المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالةٌ إلى خيطٍ من الفرح..



منى الخالدي
12-02-2013, 10:18 PM
رسالةٌ إلى خيطٍ من الفرح



من بقعة حزنٍ تقطن ضفتي اليسرى، أرسلُ إليك أيها الفرح، باحثةً عنك بين ملامح الوجوه المستضعفة، وجوهٌ فقدت إيمانها بوجودك، بانتظار انقلابٍ منك أو لحظة عَودٍ بعد هجر طويل.. أكتب إليك لعلّك تعرجُ ذات لحظةٍ على قلبٍ أثقله ذاك الوجع، لعلك ترضى على أمّ أحرقت الشمس جدائل روحها و هي تنتظر بِكرها على أعتاب اللوعة و الترقب، لعلك تعرجُ على رجل قضى عمره في غربة متأملا عودًا حميدا لوطنٍ كسيرٍ و حزينٍ، لعلك تعرجُ على أنثى كبّلت يداها و هي بانتظار ذلك الذي وعدَ، خرج، و لم يعد...
لعلك تترفق بطفلٍ أشاح الطعامُ بوجهه عنه، و تشققت أطراف أنامله و هو يحفر الأرض باحثا عن لقمة تسدّ كفر جوعه، هل تراكَ مررت ببابٍ لم تطرقه يد الإحسان يومًا؟
لو أنك لم تفعل..فيا ليتك تفعل!
أناديك يا أيها الفرحُ و لا أنتظر دوري عندك، بل صرتُ أطرق أبوابك لأوقظك من غفوةٍ على سرير غيابك، أناديك من عمق حزني و لا أنتظر منك زادي..إنني اليوم زهدتُ عنك ، تأقلمتُ مع غربتي و احتضنت قلبي بأنامل شاخت على حزني، و قلم صار هو وطني الأكبر، فمعطفك الذي دثرتني به آخر شتاء قد تركته على أرض العراق، في خزانة ما تحمل كل ذكريات طفولتي و لحظات كانت معك كالربيع، قصيرة الأمد سريعة التبخر..!
.يا أيها الحلم الأكبر، مرورك من على مَن مدّوا للغيث أفواههم هو زادي، فانهض، أمطرْ عليهم و املأ قلوبهم بك، و لا تنسَ أن تعرج على وطني، و أن ترش عليه بعض عطرٍ، و من شوق أنفاسي..
يا أيها الفرح بلّغ بغدادَ سلامي، و لا تنسَ دمشق، القاهرة، تونس، صنعاء و غزّة و ثرى شهيد سقى أرض الوطنِ بدمهِ، و تذّكر يا أيها الفرح أن تحتض كل روح طيّبة تسعى في الأرضِ و كأنها حمامة سلام.
يا أيها الفرح إنني ناديت، و لستُ أدري لو أنك سمعت، لكنني سعيتُ إليك و ربي يشهد..




منى الخالدي
12.02.13

كاملة بدارنه
12-02-2013, 10:40 PM
أكتب إليك لعلّك تعرجُ ذات لحظةٍ على قلبٍ أثقله ذاك الوجع، لعلك ترضى على أمّ أحرقت الشمس جدائل روحها و هي تنتظر بِكرها على أعتاب اللوعة و الترقب، لعلك تعرجُ على رجل قضى عمره في غربة متأملا عودًا حميدا لوطنٍ كسيرٍ و حزينٍ، لعلك تعرجُ على أنثى كبّلت يداها و هي بانتظار ذلك الذي وعدَ، خرج، و لم يعد...
ظمأ الفرح يجفّف شرايين السّعادة التي تظلّ لاهثة حتّى يبللها ندى الفرح يوما...

تأقلمتُ مع غربتي و احتضنت قلبي بأنامل شاخت على حزني، و قلم صار هو وطني الأكبر، فمعطفك الذي دثرتني به آخر شتاء قد تركته على أرض العراق، في خزانة ما تحمل كل ذكريات طفولتي و لحظات كانت معك كالربيع، قصيرة الأمد سريعة التبخر..!
حين يعتاد الإنسان شيئا يألفه، وإن كان حزنا... ويظل القلم الوطن الكبير الذي لا يخذل مواطنيه، وإن طمع به الأعداء لا يستطيعون النّيل منه لأنّه الفكر والمشاعر المخزونة في صناديق لا يفتحها إلذا مفتاح صاحبها. وللوطن الأمّ ذكرى ترافق كلّ بعيد عنه حاك له الزّمان لباس القهر والإبعاد .
نثرت كماتك مؤثّرة وعبقة بالشّوق لفرح يستل ستائره على نوافذ الحزن
بورك القلم وصاحبته
تقديري وتحيّتي

خليل حلاوجي
12-02-2013, 11:57 PM
رسالةٌ إلى خيطٍ من الفرح




... بل صرتُ أطرق أبوابك لأوقظك من غفوةٍ على سرير غيابك، أناديك من عمق حزني و لا أنتظر منك زادي..إنني اليوم زهدتُ عنك ، تأقلمتُ مع غربتي و احتضنت قلبي بأنامل شاخت على حزني



منى الخالدي
12.02.13


الحزن .. يكتبنا ويؤرخ وجودنا ... إنه شقيقنا وظلنا و...


رباه : عجّل بالفرج .

نسرين بن لكحل
13-02-2013, 04:25 AM
بتّ موقنة أن الحزن ينطقنا أكثر من الفرح، إن الفرح تنسينا لذته متعة الكتابة، أما الحزن فيلدغنا،ننتفض منه هاربين إلى حضن الورق..
وحده رفيقنا الذي يصغي إلينا في كل الأحوال..
عيناي معمضتان و قلبي مفتوح ،كنت هنا أقرأ،أسمع و أشهد الصرخة.. صرخة حرف و نبضات قلب..
منى الخالدي حروفك تلامس الوجدان..تحية تليق بعمق البوح .

فاطمه عبد القادر
13-02-2013, 07:33 AM
هل تراكَ مررت ببابٍ لم تطرقه يد الإحسان يومًا؟
لو أنك لم تفعل..فيا ليتك تفعل!

السلام عليكم
وأهلا بعودتك يا منى
يظهر أن الفرح يطوف العالم ,ويحجم عند حدود الوطن العربي
فحياة هذا الوطن نكبات ونكبات لا تريد أن تنتهي
من كان يقول أن الشعب السوري سوف يتشرد في بقاع الأرض بهذة الطريقة المفجعة ؟؟
من قال أن شعب العراق الذي كان مُغرقا بالخيرات, سيصبح شعبا يتلقى الحسنات على شكل قطعة من اللحم في العيد ؟؟
,(رأيت هذا على التلفزيون من فضائية عراقية ).
مفزع حقا
كيف سيجرؤ الفرح على اقتحام بلادنا ؟؟,لا أدري
شكرا لك عزيزتي منى
نص رائع
ماسة

مصطفى حمزة
13-02-2013, 01:45 PM
رسالةٌ إلى خيطٍ من الفرح



من بقعة حزنٍ تقطن ضفتي اليسرى، أرسلُ إليك أيها الفرح، باحثةً عنك بين ملامح الوجوه المستضعفة، وجوهٌ فقدت إيمانها بوجودك، بانتظار انقلابٍ منك أو لحظة عَودٍ بعد هجر طويل.. أكتب إليك لعلّك تعرجُ ذات لحظةٍ على قلبٍ أثقله ذاك الوجع، لعلك ترضى على أمّ أحرقت الشمس جدائل روحها و هي تنتظر بِكرها على أعتاب اللوعة و الترقب، لعلك تعرجُ على رجل قضى عمره في غربة متأملا عودًا حميدا لوطنٍ كسيرٍ و حزينٍ، لعلك تعرجُ على أنثى كبّلت يداها و هي بانتظار ذلك الذي وعدَ، خرج، و لم يعد...
لعلك تترفق بطفلٍ أشاح الطعامُ بوجهه عنه، و تشققت أطراف أنامله و هو يحفر الأرض باحثا عن لقمة تسدّ كفر جوعه، هل تراكَ مررت ببابٍ لم تطرقه يد الإحسان يومًا؟
لو أنك لم تفعل..فيا ليتك تفعل!
أناديك يا أيها الفرحُ و لا أنتظر دوري عندك، بل صرتُ أطرق أبوابك لأوقظك من غفوةٍ على سرير غيابك، أناديك من عمق حزني و لا أنتظر منك زادي..إنني اليوم زهدتُ عنك ، تأقلمتُ مع غربتي و احتضنت قلبي بأنامل شاخت على حزني، و قلم صار هو وطني الأكبر، فمعطفك الذي دثرتني به آخر شتاء قد تركته على أرض العراق، في خزانة ما تحمل كل ذكريات طفولتي و لحظات كانت معك كالربيع، قصيرة الأمد سريعة التبخر..!
.يا أيها الحلم الأكبر، مرورك من على مَن مدّوا للغيث أفواههم هو زادي، فانهض، أمطرْ عليهم و املأ قلوبهم بك، و لا تنسَ أن تعرج على وطني، و أن ترش عليه بعض عطرٍ، و من شوق أنفاسي..
يا أيها الفرح بلّغ بغدادَ سلامي، و لا تنسَ دمشق، القاهرة، تونس، صنعاء و غزّة و ثرى شهيد سقى أرض الوطنِ بدمهِ، و تذّكر يا أيها الفرح أن تحتض كل روح طيّبة تسعى في الأرضِ و كأنها حمامة سلام.
يا أيها الفرح إنني ناديت، و لستُ أدري لو أنك سمعت، لكنني سعيتُ إليك و ربي يشهد..




منى الخالدي
12.02.13
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة منى
أسعد الله أوقاتك
ما أجملَ ما قرأتُ من نثرٍ شاعريّ نبيل ! ومن تشخيص ممتع ، ومن حوارٍ يقطرُ أسىً وحباً ! ومن بلاغة فاخرة !
حين يعيش الوطن حشوَ قلب الأديب ، ويسري الإنسانُ في مداده ، وحين تُصبح أمنيته الحلوة إيثاراً يرجو اللهَ أن يمنحها كلّ حزين في الأرض
حينها يسمو الأدبُ بالأديب إلى العالمية .. وهذا النص منه ، كما نصوص طاغور ..
تحياتي وتقديري

وليد عارف الرشيد
13-02-2013, 02:14 PM
رغم الوجع مبدعتنا .. كان هذا النص من أجمل ما قرأت لك
محكم الصياغة بديع التصوير فياض المشاعر صادقها
دمت بخير ودام العراق وأهله بخير وأعادنا الله إلى أوطاننا علنا نقتطف من الفرح ما كدنا أن ننسى طعمه
مودتي وإعجابي وتقديري

فاتن دراوشة
13-02-2013, 09:21 PM
ما أحوجنا إلى خيوط الفرح تعيد نسج واقع يهترىء بعثّ الكآبة والحزن

وما أروع حرفك إذ يستحيل ذلك الخيط البهيّ من الفرح، وتهدينه لكلّ من فقد

صبغة شفتيه من شدّة الألم

سعيدة بمتابعة روعة حرفك هنا غاليتي

محبّتي

فاتن

محمد ذيب سليمان
14-02-2013, 03:50 AM
وهل للفرح مكان بيننا ؟؟
نعم .. تعودنا الوجع والحزن حتى ادمناه وحينما نفتقده نطلبه
حتى عباراتنا الأدبية موغلة في الحزن ولها من المفردات
اضعاف اضعاف مفردات اتلفرح
ومع ذلك نجدنا نقتنص لحظات فرح نلجأ اليها ونستحضرها
رغما عنا وننتزعها لنكمل دورة الحياة ببعض فرح وامل

الراقية منى الخالدي ..
امتعني انني بين حروفك وانت تنادين الفرح
ليلج ابوابنا في كل بلداننا المليئة بالحزن
شكرا لروحك سيدتي

نهلة عبد العزيز
14-02-2013, 04:27 AM
مني

عندما ينسكب حبر قلمك اعرف
انه حتما رغم الحزن يتدفق عطر الياسمين برائحتك
اعرف انها الورود تتفتح لكلماتك
تشبه اشراقة الشمس بعد طول شتاء

تقبلي مروري

منى الخالدي
15-02-2013, 09:28 PM
ظمأ الفرح يجفّف شرايين السّعادة التي تظلّ لاهثة حتّى يبللها ندى الفرح يوما...

حين يعتاد الإنسان شيئا يألفه، وإن كان حزنا... ويظل القلم الوطن الكبير الذي لا يخذل مواطنيه، وإن طمع به الأعداء لا يستطيعون النّيل منه لأنّه الفكر والمشاعر المخزونة في صناديق لا يفتحها إلذا مفتاح صاحبها. وللوطن الأمّ ذكرى ترافق كلّ بعيد عنه حاك له الزّمان لباس القهر والإبعاد .
نثرت كماتك مؤثّرة وعبقة بالشّوق لفرح يستل ستائره على نوافذ الحزن
بورك القلم وصاحبته
تقديري وتحيّتي


الأخت القديرة كاملة بدارنه..
الفرح زائرٌ عجيبٌ غريب..يمر من على قلوبٍ و ينسى أخرى ليتركها في دائرة الضياع، علينا أن نتسلح بالصبر حتى يعود إلينا..

سلمتِ و ألف شكر على مروركِ الراقي..

منى الخالدي
15-02-2013, 09:36 PM
الحزن .. يكتبنا ويؤرخ وجودنا ... إنه شقيقنا وظلنا و...


رباه : عجّل بالفرج .

عجّل الله الفرج، و منح قلبك السكينة و الإطمئنان أخي العزيز خليل
أسعدني مرورك الغالي.. و نسيتُ و سط زحام الكلمات أنني أنادي الفرح..

دمت بألف خير و لحظات سعادة..

ربيحة الرفاعي
19-03-2013, 12:41 PM
أناديك يا أيها الفرحُ و لا أنتظر دوري عندك، بل صرتُ أطرق أبوابك لأوقظك من غفوةٍ على سرير غيابك، أناديك من عمق حزني و لا أنتظر منك زادي..إنني اليوم زهدتُ عنك ، تأقلمتُ مع غربتي و احتضنت قلبي بأنامل شاخت على حزني، و قلم صار هو وطني الأكبر

ليس أندى ولا أسمى من أن يطلب الكليم السلامة لغيره
وأن يتمنى الحزين الفرح للآخرين فيناديه إليهم ويسأله زيارتهم

نص جميل لونته إنسانية حس وسموق طرحك وجمال حرفك
فتألق بروعة القول وأناقته

دمت بروعتك

تحاياي

نداء غريب صبري
14-04-2013, 06:30 PM
الوطن الحبيب ذكرى رائعة تحيها فينا النصوص الجميلة

نثر ممتع اختي

شكرا لك

بوركت

آمال المصري
07-05-2013, 01:44 AM
نناجي الفرح الحضور اشتياقا لرشفة منه وقلما يستجيب حيث تحاصرنا بحار الحزن رغما عنا رافضة الانحسار
ويظل وميض من أمل تخترق أشعته قلوب ملت الانتظار
شكرا لك أيتها الرائعة على هذا الجمال الذي نثرت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

د. سمير العمري
22-03-2015, 01:49 PM
كأني بالفرح قد خاصم كل القلوب وعادى كل النفوس في بلاد فقدت معنى الصدق والحب والتسامح!

نص موجع موغل في الألم ، وأسلوب رقيق راق يزيده الحزن وجدا ويلهبه الكبت وقدا.

لا فض فوك مبدعة!

تقديري

خلود محمد جمعة
24-03-2015, 08:47 AM
رسالة سامية بحس رهيف وحرف أبحر في الوجع بعمق وجمال
ذلك الخيط الذي اقتفيت أثره على أمل الفرح لن يبتعد كثيرا ان تابعنا الجري
طرح طيب وفكر نبيل ويراع متألق
دمت فرحة
كل التقدير

ناديه محمد الجابي
02-06-2016, 08:43 PM
عندما يكبل الحرف بالحزن ـ والقلب بالشوق للوطن
يبق الفرح أملا بعيدا نشتاقه
إحساس قوي سكبته في صور بهية تدل على رهافة الحس
وبوح نثري يأسر القلوب بغدق المعنى وجمال الحرف
وتأملات هادفة بلغة طيبة خاطبت الروح والعقل
طبت حرفا وفكرا . :001:

ناديه محمد الجابي
17-09-2021, 12:19 PM
رسالة معبرة صادقة لفرح نفتقده
وعزف رائع على قيثارة الحزن والألم
وكلمات تنساب بين الضلوع ـ تخترقنا لتأخذنا إلى عالم الوجع
بحرف له سحر لأنه حرف صادق
بوح راقي يرقى بالمشاعر ويسمو بالروح فتسبح في فضائها.
سلمت وبورك القلب والقلم.
:009::008::009: