تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمانة الحياة - منتظر السوادي



مُنتظر السوادي
09-02-2013, 03:12 AM
أَمانةُ الحياةِ
دبَّ البياضُ فِي نظرتِه ، شردَ منه التركيزُ ، لا يدركُ ما يفعلُ .
تشربت أَزهارُ روحِه من براءةِ أنهارِهَا ، وَخالطَ أَوديةَ مُناه ندى ربيعِهَا ، بدأَ يُطلقُ فراشاتٍ لِتلونَ أَحلامَه البعيدةَ . اعشوشبَ الليلُ تفكيراً ، أتبادلُني خفقةً من هذهِ الأَشواقِ التي لا تهدأُ ؟ .
جثمَ على مظهرِهِ شَبحُ الشرودِ ، وَهو غارقٌ فِي مناغاةِ طيفِهَا الغافي فِي مهدِ فؤادِه :
أميرةَ النَّدى من خطَّ كحلَ عينيكِ ؟
من أَهْدى السِّحرَ لِوجنتيكِ ؟
من تَفنَّنَ فِي صوغِ براءةِ أَناملِكِ ؟
من أَخلدَ الطفولةَ فِي ثغرِكِ ؟
من بعثَ هواكِ إِلى أَحلامِي ؟
... تغفو .. وَتجيبُه ابتسامةٌ يُغردُّهَا بلبلُ خيالِه ، وَتَختبئُ بينَ الحُمرةِ وَالسكونِ ، هواكَ نهرٌ لِبستانِ أَملي ، دلالي وَغروري سيفٌ يهدِّدُ بوحي إِليكَ يا تاجَ الانتظارِ .
غافيةٌ على أَسرَّةِ الدلالِ ، تُغازلُ الجمالَ غَنَجاً ، تغزلُ من الحروفِ لوحةً ، فِيهَا نهرٌ وَشواطئُ نخلٍ تكللُه شُجيراتُ عنبٍ تتدلى عناقيدُه ، وَنورساً تنفثُ فِيهِ أَناملُهَا ، فيُعانقُ خيوطَ البهاءِ مُرفرفاً ، وَيترنمُ النهرُ فِي أُغنيةِ الحياةِ ، تُسرحُ شعرَهَا وَتهمسُ لِروحِهَا :
أَ يصلُ لِلشَّمسِ من أَجلي ؟
أَيستحقُ أَنْ يغطيه شعْرِي النَّديُّ ؟ .
أَصواتٌ ، صيحاتٌ تتقاطعُ ، الضوضاءُ لا يهدأُ ، منحنياً عَلَى عصا الصبرِ ، يدندنُ : أَشعرُ أَنَّ جيشاً يقتربُ ، أُجهّزُ كُلّ ما أَملكُ من صبرٍ وَحكمةٍ وَصمتٍ ، ثم أَجَمَعُ كُلَّ أحلامِي ، بِدمائي وَدموعِي أَكتبُ : أُريدُ منكِ فقط أن تعرفي " أنتِ حُلمي الذي به أحيا " .
أودعَ هذه الحروفَ لِلنورسِ ، كي يُوصلَهَا لِندى الفؤادِ ، الغافية فِي بساتينِ الدلالِ .
تشبَّثَ فِي نهاراتي كسوفٌ لا يعرفُ الأُفولَ . لا أَدري ساعةَ تدحرجي فِي دركاتِ النسيانِ ، وَليسَ لديَّ سواكِ من يُتمُّ قبساً من أَحلامِي . الاجتهادُ المتواصلُ فِي الطريقِ الصحيحِ ، سيهبُ لكِ متعةً ، المتعةُ حينَما يخطُّ يَراعُكِ سلالمَ الارتقاءِ . اللذاذةُ تزخُّ عليكِ نسائمَ الفرحِ وَالسعادةِ عندَ الارتشافِ من الكأْسِ ، الأَجملُ رحلةُ الصيدِ لا الإمساكِ بِالطائرِ . إِنَّ نشوةَ الفوزِ لحظاتٌ ، أَمَّا الدربُ فَأَشواقٌ وَلذَّةٌ طويلٌ أَمدُّهَا ، حلوٌّ ذِكرُهَا ، فاستمتعي الآنَ فِي هذا الدربِ الجميلِ ، تمتعي مع الأَقلامِ العريقةِ ، وَلِيرتقي هدفُكِ نحو سماواتِ الخلودِ ، وَلِتعرفي أَنَّ فؤادِي الكسيرَ سينبضُ مع ابتسامتكِ ، وَعينِي تستظلُّ بِفيءِ نجاحِكِ ، حياتِي ترتدُّ إِليَّ مع هنائكِ ، وَهناكَ أَناديكِ وَأَحملُكِ على أَكتافي وَأَصيحُ هذه أَميرتي .
هاكِ يا حوريةَ الياسمينِ ، من فتًّى تحتَ نخيلِ الرحيلِ يُعزَلُ ، نسجَ هذه الرقعةَ من أَعمقِ أَنفاسِه ، كادَ يموتُ ، لا أَدري بِدماءٍ أَم بفؤادِه كانَ يكتبُ ؟ ، حارَ فِي وَصفِكِ ، فَالزفراتُ خنقتْ ... أَشواقُهُ لرؤياكِ بُركانٌ لا يطفئُه موتٌ ، تَركتُه كومةَ أَنفاسٍ زفيرُهَا وَشهيقُهَا اسمُكِ ، هاكِ وَلا تتردَّدي لو دمعتْ عيناكِ ، هاكِ فَلا أَرجعُ له إِلَّا بِكلمةِ " إِنَّي معكَ " عسى فؤادُه يرتدُ نبضُه .

منتظر السوادي
21 / 1 / 2013

مصطفى حمزة
09-02-2013, 03:23 AM
أَمانةُ الحياةِ
دبَّ البياضُ فِي نظرتِه ، شردَ منه التركيزُ ، لا يدركُ ما يفعلُ .
تشربت أَزهارُ روحِه من براءةِ أنهارِهَا ، وَخالطَ أَوديةَ مُناه ندى ربيعِهَا ، بدأَ يُطلقُ فراشاتٍ لِتلونَ أَحلامَه البعيدةَ . اعشوشبَ الليلُ تفكيراً ، أتبادلُني خفقةً من هذهِ الأَشواقِ التي لا تهدأُ ؟ .
جثمَ على مظهرِهِ شَبحُ الشرودِ ، وَهو غارقٌ فِي مناغاةِ طيفِهَا الغافي فِي مهدِ فؤادِه :
أميرةَ النَّدى من خطَّ كحلَ عينيكِ ؟
من أَهْدى السِّحرَ لِوجنتيكِ ؟
من تَفنَّنَ فِي صوغِ براءةِ أَناملِكِ ؟
من أَخلدَ الطفولةَ فِي ثغرِكِ ؟
من بعثَ هواكِ إِلى أَحلامِي ؟
... تغفو .. وَتجيبُه ابتسامةٌ يُغردُّهَا بلبلُ خيالِه ، وَتَختبئُ بينَ الحُمرةِ وَالسكونِ ، هواكَ نهرٌ لِبستانِ أَملي ، دلالي وَغروري سيفٌ يهدِّدُ بوحي إِليكَ يا تاجَ الانتظارِ .
غافيةٌ على أَسرَّةِ الدلالِ ، تُغازلُ الجمالَ غَنَجاً ، تغزلُ من الحروفِ لوحةً ، فِيهَا نهرٌ وَشواطئُ نخلٍ تكللُه شُجيراتُ عنبٍ تتدلى عناقيدُه ، وَنورساً تنفثُ فِيهِ أَناملُهَا ، فيُعانقُ خيوطَ البهاءِ مُرفرفاً ، وَيترنمُ النهرُ فِي أُغنيةِ الحياةِ ، تُسرحُ شعرَهَا وَتهمسُ لِروحِهَا :
أَ يصلُ لِلشَّمسِ من أَجلي ؟
أَيستحقُ أَنْ يغطيه شعْرِي النَّديُّ ؟ .
أَصواتٌ ، صيحاتٌ تتقاطعُ ، الضوضاءُ لا يهدأُ ، منحنياً عَلَى عصا الصبرِ ، يدندنُ : أَشعرُ أَنَّ جيشاً يقتربُ ، أُجهّزُ كُلّ ما أَملكُ من صبرٍ وَحكمةٍ وَصمتٍ ، ثم أَجَمَعُ كُلَّ أحلامِي ، بِدمائي وَدموعِي أَكتبُ : أُريدُ منكِ فقط أن تعرفي " أنتِ حُلمي الذي به أحيا " .
أودعَ هذه الحروفَ لِلنورسِ ، كي يُوصلَهَا لِندى الفؤادِ ، الغافية فِي بساتينِ الدلالِ .
تشبَّثَ فِي نهاراتي كسوفٌ لا يعرفُ الأُفولَ . لا أَدري ساعةَ تدحرجي فِي دركاتِ النسيانِ ، وَليسَ لديَّ سواكِ من يُتمُّ قبساً من أَحلامِي . الاجتهادُ المتواصلُ فِي الطريقِ الصحيحِ ، سيهبُ لكِ متعةً ، المتعةُ حينَما يخطُّ يَراعُكِ سلالمَ الارتقاءِ . اللذاذةُ تزخُّ عليكِ نسائمَ الفرحِ وَالسعادةِ عندَ الارتشافِ من الكأْسِ ، الأَجملُ رحلةُ الصيدِ لا الإمساكِ بِالطائرِ . إِنَّ نشوةُ الفوزِ لحظاتٌ ، أَمَّا الدربُ فَأَشواقٌ وَلذَّةٌ طويلٌ أَمدُّهَا ، حلوٌّ ذِكرُهَا ، فاستمتعي الآنَ فِي هذا الدربِ الجميلِ ، تمتعي مع الأَقلامِ العريقةِ ، وَلِيرتقي هدفُكِ نحو سماواتِ الخلودِ ، وَلِتعرفي أَنَّ فؤادِي الكسيرَ سينبضُ مع ابتسامتكِ ، وَعينِي تستظلُّ بِفيءِ نجاحِكِ ، حياتِي ترتدُّ إِليَّ مع هنائكِ ، وَهناكَ أَناديكِ وَأَحملُكِ على أَكتافي وَأَصيحُ هذه أَميرتي .
هاكِ يا حوريةَ الياسمينِ ، من فتًّى تحتَ نخيلِ الرحيلِ يُعزَلُ ، نسجَ هذه الرقعةَ من أَعمقِ أَنفاسِه ، كادَ يموتُ ، لا أَدري بِدماءٍ أَم بفؤادِه كانَ يكتبُ ؟ ، حارَ فِي وَصفِكِ ، فَالزفراتُ خنقتْ ... أَشواقُهُ لرؤياكِ بُركانٌ لا يطفئُه موتٌ ، تَركتُه كومةَ أَنفاسٍ زفيرُهَا وَشهيقُهَا اسمُكِ ، هاكِ وَلا تتردَّدي لو دمعتْ عيناكِ ، هاكِ فَلا أَرجعُ له إِلَّا بِكلمةِ " إِنَّي معكَ " عسى فؤادُه يرتدُ نبضُه .

منتظر السوادي
21 / 1 / 2013

أخي العزيز الأديب الشفيف منتظر
أسعد الله أوقاتك
قطعة من النثر الجميل الزاهي الذي تتعطّر به العين والوجدان معاً
أرى أخي الحبيب أن يُنقل إلى قسم النثر
دمتَ بألف خير
ملحوظة مهمة : هذا النص بقلم المبدع الأستاذ منتظر السوادي ، ولعلي وقعت بخطأ ما أثناء نقله من قسم القصة إلى هنا ، فظهر في الصفحة الرئيسية
أنه بقلمي ... لذلك وجب التنويه ، وأعتذر لأخي منتظر ( مصطفى حمزة )

كاملة بدارنه
09-02-2013, 03:49 AM
لغة شاعريّة بانزياحات جميلة عبقة بجميل الصّور
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ونورسٌ - إنّ نشوةَ )

بتول الدليمي
09-02-2013, 03:54 AM
وحي من الروح ممتزج بـفلسفة حياة
على خطى ابجدية تعتلي الصرح وتتقن البوح
سلم البنان والبيان
مودتي وتقديري

خليل حلاوجي
09-02-2013, 03:59 AM
قلبي صفق ... لهذا ... التحليق.

/

منتظر : أنرتَ.

نسرين بن لكحل
09-02-2013, 04:08 AM
نثر بديع رائع ،و بوح شفاف تطرب لسماعه القلوب.
كنت هنا أصغي لنبض روح و خفقات قلب يسكنهما الجمال..
تحياتي لقلمك المتألق في سماء الابداع.

مُنتظر السوادي
09-02-2013, 04:45 AM
أخي العزيز الأديب الشفيف منتظر
أسعد الله أوقاتك
قطعة من النثر الجميل الزاهي الذي تتعطّر به العين والوجدان معاً
أرى أخي الحبيب أن يُنقل إلى قسم النثر
دمتَ بألف خير
ملحوظة مهمة : هذا النص بقلم المبدع الأستاذ منتظر السوادي ، ولعلي وقعت بخطأ ما أثناء نقله من قسم القصة إلى هنا ، فظهر في الصفحة الرئيسية
أنه بقلمي ... لذلك وجب التنويه ، وأعتذر لأخي منتظر ( مصطفى حمزة )

شكرا لك أستاذنا الحبيب

نحن تلامذتكم

فلا اعتذار بيننا

لك محبتي وباقات من الياسمين

مُنتظر السوادي
09-02-2013, 04:47 AM
لغة شاعريّة بانزياحات جميلة عبقة بجميل الصّور
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ونورسٌ - إنّ نشوةَ )

شكرا لمرورك البهي أستاذتي الغالية

تغزلُ من الحروفِ لوحةً ، فِيهَا نهرٌ وَشواطئُ نخلٍ تكللُه شُجيراتُ عنبٍ تتدلى عناقيدُه ، وَنورساً تنفثُ فِيهِ أَناملُهَا

فالنورس منصوب عطفا على لوحةٍ ، وليس جزءاً من اللوحة .

لك باقات من الياسمين والثناء

عبدالله المحمدي
09-02-2013, 05:05 AM
صغيرتي

قيل لي كثيراً أن الحب حالة غير مستقرة .. فذهبت لأبحث عن الاستقرار خشية من الحب
ومن منا لا يحتاج إلى الاستقرار ..ورغم ذلك لم أجد الاستقرار إلا في قربك وبين يديك .. نعم أعترف بشرقيتي ولا أجهلها ورغم ذلك كم تمنيت أن أكون ((( لويس بولنجيه))) لارسمك لوحة تذكارية ..

الاديب منتظر :

ونعود نلتقي من جديد برائعة من روائعك بقواميس ومفردات وكلمات لا يكتبها إلا السوادي

سعدت بقراءة هذه الكلمات بمعانيها الرائعة00لك أجمل تحيااااااااااااااااتي

مُنتظر السوادي
11-02-2013, 05:14 AM
وحي من الروح ممتزج بـفلسفة حياة
على خطى ابجدية تعتلي الصرح وتتقن البوح
سلم البنان والبيان
مودتي وتقديري

الأستاذة الطيبة

شكرا لمرورك البهي

لك التحية والثناء

زهراء المقدسية
11-02-2013, 06:02 AM
حرف بهي يقطر جمالا و وفاء

مبدع أديبنا منتظر... بل أكثر

دمت بألق

نداء غريب صبري
05-03-2013, 08:10 PM
بوح شاعري جميل وصور رائعة

شكرا لك اخي

فاتن دراوشة
07-03-2013, 06:36 PM
همسات حفرت عميقا في عصب السّطور وفي ثنايا الذّائقة

لا عدمنا حرفك العذب مبدعنا

مودّتي

فاتن

فاطمه عبد القادر
09-03-2013, 12:48 AM
من أَهْدى السِّحرَ لِوجنتيكِ ؟
من تَفنَّنَ فِي صوغِ براءةِ أَناملِكِ ؟
من أَخلدَ الطفولةَ فِي ثغرِكِ ؟
من بعثَ هواكِ إِلى أَحلامِي ؟

السلام عليكم
نشتاق أحيانا للنجوم الزهرية ,ولعبق الجوري
لذا نشكر هذا النص المليء بالجمال ,المحلق بالروعة
شكرا لك أخي منتظر
ماسة

مُنتظر السوادي
18-03-2013, 10:15 PM
قلبي صفق ... لهذا ... التحليق.

/

منتظر : أنرتَ.


مرورك على حروفي ينيرها

شكرا لك أستاذ خليل

لك التحية والثناء

ناديه محمد الجابي
19-03-2013, 09:41 AM
حار القلم .. كيف اسجل إعجابي بهذا الجمال
مشاعر متدفقةكالسيل, عذبة كالماء الزلال,
رقيقة كالنسيم.
نص بديع ونثر جميل
دمت حصيفا ألقا, ولك جل التحايا.

:nj:

لانا عبد الستار
29-06-2013, 08:19 PM
نثرك جميل منظر
يتداعى لوحات من البهاء
أشكرك

ربيحة الرفاعي
20-07-2013, 05:42 PM
قطعة من الجمال منثورة حروفها على أوراق الورد
جميل ما قرأت هنا

تحاياي

مُنتظر السوادي
09-09-2013, 09:46 PM
نثر بديع رائع ،و بوح شفاف تطرب لسماعه القلوب.
كنت هنا أصغي لنبض روح و خفقات قلب يسكنهما الجمال..
تحياتي لقلمك المتألق في سماء الابداع.

الأستاذة الطيبة نسرين
شكرا لمرورك البديع
وقراءتك للنص
أتمنى أن يكون النص قد استحق القراءة

لك الشكر والتقدير