مشاهدة النسخة كاملة : الفاجعة
براءة الجودي
08-02-2013, 04:30 AM
صفع الباب بقوة ودلف الفيلا يركض وهو يحمل في جعبته الفاجعة نادى ماجد بصوت يهزه الأسى : أمـــاااااه والدي مــات ، مــــــات
ارتجت هذه الكلمة في أرجاء المنزل وتضخمت لترتطم بجدران الصالة فترتدُّ على أسماعهم مرَّات ومرَّات تسمرت هندٌ في مكانها وياسرٌ فاغرٌ فاه وسديمٌ لم يتحرك فيها ساكن وهي تجلس على تلك الأريكة المرقشة فقط كانت تنظر بجمودٍ وترقُّبٍ أما الأم فقد اتسعت حدقتيها وهي تردد باحتساب : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها , ماالذي حصل بالضبط ياماجد اهدأ واشرح لي ؟!
- لم يكن هناك شئ جديد السرطان هو السرطان يستشري في جسد الإنسان حتى يقضي عليه ، كان بصحة متحسنة يبتسم ويتحدث معي وفجأة أغمض عينيه وانقلب ناحية اليمين ، ارتبكتُ فهززته ولكنه لم يتحرك أسرعت بين أروقة المشفى أنادي الطبيب "أيمن كمال" فقدم معي نحو سريره في الحجرة بالعليَّة، ومعه مايستلزم للكشف ، قلَب والدي وبدون عناء أخذ يتحسَّس نبضه وهو يهز رأسه بصمت أن لاجدوى ، فقد حياته رحمه الله رحمة واسعة تلقيت الخبر منه وكنتُ على رجاء أنه مازال حيًّا فوقع قوله في قلبي ثقيلا حتى أضحيتُ كمن ينازع سكرات الموت , عمومًا سيكون الدفن عليه بعد العصر ولم يتبقى سوى ساعتين على الآذان .
أسرعت هند لجلب عباءتها، وياسر يبحث عن فردة حذائه بذهن مشتت ، وأمهم تحاول الصمود والدمعة تخذلها ، خرج الجميع عدا سديم , مرت بجانبها هند ولوت رأسها قائلة بعتاب : أعديمة الإحساس أنتِ ؟ ألن تريه معنا قومي يـا...
- بترت عبارتها بصوت مرتفع قليلا : لاأستطيع ذلك ، اذهبي أنتِ ( قالتها بملل)
- ستندمين لاحقا .
انطلقوا بالسيارة إلى المشفى حتى ينقلوه إلى المغسلة بعد رؤيته وسديم ولجت الغرفة تجرُّ خطاها ، وكأنما هموم الدنيا تكالبت لتجندلها وتثقل حركتها , شعرت بحرارة صادرة من جسدها ، والدمع يعانق شفتيها ، حتى أمست تطوي الوقت في أنين ، ويتلاطم موج الحنين , محوملامحه وصورته العالقة في الذاكرة كلوحة أتقنها وأبدع بها أفضل فنان لأمر محال .
المشاعر متضاربة ، والأحاسيس تتكدَّس داخلها متنازعة سقطت منهارة تبكيه ، مرَّ الشريط سريعا لما سمعته وشاهدته من ذكرى والدها " حمود التميمي" الأب الذي عانى طوال حياته عاش يتيما تاركا والده إياه طفلا بعقل الكبار ، كرَّس حياته في العمل ، اعتمد على نفسه في جميع شؤونه وتعرَّض لمواقف مخزية وأحداث ذُلَّ فيها كبرياء رجل لكنَّ الحياة علمته التصرف بحكمة ، تزوج ابنة عمه وكان يدير عددا من الشركات إضافة إلى مايملكه من العقارات حيث أصبح تاجرا يشار إليه بالبنان ، لَكَم ساعد الكثير ممن حوله أقاربه ، أصحابه ، وأناس أُخَر
التف حوله الجميع ليملأوا بطونهم ونظراتهم الجشعة تطمع في المزيد من أمواله الطائلة ، احتالوا ، سرقوا وهو كأنما اتخذ هذه الآية شعارا له : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
حتى إذا خسر جُلَّ أمواله وأنهكه المرض وتراكمت على جسده أتعابُ السنين, تلاعبت الأفاعي حوله ، وتظافرت عليه الديون حينها تخلّى عنه الجميع كما لم يكن يوما ما ملكا يحيطه خدم وحشم يعملون تحت إمرته حتى إن أتت فرصة لانتكاسته خذلوه وتشفوا به ، الشماتة من الاقرباء كمن يمسك حديدة يعرضها للنار ويضعها على جلدك مستعرة ، حينها كيف سيكون مقدار ألمك ؟
والأدهى والأمرَّ أن تلقى الجرأة والتمادي من أبناءك حتى ينهال عليهم سوط الندم الذي يوقظ حسهم بعد مماته ، فعرفوا كم هم حمقى عندما جلسوا على أرجاس الحساد واستمعوا لهم بآذان صاغية ، سيبكونك اليوم وينسونك غدا تحت وطأة المشاغل وصخب الحياة .
رددت بعينين تفيضين بالشجن :إن رأيتك كما فعلوا ستزيد أطنان الألم بداخلي , حبك ألم ، موتك ألم ، ذكراك ألم ، عيشي بعد موتك ألم ، الحياة برمتها معاناة لذواتنا الإنسانية الخرقاء,
شرعت تشهق وتعض شفتيها بحسرة : أبتــاه ، ماأنا إلا دمية بين يديك ، افعل بي ماتشاء ، اذبحني , اسلخني ، اضربني بأقصى قوة لديك ، خذني للقبر بدلا عنك ، رحمك الله افعل بي ماتريد فأنا رهن إشارتك ، أحبك ، كلاَّ بل أفديك بكل كياني ، فقط عُد , عد كما كنتَ .
كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان وشفاه مرتعشة : هل حب أسرتك والتضحية تنقلب ضدك؟ أم أنكَ لم تضع التضحية في مكانها الصحيح " أبي" ؟
ماأقسى العالم ،وماأغبى البشر !!
فرَّ منها الذهول وماتت آخردمعة على شاطئ احزانها الذي دنسته الجراح ووقعت في شرك اللامبالاةالمعتادة , قهقهت وهي تصفع رخام الغرفة بكفها وكأنما أصابها ضرب من الهذيان.
اعتلى صوت الآذان ليعلن أن صلاة العصر قد حانت ، وصل أهلها ، ترجلت منيرة وابنتها هند عن السيارة ودخلوا البيت ، وتوجه الأبناء نحو المسجد للصلاة ، اتجه الجميع نحو المقبرة حيث حضر جمع غفير لتشييع جنازته
حمل ماجد وياسر والدهما ليضعانه بيديهما في الحفرة الضيقة منزل الإنسان وموطنه الذي خُلق منه , فكوا الأربطة منه وسدوا عليه في لحده بلبنات ثم أهالوا عليه التراب وهما يدعوان لوالدهما بالثبات فالآن يُسأل.
يا الله كم هو شعور صعب على الإنسان عندما يضع شخصا عزيزا عليه ، في حفرة ضيقة، ثم يهيل عليه التراب بيديه وماء عينيه تروي الأرض فتنمو نباتات صحراوية تقبع في وحدتها المريرة ، هكذا تماما ينمو الحزن ويترعرع في صدورنا , فما إن يأتي سيل الفرحة الجارف ويقتلعه حتى تُلقي النوائب بذرتها مرةأخرى في القلب ، نسقيها بالبكاء فيكبر الأسى حيث تمتدُّ جذوره ملتفة حول عروقنا تتشبث بقوة وتسير حيث سار الدم بجميع اتجاهات الجسد ، فيصعب نزعها ونمارس حينها طقوس الأشجان ( بهذا كان يحدَّث ياسرٌ نفسه )
توافد المعزون إلى الدار فالرجال مابين داخل وخارج والنساء تتفاوت ملامحهن مابين متجلدة وصامتة وأخرى متأثرة دامعة ، وثالثة مستمتعة برشف القهوة ساهية ، ومن بينهن امرأة تصطنع الشفقة حينما رأت سديم حركت رأسها متباكية : المسكينة يتيمة !
قذفت إليها سديم نظرة ماقتة وتمتمت: إذا اختلطت دموع في خدود ** تبيَّن من بكى ممن تباكى
ثم رفعت صوتها بثبات : لابأس ، نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيما
استدارت ناحية المطبخ ونفسها تسخر من امرأة عمها البغيضة , فتحتِ النافذة لتنتعش رئتيها بقليل من الهواء العابر ، فإذا بالشفق يحمرَّ وتتوارى الشمس في المغيب إلى ماوراء الكون ترحل ، فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق .
[ براءة الجودي ]
ننتظر نقدكم البناء
براءة الجودي
08-02-2013, 04:30 AM
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ** يوما على آلة حدباء محمول
محمد الشرادي
08-02-2013, 05:06 AM
اقتباس كامل النص
أخت براءة
يد الموت ماكرة...جبارة...طعناتها طعنات نجلاء تدمي القلوب و العيون...تحدث في القلوب شروخا عميقة. لكن اختي رغم جبروت الموت و قسوته فتفاعلنا معه يختلف من شخص إلى آخر: حسب مكانة الفقيد لديه...حسب تصوره للموت...حسب الثقافة السائدة...و النص أفلح بكثير من التفوق في إبراز هذا الاختلاف في التعاطي مع حدث الموت.بين حزين...شامت...متعاطف...متباك... عير مبال...متظاهر بالحزن...
معجم النص أيضا توفق بشكل مبهر في رٍسم الموت و إبراز الأجواء التي يترتب عنه. و هنا تظهر المهنية إذا المعجم يجب أن يكون متناغما مع فكرة النص مساهما في انسيابيته.
بدا لي النص دائريا بدأ يمغيب حقيقي و انتهى بمغيب رمزي و بينهما دارت أحداث اصطبغت بأجواء المغيبين.
أختي براءة. لست ادري لماذا عندما يكون النص باذخا موجعا أجد فيه جمالية. هي جمالية الموت ...جمالية الحزن، و اعود و أقول لا يمكن الإحساس بذلك إلا لأن النص نجح في التعبير الصادق عن الفكرة ا...نجح في تحويل الخيال إلى حقيقة عاشها القارئ فعلا و لم يجد بدا من التنهد بحرارة انفاسه و حرارة النص.
دام الألق ليراعك.
عبد السلام هلالي
08-02-2013, 05:07 AM
أختي الكريمة براءة ،
نص جميل بمشاعر إنسانية جياشة يتأسس على حدث الموت وما يصاحبه من أحاسيس و صراعات نفسية بين الألم و الصدمة و بين القبول و التسليم ، وما يعقب الحدث من تفاعلات مع الذات و المحيط.
كثرة الأخطاء اللغوية أساءت للنص إضافة إلى غياب علامات الترقيم في العديد من المواضع الضرورية وهو ما يصعب عملية القراءة و يؤدي إلى اختلاط المعني.
تقبلي مروري
فترتَدَ إلى أسماعهم - حدقتاها - ما يلزم - كرس حياته للعمل - أناس آخرون - بحاجبين مرتجفين - من السيارة - حمل ياسر و ماجد والدهما - رئتاها - حسا غريبا و صمتا مميتا
ناديه محمد الجابي
08-02-2013, 05:09 AM
قضي الله سبحانه وتعالي وقدر الموت علي كل المخلوقات(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)
وقال جل من قائل (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذوالجلال والإكرام) وقال (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )
تتفاوت ردة الفعل والحزن عند الفقد من شخص إلى آخر ـ فالبعض يعانى من ردة فعل حزينة بشكل كبير
بينما يصبر البعض الآخر ويحتسب . كما حدث فى قصتنا هذه .. قالت الأم : إنا لله وإنا إليه راجعون
وما الصبر إلا عند الساعة الأولى ــ وبينما ذهب الأبناء كلهم لحضور مراسم دفن والدهم نجد أن الأبنة
سديم لا تبال بذلك .. لنعرف بعد ذلك إنها تحبه بكل كيانها ولكنها تتألم لموقف الناس منه .
سلمت يداك براءة على قصة رائعة , الجانب الأنسانى منها على قدر كبير من العمق
قصتك تدخل النفوس بأسلوب سلس وسرد هادىء ـ دمت رائعة .
مع خالص التحايا .
مصطفى حمزة
08-02-2013, 05:43 AM
أختي الكريمة الأستاذة براءة
أسعد الله أوقاتك
- الفكرة /الحدث وفاة أب ، ولوعة أهله عليه .. حدثٌ لعلّه الأكثر تجدداً مع الدقائق والثواني في هذه الدنيا
ومع ذلك ، فهو حدثٌ قابلٌ دوماً ليكون محور قصّة جيّدة ، ولكن إذا تناوله المبدع تناولاً جديداً مبتكراً بأسلوبه هو
فهل تناوله نصكِ بطريقة مميّزة أختي براءة ؟ أم كان التناول عادياً يسرده فنتذكر عشرات المشاهد المشابهة ؟
- لفتني في أول النص أن ماجد دخل الفيلا راكضاً صافعاً الباب ...وصاح بأن أباه مات ...ثم خرجت الأم مذهولة .. وبعد ثواني
طلبت منه أن يحكي لها ما جرى ، فيجلس ويبدأ بحكاية ما حدث بالتفصيل والإطناب !!!
هذا الموقف لايحتمل أسلوبَ الإطناب ، بل يستدعي الإيجاز بالحذف ... فإن من المواقف التي تستدعي من المتكلم الإيجاز بالحذف
حال المتكلم مثل الخوف ، المرض والتعب .. أو أن السياق يدل على المحذوف ...
- لم يكن في القصّة حدث محوري يتنامى وترفده أحداث فرعية وتدفع به حتى النهاية . بل تفرع عن خبر الموت أخبار أخرى فرعية
لم تفد الخبر الأول في شيء !
- يُضعف القصّة الفنيّة جداً تدخل الكاتب بالشرح خير الضروريّ ، والتقرير والوعظ .. وقد ورد شيءٌ من هذا في النص
- الأخطاء اللغوية قليلة ، ومع ذلك كان ينبغي ألا تصدر عن قلم الأديبة براءة :
- أما الأم فقد اتسعت حدقتيها = حدقتاها
- من أبناءك = أبنائك
- كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان = بحاجبين مرتجفين
- ليضعانه بيديهما = ليضعاه بأيديهما
- فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق = حسّاً غريباً وصمتاً مميتاً ..
أردتِ نقداً بناء ... وأنا أردتُه كذلك
دمتِ بألف خير
قوادري علي
08-02-2013, 06:01 AM
لعل اولى عتبات النص وهنا أقصد العنوان يفضح الآتي ولكن حين نلج المتن ونحن نعرف أننا بصدد ملاقاة الفاجعة يخلق عندنا نوعا من السيسبانس أي فاجعة هذه التي مهد لها العنوان ومن ثم تتوالى الأحداث بلغة سردية تصف الفاجعة وثرصد انفعالات الشخصيات..
التيمة المطروحة متداولة ولكن كيفية الصياغة هي من تضخ الدم في النص..
نص سردي يشي بقلم سردي متمكن..هناك هنات تحتاج التصحيح
جميل ماقرأنا أستاذة براءة.
الفرحان بوعزة
08-02-2013, 06:30 AM
الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. براءة ...تحية طيبة ..
بنيت خطاطة القصة على حادث الموت الذي تم الإعلان عنه في البداية وهو تحفيز للقارئ أن يتصور ما يترتب عنه من نتائج ..
نص جميل بصياغته ولغته مزجت فيه الساردة بين الذاكرة والتاريخ ، بين السيرة الذاتية والحالة النفسية لأفراد الأسرة ، بين موقف الناس ليس من الموت وإنما من الشخص الميت ، موقف توزع بين التشفي والانتهازية ..
بفنية أدبية متميزة غاصت الساردة بأسلوب شيق في دواخل النفس والذات بعدما وحدت موقفهم في ألم الفجيعة التي حلت بهم رغم ما يحيط بهم من استفزازات ..
نص إنساني بامتياز ..
وما فائدة الأدب إن لم يكن إنسانياً ..؟
جميل ما كتبت ..تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
عبد السلام دغمش
08-02-2013, 02:11 PM
الأخت براءة
رأيت هنا مشاعر جياشة لمن يداهم الموت قريبه -أمه أو أباه..وكانت لديك قدرة على نقل تلك الأجواء لنعيش لحظات نتذكر فيها الموت..
انتقلت أثناء السرد للحديث عن الحساد أو من تخلوا عن المتوفى عندما مر بتلك الضائقة لكن أحسست أن الحدث القصصي ربما كان غائباً نوعا ما في هذه المرحلة وأثني على ملاحظة الأستاذ مصطفى فيما يخص الحدث المحوري
لديك براعة في الوصف وفي نقل المشاهد حيةً بمشاعرها
وافر تحياتي
بهجت عبدالغني
08-02-2013, 05:40 PM
تقاذفت الى ذهني بعض الملاحظات وأنا أقرأ القصة
فإذا بالاستاذ الحبيب مصطفى ذكرها
فاكتفيت بقراءتها ..
أختي الكريمة الأستاذة براءة
أسعد الله أوقاتك
- الفكرة /الحدث وفاة أب ، ولوعة أهله عليه .. حدثٌ لعلّه الأكثر تجدداً مع الدقائق والثواني في هذه الدنيا
ومع ذلك ، فهو حدثٌ قابلٌ دوماً ليكون محور قصّة جيّدة ، ولكن إذا تناوله المبدع تناولاً جديداً مبتكراً بأسلوبه هو
فهل تناوله نصكِ بطريقة مميّزة أختي براءة ؟ أم كان التناول عادياً يسرده فنتذكر عشرات المشاهد المشابهة ؟
- لفتني في أول النص أن ماجد دخل الفيلا راكضاً صافعاً الباب ...وصاح بأن أباه مات ...ثم خرجت الأم مذهولة .. وبعد ثواني
طلبت منه أن يحكي لها ما جرى ، فيجلس ويبدأ بحكاية ما حدث بالتفصيل والإطناب !!!
هذا الموقف لايحتمل أسلوبَ الإطناب ، بل يستدعي الإيجاز بالحذف ... فإن من المواقف التي تستدعي من المتكلم الإيجاز بالحذف
حال المتكلم مثل الخوف ، المرض والتعب .. أو أن السياق يدل على المحذوف ...
- لم يكن في القصّة حدث محوري يتنامى وترفده أحداث فرعية وتدفع به حتى النهاية . بل تفرع عن خبر الموت أخبار أخرى فرعية
لم تفد الخبر الأول في شيء !
- يُضعف القصّة الفنيّة جداً تدخل الكاتب بالشرح خير الضروريّ ، والتقرير والوعظ .. وقد ورد شيءٌ من هذا في النص
- الأخطاء اللغوية قليلة ، ومع ذلك كان ينبغي ألا تصدر عن قلم الأديبة براءة :
- أما الأم فقد اتسعت حدقتيها = حدقتاها
- من أبناءك = أبنائك
- كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان = بحاجبين مرتجفين
- ليضعانه بيديهما = ليضعاه بأيديهما
- فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق = حسّاً غريباً وصمتاً مميتاً ..
أردتِ نقداً بناء ... وأنا أردتُه كذلك
دمتِ بألف خير
المبدعة الأديبة براءة
نص يحكي مشهد .. مؤلم .. واقعي ..
بقلم مبدع ..
تحياتي ودعائي ..
كاملة بدارنه
08-02-2013, 05:59 PM
نفس طويل في السّرد يصلح لأن يكون روائيّا مميّزا
الموت ... قهر الله به عباده، ولكن حين تحين اللحظة قد يصدم البعض، وآخرون قد يقبّلونه كقدر لا مناص منه، وتتعلّق المسألة بأمور كثيرة خاصّة بكلّ فرد.
جاء في بداية القصّة أنّ الأمّ سألت ابنها عن سبب وفاة زوجها وطلبت أن يشرح لها بالتّفصيل... أليس سؤالها غريبا؟ لأنّها لا بدّ أن تعرف ما مصير مريض السّرطان. ومن شهد موت أحد الوالدين، لا يستطيع أن يعطي كلّ هذه التّفاصيل (عن تجربة)، كما أعطاها الابن!
تمنّيت لو كثّفت الأحداث أكثر، وتنازلت عن الجمل التي جاءت معلِّقة بصوت الرّاوي، ولو حظي النّص بالمراجعة اللّغويّة
أرجو تقبّل الملاحظات عزيزتي براءة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ولم يتبقَّ - وأناسا - بعينين تفيضان - لتنتعش رئتاها )
آمال المصري
08-02-2013, 10:10 PM
لم يكن هناك شئ جديد السرطان هو السرطان يستشري في جسد الإنسان حتى يقضي عليه
تلك الجملة كانت كافية لأن لاتطلب الأم شرح مستفيض بما حدث
جاء العنوان فاضحا للفكرة والمضمون وبعض إسهاب في الوصف يكون النص أروع باختزاله وضاع عنصر المباغة التي ينتظرها المتلقي غالبا في نهاية النص
تابعت النص وما تفضل به الأدباء من نقد بناء وأثني على كل ماقيل
تمتلكين قدرة فائقة على السرد الماتع ونفس طويل على الحكي ونسج متين ولو اشتغلت على الأحداث أكثر لأنتجت نصا قويا يتوافر فيه كل أدوات القص
براءة الرائعة ...
أتمنى أن تعيدي صياغته بعد الملاحظات وأثق في قدرتك على ذلك
وأتمنى أن تتقبلي مروري برحابة صدر
بوركت واليراع
محبتي الأكيدة
براءة الجودي
10-02-2013, 03:28 AM
أخت براءة
يد الموت ماكرة...جبارة...طعناتها طعنات نجلاء تدمي القلوب و العيون...تحدث في القلوب شروخا عميقة. لكن اختي رغم جبروت الموت و قسوته فتفاعلنا معه يختلف من شخص إلى آخر: حسب مكانة الفقيد لديه...حسب تصوره للموت...حسب الثقافة السائدة...و النص أفلح بكثير من التفوق في إبراز هذا الاختلاف في التعاطي مع حدث الموت.بين حزين...شامت...متعاطف...متباك... عير مبال...متظاهر بالحزن...
معجم النص أيضا توفق بشكل مبهر في رٍسم الموت و إبراز الأجواء التي يترتب عنه. و هنا تظهر المهنية إذا المعجم يجب أن يكون متناغما مع فكرة النص مساهما في انسيابيته.
بدا لي النص دائريا بدأ يمغيب حقيقي و انتهى بمغيب رمزي و بينهما دارت أحداث اصطبغت بأجواء المغيبين.
أختي براءة. لست ادري لماذا عندما يكون النص باذخا موجعا أجد فيه جمالية. هي جمالية الموت ...جمالية الحزن، و اعود و أقول لا يمكن الإحساس بذلك إلا لأن النص نجح في التعبير الصادق عن الفكرة ا...نجح في تحويل الخيال إلى حقيقة عاشها القارئ فعلا و لم يجد بدا من التنهد بحرارة انفاسه و حرارة النص.
دام الألق ليراعك.
الأستاذ الفاضل / محمد الشرادي
مرورك سخي جدا , أسعدني قراءتك للقصة , وأحمدُ الله إن كنتُ حققتُ فيه بعض نجاح من ناحية التناغم والألفاظ المناسبة
والحقيقة أن القصة ليست واقعا محضا فقد دمجتُ الخيال معها وهو أمر طبيعي لإخفاء بعض الحقائق , كتبتها قبل بضعة سنين حين تذكرتُ أبي رحمه الله الذي توفي من زمن طويل
دام دفعك لنا وتشريفك
براءة الجودي
10-02-2013, 03:30 AM
أختي الكريمة براءة ،
نص جميل بمشاعر إنسانية جياشة يتأسس على حدث الموت وما يصاحبه من أحاسيس و صراعات نفسية بين الألم و الصدمة و بين القبول و التسليم ، وما يعقب الحدث من تفاعلات مع الذات و المحيط.
كثرة الأخطاء اللغوية أساءت للنص إضافة إلى غياب علامات الترقيم في العديد من المواضع الضرورية وهو ما يصعب عملية القراءة و يؤدي إلى اختلاط المعني.
تقبلي مروري
فترتَدَ إلى أسماعهم - حدقتاها - ما يلزم - كرس حياته للعمل - أناس آخرون - بحاجبين مرتجفين - من السيارة - حمل ياسر و ماجد والدهما - رئتاها - حسا غريبا و صمتا مميتا
أخي الفاضل / عبدالسلام
أشكرك على ثنائك بما وجدت في القصة وعلى ملاحظاتك التي ستفيدني بالتأكيد , وسيتم التصحيح إن شاء الباري
دمتَ بخيرٍ
براءة الجودي
10-02-2013, 03:32 AM
قضي الله سبحانه وتعالي وقدر الموت علي كل المخلوقات(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)
وقال جل من قائل (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذوالجلال والإكرام) وقال (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )
تتفاوت ردة الفعل والحزن عند الفقد من شخص إلى آخر ـ فالبعض يعانى من ردة فعل حزينة بشكل كبير
بينما يصبر البعض الآخر ويحتسب . كما حدث فى قصتنا هذه .. قالت الأم : إنا لله وإنا إليه راجعون
وما الصبر إلا عند الساعة الأولى ــ وبينما ذهب الأبناء كلهم لحضور مراسم دفن والدهم نجد أن الأبنة
سديم لا تبال بذلك .. لنعرف بعد ذلك إنها تحبه بكل كيانها ولكنها تتألم لموقف الناس منه .
سلمت يداك براءة على قصة رائعة , الجانب الأنسانى منها على قدر كبير من العمق
قصتك تدخل النفوس بأسلوب سلس وسرد هادىء ـ دمت رائعة .
مع خالص التحايا .
حياكِ الله أختي العزيزة .. نادية
ردات الفعل بالتاكيد هي مختلفة بين الناس , والموت حق نتقبله ونصبر لكن حين تراودك ذكرى عزيز عليك قد مات تجبري على البكاء الصامت
ووالله كنتُ اكتبها والدموع تسيل على وجنتيَّ دون توقف .
شكرا لكِ على مرورك المسلي والأكثر من رائع
براءة الجودي
10-02-2013, 03:42 AM
أختي الكريمة الأستاذة براءة
أسعد الله أوقاتك
- الفكرة /الحدث وفاة أب ، ولوعة أهله عليه .. حدثٌ لعلّه الأكثر تجدداً مع الدقائق والثواني في هذه الدنيا
ومع ذلك ، فهو حدثٌ قابلٌ دوماً ليكون محور قصّة جيّدة ، ولكن إذا تناوله المبدع تناولاً جديداً مبتكراً بأسلوبه هو
فهل تناوله نصكِ بطريقة مميّزة أختي براءة ؟ أم كان التناول عادياً يسرده فنتذكر عشرات المشاهد المشابهة ؟
- لفتني في أول النص أن ماجد دخل الفيلا راكضاً صافعاً الباب ...وصاح بأن أباه مات ...ثم خرجت الأم مذهولة .. وبعد ثواني
طلبت منه أن يحكي لها ما جرى ، فيجلس ويبدأ بحكاية ما حدث بالتفصيل والإطناب !!!
هذا الموقف لايحتمل أسلوبَ الإطناب ، بل يستدعي الإيجاز بالحذف ... فإن من المواقف التي تستدعي من المتكلم الإيجاز بالحذف
حال المتكلم مثل الخوف ، المرض والتعب .. أو أن السياق يدل على المحذوف ...
- لم يكن في القصّة حدث محوري يتنامى وترفده أحداث فرعية وتدفع به حتى النهاية . بل تفرع عن خبر الموت أخبار أخرى فرعية
لم تفد الخبر الأول في شيء !
- يُضعف القصّة الفنيّة جداً تدخل الكاتب بالشرح خير الضروريّ ، والتقرير والوعظ .. وقد ورد شيءٌ من هذا في النص
- الأخطاء اللغوية قليلة ، ومع ذلك كان ينبغي ألا تصدر عن قلم الأديبة براءة :
- أما الأم فقد اتسعت حدقتيها = حدقتاها
- من أبناءك = أبنائك
- كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان = بحاجبين مرتجفين
- ليضعانه بيديهما = ليضعاه بأيديهما
- فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق = حسّاً غريباً وصمتاً مميتاً ..
أردتِ نقداً بناء ... وأنا أردتُه كذلك
دمتِ بألف خير
لأكن صريحة معك أعلمُ أني لم افكر بفكرة مميزة كانت قصة عادية لكنها خرجت من قلبي في أوج الحزن لم افكر بأن اصوغها بطريقة مدهشة كنتُ أود التعبير عما اختلج بالقلب
وربما هذا يُعدُّ من عيوب القاص فالفكرة وتناولها بطريقة مميزة لها أثر فعال في القارئ وهو مايسمى بالإبداع الشيق الجذاب
صحيح كلامك في الشرح المستفيض من ماجد فهذا الموقف لايحتمل الإطناب وقد غفلتُ عن ذلك
ومعك ايضا في قولك لم يكن في القصة حدث يتنامى وليس هو مجرد خبر فحسب إنما هو حدث الموت ولكن ليس هناك اي تصاعد أو تشويق أو مفاجأة أو صراع مثلا مما جعل النص يبدو باهتا هادئا يسرد ردة فعل للأهل حين تلقيهم خبر موت الوالد ..
ربما كانت هناك بعض المباشرة في الوعظ رغم أني في الآونة الأخيرة اصبحتُ أحاول الابتعاد عن المباشرة كما قال لي كثير من الاساتذة وسأحاول جاهدة التعلم أكثر
حقيقة ملاحظتك أستاذ مصطفى هي وجبة رئيسية بالنسبة لي , لاأشعر بالخجل من التعثر خصوصا في بداياتي لأني آملُ الوصول إلى مستواك بل أفضل D:
لذا أصبرُ مع التعلم حتى أصل إلى مااصبو إليه
بالنسبة للأخطاء النحوية فإن هذا أول نص اراجعه جيدا قبل النشر ومع ذلك وقعتُ فيها ^^"
جزاك الله خيرا على كرم مرورك ونقدك الذي أضعه نصب عيني
براءة الجودي
10-02-2013, 03:45 AM
لعل اولى عتبات النص وهنا أقصد العنوان يفضح الآتي ولكن حين نلج المتن ونحن نعرف أننا بصدد ملاقاة الفاجعة يخلق عندنا نوعا من السيسبانس أي فاجعة هذه التي مهد لها العنوان ومن ثم تتوالى الأحداث بلغة سردية تصف الفاجعة وثرصد انفعالات الشخصيات..
التيمة المطروحة متداولة ولكن كيفية الصياغة هي من تضخ الدم في النص..
نص سردي يشي بقلم سردي متمكن..هناك هنات تحتاج التصحيح
جميل ماقرأنا أستاذة براءة.
أخي الفاضل / قوادري علي
أشكر لك ملاحظاتك وجمال ردك , وشرف مورك
نفع الله بك
براءة الجودي
10-02-2013, 03:48 AM
الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. براءة ...تحية طيبة ..
بنيت خطاطة القصة على حادث الموت الذي تم الإعلان عنه في البداية وهو تحفيز للقارئ أن يتصور ما يترتب عنه من نتائج ..
نص جميل بصياغته ولغته مزجت فيه الساردة بين الذاكرة والتاريخ ، بين السيرة الذاتية والحالة النفسية لأفراد الأسرة ، بين موقف الناس ليس من الموت وإنما من الشخص الميت ، موقف توزع بين التشفي والانتهازية ..
بفنية أدبية متميزة غاصت الساردة بأسلوب شيق في دواخل النفس والذات بعدما وحدت موقفهم في ألم الفجيعة التي حلت بهم رغم ما يحيط بهم من استفزازات ..
نص إنساني بامتياز ..
وما فائدة الأدب إن لم يكن إنسانياً ..؟
جميل ما كتبت ..تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
كم يسعدني مجيئك استاذنا الفاضل / الفرحان بو عزة
لاأستغرب قراءتك العميقة والجميلة لفهم اساسيات النص , هي كذلك ردة الفعل ليس من الموت بعينه إنما من الشخص الميت فكيف سيكون موقف الىخرين عند تلقي الخبر ؟ بالتاكيد سيختلف المحب له عن تلقي المتشفي وهكذا ..
الأجمل هو مرورك وردك الذي نضعه على العين والرأس
جزاك ربي خيرا
براءة الجودي
10-02-2013, 03:50 AM
الأخت براءة
رأيت هنا مشاعر جياشة لمن يداهم الموت قريبه -أمه أو أباه..وكانت لديك قدرة على نقل تلك الأجواء لنعيش لحظات نتذكر فيها الموت..
انتقلت أثناء السرد للحديث عن الحساد أو من تخلوا عن المتوفى عندما مر بتلك الضائقة لكن أحسست أن الحدث القصصي ربما كان غائباً نوعا ما في هذه المرحلة وأثني على ملاحظة الأستاذ مصطفى فيما يخص الحدث المحوري
لديك براعة في الوصف وفي نقل المشاهد حيةً بمشاعرها
وافر تحياتي
حياك الله أخي الفاضل / عبدالسلام دغمش
ربما في هذه المرحلة اصبح اقرب لخاطرة ( ربما )
لكني على ثقة أني سأتدارك ماوقعتُ فيه في قصصي القادمة ومع المحاولات إن شاءالله , اشكرك على مرورك الرائع وكلامك المهذب
تقديري لك
براءة الجودي
10-02-2013, 03:53 AM
تقاذفت الى ذهني بعض الملاحظات وأنا أقرأ القصة
فإذا بالاستاذ الحبيب مصطفى ذكرها
فاكتفيت بقراءتها ..
المبدعة الأديبة براءة
نص يحكي مشهد .. مؤلم .. واقعي ..
بقلم مبدع ..
تحياتي ودعائي ..
حيَّا الله الاستاذ بهجت
أشكرك على مرورك وأشكرك على الملاحظاتك التي كنتَ ستخبرني بها ولكن سبقك بها عكاشة :sm:
الأستاذ مصطفى والجميع هنا لايقصر عن إبداء الملاحظات , اسأل الله أن يزيدكم درجات لتحملكم وصبركم علين وعلى كثرة أخطاءنا
دمتَ بود
براءة الجودي
10-02-2013, 03:56 AM
نفس طويل في السّرد يصلح لأن يكون روائيّا مميّزا
الموت ... قهر الله به عباده، ولكن حين تحين اللحظة قد يصدم البعض، وآخرون قد يقبّلونه كقدر لا مناص منه، وتتعلّق المسألة بأمور كثيرة خاصّة بكلّ فرد.
جاء في بداية القصّة أنّ الأمّ سألت ابنها عن سبب وفاة زوجها وطلبت أن يشرح لها بالتّفصيل... أليس سؤالها غريبا؟ لأنّها لا بدّ أن تعرف ما مصير مريض السّرطان. ومن شهد موت أحد الوالدين، لا يستطيع أن يعطي كلّ هذه التّفاصيل (عن تجربة)، كما أعطاها الابن!
تمنّيت لو كثّفت الأحداث أكثر، وتنازلت عن الجمل التي جاءت معلِّقة بصوت الرّاوي، ولو حظي النّص بالمراجعة اللّغويّة
أرجو تقبّل الملاحظات عزيزتي براءة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ولم يتبقَّ - وأناسا - بعينين تفيضان - لتنتعش رئتاها )
اصلح لأن أكون روائي مميز فإني أعترف أني في الكتابة فقط يصبح قلمي ثرثارا عكس هدوء لساني ^^
ولكن الطريق لأن أكون روائية مميزة هو طريق شاق قد اخترته وعلي الصبر والله في عوننا سيكون
أنا عدلتُ في النص وسأنشر التعديل فقد غيرت العنوان واختصرتُ الكثير ولم أغير في الحدث طبعا
بالتأكيد أتقبل الملاحظات دون إخباري بذلك بل أصبحتُ أحب شربها كلما ظمأت
شكرا جزيلا لك ستاذة كاملة
براءة الجودي
10-02-2013, 04:03 AM
تلك الجملة كانت كافية لأن لاتطلب الأم شرح مستفيض بما حدث
جاء العنوان فاضحا للفكرة والمضمون وبعض إسهاب في الوصف يكون النص أروع باختزاله وضاع عنصر المباغة التي ينتظرها المتلقي غالبا في نهاية النص
تابعت النص وما تفضل به الأدباء من نقد بناء وأثني على كل ماقيل
تمتلكين قدرة فائقة على السرد الماتع ونفس طويل على الحكي ونسج متين ولو اشتغلت على الأحداث أكثر لأنتجت نصا قويا يتوافر فيه كل أدوات القص
براءة الرائعة ...
أتمنى أن تعيدي صياغته بعد الملاحظات وأثق في قدرتك على ذلك
وأتمنى أن تتقبلي مروري برحابة صدر
بوركت واليراع
محبتي الأكيدة
صدقتِ , لكن مذا نفعل للمخ الخرِب فلم يفكر هذا أثناء الكتابة ولا حتى المراجعة D:
ربما الإسهاب لايناسب إلا في الروايات أو اني استخدمتُ شيئا من الإسهاب في غير مواضعه , وهذا ماسأفعله في مرات قادمة سافكر في الأحداث بشكل جيد يخدم النص ليكون شائقا
الآن فهمتُ تماما ماهي أخطائي بعد هذه الملاحظات من الجميع , وربما لن قول أني في التعديل الآن سأغير الحدث لكني سأحاول اختصار القصة وتصحيح الأخطاء اللغوية
الأحداث أعدك أن أنتبه إليها في قصصي القادمة ساحاول جاهدة إن شاءالله
جزاك الله كل خير أستاذ آمال ونفع بك
تحياتي وودي
براءة الجودي
10-02-2013, 04:15 AM
العنوان غيرته إلى ..
( ضجيجُ نبضٍ )
كم هو شعور صعب على الإنسان عندما يضع شخصا عزيزا عليه ، في حفرة ضيقة ، ثم يهيل عليه التراب بيديه وماء عينيه تروي الأرض فتنمو نباتات صحراوية تقبع في وحدتها المريرة ، هكذا تماما ينمو الحزن ويترعرع في صدورنا , فما إن يأتي سيل الفرحة الجارف ويقتلعه حتى تُلقي النوائب بذرتها مرة أخرى في القلب ، نسقيها بالبكاء فيكبر الأسى حيث تمتدُّ جذوره ملتفة حول عروقنا تتشبث بقوة وتسير حيث سار الدم بجميع اتجاهات الجسد , فيصعب نزعها ونمارس حينها طقوس الأشجان بانواعها ..!
وَلَجَتِ الغرفة تجرُّ خطاها ، وكأنما هموم الدنيا تكالبت لتجندلها وتثقل حركتها , شعرت بحرارة صادرة من جسدها ، والدمع يعانق شفتيها ، حتى أمست تطوي الليل في أنين ، ويتلاطم موج الحنين
أطنان الألم تتوغل داخلها محو ملامحه وصورته العالقة في الذاكرة كلوحة أتقنها وأبدع بها أفضل فنان لأمر محال ..
رددت بعينين تفيضين بالشجن : حبك ألم ، موتك ألم ، ذكراك ألم ، عيشي بعد موتك ألم ، الحياة برمتها معاناة لذواتنا الإنسانية الخرقاء .
شرعت تشهق بحسرة وتعضُّ شفتيها بندم :أبتـــاااه , ماأنا إلا دمية بين يديك ، افعل بي ماتشاء إذبحني ، إسلخني ، إضربني بأقصى قوة لديك , افعل .. افعل بي ماتريد فأنا رهن إشارتك , أحبك بكل كياني
فقط عد , عد كما كنتَ.
كانت تتساءل بحاجبين مرتجفين وشفاه مرتعشة : هل حب أسرتك والتضحية تنقلب ضدك ؟ أم أنكَ لم تضع التضحية في مكانها الصحيح " والدي" ؟
ماأقسى العالم ، وماأغبى البشر !!
فرَّ منها الذهول وماتت آخر دمعة على شاطئ احزانها الذي دنسته الجراح ووقعت في شرك اللامبالاة المعتادة , قهقهت وهي تصفع رخام الغرفة بكفها وكأنما أصابها ضربٌ من الهذيان , ثم فتحتِ النافذة ؛ لتنتعش رئتيها بقليل من الهواء العابر ، فإذ بالشفق يحمرَّ وتتوارى الشمس في المغيب إلى ماوراء الكون ترحل ، فتقذف في الفؤاد حسًّا غريبًا ، وصمتًا مميتًا ، وضجيج نبضٍ أحمق .
أتمنى أن يعجبكم التعديل ^_^
عبدالإله الزّاكي
10-02-2013, 05:15 AM
العنوان غيرته إلى ..
( ضجيجُ نبضٍ )
شرعت تشهق بحسرة وتعضُّ شفتيها بندم :أبتـــاااه , ماأنا إلا دمية بين يديك ، افعل بي ماتشاء إذبحني ، إسلخني ، إضربني بأقصى قوة لديك , افعل .. افعل بي ماتريد فأنا رهن إشارتك , أحبك بكل كياني
فقط عد , عد كما كنتَ.
[COLOR="Plum"][CENTER]
أتمنى أن يعجبكم التعديل ^_^
أنا أول المعجبين بهذا التعديل أختي الكريمة و شاعرتنا الراقية براءة الجودي و أنا به زعيم :sm:، بس ملاحظة بسيطة جدا لو سمحت: فإذا تمنينا عودة الأب ليس لنكون دمية أو أن يذبحنا أو يضربنا و إنما لنستشعر حنانه و حمايته، و هذه هي الصورة التي تجب أن ترسم لأب نفتقده و هذا رأي الشخصي لا غير.
نص جميل و سرد ماتع و أحاسيس و مشاعر راقية، أحببت النسخة المنقّحة كثيرا، تحياتي لك و بالغ تقديري و اقبلي مروري.
دام ألقك.
مصطفى حمزة
10-02-2013, 01:16 PM
ولكن سبقك بها عكاشة :
عكاشة ؟!! هههه
على كلّ حال أراه اسماً ( فنياً ) أحلى من اسم ( مصطفى ) بقرقعة الصاد والطاء هههه
دمتِ بخير
براءة الجودي
11-02-2013, 04:38 AM
أنا أول المعجبين بهذا التعديل أختي الكريمة و شاعرتنا الراقية براءة الجودي و أنا به زعيم :sm:، بس ملاحظة بسيطة جدا لو سمحت: فإذا تمنينا عودة الأب ليس لنكون دمية أو أن يذبحنا أو يضربنا و إنما لنستشعر حنانه و حمايته، و هذه هي الصورة التي تجب أن ترسم لأب نفتقده و هذا رأي الشخصي لا غير.
نص جميل و سرد ماتع و أحاسيس و مشاعر راقية، أحببت النسخة المنقّحة كثيرا، تحياتي لك و بالغ تقديري و اقبلي مروري.
دام ألقك.
أخي الفاضل / سهيل المغربي
مرورك مريح دوما , أشكرك على كلماتك الطيبة وملاحظتك القيمة , فأما الدمية فلربما كان معك الحق , وأما عن قولي اضربني واسلخني فأقصد به حتى لو كان الاب الذي أفتقده من النوع العصبي أو القاسي فهو يبقى ابٌ ونتمنى عودته , وأحمد الله أن أبي طيب القلب ولم يمد يده يوما ما علينا , لكن لاأعلم ماالحساس الذي ساقني لأعبر بهكذا تعبير ..!
اسعدني رأيك في النسخة المعقدة كثيرا , جزاك الباري كل خير ولاتحرمنا إطلالاتك الجميلة
براءة الجودي
11-02-2013, 04:42 AM
عكاشة ؟!! هههه
على كلّ حال أراه اسماً ( فنياً ) أحلى من اسم ( مصطفى ) بقرقعة الصاد والطاء هههه
دمتِ بخير
قد اعتدنا أن نقتبس من الحديث ونبقي اسم الصحابي نفسه فيُعرف المقصود من المضمون , وقد أتيتُ به من باب الممازحة فلا تأخذ بخاطرك ياأستاذنا الفاضل D:
أما عن الاسمين فكلاهما جميل وربما لانستسيغ اسم عكاشة في عصرنا وربما نستغربه بينما في العصر القديم كان منتشرا لديهم ( ربما ) رضي الله عن الصحابة وأرضاهم
آمال المصري
14-02-2013, 03:17 AM
رائعة براءة بعد التنقيح بون كبير في السرد واللغة والتعابير
والعنوان موفق بديع
أثق في مقدرتك الأدبية على صياغة النصوص
بوركت واليراع المبدعة
تحاياي
عبدالإله الزّاكي
14-02-2013, 03:41 AM
أخي الفاضل / سهيل المغربي
وأما عن قولي اضربني واسلخني فأقصد به حتى لو كان الاب الذي أفتقده من النوع العصبي أو القاسي فهو يبقى ابٌ ونتمنى عودته , وأحمد الله أن أبي طيب القلب ولم يمد يده يوما ما علينا ,
الأب الذي يضرب و يسلخ هو أب بيولوجي، و أما مقام تمنّي عودة الأب فيكون للعطف و الحماية و لا يجوز تبديل ظلم و جور بأخر، هذا يفقد النصّ متانته.
لكن لاأعلم ماالحساس الذي ساقني لأعبر بهكذا تعبير ..!
لا شك أن الشاعرة و الأديبة القديرة براءة الجودي فتحت مجال التعبير لبراءة الجودي الإنسانة، فكان ما كان:sm:
اسعدني رأيك في النسخة المعقدة كثيرا , جزاك الباري كل خير ولاتحرمنا إطلالاتك الجميلة
و أنا أسعدُ بالمرور بين رونق حروفك و جمال كلماتك، دام ألقك، تحاياي و بالغ تقديري.
فوزي الشلبي
19-02-2013, 02:01 PM
العزيزة براءة:
أحسن الله لك العزاء في الفقيد الغالي..فقد أفضى إلى ما قدم من اعمال البر والخير...جعله الله في ميزان حسناته...ولك ايتها العزيزة ألا تاسفي على من قابلوا الجميل بالقبيح...ذلك ان الميزان يوم القيامة عندما يقام...سيجرجر كل اولئك الذي أساءوا إلى موازينهم...كسراب بقيعة..حتى إذا جاءه فوجد الله عنده فوفاه حسابه!
لكم إمكانية طيبة في السرد...لو اختصرت إلى الأهم في الحدث...لكان العمل اوفى!
تقديري وودي!
أخوكم
براءة الجودي
25-02-2013, 09:47 AM
رائعة براءة بعد التنقيح بون كبير في السرد واللغة والتعابير
والعنوان موفق بديع
أثق في مقدرتك الأدبية على صياغة النصوص
بوركت واليراع المبدعة
تحاياي
معلمتي القديرة والرائعة / آمال
لكم يسعدني مرورك الثاني ومتابعتك لما استجدَّ , فخورة جدا بثقتك بيوأتمنى أن أكون عند حسن الظن
جزاك الله خيرا على تحفيزك وبعث الأمل في القلب
براءة الجودي
25-02-2013, 09:51 AM
الأب الذي يضرب و يسلخ هو أب بيولوجي، و أما مقام تمنّي عودة الأب فيكون للعطف و الحماية و لا يجوز تبديل ظلم و جور بأخر، هذا يفقد النصّ متانته.
لا شك أن الشاعرة و الأديبة القديرة براءة الجودي فتحت مجال التعبير لبراءة الجودي الإنسانة، فكان ما كان:sm:
و أنا أسعدُ بالمرور بين رونق حروفك و جمال كلماتك، دام ألقك، تحاياي و بالغ تقديري.
أبشر ياأستاذ فقد غيرتُ وكتبتُ هكذا ..
شرعتٍ تشهق بحسرة وتعض شفتيه بندم : أبتاااه , لاأريد حوى , لاأريد دمية , لاأريد شرابا ولا طعاما ولا مالا , أريدك حيًّا تطبع قبلة حانية على جبيني, فقط عد , عد ياأبي ..
وجزاك ربي خيرا على التوضيح وإقاعنا بالصح :sm:
تحاياي
براءة الجودي
25-02-2013, 09:54 AM
العزيزة براءة:
أحسن الله لك العزاء في الفقيد الغالي..فقد أفضى إلى ما قدم من اعمال البر والخير...جعله الله في ميزان حسناته...ولك ايتها العزيزة ألا تاسفي على من قابلوا الجميل بالقبيح...ذلك ان الميزان يوم القيامة عندما يقام...سيجرجر كل اولئك الذي أساءوا إلى موازينهم...كسراب بقيعة..حتى إذا جاءه فوجد الله عنده فوفاه حسابه!
لكم إمكانية طيبة في السرد...لو اختصرت إلى الأهم في الحدث...لكان العمل اوفى!
تقديري وودي!
أخوكم
جزاك الله خيرا ياأخي على كلامك الطيب ورقي أسلوبك , صدقتَ فيما قلتَ فليس هناك أعظم شئ من مضاعفة الله الأجر للإنسان وحبه له
كما أني اشكرك على ملاحظتك وبإذن الله نتحسن عما قريب , لاحرمك الله جنة الفردوس الأعلى وجمعك بمن تحب .
تقديري
لانا عبد الستار
04-04-2013, 05:45 PM
قصة موضوعها إنساني مؤثر
لكن في النص ضعف في التشويق وبعض الترهل
أشكرك
براءة الجودي
10-04-2013, 10:52 PM
حياك الله أختي لانا , وقد تم تعديل النص وإعادته في الصفحة الثانية أو الثالثة ونالت على إعجاب الأساتذة بعد الإعادة
مع التدريب سنتطور إن شاءالله
جزيت خيرا
نداء غريب صبري
02-05-2013, 03:33 AM
قصة تدور أحداثها حول فاجعة أعلنت عنها أختي منذ البداية وتحضر القارئ لها
ثم جاءت الأحداث متوقعة
الموت واختلاف تعامل الناس معه ورد فعلهم تجاهه
شكرا لك اختتي
بوركت
براءة الجودي
06-05-2013, 09:45 AM
قصة موت عادية جدا لكن لها أثرها الخاص بي تحت تأثير الموقف , لكنا سنكتب الأفضل بعون الله
أشكرك أختي نداء على قدومك ورفعك لمواضيعي المغتربة كصاحبتها
ربيحة الرفاعي
13-06-2013, 01:01 AM
أفاض الأساتذة في القول ومحض كاتبتنا النصح
وبقي لنا أن نحييهم ونحييها
دمت بخير أيتها الرائعة
تحاياي
فاتن دراوشة
13-06-2013, 08:47 AM
تناول رائع لحالة الفقد وتسليط ضوء على تصرّف البشر حيال مأساة تلمّ بهم
تجربة سرديّة جميلة دلّت على قدرة لا يُستهان بها
أسعدتني رفقة بوحك غاليتي
محبّتي
براءة الجودي
13-06-2013, 05:33 PM
أفاض الأساتذة في القول ومحض كاتبتنا النصح
وبقي لنا أن نحييهم ونحييها
دمت بخير أيتها الرائعة
تحاياي
حياك الله أستاذة ربيحة
اشكرك على حضورك المميز وتوجيهك الدائم لنا
وقد صححتُ النص في أحد الصفحات بنفس الموضوع بعد توجيه الأعضاء الكرام
فجزى الله الجميع خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir