المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحيّة



عبد السلام دغمش
09-02-2013, 04:06 PM
كعادتهِ كلّ يوم،هو أوّل من يصلُ الى عملِه..وكان لا يغادرُالمصنعَ الذي يعملُ فيه إلا وقدْ جالَ ببصره الحادّ و بجسده النّحيلِ جنباتِ المصنع يتفقّد الآليات واحدةً تلو الأخرى ويتأكد ن كلاً من العمال قد أدّى المهام الموكلة اليه و يستفسرُعن العلّة ِلو كانَ ثمّةَ تأخير.
هكذا كان دأْبهُ و هكذا عرفهُ أصحابُ المصنع وإدارتُهُ متميّزاً بكدحهِ وإخلاصِه..وفوق ذلك بحُلو معشره ...أَطْرَوْهُ و قالوا: أنت ذخْرُنا.. قرّة عيننا ..بلْ "قالبُ السكّر"ِ بيْننا..!
لازَمهُ ذاك اللقبُ فكانَ يُنادى بِ" قالبْ سكّر"..
سنون طويلة مرّت عليه و هو يعملُ معهم بجوارحهِ ونبض قلبه .. كلّ سنةٍ تمرّ كانت تحفرُ في قسماتِ وجهه أخاديدَ شاهدةً على عُمرٍ ولّى لنْ يعود..وتقوّساً في ظهره يعدّ انحناءاته بعدد السنين .. قليل الشكوى هو.. يتحاملُ على نفسه إذا أحسّ بالتعب و يجرّ جسده للعمل جرّاً إذا داهمهُ مرض ،كان شاهداً على مسيرة المصنع وإدارته لا ينفكّ ينافحُ عنهما ، وأكثر ما يسرّه أن يرى المصنع متعافياً أمام ناظريه يكبُر كما يكبر أولاده ويشتدّون.
لم يحدثْ يوماً أن طالبَ بترقيةٍ أو زيادةٍ في معاشه.. وكان ذلك في نظرهِ تجرّؤاً غير مبرّر،فالإدارة في نظره أعلم بمن يستحق ومن لا يستحقّ وهي الأم الرؤوم وهم أولادها..! فعليهم أنْ يرضوا بنصيبهم فهي لا تتخلى عنهم..
ضائقةٌ ماليّة حطّت رحالَها بين جُدران المصنع وأقامت بين جنباتهِ تطلُّ عليهمْ كلّ صَباحٍ بوجهها الكئيب .. فتقلّصت كثيرٌ من الأشغال واضطرّ أغلبُ الموظّفين لتركِ أعمالهم باحثينَ عن عملٍ آخر..أما هو فآثرَالبقاء على مشقّته وفاءاً... صارَ على إدارة المصنع وأصحابه أن يتجرّعوا مُرّ الأقداح.. حينها تذكّروا "قالبَ السكّر" ليتكئوا عليه بما يمتلكُ من درايةٍ وخبرة ..فبذلوا له حُلو الكلام ومدّوا له من الأمنيات ِبساطاً تهادتْ عليه أحلامُه ..كان عليه ان يصل الليل بالنهار كدّاً و جهداً...ثلاث سنين مرّت على هذه الحال حتى انفرجت الأمور عليهم .. لكنّها ضاقتْ عليه .. لقد ساءَ به الحالُ ووهنتْ أطرافهُ و اعتلّ ... ذابت حبّات السكر في أقداحهم ليشربوها برْداً على قلوبهم ..أمّا وعودُهم فما كانت إلا غروراً ..تطايرت أمانيه كقطرات ماءٍ على حرّ الصّفيح..
لم يبقَ من قالب السكّر بعدئذٍ إلا الغلاف .. صارتْ نظراتُ إدارةِ المصنعِ تزدريه وكأنّه عبءٌ عليهم وتنشُبُ في خاصرته أسهماً تثغبُ حسرة.. شعرَحينها أنّه لمْ يعدْ مرغوباً به كما كانَ بينهم من قبل.. لملمَ ما تبقّّى منه ثم رحلَ تاركاً بقايا من سكّرٍ ووفاءٍ على جدران المصنع !

آمال المصري
09-02-2013, 08:33 PM
هي الحياة فيها نعمل ونُستعمل ونظل ذكرى كما كنا بها
فليتنا نترك ذكرى حلوة المذاق
قرّة أعيننا
ربما عرجت بقراءتي بعيدا عن فكرة النص فاعذر قراءتي أديبنا الفاضل
نص متين البيان والبنيان .. بديع السرد
بوركت واليراع التي نسجت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
09-02-2013, 08:36 PM
قصص مؤلمة تلك التى تتكرر فى نطاق المصانع الخاصة
فأرباب الأعمال الخاصة يضعوا مصلحتهم فوق كل إعتبار
وهم لا يتورعوا من أن يمتصوا دم العمال حتى الثمالة لتزيد
أرباحهم دون ما تفكير فى زيادة أجور أو أى حقوق .

قدمت لنا قصة جميلة بلغة سهلة , وبسرد دقيق متقن
ومع براعة كبيرة فى الأمساك بخيوط النص . . تحياتى .

براءة الجودي
10-02-2013, 12:25 AM
عزيز من الإنسان ولى الأخص المسلم أن يُخلص ويتفانى ويتقن عمله ويتابع كل صغيرة وكبيرة ويراقب جيدا لأنها أمانة مسؤول عنها , وربما يأتي يوم لايقدر أحد مافعلته فيكون منهم الجحود والنسيان , وإن فعلت عشر حسنات وأخطأت خطأ واحدا نسوا كل خير فعلته , فالحمد لله الذي بيده كل شئ
في نظر الآخرين ظرة ظاهرة سيكون ضحية فعلا لكن لو نظرنا لما هو أعمق سنجده خلد بعده وفاء وحفر آثارا طيبة وترك بصمة تنفح بالطيب
اسلوبك جميل في السرد (بوركت )

حارس كامل
10-02-2013, 12:31 AM
الحياة المادية تطغي علي كل ماهو انساني حتي مع ان يتحملوا مشقاتها
تقبل تصحيحي (فأنا اعرف كاتب النص دائما ما تسقط بعض الهنات ولن يراها ولو راجعها مئات المرات) :
وفاءا =وفاء
تحياتي اخي عبدالسلام
دمت دائما مبدعا

عبد السلام دغمش
10-02-2013, 04:23 AM
هي الحياة فيها نعمل ونُستعمل ونظل ذكرى كما كنا بها
فليتنا نترك ذكرى حلوة المذاق
قرّة أعيننا
ربما عرجت بقراءتي بعيدا عن فكرة النص فاعذر قراءتي أديبنا الفاضل
نص متين البيان والبنيان .. بديع السرد
بوركت واليراع التي نسجت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
الأخت آمال المصري
فعلاً الحياة ساحة العمل و سجلّ الذكرى
وفي غمرة هذه الساحة هناك من يبذل ويترك ذكرى طيبة و هناك من يظلم و يبخس الناس حقهم..
وساحة الآخرة خيرٌ و أبقى
شكرًا لمروركم الندي أستاذة آمال

عبد السلام دغمش
10-02-2013, 04:28 AM
قصص مؤلمة تلك التى تتكرر فى نطاق المصانع الخاصة
فأرباب الأعمال الخاصة يضعوا مصلحتهم فوق كل إعتبار
وهم لا يتورعوا من أن يمتصوا دم العمال حتى الثمالة لتزيد
أرباحهم دون ما تفكير فى زيادة أجور أو أى حقوق .

قدمت لنا قصة جميلة بلغة سهلة , وبسرد دقيق متقن
ومع براعة كبيرة فى الأمساك بخيوط النص . . تحياتى .

الأخت نادية
سررت بتفاعلكم مع أجواء القصة..
وافر تحياتي

عبدالإله الزّاكي
10-02-2013, 04:41 AM
...ذابت حبّات السكر في أقداحهم ليشربوها برْداً على قلوبهم ..أمّا وعودُهم فما كانت إلا غروراً ..تطايرت أمانيه كقطرات ماءٍ على حرّ الصّفيح..
لم يبقَ من قالب السكّر بعدئذٍ إلا الغلاف .. صارتْ نظراتُ إدارةِ المصنعِ تزدريه وكأنّه عبءٌ عليهم وتنشُبُ في خاصرته أسهماً تثغبُ حسرة.. شعرَحينها أنّه لمْ يعدْ مرغوباً به كما كانَ بينهم من قبل.. لملمَ ما تبقّّى منه ثم رحلَ تاركاً بقايا من سكّرٍ ووفاءٍ على جدران المصنع !

قصّة رسمت واقع شريحة كبيرة من المجتمع، تلك التي يتّم استغلالها بأبشع الطرق من أصحاب المصانع و بدون أبسط الحقوق القانونية. هم في الغالب الذين يتم طحنهم و تقديمهم قرابين لكي تدور عجلة الإقتصاد، نجحت أخي الكريم و أديبنا القدير عبد السلام دغمش من إيصال الفكرة بلغة أدبية متينة و سرد ماتع. تحياتي لك و بالغ تقديري.

الفرحان بوعزة
10-02-2013, 07:13 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. عبد السلام دغمش .. تحية طيبة ..
نص جميل طبع بسرد شيق وبناء محكم ،نص توخى السارد من ورائه الكشف عن طريقة تعامل الإنسان لأخيه الإنسان ، عن طريق استغلاله والانتفاع به لما يكون منتجاً .. جميل لما تتبع السارد حياة العامل / قالب السكر / بتدقيق .. صورته ، سلوكه ،شخصيته الاجتماعية ، عمله ، خبرته ، تفانيه .. مغادرته للمعمل بدون مكافأة ..
بفنية أدبية متميزة جعلنا السارد نتأرجح بين العطف والكراهية ، بين الانحياز إلى البطل والنفور من أرباب المعمل .. فما بقي في أذهاننا إلا تلك الشخصية المتميزة والمتفردة التي ترسخت في وعينا كذاكرة ، قد نبحث عن نماذج بشرية جديدة مشابهة يلحقها الضيم والظلم .. شخصية / قالب السكر / ستبقى حية تعيش بيننا ،تذكرنا دائماً بالعلاقة الهشة بين العامل ورب العمل الذي لا تهمه الذات الأخرى كإنسان يحس ويشعر ويتفاعل ويتأثر ، إن ما يهمه هو ما أنتجته تلك الذات .. فمجرد انتهاء صلاحيتها ترمى كآلة غير قابلة للإصلاح ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

عبد السلام دغمش
10-02-2013, 10:32 PM
عزيز من الإنسان ولى الأخص المسلم أن يُخلص ويتفانى ويتقن عمله ويتابع كل صغيرة وكبيرة ويراقب جيدا لأنها أمانة مسؤول عنها , وربما يأتي يوم لايقدر أحد مافعلته فيكون منهم الجحود والنسيان , وإن فعلت عشر حسنات وأخطأت خطأ واحدا نسوا كل خير فعلته , فالحمد لله الذي بيده كل شئ
في نظر الآخرين ظرة ظاهرة سيكون ضحية فعلا لكن لو نظرنا لما هو أعمق سنجده خلد بعده وفاء وحفر آثارا طيبة وترك بصمة تنفح بالطيب
اسلوبك جميل في السرد (بوركت )

الأخت براءة
أقدر تفاعلكم مع النص
الدين الحنيف نظم العلاقة بين العامل و صاحب العمل على قاعدة العدل وإيفاء الحق لأصحابه
الموظف و العامل المخلص في عمله يجد كدحه عند الله تعالى لو جعل نيته خالصة
وافر تحياتي

عبد السلام دغمش
10-02-2013, 10:52 PM
الحياة المادية تطغي علي كل ماهو انساني حتي مع ان يتحملوا مشقاتها
تقبل تصحيحي (فأنا اعرف كاتب النص دائما ما تسقط بعض الهنات ولن يراها ولو راجعها مئات المرات) :
وفاءا =وفاء
تحياتي اخي عبدالسلام
دمت دائما مبدعا

أحييك أخي حارس وأشكرك على التصحيح
دمت على خير

عبد السلام دغمش
10-02-2013, 10:56 PM
قصّة رسمت واقع شريحة كبيرة من المجتمع، تلك التي يتّم استغلالها بأبشع الطرق من أصحاب المصانع و بدون أبسط الحقوق القانونية. هم في الغالب الذين يتم طحنهم و تقديمهم قرابين لكي تدور عجلة الإقتصاد، نجحت أخي الكريم و أديبنا القدير عبد السلام دغمش من إيصال الفكرة بلغة أدبية متينة و سرد ماتع. تحياتي لك و بالغ تقديري.

أخي سهيل
أوجزت فأجدتَ ..
بارك الله فيك

عبد المجيد برزاني
10-02-2013, 11:31 PM
نص رائع يتوفر على كل مقومات السرد الجيد.
دمت مبدعا.
تحاياي.

عبد السلام دغمش
11-02-2013, 01:22 AM
نص رائع يتوفر على كل مقومات السرد الجيد.
دمت مبدعا.
تحاياي.

أخي الأديب عبد المجيد
شرفني حضوركم أيها الأديب المتميز
دمت على خير

عبد السلام دغمش
11-02-2013, 01:27 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. عبد السلام دغمش .. تحية طيبة ..
نص جميل طبع بسرد شيق وبناء محكم ،نص توخى السارد من ورائه الكشف عن طريقة تعامل الإنسان لأخيه الإنسان ، عن طريق استغلاله والانتفاع به لما يكون منتجاً .. جميل لما تتبع السارد حياة العامل / قالب السكر / بتدقيق .. صورته ، سلوكه ،شخصيته الاجتماعية ، عمله ، خبرته ، تفانيه .. مغادرته للمعمل بدون مكافأة ..
بفنية أدبية متميزة جعلنا السارد نتأرجح بين العطف والكراهية ، بين الانحياز إلى البطل والنفور من أرباب المعمل .. فما بقي في أذهاننا إلا تلك الشخصية المتميزة والمتفردة التي ترسخت في وعينا كذاكرة ، قد نبحث عن نماذج بشرية جديدة مشابهة يلحقها الضيم والظلم .. شخصية / قالب السكر / ستبقى حية تعيش بيننا ،تذكرنا دائماً بالعلاقة الهشة بين العامل ورب العمل الذي لا تهمه الذات الأخرى كإنسان يحس ويشعر ويتفاعل ويتأثر ، إن ما يهمه هو ما أنتجته تلك الذات .. فمجرد انتهاء صلاحيتها ترمى كآلة غير قابلة للإصلاح ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

أخي الفرحان بو عزة
جميلٌ أن نرى هذه القراءة التحليلية للنص..وذلك غاية ما يتمناه الكاتب كما تعلم
شرفني حضوركم

أسماء منصور
11-02-2013, 03:53 AM
واقع بطل برأس الندرة بعالم كل شئ فيه سريع الذوبان
تحياى كما يليق

عبد السلام دغمش
11-02-2013, 02:21 PM
واقع بطل برأس الندرة بعالم كل شئ فيه سريع الذوبان
تحياى كما يليق

أختي أسماء
أشكركم على المرور الندي..مع أني لم أدرك ما تقصدينه ب "رأس الندرة"؟
لكِ مني وافر التحايا

نداء غريب صبري
20-03-2013, 01:11 AM
قصة جميلة أخي

صورت المستغل والمستغل في مشهد مؤثر وبسرد جميل جدا

شكرا لك اخي

بوركت

عبد السلام دغمش
20-03-2013, 08:30 AM
قصة جميلة أخي

صورت المستغل والمستغل في مشهد مؤثر وبسرد جميل جدا

شكرا لك اخي

بوركت

الأخت نداء
أقدر حضوركم المميز في جنبات الواحة الغراء..

كاملة بدارنه
14-04-2013, 09:28 PM
لملمَ ما تبقّّى منه ثم رحلَ تاركاً بقايا من سكّرٍ ووفاءٍ على جدران المصنع !
رغم خيبته ظلّ وفيّا...
قصّة رائعة بفكرتها وسردها
للظّلم أشكال، لكنّ أقساها إنكار الفضل على أصحابه، وهضم حقوقهم
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبد السلام دغمش
15-04-2013, 08:02 AM
رغم خيبته ظلّ وفيّا...
قصّة رائعة بفكرتها وسردها
للظّلم أشكال، لكنّ أقساها إنكار الفضل على أصحابه، وهضم حقوقهم
بوركت
تقديري وتحيّتي

الأخت الأديبة كاملة
هو ظلمٌ يطالُ كثيراً من الموظفين حين يبذلون أعمارهم في عملهم ولا تسعفهم التشريعات بأخذ حقوقهم كما ينبغي..
شكراً لتلطفكم بالمرور

ربيحة الرفاعي
06-05-2013, 06:42 PM
أدبيا ... نجح القاص بطرح الفكرة محمّلة بوجعها قادرة على التسرب بتأثيرها لأعماق المتلقي في نص قصّي شائق السرد اتخذ من الوصف الجميل " قطعة السكر" صورة تدرّج في وصف تغيّر أدائها ومكانتها وفقا للمرحلة حتى ذوبانها في بناء محكم لم تضِع حلقاته ولا فقدت اتصالها المتين

ومعنويا جاءت القصة قابلة لإسقاطها على شرائح حيّة بدلالات اقتصادية وسياسية واجتماعية مختلفة كلها يضعنا في تصوّر الاستغلال الإجرامي مقابل الوفاء والانصهار والتسامي، لكنها تظل أوضح وأكبر وأعمق أثرا بإسقاطها في ذات الإطار الذي اختاره الكاتب موضحا استغلال أرباب العمل للعاملين لديهم.

ويبقى أن لديّ تحفظي الكبير على الفكرة ذاتها، فهذا المستوى من الوفاء لا يضحّي به أرباب العمل ولا يجحدونه ، وإن كان الأصل في تعاملهم مع العمالة لديهم الاستغلال، لأن النماذج المتفردة بهذا الشكل تعتبر كنوزا قابلة لاصطيادها من قبل أطراف أخرى إن لم يعرف مسؤولوها كيف يحافظون عليها.

قصة موفقة سردا وعرضا وأداء

دمت أديبنا بألق

تحاياي

عبد السلام دغمش
07-05-2013, 12:19 PM
أدبيا ... نجح القاص بطرح الفكرة محمّلة بوجعها قادرة على التسرب بتأثيرها لأعماق المتلقي في نص قصّي شائق السرد اتخذ من الوصف الجميل " قطعة السكر" صورة تدرّج في وصف تغيّر أدائها ومكانتها وفقا للمرحلة حتى ذوبانها في بناء محكم لم تضِع حلقاته ولا فقدت اتصالها المتين

ومعنويا جاءت القصة قابلة لإسقاطها على شرائح حيّة بدلالات اقتصادية وسياسية واجتماعية مختلفة كلها يضعنا في تصوّر الاستغلال الإجرامي مقابل الوفاء والانصهار والتسامي، لكنها تظل أوضح وأكبر وأعمق أثرا بإسقاطها في ذات الإطار الذي اختاره الكاتب موضحا استغلال أرباب العمل للعاملين لديهم.

ويبقى أن لديّ تحفظي الكبير على الفكرة ذاتها، فهذا المستوى من الوفاء لا يضحّي به أرباب العمل ولا يجحدونه ، وإن كان الأصل في تعاملهم مع العمالة لديهم الاستغلال، لأن النماذج المتفردة بهذا الشكل تعتبر كنوزا قابلة لاصطيادها من قبل أطراف أخرى إن لم يعرف مسؤولوها كيف يحافظون عليها.

قصة موفقة سردا وعرضا وأداء

دمت أديبنا بألق

تحاياي

الأخت الأديبة ربيحة الرفاعي

تقديري وامتناني لكلماتكم الطيبة والمحفزة كما عهدنا..
اما عن الفكرة ففي رأيي أن أية ظاهرة وإن كانت محدودة الانتشار فلا بأس من تناولها وتسليط الضوء عليها ما دامت تساهم في رفع الضيم عن فئة مظلومة وهم - في حالة القصة- موظفوا القطاع الخاص وغيرهم ممن أنفقوا زهرات عمرهم في العمل ولم يجدوا في شيخوختهم الا الجحود.
في الغرب تجد حقوق العامل والموظف مصانة اثناء وبعد حياته العملية بعكس الكثير من مجتمعاتنا مع ان شريعتنا أرست دعائم " ولا تبخسوا الناس اشياءهم".
أما عن إسقاطات القصة فهي كما تفضلتم أوسع..وتنسحب على كل من بذل وأخلص وعندما " إنتهت صلاحيته" تخلوا عنه.
تقديري وتحياتي

د. سمير العمري
09-10-2013, 08:39 PM
ليس أمر على النفس من العقوق والجحود ، وفي هذا الزمن المر نجدهما أكثر ما يراه المرء وكأن الوفاء بات العملة النادرة والحالة المستثناة.
نص قصصي معبر ومؤثر أوصل الفكرة النبيلة وحدد ملامح الخلق البشري القائم على الانتفاعية والتطفل المصلحي ومن ثم الغدر والجحود.
لا فض فوك أيها الأديب!

تقديري

عبد السلام دغمش
10-10-2013, 11:09 AM
ليس أمر على النفس من العقوق والجحود ، وفي هذا الزمن المر نجدهما أكثر ما يراه المرء وكأن الوفاء بات العملة النادرة والحالة المستثناة.
نص قصصي معبر ومؤثر أوصل الفكرة النبيلة وحدد ملامح الخلق البشري القائم على الانتفاعية والتطفل المصلحي ومن ثم الغدر والجحود.
لا فض فوك أيها الأديب!

تقديري

حقاً أستاذنا الحبيب إنها لغة العقوق و نكران الجميل ينطق بها حالنا ..وإن كان الخير لا يزال في الأمة حاضراً.
شرفني مروركم الجميل.
كل عام وانتم بخير.

خلود محمد جمعة
05-06-2014, 09:43 AM
للأسف أديبنا في بلادنا كلما طالت مدة العمل قلت قيمة الانسان
هو ضحية الجشع ونكران الجميل
لكن أمثاله يعيشون لما هو اعظم وعطائهم غير مشروط
وجزائهم عند رب واحد عادل رحمن رحيم
للواقع بين سطورك صدق بيراع عميق الحرف والفكرة
بورك الفرس والفارس
دمت بخير

عبد السلام دغمش
24-06-2014, 10:09 PM
للأسف أديبنا في بلادنا كلما طالت مدة العمل قلت قيمة الانسان
هو ضحية الجشع ونكران الجميل
لكن أمثاله يعيشون لما هو اعظم وعطائهم غير مشروط
وجزائهم عند رب واحد عادل رحمن رحيم
للواقع بين سطورك صدق بيراع عميق الحرف والفكرة
بورك الفرس والفارس
دمت بخير

الأخت الاديبة خلود
شكرا لهذا المرور ولهذه القراءة الكاشفة لأبعاد النص .
تقديري .

د.حسين جاسم
20-08-2014, 12:17 AM
في الأوساط العمالية من يعملون وفيها من يستعملون
والعنوان أن لا عزاء للأغبياء
اشترى منهم بعمره وصحته كلمات ووعود ويستحق ما صار إليه

قصة حزينة وواقعية

أحييك

عبد السلام دغمش
24-08-2014, 09:23 PM
في الأوساط العمالية من يعملون وفيها من يستعملون
والعنوان أن لا عزاء للأغبياء
اشترى منهم بعمره وصحته كلمات ووعود ويستحق ما صار إليه

قصة حزينة وواقعية

أحييك

الدكتور حسين جاسم ..
تقديري لمروركم المضيء وقراءتكم الغنية ..
تحياتي .