المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصفور الأخضر .



ناديه محمد الجابي
05-02-2013, 08:03 PM
تلبدت سماء غرفة ( الانتظار ) بغيوم من دخان , وبأنفاس قلقة مضطربة, راحت تعبر عن
قلقها بأشكال مختلفة.. فهذا راح يذهب ويجيء ـ والآخر أخذ ينقر الأرض بقدميه نقرات
عصبية, بينما أخذت تلك تقف حينا وتجلس حينا .. لكنهم جميعا اتفقوا في شيء واحد فقط
كانت أعماقهم جميعا تهتف في تبتل يا رب .. يا رب .
أما هى .. فقد وقفت مستندة إلى الجدار , ممتقعة الوجه , كمن غاب عن الوجود , فقد كانت
كل نبضة فى عروقها, وكل قطرة دم فى جسمها , تصلى صلاة خاشعة إلى الله .
وقفت مقابلة لذلك الباب المكتوب عليه ( غرفة عمليات ) تنتظر من يطمئنها , ولكنهم غابوا
جميعا داخلها وكأن الأرض قد ابتلعتهم
رغما عنها سرح الخيال منها بعيدا , لعدة سنوات مضت .. يوم دق الباب ففتحت لترى
أجمل عينين . . كان صديقا لأخيها جاء يسأل عنه ـ عزف القلبان مقطوعة جميلة , ونبتت
زهرة حب نقية فى أرضها البكر .. بعد أيام جاءت عائلته خاطبة, لم يتبادلا كلمة واحدة ..
لم يحاول حتى أن يسألها عن شعورها , فقد كان للعيون حديث خاص .
وسرعان مالفهما عش سعيد , عرفت فيه جميع ألوان السعادة .. أعطاها هو كل شيء
الحب والحنان والأمان .. فأعطته هي كل شيء .. الروح والقلب والجسد .
أياما حلوة رفرف عليها الحب بأجنحته الوردية, فتحركت ثمرته فى بطنها ـ صنعته من
الحب وسقته السعادة فجاء طفلا جميلا هو لهما البسمة والأمل .
ولكن الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التي تزعزعهم أحيانا
وتزلزلهم أحيانا أخرى . استيقظت يوما قلقة مضطربة لأحلام مزعجة , وهواجس خبيثة
انتابتها طوال الليل ـ ودت لو تقول له : أحمد .. أبق معي ـ لا تخرج اليوم .. لكن كل ما
استطاعت أن تقوله : حاول ألا تتأخر .. قال وهو يبتسم : أعدك عزيزتي ألا أتأخر .
لم يستطع أن يفي بوعده .. تأخر كثيرا .. ولم يعد .. ولن يعود أبدا .. هكذا قالوا لها ـ قالوا
كلاما كثيرا لم تستطع أن تستوعبه بسهولة .. حادث .. مستشفى .. موت .. فراق أبدى .
إعصار قوى رفعها إلى أعالي السماء , وتركها لتهبط إلى القرار .. ممزقة الأشلاء..
مبعثرة الدماء .. تمنت الموت .. ولكنها بعد حين وبقبس من إيمان , لملمت شتات نفسها
وتشبثت بصغيرها ـ رأت فى عينيه عيني الحبيب الراحل , ابتسمت له فى حنان , وضمته
إلى قلبها ليصبح لها هو الحياة .
ومنذ أيام قليلة فقط .. بدأ الصغير يشعر بألام حادة فى أمعائه .. وعندما عرضته على
الطبيب قرر أنه محتاج إلى عملية سريعة , وها هي الساعات تمر والحبيب الغالي بعيدا
عنها , وقد أقفلوا دونها ذلك الباب .
ـ ماما .. حبيبتي ماما .
ـ هه .. نور عيوني .. أين أنت ياحبيبى ؟؟؟
يناديها صوت مألوف ـ كيف حالك أيتها الحبيبة ؟؟
قالت بتعجب : أحمد .. أنت هنا أيضا . شهقت شهقة تدارك وقد ملأ الخوف قلبها
لم أنت هنا .. لا تقل إنك ..
أحمد ـ نعم أيتها الغالية .. لقد جئنا لنودعك .. آن الأوان لكي يكون ابننا معي .
ارتعدت كل أوصالها .. هتفت ـ إنه صغير جدا .. أنا أريده , أحتاجه , ليس لي حياه بدونه
ألا يكفى رحيلك .
أحمد ـ من أجلك يجب أن يذهب ـ سيمنحك رحيله فرصة لكي تعيشي الحياة من جديد .
ـ بدونه لن تكون لى حياة .. بل نار مستعرة ستأكل عمري , ظلام دامس ليس له نهاية
أحمد ـ النار تصقل الذهب , ومن الظلام يولد النور ..
ـ ماما .. حبيبتي .. تذكريني .
شحب لونها حتى صارت كالشبح , ارتعشت , ترنحت في مكانها , وانشغلت عن كل ما
حولها فلم تسمع , ولم تر , ولم تشعر بشيء ــ لم تر الدكتور وقد خرج من الغرفة قائلا
البقاء لله ـ لم تشعر بأمها وهى تأخذها فى أحضانها باكية .. نادبة..
كانت غائبة بكل حواسها .. تنظر مودعة بعينين ملأتهما الدموع لعصفور أخذ يرفرف فى
الخارج ..عصفور أخضر جميل وكأنه من عصافير الجنة .

عبد السلام دغمش
05-02-2013, 08:26 PM
الأخت نادية ..
كيف يجتمع الجمال مع المأساة؟
المأساة هي موت الزوج شريك العمر الذي غاب بعد حين ..ثم لحقتهُ ثمرة زواجهما العفيف..أما الجمال فهو النصّ بايحاءاته وعذوبته..
أعجبني قولك:" تحركت ثمرته في بطنها..صنعته من الحب و سقته السعادة"
وقبل ذلك " نبتت زهرة حب نقية في أرضها البكر"
تحياتي للإبداع!

[تنبيه بسيط :كان للعيون حديث خاص

محمد الشرادي
05-02-2013, 11:07 PM
تلبدت سماء غرفة ( الانتظار ) بغيوم من دخان , وبأنفاس قلقة مضطربة, راحت تعبر عن
قلقها بأشكال مختلفة.. فهذا راح يذهب ويجيء ـ والآخر أخذ ينقر الأرض بقدميه نقرات
عصبية, بينما أخذت تلك تقف حينا وتجلس حينا .. لكنهم جميعا اتفقوا في شيء واحد فقط
كانت أعماقهم جميعا تهتف في تبتل يا رب .. يا رب .
أما هى .. فقد وقفت مستندة إلى الجدار , ممتقعة الوجه , كمن غاب عن الوجود , فقد كانت
كل نبضة فى عروقها, وكل قطرة دم فى جسمها , تصلى صلاة خاشعة إلى الله .
وقفت مقابلة لذلك الباب المكتوب عليه ( غرفة عمليات ) تنتظر من يطمئنها , ولكنهم غابوا
جميعا داخلها وكأن الأرض قد ابتلعتهم
رغما عنها سرح الخيال منها بعيدا , لعدة سنوات مضت .. يوم دق الباب ففتحت لترى
أجمل عينين . . كان صديقا لأخيها جاء يسأل عنه ـ عزف القلبان مقطوعة جميلة , ونبتت
زهرة حب نقية فى أرضها البكر .. بعد أيام جاءت عائلته خاطبة, لم يتبادلا كلمة واحدة ..
لم يحاول حتى أن يسألها عن شعورها , فقد كان للعيون حديث خاص .
وسرعان مالفهما عش سعيد , عرفت فيه جميع ألوان السعادة .. أعطاها هو كل شيء
الحب والحنان والأمان .. فأعطته هي كل شيء .. الروح والقلب والجسد .
أياما حلوة رفرف عليها الحب بأجنحته الوردية, فتحركت ثمرته فى بطنها ـ صنعته من
الحب وسقته السعادة فجاء طفلا جميلا هو لهما البسمة والأمل .
ولكن الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التي تزعزعهم أحيانا
وتزلزلهم أحيانا أخرى . استيقظت يوما قلقة مضطربة لأحلام مزعجة , وهواجس خبيثة
انتابتها طوال الليل ـ ودت لو تقول له : أحمد .. أبق معي ـ لا تخرج اليوم .. لكن كل ما
استطاعت أن تقوله : حاول ألا تتأخر .. قال وهو يبتسم : أعدك عزيزتي ألا أتأخر .
لم يستطع أن يفي بوعده .. تأخر كثيرا .. ولم يعد .. ولن يعود أبدا .. هكذا قالوا لها ـ قالوا
كلاما كثيرا لم تستطع أن تستوعبه بسهولة .. حادث .. مستشفى .. موت .. فراق أبدى .
إعصار قوى رفعها إلى أعالي السماء , وتركها لتهبط إلى القرار .. ممزقة الأشلاء..
مبعثرة الدماء .. تمنت الموت .. ولكنها بعد حين وبقبس من إيمان , لملمت شتات نفسها
وتشبثت بصغيرها ـ رأت فى عينيه عيني الحبيب الراحل , ابتسمت له فى حنان , وضمته
إلى قلبها ليصبح لها هو الحياة .
ومنذ أيام قليلة فقط .. بدأ الصغير يشعر بألام حادة فى أمعائه .. وعندما عرضته على
الطبيب قرر أنه محتاج إلى عملية سريعة , وها هي الساعات تمر والحبيب الغالي بعيدا
عنها , وقد أقفلوا دونها ذلك الباب .
ـ ماما .. حبيبتي ماما .
ـ هه .. نور عيوني .. أين أنت ياحبيبى ؟؟؟
يناديها صوت مألوف ـ كيف حالك أيتها الحبيبة ؟؟
قالت بتعجب : أحمد .. أنت هنا أيضا . شهقت شهقة تدارك وقد ملأ الخوف قلبها
لما أنت هنا .. لا تقل إنك ..
أحمد ـ نعم أيتها الغالية .. لقد جئنا لنودعك .. آن الأوان لكي يكون ابننا معي .
ارتعدت كل أوصالها .. هتفت ـ إنه صغير جدا .. أنا أريده , أحتاجه , ليس لي حياه بدونه
ألا يكفى رحيلك .
أحمد ـ من أجلك يجب أن يذهب ـ سيمنحك رحيله فرصة لكي تعيشي الحياة من جديد .
ـ بدونه لن تكون لى حياة .. بل نار مستعرة ستأكل عمري , ظلام دامس ليس له نهاية
أحمد ـ النار تصقل الذهب , ومن الظلام يولد النور ..
ـ ماما .. حبيبتي .. تذكريني .
شحب لونها حتى صارت كالشبح , ارتعشت , ترنحت في مكانها , وانشغلت عن كل ما
حولها فلم تسمع , ولم تر , ولم تشعر بشيء ــ لم تر الدكتور وقد خرج من الغرفة قائلا
البقاء لله ـ لم تشعر بأمها وهى تأخذها فى أحضانها باكية .. نادبة..
كانت غائبة بكل حواسها .. تنظر مودعة بعينين ملأتهم الدموع لعصفور أخذ يرفرف فى
الخارج ..عصفور أخضر جميل وكأنه من عصافير الجنة .






أخت نادية

جمالية الصياغة و رشاقة اللغة و انسياببتها كانت بمثابة الشجرة التي اخفت مأساة البطلة...و هذا نجاح كبير للشكل الذي سكب فيه هذا النص الجميل. ومع ذلك فالمضمون فرض نفسه على القارئ و جعل أنفاسه تتغير حسب أجوائه.من بداية السعادة التي عاشتها بالزواج المبني على حب مباغث لكنه حب لذيذ أثمر طفلا عذبا... إلى النهاية التراجيدية المتمثلة في جبروت الموت الذي أصبح قناصا أعور سدد طلقتين على منبع سعادتها.
و بذلك يكون النص قد نجح شكلا و مضمونا في تبليغ فكرته.و زاده العنوان نجاحا.
تحياتي

براءة الجودي
06-02-2013, 03:58 AM
موجعٌ هو الفقد ولكن الإنسان يصبر ويحتسب الأجر والله يعوضه خيرا كثيرا , رائعة القصة بمعناها ومبناها , لديك تصوير رقيق وكأنها لوحة يملأها العشب وكوخ السعادة ونهر الصبر الذي ترتشفه الآن
شكرا لك ايتها المبدعة نادية

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 04:16 AM
الأخت نادية ..
كيف يجتمع الجمال مع المأساة؟
المأساة هي موت الزوج شريك العمر الذي غاب بعد حين ..ثم لحقتهُ ثمرة زواجهما العفيف..أما الجمال فهو النصّ بايحاءاته وعذوبته..
أعجبني قولك:" تحركت ثمرته في بطنها..صنعته من الحب و سقته السعادة"
وقبل ذلك " نبتت زهرة حب نقية في أرضها البكر"
تحياتي للإبداع!

[تنبيه بسيط :كان للعيون حديث خاص

الأخ / عبد السلام دغمش
أشكر لك إنك كنت أول من تلقى أقصوصتى .. بجميل ردك
لا حرمنا الله تجدد إشراقك , وجمال حضورك
حضور شرفنى وانتشت به حروفى
كما أشكرك على التصحيح , وقد قمت بتعديله فورا .
تقديرى وإمتنانى .

خليل حلاوجي
06-02-2013, 04:17 AM
نص مضمخ بدمع الفراق ... يكتب تراتيل الوجع


/

نص مؤلم.

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 04:22 AM
الأخ الفاضل / محمد الشرادى أشكر لك إثراء النص بهذه القراءة الواعية
ردودك تستوقفنى بما تحمل من بلاغة فى الطرح
والكثير من العمق والوعى والوصف
يبهجنى أن يروق لذائقتك متواضع حرفى
تحياتى وشكرى .

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 04:29 AM
موجعٌ هو الفقد ولكن الإنسان يصبر ويحتسب الأجر والله يعوضه خيرا كثيرا , رائعة القصة بمعناها ومبناها , لديك تصوير رقيق وكأنها لوحة يملأها العشب وكوخ السعادة ونهر الصبر الذي ترتشفه الآن
شكرا لك ايتها المبدعة نادية

قراءة استهوتنى وتعليق سرنى براءة
رائع هو مرورك الزاهى بين ثنايا حروفى
شكرا على تفاعلك وإهتمامك النبيل
تحياتى وودى .

مصطفى حمزة
06-02-2013, 05:16 AM
أختي العزيزة ، الأديبة نادية
أسعد الله أوقاتك
قصّة من المدرسة الرومانسية في الأدب ، والمصريّة في الأفلام ، والهنديّة في الحزن المركّب !
أجدتِ الإمساك بخيط الإثارة منذ البداية بإخفاء المُسعَف داخل غرفة العمليات ، وبالمفاجأة بأنه الابن لا الزوج
وأجدتِ في الوصف الدقيق الذي رسم المشهد المؤثّر ، وملامح الشخصيات .
- ( ولكن الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التي تزعزعهم أحيانا
وتزلزلهم أحيانا أخرى ) هذه العبارة التي دخلتِ بها بشكل سافر ، وبأسلوب وعظيّ حادّ .. أضعفت في رأيي الحبكة الفنية
أنصح بحذفها .
- لما أنت هنا = لمَ أنتَ هنا ؟
- بعينين ملأتهم الدموع = ملأتهما الدموع
تحياتي



















[/COLOR][/QUOTE]

كاملة بدارنه
06-02-2013, 05:21 AM
فاضت دنان الحزن ممزوجة بدمعات المأساة
قصّة مأساويّة ذكّرتني أحداثها بقصّة واقعيّة تأثّرت بها جدّا في طفولتي
سرد جميل ومشوّق رغم غصّة الحزن
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 05:50 AM
نص مضمخ بدمع الفراق ... يكتب تراتيل الوجع


/

نص مؤلم.

يتألم الأنسان للفقد ـ ولكنه لا يعلم حكمة الله التى قد تخفى عليه ..
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛
إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .

مرحبا بك أخى / خليل حلجاوى
ردودك تستوقفنى بما تحمل من بلاغة وإقتضاب
أتمنى دوام هطولك على أعمالى المتواضعة .

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 06:18 AM
أختي العزيزة ، الأديبة نادية
أسعد الله أوقاتك
قصّة من المدرسة الرومانسية في الأدب ، والمصريّة في الأفلام ، والهنديّة في الحزن المركّب !
أجدتِ الإمساك بخيط الإثارة منذ البداية بإخفاء المُسعَف داخل غرفة العمليات ، وبالمفاجأة بأنه الابن لا الزوج
وأجدتِ في الوصف الدقيق الذي رسم المشهد المؤثّر ، وملامح الشخصيات .
- ( ولكن الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التي تزعزعهم أحيانا
وتزلزلهم أحيانا أخرى ) هذه العبارة التي دخلتِ بها بشكل سافر ، وبأسلوب وعظيّ حادّ .. أضعفت في رأيي الحبكة الفنية
أنصح بحذفها .
- لما أنت هنا = لمَ أنتَ هنا ؟
- بعينين ملأتهم الدموع = ملأتهما الدموع
تحياتي

أستاذى الفاضل / مصطفى حمزة
أفضت على من فيض الصفات .. رومانسية , وأفلام مصرية , وهندية .. ها
ولكن ما يكتبه الله فى الحقيقة يكون أحيانا أقوى من تفكير كل الأدباء ..
أغرف من واقع من حولى وما أشاهد وأعايش .. وما نظنه حزن مركب ..
هو كان فى الحقيقة رحمة من الله بتلك الفتاة .. التى بدأت حياتها من جديد
وأكرمها الله بأبناء هم زهوة للعين .
بالنسبة للعبارة التى ذكرت .. عندك حق, وقد شعرت بأسلوبها الوعظى
ولكننى لم أستطع ألغائها فقد هيأت بها لما سيحدث .. والرأى رأيك ..
شكرا للتصحيح وقد قمت بالتعديل على الفور .
صدرى فضاء رحب لكل نقد وكل ملاحظة , جميل أن أحظى بمرور هذا
القلم السامق لثقتى برأيه وصدقه
دمت بكل خير وسعادة .



















[/COLOR][/QUOTE]

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 06:26 AM
فاضت دنان الحزن ممزوجة بدمعات المأساة
قصّة مأساويّة ذكّرتني أحداثها بقصّة واقعيّة تأثّرت بها جدّا في طفولتي
سرد جميل ومشوّق رغم غصّة الحزن
بوركت
تقديري وتحيّتي

وقصتى أيضا واقعية عزيزتى كاملة
لا أسال الله لك دمعا إلا فى حبه ومناجاته
الجميل هو هذا المرور الذى استطابت به النفس
سعدت بقراءتك ودعمك
جل التحايا والأحترام .

مصطفى حمزة
06-02-2013, 12:45 PM
( شكرا للتصحيح وقد قمت بالتعديل على الفور )
أختي نادية ، ليتكِ لم تقومي بالتعديل على الموضوع هنا ، وإلاّ ما فائدة الإشارة إلى الخطأ في ردّي ؟!
الأفضل أن يُترك النص بأخطائه مع الردود عليه لتعمّ الفائدة . ولكِ أن تعدّليه هناك لديك في نسختك الخاصّة
تحياتي

حسبتها شطارة .. ها
الحمد لله إنى لم ألغ السطر أيضا وإلا كنت قد ارتكبت من الأخطاء مالا يغتفر .
تحياتى .

عبد المجيد برزاني
06-02-2013, 10:23 PM
الأخت الكريمة نادية :
تملكين قلما ذا إمكانيات عالية.
شدني الوصف والانزياحات الجميلة في كتابتك.
تحياتي وتقديري.

آمال المصري
06-02-2013, 11:52 PM
كممت أنفاسي وأنا أقرأ هنا حيث السعادة وفيرة والحزن طاغٍ والمصاب جلل والنهاية حقا مبكية
لك قدرة أديبتنا الرائعة على جذب المتلقي للقراءة والاستمتاع والانفعال مع روائعك
بوركت واليراع
ولك التحايا والود

الفرحان بوعزة
07-02-2013, 07:05 AM
الأخت المبدعة .. نادية ..تحية طيبة ..
نص جميل ، محكم البناء ، مع تلقائية في السرد دون تكلف وتصنع مما أكسب النص جمالية أدبية متميزة .. نص يشخص لنا فكرة ضياع وألم طارئ تجلى في فقد أهم ركن أساسي في بناء الأسرة ..
استطاعت الساردة تجسيد هذا الألم عبر فن أدبي أصيل ، بعدما أكدت ضمنياً أن بالكلمة الأدبية والخطاطة السردية الدقيقة يمكن للفن الأدبي أن يسمح بالتعبير عن ألم الموت والضياع في الحياة بأسلوب جيد وحكي شيق .. مع إمكانية تغيير الوضعية وبناء حاضر جديد على أنقاض ماض على نحو مختلف ..
فعلا ، نبت خيال النص من واقع ممكن ، بعدما أفلحت الساردة على تتبع أحزان عميقة حلت بهذه الأسرة ، فتوزع الألم بين الذاكرة والتاريخ ،مما يولد ضمنياً رغبة البحث عن إمكانية بناء حياة جديدة في ظل الإيمان بالقدر خيره وشره ..
جميل ما كتبت أختي نادية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

ناديه محمد الجابي
08-02-2013, 06:28 AM
الأخت الكريمة نادية :
تملكين قلما ذا إمكانيات عالية.
شدني الوصف والانزياحات الجميلة في كتابتك.
تحياتي وتقديري.

سعدت بإطلالتك وإطرائك الذى أخجلنى
تحياتى وباقة من الياسمين .

ناديه محمد الجابي
08-02-2013, 06:36 AM
كممت أنفاسي وأنا أقرأ هنا حيث السعادة وفيرة والحزن طاغٍ والمصاب جلل والنهاية حقا مبكية
لك قدرة أديبتنا الرائعة على جذب المتلقي للقراءة والاستمتاع والانفعال مع روائعك
بوركت واليراع
ولك التحايا والود

عزيزتى أمال ..
لقراءتك ألق , ولحضورك عبق ينعش القلب أمتنانا ..
أسعد الله قلبك كما تسعدينى بمرورك الكريم .
تحياتى وباقة فل لقلبك .

محمد النعمة بيروك
08-02-2013, 06:42 AM
قصة اتراجيدية، أخذ الموت فيها حصته كاملة من البطلة، وتركها وحيدة.. جديد القصة -من وجهة نظري- موضوع الحوار مع الزوج الراحل، أعجبتني جزئية رغبته في حيازة ابنه وهو ميت..

أحييكِ.

ناديه محمد الجابي
08-02-2013, 06:43 AM
الأخت المبدعة .. نادية ..تحية طيبة ..
نص جميل ، محكم البناء ، مع تلقائية في السرد دون تكلف وتصنع مما أكسب النص جمالية أدبية متميزة .. نص يشخص لنا فكرة ضياع وألم طارئ تجلى في فقد أهم ركن أساسي في بناء الأسرة ..
استطاعت الساردة تجسيد هذا الألم عبر فن أدبي أصيل ، بعدما أكدت ضمنياً أن بالكلمة الأدبية والخطاطة السردية الدقيقة يمكن للفن الأدبي أن يسمح بالتعبير عن ألم الموت والضياع في الحياة بأسلوب جيد وحكي شيق .. مع إمكانية تغيير الوضعية وبناء حاضر جديد على أنقاض ماض على نحو مختلف ..
فعلا ، نبت خيال النص من واقع ممكن ، بعدما أفلحت الساردة على تتبع أحزان عميقة حلت بهذه الأسرة ، فتوزع الألم بين الذاكرة والتاريخ ،مما يولد ضمنياً رغبة البحث عن إمكانية بناء حياة جديدة في ظل الإيمان بالقدر خيره وشره ..
جميل ما كتبت أختي نادية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

بل الجميل حقا هو مرورك الثرى , ونقدك , وتحليلك أخى الفرحان بو عزة .
كريما كان ردك وبهيا كدائم حضورك .
تحياتى وباقات الورود .

عبدالإله الزّاكي
09-02-2013, 01:30 AM
شحب لونها حتى صارت كالشبح , ارتعشت , ترنحت في مكانها , وانشغلت عن كل ما
حولها فلم تسمع , ولم تر , ولم تشعر بشيء ــ لم تر الدكتور وقد خرج من الغرفة قائلا
البقاء لله ـ لم تشعر بأمها وهى تأخذها فى أحضانها باكية .. نادبة..
كانت غائبة بكل حواسها .. تنظر مودعة بعينين ملأتهما الدموع لعصفور أخذ يرفرف فى
الخارج ..عصفور أخضر جميل وكأنه من عصافير الجنة
قصّة جميلة، أتقتنت فيها كل شيء، أساليب السرد و الوصف و الحبكية الفنّية. استمتعت كثيرا بقرائتها أختي الكريمة و أديبتنا القديرة نادية الجابي، تحياتي لك و بالغ تقديري.

ناديه محمد الجابي
09-02-2013, 02:16 AM
قصّة جميلة، أتقتنت فيها كل شيء، أساليب السرد و الوصف و الحبكية الفنّية. استمتعت كثيرا بقرائتها أختي الكريمة و أديبتنا القديرة نادية الجابي، تحياتي لك و بالغ تقديري.

يعجز قلمى عن التعبير عن مدى إمتنانى العميق بجمال مرورك
إطلالة عابقة بالبهاء , لا حرمنا الله تجدد إشراقك وبهى حضورك
دام لك ألق التميز .

محمد ذيب سليمان
09-02-2013, 02:46 AM
لا ادرى لم يثمر الوجع والحزن في اجسادنا بكل قوة
والإبتسامة لا تعيش ولا تعشش
نص جميل السرد والعبارة موجع في غالبية مفاصله
ونحن نحب الوجع ونسمرئ الحزن
شكرا لك

ناديه محمد الجابي
09-02-2013, 05:41 AM
لا ادرى لم يثمر الوجع والحزن في اجسادنا بكل قوة
والإبتسامة لا تعيش ولا تعشش
نص جميل السرد والعبارة موجع في غالبية مفاصله
ونحن نحب الوجع ونسمرئ الحزن
شكرا لك

يبدو أن الحزن كالنار يصهر المشاعر كلها
ويجليها وينقيها .. ليبقى أحسن ما فيها .
الأخ / محمد ذيب سليمان
تشرفت بقراءتك النيرة , وعبق مرورك
ما أكرمك أديبا وشاعرا وقارئا
وما أعذب مرورك الكريم .
تحياتى والورود .

عبد السلام هلالي
09-02-2013, 06:10 AM
قصة بديعة بانسيابة سردها و عذوبة لفظها ، و حمولتها الانسانية. تجعل القارئ يستلذ الألم .
قال الكرام الذين سبقوني الكثير ولن أضيف إلا : أستمتعت بالقراءة.
تحيتي أيتها المبدعة.

ربيحة الرفاعي
10-03-2013, 04:53 PM
سرد موفق بأداء قصي قوي وحبكة محكمة
برعت القاصة في وصف المشهد بكافة معطياتة ورسم الشخصيات بملامحها وحسها، فجسدت الألم بمهارة وحكت الحدث بلغة مؤثرة مثيرة
وقصة شائقة ماتعة

تحاياي

ناديه محمد الجابي
10-03-2013, 05:54 PM
قصة بديعة بانسيابة سردها و عذوبة لفظها ، و حمولتها الانسانية. تجعل القارئ يستلذ الألم .
قال الكرام الذين سبقوني الكثير ولن أضيف إلا : أستمتعت بالقراءة.
تحيتي أيتها المبدعة.

أعتذر عن التأخر في الرد
لا أعرف كيف تاه عني ردك أيها الأخ العزيز
فزيارتك تسعدني, وبمرورك يزدهي حرفي
أبهجني تواجدك ورأيك
دمت بروعة الحضور
تحياتي والورود
:0014:

ناديه محمد الجابي
10-03-2013, 06:00 PM
سرد موفق بأداء قصي قوي وحبكة محكمة
برعت القاصة في وصف المشهد بكافة معطياتة ورسم الشخصيات بملامحها وحسها، فجسدت الألم بمهارة وحكت الحدث بلغة مؤثرة مثيرة
وقصة شائقة ماتعة

تحاياي

يعجز قلمي عن التعبير عن مدى امتناني العميق لكم
فلحضوركم عبق ينعش القلب إمتنانا, وردودكم تستوقفني
بما تحمل من العمق والوعي والوصف
دامت أنوار تواصلكم
ودمت دوما بخير ونقاء .
:014:

خلود محمد جمعة
02-10-2014, 09:47 AM
الفرح يأتي بالتقسيط والحزن دفعة واحدة
سبحان من أسكن الصبر في صدورنا والا لانفجر القلب في صدورنا
كان الطير علامة الأمل بلونه الأخضر وتحليقه فوق حزنها
قصة محزنة بحرف جميل وسرد ماتع
كل التقدير ومودتي

ناديه محمد الجابي
07-10-2014, 10:48 PM
الفرح يأتي بالتقسيط والحزن دفعة واحدة
سبحان من أسكن الصبر في صدورنا والا لانفجر القلب في صدورنا
كان الطير علامة الأمل بلونه الأخضر وتحليقه فوق حزنها
قصة محزنة بحرف جميل وسرد ماتع
كل التقدير ومودتي

شهادة طيبة تحتفي بها الحروف، وتختال بها صاحبتها
لك شكري وامتناني ، ولك التحايا العاطرات. :014:

معروف محمد آل جلول
09-10-2014, 05:12 PM
حبكة فنية ذات نسيج محكم ..
تستثير مأساتها القارئ لمتابعتها ..
وتحاول أن تغوص في عمق الذات المتألمة لتكشف عن معاناتها ..
واقترابها إلى منطق الحكاية يجعلها في خضم سردية القصة الطويلة..
ويبقى العنوان مثيرا جدا لخصوصيته في نفسية المسلم..
الأخت نادية محمد الجابي..
لك كل التقدير ..

نداء غريب صبري
18-10-2014, 02:31 AM
كل هذا الحزن في قصة واحدة!
شعرت كأني مقيدة للقصة منذ العنوان
وعشت مع بطلتها كل التفاصيل المؤلمة
وأمتعتني قراءتها جدا

شكرا لك أختي

بوركت

ناديه محمد الجابي
18-10-2014, 10:56 AM
حبكة فنية ذات نسيج محكم ..
تستثير مأساتها القارئ لمتابعتها ..
وتحاول أن تغوص في عمق الذات المتألمة لتكشف عن معاناتها ..
واقترابها إلى منطق الحكاية يجعلها في خضم سردية القصة الطويلة..
ويبقى العنوان مثيرا جدا لخصوصيته في نفسية المسلم..
الأخت نادية محمد الجابي..
لك كل التقدير ..

شكرا لما غلفت به النص من ضياء
قراءة مميزة عميقة وتعليق دقيق معبر
رد لطيف نقدره ورأي كريم نعتز به ونشكره. :0014:

ناديه محمد الجابي
18-10-2014, 11:01 AM
كل هذا الحزن في قصة واحدة!
شعرت كأني مقيدة للقصة منذ العنوان
وعشت مع بطلتها كل التفاصيل المؤلمة
وأمتعتني قراءتها جدا

شكرا لك أختي

بوركت

كعادتك نداء تنثرين بقراءاتك العطر على نصوصي المتواضعة
لمرورك مذاق الإبداع ولحرفك نكهة الحس الراقي
شكري وامتناني. :014:

قوادري علي
18-10-2014, 02:15 PM
للنص بداية سعيدة ونهاية مفجعة
وبينهما كانت اللغة تصنع الحكاية..
نص جميل الراقية نادية.

هشام النجار
25-10-2014, 06:33 PM
هى قصة للمواساة فى المقام الأول وليست للاشتغال على مقامات الأحزان واجترار الألم ، وحروفها ومعانيها ودفقاتها الشعورية وتوتراتها وعلاقاتها الانسانية انما تبحث عن أهل الفقد فى البيوت والنجوع والريف والصحارى والمدن لتواسيهم وتشغلهم عن المأساة والمصيبة الظاهرة بجوهر القضية وحقيقة القصة وأبعادها وامتداداتها الأبدية وعمقها الفلسفى .
الانسان لا يهدأ وربما يجن جنونه عندما تصدمه المصيبة بقسوة وقوة ، وفى الفيلم الايرانى " كتابة على الأرض " يفجع رجل وامرأة من رعاة الغنم بموت طفلهما الوحيد فيغيب عقلهما تماماً لفداحة المصيبة وهول الفقد ، لدرجة أن الزوج يبالغ ويتجاوز الحد فى حديثه للسماء وهو يرقص ويغنى مشيراً بآلة حادة نحو السماء ، مردداً بأنه يتعهد بهبة كل ما يملك لله من بيت وأغنام وحقول بل ونفسه ، بل يبدى استعداده لارتكاب القتل " ارضاءاً لله " – بحسب تصوره – بعد أن أصبح كل ما يشغله فى حياته عودة طفله ورؤيته واللعب معه واصطحابه لعمله من جديد ، والحياة مليئة بقصص من أسلمهم الفقد والفراق للكآبة والحزن والانهيار التام .
هنا تنقلنا القاصة من فكرة المغالاة فى الحزن والامعان فى تعذيب النفس على الفقد والفراق بمثل هذا الشكل القاسى الى حد أن يشعل الرجل النار فى بيته ويحطم كل ما يملك متصوراً أنه بهذا يرضى الله ويسترضيه حتى يعيد اليه طفله الذى مات أو يهبه طفلاً غيره ، الى فلسفة ترويض المشاعر واستنطاق المفقودين والتواصل مع من رحل والانخراط فى مشهد الأمل لا مشهد الألم ، ومشهد التسرية لا مشهد التعزية .
هم قلقون متوترون غارقون تماماً فى مباشرة الحدث بظاهريته وطبيعته المباشرة ، أما هى فغائبة فى عالم آخر من التأمل والتفاعل مع ما ورائيات المشهد من عوالم وتجليات وروحانيات وابتهالات وصلوات ، وعندما يغيبون فى اشتغالات الأجساد تائهين بين التعلق بمهارات الأطباء والجراحين والركض خلف من كل له علاقة بالمستشفى حتى ولو كان عاملاً من العمال ليطمئنهم ، لا تجد هى من يطمئنها ، فلها فلسفتها ونهجها الخاص ومساراتها التى لا تقيم للجهد البشرى هذا الوزن الذى يبالغ فيه البعض .
الافتتاحية معبرة ومشوقة وغير مباشرة وازدحمت بالتصاوير الفنية الموظفة بشكل جيد لتهيئة المناخ لتقبل امكانية التحليق فى دنيا المواساة والماورائيات والروحانيات وعالم الغيب وشخصياته ، والابتعاد عن قسوة الواقع وآلامه وجراحه ؛ فالتصوير الفنى هو وسيلة المبدع الأهم فى تغييب الواقع وممارساته واعتباراته ومقتضياته – أو على الأقل التخفف من هذا كله - للخروج والتحليق فى آفاق أغنى وأرحب وأعلى وأبقى .
الفلاش باك لم يكن لاستعادة القصة وكيف تم التعارف والزواج ، انما للتنبيه على أن الأمر ليس بهذه السهولة ؛ بل الطريق متاح لمن بدأه فقط هكذا بهذه الروحانية العالية وتلك المشاعر الفياضة وهذه العلاقات الانسانية النقية التى بلغت الذروة فى تماسكها وترابطها ، فهذه المرأة وهذا الرجل وذاك الطفل بهذا الحب الكبير والارتباط الأسطورى الذى لا يتخيل مداه بشر يستدعى هذا الغياب عن المشاهد الدنيا والارتقاء لما هو أبقى وأرقى وأخلد ، وهى تظل غائبة عن تلك المشاهد الحياتية التى تبدو عند البعض حية فلا ترى الأطباء ولا تشعر بحضن أمها ولا تسمع البكاء والندب ولا تشم ما للمستشفيات من روائح ، انما تعيش وتسمع وترى الغائبين وتحاورهم وتشم روائح الجنة وترى طفلها عصفوراً محلقاً فى أرجائها ، تودعه بدموعها الى حين .
ذروة الروعة بلغتها حوارات الأب والابن ، ففيها ننتقل الى هذا العالم الغيبى الغامض البعيد ونعيش أجواءه ونكتشف بعض أسراره ؛ فرموزه وسائل وأدوات قدرية بيد المشيئة العليا تشارك فى الأحداث على الأرض وفى توجيهها رغم غيابها ، فلم ينتهوا بالرحيل انما مستمرون فى التأثير والتوجيه وتحديد المسارات ، وغالبية أحداث الحياة سواء سياسية أو اجتماعية قائمة على تواصل مع الأموات ؛ اما بالطاعة والمحبة والاقتداء والانبهار ، أو بالحقد والانتقام والثأر .
وهناك المدهش والمذهل فى المعنى عندما يصبح الميت مبتغى فلا ينسى ويُهمل هكذا بسهولة بمجرد رحيل جسده كأن لم يكن ؛ بل يسعى صاحبه اليه فى عالمه الغامض العجيب لكى يستمر شعوره بالحياة ويتواصل احساسه بها ، هكذا يخوض أحدهم الموت ليحيا ، كما فى رواية المبدع النيجيرى " ايموس توتولا " وعنوانها " مدمن خمر البلح " ، فالبطل يغامر فى رحلة غرائبية مذهلة ومدهشة لاستعادة خادمه وعاصر بلحه ، فهو لا يستطيع الحياة بدونه ، ورحلة بمثل هذا الهول فى قارات العالم الآخر يلزمها طبيعة أخرى ومواصفات مختلفة فقوة التحمل هناك أضعاف أضعاف أضعافها هنا ، لذا عندما يسأل عن الوسيلة وعما يصطحب معه فى رحلته ؛ ينصحه أحدهم بألا يصطحب بل بأن يترك خوفه ويذهب .
لكن الأروع والأعمق أن يأتى الراحل بمثل هذه السهولة ويضيئ الطريق للحبيب الحى ؛ فالزوجة هنا تظن السوء وتتوقع الشرور وتنظر الى الأمور من زاوية سوداوية ، بينما ولهيمنة الحياة الأبدية فلساكنيها رؤية أعمق وأشمل للأحداث ؛ فقد يكون رحيل الابن مقدمة لرحيل هادئ قريب للزوجة ، فلا يتعرض صغيرها بعدها لليتم وتتقاذفه المآسى ويضيع وحده فى زحمة الصراعات والمعارك التى لا ترحم ، وربما لتعيش حياتها المقدرة لها بدون تنغيص على فتاها الوحيد بدون أن تدرى ... والاحتمالات والسيناريوهات فى هذا الباب كثيرة ومتنوعة .
قضية القصة اذاً أروع ما فيها من فنيات وعندما تضغى القضية فى قصة حتى ليعتبرها أحدهم أنها المنتج الفنى الأول فيها ، فنحن أمام فنان حقيقى صاحب قضية ومنهج يهب فنه لقضاياه ويعطى القضية الجزء الأكبر من ابداعه الفنى بحيث تصبح أروع ما فى عمله من فن .
قضية القصة فلسفة منثورة بغزارة فى انتاجات المبدعين والمفكرين على اختلاف أسلوب وطريقة التناول ؛ بصورة عالجت بعمق ودقة تأثير الموت والراحلين فى الحياة اليومية والبشر والمجتمع ، فالموت يتشابك مع الحياة ويتداخل معها ويؤثر فى مسارات وسلوك واختيارات من على قيدها كما لخصها باحترافية نجيب محفوظ فى رائعته " بداية ونهاية " ، عندما كان للراحلين التأثير الأكبر فى تحديد مسارات واختيارات بل ومصائر من بقوا ؛ فالموت خلف يتماً وفقراً ومحاولات وصراع الى أن ينتهى باثنين من أفراد العائلة الى الموت ، فالموت الأول هو الذى وجه مسلك الشخصيات الاجتماعى والنفسى والعاطفى ، وهو البداية والنهاية ، وكما هو قادر على توجيه الشخصيات الحية سلبياً قادر كذلك على توجيههم ايجابياً ، فقد يكون الموت اضاءة وعامل يقظة وافاقة لمن بقوا .
الموت .. لأنه جزء من عالم الآخرة الهائل الذى لا يستوعبه عقل بشر ، فهو بالقوة والضخامة والقدر التى تجعل لرواده ورموزه الراحلين هذه المكانة التى تقتضى هذا الاجلال والاكبار والتوقير والتقدير والذكر الحسن ، حتى لو كان هناك شئ من التحفظ على بعض ما فعلوا أو قالوا فى الحياة ، فالوضع صار مختلفاً تماماً لأنهم فارقوا هذه الحياة الهشة الهامشية الزائلة واكتسبوا مواصفات ونفوذ وقدر عالم الآخرة والخلود الهائل الفخم المديد الأبدى الخارق .
لذلك نجد الزوجة فى رواية " السراب " للراحل الكبير نجيب محفوظ تحرص على أن يدعو الابن لأبيه الراحل وأن يذكره دائماً بالخير " اياك وأن تفرح لموت أحد ، لا تذكر أباك من الآن فصاعداً الا دعوت له بالرحمة ، فما أحب لك أن تسر لموت انسان مهما كان هذا الانسان " ، وهذا بالرغم من أن هذا الميت فى تلك الرواية كان سبباً فى مأساة الأم والابن معاً .. انها ليست فلسفة هذه الزوجة ، انما فلسفة الحياة الضعيفة دائما أمام سلطان الموت ونفوذ وقدرات الراحلين فى توجيه أحداثها بحسب مشيئة القدر .
جملة وحيدة زائدة – ولكل جواد كبوة كما يقولون – لكنها غاصت وانزوت أمام البناء الفنى والسردى المتكامل المفعم بالروعة " الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التى تزعزعهم أحياناً وتزلزلهم أحياناً أخرى " .

ناديه محمد الجابي
26-10-2014, 08:13 PM
للنص بداية سعيدة ونهاية مفجعة
وبينهما كانت اللغة تصنع الحكاية..
نص جميل الراقية نادية.

يشرفني مرورك الراقي وردك الكريم
لا عدمت الطلة العطرة . :0014:

ناديه محمد الجابي
26-10-2014, 08:25 PM
هى قصة للمواساة فى المقام الأول وليست للاشتغال على مقامات الأحزان واجترار الألم ، وحروفها ومعانيها ودفقاتها الشعورية وتوتراتها وعلاقاتها الانسانية انما تبحث عن أهل الفقد فى البيوت والنجوع والريف والصحارى والمدن لتواسيهم وتشغلهم عن المأساة والمصيبة الظاهرة بجوهر القضية وحقيقة القصة وأبعادها وامتداداتها الأبدية وعمقها الفلسفى .
الانسان لا يهدأ وربما يجن جنونه عندما تصدمه المصيبة بقسوة وقوة ، وفى الفيلم الايرانى " كتابة على الأرض " يفجع رجل وامرأة من رعاة الغنم بموت طفلهما الوحيد فيغيب عقلهما تماماً لفداحة المصيبة وهول الفقد ، لدرجة أن الزوج يبالغ ويتجاوز الحد فى حديثه للسماء وهو يرقص ويغنى مشيراً بآلة حادة نحو السماء ، مردداً بأنه يتعهد بهبة كل ما يملك لله من بيت وأغنام وحقول بل ونفسه ، بل يبدى استعداده لارتكاب القتل " ارضاءاً لله " – بحسب تصوره – بعد أن أصبح كل ما يشغله فى حياته عودة طفله ورؤيته واللعب معه واصطحابه لعمله من جديد ، والحياة مليئة بقصص من أسلمهم الفقد والفراق للكآبة والحزن والانهيار التام .
هنا تنقلنا القاصة من فكرة المغالاة فى الحزن والامعان فى تعذيب النفس على الفقد والفراق بمثل هذا الشكل القاسى الى حد أن يشعل الرجل النار فى بيته ويحطم كل ما يملك متصوراً أنه بهذا يرضى الله ويسترضيه حتى يعيد اليه طفله الذى مات أو يهبه طفلاً غيره ، الى فلسفة ترويض المشاعر واستنطاق المفقودين والتواصل مع من رحل والانخراط فى مشهد الأمل لا مشهد الألم ، ومشهد التسرية لا مشهد التعزية .
هم قلقون متوترون غارقون تماماً فى مباشرة الحدث بظاهريته وطبيعته المباشرة ، أما هى فغائبة فى عالم آخر من التأمل والتفاعل مع ما ورائيات المشهد من عوالم وتجليات وروحانيات وابتهالات وصلوات ، وعندما يغيبون فى اشتغالات الأجساد تائهين بين التعلق بمهارات الأطباء والجراحين والركض خلف من كل له علاقة بالمستشفى حتى ولو كان عاملاً من العمال ليطمئنهم ، لا تجد هى من يطمئنها ، فلها فلسفتها ونهجها الخاص ومساراتها التى لا تقيم للجهد البشرى هذا الوزن الذى يبالغ فيه البعض .
الافتتاحية معبرة ومشوقة وغير مباشرة وازدحمت بالتصاوير الفنية الموظفة بشكل جيد لتهيئة المناخ لتقبل امكانية التحليق فى دنيا المواساة والماورائيات والروحانيات وعالم الغيب وشخصياته ، والابتعاد عن قسوة الواقع وآلامه وجراحه ؛ فالتصوير الفنى هو وسيلة المبدع الأهم فى تغييب الواقع وممارساته واعتباراته ومقتضياته – أو على الأقل التخفف من هذا كله - للخروج والتحليق فى آفاق أغنى وأرحب وأعلى وأبقى .
الفلاش باك لم يكن لاستعادة القصة وكيف تم التعارف والزواج ، انما للتنبيه على أن الأمر ليس بهذه السهولة ؛ بل الطريق متاح لمن بدأه فقط هكذا بهذه الروحانية العالية وتلك المشاعر الفياضة وهذه العلاقات الانسانية النقية التى بلغت الذروة فى تماسكها وترابطها ، فهذه المرأة وهذا الرجل وذاك الطفل بهذا الحب الكبير والارتباط الأسطورى الذى لا يتخيل مداه بشر يستدعى هذا الغياب عن المشاهد الدنيا والارتقاء لما هو أبقى وأرقى وأخلد ، وهى تظل غائبة عن تلك المشاهد الحياتية التى تبدو عند البعض حية فلا ترى الأطباء ولا تشعر بحضن أمها ولا تسمع البكاء والندب ولا تشم ما للمستشفيات من روائح ، انما تعيش وتسمع وترى الغائبين وتحاورهم وتشم روائح الجنة وترى طفلها عصفوراً محلقاً فى أرجائها ، تودعه بدموعها الى حين .
ذروة الروعة بلغتها حوارات الأب والابن ، ففيها ننتقل الى هذا العالم الغيبى الغامض البعيد ونعيش أجواءه ونكتشف بعض أسراره ؛ فرموزه وسائل وأدوات قدرية بيد المشيئة العليا تشارك فى الأحداث على الأرض وفى توجيهها رغم غيابها ، فلم ينتهوا بالرحيل انما مستمرون فى التأثير والتوجيه وتحديد المسارات ، وغالبية أحداث الحياة سواء سياسية أو اجتماعية قائمة على تواصل مع الأموات ؛ اما بالطاعة والمحبة والاقتداء والانبهار ، أو بالحقد والانتقام والثأر .
وهناك المدهش والمذهل فى المعنى عندما يصبح الميت مبتغى فلا ينسى ويُهمل هكذا بسهولة بمجرد رحيل جسده كأن لم يكن ؛ بل يسعى صاحبه اليه فى عالمه الغامض العجيب لكى يستمر شعوره بالحياة ويتواصل احساسه بها ، هكذا يخوض أحدهم الموت ليحيا ، كما فى رواية المبدع النيجيرى " ايموس توتولا " وعنوانها " مدمن خمر البلح " ، فالبطل يغامر فى رحلة غرائبية مذهلة ومدهشة لاستعادة خادمه وعاصر بلحه ، فهو لا يستطيع الحياة بدونه ، ورحلة بمثل هذا الهول فى قارات العالم الآخر يلزمها طبيعة أخرى ومواصفات مختلفة فقوة التحمل هناك أضعاف أضعاف أضعافها هنا ، لذا عندما يسأل عن الوسيلة وعما يصطحب معه فى رحلته ؛ ينصحه أحدهم بألا يصطحب بل بأن يترك خوفه ويذهب .
لكن الأروع والأعمق أن يأتى الراحل بمثل هذه السهولة ويضيئ الطريق للحبيب الحى ؛ فالزوجة هنا تظن السوء وتتوقع الشرور وتنظر الى الأمور من زاوية سوداوية ، بينما ولهيمنة الحياة الأبدية فلساكنيها رؤية أعمق وأشمل للأحداث ؛ فقد يكون رحيل الابن مقدمة لرحيل هادئ قريب للزوجة ، فلا يتعرض صغيرها بعدها لليتم وتتقاذفه المآسى ويضيع وحده فى زحمة الصراعات والمعارك التى لا ترحم ، وربما لتعيش حياتها المقدرة لها بدون تنغيص على فتاها الوحيد بدون أن تدرى ... والاحتمالات والسيناريوهات فى هذا الباب كثيرة ومتنوعة .
قضية القصة اذاً أروع ما فيها من فنيات وعندما تضغى القضية فى قصة حتى ليعتبرها أحدهم أنها المنتج الفنى الأول فيها ، فنحن أمام فنان حقيقى صاحب قضية ومنهج يهب فنه لقضاياه ويعطى القضية الجزء الأكبر من ابداعه الفنى بحيث تصبح أروع ما فى عمله من فن .
قضية القصة فلسفة منثورة بغزارة فى انتاجات المبدعين والمفكرين على اختلاف أسلوب وطريقة التناول ؛ بصورة عالجت بعمق ودقة تأثير الموت والراحلين فى الحياة اليومية والبشر والمجتمع ، فالموت يتشابك مع الحياة ويتداخل معها ويؤثر فى مسارات وسلوك واختيارات من على قيدها كما لخصها باحترافية نجيب محفوظ فى رائعته " بداية ونهاية " ، عندما كان للراحلين التأثير الأكبر فى تحديد مسارات واختيارات بل ومصائر من بقوا ؛ فالموت خلف يتماً وفقراً ومحاولات وصراع الى أن ينتهى باثنين من أفراد العائلة الى الموت ، فالموت الأول هو الذى وجه مسلك الشخصيات الاجتماعى والنفسى والعاطفى ، وهو البداية والنهاية ، وكما هو قادر على توجيه الشخصيات الحية سلبياً قادر كذلك على توجيههم ايجابياً ، فقد يكون الموت اضاءة وعامل يقظة وافاقة لمن بقوا .
الموت .. لأنه جزء من عالم الآخرة الهائل الذى لا يستوعبه عقل بشر ، فهو بالقوة والضخامة والقدر التى تجعل لرواده ورموزه الراحلين هذه المكانة التى تقتضى هذا الاجلال والاكبار والتوقير والتقدير والذكر الحسن ، حتى لو كان هناك شئ من التحفظ على بعض ما فعلوا أو قالوا فى الحياة ، فالوضع صار مختلفاً تماماً لأنهم فارقوا هذه الحياة الهشة الهامشية الزائلة واكتسبوا مواصفات ونفوذ وقدر عالم الآخرة والخلود الهائل الفخم المديد الأبدى الخارق .
لذلك نجد الزوجة فى رواية " السراب " للراحل الكبير نجيب محفوظ تحرص على أن يدعو الابن لأبيه الراحل وأن يذكره دائماً بالخير " اياك وأن تفرح لموت أحد ، لا تذكر أباك من الآن فصاعداً الا دعوت له بالرحمة ، فما أحب لك أن تسر لموت انسان مهما كان هذا الانسان " ، وهذا بالرغم من أن هذا الميت فى تلك الرواية كان سبباً فى مأساة الأم والابن معاً .. انها ليست فلسفة هذه الزوجة ، انما فلسفة الحياة الضعيفة دائما أمام سلطان الموت ونفوذ وقدرات الراحلين فى توجيه أحداثها بحسب مشيئة القدر .
جملة وحيدة زائدة – ولكل جواد كبوة كما يقولون – لكنها غاصت وانزوت أمام البناء الفنى والسردى المتكامل المفعم بالروعة " الحياة لا تدع من عليها دون أن يمروا بتلك الاختبارات العسيرة التى تزعزعهم أحياناً وتزلزلهم أحياناً أخرى " .

كم أنا محظوظة بقارئ مثلك يرتقي النص بحضوره
فتنتشي الكلمات وتأتلق المعاني زهوا
أغدقت على من فيض نقائك سطورا كأنها نجوم
تتلألأ في السماء ، في قراءة متميزة واستخلاص نقي لجوهرها
شرفتني بمرورك وأدخلت الغبطة إلى قلبي. :0014:

ناديه محمد الجابي
02-05-2019, 12:35 PM
الأخ العزيز/ هشام النجار..
كم تفتقدك الواحة ، وتحليلاتك النقدية المتمكنة البناءة
تلقي الضوء على مواضع الجمال، وتصل بإدراك لخفايا وخبايا ما بين السطور
وتصل بفكرك وقلمك إلى أعماق الكاتب فتسبر ما خفي حتى عليه هو نفسه.
أخذتك السياسة من الأدب فهنيئا للسياسة بك ، وهنيئا لنا مقالات واعية
مدركة وكاشفة لحقيقة الأمور.
ولكن تبقى الواحة مشتاقة لك ولحروفك .
لك تحياتي ـ وكل عام وأنت لله أقرب.
رمضان كريم.
:0014::noc::0014:

تسنيم الفراصي
02-05-2019, 07:41 PM
أقسى الفَقد:
رحيلُ الإبن.
أوجعتني النهاية كثيراً.

كمَّ الدهشة هنا عظيم!،
راقني التسلسل في سرد الأحداث،
الحاضر،
فالماضي،
ثم الهبوط مرة أخرى إلى الحاضر.

طريقة سردك ذكية جداً و ليس ذلك بالغريبِ عليكِ أستاذة نادية،
حرفٌ به من الدهاء ما يُدهشني حقاً!.

لحرفك المجد، البقاء، و الخلود.