تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مصير



غادة نافع
12-02-2013, 03:58 AM
بعد سبعة عشر عاماً من الخدمة الطويلة والمضنية .. غادرت غسالتنا القديمة جدارن منزلنا ..
اذكر انني يومها حزنت كثيراً على مصيرها القاسي ,, لقد رميت في ممرنا الداخلي الطويل كخرقه باليه لاتعني لأحد شيئاً !!!

وما اغضبني فعلاً ,., ان تلك الغسالة كانت بعمري ,, لقد اشترتها امي حينما ولدت أنا يوماً .. ان امي في الحقيقة لاتذكر يوم ميلادي !! ولكنها تذكر تفاصيله .. وكانت قد اخبرتني تفاصيل الحكاية ووكررتها علي كفصول السنين التي لاتمر.. كالأيام المبتسمة بذاكرة جميلة حتى حفظتها .. اكثر من حفظي لدروسي وتخرجت من الثانوية لأصدم برحيل غسالتي
عنت لي تلك الغسالة كثيراًَ.. كنت اغسل بها رغم ان فأراً مجرماً استل سيفه وهاجمها عدة مرات ,, اكل من احشائها ما اكل ,, وظلت صامدة ,, مؤديه لعملها وفيه لربة بيتها ,, وفيه لكل شيء ,, لكل التفاصيل التي جمعتنا ,, والايام المرة التي تجرعناها سوياً

حينما كنت ابكي ,, كنت اجرب البكاء في اماكن جديدة مرة على وسادتي ,, ومرة على سجادتي ,, وتارة على الهواء لتتساقط دموعي في الفراغ ومرة اخرى على صدر تلك الغسالة كوعاء بلل احشائها وجفف مابي من حزن والم
كنت ُ اشعر بها ككائن لطيف حساس .. يحملني ويشبهني في اشياء وتفاصيل كثيرة .. وكانت النهاية ان القت بها الحبيبة والدتي في احتفالها بنجاحي ,, وفي الوقت الذي كنت حائرة فيه بين الجامعات والتخصصات ,, كانت تلك تعيش لحظاتها الاخيره لبست انا معطفي الأبيض ولبست هي كفنها الأبيض ,, فكان أن ودعتها بعناق طويل واكتفت امي ( بشكراً كرسالة جليدية لم تذب برودتها من ذاكرتي .. ابداً

براءة الجودي
12-02-2013, 05:19 AM
لاأعلم لم ذكرتني هذه القصة بأسلوب الشعرا في العصر العباسي اظن أو مابعده حينما كان يرثي أحدهم ثوبا باليا له
من الجميل أن نحس بالجماد ونتحدث عنها وكأنها بش عاشرناه وحفظنا ميله ووفاءه لنا
حقيقة نهاية محزنة يرحمها اله وأبدلكم خيرا منها D:
اسلوبك جميل , أتمنى أن أرى جددك الأفضل القادم بإذن الله
دمتِ

غادة نافع
13-02-2013, 01:32 AM
لاأعلم لم ذكرتني هذه القصة بأسلوب الشعرا في العصر العباسي اظن أو مابعده حينما كان يرثي أحدهم ثوبا باليا له
من الجميل أن نحس بالجماد ونتحدث عنها وكأنها بش عاشرناه وحفظنا ميله ووفاءه لنا
حقيقة نهاية محزنة يرحمها اله وأبدلكم خيرا منها D:
اسلوبك جميل , أتمنى أن أرى جددك الأفضل القادم بإذن الله
دمتِ

شكراً لك

خليل حلاوجي
13-02-2013, 01:37 AM
سردية توثيقية .. غلب على النص تقريرية الوصف ..


ننتظر الأجمل أيتها الأديبة ..


تقبلي بالغ تقديري .

غادة نافع
13-02-2013, 02:20 AM
سردية توثيقية .. غلب على النص تقريرية الوصف ..


ننتظر الأجمل أيتها الأديبة ..


تقبلي بالغ تقديري .

شكرا لك

محمد ذيب سليمان
13-02-2013, 03:33 AM
شكرا ايتها الراقية على هذا التوصيف
والربط الجميل بين الإنسان وائياءه الجامدة
مودتي

عبد السلام دغمش
13-02-2013, 03:46 AM
الأخت غادة نافع
كثيراً ما ترتبط ذكرياتنا بأشياء و مقتنيات شاركتنا الذكريات كالبيت و الأثاث و السيارة ..الخ
أعجبتني الترادف بين المعطف الأبيض والكفن الابيض و الجليد و كلها أسماء ارتبطت بالذكرى
تحياتي

آمال المصري
13-02-2013, 11:55 PM
من فات قديمه ....
وتستمر الحياة رغم رحيل بعض الأشياء التي تربطنا معها ذكريات لاتُنسى
فنودعها أبدياً ونحن على مشارف حياة جديدة بصحبة أشياء أخرى ربما أروع .. ولكننا لاننسى
جميلة ببساطة فكرتها وسلاسة أبجديتها
بوركت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

غادة نافع
15-02-2013, 02:17 AM
شاكرة للجميع جميل عبورهم ودمتم بخير

عصام ميره
15-02-2013, 04:07 PM
إن كان فقدان غسالة قديمة قد قدم لنا هذه الأقصوصة الجميلة ..
فنحن بالتأكيد على موعد مع قصص رائعة
أديبتنا الرائعة .. غادة نافع
في انتظار جديدك
أحييك على قصتك
لك سلامي

غادة نافع
19-02-2013, 02:14 AM
إن كان فقدان غسالة قديمة قد قدم لنا هذه الأقصوصة الجميلة ..
فنحن بالتأكيد على موعد مع قصص رائعة
أديبتنا الرائعة .. غادة نافع
في انتظار جديدك
أحييك على قصتك
لك سلامي

شكرا كثيرا لك

لانا عبد الستار
27-03-2013, 04:29 PM
للأشياء عند القلوب الواسعة والنفوس السامية قيمة عالية
وقصتك نقول هذا بصورة جميلة
أشكرك

ياسر ميمو
27-03-2013, 05:34 PM
السلام عليكم

شعور جميل ينتاب المرء اتجاه بعض الجماد

وخاصة ذاك الذي ارتبط بالطفولة ثم جعلت منه الحياة الجديدة شيئاً قديماً

حقيقة نص مميز لغة و أسلوباُ ومعنى

سلمت يداك أستاذة غادة

ربيحة الرفاعي
20-04-2013, 11:28 PM
كنت ُ اشعر بها ككائن لطيف حساس .. يحملني ويشبهني في اشياء وتفاصيل كثيرة .. وكانت النهاية ان القت بها الحبيبة والدتي في احتفالها بنجاحي ,, وفي الوقت الذي كنت حائرة فيه بين الجامعات والتخصصات ,, كانت تلك تعيش لحظاتها الاخيره لبست انا معطفي الأبيض ولبست هي كفنها الأبيض ,, فكان أن ودعتها بعناق طويل واكتفت امي ( بشكراً كرسالة جليدية لم تذب برودتها من ذاكرتي .. ابداً

ينشأ لون من الحميمية بين ذوي القلوب الرهيفة وأشيائهم، فيرتبطون بها إلى حد أنستنتها في لا وعيهم، ويصير لغيابها أثر في نفوسهم لا يعيه إلا هم
وقد أنسنت غسالتكم القديمة بمرهف حسك، وأحسنت التعبير عن ذلك

قطعة أدبية واعدة
ننتظر معها جديدك

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
17-08-2013, 11:25 AM
الأشياء تصبح عزيزة على أصحابها، ويصبح لها اتصال بذكرياتهم فيحبونها أمثر

قصة جميلة أختي
أمتعتني قراءتها

شكرا لك

بوركت

كاملة بدارنه
19-08-2013, 09:56 PM
أحيانا تنشأ علاقة وديّة بين الأشياء وأصحابها ويصعب التّنازل عنها وألاحظ ذلك التّمسّك الشّديد عند كبار السّن
قصّة جميلة الفكرة والسّرد، لكن وردت فيها أخطاء لغويّة وإملائيّة تطلّبت المراجعة
بوركت
تقديري وتحيّتي

د. سمير العمري
18-06-2014, 11:24 AM
إن شعورا يجعل من الجماد كائنا حيا وأن يكون مثل هذا الوفاء لهو شعور نبيل ودليل على روح نقية شفافة.

هكذا هي الحياة لا يبقى حال على حال ، وهكذا هم الناس منهم من يفي غسالة جامدة ومنهم من يغدر بأخيه من أمه وأبيه.

تقديري

خلود محمد جمعة
19-06-2014, 09:03 AM
الوفاء للحظات التي سكنتنا يوما
الوفاء للأماكن التي سكناها يوما
الوفاء للأشياء التي أنصتت لصوت دموعنا ولم تتذمر يوماً
الوفاء لأشخاص كانت لهم بصمة جميلة في حياتنا
هو من أجمل الذكريات التي نسترجعها فنبتسم للذكرى وندمع للفراق
قصة عميقة في المعنى
ذكرتني بالكثير
دمت بخير
مودتي

رويدة القحطاني
06-09-2014, 06:35 PM
هو نوع من الوفاء ليس للجماد بل للذكريات التي تحملها.
قصة معبرة ومؤثرة.

ناديه محمد الجابي
28-02-2021, 05:15 PM
قد نرتبط بما حولنا من أدوات وأثاث، وتجمعنا بها عشرة وذكريات
من الطفولة التصقت بتلك الأشياء
فكرة جميلة ولقطة إنسانية راقية ومؤثرة وأسلوب تعبيري ينم
على رهافة الحس وصدقه، وكان السرد مميزا.
بوركت ـ ودمت بكل خير.
:002::0014: