تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إشراقة الطيـن .. ( مسرحية )



بهجت عبدالغني
11-02-2013, 04:53 AM
إشراقة الطين ..
( مسرحية )

بهجت الرشيد


المشهد الأول

المسرح أرض ترابية .. تنسحب منها خيوط الشمس رويداً رويداً .. أصوات رياح هادئة تُسمع بين الفينة والأخرى ..
يتوسط المسرح شخص في العشرينيات من العمر ، جالس وقد أسند ركبتيه إلى الأرض .. يبدو عليه التوتر والإرهاق ..
يمسك قبضة من تراب .. ينثرها ..
ـ من التراب إلى التراب .. وماذا بعد ؟
يقولون إن وراء هذا الجدار المنظور روعة الجمال أو اقتحام الأهوال ..
ويقول البعض أن لا شيء وراءه غير تلاشٍ لهذا الجسد الفاني ..
ويقول آخرون أن لا شيء سوى دورة متعاقبة لأرواحنا في ذوات الأشياء ..
أهي حقاً حياتنا الدنيا نحيا ونلعب ونعبث ولا شيء .. أم أن هناك وراء الجدار المنظور بعداً آخر ينتظرنا ..
قبضة أخرى من التراب ينثرها ..
ـ من التراب إلى التراب .. وماذا بعد ؟
يقوم من جلوسه بتثاقل .. يمشي وقدماه تزحفان في التراب محدثة غباراً بسيطاً .. يهمهم بصوت مرتفع ..
ـ لقد رأيته يترنح حاملاً كأسه وهو يؤكد لي أن لا شيء بعد .. لا شيء .. سوى كأس نرتشفها وغانية نراقصها .. ليالٍ حمراء أو سوداء .. لا فرق .. لأن لا شيء بعد .. المهم أن تكون ليلة مترعة بالكؤوس .. سهر طويل ونوم عميق ..
كان متأكداً .. قال وهو يقدم لي كأساً :
ـ إشرب ولا تتعب رأسك الصغير بهذا السؤال الكبير .. إشرب وستختفي عندك معالم الأشياء وتغدو في عالم آخر ..
لكنه ما برح حتى ناقض نفسه ، رأيته .. نعم رأيته وقد ابتعد عني يهمس إلى كأسه في كآبة موحشة :
ـ أي نشوة عابرة تبعثها وأي هذيان ؟
عالم آخر .. ها .. مليء بالتناقضات والأوهام .. يسلبك إرادتك وعقلك .. عالم ما إن يعطيك نشوة عابرة حتى يسرق منك طمأنينتك .. إنه ليس كهذا العالم الذي نعيشه ، بل فوهة فاغرة فاها إلى الجحيم .. إلى اللاقرار .. تخال نفسك أنك ستلامس القعر فإذا جحيم آخر أبوابه لك .. يجعلك تهرب من كأس إلى كأس ومن حضن آثم إلى حضن آثم ..
حينها ستغدو لوحة سوداء لا معالم لها ولا ألوان ..
لا معالم ولا ألوان ..

فيرجع الصدى ..
لا معالم ولا ألوان ..

ـ من التراب إلى التراب .. وماذا بعد ؟ ( يصيح ) ..

يتجه إلى الجمهور فيحدثهم ..
ـ لقد دخلت عليه في مكتبه ، فهالني ما رأيت .. رجل جاوز الخمسين ، تعلوه السكينة والهدوء .. وسط بحر من الكتب والأوراق .. لقد قال لي هو الآخر وأكد وهو يشير إلى كتبه وأوراقه وأبحاثه :
ـ أنا عالم من علماء الطبيعة ، قضيت عمري في اكتشاف مكنوناتها وأسرارها ، وأقول بكل حزم وجزم أن لا شيء بعد ..
هذه الطبيعة الجبارة .. هذه الماكنة العملاقة هي التي تصنعنا وتقذفنا في خضم الحياة ، ثم تسحقنا كفيل يسحق نملة بائسة بأرجله الغليظة .. ليس وراء هذه الطبيعة شيء .. ليس هناك بعد .. إنها عقولنا القاصرة هي التي اخترعت الميتافيزيقيا .. قوة الطبيعة القاهرة هي التي تهب وتمنع .. كل شيء يخلق كل شيء .. سلسلة من الأحداث تولد نفسها وتقضي على بعضها ..
لا شيء بعد .. كل ما يحدث أن خلايا أجسادنا تنتهي ، تستنزف كل طاقاتها ، فنموت ونصير تراباً .. ولا شيء بعد التراب .. لا شيء ..

كان متأكداً ، وأصدقكم القول لقد تأثرت به وكدت أن اقنع بما قال ، لكني رأيته .. نعم وهالني ما رأيت .. رمى بعض أوراقه ومزق بعضها ، ثم خفض رأسه يخاطبني بصوته الأجش القلق العميق ..
ـ أربعين سنة وأنا أحمل عقيدتي هذه .. أربعين سنة أريد أن أقنع نفسي بها .. أبحث عن أشلائي الممزقة هنا وهناك .. أحاول جمع ذاتي التي تناثرت يوم اخترت هذا الطريق .. إن روحي في قلق عميق ..
روحي !
وهل أنا مؤمن بها حقاً ؟
لا أدري .. لكني كلما فررت منها أراني أفرّ إليها .. شيء ما في دواخلي يريد أن ينطلق .. يسمو .. نصحوني بـ ( اليوغا ) فما نفع .. بالتأمل الصوفي فما ازددت إلا شقاءً ..
ذات يوم حطم طفل صغير عالم الطبيعة الكبير هذ ، وهو يتحدث بفطرته البريئة عن ... رب العالمين ...
أشفقت عليه أول الأمر ، قلت مسكين هذا الصبي .. كم حشروا في رأسه من خرافات ؟
ولكن بدا لي الأمر كأني أنعنى نفسي إلى نفسي ..
كيف لذلك الفم الصغير الذي ما انفك يبكي الحليب يهزّ فكر عالم متبحر إلا إذا كان وراءه ثمة قوة ما .. قوة قادرة ...
آه ..
بدأ يصيح ..
ـ فأين أذهب بمعادلاتي .. حساباتي .. منطقي .. تجاربي .. مختبراتي .. ترى هل يستطيع صبي صغير أن يهدم أربعين سنة بفطرته البريئة ؟
هل يستطيع ؟

طردني .. نعم طردني وقال إني أفسدت عليه يومه ..

ـ من التراب إلى التراب .. وماذا بعد ؟

ثم رأيته .. ذلك الفتى وحركاته الراقصة ، وكل جزء من جسمه معدل على الموضة .. يستمع إلى الأغاني عن طريق سماعة الأذن ..
لم أفهم منه شيئاً .. كان كالبرق حركاته ، لا تلتقط واحدة إلا وتفلت إلى أخرى ، كان يقول أنا أصلي وأصوم ، ثم اسمعني من ( موبايله ) مقطعاً من القرآن بصوت عبدالباسط ، ثم ما لبث أن عاد كما كان ..
لم أفهم منه شيئاً .. قال إن الوقت لا زال مبكراً ، وأنه لا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الفجر مثل أبيه ، وأن أخته تصلي أيضاً لكنها لم تلتزم الحجاب إلى الآن ، ربما عندما تبلغ الثلاثين أو الأربعين .. لا أدري ..
لم أفهم منه شيئاً .. عاد إلى حركاته الراقصة وهو لا يزال يستمع إلى الغناء ، قال إنه يستمتع ولا زال الوقت مبكراً ، لكني فهمت منه أن أمه محجبة ، لا يمكن أن ترى شعرة من رأسها ، وأنها تقية بكل المعايير ..
آهٍ ثم آه .. ليس ثانية .. كان يقولها متحسراً متشوقاً .. لقد مزقتِ قلبي أيتها الحلوة .
ومع ذلك كان يقول إنه يصلي ، وأن ( موبايله ) يحتوي على ختمة كاملة لعبدالباسط ..
لم أفهم منه شيئاً ..

بينما رأيت الآخر في مكتبه يلعن الدنيا وهو يضغط بعصبية على أزرار ( اللاب توب ) .. ويتكلم من بين أسنانه قائلاً :
ـ اللعنة على هذه السوق التعيسة ، ألا يمكن للأسهم أن تستقر على حال .. سنة كاملة .. سنة كاملة وأرباح الشركة لا تتعدى الثلاثين بالمائة ؟ وذلك الجشع يريد أن يشتري البضاعة بربح ستة ملايين فقط .. ها .. أيظنني غبي أحمق ؟ يريد أن يصعد على أكتافي ذلك البوم ، وجه الشؤم .. كلما رآني سلم عليّ بخبث .. ألا يعلم أني أرصد له كل حركة من حركاته الخبيثة ؟ وهل أتيت بهذا المال من بيت أبيه أو أمه .. لا .. إنما أوتيته على علم عندي .. إنه من تعبي وجهدي ..
ثم رنّ هاتفه .. تكلم بعصبية ، ثم أغلقه بعنف ..
ـ أيتام .. أرامل .. ها ..
كان يقولها بانزعاج شديد .
ـ هل أنا الذي يتّمتهم أو رملّتهم ؟ ما دخلي .. هل عليّ أن ارزق الناس جميعاً .. وماذا أملك .. ملايين ؟ ليست ربع ما يملكه أبو ( الدنيا ) صاحب الشركات الستة والذي يمتلك ربع البورصة .. ماذا أملك ؟ لا شيء .. لا شيء .. فليذهب وأعماله الخيرية إلى الجحيم ..

وبدأ يتذمر من شخص ، أظن من ابنه .. ويعيب عليه أنه متعلق بأوراقه الصفراء البالية ، وأنه وجّهه إلى أن يعمل معه في البورصة بعمل مستقل وحساب جديد ، لكنه رفض ..
ثم قال :
الذي لا يملك قرشاً لا يساوي قرشاً .. جيل تعبان ..
ثم رنّ هاتفه مرة أخرى ..
بدأ يتكلم بعصبية ..
ـ تكلم .. تكلم .. بسرعة فليس لدي متسع من الوقت ..
أنصت قليلاً ..
ـ ماذا ؟ كيف ؟ مستحيل .. لا .. لا .. أبداً .. أنا الآن أتابع الأسعار وكل شيء على حاله .. كل شيء حسب ما خططنا له ..
مستحيل .. هل راجعت الحسابات .. أننا نمتلك أرصدة كافية في المصرف الثاني ..
هل .. تقول .. خسر ...
خسرنا كل شيء ..
سقط الهاتف من يده .. غطى وجهه بكفيه وهو يقول :
ـ ضاع كل شيء .. ضاع كل شيء ..

يصنع بأصابعه صورة مسدس ، يقربه من رأسه وهو يقول :
فتح درج مكتبه .. أخرج مسدساً ..
طاق ..
انتحر ..


ستار


المشهد الثاني

غرفة صغيرة ، رمادية الجدران ، ليس فيها أثاث ولا زينة سوى سجادة حمراء .. نافذة صغير يتسلل منها الضوء .. الجو هادئ وساكن ..
صفوف منظمة للصلاة .. الإمام يلبس عباءة بيضاء ، يقف تحت النافذة ..
من الجهة المقابلة للجمهور باب .. يفتحه شخص بارتباك وتهيّب .. يداه ترتجفان على قبضته .. يأخذ نفساً طويلاً .. رجلاه تكادان غير قادرتين على حمله .. يهرع إلى الخارج .. يُسمع صوته :
ـ اللهم إن كنت تريد لي الدخول فامنحني القوة ..
يفتح الباب ثانية .. يدخل ..
يقترب من الصفوف بروية .. يقف في الصف الثالث .. يسجد ..
ينهي الصلاة .. يقوم ملتفتاً إلى الجمهور يخاطبهم في حالة من الاندهاش ..
ـ إنه الحلم .. نعم والله إنه الحلم .. كنت هنا .. في نفس الموقف .. كنا جميعاً في صفوف ، وأنا في الصف الثالث ، لم أكن أعرف أحداً منهم ، كنا ننحني على نحو منتظم فتلامس جباهنا الأرض ، وكان الجو هادئاً .. إنه الحلم !
ـ أين الذي كان يسأل ( يلتفت باحثاً عنه ) أين ذهب ؟
للجمهور ثانية :
ـ كقطرات الماء الصافي انحدر في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظمأ .. ظمأ الشك والحيرة .. وحلق محترق هو حلقي أنا .. أستاذ الرياضيات الكبير ، الذي جادل وناقش .. وحمل إلحاده على ظهره لعشر سنوات .. يبحث منقباً عن نفس السؤال الذي كان يطرحه ذلك الشاب ..
يظهر الشاب من جانب المسرح .. يلتفت إليه .. يخاطبه بحرقة ..
ـ تعيساً عشتُ رغم كل الرفاهية المتوفرة .. بلا هدف .. روحي مسكونة بالظلام .. تتمرغ في أوحال المادة .. لكني ما برحت أسأل نفسي وأسأل .. عشر سنوات وذاك التساؤل الكبير يؤرق عقلي وروحي في آن .. من أين وإلى أين ؟ لم أملك الإجابة حينها إلى أن وصلت تلك اللحظة الفاصلة .. الفاصلة بين حكاية طويلة على طريق الشوك والتخبط ، وبين حكاية الإزهار والانبثاق .. العتمة والنور .. القعر والقمة ..
أبداً لن أنسى تلك اللحظة .. اللحظة التي نطقت بها بالشهادة لأول مرة ، لقد كانت بالنسبة إليّ اللحظة الأصعب في حياتي ، ولكنها الأكثر قوة وتحرراً ..
هل تريد الإجابة ؟
هل كنت تسأل عن ماذا بعد ؟
خذه .. أمسك به ..
يخرج من جيبه كتاباً صغيراً ..
ـ إنه هو من يملك الإجابة .. من يعرفك أكثر من نفسك .. ولقد رأيت فيه وقرأت أعجب ما رأيت وقرأت ..
للجمهور ..
ـ قد أسرني بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني أستسلم لله ، دفعني إلى اللحظة القصوى ، حيث يتبدّى للإنسان أنه يقف بمفرده أمام خالقه .. يجيب عن تساؤلاته .. يجادله .. ينتقده .. يتحداه .. كقطرات الماء الصافي انحدر كلماته في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظمأ !
وماذا تظن !
أنّ عندك أسئلة حيرت من قابلت لا يستطيع هو أن يجيبك عنه ؟
كلا يا أخي .. كلا .. فذلك وهم كاذب ..
فقد كان يسبقني دوماً في تفكيري ، وكان يخاطب تساؤلاتي .. وفي كل ليلة كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي ، أكتشف عنده الإجابة في اليوم التالي .. لقد قابلت نفسي وجهاً لوجه في صفحاته ..
إنه هو .. من يستطيع أن يجيبك ..
يناوله الكتاب .. يأخذه .. يتأمله .. تذرف عيناه ..
ـ أحقاً سأجد الإجابة هنا .. وترتاح روحي إلى الأبد ؟
ـ هو ذا أنت وهو .. أتركما .. وأمضي في دربي !
يغادر المسرح وهو يتمتم :
ـ يا رب إذا ما جنحتُ مرة ثانية نحو الكفر بك في حياتي ، اللهم أهلكني قبل ذلك وخلصني من هذه الحياة . اللهم إني لا أطيق العيش ولو ليوم واحد من غير الإيمان بك .

ـ أحقاً .. وترتاح روحي إلى الأبد ؟
صوته قادم من الخارج ..
ـ هو ذا أنت وهو !



ستار

براءة الجودي
11-02-2013, 05:34 AM
لي عودة أكيدة غدا إن شاءالله تعالى

بهجت عبدالغني
12-02-2013, 01:54 AM
بالانتظار أختي براءة



تحياتي ..

براءة الجودي
12-02-2013, 04:39 AM
الفكر الأساسية تتحدث عن الملحدين الذين ينسبون كل قوة هائلة من الطبيعة فهي التي تصنع الأشياء بنفسها وتخلقها , هكذا وجدنا ولانعرف كيف , وهناك كثير ممن يجهل الأديان السابقة يعيش في صياع نفسي وروحي وتكثر تساؤلاته وقد ينعم الله على بعضهم بنعمة الهداية إلى الطريق المستقيم فيلعم من هو الله ويعلم كل إجابة كل سؤال يبحث عنه
من تراب وإلى تراب , وماذا بعد ؟
هذا هو تساؤلهم الذي يتردد على ألسنتهم وفي كثير من الكتابات الأدبية التي نقرأها لهم , لأنهم لايعلمون أن هناك بعث وحساب وجزاء وجنة خلد أو جهنم أو يجحدون بها وينعتونها بخرافات


لم أفهم منه شيئاً .. قال إن الوقت لا زال مبكراً ، وأنه لا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الفجر مثل أبيه ، وأن أخته تصلي أيضاً لكنها لم تلتزم الحجاب إلى الآن ، ربما عندما تبلغ الثلاثين أو الأربعين .. لا أدري ..
لم أفهم منه شيئاً .. عاد إلى حركاته الراقصة وهو لا يزال يستمع إلى الغناء ، قال إنه يستمتع ولا زال الوقت مبكراً ، لكني فهمت منه أن أمه محجبة ، لا يمكن أن ترى شعرة من رأسها ، وأنها تقية بكل المعايير

يؤمل أنه يعيش في الحياة طويلا , ومن منا يضمن عمره , فقد يخطف الموت صغير السن قبل الكبير ..!
اقوالٌ دون افعال , كثير من المسلمين يقول انا حافظ من القرآن ذا ومن الحديث كذا وأعلم حكم ذا وذا فإن وُجه إليه سؤال : إن عرفت فلماذا لم تلزم ذلك بالفعل ؟ فسيقول : غدا غدا ( يسوف ) وقد يأتي هذا الغد وأنت قد دفنت تحت الثرى .

( إشراقة الطين ) مسرحية جميلة تتحدث عن العقيدة الصحيحة التي لاتجعل الإنسان في ضياع وشتات وشكوك ووساوس من الشيطان وزيغ وضلال , رأي هنا الحديث عن ( الربوبية , الألوهية , الاسماء والصفات ) إذا عرفنا أن الله الذي خلق كل هذا الكون فسنخضع له ونلتجأ فطريا وندعوه , فليس من السهل على الملحدين الإيمان بالغيب لانهم يؤمنون بالعقل والمنطق والموجود امامهم رغم أنهم لايرون عقولهم ..!
وهنا يكون للطين إشراقة إن عرف المرء حقيقته ولماذا خلق وماذا بعد موته وآمن بما رأته عينه وبما لم تره من أخبار وأحداث ..!
هكذا فهمتُ
وأخيرا ..
أحب أن أتأكد هل يصح الوصف في نص المسرحية بشكل مفصل ؟؟
هو مجرد سؤال للاستفادة , وسننتظر مرور الأساتذة ومن لهم خبرة
تحياتي لك ولقلمك , بوركتَ

بهجت عبدالغني
12-02-2013, 06:07 PM
أشكر لك مرورك الكريم أديبتنا براءة الجودي
وقراءتك التحليلية الماتعة للنص ..
هي أسئلة جوهرية في غاية وجدود الإنسان على هذه الأرض ..
وإجابات وتصورات عديدة لتلك الأسئلة ، ولكن يبقى الإسلام الوحيد القادر ـ وحسب مقولات المخالفين أيضاً ـ على إعطاء الجواب الصحيح واليقيني ..

أما سؤالك :
هل يصح الوصف في نص المسرحية بشكل مفصل ؟
فعندي نعم ، بل ضروري ..
لأن تحديد شكل المكان هو جزء من المسرحية نفسها ، وله تأثيره وتفاعله مع بقية أجزاء المسرحية من حيث النص والشخوص ...
على أن لا يخرج الوصف إلى مبالغات غير مجدية ..


تقديري وتحياتي ..

براءة الجودي
12-02-2013, 06:50 PM
أشكر لك مرورك الكريم أديبتنا براءة الجودي
وقراءتك التحليلية الماتعة للنص ..
هي أسئلة جوهرية في غاية وجدود الإنسان على هذه الأرض ..
وإجابات وتصورات عديدة لتلك الأسئلة ، ولكن يبقى الإسلام الوحيد القادر ـ وحسب مقولات المخالفين أيضاً ـ على إعطاء الجواب الصحيح واليقيني ..

أما سؤالك :
هل يصح الوصف في نص المسرحية بشكل مفصل ؟
فعندي نعم ، بل ضروري ..
لأن تحديد شكل المكان هو جزء من المسرحية نفسها ، وله تأثيره وتفاعله مع بقية أجزاء المسرحية من حيث النص والشخوص ...
على أن لا يخرج الوصف إلى مبالغات غير مجدية ..


تقديري وتحياتي ..










نعم فهمتُ الآن , أي يكون الوصف معتدل على أن لايغلب على المحورالرئيسي في المسرحية وهو الحوار
جزاك لله خيرا أستاذ بهجت

ناديه محمد الجابي
12-02-2013, 07:52 PM
ماذا بعد الحياة ؟؟
روعة الجمال أو اقتحام الأهوال .. أى جنة ونار
أو تلاشى لهذا الجسد الفانى
أو دورة متعاقبة للأرواح ( نظرية تناسخ الأرواح )
هنا تلخيص للنظريات الفلسفية للحياة , وعقل تردد بين الشك واليقين
تائه يبحث بعقله عن الحقيقة .. فإذا بتائه آخر .. ونظرياته فى أن الطبيعة
هى التى تخلق , وعندما تستنزف الأجسام كل طاقاتها .. تموت وتصير ترابا .
فإذا بطفل صغير يتحدث بفطرته عن الخالق المبدع ( الله الذى لا إله إلا هو )
فيهدم كل حسابات عالم الطبيعة ومنطقه ونظرياته .
ثم يظهر لنا العالم الذى احترق بنار الشك والحيرة , من عاش عمره فى إلحاد
وقد اهتدى قلبه إلى الخالق الواحد وتاقت نفسه إلى نور اليقين .. فإذا بالشاب
يأخذ بيده ليدله على القرآن .. الذى فيه الجواب الشافى على كل الأسئلة التى
تحير عقله , ففيه الترياق الشافى , والقادر على أن يدله كيف ترتاح روحه
بالعبور من ضلال الشك إلى هدى اليقين .

مسرحية فلسفية تناقش قضية الأيمان النابع من القلب بعد البحث والتنقيب
إشراقة الطين هى الصحوة من الضياع والضلال إلى الأيمان وهدى اليقين .
لتقدم فكرا ورسالة ..تقديرى لك ولفكرك ولحرفك .. تحياتى .

بهجت عبدالغني
13-02-2013, 10:27 PM
الأديبة الكريمة نادية محمد الجابى
أثمن قراءتك العميقة ، وحضورك المبدع ..
وتلخيصك للفكرة ..

فقط أحببت أن أقف عند قولك
( فإذا بالشاب يأخذ بيده ليدله على القرآن .. )
والنص يقول العكس
ربما العبارة لم تكن واضحة لإيصال القصد ..
يظهر الشاب من جانب المسرح .. يلتفت إليه .. يخاطبه بحرقة ( أي أستاذ الرياضيات ) ..
فأستاذ الرياضيات هو الذي أهدى القرآن للشاب ..




تقديري
تحيتي ودعائي ..

ناديه محمد الجابي
14-02-2013, 01:25 AM
أعدت قراءة النص فأكتشفت الخطأ الذى وقعت فيه
شكرا للتوضيح .. تحياتى .

بهجت عبدالغني
14-02-2013, 02:05 AM
بل أتهم عبارتي القاصرة عن أداء مقصودها ..

الأديبة العزيزة نادية
كبير هو قلبك ..


دعائي وتحياتي ..

محمد ذيب سليمان
14-02-2013, 02:35 AM
شكرا ايها الحبيب عاى هذا الانص
الجميل بمحموله الفكري الراقي
أمتعني اني كنت بين حروفك

مودتي الخالصة

بهجت عبدالغني
14-02-2013, 05:02 AM
والشكر موصول لك أستاذنا محمد ذيب سليمان
سعيد بوجودك العطر معنا وقراءتك

دمت بخير وعافية



محبتي ..

خليل حلاوجي
17-02-2013, 04:17 AM
أما سؤالك :
هل يصح الوصف في نص المسرحية بشكل مفصل ؟
فعندي نعم ، بل ضروري ..
لأن تحديد شكل المكان هو جزء من المسرحية نفسها ، وله تأثيره وتفاعله مع بقية أجزاء المسرحية من حيث النص والشخوص ...
على أن لا يخرج الوصف إلى مبالغات غير مجدية ..
تقديري وتحياتي ..



لا أوافق أديبنا الجميل .. فالمسرح لغته الحركة ... والحدث .. واللغة تأتي متممة ..


مجرد رأي ..

أما عن موضوع النص فهو مطروق ولم يأت الكاتب بجديد ... يغري .


تقبل مودتي.

بهجت عبدالغني
18-02-2013, 11:53 PM
هكذا أعرفك .. ناقداً متميزاً ..
لا شيء يغري في المسرحية !

أما المسرحية وبناؤها ، فلعلي أضيف هنا أن المسرحية ونجاحها في الحقيقة لا تتوقف على عنصر واحد أو اثنين ، كالحركة والحدث ، بل على تكامل عناصرها ومكوناتها ..
اللغة ـ الحوار ـ الشخوص ـ الحركات ـ المخرج ـ الجمهور ـ الإضاءة ـ الديكورات ...
ولذا فالوصف يبقى عنصراً مهماً لتعريف المتلقي بأجواء الحدث ..
يقول الدكتور عمادالدين خليل في مقدمة مسرحيته ( المأسورون ) :
( ثم إن أي فن من الفنون المعاصرة لن يتأتى له أن يبلغ ما بلغه المسرح من روعة وعمق في تصوير أزمة العصر الراهن بكل أبعادها الفردية والجماعية ، باعتباره جماع الفنون كلها : الكلمة والحركة والموسيقى والصورة والتعبير والأضواء والظلال ، وبخاصة بعدما هيأت له التكنولوجيا الحديثة من وسائل آلية مكنته من أداء مهمته أروع أداء ) .
فالعمل المسرحي تكاملي ... لكل شيء فيه موقعه وتأثيره ...

وبانتظار آراء الأدباء الأعزاء ..


محبتي وتقديري ..

بهجت عبدالغني
16-03-2013, 06:06 PM
المشهد الثاني من المسرحية تناول قصة اسلام أستاذ الرياضيات ( جفري لانغ )
ورحلته من الشقاء إلى النقاء ..

آمال المصري
08-05-2013, 10:02 AM
عمل مسرحي رائع بفكرته وما يحمل من فلسفة
وقد تابعت ردود الكرام هنا وأثريت الذائقة والقراءة بتفنيدهم للنص
شكرا لك أديبنا الفاضل على هذا الألق
تحاياي

بهجت عبدالغني
11-05-2013, 05:12 PM
أهلاً بك أستاذتنا آمال
وقراءتك التي سعدت بها

دمت بروعة وألق ..



وتحاياي ..

نداء غريب صبري
04-06-2013, 09:46 AM
مسرحية لا يكتبها أديب بل مفكر
الفكر كان قويا وعميقا والفكرة وصلت وأثرت

شكرا لك أخي

بوركت

بهجت عبدالغني
11-06-2013, 12:13 PM
والشكر موصول لك أختي العزيزة نداء
أكرمك الله ورفع قدرك

تحياتي وتقديري ..

ربيحة الرفاعي
01-07-2013, 05:05 PM
أحسنت رسم الشخوص وحركة الفكرة والحدث تتطوران بنا نحو نهاية عادية واظنها منتظرة تعاونت وفلسفيات الحوار في إيصال رسالة النص العاقة المتأملة في الخلق تقدم الدليل على وجود وعظمة الخالق

مسرحية أرى كاتبنا اعتنى بمحمولها الفكري وقدمه على كل ما عداه لا زعما أن هذا انتقص من جمالية النص ولكن تأميدا على روعة المحمول

دمت بخير وألق

تحاياي

بهجت عبدالغني
04-07-2013, 06:07 PM
أستاذتي العزيزة ربيحة

نعم .. وجدت صعوبة في المقاربة بين الأدب والفكر ..

شكراً لحضورك المشرق وقراءتك



تحياتي ودعائي ..

فاتن دراوشة
11-07-2013, 11:09 AM
مسرحيّة رائعة تناولت مفهوم الإيمان والعقيدة الإسلامية والتخبّط الفكريّ لدى البشر في تحليل الحياة والموت وما بعد الموت

خاصّة بعدما فرضت الحضارات والثّقافات الغربيّة سيطرتها على الكثير من العقول، بعدما وجدت العلمانيّة والحداثة طريقها إلى عقول شيبنا وشبابنا.

كثيرة هي التخبّطات في هذا المجال، وكثير هي التّساؤلات التي ترهق حامليها وتنغّص عيشهم.

وحده القرآن هو من يحمل الإجابات الشّافية لكلّ هذه التّساؤلات لكونه كلام الحيّ الباقي الذي لم تطاله أيدي البشر بالتّزوير والتّحريف.

اللهمّ أنعم علينا بالإيمان وبالقرب منك ومن كتابك المعجز الخالد.

بارك الله بك وبحرفك أخي بهجت

مودّتي

بهجت عبدالغني
23-07-2013, 01:25 PM
تلخيص ذكي لموضوع المسرحية

أشكر لك حضورك المشرق

تقبل الله طاعاتك ونوّر قلبك بالقرآن العظيم

ولا تنسينا من دعائك



تحياتي وتقديري ..

لانا عبد الستار
12-07-2014, 01:45 AM
نص مسرحي عقائدي
يدور حواره حول تساؤلات عقدية كبيرة ويقدم الإجابات التي تعيد لإنسان الطمأنينة
العنوان إشراقة الطين يذكر بأصل الانسان وحقيقته وحاجته لمعرفة خالقه

أحسنت بناء المشهد
أشكرك

بهجت عبدالغني
03-08-2014, 04:13 PM
أستاذتنا العزيزة لانا عبد الستار
شكراً لمرورك المشرق والمداخلة المثرية
بارك الله فيك


تحاياي وتقدري

خلود محمد جمعة
02-06-2015, 11:30 AM
للملحد طريقة تفكير مختلفة لكنه يؤمن بها بغض النظر عن صحتها أو خطئها أو عن شتاته الروحي أو استقراره
لكنه بالنهاية يأتي عمله بناءا على ما يؤمن به
اما حالة التأرجح بين ما نريد وما نحب ونرغب وبين العقيدة هو الخطورة بعينها
القالب ديني والفكر علماني
الإطار مسلم والصورة مختلفة
الشكل يعطي انطباع والعمل ينفيه أو العكس
الملحد يبحث عن الحقيقة وقد يجدها
أما الغافل فهي بين يديه ولن يجدها
وتبقى العقيدة واليقين هي البنية التحتية التي تبنى عليها أفكارنا لاحقا
طرح قضية جوهرية بقالب مسرحي راق لي
وصف المسرح أدخلني أجواء المسرحية بمهارة
لغة بليغة وسرد ماتع بأسلوب مشوق وفكر جاد ونبيل
بوركت أخي وكل التقدير

بهجت عبدالغني
03-06-2015, 03:42 PM
أشكر لك أستاذتي خلود حضورك الأنيق
وومضاتك المبدعة حول فكرة المسرحية ، والتي تحتاج فعلاً إلى لحظات تأمل وتفكر ..

بارك الله فيك ورعاك
تحياتي وتقديري