المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي قدر العطاء



عايد راشد احمد
10-02-2013, 06:36 AM
حكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي .. بعيد عن صخب المدينة وهمومها ..

سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..
تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه

...فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآه

نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟

فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟

انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟

ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً "أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .


قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..

تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :
" إني أحترمك "

كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..

عجب الشاب من تغير لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:
" كم أنت رائع "

فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "

ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت

بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .

علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة " أي بني : نحن نسمي هذه

الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) ..

لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ..

إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..

ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..

وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك

فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..

لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك

إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .


اعجبتني ونقلتها لكم

عبدالإله الزّاكي
10-02-2013, 07:46 AM
تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه

...فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآه

نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟

فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟

انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟

ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً "أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .


قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..

تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :
" إني أحترمك "

كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..



درس جميل و معاني جليلة، بوركت أخي الكريم و أديبنا القدير عايد راشد احمد، سلمتَ و دام أُلقك، تحياتي لك و بالغ تقديري.

نداء غريب صبري
10-02-2013, 11:47 AM
قصة تربوية جميلة جدا ومفيدة جدا

شكرا لك أخي

عايد راشد احمد
13-02-2013, 04:41 AM
درس جميل و معاني جليلة، بوركت أخي الكريم و أديبنا القدير عايد راشد احمد، سلمتَ و دام أُلقك، تحياتي لك و بالغ تقديري.


السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

بوركت ووافر شكري وتقديري

تواجد عطر اسعدني

شكرا جزيلا

ناديه محمد الجابي
13-02-2013, 04:54 AM
قصة جميلة ـ هادفة ـ عميقة المعنى
سلمت أستاذ عايد الراشد .. جعل الله نطقنا ذكرا
وصمتنا فكرا ..ونظرنا عبرا .
بارك الله فيك ونفع بك .

عايد راشد احمد
13-02-2013, 06:36 AM
قصة تربوية جميلة جدا ومفيدة جدا

شكرا لك أخي



السلام عليكم ورحمة الله

مرور عطر وتواجد محل تقدير لشخصكم الجليل


وافر شكري وتقديري

نسرين بن لكحل
13-02-2013, 09:01 PM
قصة جميلة و عميقة الأثر، فيها من الحكمة الكثير.
الحلم و الأناة و الصبر .و الاحسان ليكون الجزاء بجنس العمل.
شكرا لك أستاذي الكريم على هذا الانتقاء الجميل .
تحياتي .

عايد راشد احمد
02-03-2013, 04:24 PM
قصة جميلة ـ هادفة ـ عميقة المعنى
سلمت أستاذ عايد الراشد .. جعل الله نطقنا ذكرا
وصمتنا فكرا ..ونظرنا عبرا .
بارك الله فيك ونفع بك .



السلام عليكم ورحمة الله

اديبتنا الجليلة

مرور طيب وتوقف مشكور وبصمة اجلها

وافر شكري لشخصكم الجليل

عايد راشد احمد
02-03-2013, 04:36 PM
قصة جميلة و عميقة الأثر، فيها من الحكمة الكثير.
الحلم و الأناة و الصبر .و الاحسان ليكون الجزاء بجنس العمل.
شكرا لك أستاذي الكريم على هذا الانتقاء الجميل .
تحياتي .



السلام عليكم ورحمة الله

استاذتنا الفاضلة

الشكر الوافر لمرورك الطيب وترك بصمتك الزاكية علي متصفحي

وافر التقدير لشخصكم الجليل