, 07:37 AM
التقاط ككيز من واقع يكاد يكون نمطيا في كل وطننا العربي.
شكرا جزيلا الراقي عبد السلام.
أخي قوادري علي
هو فعلاً واقع نمطيّ.. حين يغيب الحسّ بالمسؤلية إضافة الى المهنية في الأداء.
تحياتي.
خلود محمد جمعة
18-12-2013, 09:38 PM
هذا هو حال كل مواضيع الأمة العربية على شفا حفرة
اللغة سهلة وقريبة من المتلقي والمعنى عميق
دمت بخير
مودتي وتقديري
عبد السلام دغمش
19-12-2013, 07:58 AM
هذا هو حال كل مواضيع الأمة العربية على شفا حفرة
اللغة سهلة وقريبة من المتلقي والمعنى عميق
دمت بخير
مودتي وتقديري
الأخت الأديبة خلود
حقّا .. على شفا الهاوية إلا من رحم ربك..
تحياتي أختي الكريمة.
فوزي الشلبي
24-03-2014, 03:01 PM
الأخ الشاعر النبيل عبد السلام:
هذا هو الفساد الذي يجسد البيروقراطية في دول العالم الثالث...وقد أحسن المختار فعلا...إذ ذرّ الغبارَ في عيون اللجنة...التي لو عرفت الحياء,,,لردّوا التحيةَ بأجمل منها...ولقام أولئك البسطاء الفقراء بإكرام وفادته ...ولأجلسوهم صدور بيوتهم...هكذا سلّطت الكامرا على وجه من وجوه الفساد!
تثديري الكبير وخالص ودي!
أخوكم
عبد السلام دغمش
28-03-2014, 03:23 PM
الأخ الشاعر النبيل عبد السلام:
هذا هو الفساد الذي يجسد البيروقراطية في دول العالم الثالث...وقد أحسن المختار فعلا...إذ ذرّ الغبارَ في عيون اللجنة...التي لو عرفت الحياء,,,لردّوا التحيةَ بأجمل منها...ولقام أولئك البسطاء الفقراء بإكرام وفادته ...ولأجلسوهم صدور بيوتهم...هكذا سلّطت الكامرا على وجه من وجوه الفساد!
تثديري الكبير وخالص ودي!
أخوكم
الأستاذ فوزي الشلبي
شكراً للمرور الطيب والاضاءة الجميلة على النصّ المتواضع.
تقديري لكم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir